افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الاربعاء 2 اكتوبر 2024

الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Oct 02 24|08:17AM :نشر بتاريخ

"النهار":

اختلف مشهد ما سمي “توغّلاً إسرائيليا” عبر الحدود الجنوبية للبنان مع إسرائيل عن كل التجارب والاجتياحات والتوغلات التي حصلت في حقبات سابقة بدليل أن أي اقتحام أو تقدم للمشاة أو بالآليات والدبابات لم يحصل أو لم يكن ظاهراً أقله حتى ليل أمس. الانطباع الذي تكوّن لدى المراقبين والخبراء العسكريين كما لدى الأوساط الرسمية والدبلوماسية التي رصدت بدقة متناهية تطورات الساعات الـ 24 الفائتة، هو أن الجيش الإسرائيلي وضع خطة توغّل “جراحية” وشديدة الحذر بحيث لا يزال يطغى على مرحلتها الأولى الطابع الاستطلاعي لسبر غور الوحدات المقاتلة لدى “حزب الله” لا سيما منها وحدة الرضوان، كما الوحدات الصاروخية المضادة للآليات. كما أن اثارة الجيش الإسرائيلي أمس لموضوع الأنفاق، وحديثه عن اكتشاف خرائط تمتد حتى عمق الجليل الأعلى، يسلّط الضوء أيضاً على النمط الطارئ الذي تتبعه القيادة الميدانية الإسرائيلية في جس نبض “حزب الله” تحسباً لكمائن قاتلة قد يكون الحزب أعدّها إلى خطط أخرى لن يكشفها الا في حال توغّل جدي.

ويعتقد المراقبون انفسهم أن المعركة لم تنطلق بعد، وأن احتمال اندلاعها يبدو مؤكداً لدى زج إسرائيل بقوى آلية وبشرية كبيرة إذ عندها سيكون الاختبار الحاسم لمدى جهوزية “حزب الله” وما اذا كانت قدراته لا تزال في المستوى العملاني والميداني نفسه قبل تعرّضه لضربات قاسية لم يسبق له أن تعرض لها في كل المعارك مع إسرائيل. وأما ما يدأب الجانب الأميركي على ترداده من أن حجم التوغّل أو العملية البرية الإسرائيلية في الجنوب سيكون محدوداً جداً ولن يستمر أكثر من أيام، فإن ثمة شكوكا عميقة حياله أولاً لترجيح أن تكون الخطط الإسرائيلية أبعد بكثير من مجرد توغّل موقت بل تتصل بأهداف يعلنها المسؤولون السياسيون والعسكريون وتتصل بضرب البنية العسكرية والتسليحية لـ”حزب الله”، الأمر الذي يعني أن مدة الاحتلال المتجدد للجنوب وحجمه يصعب أن يكونا على الشكل المثار. ثم أن حجم الفرق الإسرائيلية المحتشدة على الحدود مع لبنان تشي بالاستعداد لغزو طويل المدى ولو صح أن الضوء الاخضر الأميركي أعطي لعملية محدودة مبدئياً.

“الفرقة 98 ”

وكان الجيش الإسرائيلي أعلن صباح أمس أن الفرقة 98 بدأت أنشطة موجهة ومحددة في منطقة جنوب لبنان، كما نشر مشاهد من تحضيرات قوات الفرقة.

في المقابل، أعلن “حزب الله” اطلاق “نداء لبيك يا نصر الله” عبر صليات صاروخية من نوع “فادي 4″ على قاعدة غليلوت التابعة لوحدة الإستخبارات العسكرية 8200 ومقر الموساد التي تقع في ‏ضواحي تل أبيب، كما استهدف تجمعاً للجنود الإسرائيليين قرب مستعمرة روش بينا وتجمعاً للقوات الاسرائيلية في ثكنة دوفيف بصاروخ فلق 2، وتجمع جنود بين موقعي الرمثا والسماقة في تلال كفرشوبا بـ 32 صاروخ ‏كاتيوشا وتجمعاً في موقع المطلة ومستعمرة كفار جلعادي.

وأعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أنه استهدف عشرات الأطنان من المواد المتفجرة وممتلكات ومقار قيادية لـ”حزب الله”. وأكد أن “قيادة الشمال نفذت عشرات من عمليات الدهم لمواقع قوة الرضوان التابعة لـ”حزب الله” وعثرنا على خريطة ونفق يتجه نحو حدود إسرائيل بهدف احتلال بلدات ظهرت على الخريطة”. ورد الحزب موضحاً أن نشر صور وأفلام من داخل ما سماه الجيش الإسرائيلي “مخازن وأنفاق “حزب الله” جاء في اطار الحرب النفسية والدعائية المكشوفة” وأكد الحزب أن “هذه الأفلام والصور قديمة للغاية ولا علاقة لها بأي عمل عسكري حالي عند الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة”.

وبعد الظهر أعلن الجيش الإسرائيلي إطلاق صواريخ من لبنان وسقوطها في مناطق مفتوحة وسط إسرائيل من دون تفعيل صفارات الإنذار، ثم تحدثت معلومات مساءً عن دوي انفجار كبير في منطقة تل أبيب الكبرى. كما قصف الحزب تجمعاً للجيش الإسرائيلي شرق موقع الناقورة البحري.

وأعلنت قيادة الجيش اللبناني رداً على “معلومات غير دقيقة حول انسحاب الجيش من مراكزه الحدودية الجنوبية لكيلومترات عدة في ظل تحضيرات العدو لتنفيذ عملية برية داخل الأراضي اللبنانية أن الوحدات العسكرية المنتشرة في الجنوب تنفذ إعادة تموضع لبعض نقاط المراقبة الأمامية ضمن قطاعات المسؤولية المحددة لها. كما تُواصل القيادة التعاون والتنسيق مع قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان”.

وعصراً عادت الغارات الإسرائيلية لتستهدف الضاحية وتحديداً الجناح في مبنى قرب مستشفى الزهراء في الجناح. وأعلن الجيش الإسرائيلي انه استهدف في الغارة محمد جعفر قصير قائد الوحدة 4400 في “حزب الله” المسؤولة عن نقل وسائل قتالية من ايران ووكلائها إلى “حزب الله”. وأفيد أن القاضي بلال حلاوي يقيم في الشقة المجاورة للشقة التي استهدفت ولم يتعرض لأذى. كما استهدفت غارات إسرائيلية بلدتي بريتال والحلانية في البقاع، وأسفرت الغارة على بريتال عن مجزرة ذهب ضحيتها سبعة أفراد من ثلاث عائلات كانوا يقيمون في المبنى المستهدف بينهم ثلاثة أطفال وامرأتان.

في غضون ذلك أعلنت “اليونيفيل أن الجيش الإسرائيلي “أبلغها عن نيته القيام بعمليات توغّل برية محدودة داخل لبنان”. وأضافت، “رغم هذا التطور الخطير، فإن حفظة السلام لا يزالون في مواقعهم. نحن نعمل بانتظام على تعديل وضعنا وأنشطتنا، ولدينا خطط طوارئ جاهزة للتفعيل إذا لزم الأمر. إن سلامة وأمن قوات حفظ السلام أمر بالغ الأهمية، ونذكّر جميع الأطراف بالتزاماتها إزاء احترام ذلك”. وأكدت “أن أي عبور إلى لبنان يشكل انتهاكاً للسيادة اللبنانية وسلامة أراضي لبنان، وانتهاكاً للقرار 1701. وإننا نحث جميع الأطراف على التراجع عن مثل هذه الأعمال التصعيدية التي لن تؤدي إلا إلى المزيد من العنف وإراقة المزيد من الدماء”.

وأشارت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس بلاسخارت إلى أن “ما كنّا نخشاه حصل. في ظل الضربات التي طالت كل أرجاء لبنان، بما في ذلك في قلب بيروت والتوغلات عبر الخط الأزرق”. وأكدت أن “كل صاروخ يُطلق وكل قنبلة تُسقط وكل غارة أرضية تُنَفّذ، تُبعد الأطراف أكثر عن الغاية المتوخاة من قرار مجلس الأمن رقم 1701 كما تباعد بينهم وبين خلق الظروف اللازمة للعودة الآمنة للمدنيين على جانبي الخط الأزرق”. وشددت على أن “دائرة العنف الجارية لن تحقق لأي طرف مبتغاه. ما زال هناك بصيص أمل لنجاح الجهود الدبلوماسية، لكن السؤال، هل ستغتنم تلك الفرصة أم يجري اهدارها؟”.

الحكومة والمساعدات

على صعيد المتابعة الرسمية للتطورات، جدّد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي التأكيد أن “لبنان يواجه واحدة من أخطر المحطات في تاريخه، حيث نزح حوالى مليون شخص من شعبنا بسبب الحرب المدمرة التي تشنها إسرائيل على لبنان”. وشدّد على “أن نعمل بشكل دؤوب بالتعاون مع المؤسسات التابعة للامم المتحدة والدول المانحة على تأمين الاحتياجات الأساسية للبنانيين النازحين، كما فعلنا خلال كل المراحل العصيبة التي مر بها لبنان”. وعقد ميقاتي اجتماعاً في السرايا مع المنظمات التابعة للأمم المتحدة وسفراء الدول المانحة في اطار خطة الاستجابة الحكومية لأزمة النزوح الناتجة عن العدوان الإسرائيلي على لبنان.

وبدوره توجه رئيس مجلس النواب نبيه بري “بالتقدير للجهود التي تبذلها الحكومة في إطار تأمين الإحتياجات الضروريه لإغاثة وإيواء النازحين جراء العدوان الإسرائيلي على لبنان،على الرغم من الإمكانات المتواضعة والمتوافرة لديها”، مؤكداً “تبني النداء الذي وجهه الرئيس نجيب ميقاتي للدول المانحة والجهات الإغاثية المعنية”. وجدّد “شكره للدول العربية الشقيقة والدول الصديقة التي بادرت بإرسال المساعدات الفورية”، مطالباً الأمم المتحدة بإنشاء جسر جوي يؤمن إيصال المواد الإغاثية ويكسر الحصار الجوي المفروض إسرائيلياً على لبنان.

 

 

 

"الأخبار":

تجربة الحرب المجنونة في غزة، تمثّل الدرس الأكثر وضوحاً حيال نمط التفكير عند أهل القرار في كيان الاحتلال. الأمر لا يتعلق فقط بالقوة النارية، بل في الأهداف أيضاً. بمعنى أنّ كل حديث يصدر في الإعلام أو حتى في الأروقة الديبلوماسية عن أن إسرائيل تريد التخلّص من تهديد حزب الله لسكان المستعمرات الشمالية، لا يمثل على الإطلاق الهدف الفعلي لهذه الحرب.الأميركيون يغطون العملية العسكرية الإسرائيلية، ويوفرون الدعم للعمليات، مبررين ما يحصل بأنه انتقام ممّا فعله حزب الله على مدار السنة الماضية، أو أنه وقائي لأن حزب الله يخطط لمهاجمة إسرائيل. لكنّ واشنطن توفر الدعم للمهمة الأكثر أهمية، والتي تستهدف تدمير الحزب كمؤسسة عسكرية وسياسية ومدنية واجتماعية، وصولاً إلى شطبه من المعادلة في لبنان. مع هدف آخر، يعتقدون أنه سيكون تحصيل حاصل، إذ تريد أميركا وإسرائيل ودول عربية وإقليمية التخلّص من دور حزب الله وتأثيره في ساحات المواجهة الأخرى. وتحديداً في سوريا والعراق واليمن وصولاً إلى إيران نفسها.

في الرسائل الديبلوماسية، أو حتى في التصريحات العلنية، تقول إسرائيل إن عمل قواتها سوف يكون محدود الوقت والنطاق. البسطاء أو المتواطئون، يفسرون الأمر، على أنه اجتياح محدود لشريط من القرى التي تقع على الحافة الأمامية، حيث يقول العدو، إنه توجد فيها مواقع ومنشآت لحزب الله. لكن الحقيقة التي تعرفها إسرائيل ويعرفها كل العالم، أن قدرات المقاومة البشرية والعسكرية ليست مرتبطة بهذه المساحة الجغرافيّة. وبالتالي فإن العدو يكذب على جمهوره بأن عمليته محدودة. والكذب هنا، يخص أساساً الجبهة الداخلية التي يعرف قادة العدو أنها شديدة الهشاشة إزاء كل ما يتصل بلبنان.

بعد كل ما حصل منذ أسابيع عدة، يمكن تحديد بعض النقاط الأساسية:

أولاً: إنّ الحافزية الموجودة لدى قوات الاحتلال، قيادة وجيشاً وأجهزة أمنية، هي اليوم في أعلى درجاتها، ما يجعل العدو في موقع الراغب بالتقدم خطوة بعد خطوة. ولتحقيق هذا الهدف، فإن إستراتيجية العدو تتّكل على عنوانَي «الخداع» و«اللكمات المتلاحقة»، وخصوصاً أن العدو يتصرف على أساس أنه وجّه ضربة قاسية جداً، وأن حزب الله لا يقدر على الوقوف على قدميه من جديد.

ثانياً: واضح بقوة، أن العدو، بكل مؤسساته السياسية والعسكرية والأمنية، أعدّ نفسه بطريقة لا تشبه استعداده في أي مواجهة سابقة مع أيٍّ من أعدائه، وأنّ ما حققته الاستخبارات الإسرائيلية تجاه منظومة حزب الله، يركّز على تحديد نقاط القوة الواجب ضربها سريعاً، عبر لكمات على الرأس مباشرة، ثم مواصلة الضربات على بقية الجسم بهدف شل المقاومة بصورة تامة. وبناءً عليه، فإن «النشوة» التي تعيشها إسرائيل، وخصوصاً بعد اغتيال الأمين العام لحزب الله الشهيد السيد حسن نصرالله، تدفعها إلى المضي قدماً في عملياتها. ما يعني بوضوح، أن مسار العمليات العدائية، يظل مرتبطاً بواقع الميدان. وفي كل لحظة تشعر فيها إسرائيل أنها تتفوق، فسوف تتقدم إلى الأمام أكثر.

ثالثاً: واضح أن العدو استفاد كثيراً ليس من تجربته في حرب عام 2006، بل أيضاً، من تجربة القتال في غزة منذ عام. وهو ما يجعل قوات الاحتلال، تتصرف بحذر في تحديد الأهداف، ليس فقط لمنع الوقوع في فخ القلق، بل لمنع أي تحولات تحصل على مستوى الجمهور في داخل الكيان. لأن حكومة بنيامين نتنياهو، تعرف أن الجبهة الداخلية، تتأثر بما يحدث مع لبنان بطريقة مختلفة عن أي جبهة أخرى. كما أن الإجماع القائم الآن حول الحرب على لبنان، يظل متماسكاً طالما هناك نجاحات، لكن اختبار صلابته يبدأ عندما تظهر نتائج مخالفة في الميدان.

رابعاً: إن حديث العدو عن هدف تدمير القدرات التي تهدد المستوطنات الشمالية، يسمح لها بمناورة كبيرة. فإذا شعر العدو بتعقديات وصعوبات، فهو يعطي نفسه هامش التراجع، وفتح المجال أمام المعالجات السياسية، وهو ما نعرفه جيداً. لكن حقيقة الأمر، أن إسرائيل لا تفكر بعلاج موضعي، بل هي تفكر بما هو أبعد بكثير. وواهم من يعتقد أن «القيادة الجماعية» للعدو تفكر في حدود المواجهة الموضعية مع حزب الله. لأن إستراتيجية العدو تستهدف تغييراً إستراتيجياً في المنطقة. يكون من ضمنه القضاء على حزب الله، ليس فقط كمصدر تهديد، بل كمركز وساحة لإدارة قوى المقاومة في فلسطين ومناطق أخرى.

خامساً: تتسم كل عمليات العدو، السياسية وحتى العسكرية بمبدأ «الخداع» في المواجهة مع لبنان. وهو خداع إستراتيجي، ليس مرتبطاً بمعركة محصورة في دائرة معينة. وبهذا المعنى، فإن ما تروج له إسرائيل من «محدودية أي عمل بري نطاقاً وزمناً»، لا يعبر مطلقاً عن ما يفكر به العدو. لكنه حيلة يمكن لحلفاء العدو ممارسة الضغط السياسي لمحاصرة حزب الله داخلياً. أو انتزاع تنازلات سياسية. وبالتالي، فإن العدو يعمل وفقاً لمبدأ «البناء العمودي» للضرب. أي إنها مستعدة لبناء طابق فوق طابق من مستويات العدوان . لكن حقيقة الأمر، أن إسرائيل تبدو مستعدة لما هو أكبر بكثير. ما يفتح المجال أمام تقديرات، بأن دائرة الاستهدافات من جانب العدو، لن تكون محصورة في منطقة معينة، وقد تتوسع لتشمل كل ما تعتقد إسرائيل أنه يخدم جبهة المقاومة في لبنان وخارجه. والجنون الإسرائيلي لن توقفه كل الدعوات الديبلوماسية، وخصوصاً أن الولايات المتحدة ماضية في دعمها المطلق لقوات الاحتلال. كما أن الدول الغربية الأخرى، ليست في وضع يمكّنها من فرض معادلات على إسرائيل.

سادساً: تعمل إسرائيل الآن، وفقاً لمنطق «كل يوم بيومه»، أي إنها تضرب وتنتظر النتائج، ثم تقرر الخطوة التالية. وهذا ما يحلينا إلى الاستنتاج المنطقي المقابل، لجهة معرفة أن ما يردع إسرائيل ويوقف اندفاعتها العسكرية، هو رهن برنامج عمل المقاومة. حيث يفترض بها، التوجه صوب توجيه ضربات إستراتيجة في عمق الكيان، والوقوف بثبات في الحلبة، ومبادلة العدو بإستراتيجية «اللكمات المتتالية». ونجاح المقاومة في تحقيق ضربات نوعية ضد العدو، سواء على الحدود، أو في عمق الكيان. يمثل العامل المركزي الذي يعيد ترتيب أولويات العدو، وليس هناك أي شيء آخر على الإطلاق.

إسرائيل تخوض الحرب منذ عام تحت عنوان «الحرب الوجودية». وهذا يعني أن على جبهة المقاومة القتال أيضاً من منطلق «الحرب الوجودية» أيضاً. وما بدأته المقاومة بالأمس، من ضربات نوعية جديدة، يمثل بداية مرحلة مختلفة. وإذا كان العدو منشغلاً في تقدير حجم الضرر الذي تسبّبت به عملياته. فإنه لم يعد يوجد أمام المقاومة سوى خيار الهجوم القاسي كوسيلة وحيدة لردع العدو. وما عدا ذلك، فإن كل الأفكار السياسية والحديث عن تسويات ليس سوى سراب بسراب!

 

 

 

"الجمهورية":

ربما تكون الحرب الشاملة في المنطقة قد بدأت، لكن نشوبها فعلياً من عدمه يبقي الأمر مرهوناً بما سيكون عليه الموقف الاسرائيلي رداً على الهجوم الايراني على إسرائيل مساء امس، لأنّ المنطقة تقف على شفيرهذه الحرب منذ عملية «طوفان الأقصى» التي تحلّ ذكراها الاولى في السابع من الجاري.

وقد جاء الهجوم الايراني على اسرائيل بعد ايام على اغتيالها الامين العام لحزب الله الشهيد السيد حسن نصرالله، وفيما تستعد لاجتياح بري لمنطقة جنوب الليطاني، منذرة سكان مدينة بنت جبيل وعشرات البلدات والقرى بوجوب اخلائها، فيما كانت ايران تُخرج منصاتها الصاروخية من مخابئها استعداداً للهجوم الصاروخي عليها. وتحت جنح هذه التطورات الخطيرة سُجّل حراك داخلي في اتجاه تأمين انتخاب رئيس للجمهورية، في ضوء ما اعلنه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عن توجّه لعقد جلسة انتخابية فور توقف اطلاق النار لانتخاب «رئيس لا يشكّل تحدّياً لأحد»، وكذلك في ضوء الحديث عن مسعى فرنسي ـ قطري مدعوم اميركياً لخفض التصعيد، يبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية.

فقد أمطرت قوات الحرس الثوري الإيراني اسرائيل مع الساعات الاولى من مساء امس، بمئات من الصواريخ البعيدة المدى، مستهدفة تل ابيب ومواقع استراتيجية وحساسة في مختلف أنحاء الاراضي الفلسطينية المحتلة، في وقت كانت تُسجّل في بعض شوارع تل ابيب عملية فدائية سقط فيها عشرات الإسرائيلين قتلى وجرحى.

الحرس الثوري

وتوعّد المرشد الاعلى الايراني السيد علي الخامنئي بأنّ «ضربات محور المقاومة ستصبح أقوى وأكثر إيلاماً على الجسد المتهالك والمتعفن للنظام الصهيوني».

واشار الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، الى أنّ «الهجوم كان جزءاً من قدراتنا، ولا تدخلوا في صراع مع إيران»، لافتاً الى أنّ «الهجوم كان دفاعاً عن مصالحنا ومواطنينا»، مؤكّداً أنّ «على رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أن يعلم أننا لا نسعى للحرب لكننا سنقف بحزم ضدّ أي تهديد». وأعلن الحرس الثوري الايراني في بيان «استهداف عمق الأراضي المحتلة رداً على استشهاد الشهيد هنية والشهيد السيد حسن نصر الله والشهيد نيلفروشان». وأضاف: «إذا ردّ الكيان الصهيوني على العمليات الإيرانية، فإنّه سيواجه هجمات ساحقة.

وجاء في البيان: «أيها الشعب الإيراني الشريف، بعد فترة من ضبط النفس تجاه انتهاك سيادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية عند اغتيال المجاهد الشهيد الدكتور إسماعيل هنية على يد الكيان الصهيوني وتجاه حق البلاد في الدفاع المشروع عن النفس بموجب ميثاق الأمم المتحدة، وتصاعد اعتداءات الكيان الصهيوني بدعم من أميركا في ارتكاب مجازر بحق شعبي لبنان وغزة، واستشهاد المجاهد الكبير قائد محور المقاومة والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله واستشهاد المستشار الكبير للحرس الثوري في لبنان العميد عباس نيلفروشان، أطلقت القوات الجوية التابعة للحرس الثوري قبل لحظات عشرات الصواريخ الباليستية على أهداف عسكرية أمنية مهمّة في عمق الأراضي المحتلة، والتي سنذكر تفاصيلها لاحقاً».

وأضاف: «إنّ هذه العملية تمّت بموافقة المجلس الأعلى للأمن القومي وإبلاغ هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة وبدعم من جيش الجمهورية الإسلامية الإيرانية ووزارة الدفاع، ونحذّر من أنّه اذا ردّ الكيان الصهيوني عسكرياً على هذه العملية التي تتوافق مع الحقوق القانونية للبلاد والقوانين الدولية، فإنّه سيواجه المزيد من الهجمات الساحقة والمدمّرة».

واعلن الحرس الثوري في بيان ثانٍ، انّه «وفقاً للوعود التي أطلقها مسؤولو الجمهورية الإسلامية والقادة العسكريون؛ قاموا بمساعدة بقية القوات المسلحة خلال عملية «الوعد الصادق 2» ورمز يا رسول الله (ص) باستهداف مراكز استراتيجية داخل الأراضي المحتلة بصواريخ إيرانية. وفي هذه العملية استهدف الحرس الثوري بعض القواعد الجوية والرادارية؛ مراكز التآمر والتخطيط لاغتيال قادة المقاومة، وخاصة الشهيد الدكتور إسماعيل هنية والقائد العام لحزب الله في لبنان الشهيد حجة الإسلام والمسلمين السيد حسن نصر الله، والقادة العسكريين في حزب الله».

واكّد انّ الهجوم الصاروخي استهدف «ثلاث قواعد عسكرية» في محيط تل أبيب. وقال: «استهدفنا 3 قواعد رئيسية للجيش الإسرائيلي». وأضاف، «استهدفنا قاعدة نتساريم لطائرات F35 التي اغتالت الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله». وقال: «استخدمنا للمّرة الأولى صواريخ فتّاح الفرط صوتية».

وأشار التلفزيون الإيراني، إلى أنّ «الحرس الثوري استهدف أجهزة الرادار في الأنظمة الدفاعية التي توجّه صواريخ آرو 2 وآرو 3». وقال انّ 80 في المئة من الصواريخ التي أطلقت على إسرائيل أصابت أهدافها.

وأعلنت البعثة الايرانية لدى الامم المتحدة أنّه «في حال قام الكيان الصهيوني بردّ فعل وارتكب عملاً شريراً جديداً، فإنّ الردّ اللاحق، سيكون هدّاماً ومدمّراً». وأضافت «انّ الاجراء الحقوقي والمنطقي والمشروع لايران جاء رداً على الاجراءات الارهابية للكيان الصهيوني في استهداف المواطنين والمصالح الايرانية والاعتداء على السيادة الوطنية للجمهورية الاسلامية الايرانية».

الموقف الاميركي

وأعلن البيت الابيض أنّ الرئيس الأميركي جو بايدن دعا الى اجتماع مع نائبته كامالا هاريس وفريق الأمن القومي لمناقشة هجوم إيران. وقال إنّهم «مستعدون لمساعدة إسرائيل في مواجهة هذه الهجمات وحماية الأميركيين في المنطقة». واضاف: «مستعدون لمساعدة إسرائيل بمواجهة إيران».

واشار مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان الى «أنّ الهجوم الإيراني على إسرائيل أُحبط فيما يبدو، وإن إدارة الرئيس جو بايدن ما زالت تراقب الوضع».

واضاف: «بناءً على ما نعرفه في هذه المرحلة، يبدو أنّ هذا الهجوم صُدّ ولم يكن فعّالاً»، معتبراً الهجوم «تصعيداً كبيراً من جانب إيران».

واعتبر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أنّ «الهجوم الإيراني على إسرائيل غير مقبول على الإطلاق»، مضيفاً في بيان مقتضب أنّ «العالم بأسره يجب أن يدينه». وذكر أنّ «التقارير الأولية تفيد أنّ إسرائيل، بدعم كبير من الولايات المتحدة وحلفاء آخرين، أحبطت بشكل فعّال هذا الهجوم». وأضاف: «أظهرنا مرّة أخرى التزامنا بالدفاع عن إسرائيل».

ونقلت «إن بي سي» عن مسؤول أميركي وآخر أردني أنّ «الأردن سمح للقوات الأميركية باستخدام أجوائه لإسقاط الصواريخ الإيرانية». وأكّد المسؤول الاردني، أننا «سنفعل الشيء نفسه في حال عبور أي صاروخ مجالنا الجوي».

نتنياهو وغالانت تحت الارض

وفيما سادت حالة من الاستنفار الأمني في إسرائيل مع بدء سقوط الصواريخ الايرانية، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أنّ إيران أطلقت عشرات الصواريخ تجاه إسرائيل. وقال: «قبل وقت قصير، تمّ إطلاق صواريخ من إيران على أراضي دولة إسرائيل». ودعا الاسرائيليين الى «توخي الحذر والتصرف وفقاً لتعليمات قيادة الجبهة الداخلية تماماً».

وقد توقفت عمليات الإقلاع والهبوط في مطار بن غوريون كلياً. فيما تحدثت وسائل اعلام مختلفة عن انّ الصواريخ الايرانية استهدفت مواقع وقواعد عسكرية ومطارات.

بدوره، اشار موقع «واللا نيوز» العبري، الى انّ هناك نحو 200 صاروخ باليستي وأكثر من 1800 إنذار في جميع أنحاء البلاد. وذكرت القناة 13 الإسرائيلية انّ رئيس الوزراء الاسرائيلي نتنياهو وعدد من الوزراء احتموا اثناء الهجوم الايراني في مكان محصّن تحت الارض في مدينة القدس. فيما وزير الدفاع غالانت تحّصن في مبنى تحت الأرض في وزارة الدفاع في تل أبيب.

نتنياهو يهدّد

وليلاً واشار نتنياهو إلى «انّ الهجوم الصاروخي الإيراني على إسرائيل فشل، وانّ طهران ارتكبت خطأ كبيراً الليلة وستدفع ثمنه». وقال رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي: «أثبتنا قدرتنا على منع إيران من تحقيق أي إنجاز، من خلال الدمج بين سلوك المواطنين المثالي ومنظومة دفاع جوي قوية جدًا». وأضاف: «سنختار متى سنجبي الثمن، وسنثبت قدراتنا الهجومية الدقيقة والمفاجئة، وفقًا لتوجيهات القيادة السياسية».

الجيش و«اليونيفيل»

في غضون ذلك، تواصلت المواجهات على الجبهة الجنوبية في ظل الاستعدادات الاسرائيلية لاجتياح منطقة جنوب الليطاني، فيما استهدفت الغارات الاسرائيلية الضاحية الجنوبية لبيروت مجدداً وطاولت عصر امس محلتي الجناح وبئر حسن. وأشارت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أنّ المستهدفين بالاغتيال في الضاحية هما المسؤولان في حزب الله «الشيخ صلاح» المسؤول عن نقل العسكريين من سوريا إلى لبنان و»ذو الفقار» وهو قائد في «فرقة الإمام الحسين».

الجيش لم يخلِ

وفي هذه الاجواء، اكّد الجيش اللبناني بانّه لم يخل مواقعه في الجنوب رغم «استمرار العدو الإسرائيلي في اعتداءاته الهمجية المتزايدة على مختلف المناطق اللبنانية». وردّت مديرية التوجيه في بيان لها على ما تناولته «بعض وسائل الإعلام معلومات غير دقيقة حول انسحاب الجيش من مراكزه الحدودية الجنوبية لعدة كيلومترات في ظل تحضيرات العدو لتنفيذ عملية برية داخل الأراضي اللبنانية». ولفتت إلى أنّ «ما يهمّ قيادة الجيش أن توضح هو أنّ الوحدات العسكرية المنتشرة في الجنوب تنفّذ إعادة تموضع لبعض نقاط المراقبة الأمامية، ضمن قطاعات المسؤولية المحدّدة لها. كما تُواصل القيادة التعاون والتنسيق مع قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان».

إبلاغ «اليونيفيل» بالاجتياح

وتزامناً مع هذه الخطوة، سجّلت قيادة «اليونيفيل» موقفاً لافتاً ونادراً، فوجّهت اتهاماً مباشراً الى اسرائيل بأنّ اجراءاتها الحدودية تشكّل «انتهاكاً للسيادة اللبنانية وسلامة أراضي لبنان». وقال بيان لها إنّ «الجيش الإسرائيلي ابلغها يوم أمس (أول أمس الاثنين) عن نيته القيام بعمليات توغل برية محدودة داخل لبنان».

واضاف البيان «رغم هذا التطور الخطير، فإنّ حفظة السلام لا يزالون في مواقعهم. نحن نعمل بانتظام على تعديل وضعنا وأنشطتنا، ولدينا خطط طوارئ جاهزة للتفعيل إذا لزم الأمر. إنّ سلامة وأمن قوات حفظ السلام أمر بالغ الأهمية، ونذكّر جميع الأطراف بالتزاماتها إزاء احترام ذلك». واضاف البيان: «إنّ أي عبور إلى لبنان يشكّل انتهاكاً للسيادة اللبنانية وسلامة أراضي لبنان، وانتهاكاً للقرار 1701. إننا نحث جميع الأطراف على التراجع عن مثل هذه الأعمال التصعيدية التي لن تؤدي إلّا إلى المزيد من العنف وإراقة المزيد من الدماء».

عين التينة «المحجة»

وفي هذه الاثناء، تحوّلت عين التينة محجة للسياسيين ورؤساء الكتل النيابية، في خطوة تلت المبادرة التي أطلقها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أول امس من منبرها، متحدثاً عن استعداد الرئيس بري للدعوة الى جلسة انتخابية تلي وقف اطلاق النار في جنوب لبنان لانتخاب رئيس للجمهورية «لا يشكّل تحدّياً لأحد».

وعلى هذه الخلفيات وبعد مسلسل الزيارات أمس لكل من كتلة «تجدد» و»لبنان القوي»، يستقبل بري قبل ظهر اليوم أعضاء كتلة «الاعتدال الوطني» في إطار تجاوبها مع هذه المبادرة وفي محاولة لترجمتها إن سمحت الظروف ونجحت المساعي لوقف التدهور الأمني في الجنوب ولجم العدوان الاسرائيلي.

وكشفت مصادر نيابية لـ«الجمهورية» انّ الكتلة واصلت اتصالاتها مع سفراء الخماسية الدولية والعربية قبل تحركها اليوم في اتجاه بري، وستواصل لقاءاتها مع كتل نيابية اخرى سعياً الى ترجمة هذه المبادرة والنفاذ بانتخاب رئيس للجمهورية، ذلك أنّ كل المشاورات الدولية أظهرت انّه لا يمكن ان يحضر لبنان على اي طاولة مفاوضات إقليمية أو دولية من دون ان يرأس وفده رئيس الدولة، لما له من صلاحيات لصيقة لا يمكن تجييرها لأحد.

المعارضة تتحرك باتجاهين

على صعيد موازٍ كشفت مصادر نيابية في المعارضة لـ«الجمهورية» انّ «لقاءات عدة عُقدت بين أركان المعارضة النيابية على اكثر من مستوى بعيداً من الاعلام، لترتيب موقف موحّد يدفعها في اتجاهين:

ـ الأول يقول بضرورة التحرك في اتجاه رئيس مجلس النواب نبيه بري في اسرع وقت ممكن، لاستغلال الثغرة التي فُتحت من المبادرة الاميركية ـ الفرنسية الدولية لخفض التصعيد، وتسهيل الحراك الهادف الى انتخاب رئيس للجمهورية، بعد فتح أبواب البرلمان لعقد جلسة نيابية تسمح للنواب بالاضطلاع بدورهم في هذه الظروف المصيرية للحدّ من العدوان الاسرائيلي الذي تسببت به الميليشيات التي صادرت قرارات الحكومة. ولفتت هذه المصادر الى اهمية التقاط اللحظة التاريخية التي يمكن ان تقود الى انتخاب رئيس ينهي الشلل في المؤسسات الدستورية ليكتمل عقدها، كما في اي دولة في العالم لها رئيسها ومؤسساتها لمواجهة التطورات الكبرى في المنطقة.

ـ الثاني يقول بضرورة التحرك في اتجاه الحكومة ورئيسها والوزارات المختصة لدعمها في خطواتها لمواجهتها آثار العدوان. فلا يمكن أن تبقى مهمتها تعداد الشهداء والجرحى والبحث عن موارد لخدمة عشرات الآلاف من النازحين في بلدهم من الذين هجّرتهم الحرب غير المتكافئة مع العدو الاسرائيلي، والتوصل الى مرحلة انتخاب رئيس وتشكيل حكومة جديدة.

 

 

 

 "الديار":

رغم مرور اربع وعشرين ساعة على الاعلان عن بدء المعركة البرية، والتضارب في المعلومات حول ما يجري على الحدود، مع دخول قوات الطوارئ الدولية طرفا فيه، اتجهت الانظار الى ايران التي انطلقت منها عشرات الصواريخ البالستية، وصواريخ الكروز، التي تضاربت المعلومات حولها، باتجاه المدن والمستعمرات الاسرائيلية، بعد قرار من مجلس الامن القومي الايراني بالانتقام لدماء اسماعيل هنية والسيد حسن نصرالله، وسط تهديد الحرس الثوري الايراني برد اقسى في حال قررت تل ابيب الانتقام للضربة، وهو ما اكد عليه الجيش الاسرائيلي.

الرد الايراني اكد ان المنطقة قاب قوسين او ادنى من الحرب الشاملة، مع سعي رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في جر طهران الى المعركة المباشرة، وبالتالي ادخال واشنطن الحرب، مع الاعلان عن اجتماع طارئ لمجلس امنها القومي برئاسة الرئيس بايدن.

ففيما اصداء الغارات المستمرة من الضاحية الجنوبية الى الجنوب مرورا بالبقاع، ما زالت تتردد نسبة لقوتها والدمار الهائل الذي تخلفه، يستعد الجيش الاسرائيلي للتوغل البري في جنوب لبنان بعد ان نال الضوء الاخضر السياسي الاسرائيلي والاميركي لتنفيذ عمليته، دون تسجيل اي خرق للحدود او احتكاك مع عناصر حزب الله حتى الساعة.

حزب الله

في المقابل، اعلن حزب الله «اننا أطلقنا بنداء لبيك يا نصر الله صليات صاروخية من نوع «فادي 4» على قاعدة غليلوت التابعة لوحدة الاستخبارات العسكرية 8200 ومقر الموساد التي تقع في ‏ضواحي تل أبيب». واعلن انه استهدف تجمعاً للجنود الاسرائيليين قرب مستعمرة روش بينا. و»اننا استهدفنا تجمعاً للقوات الاسرائيلية في ثكنة دوفيف بصاروخ فلق 2ـ وتجمعا لجنود العدو بين موقعي الرمثا والسماقة في تلال كفرشوبا بـ 32 صاروخ ‏كاتيوشا». واستهدف «تجمعاً لقوات العدو في موقع المطلة بقذائف المدفعية وأصابه إصابة مباشرة». واستهدف «الحزب» المطلّة ومستعمرة كفار جلعادي.

المجاهدون

وكان وجّه مجاهدو المقاومة الإسلامية في لبنان، رسالةً إلى الأمين لعام لحزب الله، الشهيد السيد حسن نصرالله، من «مرابض مدافعهم ومن صليات صواريخهم، ومن قبضاتهم، التي كانت وستبقى قابضةً على الزناد».

وخاطب المجاهدون الشهيد السيد حسن نصرالله، معربين عن «شكرهم لله الذي منّ عليهم بنعمة الجهاد في سبيله بين يدي الشهيد، وأكرمهم بمعرفته والعيش في زمانه، وشرّفهم بالسير خلفه (...) ليقاتلوا أعداء الله والإنسانية دفاعاً عن المظلومين والمستضعفين، ويحرروا الأرض ويحموا شعبهم».

وأكد المجاهدون في رسالتهم أنّ الشهيد السيد حسن نصرالله «أدى الأمانة ووفى العهد الذي قطعه وقطعوه هم معه، وصبر محتسباً»، مضيفين أنّه «مضى بهم من نصر إلى نصر، حتى فاضت روحه الشريفة»، ليلتحق بقافلة طويلة من أحبابه الشهداء والمجاهدين والقادة.

كما أقسم المجاهدون، «من على حدود فلسطين التي مضى (السيد) شهيداً على طريقها، ومن مواقع المقاومة الإسلامية على امتداد الوطن، بأنّهم والله على عهدهم ماضون، وعلى وعدهم مستمرون، حتى يحققوا آماله وأهدافه، مهما بلغت التضحيات».

ابعد من الليطاني

مصادر مطلعة على الوضعين العسكري والامني تؤكد ان الامور متجهة نحو تصعيد كبير، بحسب ما توحي به التطورات، كما عسكريا على الحدود كذلك في السياسة داخليا، في ظل الاصوات التي بدأت تتصاعد من هنا وهناك، مشيرة الى ان حجم الحشود التي نشرتها اسرائيل مباشرة على الحدود، والتي تخطى عددها الستين الف جندي، توحي بان ما يحضر له اكبر من عملية برية محدودة، زاد من الشكوك حولها ، طلب الناطق باسم الجيش الاسرائيلي إخلاء قراهم ومنازلهم إلى شمالي الأولي، ما يدلّ الى أنها في صدد القيام بعملية كبيرة جداً، لا أحد يعلم إلى أين ستؤدي.

التحرك الفرنسي

بين هذه المتناقضات كلها، وفيما ابلغ مسؤولون أميركيون قيادات دولية تواصلت مع واشنطن، أن «البيت الأبيض والبنتاغون أدركا أن تأثيرهما في عملية صنع القرار الإسرائيلي بشأن الحرب في لبنان محدود»، سجل التحرك الديبلوماسي الفرنسي اليتيم تجاه بيروت، في محاولة للملمة الوضع ووقف دوامة العنف، في وقت ركزت جهود الدول الاخرى على تامين متطلبات عمليات اجلاء من تبقى من مواطنيها في لبنان، بناء على معطيات التقارير الاستخباراتية الواردة عن اتجاه نحو تصعيد كبير، سيستمر لاسابيع، قد يترافق مع حصار بحري وجوي، وحزام نار ارضي.

اوساط سياسية واكبت محادثات الوزير الفرنسي في بيروت، كشفت عن مضمون لقاءاته بالقيادات السياسية اللبنانية، حيث حاول طرح خارطة طريق، اكد انها تحظى بدعم من الخماسي الباريسي، ترتكز على ثلاث نقاط رئيسية:

-وقف فوري لاطلاق النار على الجبهة الجنوبية، والمباشرة بنشر الجيش اللبناني وتطبيق القرار 1701، من ضمن الامكانات المتوافرة، على ان يصار الى تامين الدعم اللازم للجيش اللبناني على مراحل للقيام بكامل مهامه، على ان تؤمن له قوات الطوارئ الدولية المنتشرة في الجنوب الدعم اللازم له.

-انتخاب رئيس للجمهورية «انقاذي، سيادي، توافقي» كما ورد حرفيا على لسان الوزير خلال محادثاته، وهي مواصفات سبق وتم ذكرها في البيان الصادر عن الخماسية عقب اجتماعها في عوكر، وسط حديث عن لائحة دولية تضم اسماء اربعة مرشحين جديين، يترك للبنانيين الاتفاق على اسم منهم.

وقد رات الاوساط في اعلان الرئيس ميقاتي عن تاكيد رئيس المجلس الدعوة الى جلسة انتخاب ، فور وقف اطلاق النار، من دون ذكر طاولة الحوار، وفي الاشارة الى مرشح لا يشكل تحديا لاحد، تراجعا واضحا في النبرة وتخفيضا للسقوف العالية التي كان يضعها رئاسيا، وهو ما دفع «بهجمة» نيابية تجاه مقر الرئاسة الثالثة، للوقوف على صحة المتداول.

-تعهد فرنسي بالعمل على تامين الدعم الكامل للبنان، من خلال مؤتمر اصدقاء لبنان، والعمل على اقناع الدول الخليجية، وفي مقدمتها المملكة العربية السعودية بالانخراط في عملية اعادة الاعمار، لتمكين النازحين من العودة السريعة الى منازلهم، وتامين الدعم اللازم للاقتصاد اللبناني، لضمان ثبات سعر صرف الدولار.

غير ان الاوساط، نقلت اجواء عن عدم الارتياح في باريس، التي خرجت بقناعة ان طرفي الصراع، واصحاب القرار، ما عادوا يريدون القرار 1701، فتل ابيب راغبة في استثمار ما حققته «من انجازات»، وتسييله في قرار دولي او اتفاق برعاية دولية، فيما حارة حريك، المصرة على عدم الفصل بين لبنان وغزة، تسعى حاليا الى اعادة تفعيل قواعد الردع التي كانت قائمة سابقا، وتظهيرها في اتفاق دولي واضح.

عين التينة

في المواكبة السياسية، سجلت حركة سياسية لافتة نحو عين التينة، التي استقبلت «كتلة تجدّد»، المحسوبة على المعارضة، والتي تضم احد ابرز الاسماء المرشحة للرئاسة، فيما استقبل الرئيس بري رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، الذي أوضح أن «عدم انتخاب رئيس للجمهورية اليوم هو خدمة لإسرائيل».

اخطر المحطات

وبينما يعقد مجلس الوزراء جلسة اليوم عند الساعة 11، جدد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي «التأكيد أن لبنان يواجه واحدة من أخطر المحطات في تاريخه، حيث نزح حوالى مليون شخص من شعبنا بسبب الحرب المدمرة التي تشنها اسرائيل على لبنان». وشدد على «ان نعمل بشكل دؤوب بالتعاون مع المؤسسات التابعة للامم المتحدة والدول المانحة على تأمين الاحتياجات الأساسية للبنانيين النازحين، كما فعلنا خلال كل المراحل العصيبة التي مر بها لبنان». وكان رئيس الحكومة عقد اجتماعا في السراي مع المنظمات التابعة للأمم المتحدة وسفراء الدول المانحة في اطار خطة الاستجابة الحكومية لأزمة النزوح الناتجة من العدوان الاسرائيلي على لبنان.

ووفقا للارقام المقدمة، فان لبنان بحاجة الى اكثر من نصف مليار لبنان للتجاوب مع متطلبات الازمة الراهنة التي خلفتها الحرب الاسرائيلية، لا تملك منها الدولة اللبنانية حتى الساعة اكثر من 150 مليون دولار، وسط احجام الدول، وبخاصة الخليجية، على تقديم المساعدة رغم كل الاتصالات والضغوط الممارسة عليه، حيث كشفت مصادر دبلوماسية وجود صعوبة في تامين المبلغ المطلوب، في ظل المساعدات التي تقدم لغزة واوكرانيا، والتي استنزفت الكثير من الاحتياطات، فضلا عن وجود قرار اميركي واضح بعدم تسهيل تلك العملية.

سعر الدولار

ومع ارتفاع سعر الذهب مساء بشكل كبير بلغ الـ30 دولارا للاونصة الواحدة، استقر امس سعر صرف الدولار بعد القفزة التي سجلها وتخطت عتبة الـ 600 ليرة لبنانية، فيما سجلت الاسواق عملية بيع للدولار، واعتماد بعض مكاتب تحويل الاموال على دفع الحوالات الداخلية المحولة بالليرة اللبنانية بالدولار، بسبب غياب السيولة اللبنانية.

 

 

 

"اللواء":

السؤال البديهي المشروع: ماذا بعد الردّ الإيراني على الاغتيالات بما لا يقل عن 200 صاروخ، وصلت الى الاراضي المحتلة خلال 10 دقائق، مع محاولات اميركية لاعتراض وصولها، قبل ان يعلن الرئيس الاميركي جو بايدن انه اعطى الاوامر لتقديم المساعدة لدولة الاحتلال والدفاع عن امنها؟

حسب المصادر المطلعة، ليس من السهل استخلاص مجرى واضحاً لما يجري، فالمنطقة في اجواء حرب، وقد تكون على فوهة بركان، اذا لم يقرأ الجانب الاسرائيلي المدعوم اميركياً وغربياً، ان سياسة القتل والاستفراد لن تجعل منه لاعباً على المسرح، بلا منازع..

وعليه، في ضوء «اليوم البائس» الذي عاشته اسرائيل، بسواء على مستوى عدم نجاح خططها بالغزو البري لبعض القرى الجنوبية، او لعمليات داخل اسرائيل حيث تمكن مسلحان من قتل 10 اشخاص، فضلاً عن صواريخ المقاومة التي اصابت مواقع عسكرية اسرائيلية على بعد ما لا يقل عن 100كلم في الشمال، فإن الرد الايراني الصاروخي اعاد للمشهد بعض المعطيات، من ان الشرق الاوسط على شفير حرب، ما لم يحتوِ الاميركي الموقف والدول الكبرى، عبر قرار ملزم بالتهدئة ووقف النار، بدءاً من غزة الى جبهات المساندة فإن المنطقة ستشهد تطورات عسكرية واقتصادية تؤثر على المصالح الاقتصادية والنفطية والتجارية، للدول الكبرى، وتترك آثاراً خطيرة على قضية الامن والاستقرار في المنطقة.

الردّ الايراني

وبعد ساعات قليلة من ابلاغ البنتاغون الجيش الاسرائيلي بأن المعلومات تفيد عن ردّ ايراني على الاغتيالات التي تنفذها اسرائيل ضد قيادات المقاومة، ردّ الحرس الثوري الايراني باطلاق ما لا يقل عن 200 صاروخ ضد المدن الاسرائيلية.

وتابع الحرس، فإن الرد الاسرائيلي سيقابل بردّ اكثر شراسة مما حصل.

وقال الحرس الثوري الايراني ان القصف استهدف القواعد الثلاث في نافاتيم التي تضم طائرات أف 35، ونتساريم التي تضم طائرات أف 15 التي استخدمت لاغتيال السيد حسن نصر لله، وقاعدة تل نوف بالقرب من تل ابيب، مع الاشارة الى ان الحرس يستخدم لاول مرة صواريخ فتاح الفرط صوتية.

وفي حين توعد مصدر اسرائيلي ايران بأنها ستندم، اعلن عن اصابة قاعدة عسكرية وسط اسرائيل.

وسارع الجيش الاسرائيلي الى اغلاق مطار بن غوريون والمجال الجوي لاسرائيل، ثم قرر اعادة افتتاحها وتسيير حركة الهبوط والاقلاع.

وقال الجيش الاسرائيلي ان القصف على اسرائيل غير مسبوق بـ181 صاروخاً بالستياً.

وكرر الاتحاد الاوروبي حسب بيان للممثل الاعلى للاتحاد جوزيب بوريل، بعد الاجتماع الاستثنائي لوزراء خارجية الاتحاد موقفه من الدعوة لوقف فوري لاطلاق النار بين حزب لله واسرائيل، والالتزام بتنفيذ القرار 1701 لضمان العودة الآمنة للسكان النازحين عند طرفي الحدود.

مجلس الوزراء وثناء بري على الجهد الحكومي

محلياً، اضاف مجلس الوزراء الى جدول اعمال جلسته التي تعقد بالسراي الكبير اليوم بندين: هما: طلب هيئة الشراء العام تعدل السقوف المالية في بعض مواد قانون الشراء العام، ومذكرة رئيس هيئة الشراء العام بموضوع تأمين الحاجات الاساسية والملحة في ظل الظروف الاستثنائية.

وفي السياق، اثنى الرئيس نبيه بري على جهود الحكومة في توفير الاحتياجات الضرورية لايواء النازحين، مؤكداً على تبني النداء الذي وجهه الرئيس ميقاتي للدول المانحة والجهات الانمائية المعنية، شاكراً الدول العربية والصديقة التي بادرت بارسال المساعدات مطالباً الامم المتحدة بانشاء جسر جوي يؤمن ايصال المواد الاغاثية ويكسر الحصار الجوي المفروض اسرائيلياً على لبنان.

ونظراً للتطورات، اعلن وزير الاشغال العامة والنقل علي حمية اغلاق المجال الجوي امام حركة الطيران لمدة ساعتين، على ان يبقى الوضع قيد التقييم، لاستئناف الرحلات.

ولاحقاً اعلن حمية انه بناءً على توصية المعنيين في المديرية العامة للطيران المدني السماح باقلاع الطائرات نحو الغرب بعد التنسيق مع سلطات الطيران القبرص الى حين تقييم المستجدات لاتخاذ القرار المناسب وفق المعايير والمقاييس الدولية.

الملف الرئاسي

وحضر ملف ملء الشغور الرئاسي في لقاءات عين التينة، من زاوية تحصين الوحدة والتضامن سواء من خلال اللقاء بين بري ووفد كتلة تجدّد برئاسة النائب فؤاد مخزومي، الذي اعتبر ان المطلوب فوراً اعلان وقف العدوان والضغط على المجتمع الدولي لتحقيق هذا الهدف.

واعتبر النائب جبران باسيل رئيس تكتل لبنان القوي ان من الضروري انتخاب رئيس للجمهورية، وان عدم انتخابه هو في خدمة اسرائيل.

وذكر ان رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل سيزور الرئيس بري اليوم في اطار السعي لانقاذ الوضع، عبر عقد جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية.

اذاً، في المشهد المتفجر في المنطقة، انفتحت الجبهة الايرانية مساء امس بالصواريخ الباليستية تجاه تل ابيب ومحيطها في الكيان الاسرائيلي بعد ساعات قليلة على تحذير اميركي لإسرائيل عن نية طهران بشن هجوم صاروخي، بالتزامن مع عملية فدائية في يافا (تل ابيب العبرية) اودت بحياة 8 اسرائيليين واصابة اكثر من 10 بجروح بينهم اصابات خطيرة، وبالتزامن مع استمرار العدوان الجوي الاسرائيلي الواسع على لبنان، واستهداف الابنية السكنية وآخرها مساء امس في منطقة بئرحسن - الجناح ودوار الجندولين قرب السفارة الكويتية.

ونشرت وسائل اعلام عبرية خريطة بعد القصف من لبنان وايران والعملية الفدائية تظهر ان معظم سكان الكيان الاسرائيلي في الملاجئ.

واعلن جيش الاحتلال انه باشر فجر امس عملية برية محدودة ضد مواقع حزب لله في عدد من القرى الحدودية تحت اسم « سهام الشمال»، وحصول اشتباكات مع قوات الحزب، فيما نفى الحزب حصول اي تقدم بَرّي. وتأكد حسب المعلومات الميدانية ان اي اجتياح بري لم يحصل ولم تعبر اي دبابة الحدود نحو اي قرية، كما لم ينسحب الجيش اللبناني من مراكزه الحدودية الجنوبية لعدة كيلومترات انما نفذ اعادة تموضع لنقاط مراقبة امامية.

وذكر جيش الاحتلال الإسرائيلي صباح امس، «أن الفرقة 98 بدأت أنشطة موجهة ومحددة في منطقة جنوب لبنان»، كما نشر مشاهد من تحضيرات قوات الفرقة. وقال: «قوات الفرقة 98، ومن بينها قوات لواء الكوماندوز والمظليين والمدرعات من اللواء 7، أجرت الاستعدادات على مدار الأسابيع الأخيرة لتنفيذ عملية برية في جنوب لبنان، والتي بدأت الليلة الماضية (الاثنين)».

وزعم المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري «العثور على أنفاق وأسلحة لحزب لله خلال العمليات في جنوب لبنان»، قائلا «عثرنا على خريطة ونفق يتجه نحو حدود إسرائيل بهدف احتلال بلدات ظهرت على الخريطة « . وقال: « ان قيادة الشمال نفذت عشرات من عمليات الدهم لمواقع قوة الرضوان التابعة لحزب لله»

واضاف:ان حزب لله خطط لاقتحام المناطق الإسرائيلية ، وانه خلال العمليات كشفنا مخابئ أسلحة وجمعنا معلومات هامة ودمرنا وسائل قتالية. ودمرنا العديد من أنفاق حزب لله في عمليات برية وجوية في قرى بجنوب لبنان».

وتابع المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي: دمرنا المئات من مواقع تابعة لحزب لله في منطقة عيتا الشعب والجيش دمر أكثر من 700 هدف على الحدود مع لبنان، واستهدفنا عشرات الأطنان من المواد المتفجرة وممتلكات ومقار قيادية لحزب لله.

اما القناة 13 الإسرائيلية فزعمت: أن الجيش دمر في جنوب لبنان 30 طنا من الألغام المضادة للدروع و450 صاروخ «أر بي جي».

ونشر الاعلام العبري العسكري والمدني مقاطع فيدية تظهر دخول جنود الى احد الانفاق ومصادرة اسلحة وعتاد متنوع.

العملية البرية ونفي حزب الله

وفي حين نسب الى مسؤولين اسرائيليين ان جيشهم بدأ بتنفيذ عمليات محددة ومحدودة قرب الحدود، اكد حزب الله ان «ما تثيره الادعاءات الاسرائيلية عن دخول قوات الاحتلال الى الاراضي اللبنانية هو ادعاءات كاذبة».

لكن مسؤول العلاقات الاعلامية في حزب لله محمد عفيف نفى كل الادعاءات الصهيونية أن قوات الاحتلال دخلت إلى لبنان، وقال: هي ادعاءات كاذبة ولم يحدث أي اشتباك بري مباشر بعد بين مجاهدي المقاومة وقوات الاحتلال.‏

اضاف: مجاهدو المقاومة مستعدون للمواجهة المباشرة مع قوات العدو التي تتجرأ أو تحاول دخول ‏الاراضي اللبنانية وإلحاق أكبر الخسائر فيها.‏وقصف مقر «الموساد وقاعدة 8200» الاستخباراتية ليس إلّا البداية.‏

كما أعلنت قوات «اليونيفيل»: ان لا توغّلاً بريّاً إسرائيليًّا في لبنان حتّى الآن (ظهرا).

وكان الطيران المعادي نفذ غارة عند دوار «الجندولين» قرب السفارة الكويتية في بئر حسن، مستهدفة احد المباني، وهذه الغارة جاءت بعد دقائق قليلة من استهداف مبنى بين منطقتي الجناح والاوزاعي، في محيط مستشفى الزهراء.

واعلن الجيش الاسرائيلي انه قتل في الضاحية الجنوبية ذو الفقار حناوي قائدة «فرقة الامام الحسين».

 

 

 

"الأنباء" الالكترونية:

دخلنا في الحرب الكبرى، فيما مدى تمدّدها وتوسّعها وعمقها يعتمد على الرد الإسرائيلي على الضربة الصاروخية التي وجهتها إيران للعدو الإسرائيلي. إنتهى الرد الإيراني وإختلطت الأوراق من جديد، في الوقت الذي لا يمكن فيه إغفال قدرة ما حدث من تطورات على فتح باب التسوية أو وقف أي مسار للتوصّل إلى حل سياسي بما يتعلق بالمفاوضات حول البرنامج النووي الإيراني.

إشتعلت سماء المنطقة رداً على إغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، والأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، ونائب قائد الحرس الثوري الإيراني عباس نيلفوروشان، بحسب ما أعلن الحرس الثوري الإيراني. وذلك أيضأ بدعم من الجيش الإيراني ووزارة الدفاع وبموافقة من قِبل المجلس الأعلى للأمن القومي.

هذا الرد الذي سبقه تصريح لمسؤول كبير في البيت الأبيض، يوم أمس، وكشف أن الولايات المتحدة لديها مؤشرات إلى أن إيران تستعد لشنّ هجوم بصواريخ باليستية على إسرائيل قريباً، مشدداً على أن أي هجوم عسكري مباشر على إسرائيل من جانب إيران من شأنه أن يخلّف عواقب وخيمة على طهران. 

كذلك، الولايات المتحدة الأميركية علّقت على الضربة الإيرانية، وأشار الرئيس الأميركي جو بايدن أن الولايات المتحدة دعمت دفاع إسرائيل، و"مستعدون لمساعدة إسرائيل في مواجهة إيران". وكذلك سيتشاور البيت الأبيض مع الإسرائيليين بشأن الخطوات التالية التي يجب اتخاذها في ما يتعلّق بالرد.

رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو قال من الملجأ: "سنردّ بشكل قويّ جداً"، متوعداً طهران بدفع الثمن في أول ظهور له عقب الهجوم. هذا وإعتبر جيش العدو أن إيران تدفع الشرق الأوسط إلى التصعيد وأن إستهدافها سيكون له عواقب، وسيفعلون كل ما هو ضروري لحماية أمن مواطنيهم، معلناً أن سلاح الجو سيضرب أهدافاً في الشرق الأوسط.

وبالمقابل قالت هيئة الأركان الإيرانية انه "في حال تدخلت الدول الداعمة لإسرائيل ستُستهدَف مصالحها ومقارها في المنطقة وبقوة، وعلى الكيان الصهيوني ترقب تدمير بناه التحتية بشكل واسع وشامل إذا رد على الهجوم".

هذا ودعا مجلس الأمن الدولي الى عقد جلسة مفتوحة وطارئة، اليوم الأربعاء، بشأن التطورات في الشرق الأوسط.

القراءة الإستراتيجية للضربة الإيرانية يمكن تفنيدها بنقاط عدة، يحددها أستاذ العلاقات الدولية الدكتور خالد العزي، إذ يلفت الى أن "إيران كانت مجبرة على هذه الضربة وأعلنت مسبقاً أنها سترد وكأنها تكرّر تجربة نيسان الماضي". 

ويشير العزي في حديث لجريدة الأنباء الالكترونية إلى أن توقيت الرد يؤشر الى "تعثر فعلي في التفاوض بين طهران وواشنطن"، مذكراً بما قاله الإيرانيون "بأن حزب الله لا يستطيع الدخول وحده في المعركة، وكأنهم يقولون أن حزب الله يمكنه أن ينتظرنا للدخول معه في الحرب، ولكن حماية أمن إسرائيل يتحقق إذا ما عقدتم تسوية معنا".

ويتوقع العزي أن يكون الرد الإسرائيلي في وقت قريب، بحيث "سيحظى بحماية أميركية، خصوصأ أن الولايات المتحدة منتشرة في مناطق الوجود الإيراني، ومَن يملك الجو والتكنولوجيا يسيطر على الأرض".

ومن جانب آخر، يشير العزي الى أن رئاسة الأركان هي التي تدير المرحلة، علماً أن رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي تسي هاليفي متخصص في التخطيط الإستراتيجي ومهمته الرئيسية منذ تعيينه توجيه الضربات لأذرع إيران في دول المنطقة.

من الواضح أن المشهد الإقليمي معقّد - سياسياً وعسكرياً - لا سيما أن الدعوات من الأطراف المؤثّرة لتجنب الحرب الشاملة قد تحتاج الى ضغوط لخفض التصعيد والحد من توسّع قُطر المواجهة. من ناحية أخرى، أتى إعلان الكابينت الإسرائيلي بالموافقة على "عملية برية محدودة" في جنوب لبنان، كخطوة تصعيدية واضحة. 

وفي هذا الإطار، يشير الخبير العسكري والإستراتيجي، العميد خالد حمادة الى أنه لا بد بداية من التأكيد على التغيير الذي حصل في هذه المهمة المعلنة من قبل القيادة الإسرائيلية بإعادة مستوطني الشمال والتي أصبحت اليوم تدمير البنية التحتية لحزب الله.

وحول وصف هذه العملية بالمحدودة، يشير حمادة في حديث لجريدة الأنباء الالكترونية الى "أن الولايات المتحدة الأميركية لا يبدو أنها أعطت الضوء الأخضر لإسرائيل، وكذلك الدروس المستفادة التي إستخرجتها إسرائيل من حرب 2006 ومن غزة والتي تمنعها من زج قوات برية للتأكد من أن القدرات المقابلة لها لا تستطيع المواجهة، وبالتالي تتجنب أن تعطي حزب الله ورقة ميدانية تقول فيها أنه حقق إنتصاراً أو قلب ميزان القوى. هذا عوضاً عن "دراسة المخاطر التي تجريها القيادة الإسرائيلية حول مدى أو إمكانية نجاح حزب الله في إختطاف أو أسر بعض العسكريين وبالتالي تخوّفها من أن تدخل مجدداً في المأزق نفسه الذي دخلته بعد عملية طوفان الأقصى"، كما يوضح حمادة.

لغاية الآن لم تدخل الآليات الإسرائيلية الحدود اللبنانية، وفقاً لإفادات الجيش اللبناني واليونيفيل، بحيث يقدّر حمادة إستمرار الإشتباكات على الحدود، ويعتقد أن "إسرائيل تريد أن تدخل الى الأراضي اللبنانية من خلال التركيبة التي تشكلت منها القوة المهاجمة والتي تقوم على عناصر الكوماندوز وعناصر سلاح الهندسة، حيث تريد إجتياز الحدود بواسطة هذه العناصر للتحقق من وجود بنية تحتية لحزب الله في الطرف اللبناني من الحدود، ومصادرة وثائق وأسلحة". أما الأمر الأهم من تدمير القدرات هو "الحصول على مستندات وإثباتات تقدمها للرأي العام الدولي للقول أن القرار 1701 لم يكن مطبقاً وبالتالي كل هذه الإجراءات التي يُقدم عليها اللبنانيون أو الذين يطالبون بتطبيق القرار 1701 وفقاً لما كان مطبَّقاً لم تكن كافية ويجب اللجوء الى أساليب أخرى"، على حد قوله. 

ويوضح حمادة أن ما يمكن أن تستفيد منه إسرائيل أو جيشها من هذه العملية المحدودة العابرة للحدود هو إستطلاع قدرات حزب الله في المواجهة، والتي قال عنها نائب الأمين العام الشيخ نعيم قاسم أنها لا تزال موجودة، والحزب جاهز للمواجهة البرية. أما في المرحلة المقبلة، فيرى حمادة أنه قد تتطوّر العملية البرية إذا لم تجد مقومات أو قد تعتقد أو تتيقن بأن هناك مقومات وازنة وتعود الى عملية القصف والغارات الشديدة لتدمير ما أمكن من العقبات التي قد تعترض أي عملية برية.

بالمحصلة، كل ذلك يحصل والشعب اللبناني في مأساة حقيقية. والمؤسسات الرسمية تفعّل أطر وسبل معالجة أزمة النازحين، وتتلقى الهبات والدعم الطبي والإنساني من دول صديقة، بالتوازي مع مساع دبلوماسية وسياسية حثيثة لوقف الحرب وجهود داخلية لإنتخاب رئيس توافقي للبلاد.

 

 

 

"البناء":

بعد شهرين تماماً على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية في طهران، وبدفع استثنائي مثلته دماء الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله، وحجم التغوّل الإسرائيلي نحو التوحش الإجرامي في لبنان، والتباهي بالإمساك بزمام الردع الإقليمي الى حد حديث رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو عن إعادة تشكيل الشرق الأوسط على مقاس القوة الإسرائيلية، وتوصيف قصف الحديدة في اليمن كرسالة لإيران، قام الحرس الثوري الإيراني بترجمة قرار القائد الأعلى للقوات المسلحة الإيرانية الإمام السيد علي الخامنئي برد نوعي على كيان الاحتلال، خارقاً جدار الصمت بـ 250 صاروخاً فارطاً للصوت، توزّعت فوق خريطة فلسطين كسجادة نارية متفجرة، وصل منها 181 صاروخاً الى سماء فلسطين، حسب اعتراف جيش الاحتلال، وأصاب منها 85 صاروخاً الأهداف العسكرية التي قالت مصادر عسكرية نقلتها قنوات فضائية عربية، إنها دمّرت مطارات عسكرية ومعدات ورادارات وقتلت جنوداً وضباطاً.

الضربة الإيرانية التي أخرجت الفلسطينيين إلى الشوارع احتفالاً أثلجت صدور قوى محور المقاومة وشوارعها، أصابت بالغيظ مناهضي المقاومة الذين كانوا يتنافسون في المزايدة بالسؤال، «أين إيران؟»، فأصابهم الخرس عندما ظهرت إيران بأبهى صور المواقف والمساندة والانتماء لمحور المقاومة، بينما أصاب الارتباك واشنطن التي خرج مستشار الأمن القومي فيها جاك سوليفان، ووزير خارجيتها أنتوني بلينكن يخففان من أهمية الضربة ويقولان إنها فشلت، تمهيداً لطلب عدم الرد عليها من جانب الكيان، تفادياً لإشعال حرب تنتج عن الرد والرد على الرد، وقد توعّدت إيران برد مدمّر إذا رد الكيان على الضربة، بينما تراوحت المواقف في الكيان بين تهديد بنيامين نتنياهو لإيران بدفع الثمن، وكلام رئيس الأركان هتسي هاليفي عن نجاح دفاعي وانتظار الوقت المناسب لإظهار القدرة الهجوميّة، لتبدأ مشاورات أميركية إسرائيلية حول كيفية التصرف، بين خيار الردّ وما يرتبه من مخاطر، وخيار الصمت والاحتواء وما يرتّبه من خسارة صورة الردع.

على جبهة لبنان، ظهرت المقاومة المقتدرة وقد استعادت عافيتها، حيث أطلقت عشرات الصواريخ على مستوطنات ومدن الكيان في شمال فلسطين المحتلة بما فيها مدينة حيفا، بينما وصلت عدة صواريخ باليستية إلى أهداف عسكريّة في ضواحي تل أبيب الشمالية والجنوبية، وكان الحدث الأهم هو نجاح المقاومة في إحباط استباقيّ لعمل عسكري بري نوعي روّج له جيش الاحتلال طوال ليل أول أمس، ليتكشّف الصباح عن كذبة، ومجموعة أكاذيب كما قال مسؤول العلاقات الإعلامية في حزب الله محمد عفيف. وردت المقاومة على الظهور الإعلامي للناطق بلسان جيش الاحتلال دانيال هغاري، وادعى خلاله أن أنفاقاً قرب الحدود تم اكتشافها وتدميرها على خط الحدود، فقالت إن الفيديوهات قديمة ولا علاقة لها بعملية أول أمس.

وبينما يعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً طارئاً اليوم الأربعاء للبحث في التصعيد في الشرق الأوسط، فإن العدوان الإسرائيلي على لبنان مستمرّ من الجنوب مروراً بمخيم عين الحلوة إلى البقاع وبينهما الضاحية الجنوبية التي تمّ استهدافها مساء أمس وتحديداً في منطقتي الجناح وطريق المطار.

هذا ولا يتوقف العدو عن إصدار بيانات وتسريب معلومات بشأن ما يصفه بعمليات برية محدودة، حيث اعلن مسؤولون إسرائيليون أن جيشهم بدأ تنفيذ عمليات محدودة ومحددة الهدف في قرى قرب الحدود لكن حزب الله أكد أن ما تثيره الادعاءات الصهيونية عن دخول قوات الاحتلال إلى الأراضي اللبنانية هو إدعاءات كاذبة. وأوضحت العلاقات الإعلامية في الحزب أنه لم يحدث أي اشتباك بري مباشر بين هذه القوات والمقاومين.

ولفت النائب حسن فضل الله إلى أنّ المقاومة على جهوزية كاملة للالتحام البريّ «وهذا متروك للميدان والقيادات الميدانية وللخطط البديلة، التي وضعتها المقاومة وصادق عليها السيد نصرالله قبل استشهاده».

وأشار إلى أنّ المقاومة في موقع الدفاع ولن تسمح لـ»إسرائيل» بأن تنفّذ مشاريعها في لبنان. وقال: «كما قاومناها في الـ1982 سنقاومها ونقاتلها اليوم».

في موازاة الحديث الإسرائيلي عن الخيار البري أدخل حزب الله صاروخاً جديداً إلى الخدمة. وأعلن حزب الله «اننا أطلقنا بنداء لبيك يا نصر الله صليات صاروخية من نوع «فادي 4» على قاعدة غليلوت التابعة لوحدة الاستخبارات العسكرية 8200 ومقر الموساد الذي يقع في ‏ضواحي تل أبيب». وأعلن أنه استهدف تجمعاً للجنود الإسرائيليين قرب مستعمرة روش بينا. كما استهدف تجمعاً للقوات الإسرائيلية في ثكنة دوفيف بصاروخ فلق 2 وتجمعاً لجنود العدو بين موقعي الرمثا والسماقة في تلال كفرشوبا بـ 32 صاروخ ‏كاتيوشا». واستهدف «تجمّعاً لقوات العدو في موقع المطلة بقذائف المدفعية وأصابه إصابة مباشرة». واستهدف «الحزب» المطلّة ومستعمرة كفار جلعادي

وادعى المتحدث باسم جيش العدو الإسرائيلي دانيال هغاري أن «إسرائيل» استهدفت بعشرات الأطنان من المواد المتفجرة ممتلكات ومقار قيادية لحزب الله. وأضاف: عملياتنا في الأراضي اللبنانية ستستمر هذه الليلة، وأكد أن: قيادة الشمال نفذت العشرات من عمليات الدهم لمواقع قوة الرضوان التابعة لحزب الله، مشيراً الى «اننا عثرنا على خريطة ونفق يتجه نحو حدود «إسرائيل» بهدف احتلال بلدات ظهرت على الخريطة».

وكان حذّر جيش العدو الإسرائيلي أهالي القرى الحدودية طالباً منهم مغادرة منازلهم… واعلن أن الفرقة 98 بدأت أنشطة موجهة ومحددة في منطقة جنوب لبنان، كما نشر مشاهد من تحضيرات قوات الفرقة. وقال: «قوات الفرقة 98، ومن بينها قوات لواء الكوماندوز والمظليين والمدرعات من اللواء 7، أجرت الاستعدادات على مدار الأسابيع الأخيرة لتنفيذ عملية برية في جنوب لبنان، والتي بدأت الليلة الماضية (الاثنين)».

إلى ذلك، صدر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه البيان الآتي: «مع استمرار العدو الإسرائيلي في اعتداءاته الهمجية المتزايدة على مختلف المناطق اللبنانية، تناول بعض وسائل الإعلام معلومات غير دقيقة حول انسحاب الجيش من مراكزه الحدودية الجنوبية لعدة كيلومترات في ظل تحضيرات العدو لتنفيذ عملية برية داخل الأراضي اللبنانية. يهمّ قيادة الجيش أن توضح أن الوحدات العسكرية المنتشرة في الجنوب تنفذ إعادة تموضع لبعض نقاط المراقبة الأمامية ضمن قطاعات المسؤولية المحددة لها. كما تُواصل القيادة التعاون والتنسيق مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان».

وأعلنت «اليونيفيل» في بيان أن حفظة السلام لا يزالون في مواقعهم. نحن نعمل بانتظام على تعديل وضعنا وأنشطتنا، ولدينا خطط طوارئ جاهزة للتفعيل إذا لزم الأمر. إن سلامة وأمن قوات حفظ السلام أمر بالغ الأهمية، ونذكّر جميع الأطراف بالتزاماتها إزاء احترام ذلك». أضاف البيان: إن أي عبور إلى لبنان يشكل انتهاكاً للسيادة اللبنانية وسلامة أراضي لبنان، وانتهاكاً للقرار 1701. إننا نحث جميع الأطراف على التراجع عن مثل هذه الأعمال التصعيدية التي لن تؤدي إلا إلى المزيد من العنف وإراقة المزيد من الدماء». وأكدت «اليونيفل» أن «ثمن الاستمرار في مسار العمل الحالي باهظ للغاية». وشدّدت على «وجوب حماية المدنيين، وعدم استهداف البنية الأساسية المدنية، واحترام القانون الدولي». وحضت «الأطراف بقوة على إعادة التزام قرارات مجلس الأمن والقرار 1701 (2006) باعتباره الحل الوحيد القابل للتطبيق لإعادة الاستقرار إلى هذه المنطقة».

وأشارت المنسقة الخاصة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس بلاسخارت التي زارت بكركي ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل إلى أن «ما كنّا نخشاه حصل. في ظل الضربات التي طالت كافة أرجاء لبنان، بما في ذلك في قلب بيروت والتوغلات عبر الخط الأزرق، يتصاعد العنف إلى مستويات خطيرة». وأكدت في بيان، أن «كل صاروخ يُطلق وكل قنبلة تُسقط وكل غارة أرضية تُنَفّذ، تُبعد الأطراف أكثر عن الغاية المتوخاة من قرار مجلس الأمن رقم 1701 (2006) كما تباعد بينهم وبين خلق الظروف اللازمة للعودة الآمنة للمدنيين على جانبي الخط الأزرق». وشدّدت على أن «دائرة العنف الجارية لن تحقق لأي طرف مبتغاه. لا زال هناك بصيص أمل لنجاح الجهود الدبلوماسية، لكن السؤال هل ستغتنم تلك الفرصة أم يجري إهدارها؟».

وجدِّد الاتحاد الأوروبي دعوته الى وقف فوري لإطلاق النار بين حزب الله و»إسرائيل»، ودعا الطرفين إلى الالتزام بالتنفيذ الكامل والمتناسب لقرار مجلس الأمن الدولي 1701، لضمان العودة الآمنة للسكان النازحين على كلا الجانبين من الحدود كجزء من تسوية تفاوضية أوسع. ومرة أخرى، حثّ رئيس الاتحاد الأوروبي باتريك دوريل على احترام القانون الإنساني الدولي في جميع الظروف. ينبغي الآن إسكات الأسلحة، وينبغي أن يتكلم صوت الدبلوماسية وأن يسمعه الجميع. وأضاف «إن أي تدخل عسكريّ آخر من شأنه أن يؤدي إلى تفاقم الأوضاع بشكل كبير، ويجب تجنّبه. ونحن نشعر بقلق بالغ إزاء خطر هذا التصعيد الإضافي للنزاع في جميع أنحاء المنطقة، ونحثُّ الأطراف في المنطقة على التحلّي بضبط النفس لصالح وقف التصعيد. لقد كنّا نتحدث عن كيفية حشد دعمنا الإنساني.

واشار رئيس وزراء فرنسا ميشال بارنييه في تصريح له أمام البرلمان، إن باريس لا بدّ أن تواصل العمل مع حلفائها في أوروبا والولايات المتحدة لوقف الأعمال القتالية في لبنان.

وأعلن وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي أن أحداً لا يرغب في العودة إلى الماضي عندما ظلت «إسرائيل» تقاتل في جنوب لبنان لفترة طويلة، وأضاف أن ثمن الحرب في الشرق الأوسط سيكون «باهظاً».

وأضاف: «لا أحد منا يريد أن يرى حرباً إقليمية. الثمن سيكون باهظاً بالنسبة للشرق الأوسط وسيكون له أثر كبير على الاقتصاد العالمي».

ودعا رئيس مجلس النواب نبيه بري الحكومة إلى القيام بجهد مضاعف مؤكداً تبني النداء الذي وجهه الرئيس نجيب ميقاتي للدول المانحة والجهات الإغاثية المعنية. وطالب الأمم المتحدة بإنشاء جسر جوي يؤمن إيصال المواد الإغاثية ويكسر الحصار الجوي الإسرائيلي على لبنان.

وبينما يعقد مجلس الوزراء جلسة عند الساعة 11 من صباح اليوم، جدّد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي «التأكيد أن لبنان يواجه واحدة من أخطر المحطات في تاريخه، حيث نزح حوالي مليون شخص من شعبنا بسبب الحرب المدمّرة التي تشنّها «إسرائيل» على لبنان». وشدّد على «أن نعمل بشكل دؤوب بالتعاون مع المؤسسات التابعة للأمم المتحدة والدول المانحة على تأمين الاحتياجات الأساسية للبنانيين النازحين، كما فعلنا خلال كل المراحل العصيبة التي مر بها لبنان». وكان رئيس الحكومة عقد اجتماعاً في السراي مع المنظمات التابعة للأمم المتحدة وسفراء الدول المانحة في إطار خطة الاستجابة الحكومية لأزمة النزوح الناتجة عن العدوان الإسرائيلي على لبنان. شارك في الاجتماع المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في لبنان عمران ريزا، رئيسة مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية بالإنابة في بيروت كريستين كنتسن.

في غضون ذلك، سجلت حركة سياسية لافتة نحو عين التينة. فأكدّ النائب فؤاد مخزومي بعد لقاء كتلة تجدّد رئيس مجلس النواب نبيه بري أن «خيارنا هو مدّ اليد لتضامن وطني حقيقي غير مصطنع وأن تحمي الدولة جميع اللبنانيين»، لافتًا الى أن «زيارتنا للرئيس بري كانت للعب دور الإنقاذ وستليها زيارة إلى ميقاتي». وشدّد على أن «المطلوب هو المصارحة والحلول الجدية والجرأة واتخاذ القرارات الصائبة والتنسيق بين المؤسسات الحكومية للوقوف إلى جانب أهلنا وضبط التعديات على الممتلكات في بيروت». كما دعا «لانتخاب رئيس للجمهورية فوراً والالتفاف حول الشرعية». وقال: «طلبنا تحديد جلسة مفتوحة بدورات متتالية وتشكيل حكومة بعدها والمطلوب وقف إطلاق النار ومنع أيّ عمل عسكري ونشر الجيش على طول الخط الأزرق وتطبيق القرارات الدولية».

استقبل الرئيس بري رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل الذي شدّد على أن «بوحدتنا نتخطى ونتفادى الفتن»، معتبراً أن «في الجنوب، المقاومين يقومون بمهامهم أما في الداخل فالابتعاد عن الفتن هو من مهامنا». واعتبر باسيل أننا «أمام خطر إسرائيلي حقيقي وعندما نطالب بوقف إطلاق للنار فهذه المطالبة لتفادي الخطر، ونحن نعلم ما معنى السيطرة الإسرائيلية على أراضينا». وأوضح أن «عدم انتخاب رئيس للجمهورية اليوم هو خدمة لـ»إسرائيل»». وأكد أننا «لن نقبل بفرض رئيس على فئة معينة من اللبنانيين ومن السهل الاتفاق على رئيس بإمكانه أن يجمعنا ويوحّدنا»، مشيراً إلى أن «مصلحة لبنان هي الاتفاق بأسرع وقت على انتخاب رئيس للجمهورية».

وبحسب معلومات صحافية فإن رئيس حزب «الكتائب» النائب سامي الجميّل سيزور برّي اليوم في عين التينة، كما ستكون هناك زيارات عدّة من نواب المعارضة.

رأى مصدر دبلوماسي أن «مساعي فرنسية وقطرية مشتركة بدعم أميركي لخفض التصعيد تبدأ بانتخاب رئيس للجمهورية، وتنطلق من فكرة أن أي فرصة لدفع المجتمع الدولي لوقف الحرب تتطلب إرادة داخلية»، مرجحة أن «تُستكمل المساعي التي بدأت مع الزيارات الفرنسية بزيارة مبعوث قطري إلى بيروت في الأيام المقبلة.»

واستقبل قائد الجيش العماد جوزاف عون في مكتبه في اليرزة السفير الأسترالي Andrew Barnes مع وفد مرافق، والسفير البريطاني Hamish Cowell يرافقه قائد العمليات المشتركة في الجيش البريطاني العميد Paul Maynard، وتناول البحث الأوضاع العامة في البلاد في ظل العدوان الإسرائيلي المستمرّ على لبنان. كذلك استقبل الملحق العسكري السعودي العقيد البحري الركن فواز بن مساعد المطيري، وجرى التداول في الأوضاع العامة في البلاد وسبل تعزيز التعاون.

مقتل 8 مستوطنين في عملية إطلاق نار في تل أبيب

قتل 8 مستوطنين «إسرائيليين» وجرح آخرون في عملية إطلاق نار داخل محطة للحافلات في تل أبيب، وفق مصادر طبية للاحتلال.

وذكرت «القناة 12» العبرية أنّ المنفذ فتح النار على مستوطنين ينتظرون الحافلات، في حين نقلت «هيئة البث الإسرائيلية»، عن مصدر في شرطة الاحتلال أنّ عملية إطلاق النار نفذها شخصان باستخدام الأسلحة الرشاشة.

وقالت وسائل إعلام العدو إنّ هذا «الحدث الصعب يعيدنا إلى يوم السابع من أكتوبر»، أيّ يوم انطلاق عملية «طوفان الأقصى» العام الماضي.

وباركت حركة «حماس» العملية التي رأت أنها «ردٌّ طبيعيٌّ على حرب الإبادة الجماعية والعدوان الصهيوني المستمر الذي يرتكبه العدو الصهيوني ضدَّ شعبنا في قطاع غزَّة والضفة والقدس ولبنان».

ودعت الحركة، في بيان، «جماهير شعبنا وشبابنا الثائر في عموم الضفة والقدس والدَّاخل المحتل إلى تصعيد كلّ أشكال المقاومة والاشتباك مع العدو الصهيوني بكل الوسائل، انتصاراً لأهلنا في قطاع غزَّة»، ودفاعاً عن القدس.

 

 

 

 "الشرق":

قال مسؤول أميركي كبير الثلاثاء، إنّ “الولايات المتحدة لديها مؤشرات تفيد بأنّ إيران تستعد لشنّ هجوم وشيك بصواريخ باليستية” على إسرائيل.

وأضاف المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن هويته، “نحن ندعم بنشاط الاستعدادات الدفاعية الإسرائيلية، مؤكدا أنّ “هجوما عسكريا مباشرا من قبل إيران على إسرائيل ستكون له عواقب وخيمة” بالنسبة إلى طهران.

وتعليقا على هذا التحذير الأميركي قال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية مستعدة تماما لأي هجوم من إيران لكن لم يجر رصد أي تهديد في الوقت الحالي.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هاغاري في بيان أذيع على التلفزيون إن إسرائيل وحلفاءها في حالة تأهب قصوى وإن أي هجوم من إيران سيكون له تداعيات. وأكد هاغاري أن القيادة المركزية الأميركية متأهبة لأي تهديد إيراني.

واعلن ان وزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس الاركان هاليفي يجريان تقويما مشتركا حول هذا التطور الايراني.

من جهته، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن الولايات المتحدة تتابع الأحداث في الشرق الأوسط عن كثب وملتزمة بالدفاع عن إسرائيل.

وتأتي تعليقات بلينكن بالتزامن مع بداية ما يُعتقد أنه توغل عسكري إسرائيلي في الأراضي اللبنانية.

وبالاعلان عن الاستعداد الايراني قفز سعر برميل النفط 3 بالمئة.

وأعلن البيت الابيض والبنتاغون ان ايران قد تهاجم اهدافا عسكرية وحكومية لا مدنية.

وأفادت ”القناة 14” الاسرائيلية ان الهجوم الايراني شمل 3 قواعد جوية عسكرية ومقر استخباري شمال تل أبيب.

وكانت السفارة الاميركية طالبت مواطنيها في اسرائيل بالبقاء في المنازل والاستعداد لدخول الملاجئ. وكانت اسرائيل قالت ان واشنطن ابلغتها عن هجوم جوي قريب من ايران.

وليلا، اعلن الجيش الاسرائيلي انه تم اطلاق 400 صاروخ من ايران على اراضي دولة اسرائيل.. مشيرا الى ان قيادة الجبهة الداخلية وزعت ارشادات للنجاة من افراد مختلفة من اسرائيل.

واعتبر الجيش ان عملية اطلاق الصواريخ كانت موسعة وشملت عدة مدن وقواعد عسكرية جوية واستخبارية.

 

 

 

"الشرق الأوسط":

أحدث رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي صدمة سياسية غير مسبوقة، بإعلانه من أمام مقر الرئاسة الثانية في عين التينة، أن رئيس المجلس النيابي نبيه برّي سيدعو فور التوصل لوقف النار لانتخاب رئيس توافقي لا يشكّل تحدياً لأي فريق، وهذا أملَى على الكتل النيابية طرح مجموعة من الأسئلة، أبرزها: هل الظروف الدولية والمحلية أصبحت ناضجة لانتخابه؟ وما الذي تغيّر بين ليلة وضحاها للرهان على أنها مواتية لإخراج الاستحقاق الرئاسي من التأزم، وهو يقف حالياً على مشارف مرور عامين على الشغور؟ وكيف يمكن تهيئة الأجواء السياسية للتوافق على رئيس يقف على مسافة واحدة من الجميع؟

وهل يمكن تأمين التوافق على الرئيس في ظل انقطاع التواصل بين محور الممانعة والمعارضة، ويدخل النواب إلى جلسة الانتخاب بحثاً عن المرشح الذي يحظى بتأييد الغالبية النيابية؟ وأين يقف «حزب الله» من الموقف الذي أعلنه ميقاتي بالإنابة عن برّي؟ وهل جاءت حصيلة التشاور معه بينما ينصرف حالياً إلى إعادة ترتيب أوضاعه للخروج من الصدمة التي أصابته باغتيال إسرائيل أمينه العام حسن نصر الله؟ أم أنه يعتمد على تفويض الأخير له في الملف الرئاسي؟

فالصدمة الرئاسية بمعناها الإيجابي التي أحدثها برّي تنسجم مع ما خلص إليه سفراء «اللجنة الخماسية» بترجيحهم للخيار الرئاسي الثالث ممراً إلزامياً لإخراج انتخاب الرئيس من دوامة المراوحة من دون دخولهم في أسماء المرشحين، وقُوبل بتأييد من الموفَد الرئاسي الفرنسي إلى لبنان جان إيف لودريان.

لكن ترجمة الصدمة هذه إلى خطوة ملموسة تتوَّج بانتخاب رئيس توافقي، تبقى في حاجة إلى تسويق يُفترض أن تتصدّره الكتل النيابية الكبرى التي ما زالت منقسمة على نفسها، وإن كانت تدرك سلفاً أنه ليس في وسع الممانعة والمعارضة فرض رئيس للجمهورية، وهذا ما ينسحب على فرنجية ومنافسه الوزير السابق جهاد أزعور، وبالتالي لا بد من التوصل لتسوية تؤدي للتفاهم على رئيس توافقي، وهذا ما أملى على الرئيس السابق للحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، أن يتصدر الدعوة للتفاهم شرطاً لتفادي الدوران في حلقة مفرغة، وتبنّاها لاحقاً «اللقاء الديمقراطي» في جولته على الكتل النيابية.

إلا أن التوافق يشترط التواصل المسبق بين الكتل النيابية لتفادي الدوران في حلقة مفرغة بجلسة الانتخاب، بدلاً من أن تؤدي إلى وقف التمديد للشغور الرئاسي، وهذا يستدعي منها الانفتاح على الرئيس برّي؛ لئلا تنتهي إلى ما انتهت إليه جلسات الانتخاب السابقة التي سجّلت رقماً قياسياً في تعطيل انتخاب الرئيس.

وفي هذا السياق، يقول مصدر سياسي بارز إن هناك ضرورة للانفتاح على برّي، وتحديداً من قوى المعارضة، ليس لردم الهوّة السياسية القائمة بينها وبين محور الممانعة، وإنما للتفاهم على شخص الرئيس العتيد، وخصوصاً أن برّي أقدم على خطوة سياسية بتخلّيه عن دعم ترشيح حليفه رئيس تيار «المردة»، النائب السابق سليمان فرنجية، برغم أنه لم يعرف حتى الساعة رد فعل «حزب الله»، وما إذا كان على تناغم مع رئيس المجلس بدعوته للتوافق على الرئيس.

ويلفت المصدر السياسي إلى أن هناك ضرورة للتعامل بمرونة ومسؤولية مع موقف بري، ويؤكد لـ«الشرق الأوسط» أنه بموقفه أراد أن يخطو خطوة للتلاقي مع المعارضة في منتصف الطريق، ويبقى عليها القيام بخطوة مماثلة بلا شروط مسبقة.

ويرى أن هناك استحالة للتوصل إلى تسوية رئاسية من دون التفاهم مع برّي، ليس لأنه يُتقن تدوير الزوايا، وإنما لأنه الأقدر على التواصل، ولأن الدول الغربية المعنية بانتخاب الرئيس تعوِّل على دوره في هذا المجال، بينما ينصرف «حزب الله» إلى ترتيب أوضاعه الداخلية، ويقول إن هناك استحالة في إنجاز الاستحقاق الرئاسي حال أن البعض يخطّط للمجيء برئيس يشكّل تحدياً للشيعة، فبرّي هو من يسهّل انتخاب الرئيس، ومن غير الجائز – حسب المصدر نفسه – التصرف وكأن انتخابه يجب أن يأخذ في الاعتبار وجود غالب ومغلوب في ميزان القوى الداخلي، تحت عنوان إصرار بعض الأطراف على تصفية حساباته مع «حزب الله» على خلفية تفرّده بقراره مساندة «حماس»، من دون العودة إلى الحكومة، وما ترتّب عليها من أكلاف باهظة على البلد.

لذلك فإن انتخاب الرئيس سيُدرج بنداً أول على جدول أعمال الحراك النيابي فور التوصل لوقف النار في الجنوب، وهذا ما يشكّل حافزاً للدول المعنية بانتخابه، لمعاودة تشغيل محركاتها بدءاً بـ«اللجنة الخماسية» وسفرائها في لبنان؛ كونها تشكّل مجموعة دعم ومساندة للجهود الرامية لتسهيل انتخاب الرئيس، مع أن المصدر السياسي يتوقع منها بأن تبادر للتحرك على مستوى وزراء خارجيتها؛ لما سيكون له من تأثير يدفع باتجاه إعادة خلط الأوراق داخل البرلمان، لرفع منسوب التأييد للرئيس التوافقي، بما يضع حداً لتمديد تعطيل انتخابه.

ويراهن المصدر نفسه على أن يؤدي التواصل استعداداً لجلسة الانتخاب إلى التفاهم على الرئيس؛ لتسهيل انتخابه، والاتفاق على العناوين السياسية الرئيسة للمرحلة المقبلة بدءاً بتشكيل حكومة فاعلة.

وبكلام آخر يرى المصدر أن هناك ضرورة للتوصل إلى اتفاق لوضع الحلول للمشكلات المتراكمة في سلة واحدة تشمل رئاستَي الجمهورية والحكومة وخريطة طريق لإنقاذ لبنان، على أن لا يشمل الثلث الضامن في توزيع الحقائب الوزارية الذي أدّى إلى شلّ قدرة الحكومات المتعاقبة على الإنتاج والعطاء، وذلك أسوةً بالاتفاق الذي حصل بمؤتمر الدوحة في ربيع 2008، وكان وراء إنهاء الأزمة التي ترتبت على اجتياح «حزب الله» لبيروت، لكن من دون أن ينعقد هذه المرة في العاصمة القطرية، ويُستعاض عنه بتوافق محلي يحظى بمظلّة دولية عربية تضعه على سكة التعافي، ولو على مراحل.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : الصحف اللبنانية