افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الاثنين 7 اكتوبر 2024
الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Oct 07 24|07:24AM :نشر بتاريخ
"النهار":
تصادف اليوم الذكرى السنوية الأولى لعملية “طوفان الأقصى” التي نفذتها حركة “حماس” في غلاف غزة، والتي أشعلت حرباً طاحنة متمادية حتى اللحظة في القطاع وفجّرت زلزالاً من التداعيات الاستراتيجية في كل المنطقة، ولكن أخطرها وأشدّها تأثيراً إلى حدود تمدد الحرب إياها حطّ رحاله في لبنان.
سوف يتاح لكل البلدان العربية وسواها أن تعاين وتقف عند الذكرى الأولى لـ7 تشرين الأول (أكتوبر) 2023 من زاوية البلدان “المعنية عن بعد” ، إلا لبنان الذي يغرق في يوم الذكرى وما يليها (غداً 8 تشرين الأول ذكرى انطلاق “جبهة المساندة” لغزة ستخصص له “النهار” ملفاً خاصا) في حرب مستنسخة عن حرب غزة إذ تحوّلت وجهة التدمير الإسرائيلي إلى جبهة الشمال منذ أسبوعين وها هي مناطق واسعة من الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية تتسابق مع غزة تحت وطأة التدمير والقتل وحمامات الدماء وكأن طوفان الدم انتقل الى لبنان.
وقد شهدت الأيام الأخيرة تصعيداً هستيرياً مخيفاً في القصف الإسرائيلي التدميري الذي يستهدف منطقة الضاحية الجنوبية خصوصاً، فيما تواكب هذا القصف خطة تفريغية واضحة لمناطق جنوب الليطاني حيث دأب الجيش الإسرائيلي على توجيه الإنذارات إلى أهالي وسكان البلدات والقرى الحدودية لمغادرة منازلهم والاتجاه نحو شمال الليطاني وعدم العودة الى منازلهم. وباتت تداعيات هذه الخطة، تنذر بتراكم أعداد هائلة من النازحين اللبنانيين قد تتجاوز أرقامها المليون الذي تحدث عنه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي قبل فترة. وأعربت أوساط معنية عن مخاوفها من أن تؤدي إطالة أمد الحرب إلى انهيار قدرات لبنان على احتواء الحدّ الأدنى الممكن من كارثة النزوح اللبناني فيما هو يعاني أفدح تداعيات النزوح السوري. يضاف إلى ذلك أن اخطار الإضطرابات الأمنية والاجتماعية ستتفاقم تباعاً ككرة الثلج في ظل ما سيرتبه ملف النزوح لأكثر من مليون هجروا منازلهم في العديد من المناطق المستهدفة. ولم يعد مجدياً التستر عن أحداث واحتكاكات عديدة حصلت وتحصل في مناطق عدة بعضها يأخذ طابعاً حزبياً وطائفياً.
التصعيد الحربي
اما في المشهد الميداني، فلم يتبدل الوضع عند الجبهة الحدودية الجنوبية حيث يسود الغموض الشديد اتجاهات الجيش الإسرائيلي بعد مرور أيام عدة على بدء محاولات اختراق الحدود وعدم تقدمه وسط مقاومة ضارية من “حزب الله”.
وفي هذا السياق صرّح الرئيس ميقاتي قائلاً “إنّني تعهدت بأن الجيش قادر على تعزيز وضعه في الجنوب”. وطالب في حديث تلفزيوني “بتطبيق القرار 1701 لوقف الحرب”. وأشار ميقاتي إلى “أنّنا متمسكون بوقف إطلاق النار ومستعدون لتطبيقه فور تنفيذه من جانب إسرائيل”. وأضاف: “في الاتصالات التي نجريها مع الرئيس نبيه بري قادرون على القول إنه إذا تم وقف إطلاق النار فسنلتزم به”.
في المقابل، تفقّد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو أمس قواته المنتشرة عند الحدود مع لبنان، بعد نحو أسبوع من بدء عملياتها البرية في المنطقة اللبنانية المحاذية وفق ما ذكر مكتبه في بيان.
جاء ذلك غداة الليلة الأعنف التي شهدتها مناطق الضاحية الجنوبية كما تجدّد القصف الإسرائيلي بعد ظهرأمس على الضاحية مستهدفاً محيط برج البراجنة ومنطقة الليلكي. وأعلن “حزب الله” أنه شنّ هجوماً جوياً بسرب من المسيرات الانقضاضية على قاعدة 7200 جنوب مدينة حيفا مستهدفة مصنع المواد المتفجرة فيها وأصابت أهدافها بدقة. وكانت الضاحية استهدفت ليل السبت – الاحد بأكثر من 25 غارة شملت مناطق الغبيري، المريجة، طريق المطار القديمة، الليلكي باتجاه الحدث، محيط الشويفات، العمروسية، المنطقة ما بين الصفير وحي ماضي والرويس وبرج البراجنة.
وعلى طريق المطار، استهدف مبنى فيه مستودع مستلزمات طبية واندلعت النيران فيه وسمعت أصوات مدوية بسبب وجود قوارير أوكسجين بكمية كبيرة. كما استهدفت محطة للمحروقات أيضا على طريق المطار القديمة وتطايرت شظايا الصواريخ على المنطقة المحيطة بالضاحية.
واعلن الجيش الإسرائيلي أنه شن سلسلة غارات على مرافق تخزين أسلحة تابعة لـ”حزب الله” في ضاحية بيروت، كما أعلن مهاجمته وسائل قتالية للحزب في منطقة بيروت. وأعقب الغارات، انفجارات قوّية سُمع صداها في عدد كبير من المناطق اللبنانية. كما شعر عدد من سكان بيروت بهزّة أرضية نتيجة قوّة الغارات والانفجارات التي تلتها. وبدا لافتاً استمرار حركة الملاحة الجوية في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت تزامناً مع الغارات الإسرائيلية وتصاعد ألسنة اللهب من مبنى مستهدَف على طريق المطار.
وأصدر مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة بياناً أعلن أن الغارات يوم السبت على بلدات وقرى جنوب لبنان والنبطبة والبقاع وبعلبك الهرمل وجبل لبنان والشمال أدت في حصيلة إجمالية إلى استشهاد 23 شخصاً وإصابة 93 بجروح.
"الأخبار":
وضَع الأميركيون برنامجاً كاملاً متكاملاً لتمرير مشروع انتخاب رئيس يلتزم برؤيتهم. وإلى جانب الضوء الأخضر المُعطى للعدو الإسرائيلي باستكمال مجازره للضغط على المقاومة عبر الانتقام من بيئتها قتلاً وتهجيراً وحصاراً، تدير واشنطن الضغط الكبير على القوى المحلية لأجل انتخاب رئيس للجمهورية. لكنها تريد اسماً واحداً: قائد الجيش جوزف عون.لكن لا يبدو ان الولايات المتحدة وحدها من يهتم يتغيير الواقع السياسي في لبنان. اذ سارع العدو الاسرائيلي الى عرض خدماته. وهو ما ظهر في الحديث بين رئيس وزراء كيان الاحتلال، بنيامين نتنياهو، أمس، مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. وعاتبه على مواقفه من وقف توريد السلاح الى إسرائيل.
وحسب ما نشر في تل أبيب، فإن نتنياهو أكد لماكرون «أنه مثلما تدعم إيران جميع أجزاء المحور الإيراني، فمن المتوقع أن يقف أصدقاء إسرائيل خلفها، وألّا يفرضوا قيوداً عليها من شأنها أن تؤدي فقط إلى إضعاف موقفها». لكن اللافت في ما نشره مكتب نتنياهو أنه قال للرئيس الفرنسي إن «التحركات الإسرائيلية ضد حزب الله تخلق فرصة لتغيير الواقع في لبنان لمصلحة الاستقرار والأمن والسلام في المنطقة بأكملها». وقالت مصادر ديبلوماسية لـ»الأخبار» إن نتنياهو «حثّ ماركون على الاستفادة من ضرب حزب الله من أجل تقليص نفوذه في إدارة السلطات كافة داخل لبنان، وتسهيل التسوية التي تعرضها فرنسا بالتعاون مع الولايات المتحدة الأميركية للمسألة اللبنانية الداخلية». وقد أعلن أن البحث المفصّل سيتم خلال زيارة وزير الخارجية الفرنسي، الذي طلب مواعيد مع المسؤولين في إسرائيل.
على ان الاميركيين لا يتمنّون فقط، بل يهوّلون ويهدّدون بأن كلفة عدم السير في خطتهم، هي المزيد من الخراب والفوضى والدماء. وقد استنفرت الولايات المتحدة كل أدواتها لدعم المشروع، ليسَ في الداخل اللبناني وإنما أيضاً في الخارج. وفي هذا الإطار، انخرطت «مجموعة العمل الأميركية لأجل لبنان» في حملة الضغط. وهي سارعت بعد اغتيال الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله إلى إصدار بيان تطرح فيه انتخاب رئيس ثم صفقة شبيهة باتفاق 17 أيار. وقال البيان إن «وفاة نصرالله تُعتبر فرصة لاستعادة سيادة لبنان وجعله أكثر استقراراً، ولكي يحدث ذلك يحتاج اللبنانيون إلى انتخاب رئيس بشكل عاجل»، معتبراً أن «الكيفية التي تدير بها إسرائيل هذه الحرب أمر مهم، ويتعيّن على الولايات المتحدة أن تضمن أن تكون تصرفات إسرائيل محدودة زمنياً وبما يتفق مع القانون الدولي لحقوق الإنسان. ويتعيّن على الولايات المتحدة أيضاً أن تصرّ على وقف إطلاق النار في أقرب وقت، حتى تتمكّن الحكومة اللبنانية من نشر القوات المسلحة اللبنانية في مختلف أنحاء البلاد، ويتعيّن على الطرفين العودة إلى طاولة المفاوضات والعمل، تحت رعاية الولايات المتحدة، للتوصل إلى حل دبلوماسي يسمح للمدنيين على جانبي الحدود بالعودة إلى منازلهم والبدء في بناء الدولة اللبنانية في ظل حكومة كُفُؤة وذات عقلية إصلاحية، ورئيس يحظى باحترام دولي».
وقد أجرى، رئيس المجموعة الحالي إدوارد غبريال ومعه كل من مها يحيى (معهد كارنغي بيروت)، وبول سالم (نائب رئيس معهد الشرق الأوسط) مقابلة مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي قبل أيام، وكان الهدف منها جسّ النبض إزاء ما يمكن إن يكون عليه الموقف من طرحهم، علماً أنهم يتصرفون كأنهم مكلفون بالمهمة من قبل المسؤولين الأميركيين. وخلال المقابلة، أعرب غبريال عن اعتقاده بـ«أن إسرائيل لن توقف الحرب قبل انتهاء الانتخابات الأميركية واتفاق يضمن عودة المستوطنين في الشمال». وتوجّه بالسؤال إلى ميقاتي عن انتخاب الرئيس، فأجاب الأخير أنه «يجب انتخاب رئيس ولكن لا يُمكن أيضاً أن نتخطى حزب الله رغم كل ما حصل». ثم سأل غبريال ميقاتي «هل تعتقد بأن الشيعة سيقبلون بأن يكونوا شركاء في الصيغة الجديدة؟ إذ يبدو أن هناك رأيين لدى اللبنانيين حول هزيمة حزب الله. البعض يراه سيّئاً وهو غاضب، والبعض يشعر بالسعادة لأن الدولة يمكن أن تبسط سيطرتها وطمأنة كلّ الشرائح»، فأجاب ميقاتي: «الجميع شعر بحزن لوفاة نصرالله ونحن في حرب وسنعمل على لمّ الشمل».
ومن أبرز الأسئلة التي طرحها غبريال، كانت عن وضع النازحين، واللافت أنه لم يهتم بخطة إعادتهم إلى منازلهم، بل سأل عن «أماكن تموضعهم بعد الحرب»، وهنا قال ميقاتي: «ليست لدى الدولة القدرة على معالجة الملف من دون دعم، لقد طلبنا مساعدة بقيمة 200 مليون دولار من المجتمع الدولي وقد تأمّنت. وكذلك نطلب الدعم للجيش من أجل تطويع 1500 عسكري، علماً أنه بحاجة إلى تطويع أكثر من 6000 عنصر».
وكانَ واضحاً من مقترحات هذه المجموعة وطروحاتها وما استُشفّ من الأسئلة الموجّهة إلى ميقاتي أن الحل المطروح هو شيء مشابه لاتفاق 17 أيار وليس «تطبيق الـ 1701 بحذافيره» كما أكّد ميقاتي. وبالرغم من أن النقاش كان حول بسط الدولة اللبنانية سيطرتها وانتخاب رئيس جمهورية توافقي وتحجيم دور حزب الله، على أن يكون هناك تعديل جدّي في طبيعة تمثيل الشيعة في السلطات كافة.
داخلياً، تستكمل الماكينة القريبة من الأميركيين الترويج لـ«تسمية قائد الجيش رئيساً»، ويعمل المقرّبون من عون وفقَ خطة تستند إلى «موقف جازم بوصوله إلى بعبدا حيث لم يعُد بإمكان حزب الله وضع فيتو عليه بعدَ أن أصبح ضعيفاً، بالتزامن مع حملة تشويه لسيرة كل المرشحين المحتملين بدءاً من وزير الخارجية السابق ناصيف حتي، العميد جورج خوري، القاضي عصام سليمان والعميد الياس البيسري وحتى الوزير السابق زياد بارود. ويتهم المقرّبون من عون هذه الشخصيات بأنها ضعيفة أو رجال حقبة سابقة. ويدّعي هؤلاء بأن رئيس مجلس النواب نبيه بري عبّر عن عدم ممانعته وصول عون إلى بعبدا، وهو ما ينفيه مقرّبون من بري الذي يؤكد أمام زواره، بأن الأولوية الآن هي لوقف الحرب على لبنان، وبعدها يصار إلى التفاهم على آلية انتخاب رئيس جامع لكل اللبنانيين.
"الجمهورية":
على وقع تحضيرها للردّ على الهجوم الصاروخي الإيراني الأخير، تواصل إسرائيل عدوانها على لبنان بقصف جوي تدميري للجنوب والضاحية الجنوبية لبيروت والبقاع وغيرها، أوقع أمس 23 شهيداً ونحو 100 جريح، ولم تحقق المساعي لوقف النار اي نتائج ملموسة بعد. فيما يدور حراك داخلي لتأمين توافق على انتخاب رئيس جمهورية جديد.
في خضم التحضير الإسرائيلي لمهاجمة ايران، برز تطور مفاجئ مساء أمس، تمثل في ما نقلته وكالة «رويترز» عن «مسؤولين ايرانيين «انّ «الاتصال فُقد بقائد فيلق القدس الإيراني اسماعيل قاآني، الذي كان في لبنان بعد اغتيال الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله منذ ضربات في بيروت الأسبوع الماضي».
وكانت صحيفة «نيويورك تايمز» قد أشارت إلى «انّ صمت كبار المسؤولين الإيرانيين بشأن مصير قاآني يثير الذعر في صفوف الحرس الثوري»، لافتةً إلى أنّ قاآني سافر الأسبوع الماضي إلى بيروت للقاء مسؤولين كباراً في «حزب الله».
لكن وكالة «إيسنا» الإيرانية افادت نقلاً عن مصدر في الحرس الثوري، انّ قاآني موجود في طهران ولم يسافر إلى بيروت، نافية إصابته جراء هجوم إسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت، بحسب ما ذكر بعض وسائل الإعلام.
وأوضح الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، أنّ «الهجوم الصاروخي على الكيان الصهيوني كان بهدف كبح وحشيته ومنعه من توسيع جرائمه في المنطقة»، لافتاً الى أنّ «عمليتنا تمّت وفقاً لميثاق الأمم المتحدة، وتمّ ضرب الأهداف العسكرية فقط».
وأشار بزشكيان، إلى أنّ «هجومنا على الكيان الصهيوني كان لإحلال السلام في المنطقة واحتواء التوترات التي يسببها»، مضيفاً: «امتنعنا عن ردّ فوري على عملية اغتيال ضيفنا الشهيد هنية على أمل نجاح جهود وقف إطلاق النار».
الموقف الإسرائيلي
وإلى ذلك، ذكرت القناة 13 الإسرائيلية، انّ وزير الدفاع الاسرائيلي يوأف غالانت سيبحث في واشنطن بعد غد الأربعاء التصعيد مع إيران، والتعاون الأمني مع الولايات المتحدة.
وقال غالانت امس من قاعدة نيفاتيم الجوية التي أصابتها الصواريخ الايرانية «إنّ إيران لم تمسّ بقدرات سلاح الجو الإسرائيلي». وأضاف: «لم تتضرّر أي طائرة ولم يتمّ تعطيل أي سرب، ومن يعتقد أنّ محاولة إلحاق الأذى بنا ستمنعنا من العمل، فعليه أن ينظر إلى غزة وبيروت».
ونقلت «سكاي نيوز عربية»، عن مصادر «أنّ إسرائيل تريد أن توسّع الردّ على طهران ليشمل إيران والعديد من أجنحتها في مناطق متعددة». وأفادت «أنّ إسرائيل تريد قصف العديد من النقاط الحيوية التي تؤثر على إيران عسكرياً واقتصادياً».
وأوضحت أنّ بعض الدول نصحت واشنطن بضرورة الضغط على إسرائيل لعدم تجاوز الخطوط الحمر. وأضافت، أنّ إسرائيل «تريد قطع شبكات الإمداد التي تستخدمها طهران لتزويد حلفائها السلاح».
وفي ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على لبنان، اشارت وزارة الخارجية الأميركية في تصريح تعليقاً على القصف الإسرائيلي على لبنان، إلى «انّ الضغط العسكري يتيح الديبلوماسية في بعض الأوقات، ولكنه قد يؤدي أيضاً إلى سوء تقدير». ولفتت إلى انّ «لإسرائيل الحق في تعقّب أهداف للمتطرّفين، لكن ينبغي عدم استهداف البنية التحتية المدنية»، وقالت: «نواصل التشاور مع إسرائيل وهدفنا التوصل إلى هدنة في لبنان لإتاحة المجال للديبلوماسية».
نتنياهو
من جهته، أشار رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى «أننا تلقينا ضربة قوية قبل سنة في 7 تشرين الاول 2023، وعملنا خلال السنة الماضية على تغيير الواقع». وقال للجنود الإسرائيليين عند الحدود مع لبنان، «معاً سنقاتل ومعاً سننتصر»، ولفت إلى «انّ جنودنا يفكّكون البنية التحتية التي أنشأها حزب الله لمهاجمة أراضينا».
واشار موقع «أكسيوس» نقلاً عن أحد مساعدي نتنياهو، إلى انّ رئيس الوزراء الاسرائيلي «يشعر بأنّه منتصر».
فيما رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال هرتسي هاليفي قال في كلمة للجنود في الذكرى الأولى لعملية طوفان الاقصى .»إنّ القوات الإسرائيلية هزمت الجناح العسكري لحركة حماس». ولفت إلى انّه «مضى عام، وقد هزمنا الجناح العسكري لحماس. وجّهنا ضربة شديدة إلى حزب الله الذي خسر كامل قيادته العليا. لن نتوقف».
لكن القناة 12 الإسرائيلية أشارت الى «انّ قواتنا البرية تتعرّض لكمائن في جنوب لبنان وتواجه القذائف المضادة للدروع».
وتحدثت تقارير إسرائيلية، بأنّ مساحة الحرائق المندلعة خلال العام الفائت بسبب الحرب بلغت 340 ألف دونم، وهي مساحة غير مسبوقة.
وكتب المتحدث الرسمي باسم الجيش الاسرائيلي أفيخاي ادرعي، في منشور على حسابه عبر منصة «اكس»: «بناءً على تقييم الوضع تقرّر الإعلان عن منطقة عسكرية مغلقة في منطقة منارا ويفتاح وملكيا على الحدود اللبنانية». وختم: «ممنوع الدخول إلى هذه المناطق».
«اليونيفيل».. قلق بالغ
وعبّرت قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في لبنان «اليونيفيل» في بيان امس عن «قلق بالغ من الأنشطة الأخيرة للجيش الإسرائيلي القريبة من موقع المهمّة داخل لبنان». ولفتت إلى انّ «هذا تطور خطير للغاية ومن غير المقبول المخاطرة بسلامة أفراد المهمّة».
حزب الله
وعلى صعيد موقف حزب الله، أشار عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب امين شري في تصريح تلفزيوني، إلى انّ المطلوب وقف العدوان على لبنان، وأن تطبّق اسرائيل القرارات الدولية بشأن غزة.
ولفت شري إلى انّ «بياناتنا هي إسناداً لغزة ودفاعاً عن لبنان، والمطلوب وقف العدوان على لبنان، وحين يتوقف لكل حادث حديث ونقطة على السطر». واكّد بأنّ «المطلوب وقف العدوان الإسرائيلي الذي ينتهك سيادتنا وحريّتنا، ووقف الإبادة التي تتعرّض لها المناطق السكنية في بلدنا».
ونقلت وكالة «رويترز» عن المسؤول في حزب الله، محمود قماطي، قوله «إنّ الحزب يُدار داخليًا بشكل مشترك في الوقت الحالي». وأشار إلى «أنّ عملية تعيين أمين عام جديد للحزب ستستغرق بعض الوقت»، مشيرًا إلى «أنّ الظروف الحالية تعوق هذا الإجراء».
وفي ما يتعلق بمصير رئيس المجلس التنفيذي في الحزب السيد هاشم صفي الدين، أكّد قماطي «أنّ إسرائيل لا تسمح بتقدّم عملية البحث في الأنقاض، مما يزيد من تعقيد الوضع داخل الحزب».
الاستحقاق الرئاسي
على صعيد الاستحقاق الرئاسي، جرى اتصال هاتفي قبل يومين بين الرئيس نبيه بري والموفد الفرنسي جان إيف لودريان، تمّ خلاله البحث في تطورات العدوان الاسرائيلي على لبنان، كذلك ثمّن لودريان الموقف المتعاون لبري من أجل إنهاء الشغور الرئاسي على قاعدة انتخاب رئيس توافقي للجمهورية.
وضمن سياق متصل، قالت اوساط سياسية مطلعة لـ«الجمهورية»، انّ بري أبدى مرونة كافية لتسهيل إنجاز الاستحقاق الرئاسي، مشيرةً الى انّ تخلّيه عن التمسك بإجراء حوار يسبق جلسة انتخاب الرئيس ودفعه نحو اعتماد الخيار التوافقي، يعكسان تحسساً بالمسؤولية وبدقة المرحلة الحالية، والمطلوب من الآخرين ملاقاته في هذا المنحى الإيجابي للمبادرة من دون إبطاء إلى انتخاب رئيس لا يشكّل تحدّياً لأحد، خصوصاً انّ معالجة تداعيات الحرب الإسرائيلية على لبنان وتحصين الجبهة الداخلية في هذه الظروف الخطرة يستوجبان ملء الشغور في قصر بعبدا.
تصور المعارضة
وفي إطار الردّ الذي بدأت مؤشراته تظهر على المبادرة الثلاثية التي أطلقها الرئيسان بري وميقاتي ومعهما السيد وليد جنبلاط، يعقد عدد من نواب قوى المعارضة وتشكيلاتها من الكتل النيابية مؤتمراً صحافياً ظهر اليوم في قاعة المؤتمرات الصحافية في مجلس النواب، لطرح ما سُمّيت «رؤيتهم المشتركة لإنقاذ لبنان من آتون الحرب وتبعاتها وإعادة بناء مؤسسات الدولة».
وقالت المصادر التي شاركت في التحضيرات لهذا الموقف اليوم لـ«الجمهورية»، انّها قصدت التجاوب مع كل مبادرة تنهي فترة خلو سدّة الرئاسة، ولكن ليس وفق ما تعتبره مصلحة لبنانية عليا بمعزل عن المصالح الصغيرة والتي يريدها البعض على قياسه، متجاوزة في هذه المرحلة الدقيقة ما لقيته مبادراتها السابقة وطريقة التعاطي معها باستعلاء وسخرية غير مسبوقة في الحياة السياسية اللبنانية وصولاً، إلى ما بلغه الوضع في لبنان وسقوط كثير من السيناريوهات الوهمية بتكلفتها العالية عليهم وعلى لبنان في آن.
حراك نيابي بين الكتل
وعلى المستوى النيابي، كشفت مصادر نيابية مطلعة لـ«الجمهورية»، انّه وبالإضافة الى الحراك الذي قاده موفدو الرئيس السابق للحزب «التقدمي» وليد جنبلاط على الكتل النيابية، يواصل وفد من نواب كتلة «الاعتدال الوطني» النيابية اتصالاتهم ما بين غد والخميس المقبل، مع أعضاء الكتل النيابية الأخرى، للتشاور في محاولة لتوليد آلية يمكن ان تؤدي الى رسم خريطة طريق إلى الصيغة التي أطلقها النداء الثلاثي من عين التينة، وترجمته إلى آلية يمكن ان تؤدي الى تكوين أكثرية الثلثين ما فوق الـ86 نائباً وما يفيض على 90 على الاقل، حول مجموعة صغيرة من الأسماء التي يمكن أن تدفع ببري إلى الدعوة الى جلسة انتخاب تليها دورات متتالية ولو أخذت اياماً عدة.
وعلمت «الجمهورية» أنّ هناك اقتراحاً يقول بالدعوة الى جلسة انتخابية تليها دورتان أو ثلاث دورات، على ان يأخذ المجلس فرصة ليومين لا اكثر، يليها خليط من جلسات انتخابية واخرى للتشاور بين جدران المجلس النيابي، سعياً الى اسم توافقي، وإن لم يحصل ذلك وبقيت العملية محصورة في المرحلة الأولى بإسمين، يمكن عندها الذهاب الى جلسة انتخابية للفصل النهائي بينهما، وخصوصاً إن كانا من لائحة المتوافقين عليهما ولا يشكّل اي منهما تحدّياً او استفزازاً لأحد.
وانتهت هذه المصادر بالقول، «إنّ التقليل من أهمية تراجع بري عمّا سُمّي جلسة حوار او تشاور، يمكن أن تشكّل فرصة ايجابية. وهو بهذه الخطوة يترجم موقفاً موحّداً لـ«الثنائية الشيعية» مهما قيل عن موقف «حزب الله» بإصراره على اولوية وقف النار على الخيار الرئاسي وعدم الحاجة للتوجّه الى مثل هذه الخطوة، وخصوصاً أنّ وجوده يشكّل الضمان الشرعي للحزب للخروج من المأزق. فالعالم يدفع في اتجاه تكوين سلطة شرعية كاملة المواصفات الدستورية التي يوفّرها رئيس الجمهورية لتقود البلاد وتؤمّن حضور لبنان على المستوى المطلوب».
الحراك الفرنسي
على صعيد آخر، قالت مصادر ديبلوماسية اوروبية لـ«الجمهورية»، انّ عودة وزير الخارجية الفرنسية جان نويل بارو الى بيروت كانت واردة قبل الخميس الماضي، بعدما تبين له انّ المسؤولين اللبنانيين لم يوفقوا بعد في اتخاذ بعض المواقف المطلوبة، ليس على المستوى الفرنسي فحسب إنما على المستوى الدولي، نتيجة المشاورات التي رافقت النداء الاميركي ـ الفرنسي ـ الدولي الذي أُطلق من نيويورك نهاية الشهر الماضي، قبل أن تبدا جولته المبرمجة سلفاً في المنطقة، والتي شملت حتى الأمس الرياض وتل أبيب قبل ان يزور عمان والقاهرة.
وانتهت المصادر الى القول، انّه وإن طرأ اي تقدّم فقد يعود الى بيروت، مع انّ عودته مستبعدة في ظل التصعيد العسكري في الجنوب وعدم القدرة على تثبيت وقف النار واستحالة الفصل بين الوضع في جنوب لبنان وغزة.
"الديار":
تحل الذكرى السنوية الاولى لعملية «طوفان الاقصى» ثقيلة جدا على الشعبين الفلسطيني واللبناني، المعنيين الاساسيين في العملية وما تلاها. فالنشوة التي لم ينساها الشعبان نتيجة ما ادت اليه من زعزعة امن «اسرائيل» من الداخل وتهديد كيانها فعليا لا تزال موجودة، انما مع غصة نتيجة حرب الابادة المتواصلة منذ حينها، التي يشنها العدو الاسرائيلي على غزة كما الضفة ولبنان.. كل لبنان.
وقد دحض حزب الله كل الاتهامات التي كانت توجه اليه، بأن جبهة الاسناد التي اعلنها جنوب لبنان كانت مجرد جبهة رمزية، فأتت الاحداث لتؤكد انه رغم الضغوط القصوى التي مورست عليه لفك ربط الجبهتين، قرر مواجهة كل العالم، ما ادى لشن «اسرائيل» اعتى الحروب عليه، ضاربة بعرض الحائط كل القوانين الانسانية والدولية، بدءا بتفجير اجهزة «البيجرز» بآلاف الاشخاص دفعة واحدة، مرورا بالاغتيالات الممنهجة لقياداته والحرب الجوية التدميرية المكثفة، وصولا لاغتيال امينه العام السيد الشهيد حسن نصرالله، ومواصلة حلقات القتل والتدمير والتهجير من دون أفق.
وبدا واضحا ان المقاومة اليوم في فلسطين ولبنان واليمن والعراق تستنهض قواها للمواجهة، فيما الجميع ينتظر شكل الرد «الاسرائيلي» على ايران، والذي يُفترض ان يتحدد معه مصير المنطقة، واذا كنا سنكون بصدد حرب شاملة في المنطقة، ام ان الامور ستبقى محصورة الى حد بعيد في غزة ولبنان.
رد قريب
وفي آخر المستجدات حول الرد «الاسرائيلي» المرتقب على ايران، قالت «القناة 12 الإسرائيلية» ان «إسرائيل تدرس استهداف منشآت نفطية إيرانية ومجمعا رئاسيا ومجمع المرشد الإيراني ومقر الحرس الثوري». وكشفت القناة أن «قرار الرد على ايران اتخذ في «إسرائيل»، ولا تزال هناك مناقشات بشأن الطريقة والتوقيت»، موضحة انه «يمكن للجيش «الإسرائيلي» مهاجمة قاعدة إيرانية انطلقت منها الصواريخ في الهجوم الأخير على إسرائيل».
ورجحت مصادر مواكبة للملف «الا يتأخر الرد «الاسرائيلي» كثيرا، وان يُنفذ هذا الاسبوع»، قائلة لـ «الديار»:»النقاشات لا تزال مفتوحة بين القيادتين الاميركية و»الاسرائيلية» كما ان واشنطن تخشى تهور نتنياهو بضرب اهداف من خارج ما هو متفق عليه مع الاميركيين، بمسعى لجرهم الى حرب شاملة في المنطقة، ما يطيح بحظوظ المرشحة كامالا هاريس ويعزز حظوظ دونالد ترامب، مرشح نتنياهو المفضل».
المواجهات تشتعل في جباليا
في هذا الوقت، وبالتوازي مع العمليات العنيفة التي يشنها العدو الاسرائيلي كل مساء على ضاحية بيروت الجنوبية ، متقصدا نشر الرعب في نفوس سكان كل المناطق القريبة والبعيدة عن الضاحية، اعاد العدو تنشيط عملياته في غزة. اذ أعلن جيش الاحتلال «الإسرائيلي» امس الأحد، أن قواته «تطوق» منطقة جباليا في شمال قطاع غزة ، بعد تقييم يفيد بأن حركة حماس تعيد بناء قدراتها هناك، بعد أشهر من القتال والغارات الجوية.
من جهته، ذكر المركز الفلسطيني للإعلام، أن «اشتباكات ضارية تخوضها المقاومة مع قوات الاحتلال في المحاور الشرقية من جباليا، وفي مخيم جباليا شمال قطاع غزة».
وفي عملية ضربت مجددا عمق الكيان، افيد امس عن مقتل مجندة في جيش الاحتلال، وإصابة 13 آخرين بجروح، إثر عملية إطلاق نار «بطولية» قام بها الفلسطيني من سكان النقب أحمد سعيد العقبي، في محطة الحافلات في بئر السبع جنوب فلسطين المحتلة.
مقتل 25 ضابطاً وجندياً «إسرائيلياَ
وبالعودة الى لبنان، وبمسعى لرفع معنويات جنوده، بعد النكسات الكبيرة التي منيوا من قرار شن عملية برية في لبنان، قال مكتب نتنياهو امس، انه أجرى زيارة للقوات «الإسرائيلية» عند الحدود مع لبنان.
وذكرت وسائل إعلام «إسرائيلية» انه زار قاعدة للفرقة 36 قرب الحدود الشمالية مع لبنان. ونقلت «واشنطن بوست» عن مسؤول مطلع «ان لا رغبة «لإسرائيل» في إبقاء قوّاتها في لبنان لما كلف ذلك في الماضي من جنود وأموال».
في هذا الوقت، واصل مجاهدو المقاومة الإسلامية عملياتهم الدفاعية والهجومية، فأعلن حزب الله عن «استهداف تجمعات لجنود العدو الإسرائيلي في مستعمرة «شلومي» وموقع «حدب يارين»، اضافة لتجمعات لجنود العدو الإسرائيلي في مستعمرة «برعام».
كما شملت العمليات هجوماً جوياً بسرب من المسيرات الانقضاضية على قاعدة 7200 للصيانة والتأهيل جنوب مدينة «حيفا» وأصابت أهدافها بدقة.
هذا في وقت نقل موقع قناة «المنار» عن ضابط ميداني في المقاومة الإسلامية، تأكيده «مقتل اكثر من 25 ضابطاً وجندياً في صفوف نخبة العدة، وإصابة أكثر من 130 خلال الأيام القليلة الماضية، منذ إعلان جيش العدو بدء عمليته البرية باتجاه قرى جنوب لبنان». وقال الضابط إن هذه الأرقام إعترف العدو ببعضها، والأيام القادمة ستكشف ما أخفاه عن جمهوره».
عمليات المقاومة تقلب المشهد رأسا على عقب
من جهته، اكد مصدر في «الثنائي الشيعي» ان «المقاومين يحققون انجازات في الميدان، وبالتحديد على الحدود الجنوبية، من شأنها ان تقلب المشهد رأسا على عقب»، واشار في حديث لـ»الديار» الى ان «العدو بدأ يعيد حساباته لجهة العملية البرية، ما يجعلنا نترقب مزيدا من الاستشراس بالعمليات الجوية، وبالتالي مزيدا من القتل والتدمير».
مليون نازح
انسانيا، اعلن وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال ورئيس لجنة الطوارئ الوزارية ناصر ياسين، ان عدد النازحين داخل لبنان تجاوز المليون نسَمة، فيما قال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن أكثر من نصف مليون شخص نزحوا في لبنان، فيما غادر 285 ألفا البلاد. ووفقا للمنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، نزح ما لا يقل عن 541527 شخصا في البلاد حتى يوم الخميس، مما يعكس زيادة بنسبة 385% خلال الأسبوعين الماضيين.
وحسب تقارير المنظمة الدولية للهجرة غادر ما يقرب من 285 ألف شخص البلاد منذ 23 ايلول حوالي 40 في المائة منهم لبنانيون. واشارت التقارير إلى أن نحو 40 ألف لبناني فروا من لبنان إلى جانب عشرة آلاف سوري، وأغلبهم فروا برا عبر الحدود وخاصة إلى سوريا.
واكد مفوض الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي أن لبنان يواجه أزمة مروعة بسبب الغارات الجوية «الإسرائيلية». ولفت الى أن الغارات «الإسرائيلية» على لبنان تركت مئات الآلاف من الناس بلا مأوى.
العام الدراسي انطلق.. لم ينطلق
وبعد الكثير من النقاشات والاخذ والرد، قررت وزارة التربية يوم امس تأجيل العام الدراسي في المدارس والثانويات والمهنيات الرسمية الى 4 تشرين الثاني المقبل، فيما سمحت للجامعات والمدارس الخاصة بالعودة الى التعليم «اونلاين» او حضوريا «على كامل مسؤولية من يقرره».
وكشف وزير التربية ان «اليونسيف أبلغت تغطيتها طبع مليون و500 ألف كتاب وطنيّ لكل مراحل التعليم، والاستعداد لتموين كل مراكز التعليم البديلة والمحروقات والانترنت والمصاريف، لسداد بوليصة التامين لكل متعلم وتمويل منصة مدرستي».
في وقت أفاد مسؤول في وزارة التربية والتعليم العالي لـ»وكالة الصحافة الفرنسية» بأن نحو نصف تلامذة لبنان، البالغ عددهم 1.25 مليون، باتوا نازحين.
حان وقت الأسماء
رئاسيا، يفترض ان يتضح هذا الاسبوع مصير الحراك المستجد، لاخراج الملف من عنق الزجاجة. وبحسب مصادر نيابية واسعة الاطلاع تحدثت اليها «الديار»، فان «الدخول قي لعبة الاسماء قد حان، ومن المفترض ان يتقدم كل حزب باسم او اسماء مرشحيه هذا الاسبوع.. على ان تكون هذه الاسماء جدية، لا للحرق كما حصل في المرحلة الماضية».
واوضحت المصادر ان «رئيس المجلس النيابي نبيه بري قام بخطوات الى الامام في هذا الملف، وبالتالي المطلوب ملاقاته في منتصف الطريق، والا سيكون جليا ان هناك قوى تعول على انكسار المقاومة لتفرض رئيسا بالقوة في مرحلة لاحقة. واضافت:»هناك ٣ اسماء جدية يتم التداول فيها ، ويفترض التوجه الى مجلس النواب لانتخاب احدها وهي جوزاف عون، الياس البيسري وجورج خوري».
وكان البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي، طالب في عظته خلال قداس الأحد، المسؤولين السياسيّين بـ «تناسي نقاط الخلاف، والتلاقي بروح المسؤوليّة التاريخيّة، والعمل بجديّة على انتخاب رئيس للجمهوريّة يحظى بالثقة الداخليّة والخارجيّة، فإنّ انتخابه أولويّة في هذه الظروف كي يبني الوحدة الوطنيّة الداخليّة».
"اللواء":
مضت سنة كاملة على عملية طوفان الأقصى، وغداً تنقضي سنة كاملة على دخول حزب لله في جبهة إسناد غزة «وشعبها المظلوم» والمقاومة هناك..
متغيرات وتطورات ضخمة حدثت، خلال 365 يوماً، لم يكن احد من المعنيين على بصيرة باستمرار المواجهات سنة كاملة، مفتوحة على فترة زمنية تطول أو تقصر وفقا لمعطيات غير واضحة وغير ممكن التنبؤ بها.
ورأت أن هناك حراكا ديبلوماسيا فرنسيا من أجل وقف إطلاق النار وهذا يأتي في سياق أولوية فرنسية تعمل عليها بشكل مكثف.
على أن الاخطر أن كلمة جاءت على لسان الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون كادت تتسبب بأزمة مع رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتياهو، عندما قال له: «متضامنون مع اسرائيل لكن وقت وقف اطلاق النار حان»، فردّ نتنياهو رافضاً وضع قيوده على قراراته وعدوانيته، عندما طالب ماكرون في تصريح سابق بوقف تزويد اسرائيل بالاسلحة لتوقف الحرب.
لم يكتفِ نتنياهو برفض وقف النار في غزة، امتداداً الى لبنان، على الرغم من الليونة التي أبدتها حركة «حماس» فجاء الى الحدود اللبنانية، متفقداً وحدات جيشه المكلف باحتلال جنوب لبنان، في محاولة لإعطاء معنويات لجنوده الذين يواجهون ظروفاً بالغة لجهة الاحباط وانهيار الروح المعنوية، بعد الخسائر التي منيت بها وحدة إيغوز، ووحدات أخرى، من لواء غولاني، لجهة المحاولات الرامية لاحداث خرق بري عند الحدود.
في وقت اعلن فيه الجيش الاسرائيلي امس المنارة ويفتاح والمالكية في الشمال منطقة عسكرية مغلقة.
وقرر الكابينت الاسرائيلي في جلسته برئاسة نتنياهو ومشاركة حزب شاس توسيع العملية البرية عند الحدود اللبنانية- الاسرائيلية، فيما توقع رئيس الاركان هاليفي أن تطول المعركة، مشيراً إلى أننا وجهنا ضربة قوية لحزب لله، بقتل غالبية قيادته.
مصير صفي الدين
وفي حين نسب الى مصدر أمني لبناني انه انقطع الاتصال مع رئيس المجلس التنفيذي في حزب لله السيد هاشم صفي الدين، الذي قيل انه استهدف في مكان في عمق الارض بالغارات ليلة الخميس- الجمعة على منطقة المريجة والكفاءات في بيروت.
ورفضت اسرائيل السماح للمنظمات الدولية ومؤسسات الصليب الاحمر والدفاع المدني بأي عملية حفر أو رفع للانقاض لمعرفة الاشخاص الذين استهدفوا او قضوا بالغارات الكثيفة على هذه المنطقة.
ورداً على سؤال، اعلن مساعد رئيس المجلس السياسي في حزب لله الوزير السابق محمود قماطي انه لم يسمح بالبحث عن المصابين، وبالتالي فمصير السيد صفي الدين لم يتوضح.
وليلاً، نسب الى مصادر ايرانية ان رئيس فيلق القدس في الحرس الثوري الايراني اسماعيل قآني فقد الاتصال به، بعدما تردد أنه كان في الضاحية الجنوبية، مع السيد صفي الدين عندما غارات الطائرات الحربية الاسرائيلية.
ويأتي التصعيد الاسرائيلي وركوب موجهات العدوان المتلاحقة، مسفيدا من التفوق الجوّي، والتفرد بالطائرات التي تجول وتصول في سماء المنطقة، فتقصف الضاحية والمدن، وتنتقم من الضاحية الجنوبية بغارات غير مسبوق في التاريخ الحديث في أي بقعة من العالم، تذكر بقصف الطائرات الالمانية في عهد هتلر، لمدينة لندن ايام ونستون شرشل، يأتي مع تأكيد لبنان التزامه بالحل الدبلوماسي، من زاوية تطيق القرار 1701، والتعاون بين الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل، من اجل ان تكون «المنطقة آمنة» على حدّ تعبير الرئيس نجيب ميقاتي، كاشفاً ان الرئيس نبيه بري يجري الاتصالات اللازمة لوقف النار الذي يتطلب من اسرائيل الالتزام بوقف النار.
ميقاتي في حديث «لسكاي نيوز» ان الجيش مستعد لتعزيز وضعه من ناحية العديد فورا، ولكن ليس عنده العتاد اللازم، لذلك نحن بحاجة الى بعض الوقت لتعزيزه بالعتاد. وفي الانتظار فنحن نشدد على وجوب تطبيق القرار 1701 كاملا.
وردا على سؤال عما اذا على تواصل مع حزب لله قال: ليس عندي تواصل مباشر، والرئيس نبيه بري هو الذي يجري الاتصالات المناسبة. ومن هذا المنطلق كان تشديدنا ، الرئيس بري وانا، ومن ثم في البيان المشترك مع وليد بك جنبلاط، على الالتزام بتطبيق القرار 1701.
وفي السياق، نفى الرئيس نبيه بري ان يكون تحدث عن قنوات للتفاوض، وهو لم يدلِ بأي تصريح لهذه الجهة.
وفي إطار متصل، قالت مصادر سياسية مطلعة «للواء» أن كل ما يتم تداوله بشأن ملف رئاسة الجمهورية لم يرتق إلى مستوى اتمامه مع العلم أن الاتصالات انطلقت في سياق تهيئة الأجواء كي تنعقد جلسة الأنتخاب بعد مناقشة الأسماء ، ونفت أن يكون قد تم الاتفاق على اسم محدد لاسيما أن هناك جملة مشاورات تحصل وفي كل الأحوال لا تزال مبادرة الحل الأنقاذي تنقلت بين القوى السياسية ، معلنة أن المجال لا يسمح بترف الوقت.
وعليه، يبدوان لبنان وحده معني ومن جهة واحدة بمواصلة الاتصالات لوقف العداون الاسرائيلي على مدنه وقراه، بحيث انقطع الكلام عن مسعى دولي او عربي جديد بعدما فجّر رئيس وزراء كيان الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتياهو مبادرة الدول العشر في الامم المتحدة لوقف اطلاق النار في لبنان وغزة اواخر ايلول الماضي برغم موافقة حزب لله على المبادرة، وقام بإغتيال الامين العام للحزب السيد حسن نصر لله، فكان واضحاً انه يتّجه الى تفجير المنطقة بكاملها انطلاقاً من لبنان.
واستكمل نتنياهو محاولته تفجير المنطقة، بغارات تدميرية مُمَنهجة لمناطق الضاحية الجنوبية والجنوب والبقاع، وعمليات اغتيال لبعض القادة الكبار السياسيين والعسكريين في حزب لله والحرس الثوري الايراني، وهو الآن يُمهّد لرد الضربة الى ايران، كونها الوسيلة الاسهل وربما الأنجع برأيه لجرّ ايران الى المواجهة على أمل تدخّل الولايات المتحدة الاميركية فيها لحسم الأمور لمصلحته.
اما لماذا فشلت مبادرة الدول العشر لوقف الحرب والتي اعلنها بيان رئاسي اميركي– فرنسي (بايدن وماكرون) بموافقة ثمانِ دول عربية وغربية، فالجواب كما قال مصدر حكومي لـ«اللواء»: ببساطة... لقد رفضها نتنياهو... فماذا يفعل لبنان اكثرمما فعله رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبد لله بو حبيب في الامم المتحدة وفي اللقاءات مع الدبلوماسيين الغربيين والعرب؟ لقد وقعنا في الفخ وعلقنا به، إذ لم يعد من مخرج او ضؤ في نهاية النفق يشير الى ان ثمّة فرصاً جديدة لإعادة الحوار والتفاوض حول وقف اطلاق النار، وبات التراجع عن التصعيد خسارة سياسية وعسكرية لإسرائيل لا يمكن ان تقبلها.
ويبدو من التقارير الميدانية عن محاولات التوغّل البري الاسرائيلي، ان العملية ستطول خلافاً لما اعلنه الاسرائيليون والاميركيون بأنها ستكون محدودة ولمدة قصيرة، لكن البنتاغون الاميركي اعلن لاحقاً ان اسرائيل لن تخرج من الاراضي اللبنانية التي ستحتلها قبل تحقيق اهدافها، إلّا أن الايام الستة الاولى منذ بدء محاولات التسلل الى بعض القرى، أظهرت عدم قدرة «قوات النخبة» على احتلال ولو قرية واحدة، نظرا لضراوة المواجهة والقدرة النارية الكثيفة للمقاومة لا سيما الصاروخية منها.
وتبعا لمصادر عسكرية، متابعة لم يعد من وسيلة لدى قيادة الاحتلال لتحقيق اهدافها سوى مواصلة محاولات احتلال شريط من الأراضي اللبنانية، ومن دون احتلال هذا الشريط لا يمكن لإسرائيل ان توقف اطلاق النار، وستواصل العدوان الجوي التدميري على المناطق اللبنانية.
قصف «المساعدات»
ولم تكتف دولة الاحتلال باستهداف المنازل، والمستشفيات وسيارات الاسعاف والدفاع المدني، فلجأت الى استهداف المساعدات الانسانية اذ استهدفت غارة اسرائيلية مشاحنات تحمل مواد انمائية وطني في مصنع فارغ للسيارات الايرانية جنوب مدينة حمص وسط سوريا، وهي قادمة من العراق لتقديم مساعدات انسانية للبنانيين المتضررين من الغارات الاسرائيلية.
وفي حط في مطار رفيق الحريري الدولي في بيروت عدد من الطائرات التي تنقل مساعدات الى لبنان، وكان في استقبالها كل من الوزراء في حكومة تصريف الاعمال: ناصر ياسين، فراس الأبيض، امين سلام، ورئيس الهيئة العليا للاغاثة اللواء محمد خير.
وأشار الوزير ياسين الى ان «هذه الاستجابة الإنسانية من قبل الدول العربية والصديقة ستسهم في تغطية الحاجات وتساعد في تخفيف الجراح عن أهلنا النازحين»، لافتا إلى «أننا أعددنا منصة تظهر أرقام المساعدات التي استقبلناها ووزعناها للدلالة على الشفافية، وسنطلق هذه المنصة يوم الاثنين». داعيا الإعلام الإثنين المقبل «لمواكبة إطلاق تلك المنصة»، شاكرا «كل الدول العربية الشقيقة التي ترسل المساعدات»، ومثمنا هذا الدعم.
ولفت الى «اننا نتكلم عن وجود 250 الف نازح في المدارس وبحدود 750 الى 800 الف في المنازل وبعض النازحين من اهلنا انتقلوا الى السكن عند عائلات ايضا فقراء مثل عرسال، الضنية، راشيا، عكار وهذه الاماكن والمناطق هي ايضا بحاجة للدعم لأنهم ايضا فتحوا بيوتهم للناس»، معتبرا ان «الارباك الذي حصل في البداية كان متوقعا فما حصل هو بمثابة زلزال يشنه العدو علينا، ولكن حاليا بدأت الامور تنتظم تدريجيا».
بدوره، اشار السفير المصري في لبنان علاء موسى الى ان «المساعدات الإنسانية المصرية اليوم للبنان هي استئناف للجسر الجوي الذي بدأ منذ عدة سنوات عندما مر لبنان بعدد من الأزمات، سواء أمراض وبائية او أحداث مثل انفجار مرفأ بيروت، واليوم الطائرة المصرية التي وصلت محملة ب 22 طنا من المواد الاغاثية او طبية، وهذه مرحلة من استئناف الجسر الذي سيليه رحلات اخرى وفقا لإحتياجات الجانب اللبناني».
كما تسلم وزير الصحة شحنة من اربعين طناً من مساعدات ادوية ومستلزمات طبية مقدمة من دولة الامارات، وشحنة صينية زنتها 25 طناً، مقدمة من «اليونيسف»، بتمويل بريطاني.
كما وصلت الى مطار رفيق الحريري مساعدات غذائية كهبة من المملكة الاردنية الهاشمية.
اجراءات لانقاذ العام الدراسي
وفي خطوة سبقت اليوم الاثنين، حدّد وزير التربية والتعليم العالي عباس حلبي 4 ت2 المقبل موعداً لاستئناف العام الدراسي في المدارس الرسمية، في حين أجاز للمدارس الخاصة، ان تتعرف وفقا لظروفها، مع الاجازة لها بالتعليم عن بعد..
وفي ما خص الجامعات، تستمر الجامعة اللبنانية بالتوقف عن التدريس، وبالنسبة الى الجامعات الخاصة يمكن لادارة الجامعة تقدير العودة الى التعليم الحضوري كلياً أو جزئياً.
الوضع الميداني: القصف الأعنف على الضاحية
على الأرض، شكلت ليلة السبت الاحد واحد من اعنف الليالي على الضاحية الجنوبية والجنوب والبقاع حيث سجلت اكثر من 25 غارة على الضاحية ادت الى تدمير احياء ومبانٍ بكاملها، واشتمر العدوان طيلة نهار امس بوتيرة متفاوتة،وخاضت المقاومة الاسلامية المعارك الضارية على الحدود مع العدو منعاً لتوغله داخل الاراضي اللبنانية.
بيروت
وتجدد القصف الاسرائيلي بعد ظهر امس الاحد على الضاحية الجنوبية لبيروت، مستهدفا محيط برج البراجنة ومنطقة الليلكي، حيث اهار مبنى خلف بلدية برج البراجنة
وجاء ذلك بعد غارة صباحية عنيفة على منطقة تقع بين الليلكي والمريجة استهدفت مبنى قرب محطة الايتام في الكفاءات.
وكانت الضاحية الجنوبية قد شهدت اعنف ليلة منذ بداية العدوان،اذ استهدفت باكثر من 25 غارة، سمعت اصداؤها في بيروت وغطت سحب الدخان الأسود ارجاء الضاحية كافة.
الى ذلك، تحدث اسرائيل هيوم عما اسمته ابناء أولية عن عملية تسلل الى داخل دوفيق شمال اسرائيل، كما تحدثت اذاعة الجيش الاسرائيلي عن اصابات مباشرة لمبان في كرمئيل ودير الاسد بعدا طلاق نحو 25 صاروخاً من لبنان، وحسب الاذاعة الاسرائيلية تم احباط عملية التسلل وسقط 26 «مسلحين» حاولوا الدخول.
وليلاً، عاود افيخاي ادرعي انذاراً الى سكان الضاحية الجنوبية، خاصة في برج البراجنة والحدث.
وبعدما، بدأت الغارات على المباني في الاحياء المسماة..
واستمرت الغارات الاسرائيلية ليلاً، على مختلف المناطق والمحافظات في الجنوب والبقاع وصولاً الى كيفون واعلن مركز العمليات الصحية ان غارة العدو ادت الى استشهاد اربعة اشخاص واصابة عشرة آخرين بجروح في حصيلة اولى، يشار الى ان القصف الاسرائيلي استهدف بلدات الغسانية وحبوش وكوثرية السياد، ومرتفعات اقليم التفاح، كما اغارات الطائرات الاسرائيلية على القماطية ليلاً.
قطع الكهرباء عن رأس بيروت؟
شكا اهالي رأس بيروت، من انقطاع التيار الكهربائي بالكامل عن منطقتهم، من دون التمكن من الحصول على تفسير مقنع من مؤسسة كهرباء لبنان، عن هذا الانقطاع المتواصل منذ حوالي اسبوع.
"الأنباء" الالكترونية:
سنة على ٧ أكتوبر/ تشرين أول، والحرب على الشعب الفلسطيني مستمرة بكل همجية ووحشية من دولة الإغتصاب والإحتلال إسرائيل. وغداً تنقضي سنة على فتح جبهة جنوب لبنان والعدو يتصاعد في وتيرة الإعتداءات وقد حوّلها حرباً على كل لبنان لا تقل وحشية وإجراما عما يحدث في فلسطين.
ومع تغوّل بنيامين نتنياهو وفريقه مستفيداً من دعم الغرب، فإن السؤال، ماذا بعد؟ وإلى أين يمكن لإسرائيل أن تجر العالم في لحظة سياسية دولية حرجة، وفي ظل غياب قادة حقيقيين عالمياً يفتقدون إلى الإرادة وإدراك خطورة الدخول في مغامرات مدمرة؟
مصادر أمنية شبّهت ما يجري في لبنان بحرب إبادة حقيقية، وتخوّفت عبر "الأنباء" الإلكترونية من تمدّد سيناريو غزة الى لبنان لأن ما يحصل يومياً من استهدافات وغارات مدمرة لمناطق معينة ومنع الدفاع المدني والصليب الأحمر من الوصول الى الاماكن التي تعرضت للقصف لإخلاء المصابين، هو أمر مخيف جداً ينذر بكارثة انسانية بظل استهداف المستشفيات ومنعها عن أداء عملها.
النائب نجاة صليبا عون لفتت الى ان "لبنان دولة وهناك دولة ثانية تعتدي علينا وتقتل نساءنا وأطفالنا وتدمّر مدننا وقرانا، ولم نجد في العالم مَن يستنكر ما يفعله بنا هذا العدو، وكأننا متروكون لوحش يتولى تدميرنا على مرأى ومسمع من العالم أجمع"، واصفة ما يجري في لبنان "بالخطير جداً، وغالبية اللبنانيين تحوّلوا الى شعب مدمر يفترش الارض دون أن نرى بارقة أمل لوقف مسلسل الإجرام".
وفي معرض تعليقها على الواقع الداخلي، رأت عون أن "مكان نواب الأمة في المجلس النيابي لمتابعة ما يجري والقيام بالاتصالات المطلوبة لمواكبة المأساة، لا أن يتحوّلوا إلى محللين سياسيين على وسائل الإعلام، وذلك من أجل الحد الأدنى من صمود الدولة واستمراريتها بوجه الذين يعملون على هدمها". عون استبعدت التوصّل لوقف إطلاق نار قريب لأن "نتنياهو أصبح مثل دراكولا متعطش لشرب الدماء ولا يريد وقف الحرب"، مشددة في المقابل على أهمية "وحدتنا الوطنية والوقوف مع بعضنا البعض بعد تخلي العالم عنا وأولها إيران"، وتمنت على حزب الله أن "يُجري مراجعة نقدية ويعود الى كنف الدولة لأنها الوحيدة القادرة على حماية الجميع".
بدوره أشار الوزير السابق آلان حكيم إلى "أننا أمام ثلاثة سيناريوهات، الأول متشائم ينطلق من تكملة ما نحن عليه وعدم الخروج من الأزمة مهما حصل. الثاني مرحلة ترقيع لتحسين الأمور بعيداً عن معالجة الاسباب تؤدي الى تأجيل الحرب عدة سنوات ثم الوقوع بنفس المحنة. والثالث قيام قيادة جديدة تخلق حوكمة في التعاطي مع المواطنين والمواطنة تؤدي إلى انبثاق سلطة واعية قادرة على النهوض بالبلد وتفادي الأزمات القائمة".
حكيم وفي حديث لجريدة "الأنباء" الالكترونية دعا إلى "رؤية جديدة على مساحة هذا الوطن لانتشاله من الكابوس الذي نحن فيه بما يؤدي إلى خلاص لبنان"، مذكراً بالمواقف التي كانت تطالب خلال السنوات الماضية بتحصين الدولة، آملا بالوصول إلى حلول عملية لإنهاء الأزمة.
وطالما ان الآمال والتمنيات لا توصل إلى الحلول، فإن الأولَى بالتالي على جميع القوى السياسية أن تنصرف إلى الالتقاء على انتخاب رئيس وفاقي للجمهورية يتمكن من قيادة الدولة في هذه المرحلة الخطيرة، على أن يتمسك كل اللبنانيين بمطلب وقف العدوان على لبنان وتطبيق القرار 1701 على جانبي الحدود قبل أن تأكل دوامة العنف الجميع.
"البناء":
أعلنت طهران إعادة فتح مطاراتها بعدما كانت قد أقفلتها ليل أمس حتى السادسة صباح اليوم، تحسباً لتنفيذ كيان الاحتلال عدواناً على إيران رداً على الرد الإيراني على اغتيال الشهيد القائد إسماعيل هنية واغتيال القائد الشهيد السيد حسن نصرالله. وقالت طهران إن قرار فتح المطارات جاء بعد التحقق من أن الأجواء الإيرانية آمنة، وهو ما ترافق مع إشارات توحي بتعثر التحضيرات الإسرائيلية لتوجيه ضربة لإيران، حيث التنسيق والتشاور بين واشنطن وتل أبيب لتداعيات العدوان على إيران مع قرار إيراني بردّ أشد قسوة، والتهديد باستهداف القواعد والمصالح الأميركية والمخاوف من إقفال المضائق البحرية وتعطل تجارة النفط العالمية، لكن ذلك تزامن مع الاجتماعات العسكرية التقييمية التي أجرتها القيادة العسكرية للكيان مع قائد المنطقة الوسطى في القوات الأميركية مايكل كوريلا، وما رافق هذه الاجتماعات من تسريبات نقلتها وسائل إعلام الكيان عن تعثر ناتج عن الأضرار التي لحقت بالقواعد الجويّة ومدرجاتها من جهة، وفشل الدفاعات الجوية من جهة أخرى، كحصيلة تقييم لنتائج الضربة الإيرانية.
في لبنان كان استمرار الغارات الجوية الوحشية والإجرامية في استهداف الضاحية يكشف المزيد من الوقائع عن استخدام ذخائر من اليورانيوم وقنابل عنقودية عملاقة تنفجر على مراحل وتشعل الحرائق، وكانت الضاحية الجنوبية والبقاع والجنوب أمس، على موعد مع عشرات الغارات التي لا وظيفة لها إلا المزيد من القتل والتهجير والتدمير.
المقاومة التي سجلت في جبهة الجنوب الأمامية مزيداً من الإنجازات في إحباط محاولات الاختراق والتقدم في كل الجبهات، تحدّث أحد ضباطها المدنيين عن حصيلة اليومين الأخيرين من المواجهات مؤكداً سقوط 25 قتيلاً و130 جريحاً في صفوف جيش الاحتلال، بينما كانت صواريخ المقاومة تواصل استهداف شمال فلسطين المحتلة وحشود جيش الاحتلال، لكن الحدث كان في سقوط عدة صواريخ في مدينتي حيفا وطبريا وسقوط عدد من الإصابات في أبنية المدينتين، رغم إعلان المقاومة عن استهدافها قواعد عسكرية قريبة، وهو ما قرأ فيه المعلقون في القنوات التلفزيونية العبرية تفعيلاً غير معلن لمعادلة المدنيين بالمدنيين، ورداً غير مباشر على استهداف الضاحية الجنوبية.
يستمر العدو الإسرائيليّ بشنّ غاراتٍ عنيفة على الضاحيّة الجنوبيّة للعاصمة بيروت ومدن الجنوب والبقاع وبلداتهما، فضلًا عن محاولاته المستمرة للتوّغل بريًّا في بعض المناطق الحدوديّة. وكان وزير الحرب الإسرائيلي ادعى ليل أمس أن «الليلة» ليل أمس ستكون الأعنف على الضاحية منذ بدء جبهة الشمال وسنقضي على الحزب في بيروت بنسبة مئة في المئة.
هذا وأعلن حزب الله في بيانٍ له أنّه نفذ يوم السبت، 17 عملية ضدّ جيش الاحتلال الإسرائيليّ، وتضمنت عمليات التصدي لمحاولات التوّغل البريّ وعمليات استهدف الحزب فيها مواقع وقواعد وانتشار جيش الاحتلال الإسرائيليّ ومستوطنات في الشمال.
وقال حزب الله في بيان إنه “استهدف بقذائف المدفعية، محاولة قوة من جنود العدو الإسرائيلي التسلل باتجاه خلة شعيب في بليدا”، فأجبرها “على التراجع وأوقع فيها إصابات مؤكدة”. كما أعلن الحزب أنه يواصل استهداف تجمعات جنود العدو في المناطق الحدودية والجليل الأعلى.
وأعلن أنه تصدّى لقوة إسرائيليّة في حرش يارون وأوقع أفرادها بين قتيل وجريح. كما بثّ حزب الله صورًا أظهرت استهدافه تجمع الكريوت المحاذي لساحل خليج مدينة حيفا. كما قصف بالصواريخ تحركًا لجنود إسرائيليين في مستعمرة المنارة، مشيرًا إلى تحقيق إصابات مؤكدّة. ودوّت صفارات إنذار في كريات شمونة ومرغليوت والمنارة وكفار بلوم بإصبع الجليل للتحذير من سقوط قذائف صاروخيّة. وأضاف الحزب “هاجمنا بسربٍ من المسيّرات الانقضاضيّة قاعدة شمشون واستهدفنا أماكن تمركز ضباطها وجنودها”.
وأعلن حزب الله، في 4 بيانات منفصلة، استهداف تجمّعات لقوات إسرائيلية من موقعي المنارة وشلومي بصليات صاروخية، وبحسب البيانات المقتضبة الصادرة عن الإعلام الحربي للحزب، فإن آخر هذه الهجمات نفذت “أثناء محاولة قوات العدو الإسرائيلي إجلاء الجنود الجرحى والقتلى في مستعمرة المنارة فجر الأحد، كما تم استهداف تجمعات لجنود العدو الإسرائيلي في مستعمرة شلومي بصلية صاروخية.
في المقابل، زعم جيش الاحتلال أنّه “يستمر في نشاطه المركّز في جنوب لبنان؛ وقوات الفرقتين 36 و98 عثرت على مواقع إطلاق، وفتحات أنفاق، ومبانٍ عسكرية ووسائل قتالية ودمّرتها، سلاح الجو أغار على أكثر من 150 هدفًا بتوجيه من القوات البرية”.
ونفذ الطيران الحربيّ للعدو الإسرائيلي عشرات الغارات على الضاحية الجنوبية، ومنطقة الشويفات، وأعلنت وزارة الصحة اللبنانيّة عن أعداد المصابين كالتالي: “4 شهداء حصيلة الغارات الإسرائيليّة على محافظة الشمال، وشهيدان و30 جريحًا حصيلة الغارات الإسرائيلية على محافظة جبل لبنان، و9 شهداء و14 جريحًا حصيلة الغارات الإسرائيلية على محافظة النبطية، و5 شهداء و38 جريحًا حصيلة الغارات الإسرائيلية على محافظة الجنوب، و3 شهداء و9 جرحى حصيلة الغارات الإسرائيلية على محافظة البقاع، وأربعة شهداء وإصابة عشرة آخرين بجروح في الغارة التي شنها العدو على بلدة كيفون. كما سقط عدد من الشهداء والجرحى في الغارة الإسرائيلية التي استهدفت بلدة الخماسية”.
وفي السياق نفسه، زار رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قاعدة الفرقة 36 على الحدود مع لبنان، وزعم نتنياهو أن عناصر الجيش الإسرائيلي “عبر الحدود، يقومون بتفكيك البنية التحتية التي أعدّها حزب الله لمهاجمة بلداتنا”. كذلك تحدّث نتنياهو، مع الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، بعد أن كان الأخير قد دعا، السبت، إلى الكفّ عن تزويد “إسرائيل” بأسلحة، قد تستخدمها في حربها على قطاع غزة. جاء ذلك بحسب ما أفاد بيان صدر عن مكتب نتنياهو، الذي ادعى أن “الإجراءات الإسرائيلية ضد حزب الله، تخلق فرصة لتغيير الواقع في لبنان، لصالح الاستقرار والأمن والسلام في المنطقة برمّتها”. ووفق البيان ذاته، فقد اتفق نتنياهو وماكرون “على تعزيز الحوار بشأن هذه المسألة، خلال زيارة وزير الخارجية الفرنسي، الذي طلب القدوم إلى “إسرائيل””.
أشارت وزارة الخارجية الأميركية في تصريح تعليقاً على القصف الإسرائيلي على لبنان، الى ان الضغط العسكري يتيح الدبلوماسية في بعض الأوقات، ولكنه قد يؤدي أيضاً إلى سوء تقدير.
ولفتت الخارجية الاميركية إلى أنه لـ”إسرائيل” الحق في تعقب أهداف حزب الله، لكن ينبغي عدم استهداف البنية التحتية المدنية، واردفت “نواصل التشاور مع إسرائيل وهدفنا التوصل إلى هدنة في لبنان لإتاحة المجال للدبلوماسية”.
وتستعد فرنسا للدعوة إلى مؤتمر دولي هدفه توفير المساعدات للنازحين والمؤسسات اللبنانية ومنها الجيش، ودعم الشعب اللبناني والسيادة اللبنانية. ويجري الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اتصالات مع الإدارة الأميركية والدول العربية الصديقة لهذه الغاية.
وجدّد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي المطالبة “بتطبيق القرار 1701 كاملاً لوقف الحرب، وبإلزام “إسرائيل” بوقف عدوانها على لبنان وخروقاتها المتكررة”، مشدداً في المقابل على “أن عدم تنفيد النداء الدولي الذي وافقت عليه عشر دول لوقف إطلاق النار لمدة 21 يوماً، يضع صدقية هذه الدول على المحك”.
وفي حديث الى قناة “سكاي نيوز عربية” قال ميقاتي: في كل الاتصالات الدولية التي حصلت، كان هناك تضامن كامل مع لبنان وتشديد على تطبيق القرار 1701 وحتى قبل أسبوع صدر نداء دولي وافقت عليه عشر دول دعا الى وقف إطلاق النار لمدة 21 يوماً. والمؤسف أن هذا النداء بقي من دون تطبيق مما يضع صدقية هذه الدول على المحك، لا سيما أن نتنياهو لا يقيم أي اعتبار للمجتمع الدولي، مع العلم أن القرار صدر نتيجة محادثات موسعة وبموافقة نتنياهو قبل ان ينقلب على موقفه.
وقال: رهاننا كان ولا يزال على الحل الديبلوماسي الذي يوفّر المزيد من القتل والتدمير.
أضاف: نحن ننادي بتطبيق القرار 1701، ولا حل سواه، ويجب ان يكون تطبيقه كاملاً بدءاً بوقف العدوان الإسرائيلي والخروقات المتكررة للسيادة اللبنانية. وفي المقابل نحن مستعدون لتعزيز وجود الجيش في الجنوب لكي يكون تطبيق القرار كاملاً.
وقال: الحل في تطبيق القرار الدولي الرقم 1701، الذي يؤدي الى التعاون الكامل بين الجيش وقوات اليونيفيل لكي تكون المنطقة آمنة. الرئيس نبيه بري يجري الاتصالات اللازمة ايضاً، ويمكننا القول إنه اذا تم الالتزام بوقف اطلاق النار من الجانب الإسرائيلي، فسيتوقف أيضاً من الجانب اللبناني.
وقال: الجيش مستعدّ لتعزيز وضعه من ناحية العديد فوراً، ولكن ليس عنده العتاد اللازم، لذلك نحن بحاجة الى بعض الوقت لتعزيزه بالعتاد. وفي الانتظار فنحن نشدد على وجوب تطبيق القرار 1701 كاملاً.
وردا على سؤال عما اذا على تواصل مع حزب الله قال: ليس عندي تواصل مباشر، والرئيس نبيه بري هو الذي يجري الاتصالات المناسبة. ومن هذا المنطلق كان تشديدنا، الرئيس بري وانا، ومن ثم في البيان المشترك مع وليد جنبلاط، على الالتزام بتطبيق القرار 1701.
وقال: إن المساعدات الضرورية لإغاثة النازحين بوشر توزيعها وفق تصور واضح يضمن حسن وصولها الى أهلنا. وتلقى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اتصالاً من وزير الخارجية التركية هاكان فيدان تم خلاله البحث في الوضع الراهن في لبنان، لا سيما على الصعيد الإنساني وإغاثة النازحين من المناطق التي تتعرض للعدوان الإسرائيلي.
واستقبل رئيس الحكومة المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي الذي أكد أن “الزيارة هي للتعبير عن التضامن مع لبنان في هذه الظروف العصيبة، ودعم الجهود الإنسانية لمساندة النازحين اللبنانيين”.
وأعلن وزير الخارجية البريطاني ديفيد لامي، أن المعلومات عن ضربات إسرائيلية أصابت “منشآت صحية وطواقم استشفائية” في لبنان “تثير قلقاً بالغاً”. وكتب لامي على منصة “اكس”: “على جميع الأطراف التزام القانون الإنساني الدولي”، وذلك بعدما اعلنت أربعة مستشفيات على الأقل في لبنان وقف عملها، في موازاة تحذير الأمم المتحدة من ازدياد الهجمات على فرق الرعاية الصحية.
"الشرق":
أعلنت الأجهزة الأمنية الإسرائيلية حالة التأهب القصوى في البلاد، خشية عودة فصائل المقاومة الفلسطينية لتنفيذ عمليات استشهادية ومسلحة بمناسبة الذكرى الأولى لـ”طوفان الأقصى”، والتي تتزامن مع 4 أعياد يهودية خلال تشرين الأول الحالي، وأولها عيد “رأس السنة العبرية”.
وانعكست هذه المخاوف للأجهزة الأمنية الإسرائيلية مع تصاعد وتيرة عمليات المقاومة في الضفة منذ 7 تشرين الأول 2023، إذ أحبط جهاز الأمن العام “الشاباك” بالتعاون مع الشرطة الإسرائيلية داخل الخط الأخضر وقرب المستوطنات بالضفة والقدس أكثر من 1200 عملية، منها 900 عملية إطلاق نار و290 محاولة لزرع عبوات ناسفة.
وتشكل هذه المعطيات -بحسب رصد إذاعة الجيش الإسرائيلي- ضعف عدد العمليات التي أحبطت خلال العام الذي سبق اندلاع الحرب على غزة، إذ رصدت الأجهزة الأمنية ارتفاعا في الجرأة ونوعية العمليات التي ينفذها فلسطينيون من الضفة، سواء داخل الخط الأخضر أو بالقرب من المستوطنات ومعسكرات الجيش في الضفة.
وعقب معركة “طوفان الأقصى” -التي شنتها حركة حماس على مستوطنات “غلاف غزة” وبلدات إسرائيلية بالجنوب- وحتى الأول من تشرين الأول الحالي تم تنفيذ أكثر من 350 عملية إطلاق نار أو طعن أو دهس أو هجمات بالقنابل والعبوات الناسفة -سواء داخل الجانب الإسرائيلي أو في الضفة والقدس وعند المعابر الحدودية- أسفرت عن مقتل 42 إسرائيليا، أغلبيتهم من العسكريين والمستوطنين، كما أصيب نحو 300 بجروح متفاوتة، بحسب رصد القناة الـ12 الإسرائيلية.
حالة تأهب قصوى
وحيال ذلك توجد الأجهزة الأمنية الإسرائيلية في حالة تأهب قصوى مع بدء الأعياد اليهودية وعشية الذكرى السنوية الأولى لـ”طوفان الأقصى”، إذ تلقت الشرطة الإسرائيلية 60 إنذارا ساخنا تحذر من احتمال تنفيذ عمليات مسلحة وتفجيرية واستشهادية داخل المدن والبلدات الإسرائيلية، ودعت الشرطة الإسرائيليين الحاصلين على رخصة لحمل السلاح.
كما نشرت الأجهزة الأمنية أكثر من 5 آلاف شرطي في قلب المدن والمجمعات التجارية ومراكز التسوق والترفيه، واستنفرت قواتها في الجبهة الداخلية الإسرائيلية، خصوصا في مدينتي القدس وتل أبيب.
وأكدت الشرطة الإسرائيلية أنها تكافح بالتعاون مع جهاز “الشاباك” ما سمته “التحريض على الإرهاب” عبر شبكات التواصل الاجتماعي، وتنفذ الاعتقالات الاستباقية لإحباط أي تخطيط لأي عملية، وذلك خشية تنفيذ العمليات داخل إسرائيل، بحسب ما أفاد الموقع الإلكتروني “والا”. وتعززت مخاوف أجهزة الأمن الإسرائيلية بعد العملية المسلحة في محطة القطار الخفيف في يافا الثلاثاء الماضي، والتي أسفرت عن مقتل وإصابة 23 إسرائيليا، إذ أعلنت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس مسؤوليتها عن العملية التي نفذها محمد راشد مسك وأحمد عبد الفتاح الهيموني، وأدت إلى مقتل 7 إسرائيليين وإصابة 16.
"الشرق الأوسط":
بدأ في لبنان التداول باسم رئيس المجلس السياسي لـ«حزب الله» إبراهيم أمين السيد، خليفة محتملاً للأمين العام للحزب حسن نصر الله الذي قتل في غارة إسرائيلية، قبل نحو أسبوعين في ضاحية بيروت الجنوبية.
وبرز اسم السيد رغم عدم تأكيد إسرائيل، كما «حزب الله»، حتى الساعة مقتل رئيس المجلس التنفيذي للحزب هاشم صفي الدين، في الغارات التي شنتها طائرات حربية إسرائيلية بعد منتصف ليل الخميس - الجمعة، على موقع يُعتقد أنه كان يوجد فيه تحت الأرض في الضاحية الجنوبية لبيروت، وهو الذي كان يُرجح أن يخلف نصر الله.
إلا أن مصادر مطلعة على أجواء الحزب تنفي كل ما يُتداول في هذا المجال «جملة وتفصيلاً»، قائلة لـ«الشرق الأوسط»: «لا أحد حالياً مرشح لخلافة نصر الله. لا صفي الدين ولا السيد ولا أي شخصية أخرى، فالقيادة الراهنة جماعية».
وأصدرت العلاقات الإعلامية في «حزب الله» السبت، بياناً تحدثت فيه عن «أخبار كاذبة وشائعات لا قيمة لها يتم تداولها تتعلق بالوضع التنظيمي لعدد من كبار مسؤولي (حزب الله)»، مشيرة إلى أنها «تندرج في إطار الحرب النفسية المعنوية ضد جمهور المقاومة».
ويستبعد الناشط السياسي المعارض لـ«حزب الله» علي الأمين، إقدام الحزب في هذه الفترة على تعيين أمين عام جديد، «لأن المرشح أو المُعيّن، أياً كان، مرشح للموت»، مؤكداً أن «الحزب أصلاً في حالة تشتت وغير قادر على القيام بخطوة كهذه في ظرف كهذا، فضلاً عن أن الشيخ نعيم قاسم هو أمين عام بالوكالة بوصفه نائباً للأمين العام».
من هو السيد؟
ولد السيد في منطقة البقاع، شرق لبنان، عام 1955. تلقى تعليماً دينياً مكثفاً في الحوزات العلمية. وانضم إلى «حزب الله» منذ تأسيسه في أوائل الثمانينات، وأسهم في تطوير الحركة السياسية والعسكرية للحزب. والسيد تدرج في المناصب في «حزب الله» حتى أصبح رئيس المجلس السياسي، حيث يقوم بإدارة السياسات العامة للحزب والتواصل مع القوى السياسية اللبنانية والدولية.
ووفق الأمين، فإن السيد «كان مندوب حركة (أمل) في إيران قبل الاجتياح الإسرائيلي للبنان، ثم انتسب إلى (حزب الله). وقد قرأ الرسالة المفتوحة للحزب والبيان الأول له عند تأسيسه رسمياً، أي كان الناطق باسمه في فبراير (شباط) 1985».
ويشير إلى أنه «قريب للنائب جميل السيد، وكان نائباً في البرلمان ورئيس كتلة (الوفاء للمقاومة) من عام 1992 إلى عام 1996». ويرى الأمين أن «اقتراب السيد من إتمام السبعين لا يجعله خياراً موفقاً للأمانة العامة، وبخاصة في هذه الظروف»، مرجحاً أن يكون «الكلام عن تعيين السيد من خارج سياق الحزب... خصوصاً أنه في الـ15 سنة الأخيرة كان مهمشاً وأشبه بمتقاعد، فلا نراه إلا في زياراته إلى البطريركية المارونية، كما أنه لا يُعدّ من القيادات الحيوية داخل الحزب التي تم اغتيال معظمها».
موقع إلكتروني رسمي
ويُعدّ السيد أول رئيس للمجلس السياسي للحزب ومن الشخصيات القيادية القديمة، وله دور بارز في بناء شبكة العلاقات السياسية بلبنان، خصوصاً مع القوى السياسية الأخرى مثل حركه «أمل» و«التيار الوطني الحر» وغيرهما.
وبعكس صفي الدين الذي كانت إطلالاته العلنية والإعلامية محدودة، تُسجل إطلالات كثيرة للسيد سواء خلال خطب في عاشوراء، أو خلال لقاءات سياسية علنية مصورة كان يقوم بها.
كما أن اللافت أن «له موقعاً رسمياً على شبكة الإنترنت يحمل اسمه، وهو ما يفتقده معظم مسؤولي وقيادات (حزب الله)».
هذا الموقع ينشر خطاباته ومواقفه التي يعود آخرها لشهر يوليو (تموز) الماضي، والتي عدّ فيها أن «الانتصار على العدوّ سينتج تداعيات كبرى على مستوى الأجيال المقبلة».
رفض المنصب
وتردد عبر مواقع إلكترونية أنه بعد ترجيح فرضية اغتيال هاشم صفي الدين، رفض أمين السيد تولي منصب الأمين العام للحزب، وطلب السفر إلى طهران للتفرغ للعبادة. لكن هذه المعلومات لم يؤكدها أي مصدر موثوق.
ويقول مطلعون على جو الحزب إن «منصبه رئيساً للمجلس السياسي يجعله مسؤولاً عن توجيه السياسات الداخلية والخارجية للحزب»، ويتحدثون عن «شخصية مؤثرة في النقاشات السياسية المتعلقة بالصراعات الإقليمية».
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا