كتب الدكتور إياد عبيد في ايكو وطن: من محركات الدعاية الاسرائيلية في حربها على لبنان
الرئيسية مقالات / Ecco Watan
الكاتب : الدكتور اياد عبيد
Oct 18 24|11:17AM :نشر بتاريخ
ماذا نلاحظ في الدعاية الصهيونية اليوم في حربها الموجهة ضد لبنان وتتشابه كثيرا مع حربها على فلسطين. وهذا بالطبع يتدحرج ليصل الى عموم المنطقة العربية والاسلامية.
منذ اكثر من ستة أشهر اعلن الكيان الصهيوني عن نيته بالتوجه شمالا لانهاء حالة حزب الله واعادة الامن الى اسرائيل.انتبهوا انهاء اي القضاء عليه كليا.وهذا يعني حالة استعداد كبيرة على لبنان ان يدفع ثمنها ان لم يساعد في هذه العملية.وعلى الشعب ان يتخلص هو ايضا من وجود المقاومة حتى لا تلحقه اضرار الحرب .
هذه المفردات جهز لها أدوات حرب نفسية معقدة ومتطورة وكلها بالتوازي مع آلة حرب عالية التقنية برا وبحرا وجوا والمعززة باعلى تقنيات الاتصال والمعلومات الاستخبارية.لقد أضاف الى ماكينته وسائل الاعلام الاجتماعي على إختلافها وأدخل بارادة او لاإرادة وسائل إعلام عربية ووسائط اعلام إجتماعية يقوم عليها هواة عرب -يتسلون-أو يندفعون لذلك من خلال النقل المباشر واللحظوي لما يرسل الاعلام الآتي من إسرائيل بدون أية عمليات حذف أو انتقاء أو استبعاد أو فرز ومهما كان مضمون الرسالة من خطورة تضرب الامن الإجتماعي أو الامن العسكري. كما استفاد الاسرائيلي من سياسات تحريرية لبعض الصحافة اللبنانية والعربية من مرئية ومسموعة ومكتوبة والتي تنشر بلا فرز اعلامي كل الاخبار. ويضاف اليها استخدام المصطلحات التي توهن المقاومة واعمالها وتطعن بها.
مع هذه الآلية من العمل الاعلامي ومعها أيضا كبريات وسائل الاعلام الغربية التي تلتزم بضخ محتويات الرسائل الاعلامية الاسرائيلية تتم عملية خلق الاشاعات وبث الاخبار الكاذبة والمفبركة والتي لا تستند الى حقائق .وتتم عملية نقل الاخبار كلها عبر المصفاة الحربية الاسرائيلية بحيث ان كل خبر يتوجب ان يكون له فعله بالميدان. ويؤثر على المجتمع ويفتك بعضد تلاحمه ويوهن مقومات صموده.
ولعل أخطر استخدام هو الطلب من المواطنين ترك بيوتهم وحاراتهم لوجود عناصر من المقاومة. فتبدأ حالات الهلع ومعها يبدأ الطيران بالقصف بلا رحمة لكل الاماكن من بيوت ومحلات ومدارس ومستشفيات ودورعبادة ومؤسسات صحية واغاثية وكل شيء لايسلم. وهكذا يعمق عملية الاستعدادات النفسية للهروب من امام القصف من مكان الى آخر ومن مكان الى آخر ...حتى يصبح الشعب كله هائما على وجهه..ويتبادل مع نفسه التهم بأن السبب هو وجود المقاومين من دون أن يسأل نفسه اين تتم عملية ضربه او قصفه والبعيدة كليّاً عن ميدان المعركة. بل العكس تماما تكون الهجومات في الاماكن النائية عن ارض المواجهة وبحجة ملاحقة مصادر تمويل المقاومة ودعمها واسنادها على اختلاف هذا الدعم.
الفبركات والخبريات الكاذبة والموجهة ضمن حرب القرائح والتضليل الاعلامي والقتل النفسي هي سمة عمل اعلام الحرب الاسرائيلي الموجه وخاصة للفتك بعرى المجتمع وتجهيزه للتفتت الديني والمذهبي والعرقي .
إن الضربات العسكرية القوية التي تتانى للاسرائيلي توجيهها بفعل ماكينة حربه المتطورة، بل فائقة التطور والتي تلحق بالبلاد تدميراً كبيراً في المدن والاطراف ولاسيما العاصمة تتحرك معها مباشرة الضربات الاعلامية الدعائية الاكثر خطورة للفتك بمجتمعنا ولخلق حالة الاستعداد للتنازل عن كل شيء أمام مايطلبه الاسرائيلي.والاخطر خلق حالة من تبادل التهم بين ابناء المجتمع الواحد وهي تعزز موقف من يتهم الذي يدعو الى الصمود بانه يريد ان ينحر مجتمعه وأنه لاتهمه حياة الناس ابدا وبطريقة يغدو من يطلب الصمود والمواجهة بانه فاقد لادنى مقومات الانسانية وهو بالتالي سيكون شريكا في تدمير وطنه.
فما السبيل للخروج من ذلك؟ وكيف يمكننا تمكين مجتمعنا وخلق حالة معنوية ايجابية تعزز إنسانه وتقوي بنيانه؟!
*الدكتور إياد عبيد أستاذ الإعلام في الجامعة اللبنانية.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا