افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 26 اكتوبر

الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Oct 26 24|08:09AM :نشر بتاريخ

 "النهار"

على رغم الحركة الديبلوماسية الناشطة التي أطلقها مؤتمر دعم لبنان في باريس والتحرك المتواصل لرئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي اتّبع مشاركته في مؤتمر باريس بزيارتين للندن حيث عقد اجتماعا مع وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن ثم قام بأول زيارة لرئيس حكومة لبناني إلى أيرلندا المشاركة في قوة اليونيفيل ، طغت جريمة الحرب الجديدة التي ارتكبتها إسرائيل امس في اعتدائها المتعمد على فندق يضم صحافيين في حاصبيا حيث استشهد ثلاثة منهم على المشهد اللبناني راسما مزيدا من المخاوف والقلق من التفلت الحربي المتوحش لإسرائيل في حربها على لبنان . واذا كانت المجازر التي ترتكبها إسرائيل في المناطق اللبنانية المأهولة تجعل كل الفئات متساوية امام خطر القتل المتجول بأعتى تكنولوجيا تدميرية وسلاح طيران فتاك فان مقتل الصحافيين الثلاثة امس اثار موجة استنكارات وإدانات واسعة داخليا وخارجيا من دون ان يشكل ذلك طبعا رادعا كافيا لإسرائيل للجم الهجمات التي تصنف في اطار جرائم الحرب.

أمّا في المنحى المتّصل بالمساعي الديبلوماسية اللاهثة لوقف النار وإطلاق المفاوضات لتسوية حل دائم فإنّ المعطيات المتوافرة لا تشير إلى أيّ تفاؤل وشيك خصوصاً أنّ الأنظار عادت تتركز على احتمال نشوب مواجهة إقليمية واسعة إن هاجمت إسرائيل ايران في قابل الأيام مع ما يرتبه ذلك من احتمالات وتداعيات يبدو الجميع في حالة ترقب حذرة حيالها.

غير أنّ المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين دخل مجدداً على المشهد المأزوم وأعلن أنّه “يمكن إنهاء الحرب بين إسرائيل ولبنان وفق القرار 1701”.

وأضاف في تصريح مساء أمس أنّ “إسرائيل وحزب الله يتبادلان الاتهامات بعدم الالتزام بالقرار 1701 والحقيقة أنهما لم يلتزما به”، مشدّداً على “وجوب السماح للقوات المسلحة اللبنانية بالانتشار فعليّاً في جنوب لبنان والقيام بوظيفتها”.

إذن فالجريمة الجماعية أدّت إلى استشهاد ثلاثة صحافيين اغتالتهم مُسيّرة إسرائيلية وهم نيام في فندق يتخذون منه مقراً إلى جانب 15 آخرين من زملائهم يمثلون ٧ مؤسسات إعلامية. وقد استهدف الطيران الإسرائيليّ فجراً، مقرّ إقامة الفرق الصحافية في فندق في حاصبيا، ممّا أدّى إلى استشهاد 3 صحافيين وإصابة عدد آخر. ونعت قناة “الميادين” مهندس البث في القناة محمد رضا والمصور غسان نجار، كما نعت “المنار” المصور في القناة وسام قاسم . ومن الصحافيين الجرحى زكريا فاضل وحسن حطيط وعلي شعيب.

وأثارت الجريمة موجة واسعة من التنديد والاستنكار من كل الجهات، وأعلن الرئيس نجيب ميقاتي”أنّ العدوان الإسرائيلي الجديد الذي استهدف الصحافيين والمراسلين في حاصبيا، يشكل فصلاً من فصول جرائم الحرب التي يرتكبها العدو الإسرائيلي من دون رادع أو صوت دولي يوقف ما يجري. كما أنّ هذا العدوان المتعمّد هدفه بالتأكيد ترهيب الإعلام للتعمية على ما يرتكب من جرائم وتدمير”.

 

وأضاف: “لقد أعطيت توجيهاتي إلى وزارة الخارجية والمغتربين لضم هذا الجريمة الجديدة إلى سلسلة الملفات الموثقة بالجرائم الإسرائيلية التي سترفع التي المراجع الدولية المختصة، لعل الضمير العالمي يوقف ما يحصل. رحم الله الشهداء الصحافيين والدعاء بالشفاء العاجل للمصابين”.

وقي غضون ذلك صعد الطيران الحربي الاسرائيلي هجماته على المعابر اللبنانية السورية بما يعني احتمال قطع التواصل نهائياً بين البلدين. وأغار عند الثالثة والنصف فجر امس على الحدود اللبنانية السورية في منطقة المصنع مما أدّى إلى تدمير ممر صغير صمد بعد غارات استهدفت المعبر في الأيام الماضية. كما قصف فجراً منطقة جوسي من ناحية القاع مستهدفاً أحد الجسور عند الحدود اللبنانية السورية مما أدّى إلى قطع الطريق. كما خرج معبر القاع من الخدمة، بعد غارة إسرائيلية في الأراضي السورية، على بعد مئات الأمتار من مكتب الأمن السوري” في المعبر المعروف باسم جوسيه.

 

وقطعت الغارة الطريق أمام حركة السيارات والشاحنات، ليبقى بذلك معبر واحد رئيسي بين البلدين قيد الخدمة.

كما مضى الجيش الإسرائيلي في اعتداءاته المتعمدة على اليونيفيل التي أعلنت “أن جنود حفظ السلام المناوبون في موقع مراقبة دائم بالقرب من الضهيرة كانوا يراقبون جنود الجيش الإسرائيلي وهم يقومون بعمليات تطهير للمنازل القريبة. وعندما لاحظ جنود الجيش الإسرائيلي أنهم تحت المراقبة، أطلقوا النار على الموقع، فانسحب الحراس المناوبون لتجنب الإصابة”.وتابعت في بيان: “كان الجيش الإسرائيلي قد طلب من اليونيفيل بشكل متكرر إخلاء مواقعها على طول الخط الأزرق، وقام عمداً بإتلاف الكاميرات والإضاءة ومعدات الاتصالات في بعض هذه المواقع. وعلى الرغم من الضغوط التي تمارس على البعثة والدول المساهمة بقوات، فإن حفظة السلام لا يزالون في مواقعهم ويؤدون مهامهم. وسنواصل القيام بالمهام الموكلة إلينا في المراقبة ورفع التقارير”.

واحتدمت المواجهات بعنف بالغ مساء امس عبر الغارات الإسرائيلية الكثيفة وعمليات القصف الصاروخي ل”حزب الله” على المواقع العسكرية ومناطق شمال إسرائيل .

ميقاتي في لندن ودبلن

ووسط احتدام الحرب على الحدود وفي الأعماق اللبنانية والإسرائيلية قام رئيس الحكومة نجيب ميقاتي غداة مؤتمر باريس بزيارة لندن حيث اجتمع مع وزير الخارجية الاميركية انتوني بلينكن. وأفادت المعلومات الرسمية عن اللقاء ان ميقاتي قال خلال الاجتماع : “نحن نصر على اولوية وقف اطلاق النار وردع العدوان الاسرائيلي خصوصا وان هناك اكثر من مليون واربعمئة الف لبناني نزحوا من المناطق التي تتعرض للاعتداءات. كما تنتهك اسرائيل القانون الدولي باعتدائها على المدنيين والصحافيين والطاقم الطبي”.كما شدد على “التزام لبنان بتطبيق القرار 1701 كما هو، من دون تعديل”. وقال: “المطلوب اولا التزام حقيقي من اسرائيل بوقف اطلاق النار، لان التجربة السابقة في ما يتعلق بالنداء الاميركي – الفرنسي المدعوم عربيا ودوليا، لوقف اطلاق النار اثرت على صدقية الجميع”.

بدوره، أكد وزير الخارجية الاميركية “ان واشنطن ما زالت تسعى للحل الديبلوماسي لوقف فوري لاطلاق النار والتزام كل الاطراف بالقرارات الدولية التي تضمن الاستقرار في المنطقة”. واعرب “عن دعم الولايات المتحدة للمؤسسات الحكومية لا سيما الجيش والقوى الامنية”، وشدد على “اهمية الدور المناط بالجيش في تنفيذ القرار 1701 واهمية التوصل الى حل ديبلوماسي للنزاع القائم ووقف العنف”.

وبعد الظهر أجرى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي محادثات مع رئيس وزراء ايرلندا سيمون هاريس في مقر رئاسة الحكومة في العاصمة الايرلندية دبلن. ورحب هاريس بالرئيس ميقاتي”كأول رئيس حكومة لبناني يزور ايرلندا”. وأعرب “عن تضامن ايرلندا مع لبنان ولا سيما في هذه المرحلة”، مشددا “على أن بلاده طالبت عبر المنظمات الدولية والاتحاد الأوروبي المنضوية فيها بالضغط لوقف إطلاق النار في لبنان ومطالبة كل الأطراف بتطبيق قرار مجلس الأمن الدولي الرقم 1701. كما أننا ندين بشدة الاعتداءات الإسرائيلية على قوات اليونيفيل”. وقال: “إن دائرة العنف في الشرق الاوسط بلغت مستويات غير مقبولة وعلى المجتمع الدولي بذل جهود إصافية ونوعية لوقف دائرة العنف”

بدوره شدد الرئيس الحكومة “على شكر لبنان ايرلندا لوقوفها إلى جانبه ولكونها من أوائل الدول الأوروبية التي لديها مشاركة فاعلة في عداد قوات اليونيفيل”، مشيدا “بالتضحيات التي قدمتها ايرلندا وجنودها في لبنان”. كما شكر ايرلندا “على وقوفها الدائم مع القضايا الإنسانية والمحقة وفي مقدمها قضية فلسطين”. وشدد على “أن رمزية هذه الزيارة هي شكر الدول التي تقف دائما الى جانب لبنان”.

 

الأمم المتحدة

وبإزاء هذه التطورات أعلنت المنسّقة الخاصّة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت أن “مع كلّ يوم يمرّ، تتّسع دائرة العنف المميتة في لبنان، تاركةً مزيدًا من الدمار والمعاناة”. وتابعت في بيان: “يواجه لبنان حالياً أزمة إنسانية ذات أبعاد كارثية، مع تزايد وقوع الضحايا المدنيين، والنزوح الجماعي، والدمار الواسع للبنية التحتية المدنية في جميع أنحاء البلاد. لقد تعرّض الذين يوفرون استجابة فورية ويلبّون نداء المساعدة، بما في ذلك الكوادر الصحية والمسعفون، لضربات قاسية أيضًا. إنّ الزيادة في عدد الهجمات التي تطال المنشآت الصحية والعاملين فيها مقلقة للغاية”.

 

أضافت: “منذ تشرين الأول من العام الماضي، أفادت منظمة الصحة العالمية عن وقوع 53 هجومًا على منشآتٍ صحية، ممّا أسفر عن مقتل 99 وإصابة 82 من العاملين في الرعاية الصحية. وقد تمّ إخلاء 8 مستشفيات بالكامل في لبنان، و7 أخرى تمّ إخلاؤها جزئيًا بسبب الأضرار التي لحقت بها أو لقربها من مناطق القصف. نتيجة لذلك، انخفضت بشكل كبير قدرة المستشفيات على استيعاب المرضى في المناطق المتأثرة بالنزاع في لبنان، ممّا زاد من الضغط على المستشفيات في المناطق الأخرى. كما استهدف 27 هجوماً سيارات الإسعاف التي يستخدمها المستجيبون الأوائل. وأغلقت ما يقرب من نصف المراكز الصحية الأولية أبوابها في المناطق المتضررة”. وقالت: “في وقتٍ سابقٍ من هذا الأسبوع، أسفرت ضربة إسرائيلية قرب مدخل مستشفى رفيق الحريري الجامعي (أكبر مستشفى حكومي في لبنان) عن مقتل 18 شخصًا، من بينهم أربعة أطفال وأربعة عاملين في مجال الرعاية الصحية، فيما تمّ إخلاء مستشفى آخر في الضاحية الجنوبية لبيروت وسط حالة من الذعر الواسعة النطاق بسبب مزاعم حول استخدام أحد مبانيه. يتزامن تأثير الأزمة على قطاع الرعاية الصحية مع تزايد هائل في الاحتياجات الإنسانية، خصوصاً بين النازحين. وفي ظل تدهور الظروف الصحية والاكتظاظ في مراكز الايواء الجماعية، يرتفع خطر انتشار الأوبئة، وقد سجل لبنان مؤخّراً أوّل حالة إصابة بالكوليرا”.

وقالت أيضاً: “ينبغي بذل كلّ جهد لحماية المستشفيات، بموجب القانون الدولي الإنساني، من أي ضرر. فكلّ ضربة تؤثر على قطاع الرعاية الصحية أو تخرج مستشفى آخر عن الخدمة تزيد الضغط على نظام صحي منهك أصلاً، ممّا يهدّد تقديم الخدمات الطبية الحيوية للحالات المتزايدة. وينبغي في كل الأوقات حماية العاملين في الرعاية الصحية والذين يوفرون استجابة فورية”.

تابعت: “أيضًا، لقد شهدنا أخيراً هجمات تستهدف الصحافة. عندما يُستهدف الصحافيون الذين يحظون بحماية القانون الدولي الإنساني، فإن ذلك يشكل تهديدًا لحقوقنا الأساسية التي تتعلّق بحرية المعلومات والتعبير. يجب على جميع الأطراف المتنازعة احترام التزاماتها بموجب القانون الدولي الانساني. حتى الحروب لها قواعد”.

 

"الاخبار"

تعوّدنا في لبنان، لزمن طويل، على المناورات الإسرائيلية. لكنّ الدرس الأهم تعلّمناه من حرب غزة. فعندما يصرخ جيش العدو وجعاً، لا يعني ذلك أن المؤسسة السياسية في إسرائيل تبرّر له التوقف عن القتال. وبالتأكيد فإن قيادة سياسية على شاكلة بنيامين نتنياهو، لن تستمع إلى تقديرات المؤسسة العسكرية إلا في حال طلبها مزيداً من الوقت للقتال. وهذا ما يجعل قيادة المقاومة في لبنان تتعامل مع الكلام الذي تضجّ به إسرائيل منذ يومين حول مآل الحرب مع لبنان، على أنه سيناريو من قسمين:

الأول، إن جيش الاحتلال بدأ يعاني من ضربات المقاومة التي تصيب جنوده دون المستوطنين، وهو أمر لا ينكره أي مسؤول في دولة الاحتلال، إذ تصر المقاومة على ضرب الجيش وأجهزته اللوجستية والأمنية، وتتفادى – حتى الآن – ضرب الأحياء التي تعجّ بالمستوطنين، مع اعتماد سياسة الهلع الدائم الذي تتكفّل به صفارات الإنذار وأصوات الصواريخ الاعتراضية.

الثاني، يتعلق بالمناوشات القائمة داخل الكيان، بين فريق يريد الاستمرار في الحرب إلى ما لا نهاية، والمؤسسة العسكرية التي ترفع الصوت منذ عدة أشهر حول عدم قدرة الجيش على القتال ليلَ نهارَ لسنوات طويلة.

وفي الحالتين، تتصرّف المقاومة على أن العدوان مستمر، وقد يطول لفترة طويلة جداً، ما يفرض على المقاومة إعداد خطط عملانية مختلفة عن كل ما كان قائماً قبل اندلاع الحرب، وبما يخدم الهدف المركزي، المتعلق بجعل جنود العدو يغرقون في دمائهم وليس في وحول لبنان، ومنع العدو من تحقيق أهدافه السياسية، وخصوصاً منع عودة مستوطني الشمال إلا بعد إعلان العدو وقف الحرب بصورة تامة، ومن دون منحه أي مكسب سياسي.

وفي وقت تُظهِر المقاومة قدرة على التكيّف مع الوقائع القاسية التي أصابتها قبل نحو شهر، وبعدما باشرت آلية من العمل العسكري والأمني الذي يحقق نتائج مهمة في الميدان، بدأت حالة النشوة التي سادت كيان العدو تتلاشى مع الأخبار اليومية عن قتلى وجرحى في صفوف الجنود من جهة، وارتفاع أصوات المستوطنين في مناطق تمتد من جنوب حيفا إلى جنوب طبريا وصفد، حيث يواجه نحو مليونين من المستوطنين مشكلة «روتين الحرب» اليومي، وحيث تتعطل كل أشكال الحياة، مع بداية نزوح لقسم ممن أرادوا الابتعاد عن مناخات الحرب وتوجّهوا إلى الوسط والجنوب.

عملياً، دخلت المواجهة على طول الحدود مرحلة جديدة. وثمة تنبّه لدى قيادة المقاومة من احتمال لجوء العدو إلى عمليات عسكرية كبيرة سواء على طول الحدود أو حتى في العمق. وتدرس المقاومة كل الخيارات التي يمكن للعدو أن يلجأ إليها، بما فيها المناورات السياسية التي تهدف إلى الخداع. لكن، من الواضح أن العدو لا يزال يفكر في تحقيق ضربات عسكرية أو أمنية تهدف إلى تحقيق نتائج سياسية. فيما لا يبدو أن هناك في العالم كله من يهتم أصلاً لوقف الحرب على لبنان أو لوقف العدوان على غزة.

 

 "الجمهورية"

من الواضح تماماً أنّ لا حدّ للعدوانية الإسرائيلية المتمادية بمجازرها الرهيبة التي ترتكبها بحق المدنيين في الضاحية الجنوبية لبيروت وبلدات الجنوب والبقاع وسائر المناطق اللبنانية، والتي طالت فجر أمس الجمعة مجموعة من الصحافيين في مقر إقامتهم في أحد فنادق بلدة حاصبيا، ما أدّى إلى استشهاد المصور في قناة «الميادين» غسان نجار ومهندس البث في القناة محمد رضا والمصور في قناة «المنار» وسام قاسم، إضافة الى اصابة عدد آخر من الصحافيين بجروح. وهو الامر الذي أثار موجة تنديد عارمة ضدّ إسرائيل، ومطالبات محلية ودولية بردعها ومحاسبتها على المنحى الإجرامي غير المسبوق في وحشيته على لبنان، وقتلها المدنيين والصحافيين ورجال الدفاع المدني والمسعفين.

 

ميقاتي وبلينكن

يتزامن ذلك، مع أحداث متدرجة في ميدان العمليات الحربية بوتيرة أكثر تسارعاً وكثافة مما كانت عليه في الايام الأخيرة، سواء في الحجم الكثيف للغارات التدميرية للبنى المدنية، ولاسيما في الضاحية الجنوبية، او في المواجهات الضارية بين «حزب الله» والجيش الاسرائيلي على تخوم البلدات المحاذية للخط الحدودي.

 

على أنّه في موازاة ذلك، أكّدت معلومات ديبلوماسية، أنّ المسار السياسي منضبط على خطّ التواصل السّريع والساخن على مجموعة خطوط دوليّة لبلوغ وقف عاجل لإطلاق النار، تدفع اليه واشنطن بزخم ملحوظ في هذه الفترة. وهو ما عكسه وزير الخارجية الأميركية انتوني بلينكن في لقائه في لندن امس، مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي.

وفي اللقاء الذي شارك فيه عن الجانب الأميركي الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية الاميركية ماثيو ميلر، ومسؤول معهد الدراسات الدولية في الوزارة جيمس روبي، وعن الجانب اللبناني حضر سفير لبنان في لندن رامي مرتضى ومستشار رئيس الحكومة زياد ميقاتي، أكّد الرئيس ميقاتي «أننا نصرّ على أولوية وقف إطلاق النار وردع العدوان الاسرائيلي، خصوصاً أنّ هناك اكثر من مليون واربعمئة ألف لبناني نزحوا من المناطق التي تتعرّض للاعتداءات. كما تنتهك اسرائيل القانون الدولي باعتدائها على المدنيين والصحافيين والطاقم الطبي». أضاف: «التجربة السابقة في ما يتعلق بالنداء الأميركي – الفرنسي المدعوم عربياً ودولياً، لوقف إطلاق النار أثرت على صدقية الجميع».

اما بلينكن، فأعرب عن «دعم الولايات المتحدة للمؤسسات الحكومية، لا سيما الجيش والقوى الأمنية»، مشدّداً على «أهمية الدور المناط بالجيش في تنفيذ القرار 1701». كذلك، أكّد على «أهمية التوصل إلى حل ديبلوماسي للنزاع القائم ووقف العنف».

 

هوكشتاين

الى ذلك، قال الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين: «أعتقد أنه يمكن إنهاء الحرب بين إسرائيل ولبنان وفق القرار 1701». ولفت إلى أن «إسرائيل و«حزب الله» يتبادلان الاتهامات بعدم الالتزام بالقرار 1701 والحقيقة أنهما لم يلتزما به». وأضاف هوكشتاين «يجب السماح للقوات المسلحة اللبنانية بالانتشار بشكل فعال في جنوب لبنان والقيام بوظيفتها».

 

لا ضوابط لنتنياهو

إلّا انّ العائق الأساس أمام بلوغ حل ووقف لاطلاق النار، وفق ما يؤكّد مرجع معني باتصالات وقف النار لـ«الجمهورية»، يتجلّى في أنّ رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ما زال مصمماً على الاستمرار في العدوان، ولا يريد وقف إطلاق النار في لبنان او في غزة أو في أي مكان آخر.

ولاحظ المرجع عينه، أنّ الاميركيين الذين ماشوا في بداية الأمر نتنياهو في استهدافاته للبنية التنظيمية لـ«حزب الله» واغتيال قادته، وفي اطلاق عمليته البرية ضدّ الحزب لإلحاق أكبر قدر ممكن من الضرر به وإخراجه من جنوب الليطاني، بما يمكّنه من أن يملي شروطه في أي حل سياسي لاحق، فإنّهم (الأميركيون) مع مرور الوقت، وكذلك مع ما أفرزته مجريات الميدان العسكري منذ بدء العملية البرية الإسرائيلية من وقائع معاكسة لمبالغته في تقدير قرب هزيمة «حزب الله»، باتوا أكثر ميلاً إلى التعجيل في اتفاق على وقف لإطلاق النار وبلوغ حل ديبلوماسي، على أساس القرار 1701، وهذا ما اكّد عليه الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين في زيارته الاخيرة إلى بيروت».

 

الأمم المتحدة: تطبيق صارم

الى ذلك، وفي موازاة تأكيد رئيس مجلس النواب نبيه بري على أنّ ما يجري بحثه الآن هو التفاهم على وقف اطلاق نار نهائي، مشدّداً على التمسك بالقرار 1701، أبلغ ديبلوماسي أممي إلى «الجمهورية» قوله، «إنّ القرار 1701 يشكّل المرتكز الأساس لوقف العمليات العدائية، الذي يستوجب التقيّد الكامل والشامل والصارم من قبل كل الاطراف بكل مندرجاته، وتوفير كل الدعم لقوات حفظ السلام ورفدها بكل ما يمكنها من إنجاز مهمّتها في حفظ الامن والاستقرار على جانبي الخط الازرق».

ورداً على سؤال عن المطالب الإسرائيلية بتعديلات لهذا القرار، قال: «القرار واضح وثابت، وحتى الآن لا توجد أي توجّهات لتعديله، او صياغة قرار جديد، بل بالعكس، هناك إجماع دولي على هذا القرار»، مشيراً إلى «أننا سمعنا كثيرين من مسؤولي الدول المشاركة في قوات حفظ السلام في الجنوب اللبناني، ولاسيما من الفرنسيين، يتحفظون او لا يوافقون على المسّ بالقرار 1701».

وبحسب معلومات موثوقة لـ«الجمهورية»، فإنّ ما حُكي عن مطالب وشروط اسرائيلية لوقف اطلاق النار على جبهة لبنان، (حق القيام بعمليات برية، والطلعات الجوية الدائمة في الأجواء اللبنانية)، كانت محل بحث ونقاش بين مسؤول لبناني ومسؤول اوروبي رفيع خارج لبنان، حيث شكّك المسؤول الاوروبي بجدّية هذه المطالب، وأبلغ إلى المسؤول اللبناني قوله: «مثل هذه المطالب تطيح القرار 1701، فضلاً عن انّه لا يمكن لأي دولة ذات سيادة ومهما كانت ضعيفة ان تقبل بها».

أضاف المسؤول الاوروبي: «نتنياهو يصمّ آذانه حالياً، ويعاكس كل التوجّهات الدولية لوقف اطلاق النار، سواء في غزة او في لبنان. ولكن هذا امر موقت، وليس دائماً، ذلك أنّه يدرك أنّه لا يستطيع مقاومة الضغوط الدولية إلى ما لا نهاية».

ويبرز في هذا السياق تقرير نشرته «الغارديان» البريطانية، خلصت فيه إلى أنّ «سياسة التدمير والحريق التي ينتهجها نتنياهو في غزة ولبنان مهما طالت سوف تأتي بنتائج عكسية عليه في نهاية المطاف». ويتقاطع هذا التقرير مع ما بدأ الاعلام الاسرائيلي يتحدث عنه لجهة «انّ تهوّر نتنياهو لا نهاية له، وفي الأيام المقبلة، قد لا يُفاجأ احد إن انفجرت لعبته القاتلة في وجهه وفي وجه إسرائيل».

 

الميدان يصوغ التسوية

وفيما تبدو المستويات السياسية والرسمية على اختلافها في لبنان في حال انتظار نضوج حركة الاتصالات الخارجية الرامية الى تحقيق وقف لإطلاق النار، توقّع مرجع سياسي نهاية قريبة للحرب. وقال لـ«الجمهورية»: «هناك عاملان يعززان احتمال انتهاء الحرب في وقت قريب، الاول، هو انّ الجهود الدولية تتسمّ بجدّية فائقة، والاميركيون أكثر حماسة في هذه الفترة، والفرنسيون جادون جداً. واما العامل الثاني فهو الميدان العسكري الذي يعاكس الأهداف الاسرائيلية ويمنع تحقيقها، وكما نرى فإنّ الميدان يتصاعد وخسائر إسرائيل تتصاعد ايضاً، وتبعاً لذلك فإنّ ميدان المواجهة يتولّى حالياً مراكمة وقائع من شأنها أن تعجّل في وقف اطلاق النار، وبلوغ تسوية لا تمسّ بسيادة لبنان».

 

باريس: تطبيق الـ1701

وفيما جدّدت قوات «اليونيفيل» أمس، استعدادها لتنفيذ مهمّتها والحفاظ على القرار 1701»، في الوقت الذي كرّر فيه الجيش الاسرائيلي استهدافه لمواقع القوة الدولية كما حصل بالأمس في الظهيرة، اكّد وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو أنّ «القرار الأممي رقم 1701 يشكّل الإطار اللازم الذي يوفّر الأمن لإسرائيل، والسيادة والوحدة للبنان». وقال: «انّ تطبيق هذا القرار يستلزم الدخول في التفاصيل والعثور على آلية تسمح بذلك وبشكل دائم»، مضيفاً: «الحديث عن القرار أسهل من التوصل عملياً لتطبيقه». وتابع: «الحقيقة أنّ هذه المسألة تشكّل جوهر الاتصالات القائمة والمقترحات المتضاربة بين إسرائيل التي تريد فرض شروطها، ولبنان الرافض سلفاً والمتمسك بحرفية الاتفاق». وشدّد على انّ «الخروج من الأزمة يفترض إعادة قيام دولة لبنانية قوية، والخطوة إلى ذلك انتخاب رئيس للجمهورية».

 

بري

إلى ذلك، توجّه رئيس مجلس النواب نبيه بري «بالشكر والتقدير للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وفرنسا حكومة وشعباً على تنظيم المؤتمر الدولي لدعم لبنان وسيادته مالياً وسياسياً وإنسانياً».

وقال بري في بيان أمس: «شكراً لصديق لبنان فخامة الرئيس إيمانويل ماكرون وللحكومة الفرنسية والشعب الفرنسي. والشكر أيضاً موصول للإتحاد الأوروبي وللحكومة

اللبنانية ولكافة الدول التي شاركت؛ الدول العربية الشقيقة والدول الصديقة، في المؤتمر الذي خُصّص لدعم لبنان وشعبه وجيشه في مواجهة تداعيات الحرب العدوانية الإسرائيلية التي يتعرّض لها لبنان وإنسانه وتراثه وحضارته ورسالته ودوره في المنطقة والعالم».

أضاف: «إنّ ما أفضى اليه المؤتمر من نتائج على مستوى الدعم المالي لإغاثه النازحين وتمكين ودعم الجيش اللبناني من أجل القيام بدوره في حفظ الأمن وصون السيادة الوطنية على كامل التراب الوطني لا سيما في منطقة جنوب الليطاني الى جانب قوات «اليونيفيل» إنفاذاً وتنفيذاً للقرار الأممي 1701، يرسّخ لدينا القناعة بأنّ لبنان ليس وحده في مواجهة الخطر الوجودي الذي يتهدّده. إننا نتطلع بنفس القدر من الأمل وعلى وجه السرعة بأن يلاقي المجتمع الدولي ما أفضى اليه المؤتمر من نتائج وتوصيات، لكي يبادر إلى وقفة إنسانية تاريخية جادة. لقد آن الأوان لإنقاذ الإنسان وإنقاذ لبنان من العدوان».

 

مواجهات وقتلى إسرائيليون

ميدانياً، العدوانية الاسرائيلية على أشدّها، وشاملة في تدميرها مناطق واسعة من لبنان بدءًا من الضاحية الجنوبية وصولاً الى الجنوب والبقاع، وقابلها في الساعات الأخيرة تكثيف ملحوظ في عمليات «حزب الله» واستهدافاته الصاروخية لتجمعات الجيش الاسرائيلي وقواعده ومستوطنات الشمال والعمق الاسرائيلي، محققاً اصابات كبيرة في صفوف الجيش الإسرائيلي الذي اعترف بمقتل 10 عسكريين إسرائيليين بينهم ضابطان، وإصابة ما يزيد عن 40 آخرين بجروح خلال 24 ساعة.

وكان لافتاً في هذا السياق، اعلان حالة طوارئ في مستشفيات حيفا ونهاريا جراء تزايد الاصابات في صفوف الجيش الاسرائيلي، فيما أجمع الإعلام الإسرائيلي على اعتبار يوم امس الجمعة، يوماً ثقيلاً على اسرائيل، وصفه وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت بأنّه «يوم صعب على شعب إسرائيل».

وكشفت قناة «أي 24 نيوز» العبرية «أنّ أعداد القتلى منذ بداية الحرب لا تعقل في غزة وفي لبنان». وقالت: «دخلنا إلى «المناورة البرية» في لبنان، وهي تتضمن الكثير من المفاجآت والعقبات وبالطبع تجبي ثمناً من ناحية قتلى «الجيش» الإسرائيلي».

وفيما نقل الإعلام الاسرائيلي عن عسكريين إسرائيليين قولهم «انّ «حزب الله» يستخدم قذائف دقيقة بالقصف على أماكن تواجد القوات الإسرائيلية في جنوب لبنان»، أبلغ مسؤول في الجيش إلى صحيفة «واشنطن بوست» الاميركية قوله: «إنّ مقاتلي «حزب الله» أصبحوا أفضل تدريباً وأكثر خبرة بعد القتال في سوريا، ومسلحين بأسلحة أكثر تقدّماً مما كانوا عليه في عام 2006». وخلصت الصحيفة إلى استنتاج «أنّ «حزب الله» يثبت أنّه خصم هائل ضدّ القوات الإسرائيلية في لبنان».

ناقلة عن مسؤولين لبنانيين قولهم، إنّ «حزب الله» تعافى من انتكاساته غير المسبوقة بفضل هيكل قيادي مرن وبمساعدة ايران».‏

وقالت «يديعوت احرونوت» إنّ «حزب الله» يحاول في الأيام الاخيرة تنفيذ خطته الدفاعية، نفس الخطة التي تحدث عنها (أمينه العام السيد الشهيد) حسن نصرالله».

وقالت إنّ تأثير الصدمة التي أصابت «حزب الله»، بدأ يتلاشى، وهذا واضح بالفعل سواء على جبهة القتال البرية في المنطقة القريبة من الحدود، او في اطلاق الصواريخ والطائرات من دون طيار. لذلك من المحتمل أن يكون هذا هو السبب في زيادة عدد القتلى من جانبنا سواء بين المقاتلين على الجبهة او في الجبهة الداخلية».

ونقلت الصحيفة عن جنود إسرائيليين قولهم: «إنّ هناك من يهمل سلامة الجنود في الميدان لأسباب غير واضحة. نشهد نقصاً في الحماية والحكومة تجاهلت تحذيراتنا».

وفيما اشارت صحيفة «هآرتس» العبرية الى «أنّ صواريخ «حزب الله» اليومية قادرة على تعطيل الحياة بالكامل في شمال البلد وفرض روتين من الإنذارات في وسطه»، قالت صحيفة «معاريف» العبرية: «إنّ الكمين التي وقعت فيه قوة اسرائيلية في جنوب لبنان يؤشر إلى أنّ هذا الحال كان، عندما كان الجيش الإسرائيلي في لبنان في الثمانينات والتسعينات، وكان الأمر نفسه في «حرب لبنان الثانية»، وهو الأمر ذاته اليوم».

 

 "الأنباء" 

نفذت إسرائيل تهديدها رداً على الهجمات الإيرانية الأخيرة، معلنة عن ضرب العديد من الأهداف في إيران. ما تزامن مع سلسلة غارات في سوريا والعراق. 

 

تأتي هذه الهجمات، المنسّقة مع واشنطن، لترفع من حدة التصعيد في المنطقة، وإن كان الردّ والردّ على الردّ يبقى ضمن حدود الرسائل المتبادلة المضبوطة خلافاً لما هو الواقع في غزة ولبنان، حيث يشنّ العدو الإسرائيلي عدواناً واسعاً بلا رحمة مدمّراً البشر والحجر. وعليه لا يبدو أن التوتر الإقليمي قد ينفلت نحو حرب شاملة في المنطقة. 

 

واللافت أيضاً أن الرد الإسرائيلي على ايران جاء عشية انطلاق مفاوضات شاقّة في الدوحة خلال الساعات المقبلة، بهدف استكمال صفقة تبادل الأسرى في غزة، والبحث في مساعي وقف إطلاق النار.

 

في هذه الأثناء، يتواصل العدوان الإسرائيلي بحق لبنان، وقد طال إجرامه مجدداً الجسم الإعلامي، مستهدفاً مقرّ الصحافيين في حاصبيا، حيث سقط ٣ شهداء من  محطتي المنار والميادين، وإصابة العديد من المراسلين والمصوّرين والتقنيين من ٧ وسائل إعلام لبنانية وعربية.

 

تأتي هذه الرسالة لتؤكد نوايا العدو الإسرائيلية بطمس كل معالم جرائمها المرتكبة في لبنان، من قتل للمدنيين وتدمير لممتلكاتهم، وتفجير لقرى بأكملها. 

 

وتعليقاً على استمرار العدوان الإسرائيلي والتطورات الأخيرة، أشار الرئيس وليد جنبلاط إلى أنّ "البعض في لبنان يريد تطبيق القرارات الدولية عبر الفصل السابع، وهذا غير ممكن ويجب اللجوء للحوار".

 

وأضاف جنبلاط، في حديث لـ"روسيا اليوم": "أتمنّى ألا يحدث سيناريو غزة في لبنان لكن هذا يظلّ مجرّد تمنٍّ، وكيف تقف الحرب إذا لم تشعر إسرائيل بالضغط؟ وإلى أين ستصل وما أطماعها الجديدة؟".

 

وقال: "آن الأوان للجمهورية الإسلامية أن تعلم بأنّ هناك دولة في لبنان"، لافتاً إلى أنّ "مسار وقف النّار تقوده الدول الكبرى".

 

كما تابع جنبلاط: "نسمع بخططٍ استيطانيّة والوصول إلى ما بعد الليطاني، وبالعودة لنظريات أيام التوراة الأفضل أن نعرف الحقيقة".

 

بالتزامن، وفي إطار الجهود والمساعي التي يبذلها رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي لوقف العدوان على لبنان. كان لافتاً اللقاء الذي جمعه مع وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، يوم أمس، في لندن. حيق شدد ميقاتي على أولوية وقف إطلاق النار، مشيراً الى وجود مليون وأربعمائة ألف لبناني نزحوا من المناطق التي تتعرّض للاعتداءات، متهماً اسرائيل بانتهاك القانون الدولي باعتداءاتها على المدنيين والصحافيين والطاقم الطبي، مؤكداً التزام لبنان بتطبيق القرار 1701 كما هو من دون أي تعديل، داعياً الإدارة الاميركية للضغط على إسرائيل كي تلتزم بوقف اطلاق النار. 

 

بدوره، أشار بلينكن الى أن واشنطن ما زالت تسعى للحل الدبلوماسي لوقف فوري لإطلاق النار، والتزام لبنان بكل القرارات الدولية التي تضمن الاستقرار في المنطقة. 

 

ولكن رغم كل هذا الحراك الدبلوماسي، لا يزال الميدان على اشتعاله. وتعليقاً على هذا الواقع، أشار النائب السابق شامل روكز في حديث لجريدة "الأنباء" الالكترونية الى أن الميدان ما زال على حاله من التوتر. ورأى أن الوضع على الحدود هو كرّ وفرّ، مستبعداً تقدم القوات الاسرائيلية باتجاه الداخل اللبناني لأن هناك مقاومة عنيفة أفشلت كل محاولاتهم حتى الآن، وكل ما يستطيعون فعله هو الاعتداء على الصحافة لإسكات الاعلام وقوات اليونيفل كي لا يفضحوا ما ترتكبه إسرائيل من مجازر بحق الانسانية. 

 

ووصف روكز قيادة العمليات في الجنوب بأنها قادرة ومتمكنة وبدأت تفرض نفسها بتصديها للعدوان، ووقف تقدم القوات الغازية. ورأى أن هذه المجموعات تمتلك خبرات علمية مع خبرات في منظومة القيادة من أجل السيطرة على الأرض، مستبعداً إمكانية التوصل لوقف إطلاق النار طالما دفة القتال متساوية بين الطرفين وعندما تميل الدفة باتجاه أي طرف يسهل البحث في وقف لإطلاق النار.

 

وعن لقاء ميقاتي - بلينكن وإمكانية التوصل لوقف إطلاق النار، قال: "طالما لا يزال حزب الله قادراً على الصمود ومنع العدو من اجتياح الاراضي اللبنانية فلن يكون هناك وقف إطلاق نار ولن تضغط الولايات المتحدة على اسرائيل لتحقيق ذلك. كما أن العدو غير مقتنع بضرورة التوصل لوقف إطلاق النار في ظل التحضيرات التي يقوم بها للرد على إيران. فهذا الرد قد يستدعي رداً مضاداً. وفي هذه الحالة قد يكون الرد الايراني منسقاً مع الامكانيات الصاروخية لحزب الله من عدة مجالات لأن إطلاق الصواريخ من لبنان أسرع من ايران. فهذا التنسيق يأتي لزيادة الفعالية للرد الايراني في حال حصوله"، مشيراً الى أن الطرفين اسرائيل وايران هما في مأزق. لان من خلال الرد الاسرائيلي على ايران ورد ايران على اسرائيل ستدخل المنطقة بحرب اقليمية شئنا أم أبينا. ما يعني ان الحرب طويلة ولن يتوضح وقف اطلاق النار قبل معرفة ما قد تؤول اليه الامور بين اسرائيل وايران"، مرجّحاً أن يتأجل البحث في موضوع وقف الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان الى ما بعد الانتخابات الاميركية.

 

صحيح أن الرهانات كبيرة على الانتخابات الأميركية كموعد مفصلي في مسار الحرب، لكن المشهد لا يزال ضبابيا ومن غير المحسوم ان تكون هذه المحطة هي فعلاً الإيذان بوقف الحرب.

 

 

 "الديار" 

تواصل «اسرائيل» عدوانها ليس فقط على مجاهدي حزب الله، ولا على مستودعات اسلحة المقاومة كما تدعي، بل ايضا على الصحافيين وقوات حفظ السلام في جنوب لبنان، حيث وصل حقدها الجهنمي الى اغتيال ثلاثة اعلاميين في مقر اقامتهم في جنوب لبنان، كما استهدف ارهابها مجددا قوات اليونيفيل التي تعرضت لاطلاق نار من الجيش «الاسرائيلي» المجرم، الذي يستمر في انتهاك القانون الدولي والقرار 1701 وحرية التعبير.

 

وفي هذا السياق، فتح جنود الجيش «الاسرائيلي» النار على قوات حفظ السلام في بلدة الضهيرة التي كانت تقوم بمهامها في برج المراقبة، وذلك لان جيش الاحتلال لاحظ ان اليونيفيل شهدت على تطهيره للمنازل القريبة من البلدة، في حين انه يريد تنفيذ اعماله التخريبية والعنيفة دون وجود اي شاهد على افعاله. وفي بيان اصدرته، شددت قوات حفظ السلام في الجنوب انها ستستمر في القيام بواجباتها الموكلة اليها في المراقبة ورفع التقارير، كما انها لن تنسحب من مواقعها في جنوب لبنان رغم الترهيب «الاسرائيلي».

 

وبدورها، استنكرت لجنة حماية الصحافيين الجريمة البشعة التي قامت بها «اسرائيل» ضدالكوادر الاعلامية العاملة في جنوب لبنان.

عدد الجنود «الاسرائيليين» القتلى يشكل صدمة كبيرةعند هيئة الاركان

 

وبعد تصريح رئيس الاركان الجيش «الاسرائيلي» هرتسي هاليفي، الذي قال انه يمكن إنهاء الحرب على جبهة لبنان، لأنه تم القضاء على القيادة العليا لحزب الله، اعتبرت مصادر عسكرية مخضرمة في حديثها للديار، ان تصريح هاليفي لا ينبع من فراغ، وليس موقفا مزاجيا، بل موقف يعكس حالة الجدل داخل هيئة الاركان. ذلك ان الاصابات والجرحى في صفوف جنود الجيش «الاسرائيلي»، الى جانب مقتل 10جنود «اسرائيليين» في غضون يومين، باعتراف جيش الاحتلال بنفسه، ناهيك بمقتل جنديين الى ثلاثة يوميا، تشكل ضغطا كبيرا على معنويات الجيش «الاسرائيلي» وعلى الكيان الصهيوني. انطلاقا من ذلك، يرى هاليفي ان هذا العدد من القتلى يوميا في المعارك الحاصلة في جنوب لبنان، لا يمكن لـ «اسرائيل» ان تحتمله.

 

واضافت هذه المصادر ان رئيس هيئة الاركان راجع حساباته، معتبرا ان انهاء الحرب على جبهة لبنان سيوقف النزيف في صفوف جنوده. وبالعودة الى عام 2000 حين قرر رئيس الوزراء «الاسرائيلي» ايهود باراك الانسحاب من جنوب لبنان، وهو ينتسب الى حزب العمل وهو اكثر جنرال «اسرائيلي» على صدره اوسمة، كان معدل الخسائر في الجيش قتيلا واحدا يوميا، فكيف اذا كانت الحال اليوم بوصول عدد الجنود «الاسرائيليين» القتلى الى اربعة وخمسة يوميا؟

 

واكدت المصادر ان هذه الخسائر في الارواح في جيش الاحتلال لها تأثير معنوي وسيكولوجي فيه، وهذا ما يظهر رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو انه امام طريق مسدود في حربه على لبنان وعلى حزب الله.

 

حزب الله يوجه ضربات مؤلمة لـ «اسرائيل» في الجنوب وفي الجليل

في تواصل الاشتباكات في جنوب لبنان، وجه امس حزب الله ضربة مؤلمة للعدو الاسرائيلي، اسفرت عن مقتل ضابطين وثلاثة جنود «إسرائيليين»، ما يرفع حصيلة قتلى جيش الاحتلال الى عشرة في يومين فقط.

 

وفي بلدة العديسة، استهدفت المقاومة قوة «اسرائيلية» مؤلفة من 12 جنديا بصاروخ موجه موقعة فيهم اصابات مؤكدة، حيث ان آلية عسكرية «اسرائيلية» من نوع هامر تدخلت لمساندة القوة الاولى، الا ان مجاهدي الحزب استهدفوها ايضا بصاروخ دقيق، اسفر عن سقوط قتلى وجرحى في صفوف هذه القوة.

 

اما في الشمال، فقد اطلقت المقاومة صواريخ دقيقة امس، قرب مجد الكروم في الجليل، ادت الى مقتل شخصين واصابة عشرين آخرين، وفقا لاذاعة جيش الاحتلال. واعلن الحزب ايضا استهداف قاعدة «كرمئيل»، المجاورة لمجد الكروم، برشقة صاروخية كبيرة اوقعت خسائر في الارواح والعتاد.

 

مفاوضات الدوحة: ضغط قطري وتركي لتسهيلها

في سياق متصل، كشفت اوساط سياسية رفيعة المستوى للديار ان القطريين والاتراك يضغطون على حماس في مسألة تبادل الاسرى. علما ان نتنياهو ربط وقف الحرب على جبهة لبنان لمدة اسبوعين، اذا اطلقت كتائب القسام سراح اربعة رهائن.

 

ولفتت هذه الاوساط الى ان الاجواء ايجابية حتى اللحظة في المفاوضات الجارية في قطر. فهل تصل المفاوضات هذه المرة الى نتائج ايجابية على صعيد لبنان وغزة، ام ان نتنياهو سيدخل شروطا جديدة لافشالها؟

 

الاستحقاق الرئاسي امام واقع مقفل

على صعيد انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان، رأت مصادر ديبلوماسية ان الاجتماع الثلاثي الذي حصل في عين التينة بين الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي والوزير السابق وليد جنبلاط، كان هدفه تطبيق القرار 1701 ومحاكاة المجتمع الدولي وانهاء الشغور الرئاسي، من اجل اعادة انتاج السلطة في البلاد، انما هذه المبادرة لم تلق آذانا صاغية لتنفيذها. وعليه، رحل الملف الرئاسي الى ما بعد وقف اطلاق النار بين المقاومة والعدو الاسرائيلي.

 

الصحف الاميركية تشكك في نيات نتنياهو حول الضربة على ايران

الى ذلك، قالت اوساط مطلعة للديار ان من يتابع الصحف الاميركية مثل صحيفة «وول ستريت جورنال» و «نيويورك تايمز» وغيرهما، يرى ان هناك اتجاها سائدا للتشكيك في نيات رئيس الحكومة «الاسرائيلية» بنيامين نتنياهو في خطة الهجوم الانتقامي ضد ايران، بسبب احجامه عن مشاركة البيت الابيض فيها.

 

واشارت الاوساط الى ان ادارة بايدن حثت نتنياهو على عدم ضرب المنشآت النووية في إيران، لان حصول هذا الاحتمال سيدفع بطهران الى الخروج من معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية وفقا لواشنطن. ولكن لم تتلق ادارة بايدن حتى اللحظة جوابا حاسما من الحكومة «الاسرائيلية» حول التحذير الاميركي بعدم المس بالمنشآت النووية الايرانية.

 

وتابعت هذه الاوساط ان عددا كبيرا من الصحـف الاميـركيـة تساءلت اذا كان نتنياهو في رده على الجمهورية الاسلامية الايرانية، يسعى لتوجيه ضربة سياسية للمرشحة الرئاسية كامالا هاريس او للمرشد الاعلى اية الله علي الخامنئي.

 

اما اللافت فهو ان التوقيت حول تسريب الوثائق السرية لخطة الهجوم «الاسرائيلي» على الجمهورية الايرانية الاسلامية له اهداف واضحة، وهي تخريب للضربة «الاسرائيلية» وكشف اسرار عسكرية «اسرائيلية». وهنا اعتبرت المصادر المطلعة ان تسريب الوثائق السرية للهجوم «الاسرائيلي» على ايران، مفاده تأجيل الضربة قدر الامكان الى ما بعد الانتخابات الرئاسية الاميركية او لردع «اسرائيل» عن اشعال حرب اقليمية تفجر المنطقة برمتها.

 

 "اللواء"

يمكن القول أن يوم امس كان يوم أسود على صعيد الميدان بين اسرائيل وحزب لله، مع الخسائر الموصوفة لجنود الاحتلال ما لا يقل عن 21 جندياً خلال 24 ساعة، وعدد من دبابات الميركافا لا يقل عن 6 أو 7 دبابات، فضلاً عن المصابين بالجروح، أو القتلى على طول المستعمرات الحدودية المستهدفة وصولاً الى صفد وحيفا وعكا.

الأمر، الذي دفع  مسؤول في جيش الاحتلال ليبلغ صحيفة «واشنطن بوست» أن: «حزب لله خصم هائل، ومقاتلو الحزب أصبحوا أفضل تدريباً وأكثر خبرة ومسلحين بأسلحة أكثر تقدماً مما كانوا عليه في عام 2006» .

تأتي هذه التطورات على مستوى الخسائر لدى العدو، او ما وصفه يوآف غالانت (وزير الحربية) من أنه يوم صعب على اسرائيل، بعد ليلة هوجاء، وقاسية لجهة خسائر القصف الجوي ليل امس على احياء في الضاحية وقرى ومدن الجنوب والبقاع وصولاً الى قطع أواصر التواصل بين لبنان وسوريا.

وبعد «يوم أسود» من الخسائر والضربات البرية والجوية، نقلت هيئة البث الاسرائيلية عن مسؤولين كبار أن العملية البرية في مراحلها النهائية.

وتوقعت مصادر سياسية مطلعة لـ «اللواء» عند تسارع وتيرة الاتصالات الهادفة إلى وقف إطلاق النار والتي تتم على مستوى رئاسة الحكومة وتلك بين أفرقاء في الخارج ورأت انها لا تزال تدور في فلك تطبيق القرار ١٧٠١ ونشر الجيش ولم يدخل أي معطى جديد من شأنه الإشارة إلى أن هذه الاتصالات قد تخرج بنتائج مرضية.

واعتبرت المصادر أن هذه الاتصالات تستكمل على وقع النار، وقد تكون الأيام المقبلة مفصلية لجهة السيناريو المقبل وكيف ترسو الأعمال العسكرية، معتبرة أن التعويل لا يزال قائما على خرق ما وإن كان ضئيلا.

والتقى الرئيس نجيب ميقاتي وزير الخارجية الأميركي انتوني بلينكن في لندن، وجرى البحث في مجريات الحرب، والجهود المبذولة لإنهاء العدوان الاسرائيلي على لبنان.

وفيما طالب ميقاتي واشنطن بالتزام اسرائيل بقبول وقف النار، اشار بلينكن الى ان واشنطن ما زالت تسعى لوقف النار، مشددا على دور الجيش اللبناني في تنفيذ القرار 1701.

وفي خلال الاجتماع، قال رئيس الحكومة: «نحن نصرّ على أولوية وقف اطلاق النار وردع العدوان الإسرائيلي خصوصا وان هناك أكثر من مليون وأربعمائة ألف لبناني نزحوا من المناطق التي تتعرض للاعتداءات. كما تنتهك إسرائيل القانون الدولي باعتدائها على المدنيين والصحافيين والطاقم الطبي».

واعرب رئيس الوزراء الايرلند سيمون هاريس عن تضامن ايرلندا مع لبنان ولا سيما في هذه المرحلة، مشدداً على ان بلاده طالبت عبر المنظمات الدولية والاتحاد الاوروبي المنضوية فيها بالضغط لوقف اطلاق النار في لبنان، وطالبت كل الاطراف بتطبيق قرار مجلس الامن الدولي الرقم 1701. كما اننا ندين بشدة الاعتداءات الاسرائيلية على قوات اليونيفيل».

وقال: ان دائرة العنف في الشرق الاوسط بلغت مستويات غير مقبولة وعلى المجتمع  الدولي بذل جهود اصافية ونوعية لوقف دائرة العنف.

واعلن الوسيط الأميركي آموس هوكشتين ان الحرب يمكن انهاؤها بين اسرائيل ولبنان، وفقا للقرار 1701.

وشدد هوكشتين على السماح للجيش اللبناني بالانتشار فعلياً في الجنوب والقيام بوظيفته.

وأشار الى ان اسرائيل وحزب لله يتبادلان الاتهامات بعد الالتزام بالقرار الدولي، فيما الحقيقة ان عدم الالتزام يقع على عاتق الطرفين.

بري يشكر

وشكر الرئيس نبيه بري للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون على دوره في تنظيم المؤتمر الدولي، وما خصصه لدعم لبنان وشعبه في مواجهة الحرب العدوانية الاسرائيلي.

وأضاف الرئيس بري: إن ما أفضى اليه المؤتمر من نتائج على مستوى الدعم المالي لإغاثة النازحين، وتمكين ودعم الجيش اللبناني من أجل القيام بدوره في حفظ الأمن وصون السيادة الوطنية على كامل التراب الوطني لا سيما في منطقة جنوب الليطاني الى جانب قوات اليونيفل إنفاذا وتنفيذا للقرار الأممي 1701، يرسخ لدينا القناعة أن لبنان ليس وحده في مواجهة الخطر الوجودي الذي يتهدده.

مالياً، أفاد مصدر مصرفي ان من قطاع المال بأنه تم إدراج لبنان على القائمة الرمادية للدول الخاضعة لتدقيق خاص من جانب مجموعة العمل المالي (فاتف) المعنية بمكافحة الجرائم المالية.ولم يكن لدى متحدث باسم مصرف لبنان المركزي تعليق فوري.

وقال الرئيس ميقاتي في بيان «إن إدراج لبنان على القائمة الرمادية لمجموعة العمل المالي «فاتف» خطوة كانت متوقعة بالنظر الى الظروف المعروفة التي اعاقت اقرار التشريعات والاصلاحات المالية المطلوبة، رغم ذلك أحرز لبنان تقدمًا في العديد من الإجراءات الموصى بها في تقرير التقييم المتبادل وطبق تدابير على قطاعه المالي، عبر إصدار التعاميم المطلوبة للبنوك والمؤسسات المالية ، الأمر الذي يعني ان علاقات لبنان مع المصارف المراسلة لن تتأثر نتيجة هذا  التصنيف».

وقال «ان  لبنان سيواصل التعاون مع مجموعة العمل المالي ، علما ان هذا الاجراء المتخذ جرى تطبيقه سابقا ولا يزال على العديد من الدول العربية والاجنبية البارزة ، وستتم متابعته وفق الانظمة والاجراءات المعروفة للعودة عنه».

 

استهداف الإعلام مجدداً

وعلى أرض الاستهدافات، دفع الاعلام اللبناني مرة أخرى ثمناً لأداء مهمته، وفي محاولة لاسكات صوته والصوة الصحيح عن أرض الواقع الميداني، لتوثيق جرائم الاسرائيلية ضد الجنوب وأهله، قصفت الطائرات الاسرائيلية فجر امس مقر مبنى الاعلاميين في فندق في حاصبيا، فسقط مصور قناة المنار وسام قاسم ومصور قناة الميادين غسان نجار ومهندس البث محمد رضا شهداء مضرجين بدمائهم.

 

توثيق جريمة استهداف الصحافيين

على صعيد آخر، أدان الرئيس ميقاتي خلال جولته «العدوان الإسرائيلي الجديد الذي استهدف الصحافيين والمراسلين في حاصبيا»، ورأى انه «يشكّل فصلا من فصول جرائم الحرب التي يرتكبها العدو الإسرائيلي من دون رادع أو صوت دولي يوقف ما يجري».

وقال «كما ان هذا العدوان المتعمّد هدفه بالتأكيد ترهيب الإعلام للتعمية على ما يرتكب من جرائم وتدمير».

أضاف: «لقد أعطيت توجيهاتي الى وزارة الخارجية والمغتربين لضم هذا الجريمة الجديدة الى سلسلة الملفات الموثقة بالجرائم الإسرائيلية التي سترفع التي المراجع الدولية المختصة، لعل الضمير العالمي يوقف ما يحصل. رحم لله الشهداء الصحافيين والدعاء بالشفاء العاجل للمصابين».

واليوم، يعقد وزير الاعلام زياد مكاري مؤتمراً صحفياً.

وأحصت لجنة الطوارئ 41 شهيداً و133 جريحاً من جراء القصف الاسرائيلي خلال الساعات الـ24 الماضية في ذكر وزير الصحة فراس أبيض أن أكثر من 55 اعتداء وقعت على المستشفيات بما فيها 36 اصيبت مباشرة، مما ادى الى اقفال 8 منها قسرياً.

كما سقط 151 شهيداً من الاعتداءات الـ200 على مختلف الجمعيات الاسعافية، وان عدد شهداء القطاع الصحي بلغ 65 شهيداً و272 جريحاً.

وفي سياق الاعتداءات على اليونيفيل اعلنت اليونيفيل ان «جنودنا في الضهيرة انسحبوا من مواقعهم بعد اطلاق نار اسرائيلي الثلثاء الماضي».

 

الميدان: مواجهات وقتلى للعدو

كبد مقاتلو النخبة في المقاومة جنود الاحتلال الاسرئيلي خسائر فادحة خلال اليومين الماضيين خلال الاشتباكات في محاور الجنوب،وقد تحدثت وسائل اعلام العدو عن مقتل 8 جنود وسقوط عشرات الجرحى ليل امس الاول  وفجر امس في مواجهات من مسافة الصفر، بينما اعلن وزير الحرب يوآف غالانت بعد إعلان مقتل 10 جنود إسرائيليين وقال: أنه يوم صعب على شعب «إسرائيل».

جرت المواجهات خصوصا في بلدة عيتا الشعب، التي تحولت الى مصيدة قاتلة لعشرات الضباط والجنود الذين وقعوا في كمين معقد في منطقة كانت تصنف بالامنة فسقط منهم نحو 30 جريحا وقتل 5 آخرين، فيما دمرت بالامس 4 دبابات ميركافا شوهدت تحترق بمن فيها، وقد شهدت سماء فلسطين المحتلة تحليقا مكثفا للمروحيات التي تولت نقل القتلى والجرحى الى المستشفيات.

وكشفت اذاعة جيش العدو الإسرائيلي: انه  في الساعة 22:00 من يوم الخميس، أطلق عناصر حزب لله وابلاً من الصواريخ باتجاه تجمّع للجيش الإسرائيلي داخل قرية في القطاع الشرقي جنوب لبنان، وسقط أحد الصواريخ بالقرب من مبنى حيث كانت تتواجد قوة من الكتيبة 89 وكان داخل المبنى مقاتلون من الكتيبة 89 أيضاً، بالإضافة إلى مقاتلين من قافلة لوجستية كانت على وشك مغادرة المكان بعد تجديد إمداد القوة لمواصلة القتال. و بين القتلى نائب قائد الكتيبة 89.

واستهدفت المقاومة الاسلامية قوة اسرائيلية مؤلفة من 12 جندياً، على اطراف بلدة عديسة بصاروخ موجه اوقع فيها اصابات. وبعد 20 دقيقة تدخلت آلية عسكرية من نوع هامير في داخلها 4 جنود لمساندة القوة الاولى فاستهدفت بصاروخ موجه.

وفي الساعة الثامنة مساء، كان حزب لله نفذ 47 عملية آخرها قصف قاعدة رامات ديفيد الجوية قرب حيفا بصواريخ نوعية.

وأدى قصف شوميرا الىقتل 6 جنود.

 

انذار.. فغارات

وليلاً، وجه الناطق الاسرائيلي انذاراً جديداً بالقصف المناطق برج البراجنة وحارة حريك.

وبعد دقائق، بدأت الغارات على الضاحية الجنوبية وسجلت 3 غارات.

 

 "البناء" 

بعدما أنهى زيارته إلى تل أبيب دون إعلان عن نتائج وعن نيات العودة إلى بيروت، أعلن المبعوث الأميركي أموس هوكشتاين عودته إلى تل أبيب مجدداً غداً الأحد، ثم إلى بيروت، بعدما كان نتنياهو أعلن عن مواصلة الحرب حتى تحقيق الأهداف. بعد لقاء هوكشتاين وتبلّغه رفض لبنان للبحث بأي تعديل للقرار 1701 وأولوية وقف النار عند بيروت على أيّ بحث، وعودة هوكشتاين إلى بيروت من بوابة تل أبيب يعني ثمة جديد في تل أبيب، سوف يطلع عليه هوكشتاين ويناقشه ويحمل جديداً يستحق العودة إلى بيروت التي لم يطرأ ما يدفعها لتعديل مواقفها. وعبرت مواقف هوكشتاين التي ساوت للمرة الأولى بين لبنان والكيان في عدم تنفيذ القرار 1701، عن وجود تراجع في الموقف الإسرائيلي يسمح بمواقف أميركية تنفتح على الطلبات اللبنانية، من موقع التمسك الأميركي بالحفاظ على المصالح الإسرائيلية أولاً. ولعل الجديد الإسرائيلي هو ما بدأت تشير إليه مواقف وزير الحرب ورئيس الأركان في الكيان عن إنهاء العملية البرية ووقف الحرب، تحت تأثير الفشل غير القابل للتمويه للحرب في إخضاع المقاومة أو إضعافها، رغم كل الضربات القاسية التي وجّهت إليها، حيث لا تفيد في تظهير صورة القوة الإسرائيلية الغارات المكثفة على الضاحية الجنوبية بنية تدميرها أو على البقاع بهدف تهجيره، وفي الجنوب حيث القتل يستهدف الصحافيين فاستشهد منهم زميلان من قناة الميادين وزميل من قناة المنار، لأن ميدان الحضور الحاسم هو الجبهة الأماميّة وما يجري فيها، حيث الكلمة العليا للمقاومة، كما تقول جبهات القتال.
العملية البرية التي بدأت مطلع الشهر الحالي تستمرّ في يومها السادس والعشرين بضراوة استثنائيّة، حيث تسجل المقاومة سيطرة محسومة على الميدان، وتحتفظ باليد العليا، وقد تمكّنت خلال أسبوع كامل من احتواء وتدمير هجمات بالعشرات، شارك فيها مئات الجنود والضباط وعشرات الآليات، وقد نجحت المقاومة بفرض إرادتها على جبهة بعرض خمسين كيلومتراً ممتدّة على طول محاور الفرق 36 و91 و98 من مروحين غرباً إلى بلدة الغجر شرقاً، حيث يواجه المقاومون طلائع هذه الفرق التي تضم خمسين ألف جندي وخمسمئة آلية، وقد نجحوا خلال هذه المنازلة الممتدة منذ أول الشهر الجاري بفرض إيقاعهم الناري داخل الحدود اللبنانية وعلى طول الشريط الذي تنتشر فيه هذه الفرق، فكانت الحصيلة أكثر من 100 قتيل و1000 جريح في صفوف جيش الاحتلال، وتدمير أكثر من 50 آلية منها 38 دبابة ميركافا.
فيما واصل العدو الإسرائيلي مسلسل مجازره في الجنوب والبقاع وتدمير الضاحية الجنوبية لبيروت، سجلت المقاومة مزيداً من العمليات النوعية في الميدان واستهداف المواقع العسكرية والمستوطنات شمال فلسطين المحتلة، ملحقة خسائر بشرية ومادية فادحة، مسجلة مجزرة في الدبابات الإسرائيلية في أكثر من محور مواجهة، حيث كانت الضربة الأقسى في الجليل إذ أعلنت إذاعة جيش الاحتلال «إصابة 20 شخصاً حالة 3 منهم خطيرة قرب مجد الكروم في الجليل إثر سقوط صاروخ أطلق من لبنان». ونشر الإعلام الحربي في الحزب عدة مشاهد لعمليات شملت استهداف دبابة ميركافا في مستوطنة زرعيت، شركة تاعس شمال تل أبيب، مستوطنتَي كرمئيل ونهاريا وقاعدة الكرمل التابعة للجيش الإسرائيلي جنوب مدينة حيفا المحتلة بصواريخ «نصر 2»، ما دفع بالإعلام الإسرائيلي للتصريح العلني «بأننا ندفع ثمناً باهظاً في هذه الحرب»، مع بلوغ عدد بيانات حزب الله حول عملياته إلى 48، حتى منتصف ليل أمس.
ونقلت «هيئة البث الإسرائيلية» عن مسؤولين كبار، إنهم «يتوقعون إنهاء المناورة البرية في جنوب لبنان خلال أسبوع أو أسبوعين». وأعلنت القناة 12 الإسرائيلية عن أن «الرشقة الصاروخية من لبنان باتجاه الجليل الغربي سببت أضراراً في شبكة الكهرباء». وأفادت إذاعة جيش العدو، عن «إصابة 6 جنود إسرائيليين جراء سقوط صاروخ في منطقة شوميرا بالجليل الغربي».
ومساء أمس، أفادت إذاعة جيش الاحتلال، عن «إصابة 6 جنود إسرائيليين جراء سقوط صاروخ في منطقة شوميرا بالجليل الغربي».
وأعلن حزب الله في سلسلة بيانات، قصف دبابة ميركافا قرب موقع مسكفعام بصاروخ موجّه ما أدّى إلى تدميرها ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح، وأعلن الإعلام الحربي في الحزب أن مجاهدي المقاومة شَنّوا هجوماً جوياً بِسربٍ من المسيرات الانقضاضية على قاعدة فيلون (مقر ومخازن طوارئ فرقتي 36 و210) شرق مدينة صفد وأصابت أهدافها بِدقة». كما أعلن استهداف دبابة ميركافا على طريق مركبا -عديسة بصاروخ موجّه، ما أدّى إلى تدميرها ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح، وإجبار قوة صهيونية مرافقة لها على الانسحاب إلى موقع العبّاد».
ووصف خبراء عسكريون عمليات المقاومة خلال الأيام القليلة الماضية بالإنجازات الكبيرة التي تؤكد استعادة حزب الله زمام المبادرة في الميدان والتحكم بمسار المواجهات، بعدما تمكّن الحزب من استدراج القوات الإسرائيلية للدخول إلى القرى والبلدات ونصب الكمائن لها لكي تتمكّن من إلحاق الخسائر بها». ولفت الخبراء لـ»البناء» إلى أن «رفع حزب الله من وتيرة عمليّاته يريد تحقيق مجموعة من الأهداف أولها إحباط الخطط العسكرية البرية وإجهاض الأهداف المعلنة للحرب من خلال رفع فاتورة وكلفة العمليّة البرية والحرب بشكل عام لزرع الإحباط لدى القيادة العسكرية الإسرائيلية لكي تضغط بدورها على الحكومة الإسرائيلية لإعادة الحسابات والنظر بالاستمرار في الحرب». ووفق الخبراء فإن «الجيش الإسرائيلي لن يتأخر لإعلان صرخته إذا ما استمرّت أخبار الميدان على هذه الوتيرة».
ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن مسؤولين لبنانيين تأكيدهم أن «حزب الله تعافى من انتكاساته غير المسبوقة بفضل هيكل قياديّ مرن وبمساعدة إيران». كما نقلت الصحيفة عن مسؤول عسكريّ إسرائيلي قوله إن «حزب الله خصم قويّ في مواجهة جيشنا ومقاتلوه أصبحوا أفضل تدريباً وأكثر خبرة». وأفادت صحيفة «فايننشال تايمز» بأن «المجموعات المدعومة من إيران بما في ذلك حزب الله تتمركز جنوبي سورية مما يخلق جبهة محتملة أخرى للقتال».
وأكدت الصحيفة أن «إسرائيل تعزّز مواقعها الدفاعية في الجولان»، مشيرة إلى أن «الجيش الإسرائيلي حفر خندقاً بطول 7 كيلومترات على الأقل على طول الحدود بين مرتفعات الجولان وجنوب سورية».
في المقابل واصل العدو تنفيذ الغارات العدوانية جنوباً وبقاعاً، وشنّ سلسلة غارات على الضاحية الجنوبية في حارة حريك وبرج البراجنة، استهدف الطيران الإسرائيليّ مقرّ إقامة الفرق الصحافيّة في فندق في حاصبيا، مما أدى الى استشهاد 3 صحافيين وإصابة عدد آخر. ونعت قناة «الميادين» مهندس البثّ في القناة محمد رضا والمصوّر غسان نجار، كما نعت «المنار» المصور في القناة وسام قاسم. ومن الصحافيين الجرحى زكريا فاضل وحسن حطيط وعلي شعيب.
واعتبر الرئيس ميقاتي «أن العدوان الإسرائيلي الجديد الذي استهدف الصحافيين والمراسلين في حاصبيا، يشكل فصلاً من فصول جرائم الحرب التي يرتكبها العدو الإسرائيلي من دون رادع او صوت دولي يوقف ما يجري. كما أن هذا العدوان المتعمّد هدفه بالتأكيد ترهيب الإعلام للتعمية على ما يرتكب من جرائم وتدمير». وأضاف: «لقد أعطيت توجيهاتي الى وزارة الخارجية والمغتربين لضمّ هذا الجريمة الجديدة الى سلسلة الملفات الموثقة بالجرائم الإسرائيلية التي سترفع الى المراجع الدولية المختصة، لعل الضمير العالمي يوقف ما يحصل. رحم الله الشهداء الصحافيين والدعاء بالشفاء العاجل للمصابين». كما أشار مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان الى ان «الصحافيين مدنيون وفق القانون الإنساني الدولي وتجب حمايتهم في كل النزاعات».
كما أغار طيران الحربي الاسرائيلي فجر أمس، على الحدود اللبنانية السورية – المصنع. ما أدّى إلى تدمير ممر صغير صمد بعد غارات استهدفت المعبر في الأيام الماضية. كما قصف منطقة جوسي من ناحية القاع مستهدفاً أحد الجسور عند الحدود اللبنانية السورية ما أدّى الى قطع الطريق. كما خرج معبر القاع من الخدمة، بعد غارة إسرائيلية في الأراضي السورية، على بعد مئات الأمتار من مكتب الأمن السوري» في المعبر المعروف باسم جوسيه. وقطعت الغارة الطريق أمام حركة السيارات والشاحنات، ليبقى بذلك معبر واحد رئيسيّ بين البلدين قيد الخدمة.
وأعلن وزير الأشغال في حكومة تصريف الأعمال علي حمية أن «القصف الإسرائيلي الذي طال الحدود السورية – اللبنانية تسبّب بإغلاق المعبر الثاني الرابط بين البلدين بعد معبر المصنع». وأكد في تصريح أننا «لم نصل بعد إلى مرحلة الحصار»، مشيراً إلى أن «استهداف المعابر البرية، مثل معبر القاع، كما حصل لمعبر المصنع، يعمّق الأزمة الحالية».
وأشارت الأمم المتحدة، إلى أن «استهداف «إسرائيل» للحدود بين لبنان وسورية يهدّد شريان حياة رئيسياً».
في المواقف الدوليّة، أشار المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين، «أنني أعتقد أنه يمكن إنهاء الحرب بين «إسرائيل» ولبنان وفق القرار 1701». ولفت إلى أن «»إسرائيل» وحزب الله يتبادلان الاتهامات بعدم الالتزام بالقرار 1701 والحقيقة أنّهما لم يلتزما به».
وأضاف هوكشتاين «يجب السماح للقوات المسلحة اللبنانية بالانتشار فعلياً في جنوب لبنان والقيام بوظيفتها».
بدوره، أكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، أن «هناك ضرورة ملحّة للتوصل إلى حل دبلوماسي للصراع في لبنان»، مشدداً على وجوب تطبيق القرار 1701 بشكل كامل. وخلال لقائه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، لفت بلينكن إلى أن «واشنطن ما زالت تسعى للحل الديبلوماسي لوقف فوري لإطلاق النار والتزام كل الاطراف بالقرارات الدولية التي تضمن الاستقرار في المنطقة». وأعرب «عن دعم الولايات المتحدة للمؤسسات الحكومية لا سيما الجيش والقوى الأمنيّة».
وبعد مشاركته في «المؤتمر الدولي لدعم لبنان» في باريس حطّ رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في لندن أمس، واجتمع مع وزير الخارجية الأميركية انتوني بلينكن. وخلال الاجتماع، قال رئيس الحكومة: «نحن نصرّ على أولويّة وقف إطلاق النار وردع العدوان الإسرائيلي خصوصاً أن هناك أكثر من مليون واربعمئة ألف لبناني نزحوا من المناطق التي تتعرض للاعتداءات. كما تنتهك «إسرائيل» القانون الدولي باعتدائها على المدنيين والصحافيين والطاقم الطبي». كما شدّد على «التزام لبنان بتطبيق القرار 1701 كما هو، من دون تعديل». وقال: «المطلوب أولاً التزام حقيقي من «إسرائيل» بوقف إطلاق النار، لأن التجربة السابقة في ما يتعلق بالنداء الأميركي – الفرنسي المدعوم عربياً ودولياً، لوقف إطلاق النار أثّرت على صدقية الجميع».
بدوره، أعلن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن المجتمع الدولي يجب أن يسرّع جهوده لإيجاد حل سياسي في لبنان، حيث تتواجه «إسرائيل» مع حزب الله، لتجنب أن يحتدم النزاع «بشكل معمّم». وشدد بوريل في بيان: «نحن في سباق مع الزمن بين إمكان إطلاق مسار سياسي في لبنان واحتدام للوضع بشكل معمّم لا تُحصى تداعياته». واعتبر أن «استعادة سيادة لبنان تقتضي نشر الجيش في الجنوب»، مشيراً إلى أن «إيران و»حزب الله» مسؤولان عن عدم تنفيذ القرار 1701».
في سياق ذلك، توجّه رئيس مجلس النواب نبيه بري بالشكر والتقدير للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وفرنسا حكومة وشعباً على تنظيم المؤتمر الدولي لدعم لبنان وسيادته مالياً وسياسياً وإنسانياً، وأشار في بيان إلى «أن ما أفضى إليه المؤتمر من نتائج على مستوى الدعم المالي لإغاثه النازحين وتمكين ودعم الجيش اللبناني من أجل القيام بدوره في حفظ الأمن وصون السيادة الوطنية على كامل التراب الوطني لا سيما في منطقة جنوب الليطاني الى جانب قوات اليونيفل إنفاذاً وتنفيذاً للقرار الأممي 1701 يرسّخ لدينا القناعة أن لبنان ليس وحده في مواجهة الخطر الوجودي الذي يتهدّده، إننا نتطلع بالقدر نفسه من الأمل وعلى وجه السرعة بأن يلاقي المجتمع الدولي ما أفضى اليه المؤتمر من نتائج وتوصيات لكي يبادر الى وقفة إنسانية تاريخية جادة، لقد آن الأوان لإنقاذ الإنسان وإنقاذ لبنان من العدوان».
واستقبل بري في عين التينة المندوب الخاص لوزير الخارجية الإيراني لشؤون الشرق الأوسط وغرب آسيا محمد رضا شيباني، حيث جرى عرض لتطورات الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة على ضوء مواصلة «إسرائيل» عدوانها على لبنان والتداعيات الناجمة عنه على مختلف المستويات.

 

 

"الشرق"

أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل ضابطين و3 جنود بمعارك جنوب لبنان، مما يرفع عدد قتلاه في 24 ساعة إلى 10، كما أفادت صحيفة إسرائيل اليوم بإصابة 6 أشخاص في استهداف صاروخي لحزب الله منطقة شوميرا بالجليل الأعلى. وبالتزامن مع هذه التطورات، واصلت إسرائيل غاراتها على مناطق مختلفة من لبنان.

وفي حين تعرضت لبيروت لعدة غارات إسرائيلية منذ مساء أمس الخميس، أطلق حزب الله رشقة صاروخية باتجاه جنوب حيفا والجليل الأعلى.

وأفادت صحيفة إسرائيل اليوم بإصابة 6 أشخاص في استهداف صاروخي لحزب الله منطقة شوميرا بالجليل الأعلى.

وقصف حزب الله في الساعات الماضية مدنا وبلدات عدة في شمال إسرائيل، حيث أعلن الجيش الإسرائيلي اعتراض صاروخ أطلق من لبنان باتجاه جنوب حيفا صباح اليوم الجمعة، كما دوت صفارات الإنذار في مدينة الخضيرة وقيساريا ومناطق واسعة بجنوب حيفا.

وقالت الجبهة الداخلية الإسرائيلية إن صفارات الإنذار دوت أيضا في المنارة ومرغليوت في إصبع الجليل للتحذير من إطلاق صواريخ. كما دوّت صفارات الإنذار في مسغاف عام والمالكية وديشون بالجليل الأعلى بعد رصد عمليات إطلاق صواريخ.

 

"الشرق الأوسط"

اقتربت إسرائيل من إحكام حصارها البرّي على لبنان بإغلاقها معبرين رئيسيين مع سوريا من أصل ثلاثة، وذلك بعدما قصفت صباح الجمعة معبر القاع، آخر معبر من البقاع الغربي إلى الأراضي السورية. ومن شأن ذلك أن يفرض تحدّياً إضافياً على الاقتصاد اللبناني المنهك أصلاً، كما أنه يضيّق الخيارات أمام شحن الصناعات والمنتجات الزراعية إلى الأسواق العالمية.

 

في غضون ذلك، أكد رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي، خلال لقائه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في لندن، التزام لبنان تطبيق القرار 1701 «كما هو، من دون تعديل»، في وقت وسّعت فيه تل أبيب حربها لتشمل الإعلاميين عبر استهداف مباشر لتجمعهم الأساسي في منطقة حاصبيا التي كانت حتى فجر الجمعة تُعدُّ منطقة آمنة. وأدى هذا الاستهداف إلى مقتل ثلاثة إعلاميين وإصابة ثلاثة آخرين.

 

 

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : الصحف اللبنانية