افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الأحد 27 أكتوبر 2024

الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Oct 27 24|09:24AM :نشر بتاريخ

النهار:

عاين اللبنانيون بأسى مكتوم مشهد "الانضباط المتبادل" بين أسرائيل وايران في استعادة ثالثة منذ نيسان الماضي لتبادل الضربات المدروسة والمحددة بين الدولتين "العدوتين" اللتين أثبتتا تكرارا أنهما تتجنبان تصعيد التوتر والصراع بينهما الى حدود تفجر مواجهة إقليمية شاملة . ومبعث الاسى المبرر لدى معظم اللبنانيين الرافضين أصلا جرهم وزجهم في حرب مع إسرائيل بقرار أحادي متفرد من "حزب الله" ، ان "المولعين" اللبنانيين بحرب وحدة الساحات خدمة لإيران ومحورها في المنطقة لا يعترفون بان حليفتهم الإقليمية وراعيتهم وممولتهم والتي تسلحهم ،أي طهران ، تتقاسم ضمنا مع إسرائيل التي تتولى الان محاولات تصفية "حزب الله" والإجهاز على كل قدراته وتدمر الكثير من مناطق لبنان ، لعبة رسم خطوط حمراء لا تندفعان معها الى الحرب المباشرة بينهما فيما تدفع ايران الحزب في لبنان عبر ادارتها المباشرة له بعد اغتيال السيد حسن نصرالله كما قبل اغتياله الى مزيد من الاستنزاف الحربي المفتوح مع إسرائيل في حرب بالواسطة على ارض لبنان تنذر بدماره الشامل وبتضحيات بشرية مخيفة .    

 وقد اعتبرت الضربة الإسرائيلية أمس لإيران بانها مؤشر "إيجابي" الى ان الامور ليست ذاهبة نحو حرب شاملة في المنطقة وذلك بعد فترة من حبس الانفاس خوفا من ضربة اسرائيلية "مجنونة". وشكل الرد الاسرائيلي "المضبوط"، والذي أفادت تقارير إعلامية ان ايران أُبلغت مسبقا به من قبل إسرائيل كما من جانب واشنطن ، دليلا على ان رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو قد يكون تخلّى عن ورقة جرالشرق الاوسط برمّته الى النار. اما المواقف الايرانية الاولى بعد الضربة، فبدورها، حملت مؤشرات الى ان طهران ستمتص ما حصل ولن تذهب نحو رد على الرد. ولعب الاميركيون في كل الأحوال دورا أساسيا في الحفاظ على سيناريو ضربة لا تذهب بالمنطقة الى مواجهة واسعة . 

ورغم المناخ المتوتر الذي أحدثه رد إسرائيل على ايران افادت وزارة الخارجية الأميركية، بأن  وزير الخارجية انتوني بلينكن بحث مع نظيره البريطاني ديفيد لامي مساعي الحل الدبلوماسي في لبنان والتزام البلدين بالاستقرار”.

وفي هذه الاثناء، استمرت المواجهات على الحدود، واستمر القصف الاسرائيلي للجنوب حيث استخدم الجيش الاسرائيلي قنابل ارتجاجية لتفجير منازل ومنشآت، والضاحية الجنوبية والبقاع. كما نفّذ حزب الله سلسلة عمليات ضد اهداف وتجمعات عسكرية اسرائيلية. وبعد معلومات عن اخلاء اليونيفيل مواقعها في الضهيرة، اوضح الناطق باسمها أندريا تيننتي على أن "جنود حفظ السلام يواصلون عملهم الأساسي المتمثل في مراقبة ما يحدث على الأرض ورفع التقارير رغم التحديات". وقال: لا زلنا في كل مواقعنا، ونعني بذلك كل موقع من هذه المواقع.

وسقط  5 شّهداء من عائلة ابوريا مؤلفة من أب وأم وأبنائهما، وهم: حسن ابوريا، رقيه ابوريا، محمد ابوريا، غنى ابوريا، ونور ابوريا جرّاء غارة إسرائيليّة استهدفت منزلهم في بلدة تفاحتا قضاء صيدا. وشن الطيران الاسرائيلي سلسلة غارات على اطراف العيشية وسجد والجرمق.

وأفاد مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة في بيان، بأن "غارة شنها العدو الإسرائيلي على مركز صحي في البازورية أدت إلى استشهاد مسعف من الهيئة الصحية - الدفاع المدني وإصابة 5 بجروح من بينهم ثلاثة مسعفين من الهيئة، وبذلك ترتفع الحصيلة الإجمالية للشهداء من المسعفين منذ بدء العدوان إلى 164 وعدد الجرحى إلى 275". 

وتعرضت يحمر الشقيف لقصف بالقذائف الانشطارية الإسرائيلية المحرمة دوليا، بعد غارات شنها الطيران الحربي على اطراف البلدة لجهة نهر الليطاني. وقام الجيش الاسرائيلي بعمليات تفخيخ وتفجير واسعة في ديرسريان والعديسة سببت ارتجاجات في الارض، شعر بها سكان البلدات المجاورة ظناً منهم أنها هزة أرضية. كما نفذ الجيش الاسرائيلي انفجارات ضخمة في بلدتي كفركلا والعديسة، سمع صداها في أرجاء الجنوب، وأعمدة الدخان تتصاعد. وشنت القوات الاسرائيلية غارة من مسيّرة استهدفت دراجة نارية في بلدة مجدل سلم، أدت الى سقوط قتيل. ونفذ الطيران الحربي الإسرائيلي سلسلة غارات استهدفت مدينة بنت جبيل وبلدتي عيترون وبرعشيت. وقرابة الخامسة والربع من عصر امس استهدفت غارة محيط موقف مستشفى تبنين الحكومي وتسببت بأضرار بمبنى المستشفى ومحيطه. وأفيد عن وقوع إصابات وغارة على بلدة كونين. وشن الطيران الحربي الإسرائيلي غارة  على منطقة مطربا عند الحدود اللبنانية السورية في البقاع أدت الى مقتل جنديين سوريين وجرح خمسة جنود اخرين . 

في المقابل، أعلن "حزب الله" استهداف مستعمرة كريات شمونة بصلية صاروخية. واعلن  قصف تجمع للقوات الإسرائيلية  في محيط عيتا الشعب ، واعلن أيضا عن هجوم بمسيرات انقضاضية على قاعدة تل نوف الجوية وقال: استهدفنا برشقة صاروخية قاعدة ميشار مقر الاستخبارات الرئيسية للمنطقة الشمالية في صفد. وقصفنا برشقة صاروخية الكريوت شمال مدينة حيفا. واستهدفنا تجمعًا لقوات العدو الإسرائيلي في منطقة المشيرفة في رأس الناقورة بصلية صاروخية ، واستهدفنا تجمّعاً لجنود إسرائيليين في شلومي برشقة صاروخية. كما أعلن أن عناصره قصفوا خمس مناطق سكنية في شمال إسرائيل بالصواريخ. واستهدف الحزب موقع جل العلام بصلية صاروحية.

واعلن الاعلام الحربي في “حزب الله”، أنه  ‏استهدف موقع حبوشيت بصلية صاروخية، وثكنة معاليه غولاني بصلية صاروخية.
وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة في بيان أن الغارات الإسرائيلية على البلاد ليوم أمس الجمعة 25 تشرين الأول 2024 أسفرت عن الحصيلة الإجمالية 19 شهيدا وإصابة 108 بجروح.

بذلك ترتفع الحصيلة الإجمالية للشهداء منذ بدء العدوان حتى يوم الجمعة الماضي إلى 2,653، والجرحى إلى 12,360.

 

 

 

الديار:

بعد اسابيع من التكهنات والتحليلات جاء فجر امس الرد «الاسرائيلي» على الهجوم الصاروخي الايراني (الوعد الصادق 2) باهتا ومضبوطا، باعداد واخراج اميركي اثلج صدر ادارة الرئيس بايدن على عتبة الانتخابات الرئاسية المرتقبة في 5 تشرين الثاني المقبل، وابعد شبح اندلاع حرب واسعة في الشرق الاوسط والمنطقة على الاقل قبل الاستحقاق الاميركي.

واذا كانت ابواب المواجهة المباشرة بين طهران و»تل ابيب» لم تقفل نهائيا، فان حجم الرد «الاسرائيلي» ونتائجه المحدودة، وانحصاره باهداف عسكرية دون المنشآت النووية والنفطية والحيوية، ترك انطباعا لدى الاوساط الدولية والاميركية بوجه خاص، بان الرد الايراني على الهجوم «الاسرائيلي» اذا حصل، فانه لن يحصل قريبا وسيكون محدودا، لا سيما ان طهران وصفت هجوم امس بانه كان ضعيفا وخلف خسائر محدودة.

قوات نخبة جيش العدو
يتساقطون بضربات حزب الله

وفي ظل هذا المشهد الذي خلفه الرد «الاسرائيلي» على طهران، بقي الحدث الاكبر يتركز في جبهة لبنان مع العدو «الاسرائيلي»، التي شهدت امس يوما مشتعلا، وحملت مزيدا من اخبار الضربات القوية والموجعة، التي وجهها ويوجهها مقاتلو حزب الله لفرق والوية النخبة في جيش العدو «الاسرائيلي» في الميدان.

ونقلت وسائل اعلامية «اسرائيلية» عن مصادر عسكرية «اسرائيلية» بعد ظهر امس عن مقتل 7 جنود على الاقل وجرح 21 آخرين في المعارك في الجنوب اللبناني ، بعد ان تحدثت وسائل الاعلام «الاسرائيلية» عن حدث صعب في هذه المعارك، ونقلت مشاهد لحركة المروحيات العسكرية في نقل القتلى والمصابين من جنود العدو. وقالت المصادر ان عدد القتلى الجنود مرشح للارتفاع بسبب خطورة الاصابات.

والى جانب هذا العدد ،اعترف جيش العدو عصر امس باصابة 61 عسكريا في المواجهات مع حزب الله خلال يومي الجمعة والسبت ، مع العلم انه يتكتم عادة على حجم الخسائر في صفوفه ويعترف بجزء قليل منها.

وتأتي ضربة الامس بعد الضربات المتلاحقة التي تعرضت لها قوات النخبة في جيش العدو خلال الايام القليلة الماضية، والتي ادت باعتراف جيش العدو الى مقتل 10 عسكريين بينهم 5 ضباط، وجرح اكثر من اربعين اخرين، عدا عن تدمير 6 دبابات وعدد من الآليات.

150 صاروخاً ومسيّرات
على قواعد وتجمّعات العدو

وفي اطار المواجهات ايضا، نفذ حزب الله امس عددا كبيرا من العمليات والاستهدافات بالصواريخ والمسيرات امتدت الى جنوبي «تل ابيب»، مرورا بـ «حيفا» و»الكريوت» و»عكا» و»نهاريا» ساحلا و»صفد» و»طبريا» شرقا.

وبلغ عدد الصواريخ التي استهدف فيها قواعد ومواقع عسكرية حيوية وتجمعات لجنود العدو ومستوطنات حدودية وفي العمق، حوالي 150 صاروخا.

ومن ابرز الاستهدافات: هجوم بالمسيرات الانقضاضية على قاعدة «تل نوف» الجوية جنوبي «تل ابيب»، وقصف صاروخي دقيق لقاعدة «ميشار» حيث مقر الاستخبارات الرئيسي للمنطقة الشمالية في صفد، و»الكريوت» المنطقة الحيوية شمالي «حيفا»، واحدى القواعد العسكرية في الجولان.

احدثت صواريخ حزب الله عشرات الحرائق في المدن والمستوطنات «الاسرائيلية»، وتحدثت وسائل الاعلام «الاسرائيلية» عن تضرر العديد من المباني والسيارات في «نهاريا» و»عكا» ومستوطنات قرب الحدود في القطاع الغربي، واصيب عدد من المستوطنين، احدهم بحالة الخطر.

وتواصلت امس الاشتباكات العنيفة بين مقاتلي حزب الله وجيش العدو، لا سيما على محور العديسة كفركلا الطيبة، ومحور عيتا الشعب. ولوحظ عودة السخونة بالمواجهات والاستهدافات على محور القطاع الغربي.

وواصل طيران العدو شن غاراته على المدن والقرى في الجنوب والبقاع، مخلفا المزيد من المجازر في صفوف المدنيين، مثلما حصل امس في بلدة تفاحتا في قضاء صيدا واستشهاد 5 مواطنين وجرح عدد آخر.

ومساء، اعلن حزب الله انه شن هجوما بمسيرات انقضاضية على قاعدة «الناعورة» شرقي «العفولة».

هوكشتاين الى «تل ابيب»
واحتمال زيارة ثانية للبنان

وفي موازة التطورات الميدانية المشتعلة، بقي الحديث يدور حول جهود ديبلوماسية ناشطة، تجري على غير صعيد لتحقيق وقف اطلاق النار وتنفيذ القرار 1701. كما شهدت الدوحة امس استئناف المفاوضات بشان الوضع في غزة، في محاولة لوقف النار وتبادل الاسرى.

وقال مصدر سياسي لبناني مطلع لـ «الديار» امس «ان المعلومات المتوافرة لدينا تفيد بان الموفد الاميركي اموس هوكشتاين سيتوجه الى «تل ابيب» في الساعات الثماني والاربعين ساعة المقبلة، لاجراء محادثات مع المسؤولين «الاسرائيليين» حول نتائج الجهود الجارية، لوقف النار مع لبنان وتنفيذ القرار 1701 ، والمباحثات التي اجراها مع الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي خلال زيارته مؤخرا للبنان، وكذلك المشاورات التي اجراها في باريس في هذا الخصوص».

واضاف المصدر «لا نستطيع ان نتحدث عن نتائج واجواء هذا التحرك، بانتظار ما ستسفر عنه زيارة هوكشتاين لـ«تل ابيب».

امكانية وقف النار موجودة... ولكن

وردا على توقعاته في شأن الجهود الديبلوماسية الناشطة قال المصدر للديار: «ان الامور والتطورات مع خطورتها ، هناك امكانية قائمة للحلحلة وتحقيق وقف النار».

هل يمكن تحقيق ذلك قبل الانتخابات الاميركية ؟ اجاب المصدر « هذه الامكانية موجودة قبل الانتخابات الاميركية، لكن الامر مرهون بالموقف «الاسرائيلي» ورئيس الحكومة «الاسرائيلية نتنياهو».

ولم يستبعد المصدر مجيء هوكشتاين الى بيروت مجددا الاسبوع المقبل، لافتا الى ان هذا الامر مرتبط بطبيعة نتائج زيارته ل «تل ابيب»، ومشيرا الى انه في كل الاحوال من المفترض ان يطلع المسؤولين اللبنانيين على هذه النتائج.

ماذا عرض بلينكن لميقاتي؟

وفي الاطار نفسه، كشفت مصادر مطلعة لـ «الديار» امس، ان لقاء ميقاتي مع وزير الخارجية الاميركي بلينكن في لندن منذ يومين، لم يكن مبرمجا مسبقا، وان اللقاء حدد خلال مؤتمر باريس وبعد جولة بلينكن في المنطقة. واضافت ان مجرد حصوله في هذا التوقيت، يؤشر الى ان هناك جهودا ديبلوماسية مركزة وناشطة، تبذل في اطار العمل لوقف النار وتطبيق القرار 1701 بشكل كامل.

وتابعت المصادر ان هناك تركيزا اميركيا على دور الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل في المرحلة المقبلة، لضمان تطبيق كامل وفعال للقرار المذكور، كما عبر وزير الخارجية الاميركي.

وكشفت المصادر لـ«الديار» عن ان بلينكن، الذي عبر عن تقديره لموقف لبنان واستعداده لتنفيذ القرار 1701 كاملا، اقترح على ميقاتي المباشرة بنشر قوة من الجيش في الجنوب، كبادرة لتعزيز صدقية الموقف اللبناني، وتوجيه اشارة ايجابية لتحقيق وقف النار.

واوضح ميقاتي له ان هناك استحالة لتحرك الجيش قبل وقف النار، مشيرا الى الاعتداءات التي تعرض لها مؤخرا في الجنوب من قبل القوات «الاسرائيلية» وادت الى استشهاد وجرح عدد من العسكريين.

وتطرق ميقاتي الى ما حدث بعد الاتفاق الاخير على وقف النار، بتوقيع 21 دولة الذي حصل على هامش اجتماعات الامم المتحدة، والذي وافق عليه لبنان وتبلغ ان «الاسرائيلي» وافق ايضا عليه، لكن نتنياهو انقلب على الاتفاق المذكور وصعّد عدوانه على لبنان.

واضاف ميقاتي، حسب المصادر، ان الامر متوقف على النوايا الحقيقية لنتنياهو، وان المطلوب انتزاع التزام. وفي موازاة التطورات الميدانية المشتعلة، بقي الحديث يدور حول جهود ديبلوماسية ناشطة تجري على غير صعيد، لتحقيق وقف اطلاق النار وتنفيذ القرار 1701. كما شهدت الدوحة امس استئناف المفاوضات بشأن الوضع في غزة في محاولة لوقف النار وتبادل الاسرى.

وقال مصدر سياسي لبناني مطلع لـ «الديار» امس « ان المعلومات المتوافرة لدينا تفيد بان الموفد الاميركي اموس هوكشتاين سيتوجه الى «تل ابيب» في الساعات الثماني والاربعين ساعة المقبلة ، لاجراء محادثات مع المسؤولين «الاسرائيليين» حول نتائج الجهود الجارية، لوقف النار مع لبنان وتنفيذ القرار 1701 والمباحثات التي اجراها مع الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي خلال زيارته مؤخرا للبنان، وكذلك المشاورات التي اجراها في باريس في هذا الخصوص». واضاف المصدر «لا نستطيع ان نتحدث عن نتائج واجواء هذا التحرك، بانتظار ما ستسفر عنه زيارة هوكشتاين لتل ابيب».

وردا على توقعاته في شأن الجهود الديبلوماسية الناشطة قال المصدر «ان الامور والتطورات مع خطورتها، هناك امكانية قائمة للحلحلة وتحقيق وقف النار».

هل يمكن تحقيق ذلك قبل الانتخابات الاميركية؟ اجاب المصدر «هذه الامكانية موجودة قبل الانتخابات الاميركية، لكن الامر مرهون بالموقف «الاسرائيلي» ورئيس الحكومة «الاسرائيلية» نتنياهو».

ولم يستبعد المصدر مجيء هوكشتاين الى بيروت مجددا الاسبوع المقبل، لافتا الى ان هذا الامر مرتبط بطبيعة نتائج زيارته ل «تل ابيب»، ومشيرا الى انه في كل الاحوال من المفترض ان يطلع المسؤولين اللبنانيين على هذه النتائج.

وفي الاطار نفسه، كشفت مصادر مطلعة لـ«الديار» امس ان لقاء ميقاتي مع وزير الخارجية الاميركي بلينكن في لندن منذ يومين لم يكن مبرمجا مسبقا، وان اللقاء حدد خلال مؤتمر باريس، وبعد جولة بلينكن في المنطقة. واضافت ان مجرد حصوله في هذا التوقيت يؤشر الى ان هناك جهودا ديبلوماسية مركزة وناشطة تبذل في اطار العمل لوقف النار وتطبيق القرار 1701 بشكل كامل.

وتابعت المصادران هناك تركيزا اميركيا على دور الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل في المرحلة المقبلة، لضمان تطبيق كامل وفعال للقرار المذكور، كما عبر وزير الخارجية الاميركي.

وكشفت المصادر لـ«الديار» عن ان بلينكن، الذي عبر عن تقديره لموقف لبنان واستعداده لتنفيذ القرار 1701 كاملا، اقترح على ميقاتي المباشرة بنشر قوة من الجيش في الجنوب كبادرة لتعزيز صدقية الموقف اللبناني وتوجيه اشارة ايجابية لتحقيق وقف النار.

واوضح ميقاتي له ان هناك استحالة لتحرك الجيش قبل وقف النار، مشيرا الى الاعتداءات التي تعرض لها مؤخرا في الجنوب من قبل القوات «الاسرائيلية» وادت الى استشهاد وجرح عدد من ضباطه وجنوده.

وتطرق ميقاتي الى ما حدث بعد الاتفاق الاخير على وقف النار بتوقيع 21 دولة، الذي حصل على هامش اجتماعات الامم المتحدة، والذي وافق عليه لبنان وتبلغ ان «الاسرائيلي» وافق ايضا عليه، لكن نتنياهو انقلب على الاتفاق المذكور وصعد عدوانه على لبنان.

واضاف ميقاتي، حسب المصادر، ان الامر متوقف على النوايا الحقيقية لنتنياهو، وان المطلوب انتزاع التزام جدي منه لوقف النار من اجل تنفيذ القرار 1701، وان لبنان مستعد لهذا الامر وملتزم به.

ردّ «اسرائيلي» محدود
بصناعة اميركية

وكان خبر الرد «الاسرائيلي» فجر امس على الهجوم الجوي الايراني (الوعد الصادق 2) تصدّر الاهتمامات الدولية والاقليمية، بعد اسابيع من التكهنات والتحليلات حول طبيعة هذا الرد وتداعياته.

ووفقا للتقارير الدولية جاء الرد «الاسرائيلي» امس «مضبوطا ومحدودا»، بثوب فصّلته وخاطته الادارة الاميركية، لتفادي رد فعل ايراني واسع، وتجنب حرب واسعة في المنطقة.

ووفقا لتدخلات وتوجيهات اميركية من قبل الرئيس بايدن وادارته، نفذ العدو «الاسرائيلي» فجر امس هجوما جويا بالطيران الحربي والمسيرات، على اهداف عسكرية في محافظات طهران وايلام وخوزستان، متجنبا استهداف المفاعلات النووية والمنشأت النفطية والمناطق المدنية او قيادات ايرانية، متقيدا بالتعليمات الاميركية التي كان اعلنها بايدن اكثر من مرة في وقت سابق.

ورغم الحديث عن ابلاغ «اسرائيل» الادارة الاميركية عن الضربة قبل ست ساعات من تنفيذها، فان كلام الرئيس الاميركي منذ ايام عن معرفته بطبيعة وحجم الرد «الاسرائيلي»، يؤكد مدى انخراط واشنطن في رسم وتخطيط الهجوم.

وفيما اعلنت «تل ابيب» عن استهداف 20 هدف عسكريا ومشاركة اكثر من مئة طائرة بالهجوم، قالت طهران على لسان مسؤولين عسكريين وسياسيين، ان هذا الهجوم كان ضعيفا، وان الاضرار التي نجمت عنه كانت محدودة، مؤكدة نجاح الدفاع الجوي الايراني بنسبة عالية في تعطيل مفاعيل الهجوم والتقليل من الخسائر.

وقالت المتحدثة باسم الحكومة الايرانية صباح امس، ان الوضع العام في البلاد طبيعي، وان الضربات «الاسرائيلية» تسببت بخسائر محدودة.

وبعد ساعات قليلة من الهجوم، استؤنفت حركة الملاحة الجوية في مطاري طهران وباقي المدن، وسجلت حركة طبيعية في مختلف المناطق.

وحسب مصادر جيش العدو «الاسرائيلي» ، فان الهجوم استهدف منصات دفاع جوي ورادارات وقواعد صناعة صواريخ ومسيرات، وان طائرات حربية متنوعة ومسيرات شاركت في الهجوم.

لكن الهجوم المذكور كان موضع تباين وانقسام في الداخل «الاسرائيلي»، واعربت وسائل اعلام عديدة عن نوع من خيبة الامل، وقالت « ان خلاصة الاضرار بعد الهجوم «الاسرائيلي» على ايران تفاهة، وان الرد كان ضعيفا ولا يرقى الى مستوى التهديدات التي اطلقها نتنياهو ووزير الدفاع غالانت».

وتلقى نتنياهو انتقادات من اليمين واليسار، وقال رئيس المعارضة يائير لابيد «ان قرار «اسرائيل» تحييد الاهداف الاقتصادية والاستراتيجية الايرانية من الهجوم كان خطأ، وكان علينا ان نجبي من ايران ثمنا باهظا».

واعلن الجيش الايراني مقتل جنديين، ونقلت وسائل الاعلام ان واحدا منهما ضابط في الدفاع الجوي.

وقالت طهران ان الهجوم الجوي نفذ من خارج الاجواء الايرانية، وسخرت من ادعاءات «اسرائيل» مشاركة اكثر من مئة طائرة بالهجوم.

وعلى الرغم من تقليل ايران من حجم ونتيجة الهجوم «الاسرائيلي»، نقلت وسائل اعلام عن مسؤولين أميركيين عدم استبعادهم ردا ايرانيا محدودا.

ولم يصدر عن طهران موقف صريح بالاعلان عن الرد وموعده وطبيعته، لكن وزارة الخارجية الايرانية اصدرت بيانا قالت فيه ان الهجوم «الاسرائيلي» يشكل «انتهاكا صارخا للقانون الدولي وميثاق الامم المتحدة». وجددت التأكيد «ان ايران ترى، مستندة الى حقها الاصيل في الدفاع المشروع ونص المادة 51 من ميثاق الامم المتحدة، انها تملك الحق والواجب في الدفاع عن نفسها ضد الاعمال العدوانية الخارجية».

وفي واشنطن، اظهرت ردود الفعل ارتياحا في اوساط الادارة الاميركية، ونقلت وسائل الاعلام عن مسؤولين اميركيين «ان الهجوم «الاسرائيلي» هو نوع من الرد المتناسب الذي حث الرئيس بايدن وكبار مساعديه «الاسرائيليين» على تنفيذه، وان الضربات معدّة وفعالة».

واكد مسؤول اميركي انه اذا ارادت ايران ان ترد على الهجوم «الاسرائيلي»، فان الولايات المتحدة مستعدة للدفاع عن «اسرائيل»، مشيرا الى ان رسالة بهذا الخصوص نقلت الى طهران بواسطة قنوات عديدة ومنها وزير الخارجية الهولندي.

وقال المتحدث باسم مجلس الامن القومي الاميركي شون سافت « ان هدفنا هو تشريع الديبلوماسية وتهدئة التوترات في الشرق الاوسط، واننا نحث ايران على وقف هجماتها على «إسرائيل»، حتى تنتهي هذه الدورة من القتال دون مزيد من التصعيد».

 

 

 

 الأنباء الإلكترونية:

لم يكُن ينقص لبنان واقتصاده المُنهك وكيانه الهشّ سوى مرتبة "رمادية" جديدة تُضاف إلى سلسلة أزماته، بعد إدراجه رسمياً على القائمة الرمادية، وفق ما أعلنت مجموعة العمل العمالي FATF، وبالتالي فإنَّ البلد بات من الدول الخاضعة لتحقيق خاص ومراقبة مشدّدة بغية المباشرة بمعالجة أوجه الضعف الإستراتيجية.

 

وفي السياق، اعتبر الخبير الإقتصادي الدكتور أنيس أبو ذياب أنَّ هذا التطور لا يصب في صالح اقتصاد لبنان بطبيعة الحال، إنما يأتي بمثابة خطوة ربما تدفع بالبلد نحو القائمة السوداء حيث يكمُن الخطر الحقيقي، لافتاً إلى أنّه لم يكن مفاجئاً وضع لبنان على القائمة الرمادية، إذ منذ 18 شهراً تقريباً بدأت "FATF" تحذّر لبنان من مغبة إدراجه لأسباب عدة منها نقدية ومالية، بالإضافة إلى تلك ذات الطابع القضائي والتشريعي. 

 

أبو ذياب ذكّر في حديث لـ"الأنباء" الإلكترونية أنَّ آخر تحذير للبنان كان في شهر أيار من العام الحالي، عندما صدر تقرير بأن البلد ملتزم بـ34 توصية من أصل 40، بينما مجمل هذه التوصيات تتعلّق بالسياسة النقدية، مشيراً إلى أنَّ المشكلة الأساسية بدأت في العام 2019 حيث انهار القطاع المصرفي، وتم تحويل الاقتصاد إلى اقتصاد نقدي، وهي عملية تحويل أموال تخضع لرقابة من خارج رقابة القطاع المصرفي كما هيئة الرقابة المصرفية ممّا يعيق الاقتصاد ويُفعّل التهمة المنسوبة للبنان بتحويله من اقتصاد قائم فعلي إلى اقتصاد يسهّل تمويل الإرهاب وتبييض الأموال.

 

وإذ رأى أبو ذياب أنه كان ممكناً تفادي هذا الأمر عبر إقرار القوانين المتعلّقة بمكافحة الفساد وضبط الحدود والتهريب عبرها، موضحاً أنَّ الأفراد لن يتأثروا بهذا الإجراء، على عكس التجار إذ سيُصبح من الصعب فتح الاعتمادات وهو ما سينعكس سلباً على حركة الاستيراد إنما لن يُساهم ذلك في توقف العملية بل ستتم تحت رقابة فعلية ومشددة، كما أن القائمة الرمادية ستعيق عملية استقطاب رؤوس الأموال وهو ما سيؤثر حتماً على إعادة النهوض بالاقتصاد اللبناني، بحسب رأيه. 

 

ميدانياً، لا تزال الأمور تراوح مكانها بحيث تشهد المناطق البقاعية والجنوبية خصوصاً قصفاً مكثفاً ودماراً هائلاً في ظلّ الاستهداف المستمرّ من قبل العدو، فيما سجّل 19 شهيداً و108 جرحى في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة بحسب تقرير لجنة الطوارئ الحكومية. كما عادت الغارات لتستهدف الضاحية الجنوبية التي شهدت ليلة جديدة من القصف المعادي.

 

في الأثناء، وبعدما تصدر الرد الإسرائيلي عناوين الصحف، تتوجه الأنظار نحو إيران في ظلّ تساؤلات عدة حول ما إذا كانت سترد الصاع صاعين أم أنَّ ضربة إسرائيل ستمرّ مرور الكرام لدى الجانب الإيراني.

 

في السياق، أشار العميد المتقاعد هشام جابر إلى أنَّ الرد الإسرائيلي كان مرتقباً ومنتظراً من قبل العالم أجمع، بعد مساعٍ من الولايات المتحدة الأميركية الهادفة إلى تخفيف وطأة الضربة قدر الإمكان، مشيراً في حديث لـ"الأنباء" الإلكترونية إلى نجاح أميركا بإقناع إسرائيل بتجنّب المفاعل النووية أو المنشآت النووية والنفطية، كما الابتعاد عن المنشآت الاقتصادية الكبرى، والتركيز على الأهداف العسكرية. 

 

جابر رأى أنَّ إسرائيل ضخمت من مفاعيل هذه الضربة، فيما الجانب الإيراني سخّف من شأنها، قائلًا إننا لم نرَ تأثير الطائرات المئة التي قالت إسرائيل إنها استخدمتها في الرد، إذ حتى الساعة لم يتعدَ عدد الإصابات الخمس، أما على الصعيد العسكري فلم يتبيّن حجم الخسائر في إيران حتّى الآن.

 

وختم جابر مستبعداً أيّ ردّ إيراني على الضربة الإسرائيليّة، معتبراً أنه طالما تقول إيران إن الأضرار طفيفة يعني أنها لا تريد الردّ، بالرغم من التهديدات، ما يشير إلى كونها ابتلعت هذه الضربة، أمّا إذا أرادت الردّ لاحقاً فإنه قد يكون بواسطة حلفائها ووكلائها في المنطقة.

 

بالمحصلة، لا مؤشرات توحي بإيجابية على خط حلحلة قريبة وإن كانت المساعي قائمة باتجاه وقف إطلاق النار وآخرها اليوم في الدوحة، إلّا أنها تبقى جهوداً لم تُثمر حتّى هذه اللحظة، فيما الوقت اليوم لبنانياً للتضامن الداخلي والكفّ عن انتظار الخارج لحلّ الأزمة المستعصية.

 

 

 

 الشرق الأوسط:

تعرّضت إيران، فجر أمس (السبت)، إلى ضربات إسرائيلية بدا أنها «مضبوطة» تحت «السقف الأميركي» لتفادي مواجهة أكبر. فهي لم تستهدف مواقع نووية أو منشآت نفطية، بحسب ما طلب الرئيس جو بايدن الذي أعرب عن أمله في أن يكون ما حصل بمثابة «النهاية». لكن رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو أكد أن بلاده اختارت أهدافها في إيران استناداً إلى مصالحها الوطنية وليس وفق ما أملته واشنطن.

 

وشنّت عشرات المقاتلات الإسرائيلية ضربات، استهدفت قواعد عسكرية ومواقع صواريخ في إيران، التي قلّلت من أهميتها، وأعلنت في موقف اتسم بالهدوء أنها «تمتلك حق الدفاع عن النفس»، قبل أن يؤكد الجيش الإيراني مقتل 4 من جنوده، متحدثاً عن «خسائر محدودة» و«تضرر بعض أنظمة الرادار».

وقال مسؤول أميركي رفيع إن بلاده تأمل في أن تكون الضربات «نهاية للتبادل المباشر لإطلاق النار بين الجانبين»، مؤكداً أن واشنطن تُخطط لمواصلة الضغط بهدف التوصل إلى صفقات لإنهاء القتال في لبنان وغزة.

إلى ذلك، أعربت السعودية عن إدانتها للاستهداف العسكري ضد إيران، وعدَّته «انتهاكاً لسيادتها، ومخالفةً للقوانين والأعراف الدولية». وصدرت إدانات مماثلة عن دول عربية، في ظل تشديد على ضرورة التحلي بـ«أعلى درجات ضبط النفس، والعمل على وقف التصعيد».

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : الصحف اللبنانية