افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الاثنين 28 أكتوبر 2024
الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Oct 28 24|08:52AM :نشر بتاريخ
"النهار":
رصدت الأوساط اللبنانية الرسمية والسياسية أمس بدقة المعطيات التي تتوقع زيارة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين إلى إسرائيل للحصول منها على أجوبة واضحة حيال وقف النار في لبنان على اساس خلاصات المحادثات التي أجراها هوكشتاين في بيروت الأسبوع الماضي مع كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي. ولعل ما رفع وتيرة الاهتمام اللبناني برصد حركة هوكشتاين أن المخاوف من التصعيد المتبادل في العمليات الحربية بين إسرائيل و”حزب الله” تصاعدت بقوة في الساعات الاخيرة في ظل الاستشراس الذي طبع المواجهات الميدانية عند الشريط الحدودي جنوباً حيث راحت القوات الإسرائيلية توسّع التدمير الشامل لبعض القرى عند الحافة الأمامية بذريعة تدمير أنفاق لـ”حزب الله” تمكنت من العثور عليها. وفي المقابل دلّل ارتفاع أعداد الجنود القتلى والجرحى في صفوف الجيش الإسرائيلي على الجبهة الشمالية إلى ضراوة المواجهة التي لا يزال “حزب الله” قادراً على خوضها في الجنوب، علماً أن شهراً كاملاً مرّ أمس على اغتيال الأمين العام للحزب السيد حسن نصرالله بما تركه اغتياله من آثار وتداعيات زلزالية على الحزب وقدراته وأدائه، كما أن القصف الصاروخي للحزب شهد تطوراً لافتاً تمثل في بدء استهداف مناطق مأهولة في شمال إسرائيل.
وكشفت أوساط مطلعة على الحركة الديبلوماسية التي شهدها مؤتمر باريس من أجل دعم لبنان أن المسؤولين اللبنانيين يترقبون تواصلاً كثيفاً من جانب فرنسا خصوصا، والاتحاد الأوروبي والدول الخليجية التي شاركت في المؤتمر للدفع بقوة نحو ترجمة و”تسييل” المقررات التي اتخذها وأبرزها جمع المساعدات الإنسانية الموعودة للبنان بقيمة 800 مليون دولار والمساعدات الخاصة بالجيش اللبناني بقيمة 200 مليون دولار، كما ممارسة الضغوط ومضاعفتها من أجل وقف النار في لبنان والشروع في التحرك الدبلوماسي على أساس تنفيذ حرفي للقرار 1701. وكشفت في هذا السياق أن التحرك المفترض للموفد الأميركي خلال الساعات المقبلة نحو ارساء تسوية لوقف النار وتنفيذ القرار 1701 كان محور تنسيق ومشاورات في كواليس مؤتمر باريس، ويتعين تالياً رصد التطورات في الايام القليلة المقبلة لاختبار جدوى الضغط المتفق عليه أمام تصاعد الحرب، علماً أن ثمة أملاً ضعيفاً للغاية في توقع أي تحرك فعلي ومجد في الأسبوع الحالي وهو الاخير الفاصل عن الانتخابات الرئاسية الأميركية. كما أن موفداً قطرياً سيزور بيروت في إطار السعي إلى تسوية.
وكان لافتاً غداة مؤتمر باريس استقبال العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني أمس لقائد الجيش العماد جوزف عون، وقد أكد الملك “أهمية دور الجيش بوصفه ضمانة الأمن والاستقرار في لبنان، ووقوف المملكة الدائم إلى جانبه”. وأعرب العماد عون عن “شكره العميق للمملكة على دعمها المتواصل للمؤسسة العسكرية والوطن، لا سيما المساعدات الإنسانية التي قدمتْها خلال المرحلة الحالية”.
وأفيد أن هذه الزيارة جاءت تلبية لدعوة رئيس هيئة الأركان المشتركة للقوات المسلحة الأردنية اللواء الركن الطيار يوسف أحمد الحنيطي وقد بحث معه سبل دعم الجيش في المرحلة الراهنة.
وفي اطار ردود الفعل البارزة على مؤتمر باريس حيا البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي المؤتمر، معتبراً أنه “وضع خريطة طريق كحل دبلوماسي للحرب الدائرة بين إسرائيل وحزب الله”. وقال، “من المؤسف أن الحرب بين “حزب الله” وإسرائيل خرجت عن نظامها الدولي إذ راحت تحصد اطفالًا ونساءً ومدنيين عزل ومؤسسات انسانية”.
تبادل الانذارات بالاخلاءات
في المشهد الميداني، تطوّرَ استهداف المدنيين والمناطق الماهولة الذي دأبت عليه إسرائيل إلى مواجهات متعاكسة، إذ كثف “حزب الله” من جانبه توجيه الانذارات إلى نحو عشرين مستوطنة بإخلاء المنازل والشروع في قصف بعضها. وتزامن ذلك مع تصعيد عنيف في الغارات الإسرائيلية على مناطق لم تكن استهدفت سابقاً إذ استهدفت غارة شقة سكنية في حارة صيدا للمرة الأولى، علماً أن الشقة تضم نازحين من الجنوب. وأفادت المعلومات أن المستهدف في الغارة الإسرائيلية هو حسين فنيش مسؤول أمني في “حزب الله” ومعظم الضحايا كانوا من عائلته، وأسفرت الغارة عن استشهاد ثمانية أشخاص وإصابة خمسة وعشرين آخرين بجروح. واستهدفت مسيّرة إسرائيلية سيارة في بلدة حوش بردى غرب بعلبك، وأفادت المعلومات عن سقوط 3 شهداء وعدد من الجرحى بينهم عسكري.
في المقابل أعلن “حزب الله” قصف قاعدة عسكرية إسرائيلية شمال مدينة حيفا بالصواريخ. وقال إنه قصف قاعدة (زوفولون) للصناعات العسكرية شمال مدينة حيفا، بصلية صاروخية كبيرة. كما أعلن انه قصف تجمعًا للجنود الإسرائيليين في مستعمرة كرمئيل.
وفي إطار التحذير الذي وجّهه إلى عددٍ من مستوطنات الشمال، قصف الحزب بعد الظهر مستعمرة نهاريا. كما استهدف مجدداً تجمعاً في مستعمرة المنارة.
وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية عن إصابة 88 عسكرياً إسرائيلياً في معارك لبنان خلال الـ48 ساعة الماضية.
إلى ذلك، أعلن الجيش الإسرائيلي أن سلاح الجو اغتال أحمد جعفر معتوق قائد منطقة بنت جبيل التابعة لـ”حزب الله” يوم الجمعة الماضي. وأعلن ايضاً أنه هاجم مواقع لإنتاج وتخزين أسلحة لـ”حزب الله” في الضاحية الجنوبية ونفذ غارات على 120 هدفاً في عموم لبنان في الساعات الـ24 الماضية. كذلك، قال الجيش الإسرائيلي أنه قتل 70 عنصراً من “حزب الله” خلال الساعات الماضية. واشارت منصة إعلامية إسرائيلية إلى أن عدد الإصابات جراء إصابة مسيّرة “حزب الله” لمصنع قرب عكا ارتفع إلى 4.
"الأخبار":
في ظلّ الحرب الإسرائيلية المستمرّة على لبنان، يُتوقّع أن يلتقي المبعوث الرئاسي الأميركي الخاصّ، عاموس هوكشتين، رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو، في تل أبيب اليوم، وفق تقارير صحافية إسرائيلية. وفي بيروت، يعيش المسؤولون الرسميون على وقع انتظار ما سيعود به هوكشتين من لقائه مع نتنياهو، إذ لم يقل المبعوث الأميركي، في زيارته الأخيرة إلى لبنان، إن ما طرحه قد حصل على موافقة الإسرائيليين مسبقاً، ما دفع إلى التشكيك في جدوى الطرح الأميركي أو الفرنسي، لأن احتمال رفضه من قبل نتنياهو يبقى مرتفعاً كما جرى في مرات سابقة، علماً أن هوكشتين لم يطلب بعد تحديد أي مواعيد جديدة للقاء الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي.
وتزايد الحديث، أمس، عن اتصالات سياسية داخلية وخارجية مكثّفة. وأُعيد التداول في «الورقة الفرنسية»، مع نسبها هذه المرة «خطأً» إلى هوكشتين، وهي تحمل بنوداً تبدأ بـ«هدنة» تستمرّ 21 يوماً، ثم وقف «الأعمال العدائية»، وانسحاب حزب الله إلى شمال نهر الليطاني، وتعزيز انتشار الجيش اللبناني جنوباً، وتشديد الرقابة على المعابر البرية والجوية والبحرية بهدف منع تهريب الأسلحة، وتشكيل لجنة دولية (فرنسية – بريطانية - ألمانية)، تشرف على آلية تنفيذ الاتفاق، وأخيراً «الانتهاء من ترسيم الحدود البرية بين لبنان وإسرائيل، حيث سيتم تبادل الأراضي بين البلدين»، بحسب نصّ الورقة.
وفي الميدان، دشّنت المقاومة، أمس، العمل بمرحلة تهجير كامل مستوطنات الشمال وصولاً إلى شمال حيفا. وبعدما أطلقت أول من أمس تحذيراً واضحاً إلى المستوطنين في 25 مستوطنة لإخلائها، بدأت أمس، عمليات القصف والاستهداف المباشر لهذه المستوطنات. فقصف المقاومون بصليات صاروخية مستوطنات كريات شمونة ونهاريا وإييليت هشاحر، حيث سُجّلت إصابات بين المستوطنين. كما استهدفت المقاومة قاعدة زوفولون للصناعات العسكرية شمال مدينة حيفا بصلية صاروخية كبيرة.
وفي تطوّر لافت في مسار العمليات العسكرية للمقاومة، نفّذ المقاومون 7 هجمات أمس، استهدفت تجمّعات وقواعد ومستعمرات، عبر المُسيّرات الانقضاضية. وتوزّعت هذه الاستهدافات على تجمّعات وقواعد قوات العدو في شوميرا وزرعيت وسعسع وكفريوفال ومدينة عكا، وموقعي المرج والمنارة. واستهدف المقاومون شركة يوديفات للصناعات العسكرية، جنوب شرق عكا، بمُسيّرات انقضاضية، حيث وقعت 9 إصابات.
وفي المواجهات البرية، استهدف المقاومون قوّة مشاة إسرائيلية في بلدة حولا بصاروخ موجّه وأوقعوا جنودها بين قتيل وجريح. كما أطلقوا صلية صاروخية على تجمع لقوات العدو عند بوابة فاطمة. واستهدف المقاومون تجمّعات العدو في مستعمرات المالكية وكرمئيل ومرغليوت والمنارة ومسكفعام وفي محيط مستعمرة بيريا. كما قصفوا قوات للعدو في أطراف بلدة عيترون، وفي خلة نايف في حولا، وجنوب بلدة الضهيرة، بالصواريخ وقذائف المدفعية. كما أطلق المقاومون صليات صاروخية تجاه مربض الزاعورة وثكنة إبل القمح. وتصدّت وحدات الدفاع الجوي في المقاومة للطائرات الحربية الإسرائيلية، ولمُسيّرة «هرمز 900» في أجواء القطاع الغربي بصواريخ أرض – جو، وأجبرتها على مغادرة الأجواء اللبنانية.
في المقابل، أعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية أن 104 إصابات نُقلت إلى مستشفيات الشمال في الساعات الـ 24 الأخيرة، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 5 ضباط وجنود في المعارك في جنوب لبنان.
وكشفت «القناة 14» العبرية أن المسؤولين «في المنظومة الأمنية لا يميلون إلى توصية المستوى السياسي بتوسيع العملية البرية بشكل كبير في لبنان، لكنهم سيسعون إلى العمل في منطقتين إضافيتين على الأقلّ، بشكل أعمق من الخط الأول من القرى قريباً». وأشارت إلى أن «الاتجاه السائد في إسرائيل، هو إنهاء النشاط البري الهجومي المكثّف في غضون أسابيع قليلة، ومن ثم العمل على إعادة المستوطنين إلى الشمال».
بدوره، حذّر مراسل صحيفة «معاريف» آفي أشكنازي، من أنه «سيكون هناك نقص كبير في جنود الاحتياط في الأيام العشرة المقبلة عندما يبدأ العام الدراسي»، مشيراً إلى أنه «يتمّ تجاهل هذه الحقيقة على المستوى السياسي، وهذه واحدة من أصعب مشاكلنا».
"الجمهورية":
يأتي الموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين او لا يأتي، الأمر متوقف على نتائج محادثاته في تل أبيب، التي يُفترض أن يكون قد وصل اليها أمس، في شأن وقف إطلاق النار وتنفيذ القرار الدولي 1701 في الجنوب. فاذا جاءت هذه النتائج إيجابية سينتقل من هناك إلى لبنان، وإذا كانت سلبية فقد يقفل راجعاً إلى واشنطن. في الوقت الذي واصلت إسرائيل عدوانها البري والجوي على لبنان، مدخلة مزيداً من المدن والبلدات والقرى الجنوبية والبقاعية في بنوك أهدافها، وموقعة مزيداً من الشهداء ومخلّفة مزيداً من الدمار في الممتلكات، وموجّهة إنذارات إخلاء لمجموعة جديدة من البلدات الجنوبية، في الوقت الذي واصلت المقاومة التصدّي لمحاولات التوغل البري في المنطقة الحدودية، موقعةً قتلى وجرحى بالعشرات في صفوف القوات الإسرائيلية الغازية، بالتزامن مع استمرارها في قصفها المدفعي والصاروخي والمسيّر للتجعمات العسكرية في المنطقة الشمالية من الأراضي الفلسطينية المحتلة.
سادت في الساعات القليلة الماضية مناخات جنحت نحو تفاؤل في إمكانية التوصل إلى هدنة تفسح في المجال أمام بدء التفاوض حول الصفقة المتعلقة بالجنوب وبوقف العدوان الإسرائيلي على لبنان … ويعود السبب إلى بعض التصريحات المتأتية من الكيان الإسرائيلي من جهة، والتي تحدثت عن مدة أسبوع لإنهاء العملية البرية، واشتداد عمليات المقاومة النوعية التي زادت من وابل صواريخها ومن استطلاعات مسيّراتها وإدخالها 25 مستوطنة إلى مرمى نيرانها، ما زاد من تهجير المستوطنين على عكس هدف بنيامين نتنياهو تأمين عودتهم.
وأكّد مصدر سياسي بارز لـ«الجمهورية»، انّ هناك ضبابية في موضوع وقف إطلاق النار مع أرجحية ان تكون إسرائيل تعتمد أسلوب المناورة تحت النار نفسه كما فعلت وتفعل في غزة. وقال المصدر، «إنّ الأيام العشرة المقبلة حاسمة لجهة معرفة اتجاه الأمور بعد تحديد هوية الرئيس الاميركي المقبل، لكن ليس بالضرورة ان تكون بداية نهاية العدوان وتشعباته الخطيرة على لبنان، وأنّ المطلوب هو المحافظة في الداخل على وحدة الموقف والالتفاف حول المقاومة وتأجيل المحاسبة، لعدم تحسين الشروط التي يمكن ان يفرضها العدو على لبنان والتي تهدّد كيانه وصيغته. فكل واقع ميداني له ثمنه وحساباته في التفاوض».
لا يبشّر بالخير
لكن مصادر رسمية قالت لـ«الجمهورية»، انّ خطاب رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو امس «لا يبشّر بالخير بل يؤشر إلى أنّ الحرب قد تطول».
وكان نتنياهو قد اعتبر انّ كيانه في ذروة «حرب وجود طويلة وصعبة وتجني منا أثماناً كبيرة». وأضاف في كلمة له لمناسبة الذكرى السنوية الأولى وفق التقويم العبري لهجوم 7 أكتوبر: «نحن في حرب وجود على 7 جبهات ضدّ «محور الشر» بقيادة إيران».
ومن جهته، وزير الدّفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، اكّد في المناسبة نفسها أنّه «لا يمكن تحقيق جميع أهداف الحرب من خلال العمليّات العسكريّة وحدها … للقيام بواجبنا الأخلاقي بإعادة أسرانا إلى منازلهم، سيتعيّن علينا تقديم تنازلات مؤلمة». وقال: «في الجنوب، توقّفت «حماس» عن العمل كمنظّمة عسكريّة، وفي الشّمال لا يزال «حزب الله» يتكبّد ضربات، وتمّ القضاء على قيادته، كما تمّ تدميرغالبيّة ترسانته الصّاروخيّة، وتراجعت قوّاته عن خطّ الحدود».
وأشارت المصادر الرسمية نفسها إلى «انّ نتنياهو لا يزال يتمسك بأحلام مستحيلة، لم يعد يملك القدرة على تحقيقها». ولفتت إلى إنّ بعض المؤشرات الإسرائيلية التي توحي احياناً بالإيجابية إنما تندرج ضمن سياسة الخديعة ثم الخديعة، «إذ هذا ما حصل مع مشروع وقف إطلاق النار لمدة 21 يوماً، وهذا ما تعكسه التسريبات في شأن انتهاء العملية البرية خلال أسبوع أو اسبوعين والتصريحات المتباينة حول مصير الحرب على لبنان، بين نتنياهو ووزير الدفاع يوآف غالانت ورئيس الأركان هرتسي هاليفي وآخرين».
جهد استثنائي
على انّ مصادر مواكبة قالت لـ«الجمهورية»، انّ زيارة هوكشتاين الحالية للشرق الأوسط هي آخر مهمّة له كموفد رئاسي أميركي، ذلك أنّه سينتقل إلى موقع وظيفي آخر في نهاية الشهر الجاري. وهذا يعني أنّ مهمّته الحالية التي بدأها في إسرائيل هي الطلقة الأخيرة في مسعاه إلى إيجاد تسوية توقف الحرب مع لبنان.
وأضافت هذه المصادر لـ«الجمهورية»، أن الوسيط الأميركي يحمل تكليفاً من الإدارة الأميركية ببذل جهد استثنائي لإقناع إسرائيل بالموافقة على وقف النار وفقاً لمنطوق القرار 1701، ما دام الجانب اللبناني قد أعلن التزامه به، وما دام الجيش الإسرائيلي يعلن عن «إبعاد غالبية» مقاتلي «حزب الله» عن الحدود و«تدمير غالبية مستودعات أسلحته وأنفاقه» في هذه المنطقة. وإذ يبدي الجانب الأميركي تفهمّه لضرورة التزام «الحزب» بالقرار 1559، فإنّه يرغب في تسريع التوصل إلى تفاهم بين إسرائيل ولبنان على هذه المسألة، قبل موعد الانتخابات الأميركية، إذا أمكن.
وفي خلفية المسعى الذي تقوده واشنطن حالياً حول رغبتها في تثمير الردّ الإسرائيلي الضعيف والمحدود على إيران، لخلق أجواء توقف الحرب في لبنان وتؤدي إلى بعض الانفراج في غزة. وهذا الاستقرار في الشرق الأوسط يمكن أن يرتد إيجاباً لمصلحة المرشحة الديموقراطية كامالا هاريس، في الانتخابات التي باتت على مسافة 8 أيام.
أجوبة موعودة
وإلى ذلك، أعادت مراجع سياسية التذكير عبر «الجمهورية» بما كانت انتهت اليه زيارة هوكشتاين الاخيرة لبيروت الاثنين الماضي، ولقاؤه مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، بعدما وعده بنقل اجوبة اسرائيلية اليه على طروحاته في مهلة اسبوع تنتهي اليوم.
وعبّرت هذه المراجع عن اعتقادها بأنّ أي حديث عن عودة هوكشتاين إلى لبنان في الساعات المقبلة تعني انّ لديه ما يمكن مناقشته إيجاباً مع المسؤولين اللبنانيين، وفي حال العكس فلن تكون هناك حاجة لمجيئه، وقد يكتفي الرجل باتصال هاتفي مع بري وربما لن يكون بحاجة إلى اجرائه، لأنّ الأجواء في عين التينة لا توحي بما يمكن أن يوافق عليه الجانب الإسرائيلي وما يمكن ان يرفضه، مع الرهان على الضغوط الأميركية التي وعد بها هوكشتاين في انتظار التثبت إن فعلت فعلها او انّها لم تغيّر شيئاً من موقف نتنياهوالمتعنت والسلبي.
لقاء الدوحة
وفي هذه الاجواء، تترقّب الأوساط الديبلوماسية والعسكرية حصيلة اللقاء الذي يستضيفه رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ويجمعه بكل من رئيس جهاز المخابرات المصرية الجديد حسن رشاد، ومدير وكالة الاستخبارات الأميركية وليام بيرنز ورئيس جهاز «الموساد» الإسرائيلي ديفيد برنياع، الذي سيكون مناسبة لتقييم النتائج التي أفضت اليها محادثات وزير الخارجية الأميركية أنتوني بلينكن مع آل ثاني في الدوحة الجمعة الماضي، ومجموعة اللقاءات التي استضافتها القاهرة وموسكو وأنقرة مع ثلاثة وفود من حركة «حماس» التي توزعت بين يومي الاربعاء والخميس الماضيين، مضافة إلى الجهود الروسية والتركية والايرانية. ومن أبرزها اللقاء الذي جمع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في أنقرة بـ«ثلاثي حماس» الجديد بعد السنوار، خليل الحية وموسى أبو مرزوق وخالد مشعل، قبل أن ينتقل وفدان منهم برئاسة ابو مرزوق إلى موسكو وآخر برئاسة الحية إلى القاهرة لاستكمال البحث في المقترحات العملية المطروحة، عدا عن نتائج زيارة الموفد الروسي لتل ابيب، في مبادرة هي الأولى من نوعها، حيث نقل رسالة شخصية من الرئيس الروسي فلاديمر بوتين إلى القيادة الاسرائيلية يحضّها على وقف الحرب على غزة ولبنان في اسرع وقت ممكن.
وكانت معلومات ديبلوماسية تحدثت عن لقاء جمع آل ثاني مع كل من بيرنز وبرنياع قبل وصول مدير المخابرات المصرية الى الدوحة، ولم تتوافر اي معلومات عن حصيلة هذا اللقاء الرباعي الذي قد يكون حمل جديداً يمكن ان يعكس أجواء إيجابية.
جلسة لإيران
وعلى صعيد الموقف الايراني، وبعد أيام على الردّ الاسرائيلي على ايران، أعلن المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الايرانية السيد علي خامنئي أنّه ينبغي عدم «التضخيم ولا التقليل» من الضربات التي نفّذتها إسرائيل على مواقع عسكرية في إيران.
وقال خامنئي عبر منصة «إكس» أنّه «لا ينبغي تضخيم شرّ الكيان الصهيوني في عدوانه على إيران ولا التقليل منه»، معتبرًا أنّ «الكيان الصهيوني أخطأ في الحسابات، ويجب تفهيمه قوة وإرادة وابداع الشباب والشعب الإيراني». وقال: «المسؤولون سيقرّرون كيفية تفهيم الكيان الصهيوني إرادة الشعب الايراني ويجب القيام بما يضمن مصلحة ايران وشعبها».
وكشف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي «أننا تلقينا إشارات عصر الجمعة بأنّه من المحتمل أن يشن الكيان الصهيوني هجوماً على إيران». وأضاف: «تبادلنا الرسائل مع جهات عدة قبل الهجوم، وكنا في تنسيق مستمر مع قواتنا المسلحة». وسيعقد مجلس الأمن الدولي اجتماعاً طارئاً اليوم بناءً على طلب إيران بعد الهجوم الإسرائيلي الأخير.
وفي وقت سابق، دعت وزارة الخارجية الإيرانية مجلس الأمن إلى عقد الاجتماع، حيث أشار عراقجي، في رسالة وجّهها إلى كلّ من الأمين العام للأمم المتحدة ورئیس مجلس الأمن الدولي، وكانت «لتذكيركم وأعضاء مجلس الأمن، بالأعمال العدوانيّة وغير القانونيّة الّتي يقوم بها الكيان الصّهيوني، أعمال تُعتبر انتهاكًا خطيرًا لسيادة إيران وسلامتها الإقليميّة، وانتهاكًا واضحًا للقانون الدّولي وميثاق الأمم المتّحدة».
"الديار":
رغم أن الحركة الديبلوماسية الناشطة التي تشهدها المنطقة، بعد اسابيع من الجمود لمصلحة القتال والحلول العسكرية، قد توحي لكثيرين باحتمال تحقيق خرق ما يؤدي الى هدنة في لبنان وغزة قبيل موعد الانتخابات الاميركية في الخامس من الشهر المقبل، فان كل الاجواء التي ترشح، سواء من تل ابيب التي يفترض ان يكون قد وصلها المبعوث الاميركي آموس هوكشتاين او من قطر حيث بدأت يوم أمس الأحد جولة جديدة من مباحثات وقف إطلاق النار وصفقة تبادل للأسرى في قطاع غزة، تبدو سلبية ولا يمكن البناء عليها.
لا وقف للنار
ومن المتوقع ان يُسمع هوكشتاين المسؤولين في تل أبيب ما سمعه في بيروت لجهة استعداد لبنان لتطبيق القرار 1701 من زيادة او نقصان، على ان يقرر بعد ما سيسمعه منهم ان كان هناك من داع للعودة الى العاصمة اللبنانية لتفعيل وساطة ستكون الاخيرة قبل انتقاله لى مهام جديدة بعد الانتخابات الرئاسية الاميركية.
وتستبعد مصادر مطلعة على الحراك الحاصل في المنطقة، ان يؤدي الى وقف لاطلاق النار سواء مؤقت او دائم، لافتة في تصريح لـ «الشرق الاوسط» الى انه «اصلا اي بحث جدي يفترض ان يكون سلة واحدة اي يلحظ غزة ولبنان في آن، باعتبار ان فصل المسارات سيؤدي الى حائط مسدود لان المشكلة اساسها واحد وهي بدأت بالحرب على غزة ولن تنتهي الا بوقف الحرب هناك».
وتضيف المصادر: «لا يبدو ان واشنطن جدية بمساعيها وكل ما تريده اليوم ان تقول للناخبين العرب والمسلمين ان الديموقراطيين يعملون ليل نهار لوقف الحرب، ولذلك وجب عليهم ان يُعطوا فرصة لكامالا هاريس… كذلك فان تل ابيب ورغم خسائرها البشرية الكبيرة في الجنوب لا تبدو اطلاقا مستعدة لوقف النار وهي ستبلغ هوكشتاين صراحة ان القرار 1701 بصيغته الحالية لم يعد يعنيها ما دام هو لم يضمن عدم تمدد قدرات حزب الله في منطقة جنوبي الليطاني وبأن ما كانت تريده وتقبله قبل توسعة الحرب على لبنان لم تعد تقبله اليوم».
ولفت ما كشفه امس الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي عن أن «مصر اقترحت هدنة من يومين في قطاع غزة لمبادلة 4 أسرى إسرائيليين ببعض المعتقلين الفلسطينيين». وقال: «ستُعقد محادثات خلال 10 أيام بشأن تنفيذ وقف فوري مؤقت لإطلاق النار للتوصل الى وقف دائم».
من جهتها، نقلت شبكة «فوكس نيوز» الاميركية عن مصدر مطلع، أن «هدف اجتماع قطر الرئيسي بحث خطط لوقف إطلاق نار قصير الأمد في غزة يستمر أقل من شهر».
جولة وانتهت
في هذا الوقت، يعقد مجلس الأمن اجتماعا طارئا اليوم بناء على طلب من سلطات إيران بعد الهجوم الإسرائيلي الأخير.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الأحد، إن بلاده في ذروة «حرب وجود طويلة وصعبة وتجني منا أثماناً كبيرة». وفي كلمة له بمناسبة الذكرى السنوية الأولى وفقا للتقويم العبري لهجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول)، تحدث عن «حرب وجود على 7 جبهات ضد «محور الشر» بقيادة إيران»، وأضاف:»عملنا وفق خطة منظمة لتقطيع أذرع الأخطبوط الإيراني».
وعن العملية العسكرية التي نفذتها اسرائيل ضد ايران الجمعة قال : «سلاحنا الجوي ضرب بقوة قدرة إيران على الدفاع عن نفسها وقدرتها على إنتاج صواريخ موجهة إلى إسرائيل».
بالمقابل، اعتبر المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي إن الهجوم الإسرائيلي على إيران «يجب ألا يُضخّم أو يُقلل من شأنه». ولفت الى ان المسؤولين في طهران «سيقررون كيفية تفهيم الكيان الصهيوني إرادة الشعب الإيراني» مشددا على «وجوب القيام بما يضمن مصلحة إيران وشعبها».
من جهته، كشف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي عن تلقي طهران عصر الجمعة «اشارات بأنه من المحتمل أن يشن الكيان الصهيوني هجوما على إيران».
وأضاف «تبادلنا الرسائل مع عدة جهات قبل الهجوم وكنا في تنسيق مستمر مع قواتنا المسلحة».
ورجحت مصادر واسعة الاطلاع الا يكون هناك رد ايراني مباشر على تل ابيب في هذه المرحلة، لافتة في حديث لـ «الديار» الى ان «طهران تدرس كل الخيارات والاحتمالات لكن المعلومات لا تفيد باستعدادها للرد». واضافت المصادر:»يبدو ان هذه الجولة انتهت».
ايقاع المقاومة
وفي التطورات الميدانية، أصيب عشرات الأشخاص بعد دهس شاحنة لعدد من الأفراد بمحطة حافلات في غليلوت في ضواحي تل أبيب، امس الأحد.
وتحدثت هيئة البث الإسرائيلية عن نحو 40 مصابا في مكان حادث الدهس. وأشارت صحيفة «إسرائيل هيوم» إلى أن 10 من المصابين في حالة خطرة، في وقت اشارت معلومات اخرى الى مقتل 6 جنود اسرائيليين واصابة العشرات بجروح بين خطرة ومتوسطة. وأعلنت وسائل إعلام العدو عن استشهاد منفذ العملية، قائلة إن الشاب يُدعى رامي ناطور وهو من قلنسوة في الداخل المحتل، وأنه “بعد تنفيذ عملية الدهس، خرج من الشاحنة وبحوزته سكين وحاول تنفيذ عملية طعن”.
اما على جبهة لبنان، فقد أقرّ الجيش الإسرائيلي، في بلاغ، بإصابة 27 عسكريا في معارك لبنان خلال ال24 ساعة الماضية، متحدثا عن اصابة 88 عسكريا إسرائيليا في معارك لبنان خلال الـ48 ساعة الماضية.
هذا وقال الجيش الإسرائيلي، أمس، إن أربعة جنود إسرائيليين قتلوا في جنوب لبنان واصيب خمسة آخرون بجروح خطرة. وذكرت قناة 13 الإسرائيلية أن الجنود الأربعة جميعهم من الكتيبة 8207 التابعة للجيش الإسرائيلي. ووفق القناة، يرتفع بذلك عدد الجنود الذين قتلوا منذ بداية الحرب في جنوب لبنان إلى 31.
كذلك اعلن جيش العدو الإسرائيلي انه رصد إطلاق 75 صاروخا من لبنان على منطقتي الجليل الأعلى والجليل الأوسط في شمال البلاد، فيما اعلن حزب الله عن تنفيذ سلسة عمليات شملت حيفا وضواحي تل ابيب.
وقالت مصادر مطلعة على مسار المعارك جنوبا لـ «الديار» ان «حزب الله نجح في اليومين الماضيين من ان يفرض ايقاعه للمعارك الميدانية بحيث انه يكبد جنود العدو خسائر كبيرة بالارواح كما انه كثف بالتوازي عملياته باتجاه الاراضي المحتلة ما دفع تل ابيب الى اعادة النظر بخططها وفرملة تنفيذها».
واعلنت المقاومة يوم امس ان مجاهديها شنوا هجومًا جويًا بسرب من المسيّرات الانقضاضية على منطقة بارليف الصناعية شرق عكا وقصفوا زوفولون للصناعات العسكرية شمال مدينة حيفا.
وفي إطار التصدي للتوغلات الإسرائيلية عند الحدود مع لبنان، قصفت المقاومة الاسلامية قوة مشاة إسرائيلية في بلدة حولا بصاروخ موجّه، وأوقعتهم بين قتيل وجريح. كما قصفت مربض الزاعورة بصلية صاروخية. واستهدفت المجاهدون تجمعات لقوات العدو في منطقة شمالي شرقي مستعمرة المنارة بمسيرة انقضاضية أصابت أهدافها بدقة، وأوقعتهم بين قتيل وجريح. وأيضاً قصفت المقاومة تجمعات للعدو عند باحة المدخل الشمالي لموقع المرج بمسيرة انقضاضية أصابت أهدافها بدقة وأوقعتهم بين قتيل وجريح.
كما قصفت تجمعًا لجنود العدو الإسرائيلي في مستعمرة المالكية وتجمعا آخر عند بوابة فاطمة، وكذلك في مستعمرات كرمئيل ومرغليوت، ومسكفعام، والمنارة (مرتين).
وفي الإطار نفسه، استهدفت المقاومة الإسلامية تجمعا لجنود العدو الإسرائيلي عند أطراف بلدة عيترون (مرتين) بصلية صاروخية وقذائف المدفعية، وتجمعاً آخر جنوبي بلدة الضهيرة بصلية صاروخية، وفي خلة “نايف” عند أطراف بلدة حولا.
وعرض الاعلام الحربي للمقاومة، مشاهد من عملية استهداف المقاومة الإسلامية تجمع لجنود جيش العدو الإسرائيلي في مستوطنة شوميرا شمال فلسطين المحتلة.
وقصف المجاهدون مستعمرة نهاريا بصلية صاروخية.
ومساء أعلنت المقاومة التصدي للطائرات الحربية الإسرائيلية في أجواء القطاع الغربي بصواريخ أرض – جو، ما أجبرها على مغادرة الأجواء اللبنانية.
في هذا الوقت، واصلت اسرائيل اعتداءاتها الهمجية على الاراضي اللبنانية. وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة أن غارة العدو الإسرائيلي على حارة صيدا امس أدت إلى استشهاد ثمانية أشخاص وإصابة خمسة وعشرين آخرين بجروح.
وأفاد مندوب «الوكالة الوطنية للاعلام» بسقوط ثلاثة شهداء في استهداف مركز مستحدث لجمعية الرسالة للإسعاف الصحي – الدفاع المدني في بلدة عين بعال.
كذلك تعرضت مدينة بنت جبيل لغارة نفذتها الطائرات المعادية، وتزامنت مع قصف مدفعي استهدف احياء البلدة. كما شنت الطائرات المعادية غارات استهدفت بلدات حاريص وبرعشيت ومجدل سلم، وكذلك بلدة عيناتا.
وفي منطقة النبطية، قصف الاحتلال منزلاً في بلدة حاروف ودمرته بالكامل. واستشهد (3) مواطنين اثر غارة اسرائيلية استهدفت منزلاً في بلدة زوطر الشرقية في قضاء النبطية.
هذا وتعرضت مدينة النبطية، لعدوان جوي، حيث استهدف جيش العدو مفرق “حي المسلخ” فيها بغارة جوية.
كما تعرضت عربصاليم في اقليم التفاح إلى غارة استهدفت منزلاً في البلدة، ما أدى إلى تدميره. وأفاد مراسل المنار أن غارات مسائية استهدفت مناطق بنت جبيل وياطر وعيناثا.
"اللواء":
بدأ العد التنازلي لمعرفة مسار الجهود الدبلوماسية الأميركية والعربية والأوروبية في ما خصَّ وقف النار أو فتح الطريق أمام هدنة تؤدي الى اتفاقات صفقة التبادل بين اسرائيل وحركة «حماس»، امتداداً الى الجبهة الجنوبية، التي ارتبطت بـ«طوفان الأقصى»، وتحولت الى جبهة مستقلة "دفاعاً عن لبنان وشعبه"، هذه الجهود التي تتزامن مع «ضربات مؤلمة» لجنود الاحتلال الاسرائيلي وضباطه، واستقراره من تل أبيب، حيث نجح سائق الحافلة، بدهس جنود كانوا في الطريق الى الخدمة» حيث سقط العشرات بين قتيل وجريح، الى غزة، حيث تمكنت حركتا «حماس» والجهاد الاسلامي من اصطياد جنود وآليات ودبابات، وصولاً الى الجبهة اللبنانية، حيث يرتفع عدد جنود الاحتلال الذين يسقطون بين قتيل وجريح.
وقالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن عدم التوصل إلى وقف إطلاق النار في الوقت الراهن لا يعني نعي الجهود الديبلوماسية الآيلة إلى التوصل لذلك، مشيرة إلى أن المناخ لم يكن ميالا إلى هذا التوجه في ظل المواجهات الحاصلة.
إلى ذلك افادت المصادر أن المبادرات بشأن وقف إطلاق النار لن تتوقف اقله من الجانب اللبناني الرسمي على ان اطالة امد الحرب ستكون له كلفته على جميع الأصعدة.
اما الداخل فينشغل وفق المصادر في إحباط محاولات الفتنة وهذا ما يتم التركيز عليه، وفي حين أن العمل جار في هذا المجال، لا بوادر جديدة أو حراك ما على الملف الرئاسي.
واعتبرت مصادر لبنانية واسعة الاطلاع، ان لبنان ينتظر على الرغم من الجرائم الاسرائيلية سواء في القصف على حارة صيدا والبقاع، حيث سقط اكثر من 10 شهداء، ما يحصل في أروقة الاجتماعات سواء في قطر أو في عواصم اخرى.
وفي هذا الاطار، تطرق اجتماع الدوحة على مستوى رئيسي المخابرات الأميركية (C.I.A) والاسرائيلية (الموساد) مع رئيس وزراء قطر محمد بن عبد الرحمن آل ثاني الى الجبهة اللبنانية، حيث اطلع المسؤول القطري المجتمعين على أن لبنان مع فصل الجبهات وتطبيق القرار 1701.
وعليه، يتوجه اليوم موفد قطري الى بيروت، حاملاً ما رست عليه المحادثات من توجهات.
هوكشتاين والكابينت
وعشية وصول الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين الى تل ابيب، لعقد محادثات مع بنيامين نتنياهو، انعقد الكابينت الاسرائيلي للبحث في جدول اعمال حافل، من ضمنه الحرب على الجبهة اللبنانية، واحتمالات التسوية، بما يؤدي الى إنهاء الحرب خلال اسبوع أو أكثر.
لكن قائد المنطقة الشمالية في جيش الاحتلال قال ليلاً: المهم التأكد من ان حزب لله لم يعد يشكل تهديداً.
ويبدو ان لهجة قادة كيان الاحتلال قد خفتت قليلاً مع خسائر الميدان اللبناني والعمليات الاخرى المساندة في داخل فلسطين المحتلة ومن العراق واليمن، فقال امس وزير الدفاع الإسرائيلي: «ليس كل هدف يمكن تحقيقه بعملية عسكرية يجب أن نتوصل إلى تسويات مؤلمة وإعادة المخطوفين». وهذا الكلام قد يكون مؤشراً على تراجع كيان الاحتلال عن شروطه التعجيزية لوقف العدوان على غزة وتالياَ وتوازياً على لبنان ما لم يقرر رئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو عكس ذلك والاستمرار في التصعيد طالما انه «خاسر خاسر» عملياً في حال وقف الحرب.
المساعدات: جسر بحري بعد الجسر الجوي
إنمائياً، وصلت إلى مطار رفيق الحريري الدولي الطائرة الإغاثية الـ14 ضمن الجسر الجوي السعودي الذي يسيّره مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية.
وتحمل الطائرة السعودية الجديدة مساعدات إغاثية من مواد غذائية وإيوائية وطبية؛ تنفيذاً لتوجيهات الملك سلمان وولي العهد محمد بن سلمان.
وتأتي هذه المساعدات في إطار دور المملكة العربية السعودية الإنساني المعهود، بالوقوف مع الشعب اللبناني الشقيق في مختلف الأزمات والمحن التي يمر بها، وفق وكالة الأنباء السعودية «واس».
كما استقبل سفير الاردن وليد الحديد في مطار رفيق الحريري الدولي، طائرة سلاح الجو الملكي الاردنية المحملة بالمساعدات الاغاثية.
وكان في استقبال الطائرة، بحسب ما جاء في بيان للسفارة الاردنية، من الجانب اللبناني العميد غالب كنعان مندوبا عن قائد الجيش الذي عبر عن الشكر والامتنان لملك الاردن للدعم المستمر للبنان.
جسر بحري
وبلغ اجمالي المساعدات التي قدمت من الامارات 2610 أطنان من المواد الغذائية والطبية واللوجستية للشعب اللبناني ضمن حملة « الإمارات معك يا لبنان» تنفيذاً لتوجيهات الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بتقديم حزمة مساعدات إنسانية إغاثية عاجلة بقيمة 100 مليون دولار أميركي إلى الأشقاء في لبنان.
ووصلت هذه المساعدات عبر جسرين: جوي من 14 طائرة ، وبحري بدأ بوصول أول سفينة اغاثة الى مرفأ بيروت، وعلى متنها اكثر من 2000 طن من المساعدات، وذلك تأكيداً من دولة الامارات الشقيقة على التزامها بدعم الشعب اللبناني.
الميدان
مدانياً، خاضت المقاومة الاسلامية اللبنانية ظهر امس، اشتباكات رشاشة وصاروخية مع جيش الاحتلال في محيط بلدة يارين حاولت التسلل الى البلدة واستمرت الى ما بعد الظهر. في الوقت نفسه يقوم العدو الإسرائيلي بقصف عنيف ومتواصل لاطراف بلدات الضهيرة ويارين وعيتا الشعب.
وإعترف جيش العدو الاسرائيلي بإصابة 88 جندياً إسرائيلياً في معارك لبنان خلال الـ48 ساعة الماضية. فيما تم اليوم الاعلان عن مقتل جندي إسرائيلي في الكتيبة 8207 لواء الون (228) في معركة جنوب لبنان.
واعلن اعلام عبري عصرامس، عن نقل عدد من الاصابات بين صفوف المستوطنين في نهاريا إلى مستشفى «رامبام».
كما اعلن المتحدث باسم جيش العدو الإسرائيلي: تحت بند سُمح بالنشر، مقتل ضابط و3 جنود في الكتيبة 8207، لواء ألون (228) وإصابة 5 آخرين بجروح خطيرة خلال معركة في جنوب لبنان.(امس) وفي التفاصيل، فإنّ القتلى هم:
• النقيب (احتياط) الحاخام أبراهام يوسف غولدبرغ، 43 عاماً، من القدس، حاخام عسكري في الكتيبة 8207، لواء ألون (228)، سقط في معركة في جنوب لبنان.
- الرائد (احتياط) جلعاد المالح، 30 عاماً، من القدس، مقاتل في الكتيبة 8207، لواء ألون 228.
• النقيب (احتياط) عميت حيوت 29 سنة من حيفا، قائد فصيلة في الكتيبة 8207 لواء ألون (228.
• الرائد (احتياط) إلياف عمرام أبيتبول، 36 عاماً، من إيتان، نائب قائد السرية في الكتيبة 8207، لواء ألون (228).
اعترفت وزارة الصحة الاسرائيلية، أن عدد الإصابات التي دخلت المستشفيات منذ آخر تحديث في 15 تشرين الأول وحتى 27 تشرين الأول بلغت 1110 إصابة.وقالت: عدد الإصابات التي دخلت مستشفيات الشمال منذ آخر تحديث في 15 أكتوبر بلغت 784 إصابة.واشارت إلى أن عدد الإصابات التي دخلت مستشفيات الشمال خلال الـ 24 ساعة الأخيرة بلغت 104 إصابات.
بالمقابل، قتل في الميدان الجنوبي امس 4 جنود وأصيب 20 بجروح، عندما استهدفهم حزب لله داخل منزل على محاور القتال الأمامية.
ازمة جنود احتياط
وذكرت صحيفة معاريف العبرية أنه سيكون هناك نقص كبير في جنود الاحتياط في الأيام العشرة المقبلة عندما يبدأ العام الدراسي. وقالت الصحيفة: «يتم تجاهل هذه الحقيقة على المستوى السياسي، وهذه واحدة من أصعب مشاكلنا، العديد من جنود الاحتياط طلاب خسروا العام الدراسي العام الماضي».
وأضافت: «الجنود أبلغوا القادة أنهم لا ينوون الخسارة هذا العام ومعظمهم يقاتلون في غزة والضفة ولبنان.
"الأنباء" الالكترونية:
اسرائيل المتفوقة في الوحشية والإجرام تعجز بريّا عن تحقيق ما رسمته من أهداف مفترضة لحربها على لبنان، لكنها تواصل التدمير في القرى الحدودية، واتباع سياسة الأرض المحروقة. لكن الخسائر التي تتكبدها إسرائيل يوميا على محاور القتال واعتراف قادتها بصعوبة المعارك، وعدم تمكنها من تجاوز أكثر من بضع مئات من الأمتار، كلها عوامل تعطي صورة واضحة بأن الميدان ما زالت تتحكم به المقاومة التي انتقلت إلى تكتيكات التهجير المضاد بعد تحذيرها لسكان ٢٥ مستوطنة اسرائيلية بالإخلاء ومن ثم استهدافها بصليات صاروخية.
العميد الركن المتقاعد جورج نادر رأى في حديث لجريدة "الأنباء" الالكترونية ان الهجوم البري الذي تشنه اسرائيل على لبنان منذ ثلاثة أسابيع بدأ بتكتيك عسكري جديد يقوم على طريقة القضم. فالعدو بدأ يتعلم من أخطاء غزة وحرب 2006 كي لا تصبح قواته عرضة لهجوم القوات المتروكة وضربها في العمق. لذلك لجأ لاحتلال كل قرية على حدا وتدميرها بالكامل لمنع سكانها من العودة اليها، مستبعدا تأجيل الهجوم البري كما يشاع ولو كان هذا صحيحاً لما استخدمت اسرائيل 5 فرق عسكرية وكل فرقة مؤلفة من خمسة ألوية، اضافة الى الأفواج والكتاب والفرق المدرعة والكومندوس والمخابرات وفرق الإنزال خلف الخطوط، أي بما يقدر بـ 17000 جندي.
ومعنى ذلك بحسب العميد نادر أن الاستعدادات للهجوم البري ما زالت قائمة. وحول الخسائر التي يتكبدها العدو في المواجهات مع حزب الله أشار نادر إلى أن حزب الله يستفيد من قتال "التقارب" كون عناصره من أبناء الأرض، وهم مدربون على القتال البري وبين المنازل والأحياء السكنية. ومن الطبيعي أن يلحقوا بالعدو خسائر فادحة. نادر وصف البنود التي وضعتها إسرائيل لوقف اطلاق النار بانها تعجيزية لا يمكن للبنان أن يقبل بها.
بالتوازي مع ذلك تستمر المفاوضات المفترضة لوقف النار، وقد أعرب النائب بلال الحشيمي في حديث لجريدة "الأنباء" الإلكترونية عن أمله ان تكون مفاوضات الدوحة جدية من أجل الاتفاق على موعد قريب لوقف إطلاق النار في غزة رأفة بالسكان المنكوبين كي يتمكنوا من دفن موتاهم. لكنه في المقابل توقف عند المبادرة التي يسوقها الموفد الاميركي أموس هوكشتاين وتتضمن 11 بندًا من بينها تراجع مقاتلي حزب الله الى شمال الليطاني دون التطرق الى موضوع السلاح. وسأل هل يقبل لبنان بهذه الشروط، وكيف يمكن إراحة إسرائيل على حساب لبنان؟، مستبعداً القبول بها لأنها تمس بالسيادة اللبنانية.
"البناء":
جاء العدوان الذي نفّذه جيش الاحتلال ضد إيران هزيلاً بالقياس لما كان عليه الردّ الإيراني مطلع الشهر الحالي من جهة، والسقوف التي رسمتها التصريحات الصادرة عن قادة الكيان وفي مقدّمتهم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الحرب يوآف غالانت من جهة أخرى، ورغم استخدام 120 طائرة حربية و300 طائرة مسيّرة في العملية، إلا أن البارز كان امتناع الكيان عن استهداف المؤسسات الحيوية في إيران وفي مقدمتها البرنامج النووي الذي يشكل استهداف حلم الأحلام عند نتنياهو وجوهر مشروعه الاستراتيجي للهيمنة على المنطقة وإعادة صياغة الشرق الأوسط، كما قال؛ وهذا له معنى واحد هو أن الخشية الأميركية الإسرائيلية من عواقب الاستهداف حجّمت سقوف الأهداف، ولهذا تركزت على الدفاعات الجوية والنظام الصاروخي، لكن إيران نجحت بإسقاط أغلب الطائرات المسيّرة التي مثلت الدفعة الأولى من العدوان، وتوجّهت نحو الرادارات وبطاريات الدفاع الجوي، وتسبّب فشلها وإسقاطها بمنع الطائرات الحربية وفي مقدمتها أسراب طائرات الـ “أف 35” من دخول الأجواء الإيرانية، وإطلاق صواريخها من الأجواء العراقية، لتظهر قيمة قوة الردع الإيرانية والنشاط الدبلوماسي الإيراني بمنع استخدام الكيان لأجواء الدول العربية الحليفة لواشنطن، خصوصاً الأردن والسعودية، ونجحت طهران في التعامل مع أغلب الصواريخ وإسقاطها، وتخفيف حجم الأضرار الناجمة عن العدوان.
تعقيباً على العدوان قال المرشد الأعلى في إيران الإمام السيد علي الخامنئي إن تعظيم العدوان خطأ، لكن التهوين منه خطأ أيضاً، داعياً القيادة الإيرانية إلى فعل اللازم لإفهام الإسرائيليين رسالة القوة الإيرانية التي يبدو أنّهم لم يفهموها بعد، بما بدا أنه إعلان التزام برد قويّ على العدوان.
على الصعيد السياسي كان استئناف لقاءات الوسطاء في التفاوض حول غزة، في الدوحة بحضور مدير المخابرات الأميركية وليام بيرنز، تعبيراً عن خشية أميركية من دخول الكيان في تراجع استراتيجيّ مع استنفاد قدرته على تحقيق إنجاز ميداني في غزة، في ظل استمرار عمليات المقاومة وتصاعدها، وتحوّل عمليات الاحتلال إلى مجرد ارتكاب المجازر وأعمال القتل، بينما دخل الاحتلال في حرب استنزاف مفتوحة وقاسية على جبهة لبنان يخسر فيها يومياً قرابة 100 ضابط وجنديّ بين قتيل وجريح، ليمثل الفشل في العدوان على إيران إعلان نهاية زمن الفرص، ويطرح السؤال عما جاء بيرنز لفعله في المنطقة، طالما أن تسويق الطروحات الإسرائيلية بدا مستحيلاً عندما كان زمام المبادرة العسكرية بيد الاحتلال، فلن تكون ممكنة إعادة تعويم الطروحات التفاوضية ذاتها لتمكين الكيان من نيل مكاسب فشل في الحصول عليها، وهو في وضع أفضل بكثير مما هو عليه اليوم، بحيث تبدو صيغة رابح رابح مستحيلة. ويبدو شرط التوصل الى وقف إطلاق نار على جبهتي لبنان وغزة مشروطاً بقبول إسرائيلي بالقرارين 1701 و2735، وما يعنيانه من التساكن مع قوة المقاومة المسلّحة على حدود الشمال والجنوب.
الترقب سيد الموقف لمصير مفاوضات الدوحة، كما لنتائج زيارة أموس هوكشتاين لتل أبيب، حيث يلتقي اليوم رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، لمعرفة إذا كان سيزور بيروت حاملاً جواباً إسرائيلياً إيجابياً على المقترح الأخير.
وفيما يزور موفد أمني قطري رفيع المستوى بيروت لمناقشة المطالب والهواجس اللبنانية، قال مصدر دبلوماسي إن رئيس المجلس النيابي نبيه بري أبلغ القطريين والمصريين “بموافقة حزب الله على فصل الجبهات وقبول القرار 1701 بشرط أن يكون جزءاً من سلة متكاملة، وبالتالي كان الملف اللبناني حاضراً في الجولة التفاوضيّة” في الدوحة.
في المقابل، اعتبر المكتب الإعلامي لرئيس مجلس النواب أن ما أورد من معلومات منسوبة للرئيس نبيه عن المفاوضات هو غير دقيق.
وأشارت أوساط سياسية إلى أن الأولوية لوقف إطلاق النار وبعد ذلك الملف الرئاسي، حيث إن المطلوب اليوم انتخاب رئيس قادر على إنقاذ البلد في هذه المرحلة وإعادة بناء الدولة، مشيرة إلى أن حزب الله أعاد تكريس توازن الردع في الجنوب والإسرائيلي تأكد أن دخوله إليه لن يكون نزهة وسيكون مكلفاً جداً.
ويواصل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الموجود في بريطانيا، اتصالاته الدبلوماسية للضغط على “إسرائيل” لوقف إطلاق النار وتنفيذ القرار 1701. وسيجري اليوم لهذه الغاية اجتماعاً مع رئيس الوزراء كير ستارمر.
وأمس، بحث الملك الأردني عبد الله الثاني مع قائد الجيش العماد جوزاف عون، الأوضاع في المنطقة في ظل العدوان الإسرائيلي المستمر على لبنان، وتم التداول في وضع المؤسسة العسكرية والتحديات التي تواجهها. وأكد الملك عبد الله أهمية دور الجيش بوصفه ضمانة الأمن والاستقرار في لبنان، ووقوف المملكة الدائم إلى جانبه.
وفي إطار الشكاوى الدورية التي تقدّمها وزارة الخارجية بواسطة بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك لتوثيق العدوان الإسرائيلي على لبنان ووضع المجتمع الدولي ومجلس الأمن أمام مسؤوليتهما من أجل التحرك لوقفه، تم تقديم شكوى جديدة الى مجلس الأمن بشأن اعتداءات “إسرائيل” على لبنان خلال الفترة من 15 ولغاية 24 تشرين الأول 2024. وأشار لبنان في الشكوى التي قدّمها الى أن “إسرائيل” تتجاهل دائماً الشرعية الدولية ولا تحترم القرارات الصادرة عن أجهزة الأمم المتحدة، كما أنها لا تلتزم بالقانون الدولي أو القانون الدولي الإنساني، متفلتةً من المحاسبة والمساءلة من قبل المجتمع الدولي.
وطلب من مجلس الأمن إدانة الاجتياح الإسرائيلي لأراضيه وانتهاك سيادته، والاعتداءات الواسعة والمتواصلة على أمنه وسلامة شعبه. وكرّر دعوته المجلس الى إلزام “إسرائيل” بالتطبيق الكامل للقرار 1701 بدءاً بالوقف الفوري للأعمال العدائية، والانسحاب الفوري وغير المشروط من الأراضي اللبنانية.
وحيّا البطريرك الماروني بشارة الراعي مؤتمر باريس الذي انعقد في الرابع والعشرين من هذا الشهر الذي وضع خريطة طريق كحل دبلوماسي للحرب الدائرة بين “إسرائيل” وحزب الله، وقوامها ثلاث نقاط: أولًا: وقف إطلاق النار فورًا بين حزب الله و”إسرائيل”. ثانيًا: تنفيذ قرار مجلس الأمن 1701 (2006)، وبخاصة انتشار الجيش اللبناني في جنوبي الليطاني. ثالثًا: انتخاب رئيس الجمهورية بأسرع وقت. وتطرّق الراعي الى وحدة اللبنانيين وتضامنهم الإنساني، مذكراً بـ”نجاح القمة المسيحية – الإسلامية”، التي انعقدت في بكركي، قائلاً: “أكدت القمة على جملة ثوابت وحقائق كانت ولا تزال في أساس الكيان اللبناني بدءًا من وحدة اللبنانيين الراسخة في كنف دولتهم وفي كنف الشرعية الدولية وصولاً الى تضامنهم الإنساني. وكان إجماع من القادة الروحيين على أن مدخل الحلول لأزماتنا هو انتخاب رئيس للجمهورية يكون حاميًا للدستور وضامنًا لوحدة اللبنانيين”.
وقال رئيس لجنة الطوارئ وزير البيئة ناصر ياسين إن “مؤتمر باريس إشارة مهمة لاحتضان لبنان من قبل الفرنسيين، وتأكيد أن لبنان ليس متروكاً في محنته”، مضيفاً أنّ “المسار أصبح أكثر جدية اليوم بوقف إطلاق النار ولكن ما زال في بداياته وبحاجة إلى متابعة”.
وميدانياً، شنّ طيران العدو الإسرائيلي غارتين على حارة صيدا، استهدفت إحداها سيارة فيما استهدفت الأخرى منزلاً في البلدة. غارتان أدتا إلى وقوع مجزرة في صفوف المدنيين الأبرياء، إذ أُفيد وبحسب المعلومات الأولية الصادرة عن وزارة الصحة اللبنانية عن استشهاد 8 مواطنين وإصابة خمسة وعشرين آخرين بجروح.
وكان قد سُجل، أمس الأحد، وقوع عدد كبير من الغارات في مناطق عدة من جنوب لبنان وبقاعه، ما أدّى إلى سقوط شهداء وعدد من الجرحى. إذ استهدفت مسيّرة معادية سيارة “فان” في بلدة حوش بردى غرب بعلبك، أدت إلى سقوط شهيدين وجريح.
وكان أدّى العدوان الإسرائيلي الذي تعرّض له حيّ المسلخ في مدينة النبطية إلى تدمير منزل بالكامل، وإلحاق أضرار فادحة بالمباني السكنية والمحال التجارية وعشرات السيارات المركونة في المنطقة.
كما شنّت طائرات العدو الإسرائيلي غارة مستهدفة منزلاً في بلدة عربصاليم في منطقة إقليم التفاح، ودمّرته.
وزعم المتحدّث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أن سلاح الجو الإسرائيلي اغتال أحمد جعفر معتوق، وهو قائد قطاع بنت جبيل في حزب الله، يوم الجمعة المنصرم. وادّعى أن جيش العدو الإسرائيلي اغتال أيضاً خليفة معتوق وقائد المدفعية في قطاع بنت جبيل في حزب الله.
وفي تطوّرات الأحداث الميدانية والمواجهة بين حزب الله من جهة وجيش العدو من جهة أخرى، سُجل أمس الأحد وقوع اشتباكات عنيفة بين الحزب وجيش الاحتلال الإسرائيلي بالأسلحة الرشاشة والصاروخية في محيط بلدة يارين.
وأعلن حزب الله أنّه “استهدف تجمعًا لقوات العدوّ الإسرائيلي شمالي شرقي مستعمرة المنارة بمسيّرة انقضاضيّة أصابت أهدافها بدقة وأوقعتهم بين قتيل وجريح”. وفي بيان آخر للحزب أعلن أنّه “استهدف تجمعًا لقوات العدوّ الإسرائيلي عند باحة المدخل الشمالي لموقع المرج بمسيّرة انقضاضية أصابت أهدافها بدقة وأوقعتهم بين قتيل وجريح”.
"الشرق":
شهر مر على عملية العدو» سهام الشمال» التي أطلقها في حربه الجديدة على لبنان وشعبه، ولا تزال الغارات الاسرائيلية التدميرية لمنازل وارزاق المدنيين اللبنانيين متواصلة على الأراضي اللبنانية كافة تحت ذريعة إبعاد المقاومة إلى شمال الليطاني وعودة سكان شمال إسرائيل إلى منازلهم، ولم يحقق من شعارات حربه سوى التدمير والمجازر، وما زالت المقاومة تتصدى له على الحافة الحدودية موقعة بين جنوده وآلياته افدح الخسائر، ولا تزال صواريخها تتساقط على مستعمراته الشمالية وكبرى مدنه ومصانعه وتتسبب باضرار واصابات بالغة فيها.
فقد أغار الطيران الحربي الإسرائيلي امس على شقة سكنية في حارة صيدا وأفادت المعلومات عن وقوع عدد من الشهداء والجرحى. وعلى الفور قطع الجيش اللبناني الطريق المؤدية من صيدا إلى حارة صيدا وأشارت المعلومات أن الشقة السكنية المستهدفة تضم نازحين من الجنوب. وافادت معلومات إن المستهدف في الغارة الإسرائيلية على حارة صيدا هو حسين فنيش وبأن معظم الضحايا من عائلته، وأدت الغارة إلى تضرر كبير في المؤسسات والمحال التجارية المحيطة بالمكان.
وصدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة بيان أعلن أن غارة العدو الإسرائيلي على حارة صيدا أدت في حصيلة جديدة إلى استشهاد ثمانية أشخاص وإصابة خمسة وعشرين آخرين بجروح،
كما افيد عن سقوط ثلاثة شهداء في استهداف مركز مستحدث لجمعية الرسالة للإسعاف الصحي – الدفاع المدني في بلدة عين بعال، وشن الطيران الحربي الاسرائيلي غارة استهدفت منطقة البرغلية وادت الى وقوع اصابات، وأغار الطيران الحربي المعادي على الساحل البحري قبالة بلدة البرغلية قضاء صور، ثم تلتها غارة اخرى قريبة من المكان المستهدف الاول.
واستهدف الطيران الحربي المعادي الضاحية الجنوبية ليلا بسلسلة غارات دمرت العديد من الابنية السكنية الخالية من السكان في محيط الحدث (الجاموس) وبرج البراجنة وحارة حريك.
وتعرضت مدينة بنت جبيل لغارة نفذتها الطائرات المعادية، وتزامنت مع قصف مدفعي طاول احياء البلدة،وافيد عن غارة إسرائيلية ادت إلى قطع الطريق بين عين إبل وبنت جبيل، وافيد عن غارة اسرائيلية على بلدة برج الشمالي، استهدفت مبنى مدرسة الأونروا في حي صلحة، ما ادى الى سقوط عدد من الشهداء والجرحى،وسجل قصف مدفعي إسرائيلي على أطراف بلدة بسطرة ووادي خنسا جنوبي لبنان بالقذائف الفوسفورية، وشن الطيران الحربي غارة على تل نحاس- بين كفركلا وبرج الملوك، واخرى على بلدة مجدل زون، وسجلت غارات على بلدات البازورية كما على الجرمق والمحمودية قرب العيشية في منطقة جزين، وأغار الطيران الحربي على بلدتي عين بعال والبازورية، وشن الطيران الحربي الاسرائيلي غارة عنيفة استهدفت بلدتي البرغلية والقاسمية.
كما شنت الطائرات الحربية اعتبارا من الواحدة والنصف من بعد الظهر، غارات استهدفت بلدات حاريص وبرعشيت ومجدل سلم، واستهدفت غارة اسرائيلية منزلا في بلدة عربصاليم في منطقة اقليم التفاح، ودمرته، وأعلنت وزارة الصحة العامة، اليوم الأحد، استشهاد 3 أشخاص وإصابة آخر باستهداف إسرائيلي طال بلدة زوطر الشرقية في جنوب لبنان. كذلك، ذكرت الوزارة أن غارة استهدفت جديدة مرجعيون، أدت إلى استشهاد 5 أشخاص وإصابة شخص آخر بجروح، وشنت الطائرات الاسرائيلية غارة اسرائيلية على بلدة ديرعامص في قضاء صور،وأدى العدوان الإسرائيلي الذي تعرض له حي المسلخ في مدينة النبطية، الى تدمير منزل تدميرا كاملا، وإلحاق أضرار فادحة بالمباني السكنية والمحال التجارية وعشرات السيارات المركونة بالمنطقة، في حين لم يفد بوقوع إصابات، ونفذ الطيران غارة ثانية على حي الميدان في النبطية، و4 غارات على بلدة عيناثا قضاء بنت جبيل، وسلسلة غارات على بلدتي جبال البطم والبازورية،وأغار الطيران الحربي الإسرا\ئيلي على بلدة يحمر الشقيف واستهدف منزلين ودمرهما كما أدى القصف الى تدمير جزئي لأحد المنازل من دون وقوع إصابات. ونفذت غارة استهدفت حي الميدان في النبطية، فيما أفادت معلومات «الوطنية» عن مقتل 6 بينهم طفلة.
وفخخ الجيش الإسرائيلي مسجد بلدة الضهيرة الحدودية ودمره تدميراً كاملاً، كذلك، قام جيش العدو بتفخيخ عدد من المنازل قرب مركز «اليونيفيل» في بلدة الضهيرة وفجرها ما أدى الى تدميرها تدميراً كاملاً. من جهة ثانية، استهدفت مسيّرة إسرائيلية سيارة في بلدة حوش بردى غربي بعلبك، ادت الى سقوط 3 شهداء وعدد من الجرحى بينهم عسكري في الجيش اللبناني .
توازيا، أعلنت المقاومة الاسلامية عن استهداف قوة مشاة إسرائيلية في حولا بصاروخ وإيقاع أفرادها بين قتيل وجريح، وقصفت تجمعًا للجنود الإسرائيليين في مستعمرة كرمئيل بصلية صاروخية ومستعمرة المالكية وقلعدة وزفولون، وفي إطار التحذير الذي وجّهه لعددٍ من مستوطنات الشمال، قصف المقاومة مستعمرة نهاريا بصلية صاروخية»، واستهدفت تجمعًا لجنود العدو عند أطراف بلدة عيترون بصلية صاروخية وقذائف المدفعية»، كما استهدفت مجددًا «تجمعًا لجنود العدو الإسرائيلي في مستعمرة المنارة بصلية صاروخية، واستهدفت تجمعًا لجنود العدو الإسرائيلي جنوبي بلدة الضهيرة بصلية صاروخية».
في المقابل، افادت وسائل إعلام إسرائيلية امس عن إصابة 88 عسكريا إسرائيليا في معارك لبنان خلال الـ48 ساعة الماضية،أعلنت الجبهة الداخلية الإسرائيلية عن انطلاق صفارات الإنذار في مرغليوت في إصبع الجليل وذلك بعد رصد إطلاق نحو 15 صاروخاً من لبنان باتجاه الجليل الأعلى والغربي واعتراض عدد منها،فيما افيد عن تسلل مسيّرة إلى الجليل الغربي شمال إسرائيل.
واعلنت الجبهة الداخلية الإسرائيلية عن انطلاق صفارات الإنذار في مرغليوت في إصبع الجليل.
وكانت قد اعلنت ظهر اليوم، رصدها إطلاق نحو 75 صاروخا من لبنان في الرشقة الأخيرة على الجليل شمال إسرائيل.
"الشرق الأوسط":
يُسجَّل في الفترة الأخيرة سقوط قتلى للجيش الإسرائيلي على جبهة جنوب لبنان بشكل شبه يومي، في المعركة البرية التي تقترب من بلوغ شهرها الأول، بحيث يجمع المراقبون على وصفها بـ«الصعبة» بالنسبة إلى الطرفين، ما يطرح علامة استفهام حول مصير هذه المعركة، وكيف سيكون تقييم الجانب الإسرائيلي لها، والقرار الذي سيتخذه بشأنها، وهو الأمر الذي يعوّل عليه اليوم «حزب الله» ولبنان ليشكّل ضغطاً على تل أبيب.
وبانتظار ما ستؤول إليه المفاوضات الدبلوماسية التي يربطها كثيرون بنتائج الميدان، تحتدم المعارك على الأرض؛ حيث يتم تسجيل مواجهات يومية بين الطرفين.
وفي حين يعلن الجيش الإسرائيلي، في بعض الأحيان، خسائره البشرية التي تشير التقديرات إلى تجاوزها 40 قتيلاً، العدد الأكبر منهم في الأيام الأخيرة، سبق أن توقَّف «حزب الله» عن نعي مقاتليه منذ نهاية الشهر الماضي، وكان عددهم حينها 508، فيما تشير التقديرات إلى أنهم باتوا اليوم نحو ألف قتيل.
والأحد، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن 22 جندياً وضابطاً قُتلوا في الجيش الإسرائيلي بمعارك جنوب لبنان وغزة خلال الأسبوع الأخير، في حين أعلن الجيش الإسرائيلي (الأحد) مقتل جندي بعدما كان أعلن (السبت)، مقتل 4 جنود في معارك جنوب لبنان.
وأشارت كذلك وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى إصابة 88 عسكرياً إسرائيلياً في معارك لبنان خلال الـ48 ساعة الماضية.
ويقول رئيس «مركز الشرق الأوسط والخليج للتحليل العسكري - أنيجما» رياض قهوجي، لـ«الشرق الأوسط» إن ما يحصل اليوم في المواجهات البرية أمر طبيعي، لا سيما أن «حزب الله» مستعد بشكل كبير لها، وبنى أنفاقاً وحصّن نفسه ويدرك جيداً طبيعة الأرض، وبالتالي لا بدّ من أن يتكبّد الجيش الإسرائيلي الخسائر، وهو الذي أقرّه مسؤولوه من حيث صعوبة المعركة، لكن السؤال اليوم وفق قهوجي، هو: «هل الخسائر التي يتكبدها الجيش الإسرائيلي اليوم متوقعة أو مقبولة بعدما بات يخسر بشكل يومي بين 4 و5 جنود إضافة إلى الجرحى، أم لا تزال ضمن الهامش المقبول بالنسبة إليه والفترة التي وضعها لهذه المواجهة، مقارنة بالأهداف التي يحققها وفق وجهة نظر الإسرائيليين؟»، مضيفاً: «هذا الأمر سيتحدد في المستقبل القريب، بحيث إذا استمرّت المعركة أسابيع، فهذا يعني أنها متوقعة بالنسبة إليهم، وإذا توقفت خلال أيام يعني ذلك أنها تفوق توقعاتهم وسيعيدون حساباتهم».
ويتوقف قهوجي في المقابل عند توقف «حزب الله» عن نعي مقاتليه منذ هجوم الـ«بيجرز» قائلاً: «في الفترة الأخيرة لم نعد نعرف شيئاً عن خسائر الحزب، لكن الجيش الإسرائيلي لا يمكنه أن يخبئ قتلاه، لكنه قد يفعل هذا مع الجرحى الذين يسقطون في المعركة».
وسُجِّلت (الأحد) مواجهات بين الطرفين، حيث أعلن «حزب الله» استهداف قوة مشاة إسرائيلية في حولا بصاروخ، مؤكداً وقوع أفرادها بين قتيل وجريح، ومن ثم استهداف تجمعات لجنود إسرائيليين عند أطراف بلدة عيترون وجنوب بلدة الضهيرة، وعند أطراف حولا بصليات صاروخية، في حين أشارت «الوكالة الوطنية للإعلام» إلى «اشتباكات عنيفة بين المقاومة وجيش العدو بالأسلحة الرشاشة والصاروخية في محيط بلدة يارين».
تهديد جديد لمستشفى الساحل
وبعدما كانت ضاحية بيروت الجنوبية قد تعرَّضت لغارات ليلاً، جدّد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي تهديده لمستشفى الساحل في جنوب لبنان، بعدما سبق أن أعلن وجود مخزن للأسلحة تحته، وقامت إدارة المستشفى بجولة إعلامية لتأكيد عدم صحة الاتهامات.
وليلاً، تعرّضت الضاحية الجنوبية لغارات، حيث قال الجيش الإسرائيلي إنه هاجم ليلاً مواقع لإنتاج وتخزين أسلحة لـ«حزب الله» في الضاحية الجنوبية، ونفّذ غارات على 120 هدفاً في عموم لبنان في الساعات الـ24 الماضية.
وبعدما أعلن أدرعي (الأحد) أنه سيكشف «معلومات مهمة عن ملجأ أموال وذهب (حزب الله) تحت مستشفى الساحل في ضاحية بيروت الجنوبية، وسندحض أكاذيبه»، عاد وتحدث عن «مدخل إلى سرداب نصر الله، حيث مئات الملايين من الدولارات مخبأة تحت المستشفى»، داعياً «مؤسسات القانون الحكومية في لبنان ووسائل الإعلام لترى بنفسها... كما عرفنا مكان نصر الله، ومكان صفي الدين، أمين عام (حزب الله) ورئيس المجلس التنفيذي، نحن نعرف أيضاً مكان المخبأ».
مقتل 8 أشخاص وإصابة 25 في حارة صيدا
في استهداف هو الأول من نوعه في منطقة حارة صيدا، نفَّذ الجيش الإسرائيلي (الأحد) عملية اغتيال استهدفت مسؤولاً أمنياً في «حزب الله» أدت إلى مقتل 8 أشخاص على الأقل وإصابة 25 آخرين. وأشارت المعلومات إلى أن المستهدَف هو المسؤول الأمني في «حزب الله» حسين فنيش.
وقالت وزارة الصحة في بيان إن «غارة العدو الإسرائيلي على حارة صيدا أدت في حصيلة جديدة إلى استشهاد 8 أشخاص وإصابة 25 آخرين بجروح».
واستهدفت الغارة الطابق الثالث في أحد المباني؛ ما أدى إلى دمار كبير في الأبنية السكنية وعشرات المتاجر المحيطة في المنطقة المكتظة في بلدة حارة صيدا.
وضربت قوة من الجيش اللبناني طوقاً أمنياً في المكان، بينما واصلت فرق الإسعاف عملها في البحث عن جرحى أو قتلى.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أصدر (الأحد) أوامر إجلاء جديدة لسكان قرى عدة في جنوب لبنان، محذراً من أنه سيضرب أهدافاً لـ«حزب الله» فيها من دون أن تشمل بلدة حارة صيدا الواقعة على بُعد نحو 56 كيلومتراً من الحدود.
تهديد 14 قرية
وأتى استهداف حارة صيدا بعدما كان قد نشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، عبر حسابه على منصة «إكس»، أمر الإجلاء الموجه لسكان 14 قرية في جنوب لبنان، قائلاً: «عليكم إخلاء منازلكم فوراً والانتقال إلى شمال نهر الأولي؛ لضمان سلامتكم، يجب عليكم إخلاء المنازل دون تأخير».
في موازاة ذلك، تَواصَل القصف على الجنوب والبقاع. وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» باستهداف الطيران الإسرائيلي مبنى مدرسة «الأونروا» في حي صلحى في بلدة البرج الشمالي في صور (جنوب)؛ ما أدى إلى سقوط عدد من القتلى والجرحى.
وسُجِّل استهدافٌ مباشرٌ لمنازل في الجنوب، منها في بلدة حاورف وفي مدينة النبطية؛ حيث تحدّثت «الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام» عن «تدمير منزل تدميراً كاملاً، وإلحاق أضرار فادحة بالمباني السكنية والمحال التجارية وعشرات السيارات» في أحد أحياء المدينة بعد قصف إسرائيلي.
وكان القصف الذي تعرَّضت له بلدة النبطية الفوقا، منتصف الليل، قد أدى إلى تدمير كبير بحارة الساحة، القريبة من النادي الحسيني، التي تضم منازل تراثية قديمة، ودمّرها بالكامل وحوّل الحي المستهدف إلى ركام وخراب، وأُفيد بمقتل شخصين، وفق «الوطنية»، مشيرة كذلك إلى أن الطائرات الإسرائيلية نفَّذت غارات على منزلين في يحمر الشقيف ودمرتهما بالكامل.
كذلك شنّت الطائرات الإسرائيلية غارة جوية، مستهدفة منزلاً في بلدة زوطر الشرقية في قضاء النبطية، ودمرته، وأُفيد بسقوط 3 قتلى، بحسب «الوطنية».
وفي البقاع، أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام»، بأن «مسيّرة إسرائيلية استهدفت سيارة (فان) في بلدة حوش بردى غرب بعلبك، وأدى ذلك إلى سقوط شهيدين وجريح، وتولى فريق إطفاء الدفاع المدني إخماد الحريق».
من جهة أخرى، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، «القضاء على قائد قطاع بنت جبيل في (حزب الله) أحمد جعفر معتوق، وعلى قائد المدفعية في القطاع نفسه».
وأشار إلى كشف «قوات لواء جولاني عن مستودعات أسلحة تحت الأرض في مناطق سكنية في جنوب لبنان». ولفت إلى أنه «في إحدى عمليات المداهمة عثرت القوات على مستودع أسلحة تحت الأرض عثر داخله على صواريخ مضادة للدروع، وقذائف هاون، ورشاشات، وبنادق كلاشينكوف».
صواريخ على إسرائيل
في المقابل واصل «حزب الله» إطلاقه عشرات الصواريخ باتجاه شمال إسرائيل، مستهدفاً مستوطنات ومواقع عسكرية، بعد ساعات على تحذير وإنذار إلى 25 مستوطنة في شمال فلسطين بإخلائها؛ لأنه سيتعامل معها على أنها أهداف عسكرية.
وفي إطار هذا التحذير قصف مدينة نهاريا. وقال في بيانات متفرقة إنه استهدف «قاعدة زوفولون للصناعات العسكرية شمال مدينة حيفا بصلية صاروخية كبيرة».
وتبنّى الحزب في بيانات أخرى قصف تجمعات جنود في شمال إسرائيل، بالإضافة إلى شنّ «هجوم جوي بسرب من المسيّرات الانقضاضية على منطقة بارليف الصناعية شرق عكا».
كذلك استهدف تجمعات إسرائيلية في مستعمرتَي المنارة ومرغليوت، ومربض الزاعورة بصليات صاروخية، ومساءً استهدف تجمعاً في
مستعمرة مسكفعام بصلية صاروخية.
من جهته، أعلن الجيش الإسرائيلي (الأحد) رصد إطلاق 75 صاروخاً من لبنان على منطقتَي الجليل الأعلى والجليل الأوسط في شمال البلاد.
ونقلت وسائل إعلام عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله إنه في «أعقاب التحذيرات التي تم تفعيلها في منطقتَي الجليل الأعلى والجليل الأوسط، تم رصد نحو 75 عملية إطلاق عبرت الأراضي اللبنانية، وتم اعتراض بعضها ورصد تحطمها في المنطقة».
وكان الإعلام قد ذكر أن قصفاً صاروخياً من لبنان على وسط الجليل أدى إلى إصابة شخصين في بلدة طمرة، وأفادت «القناة 13» الإسرائيلية بـ«إصابة مباشرة في منزل في طمرة، ما أدى إلى وقوع إصابات».
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا