إفتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الجمعة 9 نوفمبر 2024

الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Nov 09 24|08:56AM :نشر بتاريخ

"النهار":

وسط مراوحة دامية في الواقع العسكري والميداني للحرب في لبنان وعلى لبنان تبقي التصعيد بلا أي أفق سوى سفك مزيد الاستنزاف المفتوح، عاد الكلام في الساعات الأخيرة عن إعادة تحريك الوساطة الأميركية للتوصل إلى اتفاق على وقف النار على الجبهة اللبنانية. ومع أنّ تأكيد طبيعة هذا التحرك الأميركي المتجدد غداة انتخاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب تحتاج إلى انتظار أيام عدة إضافية لجهة ما اذا كانت الإدارة الأميركية الحالية ستوفد المبعوث الخاص للرئيس الأميركي جو بايدن، آموس هوكشتاين إلى لبنان وإسرائيل للمضي قدماً في محاولاته للتوصل الى تسوية تبدآ بوقف النار . واثار ذلك سؤالاً اساسياً هو هل ينجح الان مع فشل سابقاً؟ وتالياً هل تتمكن الإدارة الأميركية في ما تبقى لها من تحقيقه بعدما أخفقت في كل محاولاتها سابقاً؟

 

وبدا واضحاً أنّ معالم التحرك الأميركي ظهرت مع إعلان وزارة الخارجية الأميركية أمس أنّ وزير الخارجية أنتوني بلينكن بحث مع نظيره الفرنسي جان نويل بارو، سبل التوصل إلى حل ديبلوماسي في لبنان وإنهاء الحرب في قطاع غزة. وقالت الخارجية في بيان “ناقش الوزيران أهمية التوصل إلى حل ديبلوماسي للصراع في لبنان يسمح للمدنيين على جانبي الخط الأزرق بالعودة إلى ديارهم بأمان”، موضحة أنّ “المحادثات شملت أيضاً ضرورة إنهاء الحرب في غزة وإعادة جميع الرهائن وزيادة المساعدات الإنسانية”.

 

وفي هذا السياق أفيد أنّه في إطار لقاءات يعقدها في العاصمة الفرنسية، التقى رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل وزير الخارجية الفرنسية جان نويل بارو وجرى عرض معمّق ومطوّل للتطورات في لبنان في ظل الحرب الدائرة والمساعي الفرنسية لمساعدة لبنان على الخروج من محنته. وثمن الجميّل التزام فرنسا الثابت والقوي إلى جانب لبنان وسيادته وشعبه والجهود التي تبذلها على أكثر من صعيد لوقف الحرب ومساعدة اللبنانيين على تخطي الأوقات الصعبة التي يمرون فيها.

 

في غضون ذلك رأى نائب رئيس مجلس النواب النائب الياس بوصعب، أنّ “التوصل إلى وقف إطلاق النار ممكن خلال أسابيع قليلة”، مشيرا إلى أنّ “إسرائيل مضطرة لأن تتوجه إلى حل ديبلوماسي وأنّ “هدف إسرائيل ليس القضاء على حزب الله، وإنما خلق منطقة خالية من السلاح في الجنوب”، معتبراً أن “الهدف من العملية العسكرية الإسرائيلية لم يكن اجتياحاً برياً واسعاً للبنان”. وقال: “نتوقع أن يزور الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين المنطقة خلال الأسبوع المقبل”.

 

وفي ترددات حملة “حزب الله” عل الجيش استغرب الحزب التقدمي الإشتراكي “التعرض للمؤسسة العسكرية والتهجم عليها، في وقت المطلوب هو دعمها وتحصينها في ظل الحرب والمرحلة الدقيقة التي يمر بها لبنان”. وأهاب “بكل القوى السياسية التعبير عن الحرص على الجيش ودوره الوطني تحديدا في هذه الظروف”، معتبراً أن “تجهيز الجيش وتسليحه بالعتاد والعديد سيكون كفيلاً بعدم تكرار حادثة البترون أو سواها، علماً بأنّ الثغرات الأمنية تحصل في كل دول العالم”.

 

وأكد أنه “لا يجوز تحميل الجيش ما هو أكبر من طاقته، إلى جانب دوره الكبير في حفظ الأمن الداخلي للبلد، إضافة إلى انتشاره في الجنوب حيث يسقط منه الشهداء والجرحى جراء الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على دورياته ومراكزه”، وقال: “هنا لا بد من توجيه التحية إليه قيادة وأفرادا لصموده، رغم كل التحديات”.

وجدّد “الدعوة إلى تقديم الدعم الفعلي المطلوب للجيش، بما يسمح له بالانتشار في الجنوب وضمان تطبيق القرار ١٧٠١ بعد وقف إطلاق النار”.

 

في غضون ذلك تجددت اعتداءات إسرائيل على اليونيفيل التي أصدرت بياناً أشارت فيه إلى أنّ “حفارتين وجرافة للجيش الإسرائيلي أقدمت يوم الخميس على تدمير جزء من سياج وهيكل خرساني في موقع تابع لليونيفيل في رأس الناقورة. ورداً على احتجاجنا العاجل، نفى الجيش الإسرائيلي القيام بأي نشاط داخل موقع اليونيفيل”.

 

وأشارت إلى أنّ “التدمير المتعمد والمباشر من قبل الجيش الإسرائيلي لممتلكات واضحة المعالم تابعة لليونيفيل يشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي والقرار 1701″، مذكرة “مجددا الجيش الإسرائيلي وجميع الاطراف بالتزامها بضمان سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة وممتلكاتها واحترام حرمة مباني الأمم المتحدة في جميع الأوقات”.

 

وذكرت أنه “منذ 30 أيلول طلب الجيش الإسرائيلي بشكل متكرر مغادرة جنود حفظ السلام مواقعهم بالقرب من الخط الأزرق “من أجل سلامتهم”. وحادثة الأمس، مثلها كمثل سبع حوادث مماثلة أخرى، لا تتعلق بوقوع قوات حفظ السلام في مرمى النيران المتبادلة، بل تتعلق بأفعال متعمدة ومباشرة من جانب الجيش الإسرائيلي”.وأكدت أنه “رغم الضغوط غير المقبولة التي تمارس على البعثة من خلال قنوات مختلفة، فإن جنود حفظ السلام سيواصلون القيام بمهام المراقبة والإبلاغ المنوطة بهم بموجب القرار 1701”.

 

ميدانياً، مضى الجيش الإسرائيلي في سياسة التدمير والأرض المحروقة في الجنوب ، حيث قام بتفجير منازل داخل بلدات محيطة ببنت جبيل. وافادت الوكالة الوطنية للإعلام انه يُسجل منذ صباح الجمعة قيام الجيش الإسرائيلي بأعمال تفجير داخل بلدات يارون وعيترون ومارون الراس في منطقة بنت جبيل، تستهدف تدمير منازل سكنية فيها كما شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي غارة جوية مستهدفاً بنت جبيل حيث تحاول القوات الإسرائيلية منذ أيام التقدم في منطقة بنت جبيل. واستهدفت غارات إسرائيلية بلدات حربتا غرب قضاء بعلبك وحوش السيد على الحدودية مع سوريا شمالي الهرمل. كما تعرضت منطقة برك رأس العين وسهل القليلة في صور لقصف مدفعي إسرائيلي، مصدره البوارج الحربية في عرض البحر، ما أدى، إلى إصابة 6 سوريين إصاباتهم طفيفة. كذلك، نفذت مسيرة إسرائيلية غارة بصاروخ موجه مستهدفة منزلا على اوتوستراد كفررمان -الميدنة في بلدة كفررمان. وأدّى العدوان الجوي الإسرائيلي الذي تعرضت له بلدة كفرتبنيت الى سقوط ضحيتين بعدما استهداف الطيران الإسرائيلي بغارة مبنى كامل ياسين على الطريق العام للبلدة، والذي دمّر بالكامل ايضا، وهو يضم شققًا سكنية ومحال تجارية. وسقط ثلاثة شهداء وأكثر من 30 جريحا في غارات مساء على صور.

 

من جهته، أعلن “حزب الله” أنّه شنّ هجومًا جوّيًا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على تجمعٍ للقوّات الإسرائيلية شرق بلدة مارون الراس. وأعلن استهداف تجمع في مستوطنتي مرغليوت ومسكافعام بصلية صاروخية، وقاعدة “ستيلا ماريس” البحريّة بصلية صاروخية نوعية وقاعدة ومطار رامات ديفيد جنوب شرق مدينة حيفا برشقة صاروخية نوعية وتجمع لقوات إسرائيلية في جل الحَمّار جنوب العديسة بالقذائف المدفعية،وجرافة عسكرية ترافقها قوة مشاة حاولت التقدّم باتجاه مرتفع ساري في الشمال الغربي لبلدة كفركلا ما أدّى إلى تدميرها وقتل وجرح طاقمها وتحقيق إصابات مؤكدة في صفوف القوة المرافقة ومستوطنة كريات شمونة برشقة صاروخية.

 

 

"الأخبار":

واصلت المقاومة رفع وتيرة ونوعية قصفها بالصواريخ والمُسيّرات أهدافاً عسكرية واستراتيجية في عمق الأراضي المحتلة، خصوصاً في ضواحي تل أبيب. وبالتصعيد التدريجي، يوماً بعد آخر، يبدو أن العدو بدأ يرضخ للمعادلات التي يفرضها الميدان وتطوّراته. فبعدما كان العدو قد حاول تثبيت قصف حيفا مقابل استهداف الضاحية الجنوبية، بات يلجأ إلى استهداف الضاحية رداً على استهداف المقاومة ضواحي تل أبيب والأهداف العسكرية والأمنية داخل المدينة. وبعدما استهدفت المقاومة أمس قاعدة تل نوف الجوية جنوب تل أبيب، بصليةٍ من الصواريخ النوعية، شنّ العدو ليلاً أكثر من 14 غارة على مبانٍ سكنية في حارة حريك والحدت وبرج البراجنة والشيّاح، فيما واصل اعتداءاته المكثّفة على قرى وبلدات الجنوب والبقاع، واستهدف أمس بشكل خاص، 3 مبانٍ في مدينة صور، ما أدى إلى وقوع العشرات بين شهيد وجريح، إضافة إلى استهداف شقة سكنية.

وفي سياق استكمال استهداف العمق الإسرائيلي، وفي إطار ‏سلسلة «عمليات خيبر»، قصفت المقاومة قاعدة «ستيلا ماريس» البحريّة شمال غرب ‏حيفا بصليةٍ صاروخيّة نوعية. وهذه المرة الثانية التي تتعرض فيها القاعدة للاستهداف خلال 24 ساعة. كما قصفت قاعدة ومطار رامات ديفيد جنوب شرق ‏حيفا بصليةٍ صاروخيّة نوعية. واستهدف المقاومون قاعدة تدريب للواء المظليين في مستوطنة كرمئيل بصليةٍ صاروخية كبيرة.

وعند الحدود، ولدى محاولة جرافة عسكرية ترافقها قوة مشاة التقدّم باتجاه مرتفع ساري شمال غربي بلدة كفركلا، استهدفتها المقاومة بالصواريخ الموجّهة، ما أدّى إلى تدميرها وقتل وجرح طاقمها، وتحقيق إصابات مؤكّدة في صفوف القوة المرافقة. كما استهدف المقاومون ناقلة جند عند المرتفع نفسه بصاروخ موجّه، ما أدّى إلى تدميرها ومقتل وجرح من فيها. وشنّت المقاومة هجوماً جوّياً بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على تجمعٍ لقوّات جيش العدو شرق بلدة مارون الرأس، أصابت أهدافها بدقّة.‏ وواصلت المقاومة استهداف تجمّعات وتحشّدات قوات العدو في أطراف القرى الحدودية وداخل المستوطنات، كما واصلت قصف المستوطنات التي دعت سكانها سابقاً إلى إخلائها، بصليات صاروخية متنوّعة.

في غضون ذلك، كشفت إذاعة جيش العدو الإسرائيلي تفاصيل المعركة التي قُتل فيها 6 جنود إسرائيليين وأصيب فيها آخرون بجروح في 26 تشرين الأول الماضي. وأوضحت أن المعركة وقعت في قرية عيترون الحدودية حيث واجهت القوة الإسرائيلية 3 عناصر من حزب الله داخل منزل، ودار اشتباك استمرّ لساعات. وكشفت أن «النيران اشتعلت في المبنى وانهار جزئياً، ودارت معركة طوال الليل لسحب القتلى والمصابين الإسرائيليين من المكان».

وتعليقاً على تصريحات رئيس هيئة الأركان في الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، خلال لقائه رؤساء المجالس المحلية في الشمال أولَ أمس، ودعا فيها إلى التحضير لعودة سكان المستوطنات الشمالية مع نهاية هذا العام، قال رئيس بلدية مستوطنة كريات شمونة، أفيحاي شتيرن، إن «الطريق لا تزال طويلة بخصوص العودة». فيما قالت «القناة 12» العبرية إنه «يجب التذكير أنه حتى بعد انتهاء هذه المعركة وعودة سكان الشمال، فإن المؤسسة الأمنية والعسكرية لا تستطيع ضمان عدم إطلاق صواريخ من لبنان». وكشفت عن «غضب شديد في أوساط سكان الشمال بخصوص ما يقوله قادة الجيش من أنه يمكنهم العودة، في ظل الرشقات الصاروخية المستمرة من لبنان». وأضافت أن «حزب الله أطلق منذ الصباح (أمس) رشقات صاروخية على منطقة حيفا ومحيطها وصولاً إلى الوسط، والنيران من لبنان لا تتوقف بل تزيد من ناحية العدد والمدى»، مشيرة إلى أن الحزب «يحافظ على قدراته الصاروخية، وستبقى هذه القدرات بعد نهاية المعركة الحالية».

من جهته، رأى البروفيسور الإسرائيلي آفي برئيلي، في مقال نشرته صحيفة «يسرائيل هيوم»، أن «إسرائيل تدير المعركتين البريّتين، من مبدأ واحد مشترك أعلنته الحكومة: إسرائيل لن تتحمّل، بأي شكل من الأشكال، وجود جيوش إرهاب على حدودها»، لكن «هذا المبدأ لم يتحقّق على الجبهتين، وإسرائيل ليست على الطريق لتحقيقه أيضاً (…) صحيح أن الجيش يوجّه ضربات كبيرة إلى الجيشين، لكنه لم يقضِ عليهما». وأضاف: «من غير الواضح ما إذا كان الفشل في القضاء على حماس وحزب الله كان بسبب قرارات الجيش والحكومة، أم بسبب الإدارة الأميركية. فحماس لا تزال تسيطر على السكان في قطاع غزة، ولديها قدرة على إدارة حرب عصابات. أمّا في لبنان، فلا يزال حزب الله يتمتّع بتأثير كبير جداً في الحكومة اللبنانية».

 

 

"اللواء":

اتهمت قوات الأمم المتحدة العاملة في الجنوب (اليونيفيل) الجيش الاسرائيلي بـ «تعمد» استهداف مواقعها وجنودها وآلياتها عند الخط الأزرق وخارجه، لاهداف  تتعلق باستهداف مهمة «ذوي القبعات الزرقاء» في الجنوب.

واشار بيان اليونيفيل  الى ان حفارتين وجرافة للجيش الاسرائيلية دمرت الخميس جزءاً من سياج وهيكل خرساني في موقع تابع لليونيفيل في رأس الناقورة.

ورغم نفي الاسرائيلي، فإن اليونيفيل وصفت «التدمير المتعمد والمباشر من قبل الجيش الاسرائيلي لممتلكات واضحة المعالم تابعة لليونيفيل ويشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والقرار 1701.

وكشفت اليونيفيل ان جنود حفظ السلام شاهدوا الجيش الاسرائيلي، وهو يزيل أحد البراميل بشكل مباشر.

لكن اليونيفيل اكدت انه على الرغم من الضغوط غير المقبولة التي تمارس على البعثة من خلال قنوات مختلفة، فإن جنود حفظ السلام سيواصلون القيام بمهام المراقبة والابداع المنوطة بهم بموجب القرار.

وكشفت نائبة المتحدث الرسمي باسم اليونيفيل ان وحدات حفظ السلام تعرضت لـ40 استهدافاً معظمها من الجيش الاسرائيلي، فضلاً  عن طلب الجيش الاسرائيلي اخلاء 29 موقعاً عند الخط الازرق.

وتأتي هذه الاتهامات في وقت تتغير خطط جيش الاحتلال، وفقا لأمزجة رئيس مجلس وزراء  الحرب بنيامين نتنياهو المسمة  والكريهة.

وتخوفت مصادر لبنانية من إزالة معالم نقاط الخط الازرق، لتعديل الحدود في ضوء ما تخلص اليه المعارك الحامية الوطيس عند المحاور الامامي من رأس الناقورة الى القطاع الشرقي، مروراً بالعديسة ومركبا وكفركلا والخيام وكفرشوبا.

وعلى الرغم من استمرار المجازر الاسرائيلية في مناطق الجنوب و البقاع وآخرها مجزرة في صور بغارة معادية مساءً على مبنيين مدنيين، تتواصل المساعي الدبلوماسية جاهدة لوقف اطلاق النار في جبهة لبنان من دون ان تسفر حتى الساعة عن اي تقدم، ولكن وزارة  الخارجية الأميركية، أعلنت امس، أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن بحث مع نظيره الفرنسي جان نويل بارو، سبل التوصل إلى حل دبلوماسي في لبنان وإنهاء الحرب في قطاع غزة.

وقالت الخارجية في بيان: ناقش الوزيران أهمية التوصل إلى حل دبلوماسي للصراع في لبنان يسمح للمدنيين على جانبي الخط الأزرق بالعودة إلى ديارهم بأمان»، موضحة أن «المحادثات شملت أيضا ضرورة إنهاء الحرب في غزة وإعادة جميع الرهائن وزيادة المساعدات الإنسانية».

وفي السياق، اوضحت مصادر دبلوماسية لـ«اللواء» ان احتمال قيام الموفد الفرنسي الرئاسي جان إيف لودريان بزيارة الى بيروت مازالت قائمة لكن لم يحدد موعدها، وذلك في اطار المساعي الفرنسي المبذولة لوقف الحرب. لا سيما بعدما عاد التحرك الاميركي الى زخمه إثر انتهاء المعركة الانتخابية الرئاسية، حيث يتوقع بذل مزيد من الجهد وربما الضغط الاميركي على الكيان الاسرائيلي لوقف الحرب.

وفي هذا الاطار، توقع  نائب رئيس مجلس النواب النائب الياس بوصعب، أن يزور الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين المنطقة خلال الأسبوع المقبل. وقال: هناك كلام من هوكشتاين عن إمكانية أن يحدث وقف إطلاق نار خلال أسبوع إلى 10 أيام.

اضاف: أن التوصل إلى وقف إطلاق النار ممكن خلال أسابيع قليلة، مشيرا إلى أن إسرائيل مضطرة لأن تتوجه إلى حل دبلوماسي، والأجواء مهيئة لذلك.

وأوضح بوصعب في حديث لـ«سكاي نيوز عربية»، أن «هدف إسرائيل ليس القضاء على حزب لله، وإنما خلق منطقة خالية من السلاح في الجنوب، معتبرا أن الهدف من العملية العسكرية الإسرائيلية لم يكن اجتياحا بريا واسعا للبنان».

ورأى أنه «من الواضح أن الرئيس دونالد ترامب يريد إنهاء الحرب والإسرائيلي يعلم أن ترامب إذا صرح بذلك فهذا يعني أنه سيضغط لإنهاء الحرب».

وقال:  أن الرئيس بري يتولى التفاوض ولم يعد يسمع حتى يرى تنفيذ، لأنه كان هناك وعود كثيرة لوقف إطلاق نار، وظل الإسرائيلي مستمرا في الحرب، المطلب اللبناني لم يتغير، ويتمثل في طلب نبيه بري بتطبيق قرار 1701 بشكل كامل.

وفي إطار لقاءاته التي يعقدها في العاصمة الفرنسية، التقى رئيس حزب الكتائب اللبنانية النائب سامي الجميّل وزير الخارجية الفرنسية جان نويل بارو، وجرى عرض معمّق ومطوّل للتطورات في لبنان في ظل الحرب الدائرة والمساعي الفرنسية لمساعدة لبنان على الخروج من محنته. وثمن الجميّل «التزام فرنسا الثابت والقوي إلى جانب لبنان وسيادته وشعبه، والجهود التي تبذلها على أكثر من صعيد لوقف الحرب ومساعدة اللبنانيين على تخطي الأوقات الصعبة التي يمرون فيها».

سياسياً، يلتقي الرئيس نجيب ميقاتي في السراي الكبير النواب السنّة، قبل سفره الى المملكة العربية السعودية لتمثيل لبنان في القمة العربية الاسلامية غير العادية..

 

الوضع الميداني

ميدانياً، استهدفت صواريخ حزب لله النوعية، فضلاً عن المسيرات قاعدة لسلاح الجو الاسرائيلي بتل نوف جنوب تل أبيب، ومطار رامات ديفيد العسكري، وقاعدة ستيلا ماريس البحرية شمال حيفا.

وتعرضت مدينة صور مساء امس لغارتين عنيفتين من الطيران الحربي الاسرائيلي، مما أدى الى سقوط 3 شهداء واكثر من 30 جريحاً، وسارعت مستشفيات المدينة لتوجيه نداءات للتبرع بالدم.

وليلاً، وجه الجيش الاسرائيلي تحذيراً لسكان حارة حريك وبرج البراجنة باخلائها.

وبعدها، بدأت الغارات الاسرائيلية على الحدث، قرب مدينة رفيق الحريري.

ثم شن الجيش الاسرائيلي غارتين على مبانٍ في برج البراجنة ونشب حريق في احد المباني، كما استهدف القصف حارة حريك.

 

الوضع الميداني

وكانت المقاومة دخلت في مواجهات معركة «اولي البأس» مع قوات الاحتلال الاسرائيلي، صواريخ جديدة من نوع «نور1» و«فاتح 110» وهي ذات قوة تدميرية ودقة عالية وضربت خلال اليومين الماضيين، قاعدة عسكرية للمرة الاولى على مرمى قريب من مطار بن غوريون جنوب تل ابيب. وطاولت الصواريخ اطراف تل ابيب حيفا وخليج حيفا والكريوت ونهاريا وصفد وكثير من المستعمرات وادت الى قتلى وجرحى وحرائق واضرار كبيرة، وسيطر الخوف على الشارع الاسرائيلي، الذي عاش يوماً عاصفاً تحت اصوات صفارات الانذار.

واعلنت وسائل إعلام إسرائيلية: أطلق حزب لله منذ الصباح رشقات صاروخية على منطقة حيفا ومحيطها وصولاً إلى الوسط، ان النيران من لبنان لا تتوقف بل وتزيد من ناحية العدد والمدى. والحزب يحافظ على قدراته الصاروخية وسوف تبقى بعد نهاية المعركة الحالية.

وفي البقاع، استهدفت غارة إسرائيلية بلدة حربتا غرب قضاء بعلبك. كما استهدفت غارتان بلدة حوش السيد علي الحدودية مع سوريا شمالي الهرمل.

وصدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة التقرير اليومي لحصيلة وتداعيات العدوان الإسرائيلي على لبنان.

وفيه: أن غارات العدو الإسرائيلي ليوم أمس الخميس 7 تشرين الثاني 2024 اسفرت عن 15 شهيدا و 69 جريحا.

وبلغت الحصيلة الإجمالية لعدد الشهداء والجرحى منذ بدء العدوان حتى يوم أمس 3117 شهيدا و 13888 جريحا.

 

 

"الشرق":

اعلنت اليونيفيل في بيان، أن «حفارتين وجرافة للجيش الإسرائيلي أقدمت يوم أمس، على تدمير جزء من سياج وهيكل خرساني في موقع تابع لليونيفيل في رأس الناقورة. وردا على احتجاجنا العاجل، نفى الجيش الإسرائيلي القيام بأي نشاط داخل موقع اليونيفيل». وأشارت الى أن «التدمير المتعمد والمباشر من قبل الجيش الإسرائيلي لممتلكات واضحة المعالم تابعة لليونيفيل يشكل انتهاكا صارخا للقانون الدولي والقرار 1701»، مذكرة «مجددا الجيش الإسرائيلي وجميع الاطراف بالتزامها بضمان سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة وممتلكاتها واحترام حرمة مباني الأمم المتحدة في جميع الأوقات». وذكرت انه «منذ 30 أيلول/ سبتمبر، طلب الجيش الإسرائيلي بشكل متكرر مغادرة جنود حفظ السلام مواقعهم بالقرب من الخط الأزرق «من أجل سلامتهم». وحادثة الأمس، مثلها كمثل سبع حوادث مماثلة أخرى، لا تتعلق بوقوع قوات حفظ السلام في مرمى النيران المتبادلة، بل تتعلق بأفعال متعمدة ومباشرة من جانب الجيش الإسرائيلي». ولفتت «بقلق الى تدمير وإزالة برميلين من البراميل الزرقاء التي تمثل خط الانسحاب الذي رسمته الأمم المتحدة بين لبنان وإسرائيل (الخط الأزرق) هذا الأسبوع. وقد شاهد جنود حفظ السلام الجيش الإسرائيلي وهو يزيل أحد البراميل بشكل مباشر». وأكدت أنه «رغم الضغوط غير المقبولة التي تمارس على البعثة من خلال قنوات مختلفة، فإن جنود حفظ السلام سيواصلون القيام بمهام المراقبة والإبلاغ المنوطة بهم بموجب القرار 1701».

 

 

"الديار":

بيّنت الاحداث التي شهدتها العاصمة الهولندية امستردام يوم الجمعة بعد اقدام مشجعين اسرائيليين مع مباراة لكرة القدم،  على انزال العلم الفلسطيني من على شرفة أحد المنازل في المدينة وتمزيقه ما ادى الى اعمال شغب متفرقة، ان لعنة الابادة المستمرة في غزة منذ اكثر من عام والتدمير والقتل الممنهج في لبنان منذ 17 أيلول الماضي، تلاحق الاسرائيليين اينما وجدوا وستجعلهم يشعرون انهم لن يكونوا بمأمن لا في الاراضي المحتلة ولا في اي دولة في العالم ما دام لا وقف لاطلاق النار.

وقالت وسائل اعلام اسرائيلية إن 5 مشجعين اصيبوا اثر الاشكال في العاصمة الهولندية أمستردام بعد انتهاء مبارة لكرة قدم. وأعلنت شرطة أمستردام، عن «نقل 5 مصابين إلى المستشفى بعد أعمال شغب أعقبت مباراة أياكس ومكابي تل أبيب».

وأكدت الشرطة «اعتقال 62 شخصا»، مشيرة الى انه «عثرنا على أشخاص سبق أن تم الإبلاغ عن فقدانهم».

واعتبر القيادي في حركة المقاومة الإسلامية «حماس» الدكتور سامي أبو زهري، أن أحداث أمستردام تؤكد أن «استمرار الإبادة التي ترتكبها «إسرائيل» ضد الفلسطينيين بقطاع غزة دون تدخل دولي «تقود الى مثل هذه التداعيات العفوية».

 

في هذا الوقت لفت ما أعلنته وكالة «أسوشيتد برس» مساء الجمعة عن ان الـFBI أحبطت خطة إيرانية لاستئجار قاتل لاغتيال الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب.

وليس مستبعدا ان يكون بث اخبار مماثلة مقدمة لغطاء اميركي كامل لاسرائيل لمواصلة عملياتها ضد حماس وحزب الله، من دون استبعاد ان يكون هناك ضربة كبيرة ايضا توجه لطهران.

ويوم أمس سجلت اول محادثة هاتفية بين وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس ونظيره الأميركي لويد أوستن. وقال كاتس انه  شكره على «دعم بلاده الثابت لإسرائيل من أول الحرب»، لافتا الى ان البحث تناول ايضا «جهود إعادة الرهائن ومواجهة التهديدات التي تمثلها إيران ووكلاؤها».

 

حراك هوكشتاين – بولس

ومن المنتظر بعد تجميد الحراك السياسي لوقف النار في المنطقة عشية الانتخابات الاميركية، ان يُعاد تحريك مسار المفاوضات وإن كان هناك قناعة لدى كثيرين ان هذا المسار لن يُصبح جديا قبل عودة ترامب الى البيت الابيض.

وقالت مصادر مطلعة انه من المرجح ان يزور مبعوث الرئيس جو بايدن، آموس هوكشتاين بيروت الاسبوع المقبل، معتبرة انه «حتى ولو كان يريد حقيقة تسجيل انجاز ما في ملف حرب غزة ولبنان قبل تسليم الادارة الجديدة الملف لسواه، فذلك لن يتحقق. لان ما لم يمنحه اياه رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو طوال الفترة الماضية، لن يمنحه اياه اليوم وبالتحديد هو لن يعطي الرئيس الاميركي الذي يحزم حقائبه مكاسب سيتركها للرئيس الجديد الذي كان داعما اول له».

واشارت المصادر في حديث لـ «الديار» الى ان «تلميح والد صهر ترامب، رجل الاعمال اللبناني- الاميركي مسعد بولس انه هو من سيستلم الملف اللبناني في المرحلة المقبلة وقوله انه سيزور بيروت خلال اسبوعين سيكون على الارجح لتحضير الارضية وجس النبض، بحيث انه ليس مضمونا ان تتبنى الادارة الجمهورية الجديدة رؤية الادارة الديموقراطية السابقة لوقف الحرب في المنطقة» مرجحة ان تكون الرؤية الجديدة اكثر تشددا ودعما لاسرائيل ما يطيح كل ما تم التداول به عن قرار من ترامب بايقاف الحرب قبل العودة الى البيت الابيض».

 

حزب الله يكثّف عملياته

ميدانيا، صعّد حزب الله عملياته العسكرية باتجاه الاراضي المحتلة، فاستهدف ناقلة جند عند مرتفع ساري في الشمال الغربي لبلدة كفركلا، بصاروخ موجّه، ما أدى إلى تدميرها ومقتل وجرح من فيها، كما استهدف ‌‌قاعدة تل نوف الجوية جنوب تل أبيب بصليةٍ من الصواريخ النوعية.

وشنّ جنود المقاومة هجومًا جوّيًا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على تجمعٍ لقوّات جيش العدو الإسرائيلي شرق بلدة مارون الراس، كما استهدفوا تجمعا لقوات الجيش الإسرائيلي في مستوطنات المنارة ومرغليوت ومسكافعام بصلية صاروخية، وقاعدة ستيلا ماريس البحريّة بصلية صاروخية نوعية، وقاعدة ومطار رامات ديفيد جنوب شرق مدينة حيفا برشقة صاروخية نوعية، وتجمع لقوات اسرائيلية في جل الحَمّار جنوب العديسة بالقذائف المدفعية.

واستهدفت المقاومة جرافة عسكرية ترافقها قوة مشاة حاولت التقدّم باتجاه مرتفع ساري في الشمال الغربي لبلدة كفركلا ما أدى إلى تدميرها وقتل وجرح طاقمها وتحقيق إصابات مؤكدة في صفوف القوة المرافقة.

وفي وقت لاحق افيد عن استهداف مستوطنة كريات شمونة برشقة صاروخية، كما تجمع لقوات ‌‏الجيش الإسرائيلي في مستوطنة المنارة، وآخر في مستوطنة دوفيف.

كذلك أعلنت القوّات المسلّحة اليمنيّة تنفيذ عمليّةً عسكريّةً نوعيّةً استهدفت قاعدة «نيفاتيم» الجوّيّة في منطقة النقب جنوبي فلسطين المحتلّة، بصاروخ باليستي فرط صوتي «فلسطين2»؛ وقد وصل إلى هدفه».

وكشفت أنّ «دفاعاتنا الجوّيّة نجحت في إسقاط طائرة أميركيّة نوع «MQ_9»، وذلك أثناء قيامها بتنفيذ مهام عدائيّة في أجواء محافظة الجوف، فجر اليوم الجمعة»، مشيرةً إلى أنّ «بهذا يرتفع عدد الطّائرات الأميركيّة الّتي نجحت الدّفاعات الجوّيّة اليمنيّة في إسقاطها من هذا النّوع، إلى اثنتي عشرة طائرة خلال معركة الفتح الموعود والجهاد المقدّس، إسنادًا لمعركة طوفان الأقصى».

 

بالمقابل، واصل العدو غاراته على المدن والقرى والبلدات اللبنانية وبخاصة امس الجنوبية منها، فيما افيد عن غارة اسرائيلية استهدفت أحد المعابر في بلدة حوش السيد علي الحدودية مع سوريا شمالي الهرمل.

كما أُعلن عن تنفيذ جيش العدو تفجيرات في أحياء سكنية في أطراف عيترون وبلدة مارون الراس.

ومساء، استهدف عدد من الغارات مدينة صور دون إنذارات سابقة، ما أدى الى استشهاد وجرح عدد من الاشخاص.

 

هذا ولفت اعلان قيادة «اليونيفيل» أن «حفارتين وجرافة للجيش الإسرائيلي أقدمت الخميس على تدمير جزء من سياج وهيكل خرساني في موقع تابع لليونيفيل في رأس الناقورة. ورداً على احتجاجنا العاجل، نفى الجيش الإسرائيلي القيام بأي نشاط داخل موقع اليونيفيل».

وأكدت أن «التدمير المتعمد والمباشر من قبل الجيش الإسرائيلي لممتلكات واضحة المعالم تابعة لليونيفيل يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والقرار 1701»، مذكرة «الجيش الإسرائيلي وجميع الأطراف بالتزامها بضمان سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة وممتلكاتها واحترام حرمة مباني الأمم المتحدة في جميع الأوقات».

 

 

"الأنباء":

رغم انسداد الأفق نحو حلّ قريب يوقف الحرب على لبنان، ينتظر اللبنانيون ما إذا كان سيفي الرئيس الأميركي دونالد ترامب بوعده بوقف المعاناة وإحلال السلام، بينما يستعدّ لدخول البيت الأبيض بعد فوزه. وفيما تتضح يوماً بعد يوم النوايا الإسرائيليّة بتصعيد الحرب وتدمير القرى اللبنانية خصوصاً الجنوبية، كما إلحاق الضرر بالمعالم الأثرية التاريخية، يتوجه الموفد الأميركي أموس هوكشتاين إلى بيروت الأسبوع المُقبل لاستكمال المفاوضات والبحث في المستجدات.

 

في الإطار، لفتت مصادر متابعة إلى استمرار الاتصالات التي تجري ضمن دوائر  القرار الدولي وبعيداً عن الاعلام من أجل إحداث خرق ما قد يساعد على التوصل لوقف إطلاق النار لمدة أسبوعين أو ثلاثة أسابيع على أبعد تقدير، في حال تم إقناع رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو بالموافقة على هذا الطرح، ليتم خلال هذه الفترة البحث في تطبيق القرار 1701، وما إذا كان هذا الاتفاق سيشمل غزة أيضاَ.

 

المصادر أوضحت في حديث لـ"الأنباء" الإلكترونية أن التحرك الأميركي الجديد يأتي بالتنسيق بين الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس المنتخب، وأن هوكشتاين يملك هذه المرة معطيات جديدة قد تمكنه من إقناع نتنياهو بالتجاوب مع المساعي الأميركية على خلفية توافق الرئيسين بايدن وترامب عليها.

 

توازياً، نقل النائب عبد الرحمن البزري عن مصادر فرنسية احتمال التفاهم على وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل مدة سبعة إلى عشرة أيام، لكن من الواضح أن الجانب الإسرائيلي لديه استعداد لنقض أي اتفاق كما حدث في السابق مع لبنان، وقبله في غزة.

 

البزري وفي حديث لـ"الأنباء" الإلكترونية لفت إلى أنه بغض النظر عن مصدر الإيجابيات، علينا أن نتحفظ اليوم على موقف العدو الاسرائيلي حيال القبول بوقف إطلاق النار أو عدمه، مشيراً إلى أنه أثناء لقائه رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لمس بعض التفاؤل حول إمكانية التوصل لوقف اطلاق النار لكنه غير مطمئن إذ أن الطرف الآخر يغدر في كلّ الموازين.

 

وعن زيارة هوكشتاين المرتقبة، رأى البزري أن ترامب ليس بلاعب تنفيذي لكن ظله سيبقى مخيماً بالطبع على المفاوضات، ومن الممكن اعتباره مؤشر ايجابي اذا تم التوصل الى تفاهم حول وقف اطلاق النار بموجب القرار 1701 لكن طبيعة العدوان على لبنان تدميرية. 

 

وإذ اعتبرَ البزري أن سياسة العدو التدميرية للقرى هو من أجل خلق نوع من الخلل الداخلي لرفع كلفة الحرب على لبنان، فالجهة المستهدفة بحسب رأيه هي الجبهة الداخلية اللبنانية وذلك من أجل خلق فتنة بين اللبنانيين.

 

توازياً، وفيما صدرت تصريحات في غير مكانها، مستهدفة الجيش اللبناني، سجّل الحزب التقدمي الإشتراكي موقفاً، مستغرباً التعرّض للمؤسسة العسكرية والتهجّم عليها، في وقت المطلوب هو دعمها وتحصينها في ظل الحرب والمرحلة الدقيقة التي يمرّ بها لبنان.

 

وأهاب الحزب التقدمي الإشتراكي بكل القوى السياسية التعبير عن الحرص على الجيش ودوره الوطني تحديداً في هذه الظروف، معتبراً أن تجهيز الجيش وتسليحه بالعتاد والعديد سيكون كفيلاً بعدم تكرار حادثة البترون أو سواها، علماً أن الثغرات الأمنية تحصل في كل دول العالم.

 

وشدد الحزب التقدمي الإشتراكي على أنه لا يجوز تحميل الجيش ما هو أكبر من طاقته، إلى جانب دوره الكبير في حفظ الأمني الداخلي للبلد، إضافة إلى انتشاره في الجنوب حيث يسقط منه الشهداء والجرحى جرّاء الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على دورياته ومراكزه. وهنا لا بد من توجيه التحية إليه قيادة وأفراد لصموده رغم كل التحديات. 

 

وجدد الدعوة لتقديم الدعم الفعلي المطلوب للجيش، بما يسمح له بالانتشار في الجنوب وضمان تطبيق القرار ١٧٠١ بعد وقف إطلاق النار.

 

بالمحصلة، تبقى الأمور مجمّدة مهما كثُرت الزيارات، إذ أنه لن يُكتب لأي مبادرة النجاح إلّا حين يتنازل نتنياهو ويقرر إنهاء الحرب، لأن أي محاولة قبل ذلك ستصطدم حتماً بتعنته.

 

 

"البناء":

حدثان كبيران يفتحان الباب واسعاً للتكهنات حول مصير رئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو، الأول هو إجازة المستشارة القضائية للحكومة التحقيق مع شخص رئيس الحكومة، كما أفادت صحيفة معاريف التي كتبت أن المستشارة القضائية للحكومة غالي بهاراف ميارا صدّقت على فتح تحقيق يتعلق برئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على خلفية «فضيحة التسريبات» في ديوانه، وأوضحت أنه بعد هذا التصديق يمكن للمستشارين فتح تحقيق ضد نتنياهو نفسه، إذ يتعلق الأمر حالياً بقضيتين في ديوانه. وأشارت معاريف إلى أن المستشارة القضائية وجهازي الشاباك والشرطة رفضوا التطرّق إلى الأمر بشكل رسمي. وتخص القضية الأولى شبهات تسريب وثائق سرية، في حين تتعلق الثانية بشبهات محاولات لتغيير بروتوكولات منذ بدء الحرب على غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
أما الحدث الثاني فهو المقال اللافت الذي نشرته صحيفة هآرتس المعارضة والمحسوبة على الخط الأميركي في الكيان والذي يشير الى توقعات بقيام الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب وبعكس ما يتمنى نتنياهو، بالتخطيط للتخلّص من رئيس حكومة الكيان. وفي مقال رأي في صحيفة هآرتس الإسرائيلية يعتقد الكاتب إران ياشيف أن من مصلحة ترامب إزاحة نتنياهو من السلطة لأنه شخص يحتاج إلى اهتمام ورعاية ودعم مستمر، مشيراً إلى أن رأيه ليس تنبؤاً دقيقاً بل تحليل لموقف ترامب «المتقلب وغير القابل للتنبؤ»، مع مراعاة الاعتبارات الاقتصادية في المقدمة. ويقول ياشيف وهو محاضر في الاقتصاد إن نتنياهو بنظر الأميركيين يحتاج إلى «صيانة عالية» حيث تلقت «إسرائيل» ما يقرب من 18 مليار دولار من المساعدات العسكرية من الولايات المتحدة على مدار العام الماضي. وأعرب ترامب عن رغبته في عدم إنفاق أموال دافعي الضرائب الأميركيين على الصراعات الخارجية، سواء في أوكرانيا أو «إسرائيل»، وتصرف بناء على ذلك؛ حيث إن دعم الاضطرابات المستمرة في الشرق الأوسط ليس على أجندته. ويتساءل ياشيف هل لدى ترامب التزام تجاه نتنياهو؟ ليجيب «بلا»، حيث يعتَبر أن ترامب يحتقر نتنياهو ويستاء من علاقات رئيس الوزراء الإسرائيلي بالرئيس الأميركي جو بايدن.
بالتوازي مع التأزم الداخلي للكيان ووضعيّة نتنياهو ومشروعه للاستمرار بالحرب، مع تداعيات داخلية غير مريحة آخذة بالاتساع منذ إقالة وزير الحرب يوآف غالانت، تحوّلت أحداث أمستردام الدموية التي رافقت ملاحقة المشجعين الإسرائيليين لفريق مكابي تل أبيب في شوارع العاصمة الهولندية، وانتهائها بعدد من الجرحى والمفقودين، يسود الرأي العام داخل الكيان شعور بالإحباط كما قالت القنوات التلفزيونية العبرية، تجاه المخاطر غير المتوقعة في العواصم الأوروبيّة، التي تحتشد فيها جاليات عربية وإسلامية غاضبة وجمهور أوروبيّ غير متحمس للدفاع عن الكيان وجرائمه، وكانت الحكومة قد قرّرت أمس منع جنودها من السفر الى هولندا على خلفية أحداث أول أمس.
على الجبهة العسكرية، واصلت المقاومة استهداف العمق وصولاً الى ضواحي تل أبيب وجوار مطار بن غوريون وتسببت بصواريخها وطائراتها المسيرة بإنزال ملايين المستوطنين الى الملاجئ، بعدما صار هذا الاستهداف حدثاً روتينياً مقلقاً للمستوطنين، بينما عادت المعارك القاسية الى قرى الحافة الأمامية، حيث لاحقت المقاومة جنود الاحتلال في أطراف بلدات مارون الراس والعديسة وكفركلا، وقصفت الخطوط الخلفية لحشود قوات الاحتلال في مستوطنات الحدود، خصوصاً كريات شمونة.
وفيما تواصل المقاومة تسجيل الإنجازات الميدانية على صعيد المواجهات البرية وإطلاق سلسلة صواريخ جديدة على أهداف في عمق الكيان الصهيوني، صعّد العدو الإسرائيلي عدوانه على لبنان منذ تسلّم وزير الحرب الجديد، وسط ترقب لعودة مبعوث الرئيس دونالد ترامب الى المنطقة لاستئناف مفاوضات وقف إطلاق النار بين لبنان وكيان العدو، وعلمت «البناء» أن هوكشتاين سيزور «تل أبيب» الأسبوع المقبل وسيكمل إلى لبنان بحال كانت الأجواء إيجابية، وسيحمل معه اقتراحاً للحل على مراحل عدة تبدأ بهدنة لأسابيع تتخللها مفاوضات على بنود تطبيق القرار 1701 مع آليات لتطبيقه ونشر الجيش اللبناني والقوات الدولية وصولاً الى إنجاز الاستحقاقات السياسية وعلى رأسها انتخاب رئيس للجمهورية لتعزيز الدولة المركزية، فيما لم تحسم مسألة تشكيل لجنة دولية أميركية – فرنسية – ألمانية، مهمتها الإشراف على تطبيق القرار 1701.
ولفتت مصادر مطلعة لـ»البناء» الى أن لبنان يرى بأن العودة الى تطبيق القرار 1701 من دون أي تعديلات وأن يتولى الجيش اللبناني واليونفيل مهمة الإشراف على تطبيقه من دون أي لجان دولية، وخصوصاً أميركية وفرنسية. ولفتت المصادر الى طرح بأن تتولى لجنة أميركية – فرنسية مهمة الإشراف غير المباشر على تطبيق القرار 1701 وتبلغ الجيش اللبناني وقوات اليونفيل بأي خرق للقرار.
وأعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن وزير الخارجية أنتوني بلينكن بحث مع نظيره الفرنسي جان نويل بارو، سبل التوصل إلى حل دبلوماسي في لبنان وإنهاء الحرب في قطاع غزة. وقالت الخارجية في بيان أوردته «روسيا اليوم»: «ناقش الوزيران أهمية التوصل إلى حلّ دبلوماسي للصراع في لبنان يسمح للمدنيين على جانبي الخط الأزرق بالعودة إلى ديارهم بأمان»، موضحة أن «المحادثات شملت أيضاً ضرورة إنهاء الحرب في غزة وإعادة جميع الرهائن وزيادة المساعدات الإنسانية».
وفي تقدير جهات دبلوماسية غربية بأن الظروف لوقف إطلاق النار في لبنان وغزة بدأت تنضج تدريجياً لا سيما بعد انتخاب رئيس أميركي جديد وتطورات متسارعة على الصعيد الميداني لا سيما لجهة أن «إسرائيل» استطاعت تحقيق أهداف تكتيكية لكنها فشلت بتحقيق أهداف استراتيجية وبعيدة المدى. ولفتت الجهات لـ»البناء» الى أن «الإدارة الأميركية الحالية قد لا يمكنها الضغط على رئيس الحكومة الإسرائيلية لوقف الحرب، لكن قد تستطيع بالتنسيق مع فريق ترامب من فرض هدنة على جبهة الجنوب وربما في غزة، انطلاقاً من تقاطع مصالح بين إدارة بايدن التي تريد تحقيق إنجاز دبلوماسي في نهاية عهده يسجل للحزب الديمقراطي وبين إدارة ترامب المقبلة التي تريد الاستلام «على نظيف» من دون أن تتحمل إرث الأزمات والحروب، ولذلك قد يقدم نتنياهو على إرضاء إدارة الديمقراطيين بعد عام من الدعم المطلق في حربي غزة ولبنان، ويقدم أوراق اعتماده لترامب مقابل استمرار الدعم المالي والتسليحي والدبلوماسي لـ»إسرائيل»».
إلا أن مصادر في فريق المقاومة لفتت لـ»البناء» الى أن «المقاومة لا تكترث لمن يصل الى البيت الأبيض ولا لكل المتغيرات الخارجية، بل تركز على الميدان الذي وحده يغير المعادلات ويفرض نفسه على أي مفاوضات ويحبط الأهداف الإسرائيلية العسكرية والسياسية، وبالتالي إخراج «إسرائيل» من هذه الحرب مهزومة ما سيترك تداعيات كبرى على الداخل الإسرائيلي وعلى مستوى المنطقة برمّتها»، وأكدت بأن «المقاومة ماضية في معركتها حتى يصرخ العدو ويستجدي وقف إطلاق النار، وما عودة الموفد الأميركي الى المنطقة إلا بقوة الميدان بخاصة الأسبوع الأخير الذي كان أسبوع المقاومة بامتياز والأسبوع الأسود بالنسبة لكيان العدو».
وفي سياق ذلك، نشر الإعلام الحربي في المقاومة الإسلاميّة مشاهد من عملية استهداف قاعدة «ستيلا ماريس» التابعة لجيش العدو الإسرائيلي شمال غرب مدينة حيفا المحتلة بصواريخ «نصر 1».
وأعلن حزب الله أن المقاومة شنّت هجومًا جوّيًا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على تجمعٍ لقوّات جيش العدو الإسرائيلي شرق بلدة مارون الراس. وأعلن عن استهداف تجمّع لقوات الجيش الإسرائيلي في مستوطنتي مرغليوت ومسكافعام بصلية صاروخيّة، وقاعدة «ستيلا ماريس» البحريّة بصلية صاروخية نوعيّة وقاعدة ومطار رامات ديفيد جنوب شرق مدينة حيفا برشقة صاروخية نوعية وتجمع لقوات إسرائيلية في جل الحَمّار جنوب العديسة بالقذائف المدفعية، وجرافة عسكرية ترافقها قوة مشاة حاولت التقدّم باتجاه مرتفع ساري في الشمال الغربي لبلدة كفركلا ما أدّى إلى تدميرها وقتل وجرح طاقمها وتحقيق إصابات مؤكدة في صفوف القوة المرافقة. ومستوطنة كريات شمونة برشقة صاروخية.
وأعلنت «إسرائيل» إغلاق مطار بن غوريون في شكل مؤقت، بعدما دوت صفارات الإنذار في تل أبيب الكبرى والجليل الأعلى وخليج حيفا وشمال الجولان، سمع دوي انفجارات في منطقة شارون في محيط تل أبيب، وأعلنت هيئة البث الإسرائيلية اعتراض 5 صواريخ أطلقت من لبنان في الرشقة الأخيرة دون وقوع إصابات. وأشارت التقارير إلى أن الصواريخ التي تم إطلاقها تسببت في حالة من التوتر داخل العاصمة الاقتصادية لـ»إسرائيل»، حيث تضرّرت بعض المنشآت المدنية بسبب شدة الانفجارات. من جهتها، أعلنت الجبهة الداخلية الإسرائيلية عن تفعيل صفارات الإنذار في أكثر من 50 مدينة وبلدة وموقعاً من شمال «إسرائيل» حتى وسطها. وأوضح المتحدث باسم الجبهة الداخلية أن الإنذارات جاءت في محاولة لحماية المدنيين من هجمات محتملة، مشيرًا إلى أن السلطات الإسرائيلية تعمل على متابعة الموقف بشكل دقيق. ووفقًا للمصادر العسكرية الإسرائيلية، فإن الإطلاقات الصاروخيّة تزامنت مع تصعيد ميداني في مناطق متفرقة من الحدود اللبنانية، التي تشهد توترات مستمرة منذ اندلاع القتال في غزة.
كما أعلنت الجبهة الداخلية الإسرائيلية، عن أن «صفارات الإنذار تدوي في كريات شمونة وبيت هيلل ومرغليوت بإصبع الجليل». وأفادت القناة 12 الإسرائيلية، عن «أنباء أولية عن تسلل مسيرات إلى أجواء مدينة نهاريا شمال «إسرائيل»». وأعلن الجيش الاسرائيلي، «رصد أهداف جوية مشبوهة في الجليل الغربي والجليل الأعلى والحدث ما زال مستمراً»، كما أعلن أن «مسيرات تسللت باتجاه الجليل الأعلى والحدث لا يزال مستمراً». وأعلنت الجبهة الداخلية الإسرائيلية، أن «صفارات الإنذار تدوي في تل أبيب الكبرى والجليل الأعلى وخليج حيفا وشمال الجولان». وأفادت صحيفة «يسرائيل هيوم»، عن «أنباء أولية عن إصابة مبنى بشكل مباشر بصاروخ في كفرياسيف شرقي عكا».
في المقابل شنّ العدو الصهيوني عدواناً على الضاحية مساء أمس، حيث استهدف بإحدى عشرة غارة متتالية استهدفت حارة حريك وبرج البراجنة والليلكي والحدث قرب الجامعة اللبنانية، وذلك بعد إنذارات وجّهها الناطق باسم جيش العدو أفيخاي أدرعي للسكان بإخلائها.
كما استهدفت غارات إسرائيلية بلدات حربتا غرب قضاء بعلبك وحوش السيد على الحدود مع سورية شمالي الهرمل. أما جنوباً، فاستهدف القصف المدفعي لأول مرة منذ بداية العدوان الإسرائيلي قرى ضمن صور، هي حانين وشقرا والطيري وكونين. وأغارت الطائرات الحربية مستهدفة بلدات: الجميجمة والصوانة ومجدل سلم. كما تعرّضت منطقة برك رأس العين وسهل القليلة في صور لقصف مدفعي إسرائيلي، مصدره البوارج الحربية في عرض البحر، ما أدّى، إلى إصابة 6 سوريين إصاباتهم طفيفة. كذلك، نفذت مسيرة إسرائيلية غارة بصاروخ موجّه مستهدفة منزلاً على اوتوستراد كفررمان – الميدنة في بلدة كفررمان. وسجل منذ الصباح قيام الجيش الإسرائيلي بأعمال تفجير داخل بلدات يارون وعيترون ومارون الراس في منطقة بنت جبيل لتدمير منازل سكنية فيها.
وأدّى العدوان الجوي الإسرائيلي الذي تعرّضت له بلدة كفرتبنيت الى سقوط ضحيتين بعد استهداف الطيران الإسرائيلي بغارة مبنى كامل ياسين على الطريق العام للبلدة، والذي دمّر بالكامل أيضاً، وهو يضم شققًا سكنية ومحال تجارية. وكان الجيش الإسرائيلي ارتكب قبيل منتصف الليلة الماضية مجزرة في بلدة زبدين في النبطية ذهب ضحيتها المواطن محمد فايز مقدم وولديه فايز وهادي مقدم، وذلك عندما استهدف الطيران الإسرائيلي بغارة جوية شقتهم داخل مبنى قرب مدرسة زبدين الرسمية، ودمّرته. كما استشهد المسعف في الهيئة الصحية الشاب زاهر إبراهيم عطايا من بلدة طيرحرفا الجنوبية، بعدما استهدف العدو بغارة، مركزاً مستحدثاً على طريق ديرقانون رأس العين – الناقورة. واستأنف الصليب الأحمر اللبناني واللجنة الدولية للصليب الأحمر واليونيفيل اليوم عملية البحث عن 4 أشخاص مفقودين في وطى الخيام جنوب لبنان بعد العثور على 17 ضحية. وفي مدينة صور، وأثناء تشييع ضحايا بلدة عين بعال، أغار الطيران الحربي على مبنى في وسط المدينة، ما أدى الى وقوع إصابات.
وأكد القائد العام لحرس الثورة الإسلامية اللواء حسين سلامي، أن الهزيمة المتوقعة لـ»إسرائيل» تقترب لتصبح واقعًا، لافتًا إلى أن العدوّ جاء إلى الميدان بكلّ إمكاناته بينما استخدمت إيران جزءًا من قدراتها لمواجهته.
واستعرض اللواء سلامي التحولات الأخيرة على جبهة لبنان، مبينًا أن العدوّ «الإسرائيلي» نفذ عمليات تفجير البيجر بهدف إخراج قادة حزب الله من الساحة العملياتية، واستهدف شخصيات بارزة في المقاومة واغتال قيادات فيها وصولًا إلى الشهيد السيد حسن نصر الله، وقال: «رغم الاعتقاد بأن المقاومة قد تفقد قدرتها بعد استشهاد بعض قادتها، إلا أن العالم شاهد كيف تمكّنت المقاومة اللبنانية من تجاوز هذه الخسائر واستعادت زمام الأمور، مما أوقف التحركات المعادية المدعومة من الولايات المتحدة وكافة القوى الغربية».
أضاف: «إن «إسرائيل» تشنّ ضربات غير مسبوقة على المدن اللبنانية، لكنّها رغم ذلك لم تتمكّن حتّى الآن من بسط سيطرتها على مناطق مهمّة في جنوب لبنان»، منوهًا بجهاد المقاومين الذين يقاتلون العدو بعيدين عن عائلاتهم وهم لا يعرفون مصير أهاليهم في المدن المعرضة للقصف الوحشي، «لكنّهم مع ذلك يستمرون في المقاومة بقوة وشجاعة، مما يقوّض الثقة «الإسرائيلية» بالنصر ويضعف روحها المعنوية تدريجيًا».
من جهته، أشار النائب حسن فضل الله، الى أن «مشروع العدو الإسرائيلي القديم هو السيطرة على جنوب الليطاني لكن هذه الأحلام دحرتها المقاومة»، موضحا أن «منطقة جنوب الليطاني تشهد القتال الأساسي والصواريخ لا تزال تنهمر على مستوطنات العدو». واعتبر أن «التصدّي الأسطوري للمقاومة والمجاهدين هي بطولات نادرة للأفراد والمجموعات».
ولفت في حديث لقناة «الميادين»، الى أن «الاحتلال يتسلل ويرتكب مجازر ويفخخ لكن لا يستطيع أن يثبت وجوده على الأرض»، مؤكداً أنه «لن يعود المستوطنون إلى الشمال إلا عندما يتوقف العدوان»، مشيراً الى أن «العدو لم يستطع تحقيق أي من أهدافه فهو لا أعاد المستوطنين ولا استطاع القضاء على المقاومة». وذكر أن «شعارنا اليوم هو منع العدو من تحقيق أهدافه».
الى ذلك، اشارت قيادة «اليونيفيل» في بيان، الى أن «حفارتين وجرافة للجيش الإسرائيلي أقدمت يوم أمس على تدمير جزء من سياج وهيكل خرساني في موقع تابع لليونيفيل في رأس الناقورة. ورداً على احتجاجنا العاجل، نفى الجيش الإسرائيلي القيام بأي نشاط داخل موقع اليونيفيل».
وأكدت أن «التدمير المتعمد والمباشر من قبل الجيش الإسرائيلي لممتلكات واضحة المعالم تابعة لليونيفيل يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والقرار 1701. إننا نذكّر مجدداً الجيش الإسرائيلي وجميع الأطراف بالتزامها بضمان سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة وممتلكاتها واحترام حرمة مباني الأمم المتحدة في جميع الأوقات».
وأوضحت أنه «منذ 30 أيلول، طلب الجيش الإسرائيلي بشكل متكرر مغادرة جنود حفظ السلام مواقعهم بالقرب من الخط الأزرق «من أجل سلامتهم». وحادثة الأمس، مثلها كمثل سبع حوادث مماثلة أخرى، لا تتعلق بوقوع قوات حفظ السلام في مرمى النيران المتبادلة، بل تتعلق بأفعال متعمدة ومباشرة من جانب الجيش الإسرائيلي».
ولفتت القيادة «بقلق الى تدمير وإزالة برميلين من البراميل الزرقاء التي تمثل خط الانسحاب الذي رسمته الأمم المتحدة بين لبنان و»إسرائيل» (الخط الأزرق) هذا الأسبوع. وقد شاهد جنود حفظ السلام الجيش الإسرائيلي وهو يزيل أحد البراميل بشكل مباشر»، مشيرة الى أن «على الرغم من الضغوط غير المقبولة التي تمارس على البعثة من خلال قنوات مختلفة، فإن جنود حفظ السلام سيواصلون القيام بمهام المراقبة والإبلاغ المنوطة بهم بموجب القرار 1701».
على صعيد الإنزال الإسرائيلي في البترون، علمت «البناء» أن القوات الدولية تجري تحقيقاً منفرداً لكشف ملابسات ما جرى فجر السبت الماضي، بعدما رفضت البحرية الألمانية الرد على استيضحات الأجهزة الأمنية اللبنانية وقيادة اليونفيل وما رصدته الرادارات الألمانية في تلك الليلة، لا سيما في ظل وجود باخرتين ألمانيتين تجوبان بشكل دائم وعلى مدار الساعة كامل الشاطئ اللبناني.
ونفت جهات معنية بالملف لـ»البناء» ما تداولته وسائل اعلام عن ضابط إسباني في إطار الحديث عن الإنزال الإسرائيلي في البترون منذ أيام. وأكدت بأن الضابط المشار إليه ليس إسبانياً. كما شدّدت على أن إسبانيا ليس لها أي علاقة بتاتاً بحادثة الإنزال وليست من ضمن القوات البحرية المكلفة مراقبة الشاطئ اللبناني.

 

 

"الجمهورية":

على الجبهة الحربية احتدام متصاعد؛ ورفع إسرائيلي لوتيرة الاعتداءات على المناطق اللبنانية والمجازر بحق المدنيين، والإبادة التدميرية بالغارات الجوية والقصف المدفعي والصاروخي والتفخيخ للقرى والبلدات المحاذية لخط الحدود الدولية. يوازي ذلك رفع مقابل من قبل «حزب الله» لوتيرة مواجهاته لمحاولات توغل الجيش الاسرائيلي في الاراضي الجنوبية، واستهدافاته الصاروخية لقواعد ومواقع جيش الاحتلال ومستوطنات ومدن العمق الإسرائيلي. وعلى الجبهة السياسية، إنكفاء تام للحراكات والمبادرات الخارجية، ورهانات على غير صعيد سياسي محلي، على احتمال إعادة تحريك عجلتها بشكل اكثر زخماً في المدى القريب المنظور، للدفع نحو حلّ ديبلوماسي يوقف العدوان الإسرائيلي على لبنان.

 

قمّة السعودية: 1701

ضمن السياق الديبلوماسي، تندرج المشاورات المتواصلة بين الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا لبناء أرضية يُبنى عليها الحل السياسي المنتظر، وكذلك مجريات القمة العربية والإسلامية حول لبنان وغزة، المقرّر انعقادها في الرياض بعد غد الاثنين. وعلى ما يقول مصدر ديبلوماسي رفيع لـ«الجمهورية»، فإنّ «لبنان يعوَّل على هذه القمة في أن تخاطب المجتمع الدولي وفي مقدمته الولايات المتحدة الاميركية، ولاسيما مع الإدارة الجديدة، بموقف عربي واسلامي موحّد يشدّد على جهد جدّي لإنهاء حرب الإبادة التي تشنّها إسرائيل، وإنجاز تسوية في غزة، والتشديد على حلّ الدولتين، وكذلك، بلوغ حلّ ديبلوماسي في لبنان وفق منطوق القرار 1701». ويؤكّد «على حاجة المنطقة الى إطفاء التوترات المتصاعدة فيها، وإعادة ضبطها خارج مسار الحرب الشاملة التي تتهدّدها».

وبحسب المصدر عينه، فإنّ «لبنان، الذي يتمثل في القمة بوفد برئاسة رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، سيطرح معاناة لبنان وجرائم الحرب التي ترتكبها إسرائيل بحق الشعب اللبناني وبناه المدنية، وتدميرها الممنهج للمدن والقرى اللبنانية وتفريغها من سكانها وإرهاق لبنان بأزمة نزوح غير مسبوق، وسيضع الأشقاء والأصدقاء أمام مسؤولية مدّ يد المساعدة للبنان، لتمكينه من أحتواء الأعباء التي فرضها العدوان وتخطّيها وإعادة إعمار ما هدّمه وإعادة النازحين إلى بيوتهم».

ولفت المصدر إلى «أنّ لبنان سيؤكّد موقفه بكل صراحة ووضوح لناحية الالتزام بالقرار 1701 من دون اي زيادات او إضافات على مضمونه، والحرص على قوات «اليونيفيل» وحمايتها، والتطبيق الكلي والشامل لمندرجاته، والجهوزية التامة والفورية لنشر الجيش في المنطقة الحدودية، وتولّي الأمن في تلك المنطقة بالتعاون الكامل والتنسيق مع قوات «اليونيفيل». على انّ الأساس في موازاة طلب لبنان الدعم المادي له من الأصدقاء والأشقاء للتصدّي لتداعيات العدوان، والدعم السياسي لوقفه، هي الدعوة إلى أكبر حشد سياسي عربي ودولي لمحاسبة إسرائيل على جرائمها بحق اللبنانيين».

 

تمنيات ورغبات

إلى ذلك، وربطاً بالحديث المتزايد في الاوساط السياسية والديبلوماسية عن حراكات محتملة، فإنّ معلومات المعنيين بحركة الجهود والوساطات تشير إلى ما يسمّونها «سلّة فارغة من أي حراكات او مبادرات أقله حتى الآن. وما أشيع حولها في الأيام الأخيرة لا يعدو أكثر من رهانات مبنية على تمنيات ورغبات وربما على تخمينات وتكهنات غير واقعية، وليس على أسس صلبة تعزّز ترجمتها على أرض الواقع».

ورداً على سؤال عمّا يُحكى عن زيارات قريبة لموفدين اميركيين، ولاسيما الوسيط الاميركي آموس هوكشتاين إلى بيروت، قال مصدر مسؤول على صلة وثيقة باتصالات الحلّ الديبلوماسي لـ«الجمهورية»: «كلّ شيء وارد. فقد يأتي هوكشتاين، وربما يأتي غيره على صلة بالرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، ولكن لا شيء مؤكّداً حتى الآن».

وشكّك «في إمكان حصول مبادرة جدّية من قبل إدارة جو بايدن خلال فترة الشهرين المتبقيين من ولايته، لإحداث خرق إيجابي في مسار الحلّ الديبلوماسي، ولاسيما انّ هذه الإدارة فقدت قدرتها على المبادرة وفرض الحلول، علماً أنّ العائق الأساس امامها هو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي يبدو جلياً انّه لن يسلّف بايدن أيّ إنجاز قبل رحيله، ويراهن على حلّ بشروطه مع إدارة دونالد ترامب، بعدما فشل في تسويق هذا الحلّ مع ادارة بايدن، وثبات الموقف اللبناني على التمسك بالقرار 1701 وتطبيقه كلياً بالشكل الذي يحفظ أمن المنطقة الجنوبية، ولا تعتريه اي خروقات او استثناءات او ملحقات منظورة او غير منظورة تتجاوز هذا القرار وتمسّ بسيادة لبنان».

ورداً على سؤال، فضّل المصدر عينه عدم استباق أجندة دونالد ترامب حيال لبنان، بأي مقاربة او تحليل، لكنه وإن كان يرجح إنفاذ ترامب لوعده بإنهاء الحروب، لا يتوقع يُسراً في مسار الحلول. فلبنان يرى الحل عبر القرار 1701 دون زيادة او نقصان، وإسرائيل تريد حلاً بشروطها ينسف القرار 1701. فهل سيغلب ترامي الحل كما يريده لبنان، ام أنّه سيماشي إسرائيل في شروطها؟.. أنا أميل الى أنّه لن يعاكس التوجّه الاسرائيلي. ما يعني أنّ وجهة الامور والحلول ستبقى مرهونة بالوقائع التي سيفرزها الميدان العسكري».

 

بري: الكلمة للميدان

الأكيد في هذا الواقع أنّ أفق الحل الديبلوماسي مقفل. وتزيده انسداداً التخمينات المتزايدة حول فترة شديدة الصعوبة من الآن وحتى تسلّم ترامب مهامه الرئاسية في 20 كانون الثاني المقبل. وفي موازاة ذلك، عكس زوار رئيس مجلس النواب نبيه بري انّه يترقب صورة الإدارة الاميركية الجديدة مع ترامب، ويترقّب إنفاذه للوعد الذي قطعه بوقف إطلاق النار في لبنان». ونقل الزوار عن بري تأكيده «أن لا شيء حالياً على المسار السياسي، والكلمة الآن هي للميدان».

وبحسب الزوار نقلاً عن بري، فإنّ «زيارة هوكشتاين إلى لبنان ممكنة في حال لمس موقفاً اسرائيلياً ايجابياً لأننا تفاهمنا، والموضوع أصبح في الملعب الاسرائيلي. ففي حال وجد هوكشتاين اي تجاوب، يمكنه العودة إلى بيروت حتى الـ20 من كانون الثاني موعد انتهاء ولاية بايدن، لإنجاز الاتفاق».

 

تطورات .. وتوقّع إيجابيات

إلى ذلك، كشف مصدر ديبلوماسي عربي رفيع لـ«الجمهورية»، عمّا سمّاها تطورات قد تبرز في المدى المنظور من شأنها أن تسرّع ببلوغ حل ديبلوماسي على جبهة لبنان خلال الاسابيع المقبلة.

ولفت المصدر إلى أنّ التطورات تعكسها مجموعة عوامل؛ أولاً انّ إسرائيل وعلى الرغم من الوتيرة التصعيدية التي تنتهجها، وصلت في حربها إلى أفق مسدود يُلزمها حتماً بسلوك الحلّ الديبلوماسي. وثانياً، انّ واشنطن تريد وضع حدّ نهائي وترغب في التعجيل في التسويات، وهذا ما تؤكّده ادارة الرئيس بايدن. كما أنّ الرئيس دونالد ترامب تعهّد بوقف الحرب، وهو ما سيفعله، حيث انّه معروف عنه انّه يوفي بما يتعهّد به. وثالثاً، وهنا الأساس، وهو انّ المجتمع الدولي بات يشعر بقلق كبير من انفلات زمام الحروب والمواجهات إلى نحو يزعزع الاستقرار والسلم الدوليين. كلّ هذه العوامل مجتمعة او متفرقة قد تفضي إلى إيجابيات ملموسة في القريب العاجل».

 

تصعيد على جبهة إيران

ولكن هذه الإيجابيات، قد لا يكون لها مكان في بعض مفاصل الأحداث، حيث انّه في ظل الحديث المتزايد عن شهرين صعبين قبل بدء ولاية ترامب، تركّز مقاربات المعلقين والمحللين على الجبهة الإيرانية التي عادت الأنظار الاقليمية والدولية إلى التركيز عليها من جديد، وسط تزايد الحديث في إسرائيل عن ضربة إسرائيلية لايران استباقية للردّ الذي تلوّح به إيران على الضربة الإسرائيلية التي استهدفت بعض منشآتها».

وفي موازاة نشوة نتنياهو العالية المستوى بعودة ترامب إلى البيت الابيض، التي أظهرتها الصحافة الإسرائيلية بوصفها فرصة يعتقد رئيس الوزراء الاسرائيلي أنّها قد تمنحه النصر المطلق في حربه على غزة ولبنان وكذلك على إيران، لوحظ تركيز الصحافة العالمية على ما سمّتها افتقار الحروب التي يشنّها نتنياهو إلى أهداف سياسية قابلة للتحقق.

وذكرت مجلة «ريسبونوسيبل ستاتكرافت» الأميركية «أنّ أمام ترامب، «مهمّة صعبة في الشرق الأوسط، حيث لا توجد نهاية في الأفق للحرب، والوضع في المنطقة على شفا حرب شاملة، مع إمكان التدخّل المباشر للولايات المتحدة».

وإذ اشارت المجلة إلى أنّه «منذ الأيام الأولى للحرب في غزة، والآن في لبنان، كان من الواضح أنّ إسرائيل كانت في مقعد القيادة، والولايات المتحدة في الخلف»، لفتت الى أنّ «تبني الولايات المتحدة القوي لحروب إسرائيل يحمل تكاليف حقيقية، من حيث المصالح الأميركية والاستقرار الإقليمي». لذلك، «يتعيّن على الرئيس المنتخب ترامب تغيير المسار جذرياً، وينهي دعم واشنطن المطلق لأجندة نتنياهو، وأن ينسحب من السياسة الإسرائيلية، وأن يبدأ على الفور فك ارتباطه بهذه الصراعات».

وفي السياق ذاته، قالت صحيفة «جيروزاليم بوست»، إنّ فوز ترامب «يلقي قنبلة ديبلوماسية» على حروب إسرائيل متعددة الجبهات، ويُضعف الجهود الديبلوماسية لإنهائها على المدى القصير، ويثير تساؤلات حول الدعم الأميركي على المدى الطويل للحملات العسكرية الإسرائيلية ضدّ إيران و»وكلائها».

وقالت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية إنّه «ينبغي للإسرائيليين أن يفكروا في أجندة ترامب، الاقتصادية والسياسة الخارجية»، محذّرةً من أنّ «عناصر هذه السياسات قد تؤدي إلى أوقات عصيبة لإسرائيل، إذا تمّ تنفيذها».

ولفتت الصحيفة إلى «أنّ اسرائيل إن كانت تراهن على علاقة تعاون وثيقة مع ترامب بما يوفر لها النصر الذي يطمح اليه، فإنّ أجندة ترامب المتمثلة في شعار «لنجعل أميركا عظيمة مرّة أخرى»، لن تؤدي إلّا لإضعاف إسرائيل إلى الأبد. واشارت إلى» أنّ اليأس يعمّ الدول الغربية»، ونصحت نتنياهو وحلفاءه بـ«أن يخففوا من تفاؤلهم المفرط، لأنّ الوضع ليس مشرقاً إلى هذا الحدّ».

ووفق ما نقلت صحيفة «معاريف» العبرية عن مصدر رفيع في المجلس الوزاري الأمني المصغّر، فإنّ الفترة الانتقالية من الآن وحتى تسلّم ترامب مهامه في 20 كانون الثاني من شأنها أن توفّر لإسرائيل فرصة للعمل ضدّ المشروع النوويّ الإيرانيّ، الّذي يرى فيه نتنياهو خطرًا وجوديًّا».

وفيما ركّز الإعلام العبري على «انّ جاريد كوشنر صهر الرئيس ترامب، لن ينضمّ إلى فريق إدارة ترامب الجديدة، وهو ما يدعو إسرائيل للقلق»، كشف مايك إيفانز أحد كبار المستشارين الإنجيليين للرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب، عن خطته بشأن الشرق الأوسط. ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية قوله: «إنّ ترامب يرغب في أن تكمل إسرائيل المهمّة من الآن وحتى 20 كانون الثاني، والقضاء على عميلي إيران في الشمال أي «حزب الله» وفي غزة «حركة حماس»، وإنهاء الحرب، وأعتقد أنّه يود أيضًا أن تتولّى إسرائيل مسألة إيران بحلول ذلك الوقت، ولا يمكن لإسرائيل مهاجمة المنشآت النووية لأنّها مخبأة تحت الأرض، لكنها يمكن أن تلحق الضرر بالمنشآت النفطية وتؤدي إلى إفلاس إيران».

واعتبر «انّ مهاجمة هذه المنشآت في إيران ستؤدي إلى انهيارها الاقتصادي، وهذا يعني أنّه لن تكون هناك أموال لـ«حزب الله» في لبنان، ولا لـ«حماس» في غزة، ولا لإيران لبناء صواريخ باليستية. وسيكون السنّة سعداء، فهم يحتقرون الإيرانيين ولن يتّحدوا معهم إذا تسببت إسرائيل في إفلاسهم».

وقال: «النافذة مفتوحة فقط حتى 20 كانون الثاني، حيث سيؤدي هذا إلى حدوث تموجات اقتصادية ستضرّ بالاقتصاد العالمي- لا يمكنك أن تفعل ذلك بترامب بعد وصوله - بعد أن يحدث هذا، ستكون خطة ترامب هي البناء، ثم البناء، والبناء - أعتقد أنّ التالي في العام المقبل سيحقق السلام بين إسرائيل والمملكة العربية السعودية، وهذا يعني العالم السنّي بأكمله، سيكون هذا هو العصر الذهبي لاتفاقيات أبراهام».

وأعادت «يديعوت احرونوت» التركيز على انّ من الضروري ان يدرك الإسرائيليون أولاً أنّ بلدهم يمرّ بفترة حرجة، فمن الآن وحتى تنصيب ترامب في 20 كانون الثاني، يتمتع الرئيس جو بايدن بالسلطة الكاملة للتصرف كما يحلو له. وعلى اسرائيل ان تأخذ في الاعتبار إمكانية أن يستغل بايدن هذا الوقت لتصفية الحسابات مع نتنياهو. وثمة تخوف في إسرائيل من أن يستغل بايدن الفترة الانتقاليّة لمعاقبة إسرائيل على غرار ما قام به أوباما عام 2016، عندما امتنع عن اتّخاذ «الفيتو» ضدّ قرار يدين إسرائيل في مجلس الأمن، فإنّ الرأي السائد يفيد بأنّ بايدن سيكون أكثر رغبة بأن يترك وراءه إرثًا يعتزّ به، بدلًا من أن يدخل التاريخ كرئيس هرم وضعيف جرت الإطاحة به من السباق الانتخابيّ، وفشل في إيصال نائبته إلى سدّة الرئاسة».

 

 

"الشرق الأوسط":

كشفت إشارة رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري إلى رسالة وقَّعها الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، في «مطعم حسن عباس» في ديترويت، إلى دور لعبته العائلة المتحدة من أصل لبناني في تحفيز ترمب على الضغط باتجاه التوصل إلى تسوية ووقف إطلاق النار في لبنان، والمضيّ بخطة لتثبيت الاستقرار واستعادة التهدئة بين لبنان وإسرائيل.

والرسالة التي وُقِّعت قبل زيارة ترمب إلى المطعم بنحو أسبوع، ونُشرت قبل أيام منها بناءً على طلب الجالية، تُعدّ «أول تعهّد مكتوب في التاريخ يوقِّعه رئيس لناخبيه»، حسبما يقول علي عباس (المعروف باسم ألبرت عباس) الذي خاض محادثات مع مستشار ترمب ونسيبه من أصل لبناني الدكتور مسعد بولس، وطلب منه أن يدعم الرئيس مطالب الجاليتين اللبنانية والعربية في ميشيغان لوقف الحرب، وأن يضغط لوقف الحرب، ووقف معاناة اللبنانيين والفلسطينيين جراء الحرب الإسرائيلية، مقابل كسب ثقة الجاليات العربية في الولاية وتصويتهم لصالحه.

وأضاف عباس في حديث لـ«الشرق الأوسط»: «بولس نقل الرسالة، وأرسل ترمب إلى الجالية رسالة موقَّعة منه تثبت التزامه بدعم المجتمع اللبناني، وبأنه يسعى لإحلال السلام في الشرق الأوسط والعالم».

«أمل» الجاليات العربية

حملت الرسالة دعماً صريحاً من ترمب بالضغط، واستخدام قوته لوقف الحرب؛ ما أعطى الجاليات العربية هناك «أملاً» بالتوصل إلى السلام، وإعادة الاستقرار. وينظر أبناء الجالية اللبنانية إلى الرسالة بوصفها «فرصة لتحقيق السلام»، وأنها «أعلى من أي فرصة يمكن أن يقدمها الديمقراطيون لتحقيق مطالب الجالية».

 

عائلة عباس

وعباس (48 عاماً)، ينتمي إلى عائلة لبنانية هاجرت في السبعينات، وولد ونشأ في الولايات المتحدة، وبات ناشطاً في المجتمع العربي، ومدافعاً عن السلام، ويستكمل نشاط والده الذي هاجر إلى الولايات المتحدة في عام 1972، ولعب في الثمانينات دور «ناقل رسائل متبادلة» بين إدارة الرئيس الأسبق رونالد ريغان واللبنانيين.

ويرفض عباس القول إنه يتحدر من عائلة سياسية، ويؤكد أن عائلته التي تستثمر في المطاعم، ناشطة ضد الحرب، ولا تضيع فرصة لتحقيق السلام، وإيقاف المعاناة الناتجة عن الحروب.

 

من حملة هاريس... إلى ترمب

جاء التواصل مع بولس، بعد تواصل مشابه مع مندوبي حملة هاريس الانتخابية، تبين أنه «مخيب للآمال» بعدما ظهر أنها غير مهتمة بتغيير السياسة الخارجية. ويوضح عباس: «التقينا بمندوبين عن حملة هاريس في المدينة، وعرضنا نفس المطالبة لجهة وقف إطلاق النار، وتحقيق السلام بما يرفع المعاناة عن الشعب اللبناني، لكن أعضاء الحملة أبلغونا بأنه لا مصلحة لهاريس بتغيير السياسة الخارجية القائمة تجاه لبنان وإسرائيل والفلسطينيين»، مشيراً إلى «أننا أخبرناهم بأن هناك لبنانيين من أقرباء أعضاء في الجالية اللبنانية في ديربورن، ماتوا جراء هذه الحرب، وأن استمرار هذه الحرب سيؤدي إلى معاناة إضافية، وهناك شعب يقتل، لكن لم يقدموا أي التزام أو وعد بتغيير السياسة القائمة تجاه الأزمة».

 

حملة ترمب

لذلك، انتقلت الجالية اللبنانية لطرح المطالب نفسها على حملة ترمب خلال اجتماعات أولية مع بولس، ونُقلت إليه مخاوف الجاليات على عائلاتهم في لبنان وغزة. وخلال لقاء مع بولس في ديربورن، طُرحت المطالب نفسها «بمسعى لإعطاء أمل للبنانيين والعرب في الولاية»، وطُلب منه تعاطٍ صُلب مع تلك المطالب لقاء الترحيب بترمب في المدينة، وتوطيد الصلة بين المسلمين في الولايات المتحدة كلها.

وبالفعل تعاطى بولس معها بإيجابية مع مطلب السلام والازدهار في الشرق الأوسط، و«نقلها إلى الرئيس ترمب الذي وافق على مطلبنا بأن يكون التعهّد مكتوباً وموقَّعاً من قبله، وأرسله إلينا بعد أيام»، ويضيف: «كانت تلك المرة الأولى في التاريخ التي يوقِّع فيها رئيس تعهداً لناخبيه؛ ما أسعدنا وأعطانا أملاً بأن يستخدم قوته ويمارس ضغوطاً لإيقاف الحرب، وتطبيق السلام». ويتابع عباس: «أرسل لنا فريق ترمب الرسالة الموقَّعة، وعرضناها على أبناء الجالية هنا، ونشرها بناءً على طلبنا؛ ما يتيح للملايين حول العالم بمشاهدة هذا الالتزام بالعمل لتحقيق السلام».

وتَوَجَّهَ ترمب في الرسالة إلى الجالية قائلاً: «أصدقاؤكم وعائلاتكم في لبنان يستحقون العيش بسلام وازدهار ووئام مع جيرانهم، وهذا يتحقق عبر السلام والاستقرار في المنطقة».

وتعهد بوضع حدّ للفوضى في الشرق الأوسط، وأنه سيمنع اندلاع حرب عالمية ثالثة، مؤكداً أن هذا الأمر جزء من رؤيته للحفاظ على السلام العالمي. كما أكد أنه يتطلع «للعمل مع الجالية اللبنانية في الولايات المتحدة لضمان سلامة وأمن الشعب اللبناني. انتخبوا ترمب من أجل السلام».

 

استقبال ترمب

كانت هذه الرسالة حافزاً للجالية اللبنانية والعربية للترحيب بترمب في مطلع شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي في ديربورن. ويقول عباس: «طلبنا أن يكون هذا التعهد على قدر توقعاتنا، وتطرقت إلى هذا الأمر خلال خطابي الذي رحبت فيه بترمب في المطعم، كما طلبت في كلمتي تغيير الخطاب تجاه المسلمين في الإعلام، والتوقف عن تنميطنا».

خلال استقبال ترمب، كانت واجهة المقهى مزينة بلوحات تحمل عبارات: «دعونا نُنْهِ الحرب» و«الوقف من أجل السلام في لبنان وغزة». وتوجه ألبرت عباس إلى المرشح الرئاسي قائلاً: «عائلاتنا تعاني في الوطن»، وتابع: «لقد حان الوقت لإعطاء الأولوية لمصالح أمتنا، وتعزيز السلام الدائم للجميع. لقد فشلت هذه الإدارة الحالية (إدارة الرئيس بايدن) فشلاً ذريعاً في جميع جوانب الإنسانية». وتابع في خطابه بمطعم «غريت كومونر» المملوك لعائلته (شقيقان حسن وحسين) بالقول: «نتطلع إلى رئاسة ترمب بأمل، ونتصور وقتاً يزدهر فيه السلام، لا سيما في لبنان وفلسطين». وأضاف: «لا أستطيع الوقوف في صمت بينما يتم محو فلسطين، نرجوك أن تساعدنا في إيقاف إراقة الدماء، لا ينبغي إعطاء الأولوية لأي مبلغ من المال والسلطة على حياة الإنسان».

ومن جانبه قال ترمب في اللقاء: «لدينا شعور رائع تجاه لبنان، وأعرف الكثير من الناس من لبنان، وعلينا أن ننهي كل هذا الأمر، نريد أن يكون لدينا سلام، أنا أعرف الكثيرين من الشعب اللبناني والسكان المسلمين، إنهم يحبون ترمب، وكانت لديهم علاقة جيدة معه، ونحن نريد أصواتهم، ونبحث عن أصواتهم، وأعتقد أننا سنحصل على أصواتهم».

 

خطاب ترمب

يصف عباس خطاب ترمب في اللقاء بالـ«قوي» و«الجاد». ويضيف: «طلبنا السلام، وكان ترمب متحمساً ومتجاوباً. بعد هذا اللقاء، أكد عزمه لتحقيق السلام للبنانيين والفلسطينيين، وتحدث عن ذكاء اللبنانيين ومعرفته بهم بوصفهم شعباً مسالماً يتوق للسلام والعدالة»، مضيفاً: «لذلك، سلمته درعاً تذكارية، واقتبست فيه عبارة من رونالد ريغان حول السلام، وستكون هذه الدرع في المكتب البيضاوي في البيت الأبيض».

وتضمنت الدرع التذكارية عبارة لريغان تقول: «السلام لا يتمثل بغياب الصراع، بل بالقدرة على التعامل مع الصراع بالوسائل السلمية».

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : الصحف اللبنانية