إفتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الجمعة 22 نوفمبر 2024
الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Nov 22 24|08:54AM :نشر بتاريخ
"الأخبار":
عاش لبنان أمس ترقّباً في انتظار ما ستؤول إليه المفاوضات بين رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو والمبعوث الأميركي عاموس هوكشتين الذي وصل إلى تل أبيب مساء الأربعاء وغادر إلى واشنطن أمس. وفيما انتهت محادثات هوكشتين مع نتنياهو ووزير الشؤون الإستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر من دون الإعلان عمّا تمّ إنجازه، قالت وسائل إعلام إسرائيلية إن الموفد الأميركي سيستكمل مناقشاته مع المسؤولين الإسرائيليين، وأشارت هيئة البث الإسرائيلية إلى أن «الخلاف الأساسي في الاقتراح الأميركي للتهدئة بين لبنان وإسرائيل يتمحور حول عضوية فريق مراقبة تنفيذ الاتفاق». وأوضحت أن «الولايات المتحدة وفرنسا سترأسان فريق مراقبة الاتفاق من دون أي اعتراضات من أي جانب على ذلك، إلا أن إسرائيل تفضِّل انضمام الدول الأوروبية الجادّة إلى فريق مراقبة الاتفاق، بينما يطالب لبنان بإدراج اسم دولة عربية واحدة على الأقل». وأفادت القناة الـ12 الإسرائيلية بأنه «تمّ الاتفاق على معظم تفاصيل مقترح وقف إطلاق النار مع لبنان مع بقاء نقاط عالقة قد تفشل الاتفاق». ولفتت إلى أن «التقديرات تشير إلى أن الأسبوع المقبل سيكون حاسماً في هذا الشأن»، مشيرة إلى أن «نقطة الخلاف الرئيسية تتعلق بحرية التحرك العسكري لإسرائيل في حال حدوث خروقات من قبل حزب الله»، وإلى أن «إسرائيل تصرّ على مطلبها بتثبيت حقها في الرد على أي خرق وتطلب رسالة تعهّد جانبية من واشنطن بدعم من دول غربية». ونقلت صحيفة «معاريف» عن مصدر إسرائيلي أن «التسوية قريبة بالفعل لكنها لن تحدث غداً، ولا تزال هناك فجوات يجب معالجتها»، بينما أشار موقع «إكسيوس» إلى أنه «خلال محادثات هوكشتين في لبنان وإسرائيل، حدث تقدّم كبير نحو اتفاق لوقف إطلاق النار، ولكن لا تزال هناك بعض الثغرات التي يجب سدّها». ونُقل عن مسؤولين إسرائيليين أن «هوكشتين قد يغادر تل أبيب إلى واشنطن ولا يُتوقع الإعلان عن الاتفاق قبل الأسبوع المقبل، على أن يناقش الكابينت الاتفاق من دون إجراء تصويت». بينما قال مصدر أميركي رفيع لـ «إكسيوس» إن «المفاوضات لا تزال مستمرة ونتحرك في الاتجاه الصحيح».
وفي لبنان، استمر الحذر من أن لا يستجيب نتنياهو للضغوط الأميركية، علماً أن مصادر دبلوماسية قالت إن الأنباء التي وصلت من واشنطن مساء أمس «أكّدت وجود تقدّم كبير لكنّ الأمر يحتاج إلى بعض الوقت». وأوضحت مصادر سياسية أن «لبنان يلمس ضغطاً أميركياً جدّياً على الإسرائيليين لوقف إطلاق النار، والفرصة سانحة لإسرائيل للخروج من هذه الحرب»، علماً أن «الأمور ستأخذ وقتاً، لكنّ الإيجابية التي تحدّث عنها رئيس مجلس النواب نبيه بري تستند إلى مؤشرات وإن لم تمنعه من أن يكون قلقاً، خصوصاً أن الجانب الإسرائيلي لا يؤتمن».
وعن التسريبات حول المسوّدة في الإعلام العبري بأنه «ستكون للجيش الإسرائيلي حرية الهجوم في الجنوب لمواجهة التهديدات، على أن يقدّم شكاوى للجنة الدولية حول الخروق الأخرى مثل مخازن الأسلحة وبناء الأنفاق»، وعن «منح الجيش الإسرائيلي مهلة 60 يوماً لاستكمال انسحابه من جنوب لبنان»، أكّدت مصادر سياسية أن «ما ينقله الإعلام العبري هو نقاط من مسوّدة سابقة قبل التعديلات التي وضعها لبنان والتي رفض فيها مهلة الـ 60 يوماً وأي قرار يُعطي لإسرائيل حرية الحركة»، مشيرة إلى أن الملاحظات اللبنانية «كانت متشدّدة جداً لعدم المس بسيادة لبنان وتؤكد على وقف إطلاق النار بالدرجة الأولى». واعتبرت المصادر أن «اجتماع هوكشتين مع وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس ورئيس الأركان هرتسي هاليفي، يعطي مؤشراً إيجابياً إضافياً لأنه يعني مناقشة تفاصيل تقنية تأتي عادة بعد موافقة مبدئية على وقف إطلاق النار. لكنّ الأمور بخواتيمها وقد يعمد العدو إلى تفخيخ المسوّدة لتطيير الاتفاق».
عون: الجيش لا يستطيع مواجهة حزب الله
وفي المشهد السياسي الداخلي، فقد تبيّن أن الغضب الذي ساد بين خُصوم المُقاومة من قوى سياسية وشخصيات وإعلاميين، ليس سببه فقط حصر التفاوض مع الرئيس نبيه بري، وتالياً مع حزب الله، بل يعود أيضاً إلى أن هذه القوى، فهمت من اتصالاتها مع الجانب الأميركي بأن التسوية تنحصر بتوفير مُتطلبات أمنية تخص إسرائيل، والتركيز على سحب حزب الله من جنوب الليطاني والضغط لمنع إعادة تسليحه، فيما كانت هذه القوى تأمل بأن يكون الملف الداخلي جزءاً من الصفقة، وتصرّف هؤلاء، عن قناعة أو رُبما بناءً على وعُود سابقة، بأن أي حل لوقف الحرب، سيتضمن تغييرات في تركيبة السلطة في لبنان. وقد تبيّن لبعض من التقاهم هوكشتين بأن الأخير لا يهتم كثيراً بالوقوف على رأيهم، وأنه يعتبر أن مهمته محصورة في التوصل إلى اتفاق «مع الجهة القادرة على تحقيق وقف الحرب، أي حزب الله». ولأن التحاور مباشرة مع الحزب غير مُتاح، فهو يعتبر التفاوض مع الرئيس بري الوسيلة الوحيدة، «الموثوقة والفعّالة» للوصول إلى اتفاق مع الحزب.
واللافت، على ذمة «شخصية سيادية»، أن بعض المسؤولين الغربيين كانوا أكثر صراحة في الحديث عن الوضع، إذ نقلت عن أحد المسؤولين الأجانب قوله: «يبدو أن أصدقاءنا اللبنانيين لا يفهمون حقيقة ما يجري على الأرض، وأنهم صدّقوا بأن حزب الله انهار، ولا يريدون الاعتراف بأن الحزب استفاق من الضربات القاسية التي تلقّاها، وأن قدراته القتالية ظاهرة للعيان في المُواجهات، والجيش الإسرائيلي يعترف بذلك».
قائد الجيش حذّر الجهات الخارجية من رفع شعار مُواجهة حزب الله في الداخل
وبحسب الشخصية نفسها، فإن المسؤول الأجنبي، قال إن «إسرائيل نفسها خفّضت سقف مطالبها، وهي تُريد الآن ضمان عدم عودة حزب الله بمسلحيه إلى حدودها، لكنها لا تعتبر أنها قادرة أو معنية بتدمير الحزب».
وتُضيف الرواية أن المسؤول الأجنبي قال إن «القضاء على حزب الله ليس مهمة إسرائيل ولا أميركا ولا أحد في العالم، بل هي مهمة اللبنانيين، وعلى القوى السياسية، معرفة أن عدم قدرتها على خلق بيئة شعبية كبيرة ضد حزب الله، في مُقابل تماسك بيئة حزب الله، وثبات نبيه بري إلى جانبها، وحياد وليد جنبلاط، والتعاطف عند آخرين، كل ذلك، جعل العالم يُقارب المسألة بطريقة مُختلفة».
والأهم في ما تنقله هذه الشخصية إشارة المسؤول الأجنبي إلى دور الجيش اللبناني، إذ لفت إلى أن «قائد الجيش العماد جوزف عون حذّر الجهات الخارجية من رفع شعار مُواجهة حزب الله في الداخل»، وهو أوضح أن «الجيش غير راغب وغير قادر على هذه المهمة». كما حذّر «من أي مُحاولة لدفع الجيش إلى مواجهة مع حزب الله، لأن ذلك سيؤدي إلى فتنة كبيرة وإلى حالات تمرد وربما انشقاقات داخل الجيش نفسه، وقيادة الجيش ليست معنية بتنفيذ أمر هدفه مصلحة إسرائيل».
يُشار هنا إلى أن النائب السابق وليد جنبلاط، أبلغ جهات غربية وأخرى عربية بأن موقفه لا يجب أن يُقرأ دفاعاً عن حزب الله، لكنه موقف واقعي، وقال جنبلاط: «لا يتوهمنّ أحد، في لبنان أو الخارج، بأننا سنقوم بما عجزت أميركا وإسرائيل عن القيام به».
وكان الرئيس السابق للحكومة فؤاد السنيورة قال أمام مقرّبين منه إن «أي لبناني يُفكر في أنه قادر على تنفيذ ما عجزت إسرائيل وأميركا عن تحقيقه، يكون جاهلاً بالسياسة، ويُريد جرّ البلاد إلى فتنة»، مشيراً إلى أن «الاستراتيجية الدفاعية هي مدخل لسحب سلاح المقاومة».
"النهار":
سادت انطباعات لبنانية قاتمة في الساعات الأخيرة وسط انتظار مؤشرات الرد الإسرائيلي على مشروع وقف النار الذي حمله الموفد الأميركي آموس هوكشتاين إلى إسرائيل، في ظل تطورين واكبا محادثاته الحرجة والدقيقة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والمسؤولين السياسيين والعسكريين الآخرين: الأول تمثل في اطلاق الجيش الإسرائيلي موجات كثيفة وعنيفة من الغارات الجوية الحربية على مناطق الضاحية الجنوبية وصور والجنوب تُوّجت عصراً ومساءً بمجموعة متعاقبة من المجازر في بلدات البقاع الشمالي بما أوحى للأوساط اللبنانية، استباقاً للرد، أن التمهيد له جاء بالنار والدمار عاكسا الموقف الضمني الإسرائيلي من المشروع.
والتطور الثاني تمثّل في تزامن الرد الإسرائيلي على مشروع التسوية في لبنان مع صدور قرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرة توقيف بحق نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، إذ صادف تبلّغ نتنياهو هذا القرار فيما كان مجتمعاً مع هوكشتاين الأمر الذي فسر ازدياد حالة الغضب الإسرائيلية عبر تصعيد العمليات والغارات في لبنان. وما زاد في غموض المشهد أن أي بيان أو تصريح لم يصدر حتى مساء أمس عن هوكشتاين أو نتنياهو في شأن نتائج محادثاتهما فيما طغت ردود الفعل الإسرائيلية الغاضبة على قرار المحكمة الجنائية الدولية على حالة ترقب الرد الإسرائيلي على مشروع التسوية في لبنان. حتى أن الاصداء التصعيدية التي سادت إسرائيل دفعت بالوزير السابق بني غانتس إلى القول إنه “إذا لم يقبل لبنان اتفاقاً يسمح لإسرائيل بحرية العمل بمواجهة الانتهاكات فيجب توسيع نطاق الهجمات على البنية التحتية اللبنانية”.
وقد اجتمع هوكشتاين مساءً مع وزير الدفاع ورئيس الأركان الإسرائيليين. ونقل موقع “إكسيوس” عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين أنه لا تزال هناك بعض الفجوات في الاتفاق حول لبنان، في حين نقلت صحيفة “معاريف” الإسرائيلية عن مصدر سياسي إسرائيلي أن تقدماً كبيراً آخرَ أُحرز لتسوية على جبهة لبنان بعد زيارة هوكشتاين وضاقت الفجوات، وفي اطار التسوية ستحتفظ إسرائيل بحرية العمل في لبنان وستكون هناك آلية تنفيذ قوية.
ونقلت رويترز أمس عن مسؤول لبناني أن لبنان يسعى إلى ادخال تعديلات على الاقتراح الأميركي من أجل ضمان انسحاب القوات الإسرائيلية بوتيرة أسرع من جنوب لبنان ومنح كلا الفريقين الحق في الدفاع عن النفس. ويشدّد الطرف اللبناني على ضرورة الانسحاب فور اعلان وقف النار لكي يتسنى للجيش اللبناني الانتشار في كل المناطق ولكي يسمح للنازحين بالعودة فوراً إلى ديارهم، علماً أن موقف إسرائيل هو الانسحاب في غضون 60 يوماً من اعلان الهدنة. كما أن المسودة تشير إلى الانسحاب من “حدود لبنانية” فيما يريد لبنان الإشارة إلى “الحدود اللبنانية” لضمان انسحاب القوات الإسرائيلية بالكامل وليس بصورة جزئية.
وفيما كان الجانب اللبناني المفاوض ومعه مجمل الأوساط اللبنانية في حالة ترقب لما سيكون عليه الرد الإسرائيلي، ارتفعت أعداد الضحايا والجرحى في الغارات المتعاقبة على البقاع الشمالي خصوصاً بما عكس انطباعات واضحة حيال عدم تلقي إسرائيل بإيجابية المسودة التي نقلها إليها هوكشتاين بعد زيارته لبيروت.
ولعل اللافت أن وزارة الخارجية الأميركية كانت اعتبرت أن “إسرائيل حققت بعض الأهداف المهمة في حربها ضد “حزب الله” وأن نهاية الحرب قد تكون قريبة”. وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية ماثيو ميلر في مؤتمر صحافي في واشنطن: “ما رأيناه هو أن إسرائيل حققت عدداً من الأهداف المهمة. لقد رأينا إسرائيل على مدار الشهرين الماضيين، فعالة جداً في تطهير البنية التحتية لـ”حزب الله” بالقرب من الحدود، ولهذا السبب نعتقد أننا في المكان الذي يمكننا فيه التوصل إلى حل ديبلوماسي الآن”.
وأرخى التصعيد العسكري والميداني ظلالاً ثقيلة على مجمل المشهد الداخلي عشية أحياء عيد الاستقلال للمرة الثالثة وسط الفراغ الرئاسي وبالتزامن مع الحرب الجارية. وفي هذا السياق، أكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي خلال زيارة رمزية لوزارة الدفاع وقيادة الجيش “أن اللبنانيين مصرّون رغم كل الظروف على إحياء ذكرى استقلالِهم، لإيمانهم بما تحملُ لهم من معاني الحريةِ والسيادةِ والوحدةِ الوطنية، وبما تَبعَثُ في نفوسِهم مِن رجاءٍ بغدٍ أفضل”. وشدّد على “ان الجيش، الذي يستعد لتعزيز حضوره في الجنوب، يقدم التضحيات من أرواح ضباطه وعناصره ذوداً عن أرض الوطن وسيادته واستقلاله، معززاً بثقة اللبنانيين بأنه الأمل والمرتجى”.
بدوره، أكد قائد الجيش العماد جوزف عون أن “الجيش لا يزال منتشرًا في الجنوب حيث يقدّم العسكريون التضحيات ويستشهدون من أجل لبنان، ولن يتركه لأنّه جزء لا يتجزّأ من السيادة الوطنية، وهو يعمل بالتنسيق مع قوّة الأمم المتّحدة الموقتة في لبنان “اليونيفيل” ضمن إطار القرار 1701″. وقال في أمر اليوم: يتابع الجيش تنفيذ مهمّاته على كامل الأراضي اللبنانية، متصدّيًا لكلّ محاولات زعزعة الأمن والاستقرار لأن الوحدة الوطنية والسلم الأهلي على رأس أولوياته، وهما الخط الأحمر الذي لن يُسمح لأي كان بتجاوزه. إنّ الافتراءات وحملات التحريض التي يتعرّض لها الجيش لن تزيده إلّا صلابة وعزيمة وتماسكًا، لأنّ هذه المؤسسة التي تحظى بإجماع محلي ودولي، ستبقى على مبادئها والتزاماتها وواجباتها تجاه لبنان وشعبه بعيدًا عن أي حسابات ضيّقة”.
غارات ومجازر
أما على الصعيد الميداني وعلى وقع محادثات هوكشتاين في إسرائيل بعد زيارته للبنان، فقد تجدّدت فجراً الغارات الإسرائيلية العنيفة على الضاحية الجنوبية وتواصلت طوال يوم أمس على دفعات بعد سلسلة انذارات اطلقها الجيش الإسرائيلي بالاخلاء لمناطق حارة حريك وبير العبد والغبيري والكفاءات والشياح. وقال الجيش الإسرائيلي: “استهدفنا مقرات قيادة وبنى تحتية عسكرية لـ”حزب الله” في بيروت”.
وطالت الانذارات صور في وقت استهدفت الغارات أيضاً قرى الجنوب والبقاع. وأدت غارة على طريق النبطية- مرجعيون طريق الخردلي، إلى انقطاع الطريق بالكامل. كما قام الجيش الإسرائيلي بعملية تفجيرات كبيرة في الخيام، ناسفاً المنازل والمباني السكنية خلال عملية توغله في أطراف البلدة. وبعد الظهر شن الطيران الحربي الإسرائيلي موجات متلاحقة من الغارات على البقاع الشمالي فاستهدف محيط بلدة يونين واعالي بلدة بوداي مرتين ونحلة والطيري وبيت شاما وبريتال ومقنة والسفري. وسقط قتيل وعدد من الجرحى في غارة إسرائيليّة على بلدة الصوانية المتاخمة لبلدة يونين. وسجلت غارات على خراج قرى بيت مشيك وعلى بلدتي الحفير وفلاوى .
وفي حصيلة غير نهائية للغارات سقط أربعة شهداء وجريحة في يونين وأحد عشر جريحا في بريتال وستة شهداء في مقنة وشهيد وجريحان في سهل يونين وثمانية شهداء في عمشكي حيث تواصل البحث عن مفقودين، وأحد عشر شهيداً في نبحا مع استمرار وجود مفقودين وخمسة شهداء في فلاوى وجريح في حوش الرافقة. وأحصي رسمياً ليل امس سقوط 47 شهيدا و22 جريحا نتيجة 16 غارة على بعلبك الهرمل أمس. كما سقط 4 شهداء و15 جريحاً في غارة على مبنى سكني في عربصاليم جنوبا.
وفي المقابل، سجلت سلسلة عمليات لـ”حزب الله”، وقد أعلن عن اطلاقه صلية صاروخية على موقع الإنذار المبكر “يسرائيلي” على قمة جبل الشيخ في الجولان السوري، كما أعلن أنه تصدى لمسيّرة هرمز 900 بصاروخ أرض جو ورمى للمرة الأولى بصلية صواريخ نوعية قاعدة حتسور الجوية شرقي مدينة أشدود.
"اللواء":
انشغلت دولة الاحتلال بالقرار التاريخي للمحكمة الجنائية الدولية، المتمثلة بمذكرة اعتقال دولية لرئيس مجلس وزراء الحرب في اسرائيل بنيامين نتنياهو، ووزير حربه المقال يوآف غالانت، الامر الذي غطى على محادثات لتسوية وقف النار بين اسرائيل وحزب لله على طول الجبهة المشتعلة من الجنوب الى الضاحية والبقاع، وجغرافيا الاستهداف في اي مكان من لبنان، في وقت حافظ فيه الاحتلال على غاراته العدوانية على الضاحية الجنوبية التي بدأت فجراً، واستمرت حتى ساعات متأخرة من الليل، من دون ان تفارق طائرات الاستطلاع سماء الضاحية وبيروت، ومختلف المحافظات.
ومع عودة هوكشتاين الى واشنطن عبر باريس، التي تتابع بدقة تفاصيل المفاوضات الجارية، أو العودة الى بيروت بقيت اجواء الانتظار سيدة الموقف.
وكان هوكشتاين عقد اجتماعا مطولا مع نتنياهو، مع اشارة اميركية ان الحرب قد تكون قريبة وان اسرائيل حققت بعض الاهداف المهمة في حربها ضد حزب لله.
وحسب المتحدث باسم الخارجية الاميركية ماثيو ميلر اننا نعتقد في المكان الذي يمكننا فيه التوصل الى حل دبلوماسي الآن.
وقال البنتاغون: سنواصل حتى اليوم الأخير من عمر هذه الادارة الوضع للتوصل الى وقف لاطلاق النار في لبنان.
إذاً، على وقع تجدد الغارات العنيفة التدميرية على الضاحية الجنوبية وقرى بعلبك – الهرمل في البقاع وقرى الجنوب، فاوض الموفد الاميركي آموس هوكشتاين قادة كيان الاحتلال الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع ورئيس الأركان هاليفي، وتوقعت التسريبات من الاعلام الأميركي حصول عراقيل اسرائيلية تمنع حتى الآن التوصل إلى حل لوقف الحرب والعدوان الجوي الواسع على لبنان والهجوم البري. وفعلا اعلن مكتب نتنياهو بعد لقائه مع هوكشتاين:»ان رئيس الوزراء لن يتراجع حتى تحقيق أهداف الحرب».
وقال عضو مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي السابق بيني غانتس: إذا لم يقبل لبنان اتفاقاً يسمح لإسرائيل بحرية العمل بمواجهة الانتهاكات فيجب توسيع نطاق الهجمات على البنية التحتية اللبنانية.
استمر الحديث من الجانب الاسرائيلي عن تقدم في المفاوضات بمايراعي مطالب اسرائيل، حيث نقلت مساء امس، صحيفة «معاريف» العبرية عن مصدر سياسي إسرائيلي: حصول تقدم كبير آخر أحرز بعد زيارة هوكشتاين، وضاقت الفجوات لإحراز تسوية على جبهة لبنان. وفي إطار التسوية ستحتفظ إسرائيل بحرية العمل في لبنان وستكون هناك آلية تنفيذ قوية.
ونُقل عن مسؤول اسرائيلي تمسك اسرائيل بحرية الحركة في جنوب لبنان بعد سريان الاتفاق.
وأيا تكن النتائج النهائية التي ستعلن والتي سيسفر عنها لقاء هوكشتاين مع قادة الكيان الاسرائيلي وبخاصة مع نتنياهو، فإن ماتسرب عن نتنياهو امس بأنه «ماضٍ في قراره حتى تحقيق اهداف الحرب»، والعودة امس الى تصعيد الغارات العنيفة التدميرية على الضاحية الجنوبية، ومناطق البقاع(47 شهيدا و22 جريحاً امس) والجنوب، كان استباقاً اسرائيلياً ومواكبة للمفاوضات، واستمراراً للضغط بالنارعلى لبنان لدفعه الى الاذعان والرضوخ للمطالب والشروط الاسرائيلية، وهو امر لن يتحقق، مايعني إطالة امد العدوان والمواجهات البرية.
وزاد من تصلب العدو الاسرائيلي ما اعلنه مرشح الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب لتولي منصب مستشار البيت الأبيض لشؤون الأمن القومي مايك والتز من اجراءات بعد تسلمه مهامه في كانون الثاني المقبل، بعد قرار المحكمة الجنائية الدولية اصدار اوامر بإعتقال نتنياهو وزير حربه المقال يوآف غالانت بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة.
ميقاتي في اليرزة
وعلى جبهة لبنان، اقتصر احتفال لبنان بالذكرى الاستقلال بزيارة الرئيس نجيب ميقاتي الى مقر وزارة الدفاع صباح امس اليرزة، حيث وضع اكليلا من الزهر على النصب التذكاري لشهداء الجيش.
وكان في استقبال رئيس الحكومة وزير الدفاع الوطني موريس سليم وقائد الجيش العماد جوزيف عون وكبار الضباط.
وفور وصوله أدّت ثلة من الجيش التحية الى رئيس الحكومة، وعزفت الموسيقى لحن الموتى، ثم وضع رئيس الحكومة اكليلا باسم «الجمهورية اللبنانية» على نصب شهداء الجيش.
بعد ذلك، قام الرئيس ميقاتي الوزير سليم، ثم زار العماد عون في مكتبه، وجرى البحث في الوضع الامني، وتعزيز دور الجيش اللبناني في الجنوب.
وحيا ميقاتي العماد عون ورعايته الابوية لشؤون المؤسسة العسكرية ومطالبها واندفاعها في حمايتها والذود عن كرامة عسكريها.
وكان الرئيس ميقاتي اكد «أن اللبنانيين مصرّون رغم كل الظروف على إحياء ذكرى استقلالِهم، لإيمانهم بما تحملُ لهم من معاني الحريةِ والسيادةِ والوحدةِ الوطنية، وبما تَبعَثُ في نفوسِهم مِن رجاءٍ بغدٍ أفضل». وشدد على «ان الجيش، الذي يستعد لتعزيز حضوره في الجنوب، يقدم التضحيات من ارواح ضباطه وعناصره زودا عن ارض الوطن وسيادته واستقلاله، معززا بثقة اللبنانيين بأنه الامل والمرتجى».
واكد العماد عون ان «الجيش لا يزال منتشرًا في الجنوب حيث يقدّم العسكريون التضحيات ويستشهدون من أجل لبنان، ولن يتركه لأنّه جزء لا يتجزّأ من السيادة الوطنية، وهو يعمل بالتنسيق مع قوّة الأمم المتّحدة الموقتة في لبنان – «اليونيفيل» ضمن إطار القرار 1701». وقال العماد عون في أمر اليوم لمناسبة العيد الـ ٨١ للاستقلال: يتابع الجيش تنفيذ مهمّاته على كامل الأراضي اللبنانية، متصدّيًا لكلّ محاولات زعزعة الأمن والاستقرار لأن الوحدة الوطنية والسلم الأهلي على رأس أولوياته، وهما الخط الأحمر الذي لن يُسمح لأي كان بتجاوزه، علمًا أنّ حماية الوطن والحفاظ عليه مسؤولية جامعة ومشتركة لكل اللّبنانيين. إنّ الافتراءات وحملات التحريض التي يتعرّض لها الجيش لن تزيده إلّا صلابة وعزيمة وتماسكًا، لأنّ هذه المؤسسة التي تحظى بإجماع محلي ودولي. وتوجه للعسكريين: أيّها العسكريون في هذه المحطّة السنوية، نستذكر شهداء المؤسسة العسكرية على مرّ السنين، وآخرهم من استشهد في الجنوب لأجل لبنان. بدمائهم سيزهر التراب مجدًا وعنفوانًا يحيي لبنان من جديد. نطمئن أهلنا وشعبنا إلى أنّه لا عودة إلى الوراء ولا خوف على الجيش الذي سيبقى إلى جانبهم متماسكًا رغم كلّ الظروف، حاميًا للبنان ومدافعًا عن أمنه واستقراره وسيادته.
سياسياً، قال مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان بالنسبة الى وقف النار، إن «الدولة اللبنانية بغياب رئيس الجمهورية ممثلة اليوم برئيس المجلس النيابي نبيه بري والرئيس نجيب ميقاتي، هي المعنية، بكل مساعي وقف النار الذي أتمناه الا يكون وقفًا مؤقتًا بل ثابتًا وطويلًا، لأن لبنان شبع الحروب والقتل والدمار». وعن الشغور الرئاسي، قال: أنا أول من حذّر منه خلال اجتماع مع النواب السنة ويومها انتقدنا البعض واعتبر الإجتماع اجتماعًا مذهبيًا، ولكن أعود وأقول الا يحق للمرجع الديني أن يلتقي بمن ينتخبون المفتي والمفتين وهم جزء أساسي في تركيبة المجلس الشرعي.
وكشف النائب السابق وليد جنبلاط ان هوكشتاين زاره بعد سماع انتقاد بأنه يحصر زياراته بشخصيات محددة واسمعناه وجهة نظرنا.
وشدد على اننا نتمسك بالطائف الذي ضمن الهدنة عامة 1949.
واكد: لا بد من فصل المسارات، ولا يستطيع لبنان الاستمرار في موضوع ربط المسارات، وبالتالي لا يمكن لايران ان تستخدم لبنان بربط المسارات من اجل تحسين الشروط في موضوع النووي الايراني. كفانا دماراً.
الوضع الميداني
ميدانياً، وبعد هدوء استمر منذ فجر الثلثاء تجددت الغارات على نحو خطير (اكثر من 13 غارة) على ضاحية بيروت الجنوبية.
واستهدفت الغارات حارة حريك، وبئر العبد والغبيري والشياح.
وطالت الانذارات صور ، في وقت استهدفت الغارات ايضا قرى الجنوب والبقاع. وأدت غارة على طريق النبطية مرجعيون طريق الخردلي، إلى انقطاع الطريق بالكامل. كما قام الجيش الاسرائيلي بعملية تفجيرات كبيرة في الخيام ، ناسفا المنازل والمباني السكنية خلال عملية توغله في البلدة.
الحزب: في المقابل، سجلت سلسلة عمليات لحزب لله وقد اعلن واعلن عن اطلاقه «صلية صاروخية على موقع الإنذار المبكر «يسرائيلي» على قمة جبل الشيخ في الجولان السوري المحتل». واعلن انه تصدى «لمسيرة هرمز 900 بصاروخ ارض جو». كما رمى «للمرة الأولى بصلية صواريخ نوعية قاعدة حتسور الجوية شرقي مدينة أشدود».
واعلن حزب لله عن استهداف كريات شمونة بسرب من المسيرات الانقضاضية، كما استهدفت المسيرات تجمع للجيش الاسرائيلي بشرق مدينة الخيام للمرة الثامنة.
واعترفت وسائل الاعلام الاسرائيلية بمقتل شخص اثر سقوط صارخ على نهاريا (شمال اسرائيل).
وليلاً، دوت صفارات الانذار، في منطقة البحر الميت وعدد من المستوطنات جنوب الخليل وبيت لحم.
وذكر الجيش الاسرائيلي ان 7 جنود اصيبوا بالمواجهات في الـ24 ساعة الماضية.
"نداء الوطن":
تحلّ الذكرى الـ81 للاستقلال ولبنان مزنر بالبارود والنار، وعلى مفترق قد ينبثق منه استقلال جديد، تنجلي معه ولادة دولة قوية برئيس سيادي يعيد لها ولمؤسساتها الهيبة والشرعية. هذا الاستقلال سيبقى منقوصاً بحسب مصادر كنسية لـ «نداء الوطن» من دون انتخاب رئيس ووقف الحرب ومنع التدخلات الخارجية وتثبيت الدولة كمرجعية وحيدة تحمل السلاح وتفاوض الدول الخارجية وتبسط سيادتها على كل أراضيها وتضبط حدودها».
وفي موقف لافت، قال الرئيس السابق للحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط للـ MTV، «لا يمكن للجمهورية الإسلامية أن تستعمل لبنان لربط المسارات بهدف تحسين شروط التفاوض حول الملف النووي». وفي ما خص المفاوضات أشار جنبلاط إلى أن «الكرة في الملعب الإسرائيلي، والـ 1701 يشمل كل القرارات السابقة و»اتفاق الطائف» ويؤكد الهدنة. كما شدد على ضرورة وقف إطلاق النار للتفاوض مع «حزب الله» وانتظار الإشارة من هوكستين في الساعات المقبلة والتي قد تكون إيجابيّة أو سلبيّة من منطلق أن أحداً لا يعلم نوايا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الحقيقيّة». ولفت جنبلاط إلى ما ورده من «أن بعض زوّار واشنطن طالبوا بفرض عقوبات على الرئيس نبيه برّي». كما كشف عن تواصل بينه وبين رئيس حزب «القوات اللبنانية» الدكتور سمير جعجع وسيزوره في معراب
وفي جديد المفاوضات لم يسجل أي تقدم بعد الإجتماعات الماراتونية التي عقدها الموفد الأميركي آموس هوكستين في تل أبيب مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع يسرائيل كاتس ورئيس الأركان هرتسي هاليفي باستثناء بعض الأجواء الإيجابية التي يشيعها الإعلام الإسرائيلي وتحديداً صحيفة «معاريف» التي نقلت عن مصدر سياسي إسرائيلي إحراز تقدم كبير وتضييق للفجوات لإحراز تسوية تحتفظ فيها إسرائيل بحرية العمل في لبنان ضمن آلية تنفيذ قوية.
هذا البند تحديداً أثار تساؤل مصدر متابع عن توجه إسرائيل إلى تحويل الوضع في لبنان وتحديداً جنوبي الليطاني على غرار ما يحصل في سوريا من ناحية حرية تحرك الجانب الإسرائيلي في استهداف كل البنى التحتية للفصائل الإيرانية هناك.
وفي انتظار ما سيرشح عن لقاءات هوكستين رسمياً واجتماع مجلس الوزراء المصغر لدراسة الرد اللبناني، أشارت معلومات دبلوماسية مواكبة لمحادثات هوكستين في تل أبيب، إلى عدم وجود تسوية قريبة، بسبب وجود العديد من الثغرات التي تشوب النص، وتمسك إسرائيل ببند حرية العمل في لبنان في حال وقع أي خرق من «حزب الله». أضافت المصادر «هناك إمكانية للتوصل إلى بداية تسوية ليس قبل أسبوعين.
وعن تأثير قرار «الجنائية الدولية» باعتقال نتنياهو على مسار المفاوضات، نفت مصادر دبلوماسية أن «يكون لها أي تأثير من منطلق أن نتنياهو لا يعير اهتماماً في الأساس لقرارات الأمم المتحدة وبالتالي لن يهتم لقرارات الجنائية الدولية».
في العودة إلى الاستحقاقات التي تداهم المؤسسة العسكرية فهي كثيرة، منها ما يتعلق بدورها المفصلي بعد الحرب في انتظار القرار السياسي لتجهيزها عديداً وعتاداً لبسط سيادة الدولة على كامل أراضيها ومنها ما هو قانوني يتعلق بالتمديد الثاني للقائد. وفي هذا السياق أكدت مصادر كنسية أننا على وشك اجتياز «القطوع»، بعد الضمانات التي حصل عليها البطريرك الراعي بوضع التمديد على السكّة الصحيحة». وقد رأت مصادر أن كلمة قائد الجيش جوزيف عون تضمنت نقاطاً عدة.
النقطة الأولى: استمرار الإتصالات لوقف إطلاق النار من دون أن تصل إلى خواتيمها السعيدة.
النقطة الثانية: استمرار الإنتشار في منطقة الـ 1701 وعدم الانسحاب منها، ولإتمام المهمة بنجاح يحتاج الجيش إلى قرار سياسي واضح من السلطة وإلى دعم وتعزيز إمكانية المؤسسة العسكرية.
النقطة الثالثة: التأكيد على مرجعية الجيش والدولة من دون ذكر ثلاثية «الجيش والشعب والمقاومة» وقتال «حزب الله» في الجنوب. وقد بدا ذلك واضحاً في حديثه عن تضحيات الجيش وشهدائه، والنازحين من أهل الجنوب، وهذا يعني بحسب المصادر إسقاط أدبيات «الجيش والشعب والمقاومة» من ذهنية الدولة والإتجاه إلى ثلاثية جديدة «الجيش والشعب والأرض». وانطلاقاً من هذا التوجه أكّد عون عدم التخلي عن الجنوب والعمل على إعادة الأهالي النازحين فور الاتفاق على وقف إطلاق النار.
النقطة الرابعة: قطع الطريق على كل حملات التحريض للنيل من سمعة المؤسسة معولاً على تماسكها ووحدتها واحتضانها داخلياً وخارجياً.
"الديار":
ارخت الجبهة اللبنانية بثقلها في دولة الاحتـلال بالامـس، على الرغم من “الزلزال” القضائي المتمثل باصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرة اعتقال بحق رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو ووزير الحرب السـابق يوآف غالانـت.
هذه المذكرة نزعت القناع عن الوجه القبيح لهذا الكيان العنصري الذي طالما حظيت جرائمه بتغطية العالم الغربي الذي احرجت معظم دوله بالامس، ما عدا الولايات المتحـدة طبـعا.
اما الاصرار على اضفاء اجواء ايجابية على محادثات المبعوث الرئاسي الاميركي عاموس هوكشتاين في كيان الاحتلال، فبقي «حبرا على ورق» وترجم عمليا تصعيدا ميدانيا عنيفا من قبل جيش الاحتلال الذي واصل تدمير مباني الضاحية الجنوبية عشوائيا بهدف ايذاء بيئة المقاومة، فيما تكثفت الغارات جنوبا وبقاعا حيث كانت الكلفة البشرية كبيرة حيث سقط نحو 50 شهيدا في البقاع واكثر من عشرين شهيدا جنوبا وجرح العشرات.
ووفق مصادر مطلعة فان المراوغة الاسرائيلية متوقعة لان نتانياهو يراهن على الوقت لتحسين شروط الاتفاق، وهو امر لن يحصل، وسيغرق جيش العدو في الوحل اللبناني.
اما محاولة فرض هدنة مؤقتة لـ 60 يوما فهي امر سبق ورفضها المفاوض اللبناني ويضغط العدو لفرضها.
ميدانيا، فيخوض «رجال الله» مواجهات عنيفة مع قوات العدو التي لم تنجح في احداث تعديل يذكر على الارض سواء في الخيام او المحور الغربي في شمع، فيما تواصل انهمار الصواريخ على المستوطنات.
واذا كان نتانياهو يتعمد المراوغة وشراء الوقت عبر تاجــيل حسم الموافقة على الاتفاق، فان الاصوات داخل اسرائيل ارتفعت مطالبة بوقف سريع للنار وتسوية مع لبنان، لان التكلفة باتت مرتفعة وستكون كارثية مع دخول فصل الشتاء، فيما الجيش يعاني من نقص حاد في العديد وبات منهكا الى درجة باتت القوات البرية مهددة بالانهــيار.
الترويج لاجواء ايجابية
ونقلت صحيفة «معاريف» الإسرائيلية عن مصادر مطلعة أن المفاوضات، قد اقتربت من التوصل إلى تسوية، بعد ان عقد هوكشتين اجتماعات مكثفة شملت رئيس حكومة العدو بنيامين نتانياهو ووزير الحرب يسرائيل كاتس ورئيس الاركان هرتسي هاليفي، وأكد مسؤولون إسرائيليون للصحيفة أن هناك تقدماً كبيراً قد تحقق في المفاوضات، وأن الفجوات بين الطرفين قد ضاقت في عدة نقاط، كما أشاروا إلى أن هناك رغبة واضحة لدى كلا الجانبين للتوصل إلى اتفاق نهائي.
وتدل التقديرات على أنه من المحتمل أن يتم التوصــل إلــى الترتيب النهائي في غضون أسبوعين إلى بضعة أسابيع.
لا للهدنة المؤقتة
لبنانيا، اكدت مصادر عين التينة ان هوكشستاين حمل صياغة مكتملة وافق عليها حزب الله. والان الانتظار سيد الموقف لمعرفة ما هي ملاحظات اسرائيل لمناقشتها. وقد نفت المصادر ان تكون ثمة موافقة على هدنة لـ 60 يوما.
واشارت الى انه اذا جاءت الموافقة الاسرائيلية سيبدا النقاش حول موعد وقف النار، وانتشار الجيش وآلية تنفيذ الـ1701.
اجواء ايجابية في واشنطن
من جهتها، اعتبرت واشنطن أن «إسرائيل حققت بعض الأهداف المهمة في حربها ضد حزب الله وأن نهاية الحرب قد تكون قريبة». وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية ماثيو ميلر «ما رأيناه هو أن إسرائيل حققت عددا من الأهداف المهمة. لقد رأينا إسرائيل على مدار الشهرين الماضيين، فعالة جدا في تطهير البنية التحتية لحزب الله بالقرب من الحدود، ولهذا السبب نعتقد أننا في المكان الذي يمكننا فيه التوصل إلى حل ديبلوماسي الآن”!.
الاتفاق يحتاج الى الوقت
وعلى الرغم من التقدم الكبير الذي تحقق، إلا أن هناك بعض الثغرات النهائية التي يجب سدها قبل إتمام التسوية، وهو ما يعني أن الاتفاق قد لا يتم في اليوم التالي، رغم قرب التوصل إليه، ومن المتوقع أن يعود هوكشتاين إلى الولايات المتحدة قريباً، فيما ستستمر المشاورات بين الطرفين في الأيام المقبلة.
وفي هذا السياق، اكدت قناة «كان» الاسرائيلية ان محادثات هوكشتاين مع المسؤولين الاسرائيليين وصفت بالجيدة، وقالت انه يمكن التقدم.اما وكالة»اكسيوس»فنقلت عن مسؤولين اميركيين واسرائيليين كبار تاكيدهم انه لا تزال هناك بعض الفجوات في الاتفاق.
الغرق في «الوحل”
في هذا السياق، اكدت وسائل اعلام اسرائيلية بان الاخفاق في وقف النار سيعني حكما غرق الجيش الاسرائيلي في وحول الشتاء في لبنان. من جهتها اكدت صحيفة “هآرتس» ان الاتفاق الآخذ في التبلور بين إسرائيل ولبنان، يوفر ذريعة للتفاؤل. واشارت الى ان معظم بنود الاتفاق تم استكمالها.
ووفقا لمعلومات الصحيفة، فان الولايات المتحدة وافقت على ضمان تنفيذ إسرائيل للاتفاق، أما مسألة «حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها» فستحلها صيغة ضبابية تنص على أن كل طرف يحق له الاحتفاظ بهذا الحق. ونقلت «هآرتس» عن مصدر إسرائيلي يشارك في الاتصالات، تاكيده ان التفكير بإمكانية تقديم جواب واضح على كل حالة خرق هو أمر غير واقعي. والعمل يجري للتوصل إلى «قاموس خرق” متفق عليه يستخدم دليلاً للجنة الرقابة التي يجب موافقتها على كل عملية إسرائيلية في كل مرة يعتبرها الطرفان خرقاً.
القضايا العالقة؟
وحتى لو تم الاتفاق بين الطرفين على «قاموس الخرق» الذي بحسبه سيتم تحديد حق إسرائيل في الرد، فسيبقى هناك عدد غير قليل من الأمور العالقة. مثلاً، ما الإجراء الذي على إسرائيل أن تمر به للحصول على الإذن للرد؟ لبنان يطالب بأن أي ادعاء بالخرق يناقش عبر لجنة الرقابة، وإذا لم تنجح الحكومة اللبنانية أو الجيش اللبناني في وقف هذا الخرق فسيتُخذ رد آخر.
في كل الحالات، بالنسبة للبنان، لن يسمح لإسرائيل مسبقاً بالهجوم بسبب خرق يلوح في الأفق. وكانت إسرائيل تطمح إلى الحصول على حرية عمل واسعة كما الحال في ســوريا، أو على الأقل حرية من النوع الذي يميز نشاطاتها في منــاطق للسلطة الفلسطينية مصنفة «أ»، او كما تفعل تركــيا التي تقصف مواقع القوات الكردية في سوريا والعــراق.
انسحاب قوات العدو فوري
ولفتت الصحيفة الى ان لبنان يطالب أن تبدأ إسرائيل بسحب قواتها عند دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ؛ حتى يستطيع مليون وربع مليون نازح من العودة إلى بيوتهم، وبالأساس لمنع إسرائيل من إقامة «منطقة أمنية» جديدة. ولكن هذا الطلب يقتضي دخولاً فورياً للجيش اللبناني إلى الجنوب، حتى قبل زيادة عديده.
ما هو دور الجيش؟
ولفتت الصحيفة الى انه من غير الواضح ما هو التفويض الذي سيعطى للجيش حسب القرار 1701، أساس الاتفاق المتبلور، يجب أن تتواجد جنوبي نهر الليطاني قوة عسكرية تصادق عليها الحكومة اللبنانية. ولكن هل يجب على الجيش اللبناني تفكيك بنى حزب الله التحتية العسكرية، من بينها قواعد ومخازن سلاح وذخيرة مخبأة في معظمها في بيوت خاصة. نظرياً، يمكن للجيش مصادرة المعدات العسكرية والتكنولوجية الموجودة جنوب نهر الليطاني، لكن الصواريخ بعيدة المدى والسلاح الموجود شمال نهر الليطاني لن يستطيع المس بها.
لا مس بسلاح حزب الله
ورغم أن القرار 1599 من العام 2004، المشمول في القرار 1701، ينص على وجوب نزع سلاح كل المليشيات، فإن حكومات لبنان امتنعت عن تنفيذ هذا البند، بل وأعطت حزب الله مكانة غير رسمية كـ «قوة دفاع» وطنية. لذلك، فإن طموح تجريد حزب الله من قدراته العسكرية على شاكلة الحلم الذي تسوقه إسرائيل تجاه حماس، بعيد عن التحقق، بل غير موجود على الطاولة.
ماذا تريد اسرائيل؟
ووفقا للاعلام الاسرائيل، فان ما تريد إسرائيل تحقيقه باستثناء وقف القتال في لبنان، هو قطع العلاقة بين جبهتي الحرب الأساسيتين، لبنان وغزة. هذه الخطوة ستمكن الجيش الإسرائيلي من تقليص نشر القوات في الشمال والتركيز على أعمال الإعمار والاستعداد الأمني للوضع الجديد هناك، في الوقت الذي يستمر فيه القتال في الجنوب.
حزب الله اكثر غموضا
لكن الاكثر خطورة بالنسبة لإسرائيل انها تجد صعوبة أكثر مما كان في السابق في التنبؤ بخطوات حزب الله القادمة، على خلفية التغييرات الكثيرة في قيادة الحزب. جزء من القيادة الرفيعة الجديدة التي تم استدعاؤها لاستبدال القادة والزعماء الذين قتلوا، غير معروفين للاستخبارات الإسرائيلية الآن.
مازق استدعاء الاحتياط
بعد انتهاء خطة الهجوم على القرى الامامية ومع بدء المرحلة الثانية من الهجوم، سرحت إسرائيل جزءاً كبيراً من قوات الاحتياط التي عملت في جنوب لبنان، واستخدمت عدداً أقل من القوات التي في معظمها قوات نظامية، في هذه المنطقة. ولفتت صحيفة «هآرتس» الى ان التقدم نحو الخط الثاني جزئي، لكن إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق فستقرر الحكومة إبقاء الجيش في لبنان، وستضطر لحسم ما إذا كانت تشن هجوماً برياً آخر نحو الخط الثالث، المحاذي لنهر الليطاني. في هذه الحالة، يجب تجنيد الاحتياط من جديد بشكل واسع، الذي سيثقل العبء على جهاز الاحتياط وأبناء عائلات الجنود.
الرواية الاسرائيلية حول الاتفاق
من جهتها، اوضحت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الاسرائيلية، أنه تم «الاتفاق على نحو 90% من بنود اتفاق وقف النار في لبنان والتفاصيل الحســاسة والنهائية لم تحســم بعد.
وزعمت الصحيفة، ان مسودة الاتفاق تضمنت بندا ينص على وقف إطلاق نار تجريبي لمدّة 60 يوماً، ينسحب في خلالها حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني، ويتم بعد ذلك نشر قوات الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل في جنوب لبنان.
كما ذكرت أن المسودة نصت على انسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان ونصت على تشكيل لجنة للرقابة تضم دول عدة من بينها بريطانيا، ألمانيا، فرنسا ودول أخرى، كما اشارت الى وجود بند حرية العمل لإسرائيل في حال خرق حزب الله الاتفاق؟! لكن مصادر لبنانية تنفي ذلك بشدة..
“الترسيم» حاضر؟
وذكرت القناة 13 الإسرائيلية نقلاً عن مصادر أنّ «اتفاق التسوية بين لبنان وإسرائيل يشمل مفاوضات لترسيم الحدود البرية، والجيش اللبناني سينتشر في جميع المعابر البرية والبحرية بعد وقف إطلاق النار»، وزعمت انه»بحسب الاتفاق أمام إسرائيل 60 يوما للانسحاب من جنوب لبنان، ومسودة الاتفاق تشمل تشكيل لجنة خاصة تديرها الولايات المتحدة لمراقبة انتهاكات الاتفاق، واللجنة ستشرف على تفكيك البنية التحتية لحزب الله فوق وتحت الأرض.
مزايدات اسرائيلية
وفي موقف يزايد فيه على نتانياهو اعلن الوزير المستقيل بني غانتس انه إذا لم يقبل لبنان اتفاقاً يسمح لإسرائيل بحرية العمل بمواجهة الانتهاكات فيجب توسيع نطاق الهجمات على البنية التحتية اللبنانية.
اسرائيل تنهار!
في هذا الوقت، نصح الجنرال الاحتياط في جيش العدو اسحق بريك حكومة نتانياهو بابرام اتفاق سياسي مع لبنان لان نظرية القضاء على حزب الله غير واقعية، والجيش الاسرائيلي لا يملك القدرة على ذلك، وهو في حالة انهاك تهدد بالقضاء على القوة البرية الاسرائيلية، وقال «لو جاء كائن من الفضاء الخارجي ونظر إلينا من أعلى، ماذا سيرى؟ سيرى حرباً تستمر منذ أكثر من سنة، ولا نهاية لها. سيرى بأنه لم يتحقق أي هدف من أهداف الحرب، سواء تحرير المخطوفين، أو عودة المخلين من الشمال إلى بيوتهم، أو تدمير حمــاس أو حزب الله، أو إبعاد إيران عن وكلائها. سيرى أن اقتصــاد إسرائيل في حالة انهيار، والمناعة الاجتماعية في حالة تفكك، وعلى شفا الحرب الأهلية، والعالم المتنور ينفصل عن إسرائيل، والجيش البري يتآكل إلى أقصى درجــة”.
القوات البرية «تتفكك”
واضاف بريك» سيرى هذا الكائن أن الجيش لا يخبر المستوى السياسي بحقيقة الأزمة الشديدة في صفوفه، وجنود الاحتياط الذين أصبح 40 في المئة منهم يصوتون بالأرجل وهم غير مستعدين للخدمة مرة أخرى، والجنود النظاميون الذين يسرحون بسبب حالتهم النفسية والجسدية وعدم قدرتهم على مواصلة القتال. سيرى أيضاً بأن الجيش البري بات في حالة تفكك من ناحية القوة البشرية وتنقصه الوسائل القتالية”.
توحش اسرائيلي.. والمقاومة ترد
في الميدان، وعلى وقع مغادرة هوكشتاين لبنان، تجددت فجرا الغارات على الضاحية الجنوبية وتواصلت طوال اليوم على دفعات في حارة حريك وبئر العبد والغبيري والكفاءات والشياح. في وقت استهدفت الغارات ايضا قرى الجنوب والبقاع حيث تجاوز عدد الشهداء الخمسين. وأدت غارة على طريق النبطية مرجعيون طريق الخردلي، إلى انقطاع الطريق بالكامل.
في المقابل اعلن حزب الله اطلاق «صلية صاروخية على موقع الإنذار المبكر «يسرائيلي» على قمة جبل الشيخ في الجولان السوري المحتل». واعلن انه تصدى «لمسيرة هرمز 900 بصاروخ ارض جو». كما قصف للمرة الأولى بصلية صواريخ نوعية قاعدة حتسور الجوية شرقي مدينة أشدود. واعلن الحزب إن مقاتليه شنوا هجوما بسرب مُسيّرات انقضاضية على قاعدة حيفا البحرية (..) وأصابت أهدافها بدقة.
حيفا ونهاريا تحت القصف
كما استهدف مقاتلو الحزب بدفعة صواريخ «قاعدة شراغا (المقر الإداري لقيادة لواء غولاني) شمالي مدينة عكا المُحتلّة. وبدفعات صواريخ، هاجم «حزب الله” تجمعات لقوات إسرائيلية في جنوبي لبنان وشمالي فلسطين المحــتلة.
وتلك التجمعات في موقع هضبة العجل شمالي مستوطنة كفاريوفال، وشرقي مدينة الخيام،وعند بوابة العمرا جنوبي مدينة الخيام. كم شن مقاتلو الحزب هجوما بسرب مُسيّرات انقضاضية على تجمع لقوات جيش الاحتلال الإسرائيلي عنــد الأطراف الشرقية لمدينة الخيام و»أصابت أهدافها بدقــة.
ودوّت صفارات الإنذار في حيفا،وبعد اطلاق نحو 25 صاروخاا نحو نهاريا اعلن عن مقتل إسرائيلي.
كلام جعجع لا يستحق الرد
في غضون ذلك، وبعد ايام على دعوته الى انتخابات رئاسية دون النواب الشيعة، اطلق رئيس القوات اللبنانية سمير جعجع كلام «خنفشاري» جديد حيث دعا الرئيس بري الى الدعوة إلى جلسة انتخاب رئاسية وإذا لم يدعُ فعلى النائب الأكبر سنّا الدعوة بحسب الدستور اللبناني،ولم تعلق مصادر مقربة من عين التينة على هذا الكلام، معتبرة انه لا يستحق الرد.
"الجمهورية":
فيما تردّد انّ الموفد الرئاسي الاميركي آموس هوكشتاين سيغادر تل ابيب إلى واشنطن من دون العودة إلى بيروت، تولّد انطباع اولي بأنّ مهمّته تعثرت بنتيجة اجتماعه مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وقد دلّ الى هذا التعثر تصعيد إسرائيل عدوانها اكثر فأكثر امس على لبنان، حيث رفعت من وتيرة قصفها الجوي التدميري على مدن الجنوب وقراه وعلى الضاحية الجنوبية لبيروت والبقاع الذي سقط فيه وحده امس 47 شهيداً و22 جريحاً إلى جانب عشرات الشهداء والجرحى في مناطق اخرى. ولم تردع إسرائيل عن هذا القصف اوامر أصدرتها المحكمة الجنائية الدولية أمس، باعتقال نتنياهو ووزير دفاعه المقال يوآف غالانت، بتهم ارتكاب الإبادات الجماعية في قطاع غزة.
وكشف مصدر سياسي بارز مواكب للمفاوضات التي خاضها هوكشتاين في بيروت لـ«الجمهورية»، انّه بعكس ما يُقال، لا نقاط عالقة بقيت بين هوكشتاين والجانب اللبناني في مسودة المقترح الاميركي لوقف إطلاق النار. وقال المصدر «انّ المبعوث الاميركي غادر على أساس انّه سيعود الينا بعد مناقشة الاتفاقية مع إسرائيل وبالتحديد النقاط التي يمكن إمرارها في الشكل الذي تمّ الاتفاق عليه معنا، أم انّ لديهم مطالب أخرى. في النهاية نحن طرفان والاميركي يلعب دور الوسيط».
وفي ما خصّ النقطتين اللتين يتردّد الحديث حول الخلاف عليهما كشف المصدر، انّ البند المتعلق بـ»الدفاع عن النفس» تمّ الاتفاق عليه بجعله مرتبطاً بشروط معينة ومحدّدة. اما لجنة الرقابة فأصبحت لجنتين، أي الأولى الموجودة حالياً وهي اللجنة الثلاثية، وتمّ تشكيل لجنة أخرى موسّعة خماسية كلية الرقابة، تضمّ الأطراف الثلاثة بالإضافة إلى الأميركيين والفرنسيين، ودور هاتين اللجنتين هو مراقبة تطبيق القرار 1701. واشار المصدر إلى انّ المفاوض اللبناني لم يتلق بعد اي اتصال من هوكشتاين بعد مغادرته لبنان. ورفض المصدر ان يُدرج الأجواء في خانة التفاؤل إنما الأمل في أن يعود هوكشتاين بأجوبة إيجابية تمهيداً للتوصل إلى تفاهم حول وقف إطلاق النار وتطبيق القرار الدولي.
وفي السياق، أكّدت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية» انّ لبنان فعل ما يتوجب عليه لإنجاح مسعى وقف إطلاق النار، وبالتالي هو يترقب النتائج التي ستفضي اليها اللقاءات التي عقدها آموس هوكشتاين في تل أبيب مع المسؤولين الاسرائيليين.
واشارت المصادر إلى انّ احتمالات نجاح مهمّة هوكشتاين من عدمه تكاد تكون متساوية، والأمر يتوقف الآن على حسابات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الذي بات مطلوباً للعدالة بعد إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي توقيف في حقه وحق وزير الحرب السابق يوآف غالانت.
وكشفت المصادر عن انّ جهات غربية نصحت مسؤولاً لبنانياً بعدم الإفراط في التفاؤل لأنّ اولوية نتنياهو هي حماية حكومته ونفسه، فإذا كانت التسوية المقترحة تحقق له ذلك سيتجاوب معها، واذا وجد انّها تتعارض مع مصالحه فسيلجأ إلى عرقلتها.
والى ذلك، افترضت مصادر سياسية مواكبة لوساطة هوكشتاين عبر «الجمهورية»، أنّ البحث في تفاصيل الاتفاق بين لبنان وإسرائيل سيحتاج إلى جولات مكوكية عدة. وفي المبدأ، يوافق الإسرائيليون على نحو 90 في المئة من النقاط الواردة في نص المسودة التي يحملها الوسيط الأميركي، لأنّهم في الأساس ناقشوها مع هوكشتاين عند إعدادها. لكن الألغام التفاوضية الحقيقية تكمن في الـ10 في المئة المتبقية. وكما يقال، إنّ «الشيطان يكمن في التفاصيل»، وخصوصاً في ما يتعلق برغبة إسرائيل في أن يكون لها هامش التدخّل العسكري في لبنان واستخدام القوة لإحباط أي محاولة من جانب «حزب الله» لإعادة بناء قواه القتالية. وهذا البند الذي عمل الإسرائيليون على إدراجه في ملحق لمسودة الاتفاق كان يحظى بموافقة واشنطن وتل أبيب فقط. لكن المفاوض اللبناني عمل على إبدال هذا البند بآخر أكثر توازناً وحفاظاً على السيادة، وهو ينص على أنّ للطرفين حقهما في الدفاع عن النفس، إذا تبين لأي منهما أنّ الطرف الآخر يقوم بخرق الاتفاق والقرار 1701، ولكن بعد إبلاغ هيئة المراقبة ومنحها الأولوية في المعالجة.
وفيما توقع بعض المصادر أن يحمل هوكشتاين إلى بيروت ردّ المجلس الوزاري السياسي والأمني الإسرائيلي المصغر الذي اجتمع مساء أمس، لاستكمال النقاش، فإنّه يغادر إلى واشنطن، وفق ما ذكر موقع «أكسيوس». وهذا ما اعتبرته المصادر إشارة إلى عدم وجود اتفاق في المدى القريب. ولذلك، هي عبّرت عن خشيتها من رفع إسرائيل لمستوى العنف وإراقة دماء المدنيين في هذه الأثناء، بمجازر متنقلة من الجنوب إلى البقاع فبيروت، تطبيقاً لمقولة «التفاوض على صفيح ساخن».
في تل ابيب
وكان هوكشتاين التقى نتنياهو في تل ابيب امس، كذلك التقى وزير الدفاع يسرائيل كاتس ورئيس اركان الجيش الاسرائيلي هرتسي هاليفي، في وقت اعتبرت الولايات المتحدة الأميركية أنّ «إسرائيل حققت بعض الأهداف المهمّة في حربها ضدّ «حزب الله» وأنّ نهاية الحرب قد تكون قريبة».
واشار موقع «أكسيوس» مساء امس إلى «أنَّ هوكشتاين قد يعود إلى واشنطن الليلة (أمس) ولا توقعات بالإعلان عن أي اتفاق لوقف إطلاق النار على الجبهة اللبنانية قبل الأسبوع المقبل». وأوضح «أكسيوس» نقلًا عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين كبار، أنَّه «لا تزال هناك بعض الفجوات في الاتفاق بشأن لبنان». وأضافوا: «إسرائيل أحرزت تقدّماً كبيراً نحو اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان».
اوامر اعتقال
في هذه الأثناء اعلنت المحكمة الجنائية الدولية «إصدار أوامر اعتقال بحق رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع المقال يوآف غالانت بتهمة ارتكاب جرائم حرب في غزة». كذلك اصدرت أمر اعتقال بحق محمد الضيف قائد كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة «حماس».
وذكرت المحكمة ومقرها في لاهاي، أنّها أصدرت مذكرات توقيف في حق نتنياهو وغالانت «في قضايا جرائم ضدّ الإنسانية وجرائم حرب ارتُكبت بين الثامن من تشرين الأول 2023 وحتى 20 أيار 2024 على الأقل، تاريخ تقديم الادعاء العام طلبات إصدار مذكرات توقيف». وشدّدت على أنّ «هناك أسباباً منطقية للاعتقاد بأنّ نتنياهو وغالانت ارتكبا جرائم»، مؤكّدة أنّ «هناك أسباباً منطقية تدعو للاعتقاد بأنّ نتنياهو وغالانت أشرفا على هجمات على السكان المدنيين». وأكّدت أنّ «اعتراف إسرائيل باختصاص المحكمة ليس مطلوبًا لتنفيذ أوامر الاعتقال»، ما يعزز من صلاحياتها في متابعة القضايا المتعلقة بالجرائم الدولية، بغض النظر عن اعتراف الدول المعنية.
وأكّد المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان جيريمي لورانس أنّ «الدول التي تعترف بالمحكمة الجنائية الدولية بموجب نظام روما الأساسي ملزمة بتنفيذ قراراتها».
وقال لورانس رداً لوكالة «ريا نوفوستي» حول مذكرة الاعتقال التي أصدرتها المحكمة بحق نتنياهو: «نحن نحترم استقلالية وكفاءة المحكمة الجنائية الدولية وفقاً لنظام روما الأساسي في جميع الحالات والقضايا التي تقع ضمن اختصاصها، وندعم بشكل كامل عملها في محاسبة مرتكبي أخطر الجرائم الدولية». وأضاف: «إنّ الدول الأطراف في نظام روما الأساسي ملزمة باحترام قرارات المحكمة وتنفيذها».
الموقف الاسرائيلي
وعلّق نتنياهو على قرار المحكمة فقال: «هذا يوم أسود في تاريخ الشعوب، المحكمة تأسست للدفاع عن الإنسانية وقد تحولت إلى عدو لها». واضاف: «لن يمنعني أي قرار شائن معادٍ لإسرائيل من مواصلة الدفاع عن أنفسنا ولن نستسلم للضغوط، وقرار المحكمة إفلاس أخلاقي ويمسّ بالدول الديموقراطية وبحقها في الدفاع عن النفس».
واعلن انّ «إسرائيل لن تعترف بقرار المحكمة الجنائية الدولية، التي توجّه إلينا تهماً وهمية تتجاهل جرائم الحرب الحقيقية التي تنفّذ ضدّنا وضدّ آخرين في العالم».
واشار ديوان رئيس الوزراء الاسرائيلي الى أنّ «إسرائيل ترفض باشمئزاز الإجراءات والاتهامات السخيفة والكاذبة الموجّهة إليها من الجنائية الدولية»، معتبراً أنّ «قرار المحكمة الجنائية الدولية معادٍ للسامية».
وفيما علّق الرّئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ على قرار المحكمة قائلاً إنّ «هذا يوم أسود للعدالة والإنسانية»، قال وزير الخارجية الإسرائيلي «إنني أصدرت تعليمات لسفرائنا بالتحرك في دول العالم بعد القرار الفاضح في لاهاي».
اما وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير فوصف في بيان له قرار المحكمة بأنّه «عار لا مثيل له». وأضاف «أنّ هذا القرار «لا يفاجئ»، وأنّ المحكمة «تظهر مجددًا أنّها معادية للسامية من البداية إلى النهاية»، وشدّد على «دعمه الكامل» لنتنياهو، معتبراً «أنّ الردّ على مذكرات الاعتقال يجب أن يكون بتطبيق السيادة على كافة أراضي الضفة الغربية المحتلة، والاستيطان في جميع مناطق البلاد، وقطع العلاقات مع السلطة الفلسطينية» التي وصفها بـ«سلطة الإرهاب»، بما في ذلك «فرض عقوبات عليها».
مصادر مطلعة لـ «الجمهورية»: لبنان فعل ما يتوجب عليه لإنجاح مسعى وقف إطلاق النار، ويترقّب نتائج لقاءات هوكشتاين في تل أبيب
وكشف مصدر سياسي بارز مواكب للمفاوضات التي خاضها هوكشتاين في بيروت لـ«الجمهورية»، انّه بعكس ما يُقال، لا نقاط عالقة بقيت بين هوكشتاين والجانب اللبناني في مسودة المقترح الاميركي لوقف إطلاق النار. وقال المصدر «انّ المبعوث الاميركي غادر على أساس انّه سيعود الينا بعد مناقشة الاتفاقية مع إسرائيل وبالتحديد النقاط التي يمكن إمرارها في الشكل الذي تمّ الاتفاق عليه معنا، أم انّ لديهم مطالب أخرى. في النهاية نحن طرفان والاميركي يلعب دور الوسيط».
وفي ما خصّ النقطتين اللتين يتردّد الحديث حول الخلاف عليهما كشف المصدر، انّ البند المتعلق بـ»الدفاع عن النفس» تمّ الاتفاق عليه بجعله مرتبطاً بشروط معينة ومحدّدة. اما لجنة الرقابة فأصبحت لجنتين، أي الأولى الموجودة حالياً وهي اللجنة الثلاثية، وتمّ تشكيل لجنة أخرى موسّعة خماسية كلية الرقابة، تضمّ الأطراف الثلاثة بالإضافة إلى الأميركيين والفرنسيين، ودور هاتين اللجنتين هو مراقبة تطبيق القرار 1701. واشار المصدر إلى انّ المفاوض اللبناني لم يتلق بعد اي اتصال من هوكشتاين بعد مغادرته لبنان. ورفض المصدر ان يُدرج الأجواء في خانة التفاؤل إنما الأمل في أن يعود هوكشتاين بأجوبة إيجابية تمهيداً للتوصل إلى تفاهم حول وقف إطلاق النار وتطبيق القرار الدولي.
وفي السياق، أكّدت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية» انّ لبنان فعل ما يتوجب عليه لإنجاح مسعى وقف إطلاق النار، وبالتالي هو يترقب النتائج التي ستفضي اليها اللقاءات التي عقدها آموس هوكشتاين في تل أبيب مع المسؤولين الاسرائيليين.
واشارت المصادر إلى انّ احتمالات نجاح مهمّة هوكشتاين من عدمه تكاد تكون متساوية، والأمر يتوقف الآن على حسابات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الذي بات مطلوباً للعدالة بعد إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي توقيف في حقه وحق وزير الحرب السابق يوآف غالانت.
وكشفت المصادر عن انّ جهات غربية نصحت مسؤولاً لبنانياً بعدم الإفراط في التفاؤل لأنّ اولوية نتنياهو هي حماية حكومته ونفسه، فإذا كانت التسوية المقترحة تحقق له ذلك سيتجاوب معها، واذا وجد انّها تتعارض مع مصالحه فسيلجأ إلى عرقلتها.
والى ذلك، افترضت مصادر سياسية مواكبة لوساطة هوكشتاين عبر «الجمهورية»، أنّ البحث في تفاصيل الاتفاق بين لبنان وإسرائيل سيحتاج إلى جولات مكوكية عدة. وفي المبدأ، يوافق الإسرائيليون على نحو 90 في المئة من النقاط الواردة في نص المسودة التي يحملها الوسيط الأميركي، لأنّهم في الأساس ناقشوها مع هوكشتاين عند إعدادها. لكن الألغام التفاوضية الحقيقية تكمن في الـ10 في المئة المتبقية. وكما يقال، إنّ «الشيطان يكمن في التفاصيل»، وخصوصاً في ما يتعلق برغبة إسرائيل في أن يكون لها هامش التدخّل العسكري في لبنان واستخدام القوة لإحباط أي محاولة من جانب «حزب الله» لإعادة بناء قواه القتالية. وهذا البند الذي عمل الإسرائيليون على إدراجه في ملحق لمسودة الاتفاق كان يحظى بموافقة واشنطن وتل أبيب فقط. لكن المفاوض اللبناني عمل على إبدال هذا البند بآخر أكثر توازناً وحفاظاً على السيادة، وهو ينص على أنّ للطرفين حقهما في الدفاع عن النفس، إذا تبين لأي منهما أنّ الطرف الآخر يقوم بخرق الاتفاق والقرار 1701، ولكن بعد إبلاغ هيئة المراقبة ومنحها الأولوية في المعالجة.
وفيما توقع بعض المصادر أن يحمل هوكشتاين إلى بيروت ردّ المجلس الوزاري السياسي والأمني الإسرائيلي المصغر الذي اجتمع مساء أمس، لاستكمال النقاش، فإنّه يغادر إلى واشنطن، وفق ما ذكر موقع «أكسيوس». وهذا ما اعتبرته المصادر إشارة إلى عدم وجود اتفاق في المدى القريب. ولذلك، هي عبّرت عن خشيتها من رفع إسرائيل لمستوى العنف وإراقة دماء المدنيين في هذه الأثناء، بمجازر متنقلة من الجنوب إلى البقاع فبيروت، تطبيقاً لمقولة «التفاوض على صفيح ساخن».
في تل ابيب
وكان هوكشتاين التقى نتنياهو في تل ابيب امس، كذلك التقى وزير الدفاع يسرائيل كاتس ورئيس اركان الجيش الاسرائيلي هرتسي هاليفي، في وقت اعتبرت الولايات المتحدة الأميركية أنّ «إسرائيل حققت بعض الأهداف المهمّة في حربها ضدّ «حزب الله» وأنّ نهاية الحرب قد تكون قريبة».
واشار موقع «أكسيوس» مساء امس إلى «أنَّ هوكشتاين قد يعود إلى واشنطن الليلة (أمس) ولا توقعات بالإعلان عن أي اتفاق لوقف إطلاق النار على الجبهة اللبنانية قبل الأسبوع المقبل». وأوضح «أكسيوس» نقلًا عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين كبار، أنَّه «لا تزال هناك بعض الفجوات في الاتفاق بشأن لبنان». وأضافوا: «إسرائيل أحرزت تقدّماً كبيراً نحو اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان».
"البناء":
بعد ستة شهور من طلب المدّعي العام في المحكمة الجنائية الدولية وقرابة خمسين مراجعة من عدة دول، منها ثلاثون من كيان الاحتلال لإبطال طلب المدعي العام كريم خان، رغم تهديدات أميركية علنية بالعقوبات بحق المحكمة وقضاتها إذا أصدرت قرارات ملاحقة بحق أي من قادة كيان الاحتلال، اتخذ القضاة قرارهم بإصدار مذكرتي توقيف بحق كل من رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو ووزير حربه المطرود يوآف غالانت، والملاحقة بجرائم حرب وجرائم بحق الإنسانية، وأضافوا إليها مذكرة بحق القائد محمد ضيف بعدما سقطت ملاحقات كل من القائدين الشهيدين إسماعيل هنية ويحيى السنوار.
الحدث تحوّل فوراً إلى خبر أول عالمياً، فالمحكمة التي اتخذت القرار شكّلها الغرب لتلاحق قادة الشرق والجنوب، كما قال أعضاء الكونغرس الأميركي، والمحكمة أنشئت عقب الحرب العالمية الثانية لملاحقة قادة ألمانيا النازية بجرائم المحرقة التي تعرّض لها يهود أوروبا على أيدي النازيين. وها هي المحكمة ذاتها تلاحق قادة الكيان الذي حظي بصفة الابن المدلل للغرب والذي احتمى لعقود طويلة بمظلوميّة المحكمة وسرديّتها. وكما فشلت العقوبات بثني قضاة المحكمة عن قرارهم فشل التهديد بتهمة معاداة السامية، لتسقط معها أسلحة حكومات الغرب لقمع نهضة الشعوب ووقفات الرأي العام، بالسلاحين المادي والثقافي اللذين حكما الحياة العامة في الغرب لعقود ما بعد الحرب العالمية الثانية، ليظهر قضاة المحكمة تعبيراً أصيلاً عن نبض الرأي العام الغربي المنحاز إلى مظلومية الشعب الفلسطيني، وضميراً للإنسانيّة التي خذلها مجلس الأمن مراراً بقوة الفيتو الأميركي.
الرأي العام الذي دفع قضاة المحكمة وحماهم، كان خلف استجابة الحكومات الأوروبيّة التي تتضامن مع كيان الاحتلال وقادته، وقام بعضها بمراجعة المحكمة لعدم السير بطلب المدعي العام، وقد أعلن أغلب الحكومات الأوروبية الخضوع لقرار المحكمة، فأعلنت فرنسا وبريطانيا وإسبانيا وإيرلندا وبلجيكا وهولندا وإيطاليا، الاستعداد لتنفيذ قرار المحكمة إذا دخل إلى أراضيها أي من المطلوبين للمحكمة، بينما كانت حال الهيستيريا تجتاح كلاً من أميركا وكيان الاحتلال، حيث علت أصوات التهديد والوعيد بحق المحكمة والتهم الجاهزة بالعداء للساميّة.
في المنطقة بقي مصير التفاوض الذي يجريه المبعوث الأميركي مع رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو غامضاً، فيما كان الاحتكام لميدان القتال أقرب للتحول الى ساحة التفاوض الأصليّة، حيث سجلت المقاومة مواجهات حاسمة في جبهات شمع والخيام حي أحرقت ثلاث دبابات للاحتلال ومنعت قواته من تحقيق أي تقدّم، بينما استمرّت صواريخ المقاومة وطائراتها المسيّرة بمهاجمة مستوطنات الجبهة الأمامية حيث تتمركز قوات الاحتلال، كما استهدفت نهاريا عدة مرات ووصلت صواريخ المقاومة على قاعدة حتسور الجوّية قرب أسدود على حدود غزة وعلى بعد أكثر من 150 كلم من الحدود.
لم يصدر عن الاجتماع المطوّل الذي استمرّ لساعات بين رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والمبعوث الأميركي أموس هوكشتاين، بخصوص مباحثات مسودة الاتفاق الأميركي للتوصل إلى وقف إطلاق النار في لبنان ما يؤشر إلى حل قريب. لكن صحيفة العدو نقلت عن مصدر سياسي إسرائيلي، إشارة إلى «تقدم كبير آخر أحرزه هوكشتاين»، قائلاً إنّ «الفجوات ضاقت لإحراز تسوية على جبهة لبنان». وبحسب معاريف فإنّ «هناك رغبة واضحة لدى الأطراف في التوصل إلى اتفاق»، وإنّه «في إطار التسوية ستحتفظ «إسرائيل» بحرية العمل في لبنان وستكون هناك آلية تنفيذ قويّ». وبالتالي «التقديرات تشير إلى إمكانية التوصل إلى تسوية في غضون أسابيع قليلة وربما أسبوعين».
تحدّث موقع «أكسيوس» الأميركي، عن حدوث «تقدّم كبير نحو اتفاق لوقف إطلاق النار، لكن لا تزال هناك بعض الثغرات التي يجب سدّها»، وفقًا لما ذكره مسؤولون إسرائيليّون وأميركيون للموقع.
ومن المتوقع أن يكون هوكشتاين قد غادر مساء أمس تل أبيب عائدًا إلى واشنطن، و»لا يُتوقع الإعلان عن الاتفاق قبل الأسبوع المقبل»، ومن المتوقع أن يناقش الكابينت وضع المحادثات خلال اجتماعه الليلة، ولكن من غير المرجّح إجراء تصويت.
ورجحت معلومات أنّ الاجتماع المطوّل سببه البحث في الأمور التقنية التي قد تتطلّب تعديلات والوقت الإضافي للبحث في جميع البنود.
وليس بعيداً، كانت قيادة جيش العدو الإسرائيلي أبلغت القيادات السياسية الإسرائيلية أنها تؤيد وقف إطلاق النار في لبنان. كما أشارت إلى أنها مستعدّة لمواجهة أي خروقات مستقبلية من الجانب اللبناني. وأوضحت هيئة البث الإسرائيلية أن الولايات المتحدة وفرنسا سترأسان فريق مراقبة الاتفاق من دون أي اعتراضات من أي جانب على ذلك، إلا أن «إسرائيل» تفضِّل انضمام «الدول الأوروبية الجادة» إلى فريق مراقبة الاتفاق، بينما يطالب لبنان بإدراج اسم دولة عربية واحدة على الأقل.
وبالتوازي مع المفاوضات الجارية كثف جيش العدو الإسرائيليّ من عدوانه على مختلف المناطق بين الضاحيّة والجنوب والبقاع، مرتكبًا المزيد من المجازر المتنقلة بحقّ المدنيين. وسجل سقوط ما يزيد عن 47 شهيدًا وعشرات الجرحى، جراء سلسلةٍ عنيفة من الغارات الجويّة على البقاع الشماليّ. فيما تجدّدت الغارات الجوية على الضاحيّة الجنوبيّة لبيروت، ليرتفع عددها، حتّى ساعات المساء الأولى، إلى 12 في إطار 4 أوامر بالإخلاء.
وقال محافظ بعلبك ـــ الهرمل، بشير خضر، إن 47 شهيدّا و22 مصاباً، في حصيلة أولية، للغارات المعادية على بلدات المحافظة شرقي لبنان.
واستهدفت سلسلةٌ من الغارات الجويّة عددًا من البلدات في قضاء بعلبك، وفي حصيلة أولية، سقط 3 شهداء في بلدة يونين، وشهيدان في بلدة الصوانيّة، شهيدان في بيت شاما وشهيدان في بريتال. وعصرًا أغار الطيران الحربيّ على بلدة مقنة متسببًا بمقتل 6 أشخاص من عائلة «آل المقداد»، في حين سقط 4 شهداء و3 جرحى في بلدة فلاوى. بينما أدّت الغارة الّتي استهدفت بلدة نيحا شمالي مدينة بعلبك، إلى سقوط 10 شهداء وعددٍ من الجرحى تفاوتت إصابتهم بين الخطيرة والمتوسطة. كما سقط 8 شهداء في منطقة عمشكي الواقعة عند أطراف مدينة بعلبك.
وسُجلت غاراتٌ جويّة، على بلدات، رسم الحدث وبيت شاما وجرود نحلة وحورتعلا والنبي شيت والسّفري وبوداي ومزارع بيت مشيك وحوش باي. وأفادت تقارير عن إخلاء مبنى في تعلبايا في البقاع الأوسط بعد ورود اتصال تهديد بالإخلاء، في وقتٍ تعمل القوى الأمنيّة للتأكد من صحّة الاتصال. ومساءً، شنّ سلاح الجوّ الإسرائيليّ غارةً استهدفت معبر قلد السبع – جرماش على الحدود الشماليّة الغربيّة للهرمل مع سورية.
وجنوبًا، شنّ الطيران الحربيّ الإسرائيليّ غارة على محلة الحوش بعد التهديدات الّتي أطلقها لجميع سكّان الحوش – برج الشمالي – المعشوق بالإخلاء تمهيدًا لقصفها. فيما أدّت الغارة على طريق النبطية – مرجعيون طريق الخردلي، إلى انقطاع الطريق بالكامل. واستهدف قصفٌ مدفعيٌّ ثقيل بلدة ديرميماس، منطقة عين الحجر. كما قام الجيش الإسرائيليّ بعملية تفجيرات كبيرة في الخيام، ناسفًا المنازل والمباني السكنيّة خلال عملية توغّله في البلدة. واستهدفت مسيّرة شقة سكنيّة في البرج الشماليّ، كما طال قصفٌ عنقوديّ مجرى نهر الليطاني في خراج بلدة بلاط. وسُجلت غارات على بلدات: شبريحا، دير قانون النهر، الحلوسية، حانين، زبقين، كفرشوبا، الخردلي وعربصاليم. فيما استهدفت قذائف المدفعيّة كلاً من كفرشوبا، مرجعيون، كفرحمام، شمع وراشيا الفخار.
وبعد سلسلة من الغارات الجويّة منذ الصباح الباكر، تجدّدت تحذيرات الجيش الإسرائيليّ لسكّان الحدث وحارة حريك والغبيري عصر أمس، قبل أن يتمّ استهدافها أيضًا بغارات، طالت إحداها محيط ملعب الراية – صفير وطالت الغارة الثانية المشرفية، فضلًا عن الشياح. فيما واصل الطيران الحربيّ تحليقه المُكثّف وعلى علوٍ منخفض، فوق العاصمة بيروت.
في المقابل، واصل حزب الله، الردّ على القصف الإسرائيليّ، بالصواريخ والمسيّرات على قواعد ومنشآت تابعة للجيش الإسرائيليّ في المستوطنات الشماليّة. حيث استهدف حزب الله أربعة تجمعات للقوات الإسرائيلية في قاعدة «عين زيتيم» بصلياتٍ صاروخيّة، بالإضافة إلى استهداف الأطراف الشرقية لمدينة الخيام للمرة السّابعة. فيما قالت الجبهة الداخليّة الإسرائيلية إن صفارات الإنذار تدوي في كريات شمونة ومرغليوت في الجليل الأعلى.
وفي بيان صادر عن غرفة عملياته، أوضح حزب الله تفاصيل اشتباك وقع في بلدة طيرحرفا، حيث أفاد البيان أن مقاتليه «رصدوا تسلّل قوّة من الجيش الإسرائيليّ إلى أحد المنازل في الجهة الغربيّة من البلدة. وعلى الفور، قاموا بفتح النار على المنزل باستخدام أسلحة رشاشة من مسافاتٍ متوسطة، قبل استهدافه بأسلحة مباشرة، ما أدّى إلى تدمير أجزاء منه على القوة المتحصّنة داخله». هذا في وقتٍ، تحتدم فيه المواجهات على محاور التوغّل قرب بلدات الخيام وإبل السقي شرقًا، وشمع والبياضة غربًا.
وسياسياً، أفادت مصادر رسمية لبنانية بأن «الاتصالات قد تثمر عن اتفاق وقف لإطلاق النار بحلول نهاية الأسبوع إن لم تطرأ عراقيل». وكان أوساط دبلوماسية اعتبرت أن الأجواء إيجابية وتظهر ذلك بلقاء هوكشتاين مع وزير الحرب ورئيس الأركان الإسرائيلي للبحث في الأمور التقنية، وان هذه اللقاءات حصلت بعد اجتماع هوكشتاين مع رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو.
واستقبل رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي سفير فرنسا في لبنان هيرفيه ماغرو في السراي، وجرى خلال اللقاء عرض التطوّرات الراهنة والمساعي الجارية لوقف إطلاق النار. كما استقبل سفير بريطانيا هاميش كويل وبحث معه المستجدّات.
إلى ذلك، أكد ميقاتي «أن اللبنانيين مصرّون رغم كل الظروف على إحياء ذكرى استقلالِهم، لإيمانهم بما تحملُ لهم من معاني الحريةِ والسيادةِ والوحدةِ الوطنية، وبما تَبعَثُ في نفوسِهم مِن رجاءٍ بغدٍ أفضل». وشدد على «ان الجيش، الذي يستعدّ لتعزيز حضوره في الجنوب، يقدم التضحيات من أرواح ضباطه وعناصره زوداً عن أرض الوطن وسيادته واستقلاله، معززاً بثقة اللبنانيين بأنه الأمل والمرتجى». وكان رئيس الحكومة، توجّه لمناسبة الذكرى الحادية والثمانين للاستقلال الى وزارة الدفاع الوطني صباحاً، حيث وضع إكليلاً من الزهر على النصب التذكاري لشهداء الجيش. وكان في استقبال رئيس الحكومة وزير الدفاع الوطني موريس سليم وقائد الجيش العماد جوزيف عون وكبار الضباط. وزار ميقاتي قائد الجيش العماد جوزيف عون في مكتبه، وجرى البحث في الوضع الأمني في البلاد وتعزيز دور الجيش لا سيما في الجنوب. وحيّا «قائد الجيش ورعايته الأبوية لشؤون المؤسسة العسكرية ومطالبها واندفاعه في حمايتها والذود عن كرامة عسكرييها».
وأكد قائد الجيش أن «الجيش لا يزال منتشرًا في الجنوب، حيث يقدّم العسكريون التضحيات ويستشهدون من أجل لبنان، ولن يتركه لأنّه جزء لا يتجزّأ من السيادة الوطنية، وهو يعمل بالتنسيق مع قوّة الأمم المتّحدة الموقتة في لبنان – «اليونيفيل» ضمن إطار القرار 1701». وقال العماد عون في أمر اليوم لمناسبة العيد الـ ٨١ للاستقلال: «يتابع الجيش تنفيذ مهمّاته على كامل الأراضي اللبنانية، متصدّيًا لكلّ محاولات زعزعة الأمن والاستقرار لأن الوحدة الوطنية والسلم الأهلي على رأس أولوياته، وهما الخط الأحمر الذي لن يُسمح لأي كان بتجاوزه، علمًا أنّ حماية الوطن والحفاظ عليه مسؤولية جامعة ومشتركة لكل اللّبنانيين. إنّ الافتراءات وحملات التحريض التي يتعرّض لها الجيش لن تزيده إلّا صلابة وعزيمة وتماسكًا، لأنّ هذه المؤسسة التي تحظى بإجماع محلي ودولي، ستبقى على مبادئها والتزاماتها وواجباتها تجاه لبنان وشعبه بعيدًا عن أي حسابات ضيّقة». وتوجّه للعسكريين: «أيّها العسكريون في هذه المحطّة السنوية، نستذكر شهداء المؤسسة العسكرية على مرّ السنين، وآخرهم من استشهد في الجنوب لأجل لبنان. بدمائهم سيزهر التراب مجدًا وعنفوانًا يحيي لبنان من جديد. نطمئن أهلنا وشعبنا إلى أنّه لا عودة إلى الوراء ولا خوف على الجيش الذي سيبقى إلى جانبهم متماسكًا رغم كلّ الظروف، حاميًا للبنان ومدافعًا عن أمنه واستقراره وسيادته، كما سيبقى حاضنًا وجامعًا لكلّ اللبنانيين بمختلف مكوّناتهم وعلى مسافة واحدة منهم. سيظل الملاذ الآمن الذي يثق به الجميع، على أمل أن يستقيم الوضع وتستعيد المؤسسات عافيتها وانتظامها، ويستعيد اللبنانيون المقيمون والمغتربون ثقتهم بوطنهم، فيصبح قادرًا على احتضان طموح شبابه وآمالهم».
وقال الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط إن «المبعوث الأميركي أموس هوكشتاين زارني بعد سماعه انتقاداً بأنه يحصر زياراته بشخصيات محددة وأسمعناه وجهة نظرنا»، مضيفاً «قلنا لأموس هوكشتاين إننا نتمسك بالطائف الذي هو ضمن الهدنة 1949».
ولفت إلى أن «تطوير اتفاق الهدنة مفيد ليشمل منع المسيّرات وغيرها من الجانبين»، وذكر أن «القرار 1701 يشمل كل القرارات السابقة بما فيها الهدنة وهو يشمل الـ 1559 والـ1680 والطائف».
ورأى جنبلاط أنه «لا بد من فصل المسارات ولا يستطيع لبنان الاستمرار في موضوع ربط المسارات»، معتبراً أنه «لا يمكن للجمهورية الإسلامية أن تستخدم لبنان في ربط المسارات من أجل تحسين الشروط في موضوع النووي الإيراني. كفانا دماراً وخراباً»، وقال: «نحن لسنا ساحة ولا يجب أن نبقى ساحة».
وأوضح أنه «ما من أحد يعلم النيات الحقيقية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وحكومته»، وذكر أن «وقف إطلاق النار ضروريّ لكي نتمكّن من التفاوض مع حزب الله وننتظر الإشارة من هوكشتاين في الـ24 ساعة المقبلة وقد تكون إيجابيّة وسلبيّة».
وأضاف جنبلاط «كل شيء ممكن وهذه المحاولة الأخيرة لإدارة بايدن في ما يخصّ المفاوضات، وأتمنّى أن نستطيع إخراج أنفسنا في لبنان من هذه الدائرة الجهنميّة وقمنا بواجبنا وأكثر في ما يتعلّق بربط المسارات ودفعنا أثماناً باهظة».
وتابع: «نقطة الاستفهام هي على إرادة نتنياهو والإدارة الأميركيّة والأولويّة لوقف النار وجيش معزّز لبنانيّ وللتفاهم مع حزب الله يجب وقف استخدام الجنوب كساحة صراع لدعم غزّة والضفّة».
وأوضح جنبلاط أنه «على وزير الدفاع موريس سليم أن يقتنع بضرورة تطويع جنود للجيش، كما للأمن الداخلي، وأنا ضد تفريغ مدن أو قرى من الجيش من أجل الجنوب.
اعتبر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن «الولايات المتحدة تجري تحرّكات وتمارس نشاطات في المنطقة بهدف التوصل إلى وقف لإطلاق النار»، مشيراً إلى أن «ممثل الولايات المتحدة أموس هوكشتاين أجرى مفاوضات جادة وأساسية مع رئيس المجلس النيابي نبيه برّي»، و»أميركا تسلمت الملاحظات بانتظار إعلان هل ستُقبل أم لا».
وشدد على أن «المفاوضات تجريها الحكومة اللبنانية وبرّي ونأمل التوصل إلى وقف لإطلاق النار».
وأكد أنه «لن يكون لدينا أي مانع أمام التوصل إلى أي اتفاق لوقف النار في غزة ولبنان وسندعم أي قرار يُتخذ»، و»هناك جهود مكثفة لوقف إطلاق النار في غزة لكنها لم تصل حتى الآن إلى نتيجة».
وقال مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان بالنسبة إلى وقف النار، إن «الدولة اللبنانية بغياب رئيس الجمهورية ممثلة اليوم برئيس المجلس النيابي نبيه بري والرئيس نجيب ميقاتي، هي المعنيّة، بكل مساعي وقف النار الذي أتمناه ألا يكون وقفًا مؤقتًا بل ثابتًا وطويلًا، لأن لبنان شبع من الحروب والقتل والدمار». وعن الشغور الرئاسي، قال: «أنا أول من حذّر منه خلال اجتماع مع النواب السنة ويومها انتقدنا البعض واعتبر الاجتماع اجتماعًا مذهبيًا، ولكن أعود وأقول الا يحق للمرجع الديني أن يلتقي بمن ينتخبون المفتي والمفتين، وهم جزء أساسي في تركيبة المجلس الشرعي». وقال دريان: «لا نريد اتفاقًا يتناقض مع السيادة اللبنانية ونتمنى أن يُنجز الاستحقاق الرئاسي بكل سرعة. كل الأمور بالنسبة لنا هي أولية ولبنان بحاجة إليها. وأختم لأقول إن اتفاق الطائف هو الدستور ولا يحق لأحد تجاوزه. وبالنسبة لوقف إطلاق النار أقول إن الأمور بخواتيمها».
وكتبت المنسّقة الخاصّة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس – بلاسخارت عبر حسابها على «أكس»: «في بعلبك، لا يسع المرء إلا أن ينبهر بعظمة المعابد التي شيّدها الإنسان، بينما يعتصر القلب ألماً على الدمار المحيط الناتج عن صراعات بشرية. حماية مواقع التراث اللبناني المدرجة على لائحة اليونسكو والبنية التحتية المدنية الأخرى ضرورة ملحّة».
"الانباء":
انتظر لبنان ردّاً إسرائيلياً دبلوماسياً عبر الوسيط الأميركي آموس هوكشتاين، وإذ به يأتي من الميدان، حيث صعّدت إسرائيل من حربها مستهدفة الضاحية الجنوبية بعشرات الغارات المدمّرة، التي ترافقت كالعادة مع مجموعة من الإنذارات بضرورة إخلاء العديد من المباني التي جرى تسويتها بالأرض، كما لم توفّر في غاراتها الجنوب والبقاع، حيث ارتكب العدو الإسرائيلي مجزرة في بلدة نبحة سقط فيها 11 شهيداً.
هذا وتواصل القتال على المحاور الحدودية الأساسية، فشهدت بلدة الخيام لليوم السادس على التوالي معارك ضارية على أربعة محاور، في محاولة من العدو الإسرائيلي للسيطرة على هذه المدينة لموقعها الاستراتيجي.
وتحدثت مصادر أمنية لجريدة الأنباء الالكترونية عن معارك ضارية تشهدها الخيام يستخدم فيها العدو كل أنواع الأسلحة من طائرات حربية ومروحيات وقصف مدفعي وقصف بالدبابات والصواريخ الموجهة، وذلك بهدف السيطرة على تلة المحامص المشرفة على مجرى الليطاني وقضاءي النبطية ومرجعيون.
وأشارت المصادر إلى توغّل إسرائيلي على محور طيرحرفا- شمع- البياضة للسيطرة على الطريق الساحلي الذي يربط مدينة صور بالناقورة. لكن وبحسب المصادر فقد فشل العدو حتى الساعة بالسيطرة على هذين المحورين.
هذا التصعيد العسكري منذ مغادرة هوكشتاين لبيروت، يحمل الكثير من الدلالات والرسائل. وقد عبّر الرئيس وليد جنبلاط عن هواجس كثيرة في هذا السياق، معتبراً أن الكرة الآن هي في ملعب الإسرائيلي.
وقال جنبلاط في إطلالة تلفزيونية عبر شاشة mtv: "الموفد الأميركي آموس هوكشتاين سمع مني ضرورة تطبيق الـ 1701 وحصرية السلاح جنوب الليطاني والعودة إلى اتفاق الهدنة الذي أكّد عليه لاحقاً اتفاق الطائف".
وأشارَ جنبلاط إلى أنَّ الفرق بين العام 1949 و2024 هو وجود الصواريخ والمسيّرات، لذا فإنَّ تطوير اتفاق الهدنة لمنع كل أنواع السلاح من هنا وهناك مفيد ولكن الثابت هو الهدنة، لافتاً إلى أنَّه يجب تطبيق وقف إطلاق النار وهذه إشارة ننتظرها من هوكشتاين خلال الـ24 ساعة المقبلة وقد تكون إيجابية وتحمل الفرج أو سلبية إذ ما من أحد يعلم ما هي النوايا الحقيقية لنتنياهو وحكومته.
جنبلاط، وفي موقف صريح، شدّد على ضرورة فصل المسارات، قائلاً: "مع كل إيماني بقدسية القضية الفلسطينية لكن يجب فصل المسارات، إذ قمنا بواجبنا على أكمل وجه كما قام السيد نصرالله بواجبه منذ العام 2006 بربط المسارات ودفعنا أثماناً هائلة وآن الاوان لنلتقط أنفاسنا، كما يكفي استخدام الجمهورية الإسلامية للبنان لتحسين شروطها في الاتفاق النووي وكفانا دماراً".
وحول خارطة الطريق المطلوبة للحل، قال جنبلاط: "يجب وقف إطلاق النار وتعزيز الجيش وبالتفاهم مع "الحزب" لا بد من وقف استخدام الجنوب ساحة صراع لدعم غزة أو الضفة إذ أنها لم تمنع إسرائيل من إزالة أهل غزة من الوجود"، لافتاً إلى أننا قد نكون أمام حرب طويلة ولكن يمكننا التفاؤل بتطبيق الـ 1701 والدخول بحوار مع حزب الله بشأن السلاح حينها يصبح الجنوب منطقة آمنة.
توازياً، وفي الوقت الذي كان فيه رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مجتمعاً بالموفد الأميركي، كانت المحكمة الجنائية الدولية تنتصر لآلاف الشهداء والضحايا الذين سقطوا في فلسطين ولبنان، مصدرة مذكّرة توقيف بحقه وحق وزير الحرب السابق يواف غالانت، بتهمة ارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب في غزة. وكان لافتاً جداً مسارعة عدد من الدول إلى إعلان احترامها لهذا القرار لا بل استعدادها لتوقيف نتنياهو كما فعلت إيطاليا وكندا وهولندا وغيرها، ليصبح بذلك مطلوباً في العديد من مطارات العالم.
وكان مسؤول الخارجية في الاتحاد الاوروبي جوزف بوريل اعتبر قرار الجنائية الدولية بأنه ملزم ويجب أن يُحترم ويُنفذ من قبل جميع الدول الشركاء في المحكمة. كما أعلن ناطق باسم الخارجية الفرنسية ان رد الفعل الفرنسي على قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو سيكون متواقفاً مع مبادئ المحكمة.
وفيما تتخبّط البلاد في أزماتها، وتغرق المدن بالدمار والإجرام الإسرائيلي المتمادي، تحلّ اليوم ذكرى الإستقلال صامتة، وكأنها وقفة مع الذات تستعيد كل خيبات هذا البلد ومحطاته التاريخية وما شهدته من نكسات واحتلال وحروب.
وللسنة السادسة على التوالي لن يحتفل لبنان بعيد الاستقلال بسبب الظروف الصحية والأمنية والاقتصادية التي مرّ بها، بالإضافة الى الفراغ الرئاسي المستمر منذ سنتين، واليوم بسبب العدوان. وفي السياق زار رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وزارة الدفاع والتقى كل من وزير الدفاع موريس سليم وقائد الجيش العماد جوزف عون مقدماً لهما التهاني بالاستقلال، منوهاُ بدور الجيش وصموده في مواجهة الاعتداءات الاسرائيلية التي يتعرض لها منذ الثامن من تشرين اول الماضي.
من ناحية أخرى، ودرءاً للفتنة التي يخطط لها البعض، أصدر المكتب الاعلامي للمجلس الذهبي لطائفة الموحدين الدروز بياناً دحض فيه كل المزاعم والأكاذيب التي كانت قد بثتها قناة "سبوت شوت" من أجل الترويج لفتنة مذهبية لا أساس لها من الصحة إلا في عقول مروّجيها وناشريها من دون التبصر بعواقبها. ووصفت مصادر متابعة عبر الأنباء الالكترونية التطاول على القامات الوطنية بأنه من عمل الأقزام الذين يعيشون على هامش التاريخ والجغرافيا لهذا الوطن الذي يعمل الرئيس وليد جنبلاط وكل المخلصين على تخليصه من أنياب التنين وأنياب الإعلام المشبوه من أمثال "سبوت شوت".
"الشرق":
بين لاهاي وتل ابيب وبيروت توزع الخبر امس ، ولئن كان النبأ الاهم من مقر المحكمة الجنائية الدولية في هولندا باصدارها قرارا ملزما لكل الدول الأعضاء في المحكمة والاتحاد الأوروبي باعتقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع المُقال يوآف غالانت على خلفية ارتكاب جرائم حرب في غزة، تلاه اعلان هولندي بالاستعداد للتحرك بناء على أمر الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو. القرار وان لم ينفذ عمليا الا انه سيحرم نتنياهو وغالانت من زيارة 120 دولة عضو في المحكمة، على الاقل.
الخبر على اهميته ليس هو ما ينتظره اللبنانيون بل وقفا للنار يتأرجح على حبال الشروط بين حزب الله واسرائيل والزيارات الاميركية المكوكية على امل ان تحمل ذكرى الاستقلال الـ 81 النبأ اليقين للبنان، اذا ما اقترنت الاجواء الايجابية التي تم تعميمها بوقائع الميدان السياسية مع النتائج التي ستخرج بها مفاوضات المبعوث الاميركي اموس هوكشتاين في اسرائيل امس، خلافا للوقائع العسكرية التي الهبت بها اسرائيل بيروت بغارات لم تهدأ منذ الفجر.
هوكشتاين
وعشية عيد الاستقلال، غابت الاحتفالات بغياب رئيس الجمهورية وملأت المشهد غارات وتوغلات اسرائيلية جنوبا. وفي السياق، وبينما التقى هوكشتاين رئيس الحكومة الاسرائيلية بنيامين نتنياهو، اعتبرت الحكومة الأميركية أن «إسرائيل حققت بعض الأهداف المهمة في حربها ضد حزب الله وأن نهاية الحرب قد تكون قريبة». وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية ماثيو ميلر في مؤتمر صحافي في واشنطن: «ما رأيناه هو أن إسرائيل حققت عددا من الأهداف المهمة. لقد رأينا إسرائيل على مدار الشهرين الماضيين، فعالة جدا في تطهير البنية التحتية لحزب الله بالقرب من الحدود، ولهذا السبب نعتقد أننا في المكان الذي يمكننا فيه التوصل إلى حل ديبلوماسي الآن».
وفي السياق نقلت صحيفة «معاريف» عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله: تقدم كبير آخر أحرز بعد زيارة هوكشتاين وضاقت الفجوات لإحراز تسوية على جبهة لبنان وفي إطار التسوية ستحتفظ إسرائيل بحرية العمل في لبنان وستكون هناك آلية تنفيذ قوية.
من جهته، نقل موقع «أكسيوس» عن مسؤولين إسرائيليين وأميركيين كبار، قولهم إن «إسرائيل أحرزت تقدما كبيرا نحو اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان»، خلال اجتماعات المبعوث الأميركي آموس هوكشتاين في لبنان.
وكشف المسؤولون أنه «لا تزال هناك بعض الفجوات في الاتفاق بشأن لبنان».
وقال مسؤولون إسرائيليون إنه من المتوقع أن ينطلق هوكشتاين الليلة إلى واشنطن ومن غير المتوقع الإعلان عن أي اتفاق قبل الأسبوع المقبل.
وبحسب الموقع، فمن المتوقع أن يحصل مجلس الوزراء السياسي الأمني الإسرائيلي على تحديث لتطورات المحادثات خلال اجتماعه الليلة.
متابعة للمساعي
في الاثناء، استقبل رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي سفير فرنسا في لبنان هيرفيه ماغرو في السراي، وجرى خلال اللقاء عرض التطورات الراهنة والمساعي الجارية لوقف اطلاق النار . كما إستقبل سفير بريطانيا هاميش كويل وبحث معه المستجدات.
الى ذلك، أكد ميقاتي «أن اللبنانيين مصرّون رغم كل الظروف على إحياء ذكرى استقلالِهم، لإيمانهم بما تحملُ لهم من معاني الحريةِ والسيادةِ والوحدةِ الوطنية، وبما تَبعَثُ في نفوسِهم مِن رجاءٍ بغدٍ أفضل».
وشدد على «ان الجيش، الذي يستعد لتعزيز حضوره في الجنوب، يقدم التضحيات من ارواح ضباطه وعناصره زودا عن ارض الوطن وسيادته واستقلاله، معززا بثقة اللبنانيين بأنه الامل والمرتجى».
ذكرى الاستقلال
وبتوجيه من رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، وبإشراف الأمين العام لمجلس الوزراء محمود مكية، ازدانت السراي بالاعلام اللبنانية، لمناسبة الذكرى الحادية والثمانين لذكرى الاستقلال كعلامة أمل ورجاء على رغم المآسي التي يعيشها لبنان جراء ما يتعرض له من اعتداءات إسرائيلية متواصلة.
هو العلم اللبناني الباقي مرفوعا بعزيمة أبنائه المؤمنين بأن الغد الآتي سيكون أفضل من الأيام السود التي يعيشها لبنان حاليا. وكانت هذه اللفتة كتعبير واضح بأنه، بهذه العلامة الوحيدة، سينتصر لبنان على كل الشرور، وستعود إليه البسمة بعد هذا الليل الطويل من الألم والعذاب والموت والدمار.
الميدان
في الميدان، وعلى وقع مغادرة هوكشتاين لبنان، تجددت فجرا الغارات على الضاحية الجنوبية وتواصلت طوال اليوم على دفعات بعد سلسلة انذارات اطلقها الجيش الاسرائيلي بالاخلاء لمناطق حارة حريك وبير العبد والغبيري والكفاءات والشياح. وقال الجيش الاسرائيلي: استهدفنا مقرات قيادة وبنى تحتية عسكرية لحزب الله في بيروت.وطالت الانذارات صور ، في وقت استهدفت الغارات ايضا قرى الجنوب والبقاع. وأدت غارة على طريق النبطية مرجعيون طريق الخردلي، إلى انقطاع الطريق بالكامل. كما قام الجيش الاسرائيلي بعملية تفجيرات كبيرة في الخيام ، ناسفا المنازل والمباني السكنية خلال عملية توغله في البلدة.
الحزب
في المقابل، سجلت سلسلة عمليات لحزب الله وقد اعلن واعلن عن اطلاقه «صلية صاروخية على موقع الإنذار المبكر «يسرائيلي» على قمة جبل الشيخ في الجولان السوري المحتل». واعلن انه تصدى «لمسيرة هرمز 900 بصاروخ ارض جو». كما رمى «للمرة الأولى بصلية صواريخ نوعية قاعدة حتسور الجوية شرقي مدينة أشدود».
بلاسخارت في بعلبك
الى ذلك، وفي خطوة لافتة، كتبت المنسّقة الخاصّة للأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت عبر حسابها على «أكس»: «في بعلبك، لا يسع المرء إلا أن ينبهر بعظمة المعابد التي شيدها الإنسان، بينما يعتصر القلب ألماً على الدمار المحيط الناتج عن صراعات بشرية. حماية مواقع التراث اللبناني المدرجة على لائحة اليونسكو والبنية التحتية المدنية الأخرى ضرورة ملحّة».
"الشرق الاوسط":
على الرغم من اللقاءات الكثيرة التي أجراها، آموس هوكستين، مبعوث الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، في تل أبيب يومي الأربعاء والخميس، والأجواء الإيجابية المتفائلة التي يبثها فريقه، يشير الضالعون بأسرار هذه المحادثات إلى أن المفاوضات الحقيقية يجريها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في قناتين أخريين؛ الأولى مع رفاقه في اليمين الحاكم، والثانية مع فريق الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب.
وأجرى هوكستين في تل أبيب محادثات لأربع ساعات مع نتنياهو، ثم مع وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي في وزارة الدفاع، وذلك غداة وصوله من لبنان، إذ ناقش مع المسؤولين اللبنانيين بنوداً معدلة في الورقة الأميركية لوقف إطلاق النار.
وواكبت تل أبيب التعديلات اللبنانية، بتأكيد مسؤول إسرائيلي في إحاطة صحافية، أن «حرية عمل الجيش الإسرائيلي لمهاجمة وجود (حزب الله) جنوب الليطاني، سيتم الحفاظ عليها إذا جرى رصد تهديد ضد إسرائيل». وذكرت تقارير إسرائيلية أن «هناك مخالفات أخرى، مثل إعادة تأسيس تشمل إنشاء مستودعات أسلحة»، مشيرة إلى أنه «سيتم عرض المواقع القتالية والمخابئ تحت الأرض على اللجنة الدولية التي سيتم تشكيلها لتنفيذ الاتفاق».
وعلى مستوى القناتين اللتين يعتمدهما نتنياهو، ذكرت تقارير صحافية إسرائيلية أن المبعوثين الذين يصلون من مقر ترمب تباعاً إلى إسرائيل، يؤكدون تأييدهم لجهود هوكستين، ويطلبون من نتنياهو إنجاز الاتفاق مع لبنان في أقرب وقت، وهناك من يقول إنهم حددوا له مدة أسبوعين. وهو غير معني بخلاف أو صدام مع ترمب من بداية الطريق.
أما المقربون منه فيؤكدون أنه معني بإرضاء الرئيس الجديد، حتى يكسب تأييده في الجبهات الأخرى، أي فرض السيادة على مستوطنات الضفة الغربية، وتخفيف الضغط عليه لوقف الحرب في غزة والجبهة الرئيسة مع إيران.
وحتى لو اقتنع نتنياهو ووافق على الاتفاق مع لبنان، فإنه يحتاج إلى موافقة حلفائه في اليمين المتطرف. ووفق آخر الاستطلاعات، الذي نشرته «القناة 12»، فإن 51 في المائة من الجمهور بات يؤيد وقف إطلاق النار مع لبنان، ولكن هذه النسبة تنقلب عندما يجري الحديث عن جمهور مصوتي نتنياهو وائتلافه الحاكم. فهناك 25 في المائة فقط يؤيدون الاتفاق مع لبنان، ويعارضه 55 في المائة. ويحتاج نتنياهو للتظاهر أمامهم بأنه قاوم الإدارة الأميركية وقيادة الجيش الإسرائيلي ولم يوافق على الاتفاق إلا بعد معارك شديدة، وأنه أخضع «حزب الله»، وفرض عليه شروطاً قاسية.
وهو يقول إن الاتفاق المقترح يتحدث عن تجربة 60 يوماً، فإذا لم تنجح هذه التجربة في وقف عمليات «حزب الله» تماماً وفي إبعاده عن الجنوب إلى شمال الليطاني، فإن الجيش الإسرائيلي سيعود إلى القتال. وستكون الظروف عندها أفضل لإسرائيل، إذ يكون الرئيس جو بايدن قد أخلى البيت الأبيض، وحل محله الصديق ترمب، الذي أعلن أنه سيقف مع إسرائيل في السراء والضراء.
وفي هذه الأثناء، يواصل هوكستين بث روح التفاؤل، بعد لقاءاته مع نتنياهو التي سبقها بلقاءين مع وزير الشؤون الاستراتيجية، رون ديرمر، الذي يُعدّ أقرب الناس إلى نتنياهو. وحصل تقدم آخر في المحادثات، وفق هوكستين، وأنه يحتاج إلى بضع جولات أخرى لإحكام بنود الاتفاق.
ووفق مصادر إسرائيلية، فإن نقاط الاختلاف المركزية التي بقيت عالقة، هي موضوع تحديد حق إسرائيل في العمل في أعقاب خرق الاتفاق، والتدخل الأميركي في الإشراف على تنفيذه. فإسرائيل تصر على هذا الحق وممارسته بشكل فوري حال اكتشاف خلية لـ«حزب الله»، أو غيره، تنوي اجتياز الليطاني لتنفيذ عمليات ضد إسرائيل، واللبنانيون يرفضون. فوجد هوكستين صياغة مرضية يستطيع كل طرف منهما ابتلاعها، تقول: «إن إسرائيل تتريث وتبلغ لجنة المراقبة، فإذا تمكن الجيش اللبناني من معالجة الأمر تنتهي القضية، وإذا لم ينجح، تتدخل إسرائيل ساعتئذ. ولكي يقبل (حزب الله) بهذه الصيغة، تحدثوا ليس عن حق تدخل، بل عن (حق الدفاع عن النفس لكل طرف من الطرفين)».
وقال مصدر سياسي في تل أبيب، الخميس، إن هذا الاتفاق محفوف بكثير من المخاطر، ويُشبه الدخول إلى حقل ألغام. لكن، لا بد مما ليس منه بد، فهو ضروري وحيوي، ويحتوي أيضاً على مؤشرات إيجابية كثيرة، ومن شأنه أن يسهم في حل عقد السياسة اللبنانية برمتها، فهو يحوي في طياته آمالاً حقيقية بعودة سكان الشمال الإسرائيلي النازحين إلى بيوتهم آمنين. فإذا أضيف هذا كله إلى حقيقة أن الجيش الإسرائيلي حقق مكاسب كبيرة في الحرب، فهو قام بتصفية معظم القيادة العليا السياسية والعسكرية في الحزب في الأشهر الأخيرة، وفي مقدمتهم حسن نصر الله، وتم تدمير جزء كبير (70 – 80 في المائة) من قوة نيرانه وقياداته الميدانية. (عدد الإصابات في صفوفه تجاوز حسب تقدير الجيش الإسرائيلي الـ3 آلاف قتيل و11 ألف جريح).
ولكن الجبهة الإيرانية تبقى أمراً مبهماً يُثير قلق الإسرائيليين، فإيران تُعد اللاعب الأكثر أهمية من وراء الكواليس. فلم يكن صدفة أنها -حتى قبل وصول هوكستين- أرسلت إلى بيروت مبعوثاً آخر؛ الشخصية الإيرانية الرفيعة علي لاريجاني، مبعوث الزعيم الأعلى علي خامنئي. ووفق الإسرائيليين، فإيران قامت بحساب أوسع، وبالنظر إلى الإمام، قبل عودة ترمب إلى البيت الأبيض. فهي تخشى من خط أميركي متصلب أكثر في عهده. وتريد التوصل إلى اتفاق يقلص العقوبات على اقتصادها المتعثر، ويرفع تهديد هجوم عسكري مقابل وقف تقدم المشروع النووي. في إطار ذلك، جرى جس نبض من جانبهم تجاه الإدارة الجديدة، وهكذا تزداد الإشارات إلى أنه في هذا الإطار تبدو إيران مستعدة لكبح «حزب الله» كي تنقذ ما تبقّى من قوتها العسكرية، وفي محاولة لحل المواجهة حول المشروع النووي.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا