إفتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الأربعاء 27 نوفمبر 2024

الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Nov 27 24|08:49AM :نشر بتاريخ

"الأخبار":

وقف إطلاق النّار: العدوّ لم يحقّق أهداف الحرب بعد شهرين كاملين من الاعتداءات الإسرائيليّة وصمود المقاومين في الميدان وتعافي المقاومة الإسلاميّة من الضربات المتتالية التي لحقت بها، خرج اتفاق وقف إطلاق النّار إلى العلن، ودخل عند ساعات الفجر الأولى حيّز التنفيذ، بحسب ما أعلنه في الوقت نفسه الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ومكتب رئيس كيان العدو بنيامين نتنياهو. وإذا كان نتنياهو أوحى بانتصارٍ وهمي بإشارته إلى ترك حريّة الحركة لجيشه في الدّاخل اللبناني، فإنّ نص الاتفاق جاء مغايراً لذلك، إذ نصّ مضمون الاتفاق على أنّ «هذه الالتزامات لا تلغي حق إسرائيل أو لبنان في ممارسة حقهما الأصيل في الدفاع عن النفس». وهو ما أشار إليه النائب حسن فضل الله في حديث تلفزيوني بتشديده على أنّ «الورقة الأميركيّة الأساسيّة التي حملها (الموفد الأميركي) عاموس هوكشتين إلى لبنان أدخل عليها لبنان عدّة تعديلات، وعلى أساسها حصل الاتفاق على وقف الأعمال العدائيّة ونحن في مرحلتها الأولى». وعليه، تمكّنت الدولة اللبنانية من رفض ما كان يريده العدو على وقع صمود المقاومين في الميدان، وبدّلت في مضمون الاتفاق الذي كان يريد منه اتفاق هزيمة واستسلام. كما لم يتمكّن العدو من إخضاع لبنان في إدخال بريطانيا وألمانيا كعضوين في لجنة الإشراف على تنفيذ الاتفاق، وإنّما أشارت المعلومات إلى أنّ اللجنة ستُشكّل من أميركا وفرنسا فقط بعد استبعاد بريطانيا وألمانيا.

كلّ ذلك يؤكّد أن الميدان أتاح للدولة اللبنانيّة إدخال التعديلات ورفض إرادة العدو بالاستسلام، أو حتى في تنفيذ أهدافه إن كان في تثبيت منطقة عازلة عند الحدود أو حتّى في القضاء على حزب الله، بعدما تأكّد أنّ هذا الأمر مستحيل. وهو ما أخرج العدو عن عقاله، وحاول الإيحاء على مدى السّاعات الماضية بأنّه كسب معركته في لبنان، بعد سلسلة هزائمه في الميدان، حيث لم يتمكّن من تسجيل أي إنجازٍ يُذكر، ليصل الأمر بجنوده إلى اجتياز بلدة دير ميماس الحدوديّة لالتقاط الصور عند نهر الليطاني. ولذلك، حاول تكثيف اعتداءاته في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبيّة، ليضم إليها بيروت التي بقيت تتعرّض لاعتداءات متواصلة حتّى الفجر، وحيث نفّذ عدداً من الغارات على بربور (أكثر من مرة) والنويري والخندق الغميق وزقاق البلاط، وحتّى وصل عدوانه إلى قلب منطقة الحمرا للمرّة الأولى. كما أقدم ليلاً على قصف كل المعابر البرية بين لبنان وسوريا. في هذه الأثناء، صعدت المقاومة الاسلامية من استهدافاتها في اكثر من مستعمرة اسرائيلية وتحشدات للعدو في لبنان، ووصلت صواريخها ومسيراتها الانقضاضية النوعية إلى تل أبيب، حيث استهدفت مقر إقامة قائد سلاح الجو في جيش العدو اللواء تومار بار، وحققت أهدافها بدقة، بحسب أحد بيانات الإعلام الحربي. كذلك أعلنت المقاومة أنها نفذّت هجوماً جوياً بأسراب من الطائرات المسيّرة النوعية على مجموعة من الأهداف العسكرية الحساسّة في تل أبيب وضواحيها وحققت العملية أهدافها كما قصفت بصليات متتالية مدن الشمال ومستعمراته من كريات شمونة إلى حيفا، مع توقعات شبه مؤكدة بأن الكلمة الأخيرة ستكون للمقاومة رداً على استهداف بيروت.

العدو الذي أوحى بأنّه كان يستهدف منشآت عسكريّة وماليّة تابعة لحزب الله، استهدف فعلياً المدنيين الذين نزحوا من العاصمة بيروت، حيث غصّت الشوارع بهم، في غياب الأجهزة الأمنيّة التي ظهرت وكأنّها في «كوما». ولكنّ تكثيف الاعتداءات بهذا الشكل، هدف العدو منه إلى كيّ الوعي وهزم النفوس التي بقيت صامدة على مدى الشهرين الماضيين، مع ترك بصمته الوحشيّة لإرهاب اللبنانيي.

وكان بايدن قد أعلن موافقة لبنان وإسرائيل على وقف إطلاق النار، وشكر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون. ولفت، في مؤتمر صحافي، إلى أنّه «لن تكون هناك قوات أميركية في جنوب لبنان والغرض من الاتفاق أن يكون وقفاً دائماً للأعمال القتالية». كما اتصل بايدن بميقاتي الذي شكره على جهوده. وأعلن الإليزيه أيضاً أنّ ممثل ماكرون، جان إيف لو دريان، سيتجه إلى لبنان لحل الأزمة السياسيّة.

 

 

"النهار":

لم يسبق أن عرفت معظم المناطق اللبنانية جحيماً حربياً كذاك الذي شهدته يوم أمس، حتى في اليوم الأخير من حرب تموز 2006، في اللحظات الأخيرة التي سبقت إعلان اتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل بعد حرب طاحنة مدمّرة لعلها الأشرس التي شنتها إسرائيل منذ شهرين وأربعة أيام بعدما استدرجها إليها “حزب الله” بفعل “حرب المساندة” لغزة منذ 8 تشرين الأول 2023. والحال أن الاعصار الحربي المخيف غير المسبوق الذي أرادت من خلاله إسرائيل مواكبة إعلان رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو موافقة حكومته الأمنية المصغرة على الاتفاق، وبصرف النظر عن الاجتهادات والانقسامات الداخلية في إسرائيل حيال “تفوّقها” العسكري في هذه الحرب، لم يحجب الدلالات الشديدة القسوة لبنانياً للكلفة الفظيعة التي تكبدها لبنان دماراً وضحايا ونزوحاً جراء ما سمي “ربط الساحات” الذي دفع بـ”حزب الله” إلى المضي بقراره الآحادي بفتح المواجهة مع إسرائيل والتي كبدته أفدح الأثمان بشرياً وقيادياً وعسكرياً وقدرات واضطراره قسراً إلى الانسحاب من جنوب الليطاني، ناهيك عن تعميق غير مسبوق للانقسامات العمودية بينه وبين معظم الفئات اللبنانية التي عارضت تعريض لبنان لحرب كانت الأشرس اطلاقاً.

كان اتفاق “الهدنة” أو وقف النار “التجريبي” الذي بدأت “مراسم “إعلانه تباعاً من إسرائيل بمثابة اسقاط بالنار والاحتلال المباشر وبالمجازر الإنسانية لربط لبنان قسراً بحرب غزة مهما قيل في تجميل هذه الحقيقة أو تبرير الكارثة المتدحرجة التي أصابت مناطق الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية وأخيراً بيروت نفسها. وإذ أحصي أمس فقط، اكثر من 180 هدفاً استهدفه الاعصار الإسرائيلي لبث الذعر الشامل في “جهنم” حربي قبيل إعلان اتفاق وقف النار، بدا المشهد اللبناني مثيراً للرعب أمام تداعيات ما بعد الحرب التي ستبدأ بالاتضاح والانكشاف من اليوم تباعاً.

وعلى وقع اليوم الأخير قبيل إعلان وقف النار دُعي رسمياً مجلس الوزراء اللبناني بهيئة تصريف الأعمال، إلى عقد جلسة في التاسعة والنصف من صباح اليوم الأربعاء في السرايا الكبيرة، برئاسة رئيس الحكومة “لبحث التطورات الراهنة والأوضاع المستجدة” علماً أن الاتصالات توسّعت وتركزت على حضور جميع الوزراء وتحديداً الوزراء المحسوبين على “التيار الوطني الحر” لكي تصدر موافقة مجلس الوزراء بالإنابة عن رئيس الجمهورية على اتفاق وقف النار بالإجماع.

الموافقة الإسرائيلية

المجلس الوزاريّ الإسرائيلي المصغّر اجتمع برئاسة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وتزامن مع تصعيد أوسع موجة غارات وإنذارات إسرائيلية منذ بداية الحرب، وفاق عدد التحذيرات والغارات المئات نفذ عدد كبير منها في وقت متزامن، إضافة إلى مناطق أخرى استهدفت من دون سابق إنذار في العاصمة والجنوب والبقاع.

وبعد ساعات من الاجتماع أفيد أن مجلس الوزراء الإسرائيلي وافق على اتفاق وقف النارمع لبنان. وأعلن نتنياهو موافقة المجلس الوزاري المصغر على وقف النار في لبنان متعهداً بالرد على كل خرق له من “حزب الله”، وقال “إننا أعدنا “حزب الله” سنوات إلى الوراء وقتلنا نصرالله الذي هو محور المحور”. واعلن “أننا سنحافظ على حريتنا العسكرية الكاملة في لبنان إذا تحرك حزب الله ضدنا”، لافتاً إلى أنه بعد اتفاق وقف النار في لبنان ستصبح حماس وحدها. واعتبر أننا نغير وجه الشرق الأوسط.

واعترف مسؤول سياسي إسرائيلي بأن هذه “صفقة هشة”، لكنه أشار إلى أنها “مصلحة إسرائيلية واضحة”. وقال إنها “ليست نهاية الحرب، إنها اتفاقية وقف إطلاق النار التي ستتم مراجعتها كل يوم. يمكن أن تستغرق يومين، ويمكن أن تستغرق عامين أيضًا”. وبحسب المصدر، فإن وثيقة جانبية من الإدارة الأميركية ستسمح لإسرائيل بالعمل ضد أي انتهاك لوقف إطلاق النار، بما في ذلك تصعيد “حزب الله”.

إعصار تصعيدي

وبالرغم من الإعلان عن اقتراب موعد وقف إطلاق النار، استمر التصعيد الجنوني.

في الضاحية الجنوبية لبيروت، شن الطيران الإسرائيلي غارات متزامنة واستهدف برج البراجنة والرمل العالي- تحويطة الغدير. وبعد الظهر أصدر الجيش الاسرائيلي إنذاراً باخلاء 20 مبنى في الحدث وحارة حريك والغبيري وبرج البراجنة، قبل أن يستهدفها بصورة متزامنة.

ومن دون انذار مسبق، بدأ الطيران الإسرائيلي استهدافات متعاقبة ومفاجئة لبيروت بدءاً بمبنى في منطقة النويري في قلب العاصمة، متسبباً بانهياره بالكامل في غارة عنيفة. وأُفيد عن سقوط سبعة شهداء في الغارة. ثم وجّه الناطق باسم الجيش الإسرائيلي تهديدات لـ4 مبانٍ للمرّة الأولى في بيروت في مناطق المزرعة والمصيطبة وزقاق البلاط ورأس بيروت وشنت غارة على شارع الحمراء قرب وزارة الداخلية ومصرف لبنان كما استهدفت شقة في منطقة بربور في بيروت حيث سقط ثلاثة شهداء وستة جرحى. وتجدّدت الغارات ليلاً على النويري.

بقاعاً، سجلت غارات على رسم الحدث حيث سقط ثلاثة شهداء وجرود قوسايا وجنتا وقصرنبا وبدنايل ومدينة بعلبك حيث حصلت مجزرة لدى استهداف منزل في حي آل وهبي في محلة الشراونة. كما أفيد عن مجزرة في مزرعة بيت مشيك أودت بـ15 شهيداً. وأُفيد عن سقوط عشرة شهداء في بريتال من آل طليس.

 

 

"الديار":

واخيرا، سجل اموس هوكشتاين، الذي قضى يومه الاخير في البيت الابيض، نجاحه الثاني في لبنان بعد الترسيم البحري، منهيا بذلك مسيرته كوسيط الى المنطقة. فطبخة «الهدنة» التي وضعت على نار اميركية ـ فرنسية، انتجت في «اسرائيل» اجتماعا للمجلس الوزاريّ «الاسرائيلي» المصغّر حيث «هرّب» رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو الاتفاق، على وقع اعتراضات شعبية غير مسبوقة، نظمها مستوطنو الشمال امام وزارة الامن، متخطيا عرض الاتفاق على الحكومة و «الكنيست» خوفا من اسقاطه، متذرعا بانه اتفاق امني وليس اتفاق سلام، بعدما فشلت مباحثاته مع المعارضة، التي رأت ان «اسرائيل ذاهبة الى الدمار «، دون ان تقتنع «بالاسباب المعقدة والسرية التي دفعت الى اختيار الاتفاق رغم عيوبه وهشاشته» مؤكدة ان «إسرائيل» خسرت امام حزب الله رغم كل الدمار والدماء» . اما في بيروت، فجلسة للحكومة اليوم مخصصة للاطلاع على بنود اتفاقية وقف النار بين «اسرائيل» وحزب الله، يغيب عنها وزراء «التيار الوطني الحر».

وبعيدا عن اسباب القبول «الاسرائيلي»، سواء جاء نتيجة «عصا» الضغط الاميركي من جهة، وبفعل قرار المحكمة الجنائية الدولية، و»جزرة» تزويد «تل ابيب» بما تحتاج اليه من اسلحة لاستكمال حرب غزة، رغم انها لم تحقق هدفها المعلن في اعادة مستوطني الشمال، الذي رحّل الى ما بعد مهلة الشهرين، بات واضحا ان الحسابات الشخصية لنتنياهو، أدّت دورا اساسيا في التوصل الى الصفقة، بعدما ارسى معادلة «وقف النار مع حزب الله للاستفراد بحماس»، فهل تنجح نظريته؟

كلمة نتانياهو

وفي انتظار الموقف اللبناني، الذي سيعلنه رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، بعد كلمة متوقعة للرئيس الاميركي، خرج نتانياهو بكلمة في محاولة لتهدئة سكان الشمال الذين كان قد اجتمع معهم بعد «الكابينت الاسرائيلي»، في جردة حساب حول الاوضاع على الجبهات السبع التي تخوض «اسرائيل» الحرب عليها، مركزا على ايران ودورها، محذرا الرئيس السوري، ومؤكدا على الاحتفاظ بحرية الحركة في لبنان، كاشفا عن اسباب ثلاثة دفعته الى السير بالاتفاقية: اولا، التركيز على ايران آنيا، اعادة تاهيل الجيش «الاسرائيلي» وتسليحه، ثالثا، فصل الجبهات وابعاد حماس، ما سيؤدي الى ازدياد الضغط ليعود المختطفون، مصرا على تغيير الشرق الاوسط.

مصادر سياسية علقت على كلام نتنياهو»عليه ان يخاف لا ان يكون مرتاحاً الى هذه الدرجة،

يأبى ان يعترف بالخسارة، لكن الذي ينتظره سيفتح ابواب جهنم عليه وعلى حكومته».

بنود الاتفاق كما اعلنت عنها «اسرائيل»

وبعيد انتهاء جلسة «الكابينت» كشفت اذاعة الجيش «الاسرائيلي» عن النص الحرفي، والبنود الكاملة لـ «الاتفاقية الامنية»، وهي:

• حزب الله وجميع الجماعات المسلحة الأخرى الموجودة في الأراضي اللبنانية لن تقوم بأي عمل هجومي ضد «إسرائيل».

• «إسرائيل» في المقابل لن تقوم بأي عمل عسكري هجومي ضد أهداف في لبنان، بما في ذلك على الأرض، في الجو وفي البحر.

• «إسرائيل» ولبنان يعترفان بأهمية قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701.

• هذه الالتزامات لا تلغي حق «إسرائيل» أو لبنان في ممارسة حقهما الأصيل في الدفاع عن النفس.

• القوات الأمنية والعسكرية الرسمية في لبنان، ستكون المجموعات المسلحة الوحيدة المرخص لها في حمل الأسلحة، أو تشغيل القوات في جنوب لبنان.

• أي بيع وتوريد وإنتاج أسلحة أو مواد متعلقة بالأسلحة إلى لبنان، سيكون تحت إشراف ورقابة الحكومة اللبنانية.

• سيتم تفكيك جميع المنشآت غير المرخصة المشاركة في إنتاج الأسلحة والمواد المرتبطة بالأسلحة

• سيتم تفكيك كافة البنى التحتية والمواقع العسكرية، ومصادرة جميع الأسلحة غير المرخصة التي لا تفي بهذه الالتزامات.

• سيتم تشكيل لجنة تكون مقبولة لدى «إسرائيل» ولبنان، وتقوم بمراقبة ومساعدة ضمان تنفيذ هذه الالتزامات.

• «إسرائيل» ولبنان سيبلغان اللجنة واليونيفيل عن أي انتهاك محتمل لالتزاماتهما.

• سينشر لبنان قواته الأمنية الرسمية وقواته العسكرية على طول الحدود والمعابر كافة، والخط الذي يحدد المنطقة الجنوبية الموضح في خطة الانتشار.

• ستحصل «إسرائيل» على قواتها بشكل تدريجي جنوب الخط الأزرق، خلال مدة تصل إلى 60 يوما.

• ستعمل الولايات المتحدة على تعزيز المفاوضات غير المباشرة بين «إسرائيل» ولبنان للوصول إلى حدود برية معترف بها.

آليات التنفيذ

مصادر ديبلوماسية اميركية كشفت ان الاتفاق يشمل الأراضي اللبنانية كافة، حيث التعويل على اللجنة التي ستتابع مراقبة الاتفاق، مضيفة ان واشنطن تعهدت، بحماية حق «تل ابيب» في حرية الحركة في لبنان، الافراج عن صفقات السلاح، وتخفيف القيود عن خطوات «اسرائيل» في غزة.

ووفقا للاعلام «الاسرائيلي»، فانّ القوة الأميركية التي ستتمركز في لبنان خلال الأيام المقبلة «ستصل للإشراف وليس للتنفيذ، على غرار قوات اليونيفيل، بعد الانتهاء من انسحاب قوات الجيش «الإسرائيلي» وانتشار الجيش اللبناني في جنوب البلاد، حيث من المتوقّع أن تغادر القوة الأميركية بعد ذلك».

في كل الاحوال، اشارت مصادر معنية ان ملحقات غير مكتوبة ترافق الاتفاق، وتتوزع على «إسرائيل» ولبنان. فعلى الجانب اللبناني، ووفقا لمصادر وزارية، تقوم معالم الخطة الأميركية للملف اللبناني بعد انتهاء الحرب، تتألف من ثلاث نقاط تشمل: انتخاب رئيس للجمهورية ليفاوض على الاتفاقات الدولية وترسيم الحدود، وتشكيل حكومة جديدة، وتحصين الجيش ودعمه عسكريا وأمنيا وإعادة انتظام العمل القضائي في البلاد، لافتة الى أن «هناك تفاهمات دولية بدأت تظهر ملامحها، بين واشنطن وطهران تحديدا»، مضيفة ان «فريق الرئيس ترامب ينظر إلى لبنان كجزء من استراتيجية إقليمية أوسع تهدف إلى تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط. والإدارة الجمهورية الجديدة ترى أن لبنان يمكن أن يكون نموذجا للاستقرار إذا تم التعامل معه بجدية».

تصعيد «الربع ساعة الأخير؟»

وفي الطريق نحو وقف الاعمال العدائية، استمرت العمليات العسكرية بين «إسرائيل» وحزب الله، حيث شنّت الطائرات «الإسرائيلية»حزاما ناريا من الغارات على بيروت وضاحيتها الجنوبيّة، بعد سلسلة إنذارات غير مسبوقة بقصف المباني، كما تعرضت بلدات ومدن جنوبيّة لغارات مكثّفة وقصفٍ مدفعيّ، أسفرت عن سقوط ضحايا، فيما واصل حزب الله التّصدي لمحاولات التّوغّل البريّ واستهداف مواقع وبلدات في الشمال وصولاً الى العمق «الإسرائيلي» بالصواريخ والمسيّرات المفخّخة.

النويري

على الارض، ومن دون انذار مسبق، استهدف الطيران المعادي مبنى في منطقة النويري في قلب العاصمة بيروت متسببا بانهياره بالكامل في غارة عنيفة، وبسقوط 3 قتلى على الاقل وعدد من الجرحى، وافيد ان المبنى يؤوي نازحين ويضم مطبخا لإعداد الطعام لهم.

الى ذلك، وبينما وافق وزير الدفاع «الاسرائيلي» على استمرار العمليات العسكرية على الجبهة الشمالية، بالرغم من الاعلان عن اقتراب موعد وقف إطلاق النار، استمر التصعيد.

ففي الضاحية الجنوبية لبيروت، شن الطيران المعادي غارات متزامنة واستهدف ظهرا برج البراجنة والرمل العالي -تحويطة الغدير. وبعد الظهر اصدر جيش العدو انذارا باخلاء 20 مبنى في الحدت وحارة حريك والغبيري وبرج البراجنة، قبل ان يستهدفها بصورة متزامنة في مشهد مرعب، ليعلن بعدها سلسلة تحذيرات لغالبية الشوارع في بيروت من المزرعة الى راس بيروت.

اما بقاعا، فسجلت غارات على سحمر اليمونة وبيت صليبي المجاورة لبلدة شمسطار والحفير التحتا.

المقاومة

في المقابل، اعلن حزب الله «اننا قصفنا مستوطنة كريات شمونة برشقة من الصواريخ النوعية... كما استهدفنا من داخل مدينة الخيام دبابة ميركافا بصاروخٍ موجّه بالقرب من مركز البلدية، ما أدى إلى تدميرها ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح. واستهدف مستوطنتي افيفيم والمنارة» . وقال: «شننّا هجومًا جويًّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على موقع حبوشيت على قمة جبل الشيخ في الجولان السوري المحتل وأصابت أهدافها بدقّة». واعلن ايضا «اننا شننا هجومًا جويًّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على ثكنة «معاليه ‏غولاني» وأصابت أهدافها بدقّة». وقال: إستهدفنا معسكر تدريب لقوات المشاة في «شفي تسيون» جنوبي مدينة نهاريا للمرة الأولى بصلية من الصواريخ النوعية

التمديد الخميس

وسط هذا المشهد تتجتمع الهيئة العامة لمجلس النواب، لاقرار عدد من القوانين، ابرزها التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون، والمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان، ومدير عام الامن العام اللواء الياس البيسري، حيث نجحت الاتصالات السياسية التي جرت في حلحلة العقد التي كانت قائمة، حدد على اساسها موعد الجلسة بعد تأمين النصاب اللازم، فيما بقيت صيغة التمديد ومدته، مدار اخذ ورد، رغم تأكيد مصادر نيابية ان الاقتراح الاقرب للاعتماد هو الذي تقدم به «تكتل الاعتدال الوطني» القاضي بالتمديد سنة واحدة لقادة الاجهزة الامنية من رتبة لواء وما فوق، على اعتبار ان باقي الاقتراحات قد تطرح اشكاليات ادارية وقانونية.

واشارت المصادر الى ان اتصالات تجري لتدارك فقدان نصاب مجلس القضاء الاعلى، مع احالة رئيسه القاضي سهيل عبود الى التقاعد في غضون اسابيع، حيث تقدم النائب علي حسن خليل باقتراح معجل مكرر في هذا الخصوص.

الوضع الاقتصادي

في الاثناء حذرت مصادر مالية، من اي التزامات او قرارات قد تتخذها الحكومة اللبنانية على صعيد ورشة الاعمار، التي يتوقع ان تمتد لثلاث سنوات، ذلك ان المالية العامة لا تتحمل اي اعباء، حيث ان اي تدبير غير محسوب سيؤدي الى تداعيات سلبية، والى انهيار سعر صرف الليرة، في وقت باشر فيه مصرف لبنان الخطوات الاجرائية لاطلاق عملية التفاوض مع مالكي سندات اليوروبوندز، وكذلك اعادة هيكلة القطاع المصرفي، ناصحة بضرورة فتح قنوات الحوار مع الدول الصديقة لتمويل اعادة الاعمار.

 

 

"اللواء":

 أصرَّت دولة الاحتلال، قبل ساعات من موافقة الكابينت على وقف اطلاق النار مع لبنان على لسان رئيسه بنيامين نتنياهو على الانتقام من بيروت، عاصمة الوحدة الوطنية، والصمود الوطني، والكرامة الوطنية، التي تجلت باحتضان وايواء النازحين ولم تتمكن دوائر الفتنة من التحريض او جرّ اللبنانيين، على اختلاف انتماءاتهم الى التنابذ والخلافات والنزاعات، فبقيت بيروت، هي بيروت، عاصمة الحق وعاصمة الوطنية، كما عرفت بمحطات تاريخية من الـ1967 الى 1968 وما بعدها، وصولاً الى مواجهة الغزو عام 1982 الى 2006 وصولاً الى اليوم.

وهذا ما أكد عليه الرئيس نجيب ميقاتي، عندما اعتبر ان استهداف بيروت يثبت حقد العدو الاسرائيلي عليها كحاضنة للبنانيين.

إعلان بايدن

وبعيد العاشرة من ليل امس، اعلن الرئيس الاميركي جو بايدن ان لبنان واسرائيل يقبلان بوقف اطلاق النار، مشيراً الى ان 70 الف اسرائيلي نزحوا بعدما فرض عليهم حزب لله الحرب، واصفاً النزاع بأنه الاكثر دموية بين حزب لله واسرائيل.

واكد ان السلام الدائم لا يمكن ان يتحقق في ساحة القتال، لذلك وجهت فريقي لانهاء النزاع.. مشيراً الى ان وقف النار سيدخل حيز التنفيذ عند العاشرة صباحاً (بالتوقيت المحلي).. مؤكداً ان الاتفاق سينفذ بشكل كامل، وانه سيكون هناك قوات اميركية في الجنوب.. واذا خرق حزب لله الاتفاق، فإن اسرائيل تملك حق الدفاع عن النفس.

واكد ان الاتفاق يدعم سيادة لبنان، ويشكل بداية جديدة لهذا البلد، ويعود الشعب اللبناني الى مستقبل ينعم فيه بالسلام.

وتلقى الرئيس ميقاتي اتصالا من الرئيس الاميركي جو بايدن تشاورا في خلاله في الوضع الراهن وقرار وقف اطلاق النار.

وقد شكر الرئيس ميقاتي الرئيس بايدن على الدعم الاميركي للبنان والمساعي التي قام بها موفده السيد آموس هوكشتاين للتوصل الى وقف اطلاق النار.

وعبّر رئيس الحكومة عن ترحيبه بقرار وقف إطلاق النار في لبنان والذي ساهمت بترتيبه مشكورة الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا.

وقال: إن هذا التفاهم الذي رسم خارطة طريق لوقف النار، اطلعت عليه مساء اليوم، وهو خطوة أساسية نحو بسط الهدوء والاستقرار في لبنان وعودة النازحين الى قرارهم ومدنهم. كما انه يساعد على ارساء الاستقرار الإقليمي.

إنني، إذ اقدّر المساعي المشتركة للولايات المتحدة وفرنسا للتوصل الى هذا التفاهم، اجدد تأكيد التزام الحكومة بتطبيق القرار الدولي الرقم 1701 وتعزيز حضور الجيش في الجنوب والتعاون مع قوة الامم المتحدة المؤقتة في لبنان. وادعو دول العالم والمؤسسات الدولية المعنية الى تحمّل مسؤولياتها في هذا الصدد.

كما اطالب بالتزام العدو الاسرائيلي بشكل كامل بقرار وقف اطلاق النار والانسحاب من كل المناطق والمواقع التي يحتلها والالتزام بالقرار 1701 كاملا .

وفي الوقائع، ليل بيروت امس، لم يكن كسائر الليالي الماضية، سيارات اسعاف وصليب احمر وهيئات صحية، لا احد في الشوارع، المحلات، المطاعم كلها مقفلة، والخوف سيّد الموقف، والاسئلة الغامضة حول اليوم التالي، ونوايا العدو، الذي لا يقف عند كلمة ولا عند حدّ او ما شاكل..

وجاءت الضربات بعد ان صدق وزير الدفاع كاتس ورئيس اركان الجيش الاسرائيلي على مواصلة العمليات الهجومية في الجبهة الشمالية.

وسط ذلك، يعقد مجلس الوزراء بهيئة تصريف الاعمال وبرئاسة رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، جلسة عند الساعة التاسعة والنصف من صباح اليوم في السراي الكبير، لبحث التطورات الراهنة والاوضاع المستجدة، والموافقة على اتفاق وقف النار ويقاطع وزير الدفاع موريس سليم الجلسة، وكذلك وزراء التيار الوطني الحر، التي ستبحث في نشر الجيش اللبناني في الجنوب، في اطار تطبيق القرار 1701.

وقالت مصادر سياسية لـ«اللواء» أن ما أعلن بشأن اتفاق إطلاق النار يعد هدنة وليس نهاية للحرب، وذلك بأنتظار التسوية النهائية، ويمكن اعتبار أن هذه الهدنة لشهرين بمثابة شهرين تجريبيين.

وقالت إن اتفاق وقف إطلاق النار يحضر في اجتماع مجلس الوزراء اليوم على أن يخرج الموقف الرسمي بشأنه من الحكومة علما انه يتضمن نقاطا سبق وأن أكد الجانب اللبناني أنها لم ترد لاسيما نقطة حرية تحرك إسرائيل ضد ما يهدد أمنها، وأشارت إلى أن هناك عملا مطلوبا من الحكومة والمجلس النيابي من أجل مراقبة هذا الاتفاق وعدم خرقه. ومن هنا فإن اجتماعات تنطلق للمرحلة المقبلة وفق قواعد تم إرساؤها في الاتفاق والتي تتصل بالمصلحة اللبنانية.

ودعت إلى انتظار ما قد يخرج من مواقف بعد وقف إطلاق النار والتي تؤسس لهذه المرحلة الجديدة.

ودعا نائب رئيس المجلس السياسي لحزب لله محمود قماطي الى التدقيق بما ورد على لسان نتنياهو، مؤكداً اننا ملتزمون بما تم الاتفاق عليه ولن نسمح للعدو بتمرير الأفخاخ في الاتفاق، ونشكك بالتزام نتنياهو الذي عودنا على الخداع ولن نسمح له بتمرير هذه الافخاخ.

وأضاف: يجب أن ندقق بالنقاط التي وافق عليها نتنياهو قبل توقيع الحكومة غدا (اليوم). وقال قماطي في حديث لـ«الجزيرة»: إنّ بعض البنود التي وردت في الإعلام الإسرائيلي غير صحيحة وتمس السيادة اللبنانية. واستمرارنا في المقاومة بالميدان أحب إلينا من الموافقة على اتفاق ينتقص من السيادة اللبنانية. ونحن خضنا المفاوضات من موقف قوة بعد استعصاء لبنان على جيش الاحتلال.

واكد قماطي: ان ليس للعدو أي خيار سوى الانسحاب الكامل من أراضينا ولن نخون دماء الشهداء.

وفيما ترتب على الغارات على النويري وبربور ومار الياس والحمراء والبسطة الفوقا والجناح، عدا احياء الضاحية الجنوبية.. ذعر وخوف وسقوط شهداء وجرحى، تقفل دوائر المالية اليوم، وكذلك المدارس والجامعات بما في ذلك التعليم عن بعد.

قبل ساعات قليلة على اعلان رئيس حكومة الكيان الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الموافقة الى اتفاق وقف اطلاق النار المؤقت في لبنان لمدة 60 يوماً، واعلان لبنان واميركا وفرنسا بعده الاتفاق الي سيبدأ تنفيذه الساعة العاشرة من صباح اليوم، قرر العدو الاسرائيلي شن عدوان جوي تدميري غير مسبوق على معظم الاراضي اللبنانية من بيروت التي تعرضت لنحو 7 غارات، الى الضاحية الجنوبية وقرى الجنوب من صيداحتى ما بعد صور واقضيته الاخرى وصولا الى عكار مرورا بالبقاع، ما اسفر عن مجازر كبيرة في كل هذه المناطق. واستمرت غارات ما قبل الاتفاق نحو اربع ساعات وسبقها غارات اخرى نهارا على مناطق عديدة.وادت احدى الغارات على منطقة بربور في بيروت الى استشهاد محمود شري وإصابة عماد شري شقيقيّ النائب أمين شري في قصف شقة سكنية لعائلة النائب شري الذي نجا من الغارة.

وافادت القناة 14 الإسرائيلية: ان واشنطن طالبت بوقف إطلاق النار بحلول الصباح وتل أبيب طلبت تمديد الوقت حتى مساء اليوم لمهاجمة أهداف أخرى في لبنان.

واذا كان الاتفاق المؤقت مقدمة لبحث لاحق في تفاصيل تطبيق القرار 1701 بتوسيع نشر الجيش اللبناني في الجنوب ليكون مسؤلاوحده عن امن الجنوب وترتيب وضع الحدود البرية، فإن الاتفاق اعطي كيان العدو حرية العمل العسكري حيال اي عمل يرى انه يهدد امنه ومستعمراته، كما تضمن حسب المعلومات اعطاء لبنان ايضاً حق الدفاع عن النفس، مع فارق ان الجهة التي ستتولى حق الدفاع عن النفس غير معلومة، هل هي الجيش بوضعه الحالي المحتاج الى سلاح ردع لجيش العدو والذي بات يستهدفه العدوكل يوم، ام المقاومة من تحت الارض؟

يعترف الجانبان بأهمية تطبيق قرار 1701، الذي يدعو إلى وقف الأعمال العدائية واحترام سيادة الدول.

أن هذه الالتزامات لا تلغي حق العدو ولبنان في ممارسة حقهما الطبيعي بالدفاع عن النفس إذا تعرض أي منهما لهجوم.

القوات الأمنية الرسمية والجيش اللبناني سيكونان الجهتين الوحيدتين المسموح لهما بحمل السلاح أو تشغيل قوات في جنوب لبنان.

ستخضع عمليات بيع أو إنتاج أو توريد الأسلحة للبنان لإشراف وسيطرة الحكومة اللبنانية فقط.

سيتم تفكيك جميع البُنى التحتية والمواقع العسكرية، ومصادرة جميع الأسلحة غير المصرح بها التي لا تتوافق مع هذه الالتزامات..

سيتم تشكيل لجنة خاصة تضم ممثلين مقبولين من الجانبين، بالإضافة إلى قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)، للإشراف والمساعدة على تنفيذ الاتفاق. وستقدم "إسرائيل” ولبنان تقارير دورية عن أي انتهاكات محتملة. إلى اللجنة وإلى قوات الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (اليونيفيل).

ستنشر لبنان قوات الأمن الرسمية وقوات الجيش على طول جميع الحدود ونقاط العبور والخط المحدد للمنطقة الجنوبية كما هو موضح في خطة الانتشار المتفق عليها.

ستنسحب إسرائيل تدريجياً من جنوب الخط الأزرق في فترة تصل إلى 60 يومًا.

ستدعم الولايات المتحدة مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل ولبنان للوصول إلى تحديد حدود برية معترف بها دولياً.

واشارت بعض المعلومات الى انه بعد رفض لبنان اشراك بريطانيا والمانيا باللجنة الدولية لمراقبة اتفاق وقف اطلاق النار، ستضم اللجنة فقط من اميركا وفرنسا الى جانب اليونيفيل ولبنان واسرائيل، وعلم انها ستكون برئاسة جنرال اميركي.

ميقاتي

واكد الرئيس نجيب ميقاتي» أن العدوان الاسرائيلي الهستيري مساء امس على بيروت ومختلف المناطق اللبنانية والذي يستهدف بشكل خاص المدنيين يؤكد مجددا ان العدو الاسرائيلي لا يقيم وزنا لاي قانون او اعتبار.

وقال: كما ان استهداف بيروت بشكل خاص يثبت حقد العدو عليها بما تمثله من حاضنة لجميع اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم ومشاربهم، ولكونها ايضا تتحضن العدد الاكبر من النازحين عن مناطق العدوان.

واضاف: إن المجتمع الدولي مطالب بالعمل سريعا على وقف هذا العدوان وتنفيذ وقف فوري لاطلاق النار.وتبقى في الختام تحية خاصة الى أهل بيروت التي تحملت الكثير هذا النهار، كما تحمّلت على الدوام الحمل الاكبر عن كل لبنان.

بنود الاتفاق

وحسبما تسرب لدى الاعلام العبري والاجنبي، ينص الاتفاق في ابرزبنوده على:

تعهد حزب لله في لبنان بعدم القيام بأي عمل هجومي ضد العدو الإسرائيلي.

في المقابل، التزام العدو الإسرائيلي بعدم شن أي عمليات عسكرية هجومية على الأراضي اللبنانية، سواء براً أو جواً أو بحراً.

وتعهد رئيس الوزراء الإسرائيلي بينامين نتنياهو، عقب الإعلان عن الموافقة على اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان، «بعدم إنهاء الحرب قبل تحقيق النصر الكامل، مشيداً بما أسماه فصل الساحات وعزل حركة حماس في غزة».

وقال نتنياهو في كلمة له بعد اجتماع الكابينيت: لن ننهي الحرب قبل أن نحقق النصر. أعدنا حزب لله عقودا إلى الوراء وسنستهدفه مجدداً في حال انتهاكه الاتفاق.

وأشار رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى ان الهجوم على «حزب لله» اللبناني فاجأ العالم. وتعهد نتنياهو بإعادة مئات الآلاف من الإسرائليين إلى منازلهم في الشمال، بعد ان غادروها جراء صواريخ حزب لله.

وتابع: سنطبق اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان وسنعيد بناء الشمال الإسرائيلي ونستمر حتى النصر.

وأكد نتنياهو أن حكومته ملتزمة بإعادة الأسرى المتبقين من غزة. وقال: بعد وقف النار في لبنان ستصبح حركة حماس لوحدها». وتعهد نتنياهو بمواصلة استكمال ضرب قدرات حركة حماس العسكرية، موضحاً أن اسرائيل ستتفرغ ايضا لمنع ايران من انتاج السلاح النووي.

وعزا نتنياهو القبول بالاتفاق الى ثلاثة اسباب: التركيز على ايران في المرحلة المقبلة، اعادة تأهيل الجيش الاسرائيلي والتسلح وفصل لبنان عن جبهة غزة.

وتوعد حزب لله بالرد اذا قام حزب لله بإعادة البنى عند الحدود فسنضرب، واذا اعاد الانفاق فسنهاجم ونعيد الحرب، وسنرد على كل خرق بقوة.

واشار الى الالتزام باعادة جميع الاسرى.

لكن وزير الامن القومي الاسرائيلي (المتطرّف) بن غفير: الاتفاق خطأ تاريخي، وهو لن يعيد سكان الشمال الى منازلهم بأمان.

والتقى نتنياهو رؤساء البلديات في مستوطنات الشمال، واكد لهم ان احداً لن يعود الى منزله حالياً، حتى نرى التزام الطرف الآخر بالاتفاق.

الوضع الميداني

ميدانياً، لجأ العدو الاسرائيلي في الساعات الاخيرة من تنفيذ غارات قاسية، وبالغة الايذاء في الضاحية الجنوبية، وبيروت، باستهداف اكثر من عشرين مبنى، ولم تكن مدن وقرى الجنوب والبقاع..

في هذا الوقت، قصف حزب لله بالصواريخ على المستوطنات وحيفا وصفد ونهايرا وعكا، كما دارت معارك عنيفة بين وحدات حزب لله والجيش الاسرائيلي في مثلث مرجعيون دير ميماس الخيام.

لكن التهديدات الاسرائيلية لم تتوقف، فهدّد الجيش الاسرائيلي في مدينة صور.

على الارض، ومن دون انذار مسبق، استهدف الطيران الاسرائيلي مبنى في المزرعة في قلب العاصمة بيروت متسببا بانهياره بالكامل في غارة عنيفة وبسقوط 3 قتلى على الاقل وعدد من الجرحى وافيد ان المبنى يؤوي نازحين ويضم مطبخا لإعداد الطعام لهم، وعلم ان من بين الشهداء شهيدان من عائلة شري.

وقال حزب لله «اننا قصفنا مستوطنة كريات شمونة برشقة من الصواريخ النوعية...كما إستهدفنا من داخل مدينة الخيام دبابة ميركافا بصاروخٍ موجّه بالقرب من مركز البلدية ما أدى إلى تدميرها ووقوع طاقمها بين قتيل وجريح. واستهدف مستوطنتي افيفيم والمنارة. وقال: شنينا هجومًا جويًّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على موقع حبوشيت على قمة جبل الشيخ في الجولان السوري المُحتل وأصابت أهدافها بدقّة. واعلن ايضا «اننا شنينا هجومًا جويًّا بسربٍ من المُسيّرات الانقضاضيّة على ثكنة معاليه ‏غولاني وأصابت أهدافها بدقّة». وقال: إستهدفنا معسكر تدريب لقوات المشاة في شفي تسيون جنوبي مدينة نهاريا للمرة الأولى بصلية من الصواريخ النوعية.

 

 

"النهار":

لم يسبق أن عرفت معظم المناطق اللبنانية جحيماً حربياً كذاك الذي شهدته يوم أمس، حتى في اليوم الأخير من حرب تموز 2006، في اللحظات الأخيرة التي سبقت إعلان اتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل بعد حرب طاحنة مدمّرة لعلها الأشرس التي شنتها إسرائيل منذ شهرين وأربعة أيام بعدما استدرجها إليها “حزب الله” بفعل “حرب المساندة” لغزة منذ 8 تشرين الأول 2023. والحال أن الاعصار الحربي المخيف غير المسبوق الذي أرادت من خلاله إسرائيل مواكبة إعلان رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو موافقة حكومته الأمنية المصغرة على الاتفاق، وبصرف النظر عن الاجتهادات والانقسامات الداخلية في إسرائيل حيال “تفوّقها” العسكري في هذه الحرب، لم يحجب الدلالات الشديدة القسوة لبنانياً للكلفة الفظيعة التي تكبدها لبنان دماراً وضحايا ونزوحاً جراء ما سمي “ربط الساحات” الذي دفع بـ”حزب الله” إلى المضي بقراره الآحادي بفتح المواجهة مع إسرائيل والتي كبدته أفدح الأثمان بشرياً وقيادياً وعسكرياً وقدرات واضطراره قسراً إلى الانسحاب من جنوب الليطاني، ناهيك عن تعميق غير مسبوق للانقسامات العمودية بينه وبين معظم الفئات اللبنانية التي عارضت تعريض لبنان لحرب كانت الأشرس اطلاقاً.

كان اتفاق “الهدنة” أو وقف النار “التجريبي” الذي بدأت “مراسم “إعلانه تباعاً من إسرائيل بمثابة اسقاط بالنار والاحتلال المباشر وبالمجازر الإنسانية لربط لبنان قسراً بحرب غزة مهما قيل في تجميل هذه الحقيقة أو تبرير الكارثة المتدحرجة التي أصابت مناطق الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية وأخيراً بيروت نفسها. وإذ أحصي أمس فقط، اكثر من 180 هدفاً استهدفه الاعصار الإسرائيلي لبث الذعر الشامل في “جهنم” حربي قبيل إعلان اتفاق وقف النار، بدا المشهد اللبناني مثيراً للرعب أمام تداعيات ما بعد الحرب التي ستبدأ بالاتضاح والانكشاف من اليوم تباعاً.

وعلى وقع اليوم الأخير قبيل إعلان وقف النار دُعي رسمياً مجلس الوزراء اللبناني بهيئة تصريف الأعمال، إلى عقد جلسة في التاسعة والنصف من صباح اليوم الأربعاء في السرايا الكبيرة، برئاسة رئيس الحكومة “لبحث التطورات الراهنة والأوضاع المستجدة” علماً أن الاتصالات توسّعت وتركزت على حضور جميع الوزراء وتحديداً الوزراء المحسوبين على “التيار الوطني الحر” لكي تصدر موافقة مجلس الوزراء بالإنابة عن رئيس الجمهورية على اتفاق وقف النار بالإجماع.

الموافقة الإسرائيلية

المجلس الوزاريّ الإسرائيلي المصغّر اجتمع برئاسة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو وتزامن مع تصعيد أوسع موجة غارات وإنذارات إسرائيلية منذ بداية الحرب، وفاق عدد التحذيرات والغارات المئات نفذ عدد كبير منها في وقت متزامن، إضافة إلى مناطق أخرى استهدفت من دون سابق إنذار في العاصمة والجنوب والبقاع.

وبعد ساعات من الاجتماع أفيد أن مجلس الوزراء الإسرائيلي وافق على اتفاق وقف النارمع لبنان. وأعلن نتنياهو موافقة المجلس الوزاري المصغر على وقف النار في لبنان متعهداً بالرد على كل خرق له من “حزب الله”، وقال “إننا أعدنا “حزب الله” سنوات إلى الوراء وقتلنا نصرالله الذي هو محور المحور”. واعلن “أننا سنحافظ على حريتنا العسكرية الكاملة في لبنان إذا تحرك حزب الله ضدنا”، لافتاً إلى أنه بعد اتفاق وقف النار في لبنان ستصبح حماس وحدها. واعتبر أننا نغير وجه الشرق الأوسط.

واعترف مسؤول سياسي إسرائيلي بأن هذه “صفقة هشة”، لكنه أشار إلى أنها “مصلحة إسرائيلية واضحة”. وقال إنها “ليست نهاية الحرب، إنها اتفاقية وقف إطلاق النار التي ستتم مراجعتها كل يوم. يمكن أن تستغرق يومين، ويمكن أن تستغرق عامين أيضًا”. وبحسب المصدر، فإن وثيقة جانبية من الإدارة الأميركية ستسمح لإسرائيل بالعمل ضد أي انتهاك لوقف إطلاق النار، بما في ذلك تصعيد “حزب الله”.

إعصار تصعيدي

وبالرغم من الإعلان عن اقتراب موعد وقف إطلاق النار، استمر التصعيد الجنوني.

في الضاحية الجنوبية لبيروت، شن الطيران الإسرائيلي غارات متزامنة واستهدف برج البراجنة والرمل العالي- تحويطة الغدير. وبعد الظهر أصدر الجيش الاسرائيلي إنذاراً باخلاء 20 مبنى في الحدث وحارة حريك والغبيري وبرج البراجنة، قبل أن يستهدفها بصورة متزامنة.

ومن دون انذار مسبق، بدأ الطيران الإسرائيلي استهدافات متعاقبة ومفاجئة لبيروت بدءاً بمبنى في منطقة النويري في قلب العاصمة، متسبباً بانهياره بالكامل في غارة عنيفة. وأُفيد عن سقوط سبعة شهداء في الغارة. ثم وجّه الناطق باسم الجيش الإسرائيلي تهديدات لـ4 مبانٍ للمرّة الأولى في بيروت في مناطق المزرعة والمصيطبة وزقاق البلاط ورأس بيروت وشنت غارة على شارع الحمراء قرب وزارة الداخلية ومصرف لبنان كما استهدفت شقة في منطقة بربور في بيروت حيث سقط ثلاثة شهداء وستة جرحى. وتجدّدت الغارات ليلاً على النويري.

بقاعاً، سجلت غارات على رسم الحدث حيث سقط ثلاثة شهداء وجرود قوسايا وجنتا وقصرنبا وبدنايل ومدينة بعلبك حيث حصلت مجزرة لدى استهداف منزل في حي آل وهبي في محلة الشراونة. كما أفيد عن مجزرة في مزرعة بيت مشيك أودت بـ15 شهيداً. وأُفيد عن سقوط عشرة شهداء في بريتال من آل طليس.

 

 

"نداء الوطن":

بعد أربعة عشر شهراً على انخراط "حزب الله" في حرب "الإسناد والمشاغلة"، دعماً لحركة "حماس" في غزة، وبعد شهرين تقريباً على حرب "أولي البأس"، بدءاً من تفجيرات "البيجر"، أعلِن عن وقف لإطلاق النار، وصار بالإمكان إجراء جردة ولو أولية بنتائج الحربين: الإسناد والمشاغلة وأولي البأس. وجردة "الانتصارات" المنوَّه عنها والتي حققها "حزب الله"، لا بد أن تبدأ فوراً خشية أن تضيع بين الجردات الوهمية التي تقلب الهزائم إلى انتصارات، وتحاول أن تستأنف ما بدأته، وكأن شيئاً لم يكن، كما حاول ان يفعل رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد في مقال له أمس يصح فيه عنوان "حرب الإنكار ".

"حزب الله" قد يُرجئ الاحتفال بالانتصار، لأن مَن يُفترض أن يحضروا الاحتفال قد غابوا جميعاً: من السيد حسن نصرالله الذي كان أول مَن أعلن "وحدة الساحات" إلى السيد هاشم صفي الدين الذي كان أول مَن أعلن "البيان الأول" في الثامن من تشرين الأول 2023، عن العملية الأولى في إطار "الإسناد والمشاغلة" إلى قادة الصف الأول، الشيخ نبيل قاووق وفؤاد شكر وابراهيم عقيل، إلى الحاج وفيق صفا الذي لم يُعرَف مصيره إلى اليوم، إلى الحاج محمد عفيف، إلى القادة الميدانيين من قوات الرضوان. مع غياب كل هؤلاء، يكون " الانتصار " بطعم الهزيمة.

على مَن يتحدث عن "الانتصار" أن يسأل: أين هو هذا "الانتصار"، خصوصاً في غياب هؤلاء؟

"الانتصار" الثاني هو خسارة خط الدفاع الأول في الجنوب، الموازي للخط الأزرق عند الحدود، ثم خط الدفاع الثاني، وتدمير أنفاقهما التي كانت تمر تحت منازل الأهالي في القرى والبلدات الجنوبية، وتدمير الأنفاق أدى حكماً إلى تدمير القرى والبلدات التي كانت تمر فيها، وهذا " الانتصار التدميري" واضح للعيان.

"الانتصار" الثالث نزوح أبناء الجنوب وأبناء الضاحية والبقاع، وعجز "حزب الله" عن توفير مراكز إيواء للنازحين، علماً أن مسؤولين فيه كانوا طمأنوا، بالتزامن مع بدء الحرب منذ أربعة عشر شهراً إلى أن "حزب الله" جهَّز مراكز إيواء لكل النازحين.

"الانتصار" الرابع تدمير البنى التحتية لـ"الحزب" من عسكرية ومالية واقتصادية.

هذه عيِّنة من جردة "الانتصارات" التي هي في واقع الأمر جردة هزائم لم يعرف "حزب الله" مثيلاً لها منذ تأسيسه عام 1982. وما أعدَّه لمواجهة إسرائيل و"رميها في البحر" خسره في شهرين.

وهذه "الانتصارات" من وجهة نظر "حزب الله" باشر الإعداد لها إعلامياً، و"الاستهلالية" مع رئيس كتلة نواب "حزب الله" النائب محمد رعد الذي قال أمس في مقال صحافي: "نفترض أن الضمانة المُثلى هي في المُعادلة نفسها التي أرغمت العدوّ مُجدداً على وقف عدوانه وتيئيسه من إمكانية إخضاع إرادة اللبنانيين وانتهاك سيادة بلدهم. إنها مُعادلة الشعب والجيش والمُقاومة".

فات النائب رعد جملةً من الحقائق والوقائع التي تجعل هذه المعادلة من الماضي، ومن هذه الوقائع:

كيف أرغمت هذه المعادلة العدو مجدداً على وقف عدوانه؟ هل من خلال نجاحه في التوغل؟ أم بنجاحه في الاغتيالات؟ هل في نزوح أكثر من مليون من "الشعب"؟

صحيح أن النائب رعد يريد فتح النقاش، لكن بعد خراب البصرة، فالمعادلة "الذهبية" التي هي في حقيقتها معادلة "خشبية" كما سمّاها "إعلان بعبدا"، لم تعد صالحة، كما أنها في الأساس لم تكن صالحة.

وما يدعو إلى الاستغرب هو هذا الهذيان الذي أصاب النائب رعد وفكَّر في سيناريوات ليبرر استمرار سلاحه، فيتوجس بهواجس غير موجودة ليتحدث عن "إكمال العدو مشروعه بغزو لبنان مُجدداً ومُحاولة إنهاء المقاومة الإسلامية فيه، ليفرض سيطرته ويُخضع لبنان لموازين قوى جديدة. حينذاك لا يعود مضموناً استقرار الوضع الداخلي وفق ميثاق الوفاق الوطني، ولربما تراود البعض آنذاك أحلام قديمة أو شبيهة لها".

من أين جاء رعد بهذه المخيِّلة الواسعة؟ فبدلاً من ان يهلوس بما أسماه "أحلام قديمة تراود البعض"، لماذا لا يجرؤ على الجهر بأطماع "حزب الله" بالسيطرة على البلد والتي جهر بها ناشطو الحزب، عملاً بالقول المأثور "تعرفون أسرارهم من صغارهم" وواضح مَن كان يريد وضع يده على البلد .

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، ووفق ما كان متوقعاً، أعلن الموافقة على وقف النار، لكن ما لفت قوله "نحتفظ بحرية العمل العسكري الكاملة بالتنسيق الكامل مع الولايات المتحدة. وإذا انتهك حزب الله الاتفاق أو حاول معاودة التسلح، فسوف نضربه بقوة". نتنياهو تحدث عما حققه فقال "أعدنا حزب الله عقوداً إلى الوراء وقضينا على كبار قادته، ودمرنا معظم صواريخه وقذائفه، وحيًدنا آلاف المقاتلين، ومحونا البنية التحتية للإرهاب التي شيدها على مدى سنوات قرب حدودنا". وأضاف "ضربنا أهدافاً استراتيجية في أنحاء لبنان وزلزلنا بيروت حتى الأعماق". كما كان لافتاً التهديد الذي وجّهه نتنياهو إلى الرئيس السوري بشار الأسد من خلال مخاطبته "أنت تلعب بالنار".

ومن بين البنود التي سرّبت عن الاتفاق:

-كل بيع أو توريد أو إنتاج للأسلحة أو المواد المتعلقة بالأسلحة إلى لبنان سيكون تحت إشراف وسيطرة الحكومة اللبنانية.

-سيتم تفكيك جميع المنشآت غير القانونية المعنية بإنتاج الأسلحة والمواد المتعلقة بها.

-سيتم تفكيك جميع البنى التحتية والمواقع العسكرية، وستتم مصادرة أي أسلحة غير قانونية لا تتماشى مع هذه الالتزامات.

وليلاً تحدث الرئيس الأميركي جو بايدن فحمَّل "حزب الله" مسؤولية اندلاع الحرب، معتبراً أن إسرائيل دمرت البنية التحتية لـ"حزب الله في جنوب لبنان.

 

 

"الأنباء":

 أثبتت سياسة العصا والجزرة جدواها في لجم تعنت رئيس وزراء العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والكابينت الإسرائيلي بالموافقة على إتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، والذي دخل حيّز التنفيذ عند الساعة الرابعة من فجر اليوم. الرئيس الأميركي جو بايدن الذي أعلن موعد وقف إطلاق النار أكد أن بلاده "ستقدم الدعم لضمان تنفيذ وقف إطلاق النار في لبنان بالتعاون مع فرنسا".

وفي كلمة أعلن فيها نتنياهو أمس مصادقة المجلس الوزاري المصغّر على وقف إطلاق النار في لبنان، تجاوز بنود الإتفاق، إذ أشار إلى المحافظة على الحرية العسكرية الكاملة في لبنان إذا تحرّك حزب الله ضد العدو الإسرائيلي، وسيرد بقوة على كل خرق من قبل الحزب. 

غير أن التجربة السابقة مع نتنياهو في غزة، تشي بأنه لا يمكن الوثوق بأي كلمة يقولها سواء علناً أم في مجالسه الضيّقة، لذا فإن ثبات وقف إطلاق النار يكمن في مدى جدية نتنياهو باحترامه.

في السياق، شدد مصدر مطلع على وجوب إنتظار الورقة الرسمية للإتفاق النهائي للبناء عليها، إنما كتعليق أولي، ليس مطروحاً إعطاء العدو الإسرائيلي الحرية بالتصرف العسكري وفق المقترح الأميركي الرسمي، إذ أن هناك بنداً حول حق لبنان وإسرائيل بالدفاع عن نفسيهما، معتبراً أن هناك إجتهاداً إسرائيلياً في هذا الإطار، إلا إذا كان هناك كما تم تسريبه، ورقة ضمانات أميركية.

كذلك، أوضح المصدر وجوب عودة الطرفين إلى لجنة المراقبة فيما لو حصلت خروقات وهي التي تقوم بالمعالجة، خصوصاً أن بنود الاتفاق لا تعطي لأي فريق المضي فوراً بمهاجمة الفريق الآخر، أو بمعنى لا يعطي الحق لإسرائيل بمهاجمة الجانب اللبناني. ولفت المصدر الى أن على إسرائيل أن توقف إعتداءاتها البرية والبحرية والجوية.

الموقف اللبناني المرحّب بوقف إطلاق النار، والملتزم بحماية السيادة اللبنانية، سيترجم رسمياً بجلسة يعقدها اليوم مجلس الوزراء عند الساعة التاسعة والنصف من قبل ظهر في السرايا الحكومي، لمناقشة الاتفاق والمصادقة عليه. 

حزب الله يضع الاتفاق على المحك

بالمقابل، وفي معرض تعليقه على التصعيد الإسرائيلي عشية وقف إطلاق النار وضع تصريح عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله الاتفاق على المحك. وأشار في مقابلة مع وكالة رويترز إلى أن "لبنان لا يعتبر نفسه معنيّاً بأي إتفاقات جانبية عقدها الكيان الإسرائيلي مع الولايات المتحدة الأميركية، معتبراً أنهما "كانا طرفاً واحداً في هذه الحرب، وما يقال عن ورقة ضمانات أو ما شابه، فهذا ليس له معنى في لبنان، ونحن معنيّون بالإجراءات التي تقوم بها مؤسسات الدولة اللبنانية على الأرض اللبنانية، لأننا وضعنا عنوانين أساسية، وقف العدوان، وحماية السيادة الوطنية". أكد فضل الله أن "المقاومة باقية ومستمرة ومتواصلة، وهي جزء من معادلة وطنية عنوانها، الجيش والشعب والمقاومة"، على حد تعبيره.

محمد رعد

رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد من جهته، اعتبر أن "ضمانة التزام العدو الإسرائيلي بالقرار 1701 هي معادلة الشعب والجيش والمقاومة". ويأتي تصريح النائب رعد بعد ما قاله مستشار المرشد الإيراني علي لاريجاني إن "حزب الله يصنع الصواريخ بنفسه" وأن "استبعاد حزب الله من المشهد السياسي في لبنان ليس مطروحًا"، وأن "حزب الله" عنصر قوة للدولة اللبنانية ونحن ندعمه في مواجهة الكيان الصهيوني، ما يطرح فعلياً الاشكالية الحقيقية لمرحلة ما بعد الحرب التي ستشكل منعطفاً سياسياً مهماً، لا سيما بمقاربة حزب الله للمتغيرات الدولية الكبرى وحماية لبنان من حسابات الساحات والمشاريع الخارجية.

تيمور جنبلاط

وقبيل ساعات من إعلان وقف إطلاق النار، زار رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب تيمور جنبلاط قائد الجيش العماد جوزاف عون في مكتبه في اليرزة برفقة وفد من كتلة اللقاء الديمقراطي، مقدماً التعزية بشهداء الجيش اللبناني الذين سقطوا جرّاء العدوان الإسرائيلي على لبنان. 

وجدّد الوفد تأكيد دعم "التقدمي" للجيش كضمانة للأمن في البلد، والتشديد على مرجعية الدولة وأجهزتها. كما شدد الوفد على ضرورة تعزيز المؤسسة العسكرية وتجهيزها عديداً وعتاداً لتتمكن من القيام بالمهام الموكلة إليها بموجب القرار 1701 في حفظ أمن الجنوب، إضافة إلى مهمات حفظ الأمن الداخلي في هذه المرحلة الدقيقة. والتقى جنبلاط والوفد المرافق رئيس الأركان اللواء الركن حسان عودة.

وعكست أجواء قائد الجيش إستعداد المؤسسة العسكرية تنفيذ ما ستقرّره الحكومة اللبنانية بخصوص القرار 1701، والاستعداد للانتشار في الجنوب بعد سريان وقف إطلاق النار.

كذلك، زار جنبلاط متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، في كاتدرائية القديس جاورجيوس في بيروت، على رأس وفد من الكتلة والحزب. ولفت النائب فيصل الصايغ بعد اللقاء إلى أنّ الركن الأساس هو اتفاق الطائف ويجب الالتفاف حوله بعد الحرب والأولوية الأخرى هي انتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة للتمكّن من النهوض بالبلد.

التصعيد المجنون!

وأتت المصادقة الإسرائيلية على وقع حرب نفسية سياسية وتصعيد حربي عنيف طال قلب العاصمة بيروت، ومناطق عدة في لبنان. وبلغ عدد الغارات رقماً قياسياً، تزامناً مع تسريبات عن وصول قوة كوماندوس إٍسرائيلية إلى نهر الليطاني. 

وتعليقاً على الإستهداف الوحشي الإسرائيلي مساء أمس على بيروت ومختلف المناطق، شدد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أن العدو الإسرائيلي يؤكد مجدداً أنه "لا يقيم وزنا لاي قانون او اعتبار"، مطالباً "المجتمع الدولي بالعمل سريعاً على وقف هذا العدوان وتنفيذ وقف فوري لاطلاق النار". 

وفي الميدان العسكري، أبى العدو الإسرائيلي أن يودّع الأجواء اللبنانية، دون تصعيد جوي أدى إلى سقوط شهداء وجرحى، من الجنوب والبقاع وجرود جبيل وبيروت الإدارية في مناطق طالها القصف للمرة الأولى. أما الضاحية الجنوبية، فنفّذ الطيران الحربي للعدو فيها حزاماً ناريّاً، ونالت حصة الأسد بغزارة الغارات والإستهدافات التي بات من الصعوبة بمكان إحصائها.

وحول العمليات البرية، وفي تطور دقيق بتوقيته، زعمت قوات جيش العدو بداية إلى أنها وصلت إل نهر الليطاني على عمق 10 كيلومترات، فيما بعد وصول قوة كوماندوس إلى نهر الليطاني. وبالمقابل، أعلن حزب الله تنفيذ عمليات نوعية واستهدافات بالجملة داخل الأراضي المحتلة، وتصدت عناصره للعدوان الإسرائيلي عند مختلف المحاور، خصوصاً لجهة مدينة الخيام. 

داليا جنبلاط وإحتياجات النازحين!

وضمن الجولات التي تقوم بها السيدة داليا جنبلاط على المناطق كافة ومواكبة لإحتياجات النازحين من المناطق التي تتعرض العدوان، زارت مراكز النزوح في عاليه واطّلعت على أوضاع العائلات النازحة والحاجات الصحية والتربوية، وبخاصة بعد انطلاق العام الدراسي والتحاق الطلاب بالمدارس التي تؤمن التعليم الحضوري.

كما وزارت أيضاً دار المعلّمين والمعلمات، الذي تمّ تجهيزه من خلية الأزمة لاستقبال تلامذة المدارس الرسمية وتمكينهم من التعلم حضورياً بحسب خطة وزارة التربية.

ورافق جنبلاط في جولتها وكيل داخلية عاليه في الحزب التقدمي الإشتراكي يوسف دعيبس، رئيس خلية الأزمة المركزية في عاليه الوليد شميط، وفريق عمل مؤسسة الفرح الاجتماعية.

 

 

"البناء":

صباح اليوم يسري وقف إطلاق النار بين المقاومة وجيش الاحتلال، والاتفاق بنسخته المنشورة من هيئة البث الإسرائيلية هو النص الوحيد المتاح للاطلاع على الاتفاق وبنوده، ورغم أن المصدر هو الاحتلال يمكن القول إن النص هو نسخة “مخفّفة” من بنود القرار 1701 لعام 2006، حيث الاتفاق محصور في منطقة جنوب الليطاني، ولا يوجد أي ذِكر لمناطق شمال النهر، باستثناء الحديث عن انتشار الجيش اللبناني على المعابر (علماً بأن الجيش اللبناني موجود). كل ما قيل سابقاً عن اتفاق على نزع سلاح الحزب أو تفكيك ترسانته خارج جنوب الليطاني، لا وجود له في الاتفاق، لا تصريحاً ولا تلميحاً. ولا يأتي الاتفاق على ذِكر أي دور القوات الدولية (اليونيفيل)، بما يخص الصلاحية الأمنية في جنوب لبنان، بل يحصر الأمر بالجيش اللبناني، أما اللجنة الخماسية التي تتلقى شكاوى خرق الاتفاق فهي نسخة معدلة من لجنة مراقبة اتفاق نيسان 1996، و نسخة مزيدة من اللجنة الثلاثية التي نشأت بعد العام 2006، وغالبية ما نُشر في الإعلام الإسرائيلي عن الاتفاق وجرى التعامل معه كحقيقة مطلقة في الإعلام اللبناني لم يَرِد في النسخة الأخيرة من الاتفاق، ويبدو أنه عندما أبلغ رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو الولايات المتحدة برغبته بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، كانت عمليته البرية قد وصلت إلى مداها الأقصى، وبات على كيان الاحتلال إما وقف الحرب أو توسيعها. وأن الأداء الأسطوري للمقاومة هو ما دفع بنتنياهو إلى اختيار وقف الحرب، وهو ما جعل السقف الإسرائيلي في الاتفاق منخفضاً، مقارنة بما أُعلِن في الأسابيع الماضية.
نتنياهو تحدث عن أسباب القبول بوقف إطلاق النار أو طلبه، فتباهى بأن العالم فخور بإنجازاته وهو يتلقى مذكرة توقيف كمجرم حرب من المحكمة الجنائية الدولية، ووجّه تهديدات نحو ايران وسورية وتباهى باستهداف اليمن، متجاهلاً أيضاً أن جيشه ومن خلفه الائتلاف الدولي الذي تقوده واشنطن يفشلان فشلاً ذريعاً في ضمان عبور سفينة واحدة لا تسمح لها اليمن بالعبور في البحر الأحمر. ثم بعد جملة أكاذيب اعترف نتنياهو بالسبب الحقيقي لطلب وقف النار وهو أن الجيش متهالك يحتاج إلى إعادة تأهيل وإعادة تسليح، وقد فقد الكثير من أسلحته والكثير من مخزون الذخائر، بينما كان الكلام الجوهريّ للرئيس الأميركي جو بايدن هو الإعلان عن أن لا قوات أميركية سيتم إرسالها بخلاف ما جرى ترويجه عن وصول مئات الجنود الأميركيين للإشراف على تطبيق الاتفاق، وكان لافتاً أن النص تحدّث عن مهلة 60 يوماً لانسحاب الاحتلال إلى الخط الأزرق وإدارة مفاوضات لحل النزاعات حول الحدود، لكنه لم يضع مهلة لسحب حزب الله وحداته العسكرية النظامية من جنوب الليطاني.
عشية سريان وقف إطلاق النار شن الاحتلال عشرات الغارات التدميرية في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية وصولاً للعاصمة بيروت، بينما استهدفت المقاومة بصواريخها وطائراتها المسيّرة مستوطنات الجليل وصولاً إلى حيفا وتل أبيب حيث أعلنت عن استهداف قائد سلاح الجو بطائرات مسيّرة انقضاضيّة.
وشن العدو الإسرائيلي عدواناً واسعاً على مختلف المناطق اللبنانية في الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية وصولاً الى العاصمة بيروت، قبل ساعات من إعلان من تصديق الطاقم الوزاري المصغر في «إسرائيل» على وقف إطلاق النار مع لبنان الذي من المتوقع أن يدخل حيّز التنفيذ العاشرة صباح اليوم.
وكان رئيس حكومة العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو زعم في مؤتمر صحافي عقده مساء أمس، أن «وقف إطلاق النار ومدّته يعتمد على ما يحدث في لبنان»، وادعى أن «الجيش الإسرائيلي سيهاجم كلما سجل انتهاكاً للاتفاق، ونحتفظ بحرية العمل العسكري بالكامل، إذا قام حزب الله بتسليح نفسه سنهاجم، وإذا بنى بنية تحتية بالقرب من الحدود سنهاجم».
وقد نشرت هيئة البث الإسرائيلية الاتفاق الكامل بين «إسرائيل» ولبنان:
1- حزب الله وجميع الجماعات المسلحة الأخرى في الأراضي اللبنانية لن تقوم بأي عمل هجومي ضد «إسرائيل».
2- «إسرائيل»، بدورها، لن تنفذ أي عملية عسكرية هجومية ضد أهداف في لبنان، بما في ذلك من البر والجو والبحر.
3- تعترف «إسرائيل» ولبنان بأهمية قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701.
4- هذه الالتزامات لا تنفي حق «إسرائيل» أو لبنان في ممارسة حق الدفاع الذاتي.
5- القوات الأمنية والعسكرية الرسمية للبنان ستكون الجهة المسلحة الوحيدة المسموح لها بحمل السلاح أو استخدام القوات في جنوب لبنان.
6- كل بيع أو توريد أو إنتاج للأسلحة أو المواد المتعلقة بالأسلحة إلى لبنان سيكون تحت إشراف وسيطرة الحكومة اللبنانية.
7- سيتم تفكيك جميع المنشآت غير القانونية المعنية بإنتاج الأسلحة والمواد المتعلقة بها.
8- سيتم تفكيك جميع البنى التحتية والمواقع العسكرية، وستتم مصادرة أي أسلحة غير قانونيّة لا تتماشى مع هذه الالتزامات.
9- سيتم تشكيل لجنة مقبولة من «إسرائيل» ولبنان للإشراف والمساعدة في ضمان تنفيذ هذه الالتزامات.
10- ستقوم «إسرائيل» ولبنان بالإبلاغ عن أي انتهاك محتمل لهذه الالتزامات إلى اللجنة وقوة «يونيفيل» (القوة المؤقتة للأمم المتحدة في لبنان).
11- ستنشر لبنان قواتها الأمنية الرسمية وقوات الجيش على طول جميع الحدود، ونقاط العبور، والخط الذي يحدد المنطقة الجنوبية وفقاً لخطة الانتشار.
12- ستقوم «إسرائيل» بسحب قواتها تدريجيًا من الجنوب باتجاه الخط الأزرق خلال فترة تصل إلى 60 يومًا.
13- ستدفع الولايات المتحدة لمفاوضات غير مباشرة بين «إسرائيل» ولبنان من أجل التوصل إلى اتفاق على ترسيم الحدود البرية.
وكان نتنياهو قال لرؤساء السلطات المحلية في شمال «إسرائيل»، قال إنه لن يعود أحد لمنزله حالياً حتى نرى التزام الطرف الآخر بالاتفاق.
غير أن مصادر مطلعة لفتت لـ «البناء» الى أنه وحتى منتصف ليل أمس، لم تُعرف الصيغة النهائية التي تمّ الاتفاق عليها وما إذا كانت نفسها التي تم التفاهم عليها بين الرئيس نبيه بري ومبعوث الرئيس الأميركي أموس هوكشتاين خلال زيارته الأخيرة أو صيغة نهائية تم تعديلها بعد لقاء هوكشتاين مع نتنياهو، كما لم يعرف إذا ما كانت الحكومة اللبنانية والمفاوض اللبناني قد تسلمت الصيغة الأخيرة، لكي تناقشها الحكومة اللبنانية في جلستها اليوم للتصديق عليها! وأوضحت المصادر أن «من المفترض أن لا تتضمن الصيغة النهائية لـ«إسرائيل» حرية الحركة بالتدخل العسكري ضد أي خرق للقرار 1701 كما لا يتضمن أي وصاية أو تدخل مباشر للجنة الدولية ولا تدخل عسكري أميركي مباشر».
وفي سياق ذلك، أوضح نائب رئيس المجلس السياسي لـ«حزب الله» محمود قماطي، أننا «نشكك في التزام نتنياهو الذي عودنا على الخداع ولن نسمح له بتمرير فخ بالاتفاق»، مؤكداً أنه «يجب أن ندقق بالنقاط التي وافق عليها نتنياهو قبل توقيع الحكومة غداً» (اليوم).
بدوره، أشار النائب في كتلة «الوفاء للمقاومة» حسن فضل الله، في حديث لـ«الميادين»، الى أن بنود الاتفاق التي يتحدث عنها إعلام العدو تختلف عن الورقة التي ناقشها لبنان مع هوكشتاين ولفت الى ان «كل الأهداف الإسرائيلية سقطت على أعتاب الخيام وكفركلا وغيرها من القرى اللبنانية، ونحن نمرّ في ليلة خطرة وحساسة ولكن لن تكون للاحتلال اليد العليا». ولفت فضل الله، الى أننا «لا نتحدث عن مبالغات وإنما نتحدث عن صامدين فرضوا على العدو الإسرائيلي أن يأتي إلى وقف إطلاق النار»، مضيفاً «في اليوم التالي للحرب سيرفع أبناء الجنوب والبقاع والضاحية وكل مواطن شريف راية المقاومة والتحرير». وقال فضل الله: «لم يتحقق من الأهداف الإسرائيلية إلا التدمير والقتل ومحاولة بث الفوضى بين الناس في هذه الليلة، والمقاومة حتى اليوم تركز على المنشآت العسكرية الإسرائيلية وعملياتها تتمّ من منطقة جنوب الليطاني»، وتابع: «جيش الاحتلال بكل التكنولوجيا التي يملكها فشل في وقف عمليات المقاومة جنوب الليطاني». لافتاً الى أن «قد يستطيع العدو بث الخوف في قلوب المدنيين لكن قيادة المقاومة قرارها واضح بالمواجهة حتى اللحظات الأخيرة». وأضاف «نحن كلبنانيين وطنيين دورنا الأساسي هو الصمود والثبات ومنع العدو من تحقيق أهدافه»، وقال: «النصر يُقاس بتحقيق الأهداف فقط والعدو لم يحقق أهدافه».
وذكرت معلومات لـNBN» « بأن هوكشتاين ارسل كتاباً خطياً إلى لبنان أكد فيه سريان وقف إطلاق النار عند الرابعة فجر اليوم بتوقيت لبنان.
وأعلن رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي بأنه تلقى اتصالاً من الرئيس الأميركي جو بايدن تشاورا خلاله في الوضع الراهن وقرار وقف إطلاق النار. وقد شكر ميقاتي الرئيس بايدن على الدعم الأميركي للبنان والمساعي التي قام بها موفده السيد أموس هوكشتاين للتوصل الى وقف إطلاق النار.
وعبّر رئيس الحكومة عن ترحيبه بقرار وقف إطلاق النار في لبنان والذي ساهمت بترتيبه مشكورة الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا. وقال: إن هذا التفاهم الذي رسم خريطة طريق لوقف النار، اطلعت عليه مساء اليوم. واعتبره خطوة أساسية نحو بسط الهدوء والاستقرار في لبنان وعودة النازحين الى قراهم ومدنهم. كما انه يساعد على إرساء الاستقرار الإقليمي.
تابع البيان «إنني، إذ اقدّر المساعي المشتركة للولايات المتحدة وفرنسا للتوصل الى هذا التفاهم، أجدّد تأكيد التزام الحكومة بتطبيق القرار الدولي الرقم 1701 وتعزيز حضور الجيش في الجنوب والتعاون مع قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان. وأدعو دول العالم والمؤسسات الدولية المعنية الى تحمّل مسؤولياتها في هذا الصدد. كما أطالب بالتزام العدو الإسرائيلي بشكل كامل بقرار وقف إطلاق النار والانسحاب من كل المناطق والمواقع التي يحتلها والالتزام بالقرار 1701 كاملاً».
وأعلن مكتب نتنياهو في بيان، بأن مجلس الوزراء الأمني الإسرائيلي وافق على اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان بأغلبية 10 أصوات، مقابل اعتراض صوت واحد. وأوضح المكتب أن نتنياهو تحدّث هاتفياً مع الرئيس الأميركي جو بايدن وشكره «على جهوده» وصولاً لإبرام هذا الاتفاق.
وأعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أن «إسرائيل» ولبنان وافقا على اتفاق وقف إطلاق النار، شاكراً في السياق الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون. ولفت بايدن في مؤتمر صحافي، إلى أنه لن تكون هناك قوات أميركية في جنوب لبنان والغرض من الاتفاق أن يكون وقفاً دائماً للأعمال القتالية.
وأعلن بايدن أن اتفاق وقف إطلاق النار سيسري مفعوله في الساعة 10 صباح اليوم بتوقيت لبنان و»إسرائيل». ولفت الى أنه خلال 60 يوماً سيسيطر الجيش اللبناني على أراضيه وستسحب «إسرائيل» ما تبقى من قواتها من لبنان.
وكان العدو الإسرائيلي شنّ عدواناً واسع النطاق على لبنان، واستهدف بسلسلة غارات الضاحية الجنوبية والعاصمة بيروت في برج أبي حيدر والبسطة وزقاق البلاط وراس النبع وكورنيش المزرعة. كما استهدف بغارات منطقة طرابلس وعكار.
وشنّ الطيران الإسرائيلي غارات جوية استهدفت مناطق ونقاطاً حدودية بين سورية ولبنان من جهة عكار.
ومساء أمس، وجّه جيش العدو تهديداً جديداً إلى جميع السكان المتواجدين في منطقة الضاحية الجنوبية، في برج البراجنة والغبيري.
في المقابل ردّ حزب الله باستهداف عدد كبير من المستعمرات والقواعد العسكرية في شمال فلسطين المحتلة، وقصف نهاريا وكريات شمونة ومدينة حيفا وتل أبيب.
وأعلن حزب الله في بيان، أنّ أحد الأهداف العسكريّة الحساسة التي تم استهدافها بتاريخ 18-11-2024 في مدينة تل أبيب، كان مقرّ إقامة قائد سلاح الجو في جيش العدو الإسرائيلي اللواء تومار بار، بسربٍ من المُسيّرات الانقضاصية النوعيّة، وقد حققت العمليّة أهدافها بدقة، وسط فرض قيود مشدّدة من قبل الرقابة العسكرية الإسرائيلية على الحادثة.
واستهدف الحزب مستوطنة معالوت ترشيحا، بـ«صليةٍ صاروخية، كما قصفت المقرّ المستحدث لقيادة ‌‏كتيبة المدفعية التابعة للفرقة 146 جنوب مستوطنة كابري، بصليةٍ صاروخية». كما استهدفت المقاومة تجمعًا لقوّات جيش العدو الإسرائيلي في مستوطنة زرعيت، بصليةٍ صاروخية، وتجمعاً لقوّات جيش العدو الإسرائيلي في مستوطنة شوميرا، بصليةٍ صاروخية، وتجمعًا لقوّات جيش العدو الإسرائيلي جنوبي مدينة الخيام، بصليةٍ صاروخية.

 

 

"الجمهورية":

من المقرّر أن يدخل وقف اطلاق النار بين لبنان واسرائيل حيز التنفيذ فجر اليوم استناداً الى اعلان الرئيس الاميركي جو بايدن ومعه الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، الذي سارع إلى ارسال موفده جان إيف لودريان إلى لبنان اليوم «للبحث في حل الأزمة السياسية»، حسبما اعلنت الرئاسة الفرنسية. في الوقت الذي عاش لبنان ليلة جهنمية من القصف التدميري الاسرائيلي الذي طاول عمق بيروت وضاحيتها الجنوبية ومعظم مناطق الجنوب والبقاع، ليصل إلى معبر العريضة والعبودية والدبوسية ووادي خالد في عكار ومعابر اخرى على الحدود اللبنانية- السورية، في وقت ردّ حزب الله بقصف مجموعة من الأهداف العسكرية الحساسة في تل ابيب وضواحيها وعكا والجولان ومقر إقامة قائد سلاح الجو الاسرائيلي في تل ابيب.

اعلن الرئيس الأميركي جو بايدن في مؤتمر صحافي مساء امس أنّ «لبنان وإسرائيل يقبلان وقف إطلاق النار». وأشار الى أنّ «أكثر من 70 ألف إسرائيلي اضطروا للنزوح منذ بدء حزب الله الحرب». واضاف «أكثر من 100 ألف لبناني دُفعوا إلى النزوح بعد فرض حزب الله الحرب عليهم». ورأى أنّ «هذا النزاع هو الأكثر دموية بين حزب الله وإسرائيل». واعتبر أنّ «السلام الدائم لا يمكن أن يتحقق في ساحات القتال، لذلك وجّهت فريقي لإنهاء النزاع». وكشف أنّ «الاتفاق سيدخل حيز التنفيذ غداً في العاشرة صباحاً بالتوقيت المحلي». وأعلن أنّه «سيتمّ تنفيذ الاتفاق بشكل كامل ولن يكون هناك انتشار للقوات الأميركية في جنوب لبنان». وشدّد على «أنّ حزب الله إذا خرق الاتفاق فإنّ إسرائيل تملك حق الدفاع عن نفسها». وقال إنّ «الاتفاق يدعم سيادة لبنان ويشكّل بداية جديدة لهذا البلد ويقود الشعب اللبناني لمستقبل ينعم فيه بالسلام».

وعن ملف غزّة، قال بايدن إنّ «أمام حماس خيار وحيد هو إطلاق سراح الرهائن ومنهم الرهائن الأميركيون». وأعلن «أنّنا سنقوم بمساعٍ جديدة مع مصر وقطر وتركيا وإسرائيل في شأن وقف إطلاق النار في غزة».

بيان مشترك

وفي غضون ذلك، صدر عن بايدن وماكرون بيان مشترك أعلنا فيه وقف إطلاق النار. وهنا نصه: «بعد أسابيع عديدة من التعبئة الدبلوماسية المكثفة، أعلن رئيس الولايات المتحدة، جوزف بايدن، ورئيس الجمهورية الفرنسية، إيمانويل ماكرون، اليوم أنّ إسرائيل ولبنان قد قبلا بوقف إطلاق النار بين البلدين. سيؤدي هذا الإعلان إلى إنهاء القتال في لبنان وحماية إسرائيل من التهديد الذي يشكّله حزب الله والمنظمات الإرهابية الأخرى التي تعمل من لبنان. كما سيوفّر الظروف اللازمة لاستعادة الهدوء بشكل مستدام، مما يتيح عودة آمنة لسكان الجانبين إلى منازلهم على طول الخط الأزرق. ستعمل الولايات المتحدة وفرنسا مع إسرائيل ولبنان لضمان تنفيذ هذا الترتيب بالكامل وتطبيقه. كما تظل ملتزمة بمنع هذا النزاع من التسبب في دورة جديدة من العنف. وتعهّدت الولايات المتحدة وفرنسا أيضًا بلعب دور رائد في دعم الجهود الدولية لتعزيز قدرات القوات المسلحة اللبنانية وتعزيز التنمية الاقتصادية في جميع أنحاء لبنان، من أجل تعزيز الاستقرار والازدهار في المنطقة».

بايدن وميقاتي

وقد تلقّى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي اتصالاً من بايدن تشاورا في خلاله في الوضع الراهن وقرار وقف اطلاق النار. وافادت معلومات رسمية انّ ميقاتي شكر بايدن «على الدعم الاميركي للبنان والمساعي التي قام بها موفده السيد آموس هوكشتاين للتوصل الى وقف اطلاق النار». واضافت: «عبّر رئيس الحكومة عن ترحيبه بقرار وقف إطلاق النار في لبنان، والذي ساهمت بترتيبه مشكورة الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا». وقال: «إنّ هذا التفاهم الذي رسم خريطة طريق الى وقف النار، اطلعت عليه مساء اليوم (أمس)، وهو خطوة أساسية نحو بسط الهدوء والاستقرار في لبنان وعودة النازحين الى قراهم ومدنهم. كما انّه يساعد في إرساء الاستقرار الإقليمي. إنني، إذ اقدّر المساعي المشتركة للولايات المتحدة وفرنسا للتوصل الى هذا التفاهم، اجدّد تأكيد التزام الحكومة بتطبيق القرار الدولي الرقم 1701 وتعزيز حضور الجيش في الجنوب والتعاون مع قوة الامم المتحدة الموقتة في لبنان. وادعو دول العالم والمؤسسات الدولية المعنية الى تحمّل مسؤولياتها في هذا الصدد. كما اطالب بالتزام العدو الاسرائيلي بشكل كامل بقرار وقف اطلاق النار والانسحاب من كل المناطق والمواقع التي يحتلها والالتزام بالقرار 1701 كاملاً».

وسيرأس ميقاتي عند التاسعة والنصف صباح اليوم جلسة لمجلس الوزراء في السراي الكبير «لبحث التطورات الراهنة والأوضاع المستجدة». حسبما ورد في نص الدعوة التي وجّهت الى الوزراء، وقد قطع وزير السياحة وليد نصار زيارته للسعودية ويعود إلى بيروت للمشاركة في الجلسة. فيما افيد انّ وزراء «التيار الوطني الحر» لن يحضروا الجلسة بداعي السفر.

وكان ميقاتي ندّد بـ«العدوان الإسرائيلي الهستيري» مساء امس على بيروت ومختلف المناطق اللبنانية والذي يستهدف بشكل خاص المدنيين. وقال انّ هذا العدوان «يؤكّد مجدداً انّ العدو الاسرائيلي لا يقيم وزناً لأي قانون او اعتبار. كما انّ استهداف بيروت بشكل خاص يثبت حقد العدو عليها بما تمثله من حاضنة لجميع اللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم ومشاربهم، ولكونها ايضاً تحتضن العدد الاكبر من النازحين عن مناطق العدوان». واضاف: «إنّ المجتمع الدولي مطالب بالعمل سريعاً على وقف هذا العدوان وتنفيذ وقف فوري لاطلاق النار».

نتنياهو يتوعد

في هذه الاثناء، اقّر المجلس الوزاري الأمني المصغر في إسرائيل اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، وذلك بعد موافقة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو خلال خطاب متلفز.

وأعلن نتنياهو مساء امس عن اتفاق وقف إطلاق نار مع حزب الله، وإنّه «سيعرض الليلة الخطوط العريضة لاتفاق وقف إطلاق النار في لبنان، مع التفاهم الكامل مع الولايات المتحدة، على أنّ لدينا حرّية العمل العسكري الكاملة، إذا انتهك حزب الله الاتفاق فسنهاجم. إذا أطلق صاروخاً، أو حفر نفقاً، فسنهاجم». وشدّد على أنّ «الحرب لن تنتهي حتى تحقق أهدافها ونعيد سكان الشمال إلى منازلهم». وقال إنّ «الرئيس السوري بشار الأسد يلعب في النار، لقد أعدنا حزب الله عشرات السنوات إلى الوراء».

وتطرّق نتنياهو الى الحرب في غزة وقال: «حزب الله خرج من الصورة، حماس بقيت وحيدة، وهذا سيساعد في الجهود لإعادة المختطفين» واضاف: «نحن ملتزمون بإعادة الجميع إلى ديارهم». وذكر أنّ الهدف هو «وضع حدّ للمعاناة الرهيبة التي يعيشها أهالي المختطفين، ونحن ملتزمون باستكمال تدمير حماس».

وشرح نتنياهو أسباب وقف إطلاق النار في لبنان، وهاجم الولايات المتحدة بسبب «تأخير توريد السلاح»، وقال: «السبب الأول هو «التركيز على التهديد الإيراني - ولن أخوض في ذلك». والسبب الثاني الذي ذكره نتنياهو هو «التحديث الكامل وتجديد القوات. وأنا أقول لكم بصراحة، لأنه ليس سراً: كان هناك تأخير كبير في توريد الأسلحة والعتاد، هذا التأخير على وشك أن يتحرّر قريبًا. سنزود أنفسنا بوسائل حربية متقدمة من شأنها أن تحافظ على حياة جنودنا، وتمنحنا قوة إضافية لإكمال مهماتنا. والسبب الثالث، هو «فصل الساحات وعزل حماس». وخلال تطرقه للملف الإيراني قال: «لقد دمّرنا أجزاء كبيرة من قدرتها الدفاعية الجوية، وقدرتها على إنتاج الصواريخ، ودمّرنا جزءًا كبيرًا من برنامجها النووي. وأنا مصّمم على القيام بكل ما هو ضروري لمنع إيران من الحصول على أسلحة نووية – هذا التهديد يتصدّر ذهني».

نص إسرائيلي للاتفاق

ونشرت وسائل الإعلام الاسرائيلية «نص الاتفاق الكامل» بين إسرائيل ولبنان. وفيه الآتي:

«• حزب الله وجميع الجماعات المسلحة الأخرى في الأراضي اللبنانية لن تنفّذ أي عمل هجومي ضدّ إسرائيل.

• في المقابل، لن تنفّذ إسرائيل أي عمل عسكري هجومي ضدّ أهداف في لبنان، سواء على الأرض أو في الجو أو في البحر.

• تعترف إسرائيل ولبنان بأهمية قرار مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة رقم 1701.

• هذه الالتزامات لا تلغي حق إسرائيل أو لبنان في ممارسة حقهما الأصيل في الدفاع عن النفس.

• ستكون قوات الأمن والجيش اللبناني هي الجهات المسلحة الوحيدة المسموح لها بحمل السلاح أو تشغيل القوات في جنوب لبنان.

• سيتمّ الإشراف على بيع الأسلحة أو توريدها أو إنتاجها أو المواد ذات الصلة بالأسلحة في لبنان من قبل الحكومة اللبنانية.

• سيتمّ تفكيك جميع المنشآت غير المصرّح بها المعنية بإنتاج الأسلحة والمواد ذات الصلة بالأسلحة.

• سيتمّ تفكيك جميع البُنى التحتية والمواقع العسكرية، ومصادرة جميع الأسلحة غير المصرح بها التي لا تتوافق مع هذه الالتزامات.

• سيتمّ إنشاء لجنة تحظى بموافقة كل من إسرائيل ولبنان للإشراف والمساعدة في ضمان تنفيذ هذه الالتزامات.

• ستقدّم إسرائيل ولبنان تقارير عن أي انتهاكات محتملة لهذه الالتزامات إلى اللجنة وإلى قوات الأمم المتحدة الموقتة في لبنان (اليونيفيل).

• سينشر لبنان قوات الأمن الرسمية وقوات الجيش على طول جميع الحدود ونقاط العبور والخط المحدد للمنطقة الجنوبية كما هو موضح في خطة الانتشار.

• ستنسحب إسرائيل تدريجياً من جنوب الخط الأزرق في فترة تصل إلى 60 يومًا.

• ستعزز الولايات المتحدة مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل ولبنان للوصول إلى حدود برية معترف بها».

خشية من مناورة

وعبّرت مصادر ديبلوماسية في بيروت عبر «الجمهورية» عن خشيتها من مناورة خبيثة يعمد إليها الجانب الإسرائيلي، تتعلق خصوصاً بروزنامة تنفيذ الاتفاق. فهو يبدو مصرّاً على عدم سحب جيشه من الجنوب اللبناني إلّا بعد انتهاء مهلة الـ60 يوماً، وبعد أن يكون الجانب اللبناني قد استكمل تنفيذ ما يتوجب عليه، أي الانسحاب الكامل لمقاتلي «حزب الله» وسلاحه وانتشار الجيش اللبناني في كل البقعة الواقعة جنوب خط الليطاني ومعابر الحدود لضبطها تماماً. ولذلك، يرفض المفاوض هذه البرمجة بشكل مطلق، ويطالب بعملية تزامن دقيقة في تنفيذ بنود الاتفاق كافة، بحيث يبدأ الإسرائيليون انسحابهم من الأراضي اللبنانية في الأسبوع الأول من حصول الاتفاق، وتتولّى هيئة المراقبة إدارة كل خطوة يتوجب على الجانبين أن يلتزما بها.

وأعربت المصادر عن قلقها من وجود رغبة إسرائيلية مبيتة في خلق إرباكات أو حساسيات داخل الصف اللبناني الرسمي والحزبي خلال عملية التنفيذ، عن طريق ممارسة ضغوط على الجانب الرسمي اللبناني لدفعه إلى تنفيذ إجراءات معينة في جنوب الليطاني، تحت عنوان ضمان خروج المقاتلين والسلاح من المنطقة. ويُشار هنا إلى أنّ الجيش سيحتاج إلى تمويل وتجهيز إضافيين، لتمكينه من أداء مهمته في الجنوب وفق هو مطلوب.

حزب الله

وعلى صعيد موقف حزب الله، أكّد عضو كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب حسن فضل الله لقناة «الميادين» أنّ «كل الأهداف الإسرائيلية سقطت على أعتاب الخيام وكفركلا وغيرها من القرى اللبنانية»، مشدّداً على أنّ المقاومة اللبنانية لا تزال في موقع الدفاع عن الوطن. وأضاف: «نحن نمر في ليلة خطرة وحساسة، ولكن لن يكون للاحتلال اليد العليا، فالمقاومة صامدة، وقد فرضت على العدو الإسرائيلي أن يأتي إلى وقف إطلاق النار».

وأكّد فضل الله أنّ «المقاومة ليست في مجال المبالغات، بل نتحدث عن صامدين فرضوا على العدو هذه المعادلة». وقال، «في اليوم التالي للحرب، سترتفع في الجنوب والبقاع والضاحية وكل مدينة وقرية في لبنان راية المقاومة والتحرير».

 

 

"الشرق":

اعلن الرئيس الاميركي جو بايدن في كلمة له مساء امس « التوصل الى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان ووصفه بأنه «نبأ سار». وأكد خلال حديثه أن بلاده «ستقدم الدعم لضمان تنفيذ وقف إطلاق النار في لبنان بالتعاون مع فرنسا». وقال ان «تنفيذ الاتفاق يبدأ في الرابعة صباحا بالتوقيت المحلي».

هذا واعلن رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي في بيان بانه تلقى اتصالا من الرئيس الاميركي جو بايدن تشاورا خلاله في الوضع الراهن وقرار وقف اطلاق النار. وقد شكر ميقاتي الرئيس بايدن على الدعم الاميركي للبنان والمساعي التي قام بها موفده السيد آموس هوكشتاين للتوصل الى هذا الإتفاق. وعبّر رئيس الحكومة عن ترحيبه بقرار وقف إطلاق النار والذي ساهمت بترتيبه مشكورة الولايات المتحدة الاميركية وفرنسا. وقال: إن هذا التفاهم الذي رسم خارطة طريق لوقف النار، وهو خطوة أساسية نحو بسط الهدوء والاستقرار في لبنان وعودة النازحين الى قرارهم ومدنهم. كما انه يساعد على ارساء الاستقرار الإقليمي. وتابع البيان «إنني، إذ اقدّر المساعي المشتركة للولايات المتحدة وفرنسا للتوصل الى هذا التفاهم، اجدد تأكيد التزام الحكومة بتطبيق القرار الدولي الرقم 1701 وتعزيز حضور الجيش في الجنوب والتعاون مع قوة الامم المتحدة المؤقتة في لبنان. وادعو دول العالم والمؤسسات الدولية المعنية الى تحمّل مسؤولياتها في هذا الصدد. كما اطالب بالتزام العدو الاسرائيلي بشكل كامل بقرار وقف اطلاق النار والانسحاب من كل المناطق والمواقع التي يحتلها والالتزام بالقرار 1701 كاملا».

بيان اميركي فرنسي

اكد بيان اميركي – فرنسي مشترك ان واشنطن وباريس ستعملان مع لبنان وإسرائيل على «تطبيق كامل» لاتفاق وقف إطلاق النار. واكد البيان ان واشنطن وباريس تتعهدان بدعم «بناء قدرات» الجيش اللبناني.

 

 

"الشرق الاوسط":

استبقت إسرائيل الإعلان عن اتفاق وقف إطلاق النار بينها وبين «حزب الله» الذي يبدأ سريانه الرابعة فجر اليوم (الأربعاء) بتوقيت بيروت وتل أبيب (الثانية بتوقت غرينتش)، بـ«طوفان من نار»، إذ شنت أعنف غاراتها وهجماتها على معظم المناطق اللبنانية، خصوصاً العاصمة بيروت، وصولاً إلى الداخل السوري. ورد «حزب الله» من جانبه بعشرات الصواريخ باتجاه شمال إسرايل ووسطها.

وفيما أعلن الرئيس الأميركي جو بايدن أمس، موافقة إسرائيل ولبنان على بنود الاتفاق وأن بلاده «ستقدم الدعم لضمان تنفيذ وقف إطلاق النار في لبنان بالتعاون مع فرنسا»، علمت «الشرق الأوسط» أن اللجنة الخماسية التي تقودها الولايات المتحدة، وتضم أيضاً فرنسا، بالإضافة إلى لبنان وإسرائيل و«يونيفيل»، ستشرف على تنفيذ عمليات إخلاء «حزب الله» من مناطق الجنوب «على 3 مراحل، تتألف كل منها من 20 يوماً، على أن تبدأ الأولى من القطاع الغربي»، وأن الاتفاق حظي بموافقة الرئيس المتنخب دونالد ترامب. وحدد بايدن الرابعة بتوقيت بيروت وتل أبيب موعداً لبدء سريان الاتفاق.

وتلقى رئيس الحكومة اللبنانية نجيب ميقاتي اتصالا من بايدن تشاورا خلاله في الوضع الراهن وقرار وقف إطلاق النار.

وقبيل ساعات من عرض اتفاق وقف النار على مجلس حكومته مساء أمس، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، إنه «سيرد بقوة على أي انتهاك». وأضاف، في خطاب تلفزيوني: «سننفذ الاتفاق ونردّ بقوة على أي انتهاك. وسنواصل العمل معاً حتى النصر». وتابع: «هناك 3 أسباب للسعي إلى وقف إطلاق النار، هي: التركيز على إيران، وتجديد إمدادات الأسلحة المستنفدة، مع منح الجيش قسطاً من الراحة، وأخيراً عزل حركة «حماس». وعاش اللبنانيون حالة من الرعب والخوف، أمس (الثلاثاء)، في يوم هو الأعنف منذ بدء التصعيد في 23 سبتمبر (أيلول) الماضي.

وامتدّت كرة النار الإسرائيلية إلى سوريا، حيث أفيد عن قصف طال جسوراً وطرقات في منطقة القصير بمحافظة حمص، حيث يعتقد أن «حزب الله» ينشط بشكل واسع

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : الصحف اللبنانية