إفتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الأربعاء 4 ديسمبر 2024
الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Dec 04 24|08:57AM :نشر بتاريخ
"النهار":
لم يمر بعد، وربما حتى أمد لن يكون أقصر من مهلة الـ60 يوماً، قطوع وخطر انهيار الهدنة الشديدة الهشاشة التي قامت بموجب اتفاق وقف العمليات العدائية بين لبنان وإسرائيل خصوصاً وأن الانتهاكات المتبادلة بين إسرائيل و”حزب الله” تواصلت أمس ولم تفرملها تماماً الكلفة البشرية الباهظة التي أفضت أول من أمس إلى سقوط 12 ضحية تحت وطأة عاصفة تبادل الغارات والقصف الصاروخي.
وإذ صعّدت إسرائيل أمس تهديداتها “النوعية” مهوّلة بمساواة الدولة اللبنانية وبناها التحتية بـ”حزب الله” في حال انهيار وقف النار، رفع لبنان الرسمي وتيرة التعبئة الدبلوماسية لوقف النار ولجم الاندفاعات التصعيدية فيما سارع الجيش اللبناني إلى استعجال واختصار المهلة الزمنية، فشرع في نشر وحدات عسكرية في مناطق من الجنوب إيذاناً باستكمال الخطوة عبر الانتشار على امتداد الشريط الحدودي مقترناً باطلاق الجيش الشارة الأولى إلى عملية تطويع في صفوفه لتعزيز انتشاره المطلوب جنوباً وفي كل لبنان. هذه الخطوات شكلت اجراءات متقدمة على طريق احتواء خطورة تصاعد الانتهاكات المتبادلة لوقف النار بدفع أميركي – فرنسي قوي سيترجم من الاجتماع الأول للجنة المراقبة على وقف النار في الساعات المقبلة. كما أن معلومات توافرت لـ”النهار” عن اتجاه لدى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي للقيام بجولة في الأيام المقبلة على بعض المناطق في الجنوب لا سيما منها التي بدأ الجيش اللبناني اعادة انتشاره فيها.
وأكد ميقاتي في هذا السياق “أن الاتصالات الديبلوماسية مستمرة وتكثفت بالأمس لوقف الخروقات الإسرائيلية لقرار وقف اطلاق النار والانسحاب من البلدات اللبنانية الحدودية”. وقال: “لقد شددنا في خلال هذه الاتصالات على أولوية استتباب الأوضاع لعودة النازحين إلى بلداتهم ومناطقهم وتوسعة انتشار الجيش في الجنوب”. ولفت إلى “أن إعلان قيادة الجيش الحاجة إلى تطويع جنود متمرنين في الوحدات المقاتلة يندرج في سياق تنفيذ قرار مجلس الوزراء بزيادة عديد الجيش لتعزيز انتشاره في مختلف مناطق الجنوب” .
ونقلت “رويترز” أمس عن مصدرين مطلعين إن الجنرال غيوم بونشان ممثل فرنسا في اللجنة سيصل إلى بيروت اليوم الأربعاء، وأن اللجنة ستعقد أول اجتماع لها غداً الخميس. وذكر أحد المصدرين، “أن هناك حاجة ملحة لبدء عمل اللجنة قبل فوات الأوان”، مشيراً إلى تكثيف إسرائيل التدريجي لهجماتها رغم الهدنة.
وعُلم أن الوفد العسكري الأميركي في لجنة المراقبة تفقد أمس مقر قيادة اليونيفيل في الناقورة واجتمع مع قائد القوات الدولية العاملة في الجنوب.
وقال مصدران سياسيان لبنانيان لـ”رويترز” إن اثنين من كبار المسؤولين اللبنانيين طالبا واشنطن وباريس بالضغط على إسرائيل للالتزام بوقف إطلاق النار، بعدما شنت عشرات العمليات العسكرية على الأراضي اللبنانية. وقال المصدران إن الرئيس ميقاتي، والرئيس نبيه بري تحدثا إلى مسؤولين في البيت الأبيض والرئاسة الفرنسية في وقت متأخر الإثنين وعبّرا عن قلقهما بشأن وضع وقف النار.
ولم يتسن الحصول على تعقيب فوري من الرئاسة أو وزارة الخارجية في فرنسا.
في غضون ذلك بدأت عملية انتشار كثيف للجيش في أحياء وشوارع مدينة صور ومحيطها ايذاناً بالبدء بإعادة انتشار الجيش في الجنوب لا سيما في القرى الحدودية.
وعبر جولة ميدانية لـ”النهار” في قرى منطقتي صور وبنت جبيل، لوحظت عودة عناصر الجيش اللبناني إلى حواجزهم أمام المراكز والمواقع الموجودة في بعض قرى وبلدات الجنوب خارج المنطقة الحدودية المحاذية للخط الازرق، وقام عناصر الجيش بتوزيع ملصقات تنبه العائدين إلى قرى منطقة بنت جبيل والمارة، إبلاغ المركز اللبناني للأعمال المتعلقة بالالغام، عند العثور على ذخيرة غير متفجرة، وعدم لمسها والابتعاد عنها بهدوء. كما لوحظت عودة قوات اليونيفيل، وتسيير دوريات مؤللة في قرى المنطقة.
الجيش اللبناني يعزز انتشاره في مناطق الجنوب.
في المقابل مضى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تصعيد تهديداته فقال: “نحن في حالة وقف إطلاق نار مع “حزب الله” وليس نهاية الحرب”. وأضاف: “نُنفّذ وقف إطلاق النار بقبضة من حديد، ونتحرّك ضدّ أي انتهاك سواء كان بسيطاً أو جسيماً”. كذلك هدّد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بإنه “إذا انهار وقف إطلاق النار مع “حزب الله”، فلن يفرّق جيشه بين لبنان والجماعة”. وحثّ كاتس خلال زيارة للحدود الشمالية، الحكومة اللبنانية على “تفويض الجيش اللبناني للقيام بدوره، وإبعاد حزب الله عن الليطاني وتفكيك بنيته التحتية بالكامل”.
وأضاف: “إذا انهار وقف إطلاق النار، فلن يكون هناك أي استثناء للدولة اللبنانية. سننفذ الاتفاق بأقصى قدر من التأثير وعدم التسامح. إذا كنا حتى الآن نفرق بين لبنان و”حزب الله”، فلن يظل الوضع هكذا”.
المعارضة والاستحقاقان
وسط هذه الاجواء برز أول تحرك لكتل قوى المعارضة يتصل باستحقاقي مرحلة ما بعد الحرب والجلسة النيابية لانتخاب رئيس الجمهورية. واجتمع نواب كتل المعارضة في معراب بمشاركة رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في مؤشر على اطلاقها عملية تشاور وتنسيق واسعة تمهّد للخيارات الحاسمة حيال مرشحها للرئاسة تنافساً أو توافقاً مع الآخرين.
وصدر بيان أكدت فيه كتل ونواب قوى المعارضة “ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار من خلال: استعجال تطبيق الآليات والخطوات العملية التي وافقت عليها الحكومة خصوصاً لجهة تطبيق القرارات الدولية 1559، 1680، 1701 والبنود ذات الصلة في اتفاق الطائف، والتعاطي الحازم مع الخروقات، ضبط السلاح وحصره مع الجيش اللبناني، وانتشار الجيش اللبناني على كل الحدود والأراضي اللبنانية، وذلك سعياً للوصول الى دولة فعلية يبسط الجيش اللبناني سيادة الدولة على أراضيها وحماية حدودها وضبط كل معابرها تمهيداً للانطلاق بمرحلة جديدة من تاريخ لبنان تكون نقيض المرحلة السابقة التي لم تأت على اللبنانيين إلاّ بالمآسي والانهيارات والنكبات والحروب”.
وفي ما يتعلّق بالملف الرئاسي، اعتبر البيان “أن تاريخ 9 كانون الثاني يجب أن يكون التاريخ الحاسم لإتمام الاستحقاق الرئاسي بانتخاب رئيس للجمهورية ملتزم بتطبيق الدستور وتنفيذ البنود الواردة في اتفاق وقف إطلاق النار، وقيادة الإصلاحات المطلوبة للخروج من الأزمة المؤسساتية، المالية والاقتصادية والشروع في بناء دولة القانون والمؤسسات واستعادة سيادتها على كامل أراضيها. ولهذا الهدف، سنكثف الجهود والاتصالات مع كل الكتل النيابية في محاولة للتفاهم حول مرشح يحظى بتأييد واسع مع التمسك بالمواصفات المطلوبة لمرحلة بناء الدولة التي نؤمن بها”. وختم: “في سائر الأحوال، نصرّ على أن تكون جلسة 9 كانون الثاني لانتخاب رئيس للجمهورية، مفتوحة بدورات متتالية حتى انتخاب رئيس بحسب الدستور”.
"الجمهورية":
لم تتوقف أمس الخروقات الإسرائيلية للاتفاق على وقف اطلاق النار، على رغم من الاتصالات التي كانت تسارعت مساء أمس الاول للجم التصعيد الاسرائيلي الذي كاد يهدّد هذا الاتفاق بالانهيار. وقد اكتمل أمس عقد لجنة الإشراف عليه وعلى تنفيذ القرار الدولي الرقم 1701. وعلمت "الجمهورية" انّ اللجنة ستجتمع غداً مع كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، على أن تعقد اول اجتماعاتها العملية والميدانية بعد غدٍ الجمعة في مقر قيادة القوات الدولية في الناقورة.
وأكّد مصدر وزاري مطلع لـ"الجمهورية"، انّ اتفاق وقف إطلاق النار سيصمد ولن ينهار على رغم من كل الاهتزازات التي يتعرّض لها منذ الاعلان عنه. ولفت المصدر إلى انّ شيئا لم يتغيّر، منذ تاريخ التوصل إلى الاتفاق، على مستوى الوقائع السياسية والميدانية التي أدّت إلى ولادته، وبالتالي ليست هناك مسوغات يمكن أن تبرّر التراجع عنه.
واعتبر المصدر انّ الاتفاق لم يحصل حتى يسقط بعد أيام قليلة، مشيراً إلى انّ الخروقات الإسرائيلية هي رسائل موجّهة بالدرجة الأولى إلى المستوطنين النازحين في داخل الكيان، لمحاولة اقناعهم بأنّ حكومتهم حازمة في منع "حزب الله" من خرق الاتفاق واستعادة قدراته، وذلك سعياً الى طمأنتهم وتحفيزهم على العودة إلى الشمال.
ورجح المصدر ان تتمكن لجنة الإشراف الخماسية من احتواء الخروقات الإسرائيلية عند انطلاق نشاطها، خصوصاً انّ جنرالاً اميركياً يترأسها، لافتاً الى انّه يُفترض ان ليست لواشنطن مصلحة في أن تفشل اللجنة برئاستها منذ البداية.
المحك الحقيقي
وإلى ذلك، وفيما فتح الجيش اللبناني باب التطوع لزيادة عديده، وبدأ حراكاً حثيثاً لترسيخ خطواته العملانية الرامية إلى الانتشار في الجنوب، واصل الجيش الإسرائيلي استفزازاته التي أوقعت أمس شهيداً في مزارع شبعا، توازياً مع تنفيذه غارة على طريق دمشق استهدفت منسق "حزب الله" لدى الجيش السوري سلمان نمر جمعة، ما أدّى إلى استشهاده.
وقالت مصادر مواكبة لـ"الجمهورية"، إنّ المحك الحقيقي لمدى التزام إسرائيل باتفاق وقف النار سيكون يوم بعد غد، إذ من المقرّر أن تعقد لجنة المراقبة اجتماعها الأول، برئاستها الأميركية، وبعد اكتمال نصابها بتسمية ممثل الجيش قائد قطاع جنوب الليطاني العميد ادغار لاوندس، ووصول ممثل الجانب الفرنسي الجنرال غيوم بونشان اليوم.
واضافت المصادر، أنّ بدء اللجنة بممارسة مهماتها سيكشف ما إذا كان صحيحاً وجود تغطية، أو غض نظر، من الجانب الأميركي إزاء ما تقوم به إسرائيل في الجنوب منذ أن تمّ إعلان الاتفاق، أي ما إذا كانت هناك إرادة ضمنية أميركية بمنح إسرائيل ضوءاً أخضر لتنفيذ ضربات في الداخل اللبناني، كلما ارتأت أنّ ذلك يناسبها. لكن معلومات تردّدت أمس عن أنّ الأميركيين هم الذين منعوا إسرائيل من تنفيذ التهديدات التي وجّهتها إلى "حزب الله" قبل يومين، وقيل إنّها كانت ستُترجم بضربة في قلب العاصمة بيروت.
إكتمال اللجنة
وكان عَقدْ اللجنة قد اكتمل امس بعد تسمية لبنان وفرنسا ممثليهما فيها إلى جانب رئيسها الجنرال الاميركي جاسبير جيفيرز، ويُتوقع وصول الممثل الفرنسي اليوم، وقد يكون في عداد الوفد المرافق لوزير الدفاع الفرنسي سيباستيان لوكورنو خلال زيارته المرتقبة للبنان بعد انتهاء زيارة الدولة التي قام بها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون للمملكة العربية السعودية.
وقالت المصادر المعنية بالتحضيرات الجارية لأعمال اللجنة، انّ اول اجتماع لها سيُعقد بعد غد الجمعة في مقرّ قيادة قوات الامم المتحدة المعززة "اليونيفيل" في الناقورة التي سينتقل اليها الجميع، بعدما اتخذ الجنرال جيفيرز مقراً ثابتاً له في السفارة الاميركية في عوكر، حيث تمركز في إحدى مبانيها معاونوه من الضباط الاثني عشر الذين يساعدونه في مهمّته التي كلّفته اياها القيادة الوسطى للجيش الأميركي.
وفي المعلومات، انّ جيفيرز زار أمس مقر قيادة "اليونيفيل" في الناقورة وعرض للتحضيرات الجارية للاجتماع الأول للجنة الخماسية مع المعنيين بالاستعدادات لبدء عملها، وهو ما يراهن عليه اللبنانيون لتحديد موقفها من الاعتداءات والخروقات الاسرائيلية المتمادية منذ التوصل الى وقف النار في 27 تشرين الثاني الماضي، والتي شملت مناطق عدة من الجنوب وبعلبك وقرى عدة في قضاء جزين واقليم التفاح، كما على المعابر الحدودية الشمالية ـ الشرقية مع سوريا، والتي استمرت حتى ليل أمس، عندما كرّرت اسرائيل غاراتها على بلدة محيبيب في قضاء مرجعيون بعد ردّ "حزب الله" تحذيرياً بصاروخين في اتجاه مزارع شبعا وصاروخ ثالث في اتجاه الجليل الاعلى .
الجيش ينتشر في صور
وفي خطوة إضافية، انتشرت وحدات من الجيش في أحياء مدينة صور وشوارعها ومحيطها للحفاظ على الأمن، إيذاناً بالبدء في إعادة انتشاره في الجنوب، وخصوصاً في القرى الحدودية التي ما زالت خارج نطاق الاحتلال الاسرائيلي إنتظاراً للخطة التي ستضعها لجنة الإشراف توصلاً الى إخلاء قوات الاحتلال مواقعها وتسليمها للجيش اللبناني على طول النقاط الحدودية وصولاً الى القطاع الشرقي بعمق يتراوح بين 4 و8 كيلومترات من الحدود الدولية مع فلسطين المحتلة منذ العام 1923.
ما طلبه بري وميقاتي
وفي هذه الاجواء، نقلت وكالة "رويترز" عن مصدرين سياسيين لبنانيين، أنّ الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي طلبا من واشنطن وباريس الضغط على إسرائيل للالتزام بوقف إطلاق النار، وذلك بعدما شنّت عشرات الهجمات على الأراضي اللبنانية. وإنّهما تحدثا إلى مسؤولين في البيت الأبيض والاليزيه في وقت متأخّر من مساء أول أمس، معبّرين عن قلقهما العميق في شأن الوضع الراهن لوقف إطلاق النار.
وأطلعا المسؤولين لدى العاصمتين على حجم الخروقات الإسرائيلية للإتفاق المستمرة بشتى الأنواع والوسائل، إن كان عبر الغارات أو القصف المدفعي، أو التمشيط في بعض المناطق، ناهيك عن تحليق الطائرات الإسرائيلية فوق لبنان.
وأكّد ميقاتي أمام زواره أمس "أنّ الاتصالات الديبلوماسية مستمرة وتكثفت في الأمس (الاثنين) لوقف الخروقات الاسرائيلية لقرار وقف اطلاق النار والانسحاب من البلدات اللبنانية الحدودية". وقال: "لقد شدّدنا في خلال هذه الاتصالات على اولوية استتباب الاوضاع لعودة النازحين الى بلداتهم ومناطقهم، وتوسعة انتشار الجيش في الجنوب". واضاف: "إنّ اعلان قيادة الجيش الحاجة إلى تطويع جنود متمرنين في الوحدات المقاتلة في الجيش، يندرج في سياق تنفيذ قرار مجلس الوزراء بزيادة عديد الجيش لتعزيز انتشاره في مختلف مناطق الجنوب".
بو حبيب وبلاسخارت
وقبيل انعقاد أول اجتماع للجنة الإشراف بعد غد الجمعة، قالت المنسّقة الخاصّة للأمم المتحدة جينين هينيس- بلاسخارت بعد لقائها مع وزير الخارجية عبد الله بوحبيب وعشية زيارتهما لعين التينة اليوم: "نأمل في أن تتيح جميع الأطراف الفرصة لنجاح اتفاق وقف إطلاق النار"، مؤكّدة "على دعم الأمم المتحدة الكامل للجيش اللبناني لتعزيز مواقعه في الجنوب".
الموقف الاميركي
وعلى صعيد الموقف الأميركي، أعلن البنتاغون أنّ وقف إطلاق النار في لبنان لا يزال صامدًا، مؤكّدًا التزام الأطراف بالهدنة حتى الآن.
واشار المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية إلى "أنّ الجيش اللبناني سيكون مسؤولًا عن حماية الجنوب بعد انسحاب مسلحي "حزب الله" من المناطق المتأثرة بالاشتباكات الأخيرة". فيما اعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن "لا تعليق على الخروقات المزعومة لوقف إطلاق النار في لبنان". واكّدت انّها "تحيل المسألة إلى آلية التحقق ومعالجة الشكاوى".
.. والموقف الإسرائيلي
وفي أول تعليق له بعد التصعيد الإسرائيلي أمس الاول في جنوب لبنان، قال رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو: "نحن في حالة وقف إطلاق نار مع "حزب الله" وليس نهاية الحرب". وأضاف: "نُنفّذ وقف إطلاق النار بقبضة من حديد، ونتحرّك ضدّ أي انتهاك سواء كان بسيطاً أو جسيماً".
وفي سياق منفصل، شكر نتنياهو الرئيس الأميركي المنتخَب دونالد ترامب على "تصريحه القوي في شأن الرهائن"، بحسب ما وصفه.
الى ذلك هدّد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس امس من أنّه "إذا انهار وقف إطلاق النار مع "حزب الله"، فلن يفرّق جيشه بين لبنان والجماعة"، وفق ما نقلت وكالة "رويترز".
وحضّ كاتس خلال زيارة للحدود الشمالية الحكومة اللبنانية على "تفويض الجيش اللبناني للقيام بدوره، وإبعاد "حزب الله" عن الليطاني وتفكيك بنيته التحتية بكاملها".
وأضاف :"إذا انهار وقف إطلاق النار، فلن يكون هناك أي استثناء للدولة اللبنانية. سننفّذ الاتفاق بأقصى قدر من التأثير وعدم التسامح. إذا كنا حتى الآن نفرّق بين لبنان و"حزب الله"، فلن يظل الوضع هكذا".
وكان الجيش الاسرائيلي استمر في خرق اتفاق وقف النار، واستهدفت غارة من مسيّرة بلدة بيت ليف، قضاء بنت جبيل. فيما استشهد الراعي جمال محمد صعب في شبعا جراء صاروخ أطلقته مسيّرة إسرائيلية.
ونفّذ الجيش الإسرائيلي تفجيرات كبيرة في المنطقة الواقعة بين بلدة محيبيب ووادي السلوقي. كذلك سُمع دوي تفجيرات داخل قرى المنطقة الحدودية نتيجة تفخيخ وتفجير منازل في يارون بين بنت جبيل ورميش ومحيبيب بين مركبا وميس الجبل.
وفي سياق متصل، أشارت القناة 12 الإسرائيلية نقلاً عن مصادر مطلعة إلى انّ الضغوط الأميركية منعت إسرائيل من مهاجمة بيروت أمس الاول.
من جهة أخرى، وجّه المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي إنذارًا عاجلًا إلى سكان لبنان، وقال عبر منصة "إكس": "أذكركم انّه حتى إشعار آخر يحظّر عليكم الانتقال جنوبًا إلى خط القرى التالية ومحيطها: شبعا، الهبارية، مرجعيون، أرنون، يحمر، القنطرة، شقرا، برعشيت، ياطر، المنصوري". وأضاف: "جيش الدفاع لا ينوي استهدافكم، ولذلك يحظّر عليكم في هذه المرحلة العودة إلى بيوتكم من هذا الخط جنوبًا حتى إشعار آخر". وقال: "كل من ينتقل جنوب هذا الخط - يعرّض نفسه للخطر، وكذلك يُرجى عدم العودة الى القرى التالية: الضهيرة، الطيبة، الطيري، الناقورة، أبو شاش، ابل السقي، البياضة، الجبين، الخريبة، الخيام، خربة، مطمورة، الماري، العديسة، القليعة، ام توته، صليب، ارنون، بنت جبيل، بيت ليف، بليدا، بني حيان، البستان، عين عرب مرجعيون، دبين، دبعال، دير ميماس، دير سريان، حولا، حلتا، حانين، طير حرفا، يحمر، يارون، يارين، كفر حمام، كفر كلا، كفر شوبا، الزلوطية، محيبيب، ميس الجبل، ميسات، مرجعيون، مروحين، مارون الراس، مركبا، عدشيت القصير، عين ابل، عيناتا، عيتا الشعب، عيترون، علما الشعب، عرب اللويزة، القوزح، رب ثلاثين، رامية، رميش، راشيا الفخار، شبعا، شيحين، شمع، طلوسة".
نواب المعارضة
وعلى صعيد الاستحقاق الرئاسي، وفيما يُنتظر ان يبدأ رئيس مجلس النواب نبيه بري قريباً سلسلة من المشاورات تحضيراً لجلسة انتخاب رئيس الجمهورية المقرّرة في 9 كانون الثاني المقبل، عقدت كتل ونواب قوى المعارضة اجتماعها الدوري في معراب امس في حضور رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع، وقالوا في بيان اصدروه "إنّ تاريخ 9 كانون الثاني يجب ان يكون التاريخ الحاسم لإتمام الاستحقاق الرئاسي بانتخاب رئيس للجمهورية ملتزم بتطبيق الدستور وتنفيذ البنود الواردة في اتفاق وقف إطلاق النار، وقيادة الإصلاحات المطلوبة للخروج من الأزمة المؤسساتية، المالية والاقتصادية والشروع في بناء دولة القانون والمؤسسات واستعادة سيادتها على كامل أراضيها. ولهذا الهدف، سنكثف الجهود والاتصالات مع كافة الكتل النيابية في محاولة للتفاهم حول مرشح يحظى بتأييد واسع مع التمسك بالمواصفات المطلوبة لمرحلة بناء الدولة التي نؤمن بها". واضافوا: "في سائر الأحوال، نصرّ على ان تكون جلسة 9 كانون الثاني لانتخاب رئيس للجمهورية، مفتوحة بدورات متتالية حتى انتخاب رئيس بحسب الدستور".
وشدّدوا على "ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار من خلال: استعجال تطبيق الآليات والخطوات العملية التي وافقت عليها الحكومة في جلستها المنعقدة في 27 تشرين الثاني الماضي خصوصاً لجهة تطبيق القرارات الدولية 1559، 1680، 1701 والبنود ذات الصلة في اتفاق الطائف، والتعاطي الحازم مع الخروقات، ضبط السلاح وحصره مع الجيش اللبناني، وانتشار الجيش اللبناني على كافة الحدود والأراضي اللبنانية، وذلك سعياً للوصول الى دولة فعلية يبسط الجيش اللبناني سيادة الدولة على كافة أراضيها وحماية حدودها وضبط كل معابرها تمهيداً للانطلاق بمرحلة جديدة من تاريخ لبنان تكون نقيض المرحلة السابقة التي لم تأت على اللبنانيين إلاّ بالمآسي والانهيارات والنكبات والحروب".
"الأخبار":
هل ورّط الأميركيون قائد الجيش العماد جوزيف عون في مهمة لا يقوى على القيام بها، أم تريد القوى المعارضة للمقاومة التخلص منه كمرشح رئاسي من خلال دفعه إلى مواجهة مع حزب الله؟
سبب السؤال، هو التحديات التي ألقيت كلها في حضن عون دفعة واحدة. بدأ الأمر عشية العدوان على لبنان، وأخذ شكلاً مختلفاً خلال العدوان عندما تصرّف أعداء المقاومة، في الخارج أولاً وفي الداخل ثانياً، على قاعدة أن قائد الجيش هو الوحيد القادر على «تنظيف المكان» بعد أن تنجز إسرائيل مهمتها بتدمير المقاومة. وبعد أسابيع على بدء الحرب البرية، بدأت الصورة تتبدّل، وصارت المعلومات ترد أولاً إلى قائد الجيش نفسه بأن الوضع لا يسير كما يتمنّى أصحاب المشروع. وإلى ما قبل أسبوعين من الإعلان عن وقف إطلاق النار، بدأ الفريق نفسه يلمس حجم التوتر لدى الفريق الأميركي وحلفائه من العرب واللبنانيين، حين ساد شعور بأن الحرب لن تنتهي بتدمير حزب الله ولا باستسلامه، ما أثّر على طريقة النقاش مع قائد الجيش نفسه، خصوصاً أنه كان لدى جماعة أميركا تصور لدور يقوم به الجيش يتجاوز الحدود التقنية في الانتشار جنوباً وشرقاً وشمالاً، وتفكيك سلاح المقاومة، على أن يتوسّع ليشمل تكوين مظلة لحكم جديد في لبنان، مع التذكير دوماً بأن عون نفسه سيكون رأس السلطة الجديدة كرئيس للجمهورية.
لكنّ الرياح سارت في اتجاه مختلف. لم تربح إسرائيل الحرب، ولم يكن بمقدورها فرض اتفاق وفق النصوص الأولى التي حملها وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي دون دريمر إلى الولايات المتحدة، ما فرض التعامل مع الأمر بطريقة مختلفة. كما أن الجيش اللبناني لم يعد بمقدوره القيام بمهمة ترضي الأميركيين مئة في المئة، بل وجد نفسه أمام مهمة تتطلّب تعاوناً جدياً مع المقاومة، وهو ما دفع بمسؤول أمني بارز إلى القول إن «العماد عون في وضع لا يُحسد عليه، فهو وُضع أمام مهمة، كان الأميركيون يعتقدون بأن تنفيذها سهل، لأن إسرائيل كانت مكلّفة بالقضاء على حزب الله. أما وقد سارت الأمور بنحو مختلف، فإن المهمة تقتضي تعاوناً واضحاً مع حزب الله».
بعض التفاصيل التي وردت في سياق المناقشات اللاحقة من شأنها توضيح الصورة بشكل أفضل. فالجيش كان قد عرض قبل شهور عدة خطة لتوسيع نطاق انتشاره وزيادة عديده، ووافق الأميركيون على أن لا ينسحب الجيش من الداخل اللبناني، لأن الأطراف الداخلية، ولا سيما الرئيس نبيه بري والنائب السابق وليد جنبلاط إضافة إلى قيادات سنية ومسيحية، رفضت إعفاء الجيش من مهمة ضبط السلم الأهلي، وهو ما جعل قيادة الجيش تتحدّث عن حاجة إلى دعم غير عادي. وعندما توسّعت المواجهة بين المقاومة والعدو، وصار ملف الجنوب داهماً، وجد الجيش أن هناك فرصة لأن يقر الجميع، في الداخل والخارج، بما يطلبه من عناصر دعم. وربما وجد قائد الجيش، ومن حوله بعض السياسيين والإعلاميين، في الأمر فرصة لتحقيق مكاسب تتصل بالانتخابات الرئاسية، وهو ما دفع بالقائد إلى توسيع دائرة مستشاريه، وصار يستمع إلى نصائح بالتعامل مع الشيعة دون تحميلهم مسؤولية ما يقوم به حزب الله، أو بمداراة الرئيس بري لكسب موافقته على الإطاحة بالمرشح سليمان فرنجية، وبالعمل مع الكنيسة لخلق توازن مسيحي يقطع الطريق على «تحالف الأعداء» المتمثل في جبران باسيل وسمير جعجع. وطبعاً، لا يخلو مجلس القائد من تُفّه وسُذّج قالوا إنهم سيفرضون على الجمهور التعامل مع القائد على أنه هو الجيش، وأن كل نقد للقائد هو هجوم على الجيش كمؤسسة.
ما حصل مع الوقت، هو أن الجيش الذي يعطيه اتفاق وقف إطلاق النار مساحة لدور كبير على الأرض وفي السياسة، بات يحتاج إلى مساعدة مباشرة من الأميركيين. واكتشف العماد عون أن إسرائيل أُجبرت على إبرام الاتفاق، وأنها لا تريد التقيّد به، بل تريد أن تفرض ما تعتبره حقاً لها بموجب اتفاق أبرمته مع واشنطن، يمنحها حق التحرك تلقائياً لضرب أي تهديد تعتبره وشيكاً أو حقيقياً/ وهو سلوك يعني، ببساطة، أن دور الجيش سيكون مقتصراً على تسجيل الخروقات ونقلها على شكل شكاوى إلى اللجنة المشرفة على تنفيذ الاتفاق، بينما يخضع بصورة يومية لاختبار أميركي – إسرائيلي – أوروبي لقياس التزامه بتنفيذ الاتفاق عبر نزع سلاح حزب الله بالقوة!
طبعاً، لا يمكن أن يقبل جوزيف عون بالسير طوعاً أو حتى غصباً إلى التهلكة. لذلك سارع إلى مصارحة الأميركيين بأن اعتماد التفسير الإسرائيلي للاتفاق يعني توجيه ضربة قاضية إلى أي دور مطلوب من الجيش، وهو يعرف أنه لن يكون قادراً على إقناع العسكريين والضباط بأي مهمة طالما تقوم إسرائيل بممارسة الخروقات من دون ردع. وذهب أحد المقربين منه إلى القول إن إصرار الولايات المتحدة على تبني التفسير الإسرائيلي، ومحاولة فرضه على الجيش، يعني أن واشنطن تقامر بالاستقرار في لبنان، وتدفع الجيش وقائده إلى الانتحار.
خلال خمسة أيام بعد سريان وقف إطلاق النار، كان الجيش يواصل إبراز احتجاجه أمام الأميركيين بسبب ما تقوم به إسرائيل. أصلاً، لم يكن قائد الجيش مرتاحاً إلى مهلة الستين يوماً، وهو حاول تعديلها بصورة تتيح له أن ينشر، دفعة واحدة، نحو 6500 عسكري في منطقة جنوب نهر الليطاني، على أن يعمد العدو إلى الانسحاب الكامل وبصورة فورية، وأن يلتزم بوقف أي نوع من الخروقات. وكان الموقف العملياتي للجيش واضحاً بأنه من دون ذلك، لن يكون بمقدور الجيش تنفيذ التزامات لبنان تجاه الاتفاق.
ومع إمعان العدو في الخروقات، والتي تجاوزت إطلاق النار لترهيب المواطنين العائدين إلى منازلهم، إلى القتل، كان الجيش يشعر بأن الرصاص موجّه إليه وليس إلى حزب الله، لأن الأنظار توجهت إلى الجيش سائلة إياه عن دوره في منع هذه الخروقات، علماً أن الجيش تبلّغ من حزب الله، كما حصل مع الرئيسين بري وميقاتي (وآخرين)، بأن المقاومة تراقب أداء العدو، قبل أن يعود الحزب إلى إبلاغ كل هؤلاء بأن عليهم التحرك سريعاً لكبح جماح العدو، وأتبع ذلك بتحذير من أن المقاومة لن تبقى ساكتة إذا لم يتم ردع العدو.
وفيما كان بري وميقاتي يجريان اتصالات مع الأميركيين والفرنسيين ولا يحصلان سوى على كلام ووعود، كان قائد الجيش يلمس عدم جدية الأميركيين في إلزام إسرائيل بوقف الخروقات، جاء ردّ المقاومة الأولي أولَ أمس في مزارع شبعا ليمنح الجيش ورقة قوة يستخدمها في حديثه مع الأميركيين. لأن الوقائع على الأرض لا تشبه كلام السياسيين المعارضين لحزب الله. فقائد الجيش يعرف أن أميركا كانت تفاوض حزب الله، ولم تكن تفاوض على حزب الله، وأن إسرائيل وافقت على اتفاق مع حزب الله، ولم توافق على اتفاق حول حزب الله، وأن الوقائع الميدانية تؤكد أن المقاومة قادرة على العودة إلى القتال في حال كان العدو يرغب في كسر الاتفاق، أو فرض قواعد على الأرض وفق تفسيره هو للاتفاق.
كل ذلك، جعل النقاش خلال الساعات الـ 24 الماضية يأخذ شكلاً مختلفاً. حيث بات الجيش ينتظر الأميركيين والفرنسيين ليأتوه بضمانات تسمح له بالانتشار خلال أيام قليلة في كل المناطق الحدودية، مقابل انسحاب كامل لقوات الاحتلال ووقف كل أنواع الخروقات. وما لم يحصل ذلك، فليس على أحد أن يتوقع من الجيش أن يقوم بمهمة عجزت أميركا وإسرائيل عن تنفيذها.
لكن، يبدو أن الأمر لا يتعلق بتقييم قائد الجيش السياسي وحدَه، بل هو متصل بأجواء ليست مفاجئة، ولكنها جديدة، تشير إلى بروز «مزاج» لدى عدد غير قليل من الضباط الكبار في الجيش، الذين يرفضون تحويل المؤسسة العسكرية إلى أداة في مواجهة المقاومة وأبناء الجنوب. وأخذ المزاج بعداً مختلفاً بعد إشكال بين هؤلاء الضباط وقائد الجيش الذي رفض أن يشملهم قانون التمديد له لسنة جديدة، إذ بدأت الأصوات ترتفع من ضباط كبار (ليسوا من الطائفة الشيعية)، ينصحون مرجعيات سياسية بالانتباه من مخاطر دفع الجيش إلى صدام مع حزب الله، لأن ذلك سيؤدي إلى حالات تمرّد وربما إلى انشقاق كبير داخل المؤسسة العسكرية، علماً أن السبب الآخر لهذه الأصوات يتعلق بخشيتها من «نزعة انتقامية» قد تظهر في تعيينات مرتقبة داخل المؤسسة العسكرية، وأن يتم تهميشهم بحجة «نقص الولاء». وفي هذه النقطة، ثمة إشكالية كبيرة، عندما يفترض البعض أن الولاء للمؤسسة يفرض على العسكريين أن يعلنوا الولاء للقائد. وسيكون الأمر أكثر تعقيداً في حالة جوزيف عون بالتحديد، كونه يدير الجيش بطريقة غير مسبوقة، ويخوض في الوقت نفسه معركة رئاسة الجمهورية.
أما بخصوص الرئاسة، فرأس جبل الجليد، أطلّ هذه المرة، من الوسط المسيحي. فبعدما كان التيار الوطني الحر وبعض النواب المستقلين يجهرون بمعارضتهم لترشيح عون، برز موقف «القوات اللبنانية» التي اعتمدت تكتيكاً مختلفاً يقوم على قيادة معركة التمديد للقائد، مقابل رفض تقديم أي التزام مسبق من ترشيحه للرئاسة، علماً أن بين نواب القوات من قال صراحة بأنه في حالة العماد عون، يجب أن يترك المؤسسة العسكرية ويتقدم إلى الناس بوصفه مدنياً، لإجراء نقاش معه حول برنامجه الرئاسي. وهو كلام، عكس موقف «القوات» التي لا تمانع أن يحترق عون كمرشح رئاسي، ليس لدعم ترشيح قائدها سمير جعجع، بل لأن «القوات» لديها رأيها بكل قادة الجيش. وهو ما دفع بنائب تغييري إلى القول: «تريد القوات التمديد لعون كقائد للجيش، وتريد منه أن ينزع سلاح حزب الله بالقوة، وفي حالة نجاحه، تكون القوات كمن ربح ورقتي اليانصيب واللوتو في يوم واحد: التخلص من سلاح حزب الله، واحتراق جوزيف عون كمرشح للرئاسة».
وقمح!
"الديار":
بخجل ملحوظ تحركت عجلة الاتصالات على صعيد ملف رئاسة الجمهورية، وسط غموض دولي يلف مصير جلسة التاسع من كانون الثاني، في ظل التفسيرات المتناقضة للموقف الاميركي الذي اعلن عنه مسعد بولس، والحركة الفرنسية الضاغطة في الاتجاه المعاكس والتي يقودها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون شخصيا، فيما «مكتوب الداخل بينقرا من عنوانه» لجهة تمترس الاطراف خلف مواقفها بدليل ما صدر من تصريحات وما تبعها من ردود فعل، لا تشي بان الفرج قريب، بقدر ما تؤشر الى دخول البلاد مرحلة جديدة من شد الحبال، العالق عند «الهدنة الهشة والمترنحة» جنوبا.
الرئاسة على الطاولة
فامس حطت الرئاسة على طاولتي معراب ودار الفتوى، في اول تحرك فعلي على صعيد ملف رئاسة الجمهورية، بعد تحديد موعد لجلسة الانتخاب في التاسع من كانون الثاني المقبل، وما رافقها من مواقف خلقت الكثير من التساؤلات وطرحت العديد من علامات الاستفهام، مع تحرك محور الممانعة نحو تعزيز جبهة مرشحه الرئاسي سليمان فرنجية، عبر اتصالات لحشد تاييد نيابي اضافي، ما دفع بكل من رئيس حزب القوات اللبنانية ورئيس التيار الوطني الى التحرك، الاول في اتجاه اعادة «شدشدة» جبهة المعارضة، وعدم السماح بحصول «اي تسرب» نيابي، املا في توسيع تحالفها، وبرئيس التيار الوطني الحر الذي اطلق جولة استشارات، لن تستثني احدا من دار الفتوى، حيث يرجح ان تكون الكتلة السنية مرجحة لكفة الانتخاب.
مصادر مواكبة رات في الحراك الحاصل حتى الساعة، اعادة تاكيد على الاصطفافات السابقة، والذي في حال عدم تطويره في اتجاهات اوسع، مؤشر الى ان الدخان الابيض لن يصدر من ساحة النجمة، في الجلسة المتوقعة، رغم الاجواء الايجابية التي يحاول رئيس المجلس بثها، على قاعدة «غسل اليدين من هذا الصديق»، في ظل الضغوط الفرنسية المتزايدة الممارسة، والتي عارضتها مواقف اميركية جديدة.
اوساط مقربة من عين التينة رات ان كلام كبير مستشاري الرئيس ترامب للشؤون العربية والشرق اوسطية، مسعد بولس، ترجم في غير محله، فهو جاء ليقدم التبريرات للمنتقدين لتاخير رئيس المجلس نبيه بري موعد الجلسة وتعيينها بعد شهر، معتبرة ان بولس قدم الحجج نفسها التي على اساسها اتخذ بري قراره، وهي افساح المجال امام الحوار والنقاش والاتفاق.
نظرية ينقضها بعض من تواصل مع واشنطن خلال الساعات الماضية، حيث اعاد المعنيون التاكيد على ان كلام بولس «واضح ولم يكن ابن ساعته» بل جاء نتيجة مشاورات داخل فريق ترامب المكلف بالملف اللبناني، وبعد تواصل مع اطراف لبنانية، داعية الى اعادة قراءة متانية للكلام بحرفيته، وللمهل التي تحدث عنها وتداعياتها الزمنية.
عزز هذه الانطباعات «المتشاءلة» رمي «ابو مصطفى» كرة الدعوة في ملعب الاطراف السياسية المختلفة، رغم حديثه امام زواره عن جدية الدعوة التي لن يطير «نصابها»، ولكن هل يكفي عدم تطيير النصاب للخروج بنتيجة ايجابية؟
ماكرون في الرياض
ليس بعيدا، في الرياض، ناقش الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان ، الوضع الإقليمي واتفقا على بذل كل الجهود للمساهمة في وقف التصعيد في المنطقة، حيث حضر لبنان كبند اساسي على جدول الاعمال، وفقا لمصادر مواكبة للزيارة، والتي اكدت ان الرئيس الفرنسي حاول اقناع الجانب السعودي بثلاثة امور مرتبطة بالملف اللبناني، الاول، اعادة احياء مساعدة الثلاثة مليارات التي كان سبق للملك عبدالله ان اقرها للجيش اللبناني، او على الاقل جزءا منها، لتمويل عملية تجهيز وتسليح الجيش وفقا للخطة الحالية والتي تضطلع باريس بجزء اساسي فيها، ثانيا، اقناع الرياض بالمشاركة بعملية اعادة الاعمار، من خلال الصندوق الذي انشاته فرنسا للدول الداعمة، والثالث، الضغط على السعودية لما لها من تاثير على «الكتلة النيابية السنية» لتسهيل تمرير الاستحقاق الرئاسي.
وتشير المصادر الى ان الرئيس ماكرون لم ينجح في تحقيق اي خرق في اي من الملفات الثلاثة، في ظل اصرار ولي العهد الامير محمد بن سلمان على استراتيجيته اللبنانية، والمبنية على الطبقة التي ستتولى الادارة المستقبلية للبلاد، رغم غمز فرنسي من قنوات رغبته في مسايرة الادارة الاميركية ومراعاة مصالحها القومية في الملف اللبناني، وخصوصا بعد مواقفها المستجدة.
الجبهة الجنوبية
في غضون ذلك استمرت الاتصالات مع الدول المعنية لتدارك اي انهيار «لوقف النار» بين اسرائيل ولبنان، وسط انطباع بان الاوضاع ستبقى في دائرة «الترنح» دون ان تقع، بعد التدخل الاميركي-البريطاني-الفرنسي، وسط تهديدات نقلتها مصادر دبلوماسية عن قادة اسرائيل ابرزها:
• قرارها بالاتفاق مع واشنطن وبضمانات منها لابقاء يدها مطلقة في التحرك، ما يجعل المخاوف من تكرار السيناريوهات الراهنة احتمالا قائما دائما، اذ لن تتاخر اسرائيل عن ايجاد الذرائع لتكثيف القتال على الجبهة اللبنانية.
• محاولتها تحقيق اهدافها «بالمفرق» عبر عمليات «القضم» التي تمارسها.
• تهديدها الواضح للدولة اللبنانية في حال عدم التزامها بتعهداتها، ما سيعرض بنيتها التحتية للقصف.
• تجاهلها الواضح لمسالة وجود لجنة الاشراف على تطبيق القرار الاخير في الجنوب.
علما ان ثمة تضاربا كبيرا في المعلومات والمواقف بين من يرى عودة وشيكة للحرب، توحي به صراحة الاجواء الاسرائيلية، وبين من يصف الاحداث الجارية بالطبيعية مقياسا لتجربة 2006، واضعا التطورات في اطار «الهزات» لا اكثر ولا اقل، والتي لن تؤدي الى سقوط « الاتفاق الامني» الذي صيغ ليكون طويل الامد، وبين الاثنين من يرى حربا حتمية، حجتها «غموض النصوص» واسبابها اقليمية، من تهديدات الرئيس المنتخب المفاجئة، وصولا الى خلط الاوراق على الساحة السورية.
الوضع السوري
والى سوريا، وعلى وقع الحراك الايراني الذي لم يهدأ منذ اندلاع الاحداث الاخيرة، وجولات الاتصالات المكوكية التي يقوم بها المسؤولون الايرانيون على كافة المستويات لتنسيق المواقف من روسيا الى تركيا، في ظل الوضع الحساس الذي تمر فيه المنطقة، ومع استمرار المعارك العنيفة على جبهة الشمال، فتحت قوات سوريا الديموقراطية، المدعومة من الولايات المتحدة جبهة الشرق محاولة التقدم باتجاه مناطق سيطرة الجيش السوري، تزامنا مع دعوة اوساط مطلعة الى ابقاء العين مفتوحة على جبهة الجنوب الممتدة من درعا باتجاه السويداء، وما قد تشهده جبهة الجولان من احداث.
وفي هذا الاطار تتحدث الاوساط عن ان ما يحصل من فوضى مرده الاساس عدم اتضاح الرؤية لدى الفاعلين على الارض من الخطوات التي ستتخذها الادارة الجمهورية حيال الانسحاب من مناطق شرق وشمال الفرات مع ما لذلك من تداعيات لجهة ملء الفراغ الذي ستخلفه هكذا خطوة، وهو ما جعل الفرصة مؤاتية لبعض القوى بدعم خارجي للتحرك وتنفيذ اجندات معينة، تحسن من شروط التفاوض لاحقا.
وتكشف الاوساط ان احد الاهداف الحالية، هو محاولة الجماعات الارهابية التقدم باتجاه حماه ومنها نحو حمص، ومن ثم باتجاه القصير، وليس طرابلس خلافا للمرات السابقة، لاحكام السيطرة على منطقة سيطرة حزب الله عند الحدود اللبنانية – السورية لجهة الهرمل، وبالتالي وضع الحزب بين فكي كماشة، وهو ما دفع بدمشق وحلفائها الى القتال المستميت على جبهة ريف حماه لمنع اي اختراق لخطوط الدفاع القائمة، وهو ما نجحت فيه القوات السورية النظامية.
اهالي ضحايا المرفأ
وفي تحرك لافت، وتزامناً مع انعقاد جلسة مجلس الوزراء ، ينفذ أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت وقفة أمام تمثال المغترب، اعتراضاً على بند مدرج على جدول أعمال الجلسة يقضي بدرس الوضعيّة القانونيّة والوظيفيّة لهاني الحاج شحادة، الذي كان عضواً في المجلس الأعلى للجمارك، بعد أن كان من الموقوفين المدّعى عليهم من قبل القاضي طارق البيطار في ملفّ تفجير مرفأ بيروت.
"اللواء":
في وقت يمضي فيه لبنان قدماً في وضع التزاماته وترتيباته لتعزيز وجود الجيش اللبناني، من خلال الاعلان عن بدء تطويع جنود متمرنين في الوحدات المقاتلة في الجنوب لتعزيز انتشار الجيش هناك. وهذا الموضوع مطروح على جلسة مجلس الوزراء اليوم، وتنشط فيه الاتصالات لكبح جماح العدوانية الاسرائيلية، المتفلتة من أي التزام بوقف النار او متوجباته عليها كدولة التزمت بالاتفاق ووقعت عليه، وفي الخط الاعماري تستعيد المدن والقرى أوجه النشاطات الممكنة، لجهة رفع الانقاض، واستئناف العمل في المطاعم والمحلات، كما تتحرك الدولة لاصلاح ما يمكن اصلاحه من شبكات الماء والكهرباء والهاتف والانترنت، واعادة بناء البنية التحتية للخروج من ويلات الحرب وآثارها المدمرة..
وهذا الجانب تطرق اليه الرئيس نجيب ميقاتي مع المنسق المقيم للامم المتحدة في لبنان عمران ريزا، لجهة التعاون بين الحكومة ومؤسسات الامم المتحدة في المجالات الانسانية ومجال المساعدات.
ويبدو ان دولة الاحتلال ماضية في قرارها عدم وقف الحرب والاعمال العدائية كما ينص الإتفاق، ففي أول تعليق من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقب التصعيد الإسرائيلي بالأمس في جنوب لبنان، قال نتنياهو في بداية جلسة حكومية خاصة في مدينة نهاريا في الشمال: نحن حاليًا في وقف لإطلاق النار، وأؤكد أنه وقف لإطلاق النار وليس إنهاءً للحرب، هدفنا الواضح هو إعادة المستوطنين وإعادة إعمار الشمال. نحن نفرض هذا الوقف بيد من حديد، ونتعامل مع أي انتهاك، سواءٌ كان طفيفًا أو جسيماً، وبالأمس، كان هناك انتهاك جسيم، ورداً على ذلك، هاجمنا أكثر من 20 هدفاً في جميع أنحاء لبنان.
وقال المحلل العسكري لموقع «والاه» العبري أمير بوخبوط: لقد دخلت «إسرائيل» إلى وقف إطلاق النار بعد عجزها عن فرض أثمان إضافية على حزب لله وفشلها في تعميق التغيرات داخل المنظمة.
وهدد وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس أمس، إنه «إذا انهار وقف إطلاق النار مع حزب لله، فلن يفرّق الجيش بين لبنان وجماعة حزب لله»، وفق ما نقلت وكالة «رويترز».
وحث كاتس خلال زيارة للحدود الشمالية الحكومة اللبنانية على «تفويض الجيش اللبناني للقيام بدوره، وإبعاد حزب لله عن الليطاني وتفكيك بنيته التحتية بالكامل».
وأضاف :إذا انهار وقف إطلاق النار، فلن يكون هناك أي استثناء للدولة اللبنانية. سننفذ الاتفاق بأقصى قدر من التأثير وعدم التسامح. إذا كنا حتى الآن نفرق بين لبنان وحزب لله، فلن يظل الوضع هكذا.
وتحدثت المعلومات عن ان الرئيسين نبيه بري وميقاتي تحدثا الى مسؤولين في البيت الابيض والرئاسة الفرنسية في وقت متأخر، معبرين عن قلقهما بشأن عدم التزام اسرائيل بوقف النار.
ودفعت الخروقات الاسرائيلية الواسعة لإتفاق وقف اطلاق النار طرفي لجنة الاشراف الخماسية الاميركي والفرنسي الى تكثيف تحركهما لوقف الخروقات أولاً وإطلاق عمل اللجنة خلال يومين.
وعلمت «اللواء» من مصادر دبلوماسية متابعة لعمل اللجنة ان باريس قررت تعيين العميد غيوم بونشون رئيساً للوفد العسكري الفرنسي، والاحتمال الاكبر ان يصل اليوم اوغدا الخميس على ابعد تقدير إلى لبنان للمشاركة في اول اجتماع للجنة الاشراف المقررمبدئياً يوم الجمعة.
واوضحت المصادر ان زيارة وزيري الجيوش (الدفاع) سيباستيان لو كورنو والخارجية جان نويل بارو الفرنسيين الى بيروت قائمة لكن سيتم غدا تحديد موعد وصولهما بالضبط والمفترض بين يوم الجمعة ونهاية الاسبوع الحالي.
وتأكد ما ذكرته «اللواء» قبل ايام بأن العميد ادغار لاوندس قائد قطاع جنوب الليطاني سيمثّل لبنان في لجنة مراقبة اتفاق وقف النار مع كيان الاحتلال.
وأفادت المعلومات أيضاً، أن رئيس بعثة اليونيفيل وقائدها العام الجنرال أرولدو لاثارو اجتمع بالسفيرة الأميركية ليزا جونسون ورئيس آلية دعم وقف الأعمال العدائية الجنرال جاسبر جيفرز في مقر البعثة العام في الناقورة.
واعلنت قيادةاليونيفيل: انه تم خلال اللقاء مناقشة الجهود الرامية للمساعدة في استعادة الاستقرار ودعم حفظة السلام لعمل الآلية التنفيذية لوقفاطلاق النار، ونحن على أهبة الاستعداد لدعم أي اتفاقية أو آلية لإنهاء العنف عبر الخط الأزرق وسنواصل رصد انتهاكات القرار 1701 والإبلاغ عنها.
وفي الرياض ناقش الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان «الوضع الإقليمي واتفقا على بذل كل الجهود للمساهمة في وقف التصعيد في المنطقة»، ولا سيما عبر «التوصّل إلى وقف لإطلاق النار دون مزيد من التأخير في غزة، من أجل تحرير جميع الرهائن، وحماية السكان المدنيين من خلال إيصال المساعدات الإنسانية والمساهمة في السعي إلى حل سياسي على أساس حل الدولتين». وبشأن لبنان، دعيا إلى «إجراء انتخابات رئاسية بهدف جمع اللبنانيين وإجراء الإصلاحات اللازمة لاستقرار البلد وأمنه»، مؤكدين أنهما «سيواصلان الجهود الدبلوماسية الرامية لتعزيز وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان».
ونقل عن الرئيس نبيه بري ان الاجتماع الاول للجنة المراقبة سيعقد الجمعة او السبت في الناقورة، بعد تعيين فرنسا ممثلها فيها.
الرئاسة
رئاسياً، قالت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» أن انطلاقة النقاش في الملف الرئاسي هي بداية الطريق قبل انضاج المناخ المناسب لجلسة التاسع من كانون الثاني المقبل، ورأت أنه مع اقتراب المهلة تتظَّهر صورة التقاطعات النيابية أو حتى بروز خطوط تواصل جديدة بين القوى، إلا أن المنخرطين بملف الرئاسة لا يحزمون أن جلسة التاسع من كانون الثاني المقبل هي جلسة انتخاب، إلا إذا كان الأسبوع الأول من الشهر المقبل ميَّالاً إلى إعطاء الجواب عن مسار الجلسة .
وأفادت هذه المصادر أن الحراك الذي سجل امس يفترض به أن يتطور لخلق مساحة من التفاهم بعيدا عن الشروط والشروط المضادة، قائلة أن كلام رئيس مجلس النواب نبيه بري يوحي بالحسم لا بالتأجيل، وفي كل الأحوال فإن المطالبة بأن تكون جلسة انتخاب مفتوحة تنتظر قليلا.
وبدأ الحراك الفعلي للجنة الخماسية العربية – الدولية حول الاستحقاق الرئاسي، بزيارة السفير المصري علاء موسى لرئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، وتداول معه في الوضع الداخلي في مرحلة بعد وقف النار وتطورات استحقاق رئاسة الجمهورية، وذلك في حضور النائب سليم عون ومسؤول العلاقات الخارجية في «التيار» طارق صادق.
واوضحت مصادر متابعة لعمل اللجنة لـ «اللواء» ان لا جديد لديها الان سوى إجراء مزيد من التشاور مع القوى السياسية بعدما اطلق الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان مساراً جديداً للحراك بالتوازي مع اعلان رئيس المجلس نبيه بري يوم 9 كانون الثاني موعداً لجلسة الانتخاب.
ونقل زوار الرئيس بري عنه تأكيده ان جلسة 9 ك2 ستعقد في وقتها، مع الاشارة الى ان حكومة جديدة سترى النور، خلال ك2 المقبل.
وفي تعليقه على ما نقل عن اجتماع كتلة المعارضة لجهة الجلسات المتتالية والمفتوحة لانتخاب الرئيس اكد بري (حسب زواره): انا «عازم» سفراء على جلسة انتخاب الرئيس، شو بقلن ما تؤاخذونا اليوم ما زبطت! إرجعوا بكرا؟
موعد 9 ك2 جلسة للحسم
وفي اطار المشاورات المفتوحة بين كتل المعارضة النيابية، عقدت هذه الكتل اجتماعاً في معراب حضره رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، وشاركت فيه كتلة الجمهورية القوية بنوابها وكتلة الكتائب، وكتلة تجدد، وكتلة تحالف التغيير، وبحثت الكتل في تثبيت وقف النار، والاسراع باعادة بناء الدولة على ما اسمته «بالأسس الاصلاحية الصلبة».
وقالت الكتل في بيان لها انها «تعتبر 9 ك2 تاريخاً حاسماً لاتمام الاستحقاق الرئاسي بانتخاب رئيس للجمهورية يلتزم الدستور وتنفيذ بنود اتفاق وقف النار وبنود الاصلاحات المطلوبة للخروج من الازمة المؤسساتية».
وأكدت الكتل على اصرارها على ان تكون جلسة 9 ك2 لانتخاب رئيس الجمهورية، مفتوحة وبدورات متتالية حتى انتخاب رئيس بحسب الدستور.
وحسب مصادر معنية، فإن الكتل المجتمعة ليست بوارد الانخراط في اي مشاورات توافقية حول صعوبة الرئيس، بل تطالب بالاحتكام الى المسار الانتخابي كما نصت عليه مواد الدستور، وبالتالي هي معنية في جانب من المشاورات التي يتعين حصولها لضمان عدم الاطاحة بالنصاب الدستوري، وانهاء الجلسة بانتخاب رئيس، وهي ستتعامل مع اي رئيس يُنتخب وفقاً للمعايير التي حددتها.
بالمقابل، توقف مصدر «محايد» عند رفع سقف الكتل المعارضة، مع الموعد الذي جرى التداول بعقده اليوم بين النائب السابق وليد جنبلاط وجعجع، على خلفية ايجاد نقاط تقاطع لتمرير الاستحقاق، بما يوفر الارضية لتفاهمات وطنية مقبلة.
وقال مصدر حزبي لـ«اللواء» ان اللقاء الاستطلاعي، قد يشكل بداية عند منتصف التسوية، او منتصف الطريق الى التسوية، في حال انعقاده.
لكن مفوضية الاعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي اشارت الى ان الزيارة اعلن عنها جنبلاط ، لكن لم يتحدّد مودعها بعد، وعندما يتحدد يعلن عن ذلك.
ويعتقد ان البيان التصعيدي لكتل المعارضة، قد جعل جنبلاط يتريث بالقيام بالزيارة.
ومن دار الفتوى، كان رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، يعلن بعد لقاء مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان ان التضامن الوطني الذي ظهر في الحرب، يتعين ان يترجم تفاهماً رئاسياً في 9 ك2 المقبل.
وعلى مستوى المرشحين، رست البورصة على:
1- النائب السابق سليمان فرنجية (مرشح الثنائي الشيعي).
2- قائد الجيش العماد جوزاف عون، مرشح عدد من النواب التغييريين، واطراف وازنة في المعارضة.
3- الوزير السابق جهاد ازعور مرشح المعارضة.
4- سفير لبنان السابق في الفاتيكان العميد جورج خوري، ومدير الامن العام بالإنابة العميد الياس البيسري (تقاطع الثنائي مع باسيل).
مجلس الوزراء وحركة اعتراضية
ويجري تحرك امام مجلس الوزراء اليوم، تحت عنوان: لا لعودة الموظفين المطلق سراحهم الى وظائفهم في المرفأ قبل اجراء المحاسبة.
وتردد ان من بين هؤلاء هاني الحج شحادة (مدير اقليم بيروت في الجمارك)، وبدري الضاهر (المدير العام السابق للجمارك).
وينفذ أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت وقفة أمام تمثال المغترب، اعتراضاً على بند مدرج على جدول أعمال الجلسة يقضي بدرس الوضعيّة القانونيّة والوظيفيّة لهاني الحاج شحادة، الذي كان عضواً في المجلس الأعلى للجمارك، بعد أن كان من الموقوفين المدّعى عليهم من قبل القاضي طارق البيطار في ملفّ انفجار مرفأ بيروت. واكدت المحامية سيسيل روكز ان البند 26 المدرج على جدول أعمال مجلس الوزراء غداً ينص على درس الوضع الوظيفي لهاني الحاج شحاده. لماذا يريدون درسه؟ طبعاً تمهيداً لإعادته ربما الى عمله. كأهالي الضحايا، أصدرنا بيانا أكدنا فيه ان لا يمكن لهذا الامر أن يمرّ.
الخروقات
خرق جيش الاحتلال الاسرائيلي مجدداً اتفاق وقف النار برغم الدعوات الاميركية والفرنسية لوقف خروقاته،، واستهدفت غارة من مسيّرة منطقة جنعم في بلدة شبعا ادت الى إستشهاد أحد رعاة الماشية. كما شن العدو غارة بمسيّرة على بلدة بيت ليف، قضاء بنت جبيل ادت الى جرح مواطن. واغارت مسيّرة على اطراف ديرسريان.
وسجل قصف مدفعي معادٍ لأطراف راشيا الفخار وسهل الخيام وسهل مرجعيون. والى ذلك، فتح جيش الاحتلال الاسرائيلي نيران رشاشاته تجاه حي السيار في بلدة حبوش. واطلقت قوة معادية متمركزة في يارون رشقات رشاشة متوسطة وخفيفة باتجاه مدينة بنت جبيل ورشقات نارية كثيفة باتجاه حي السيار وساحة مجدل زون.
وتوغلت دبابة ميركافا من مثلث تل نحاس باتجاه المثلث الفاصل بين ديرميماس - برج الملوك- كفركلا، وتوقفت على مسافة لا تقل عن 200 متر قرب حاجز للجيش اللبناني المتمركز في بلدة برج الملوك..كما تقدم رتل مؤلف من 15 آلية اسرائيلية من منطقة الوزاني بإتجاه وطى الخيام وجزء منه توجه نحو الحي الشرقي من المدينة.
ومساء شن العدو غارة جوية على بلدة محيبيب قضاء مرجعيون.وسمعت اصوات انفجارات في يارون رجحت المعلومات ان تكون ناتجة عن تفجير العدو لعدد من المنازل.
وأشارت وزارة الصحة إلى أن الحصيلة النهائية لشهداء غارة العدو على بلدة حاريص ليل امس، بلغت ستة بينهم سيدة وطفلها جراء استهداف منزلهم.
وفي البقاع، شن العدوغارة من مسيّرة على شاحنة عند أحد المعابر المعروف بإسم «جسر القصير» من اتجاه بلدة زيتا الحدودية ودمرتها واشتعلت فيها النار.
وفي سياق متصل، أشارت القناة 12 الإسرائيلية نقلا عن مصادر مطلعة الى ان الضغوط الأميركية منعت إسرائيل من مهاجمة بيروت أمس.
"نداء الوطن":
باستثناء ما صدر عن لقاء معراب، في ما يتعلَّق باستحقاق انتخابات رئاسة الجمهورية، لم يشهد هذا الملف أي حراك استثنائي، بل طغى الملف الميداني، في الاتفاق المتعثر، سواء جنوباً أو حتى في الداخل السوري.
تطورات نوعية.
لبنان وصل إلى البيت الأبيض والإليزيه لتفادي انهيار وقف النار، فبحسب وكالة "رويترز"، الرئيسان نجيب ميقاتي ونبيه بري، تحدثا إلى مسؤولين في البيت الأبيض وفي الرئاسة الفرنسية، من أجل تثبيت وقف النار ، وعبَّرا عن قلقهما بشأن وضع وقف النار.
في سياق المواقف من التصعيد، كان لافتاً جداً تفسير وزير العمل مصطفى بيرم للخروقات، وهو اعتبر أن "الخروقات تعني أن العدو يعيد جمع بنوك أهداف"، ولم يوضِح بيرم كيفية الربط بين الخروقات وبنك الأهداف.
لكن التطور العسكري الأمني الأكبر، لم يكن في لبنان بل في سوريا حيث نجحت إسرائيل في اغتيال قيادي كبير في "حزب الله" هو سلمان جمعة، جمعة هو مسؤول ملف "حزب الله" في الجيش السوري، الاغتيال تم بواسطة طائرة دون طيار هاجمت سيارته في منطقة جسر عقربا في العاصمة دمشق على الطريق المؤدي إلى المطار الدولي، ما أدى إلى مقتله على الفور. عملية الاغتيال هي الأولى بعد وقف إطلاق النار، ما يطرح السؤال التالي: هل الاتفاق يسري في لبنان دون سوريا؟ فوفق ما ذكره الجيش الإسرائيلي، يُعد سلمان جمعة شخصية بارزة في الهيكلية العسكرية لـ"حزب الله"، حيث شغل مناصب استراتيجية مرتبطة بالساحة السورية، ومن أبرز أدواره:
مسؤول العمليات في مقر دمشق التابع لـ"حزب الله".
موفد "حزب الله" لدى الجيش السوري، ما جعله وسيطاً رئيسياً بين الحزب والنظام السوري.
له دور محوري في نقل الأسلحة والعتاد من سوريا إلى "حزب الله" في لبنان، خصوصاً خلال فترات التصعيد مثل حرب "السيوف الحديدية".
ويمثّل القضاء على جمعة بالنسبة إلى الجيش الإسرائيلي ضربة نوعية لـ"حزب الله"، بالنظر إلى دوره الرئيسي في تعزيز النفوذ العسكري لـ"الحزب" داخل سوريا وتوطيد علاقاته مع قيادات النظام السوري. ويعتبر هذا الإنجاز أنه يساهم في الحد من عمليات نقل الأسلحة إلى لبنان.
إذاعة الجيش الإسرائيلي اعتبرت أن عمليات اغتيال قادة "حزب الله" في سوريا ليست ضمن الاتفاق مع لبنان.
في ملف الاستحقاق الرئاسي، الموعد الذي حدده رئيس مجلس النواب نبيه بري لجلسة انتخاب الرئيس، حرَّك المياه الراكدة، وبدأ الحراك، ومن أبرز ما شهدته الساحة الداخلية، لقاء معراب الذي ضم كتلاً ونواباً من المعارضة. الاجتماع صدر عنه بيان شدد على أن "التاسع من كانون الثاني يجب أن يكون التاريخ الحاسم لإتمام الاستحقاق الرئاسي، بانتخاب رئيس للجمهورية يلتزم تطبيق الدستور وتنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار وقيادة الإصلاحات المطلوبة"، البيان أكد أنّ "المُعارضة تصرّ على أن تكون جلسة 9 كانون الثاني مفتوحة بدورات متتالية حتّى انتخاب الرئيس بحسب الدستور".
مصادر مواكبة للقاء معراب شددت على أن النقاش كان إيجابياً وتم التركيز على نقطتين: الأولى، التشديد على تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار كما أقرته الحكومة، بكل مندرجاته، والنقطة الثانية مقاربة ملف انتخابات رئاسة الجمهورية. ونفت المصادر ان تكون طُرِحَت في الاجتماع أي أسماء.
في الملف السوري تطورات متسارعة عنوانها تقدم فصائل المعارضة على حساب النظام .
قائد ما يُسمَّى "حركة أحرار الشام"، عامر الشيخ، أعلن أن عملية "ردع العدوان" التي أطلقتها الفصائل ضد قوات النظام والميليشيات الإيرانية، مستمرة ولن تتوقف حتى تحقيق أهدافها كاملة.
وذكر الشيخ في كلمة مصورة أمس أن "أول أهداف العملية تأمين عودة المهجرين إلى ديارهم وإنهاء حكم الفساد والاستبداد وبناء سوريا جديدة تتسع لكل أبنائها".
الملف السوري يزداد تعقيداً لكثرة المداخلات
في المقابل، مزيد من التعقيدات في الملف السوري، وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، فجَّر قنبلة دبلوماسية عسكرية بإعلانه أن طهران ستدرس إرسال قوات إلى سوريا إذا طلبت دمشق ذلك. مصادر دبلوماسية اعتبرت القنبلة الإيرانية خلطاً للأوراق مجدداً في سوريا، وإمعاناً إيرانياً في التدخل في الشؤون الرئاسية.
وفي الملف الأميركي - الإيراني، مزيد من الضغط تمارسه واشنطن على طهران. فقد ذكر موقع وزارة الخزانة الأميركية على الإنترنت، أن إدارة الرئيس جو بايدن أصدرت مجموعة جديدة من العقوبات المتعلقة بإيران على عشرات الكيانات منها ناقلات نفط وشركات شحن.
"الأنباء" الالكترونية:
تزدحم وتتصاعد وتيرة المتغيّرات والأحداث على المستويات الدولية والإقليمية والمحلية قبل أن يتسلّم الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب رسمياً قيادة الولايات المتحدة الأميركية. فكل جهة، كما يبدو، تحاول فرض وقائع أو شروط قبل أن تشهد المقاربة الأميركية في الشرق الأوسط نمطاً مختلفاً في إدارة الملفات أو تعديلاً في الأولويات.
ووسط كل التحوّلات السياسية في المنطقة، بدأ لبنان يسلك السكة الصحيحة، مع إنطلاق صفارة الإستحقاق الرئاسي وتحديد جلسة لإنتخاب رئيس للجمهورية، إنطلاقاً من أهمية هذا الإستحقاق في إعادة إنتظام عمل المؤسسات والإستجابة إلى مقتضيات مرحلة ما بعد إتفاق وقف إطلاق النار.
فالملف الرئاسي محط إهتمام باريس ومتابعة الرياض، ويتقدم ملفات النقاش السياسي خلال "زيارة الدولة" للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المملكة العربية السعودية. وأكدت مصادر مطلعة لجريدة "الأنباء" الإلكترونية أن ثمة إتفاقاً فرنسياً سعودياً على ضرورة إنتخاب رئيس جمهورية توافقي لا يشكل إستفزازاً لأي طرف.
إلى ذلك، يفصلنا شهر ونيف لحين التئام المجلس في جلسة إنتخابية، ففي لبنان حركة مكوكية ومشاورات تحصل بين مختلف الإفرقاء، مقرونة بتأكيد رئيس المجلس النيابي الرئيس نبيه بري أن الجلسة ستكون مثمرة وإنجاز تشكيل الحكومة في الشهر نفسه. وتوازياً، يتقاطع هدير المشاروات بين أفرقاء الداخل مع ما يدور في الأروقة الدولية وتحديداً الفرنسية والأميركية والسعودية، مع بعض التباين في المواقيت ومواصفات الرئيس.
ومن ناحية أخرى، فإن مرحلة ما بعد وقف إطلاق النار ودعم الجيش اللبناني وإعادة الإعمار، من بين المسائل التي بُحثت في الرياض، إذ أشارت المصادر لـ"الأنباء" الى إتفاق سعودي – فرنسي على ضرورة تطبيق القرار 1701، وإنتخاب رئيس للجمهورية والبدء بورشة إصلاح مع تشكيل الحكومة الجديدة، حيث ستمدّ المملكة يدها لإعادة الإعمار.
جنبلاط... دور مركزي للجيش
إلى ذلك، إلتقى رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب تيمور جنبلاط يرافقه النائب وائل أبو فاعور، وزير الدفاع الوطني في حكومة تصريف الأعمال موريس سليم، بحيث كان تأكيدٌ على دور الجيش المركزي في حفظ وصون سلامة وأمن لبنان وشعبه لا سيما في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر بها لبنان.
الجيش ينتشر والعدو يصّعد
الخروقات الإسرائيلية مستمرة، على الرغم من أن لبنان الرسمي رفع الصوت لوضع حد لتجاوزات العدو، بالتوازي مع مطالبة لجنة المراقبة لتطبيق إتفاق وقف إطلاق النار ومباشرة مهامها بشكل عاجل وإلزام العدو الإسرائيلي بوقف انتهاكاته وانسحاب من الأراضي اللبنانية. إذ كشفت مصادر لجريدة "الأنباء" الإلكترونية أن ما يعيق مباشرة عمل اللجنة مرتبط بـ"تركيز عمل" الرئيس المشارك لآلية تنفيذ ومراقبة وقف الأعمال العدائية الجنرال جاسبر جيفرز ووصول فريق عمله إلى لبنان والأمر عينه ينسحب على ممثل فرنسا في اللجنة، فيما تم أمس الاعلام عن تعيين قيادة الجيش للعميد أدغار لاوندس قائد منطقة جنوب الليكاني ممثلاً غن الجيش في اللجنة.
كذلك، أشارت المصادر إلى أن مدة الستين يوماً هي فترة سماح بالنسبة لإسرائيل لتتصرف كيفما يحلو لها قبل تطبيق الاتفاق. وبهذا، يكون كيان العدو يطبّق أيضاً وقف إطلاق النار بالتصعيد العسكري، كما فعل طوال مدة المفاوضات التي سبقت التوصل إلى الاتفاق. هذا ونقلت هيئة البث الإسرائيلية نقلاً عن مسؤولين في الحكومة قولها "سنبلغ عن أي انتهاكات لوقف إطلاق النار مع لبنان بمجرد تفعيل آلية المراقبة الدولية ولكن سنحتفظ بحقنا في مهاجمة أي عنصر من حزب الله جنوب نهر الليطاني دون الحاجة إلى التنسيق المسبق".
ميقاتي
وفي السياق، أكد رئيس الحكومة نجيب ميقاتي أمس أن الاتصالات الدبلوماسية مستمرة وتكثفت لوقف الخروقات الإسرائيلية لقرار وقف إطلاق النار والانسحاب من البلدات اللبنانية الحدودية، بالإضافة إلى تجديد مسؤولين لبنانيين مطالبة واشنطن وباريس بالضغط على العدو الإسرائيلي للإلتزام بالإتفاق في أعقاب عشرات العمليات العسكرية التي نفذها جيشه على الأراضي اللبنانية.
إلى ذلك، الخروقات الإسرائيلية يقابلها جدية من قبل الحكومة اللبنانية والمؤسسة العسكرية في تطبيق القرار 1701، حيث ينتشر الجيش اللبناني بكثافة في أحياء وشوارع مدينة صور ومحيطها للحفاظ على الأمن، ويأتي ذلك "إيذانا بالبدء بإعادة إنتشار الجيش في الجنوب، لا سيما في القرى الحدودية"، بحسب ما أفادت الوكالة الوطنية للإعلام. ومن جهة أخرى، إعلان قيادة الجيش الحاجة إلى تطويع جنود متمرّنين في الوحدات المقاتلة، والذي يندرج في سياق تنفيذ قرار مجلس الوزراء بزيادة عديد الجيش لتعزيز إنتشاره في مختلف مناطق الجنوب.
نتنياهو
هذا وصدرت تصريحات خطيرة تدعو إلى القلق من رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه يسرائيل كاتس. ففي الوقت الذي قال فيه نتنياهو "نحن في حالة وقف إطلاق نار مع "حزب الله" وليس نهاية الحرب"، صرّح كاتس من الحدود الشمالية انه إذا انهار إتفاق وقف إطلاق النار فلن يفرّق بين لبنان وحزب الله.
وما يثير قلق المراقبين، إستثمار نتنياهو أي ذريعة، كمحاولة للهروب إلى الأمام من استحقاقات شخصية داخلية، حيث سيمثل الأسبوع القادم أمام المحكمة المركزية الإسرائيلية في القدس للدفاع عن نفسه في قضايا فساد ضده.
سوريا وميزان القوى الجديد
على الرغم من تعدد الملفات الداخلية في لبنان والسعي الى معالجة كافة المسائل المترتبة بعد العدوان، تتصدر الأحداث في سوريا المشهد، لا سيما أنها طويلة ولن تنتهي بوقت قريب، بحسب المراقبين.
هذه الأحداث الضاغطة والمفاجئة بعد وقف إطلاق النار في لبنان، أتت في الوقت الذي تشهد فيه المنطقة تقاطعاً وتشابكاً في المصالح والأهداف بين عدة أطراف، علماً أنها لا تلتقي في الظروف السياسية الطبيعة. فإن ساحة الحرب الإيرانية الإسرائيلية إنتقلت إلى سوريا، بسلاح الجماعات المسلحة. وبحسب المراقبين، فإن عدم السماح لإيران بالحصول على أي إمتيازات في لبنان، وسوريا والعراق وأماكن أخرى، والحد من تنامي نفوذها في المنطقة، سيحصل بالبارود والنار، إذا لم تفلح القوة الناعمة بتحقيقه حتى اللحظة، بعدما فشلت أو تعذرت مراراً في وقت سابق.
وإلى جانب الأهداف الاقتصادية لزيارة ماكرون، فالاجتماعات الفرنسية السعودية في الرياض، يختلجها عنوان رئيسي، ألا وهو الأمن الإقليمي والدولي، وتحديداً أعقاب ما شهدته غزة ولبنان والآن سوريا وما قد يحمله المستقبل القريب من تطورات، للحد من مخاطر أي تصعيد.
لا شك أن الإستقرار الإقليمي حاجة أكثر من ضرورية، بعد أعوام من التوتر والصراعات وتوّسع النفوذ الإيراني والإسلامي المتطرف، بحيث تأثير التحولات الجيوسياسية على الأزمات الإقليمية والدولية، قد يرسم مشهدية جديدة أو يبسط واقعاً مستجداً، من حيث قوة النفوذ وإدارة المرحلة!
"البناء":
تواصلت رسائل الميدان العسكري في لبنان وسورية لتقول إن الحرب الواحدة التي يخوضها الاحتلال والجماعات الإرهابية ويتناوبان عليها هي تعبير عن حجم التطور الذي بلغته قوى المقاومة كتهديد استراتيجي للهيمنة الإسرائيلية التي حكمت المنطقة بتغطية ودعم كاملين من واشنطن لعقود طويلة. ومع اضطرار كيان الاحتلال إعلان عجزه عن مواصلة الحرب في لبنان انتقلت الراية إلى الجماعات الإرهابية في سورية وللأهداف ذاتها، ورغم الظاهر تكتيكياً من نشاط عسكري لجيش الاحتلال ضمن سياق خروقات اتفاق وقف النار من جهة، وحجم التقدم الذي حققته غزوة حلب التي شنتها الجماعات الإرهابية، فالواضح أن حجم قدرات محور المقاومة حاضر في خلفية تأكيد الكيان على الالتزام باتفاق وقف النار بعدما قامت المقاومة برد تحذيريّ على الخروقات، وبالتوازي ظهر الموقف التركي الحاضن للجماعات الإرهابية عاجزاً عن المجاهرة بأهداف سياسية تتناسب مع حجم الهجوم الميداني، فانكفأ إلى خطاب تبريري للأحداث محملاً الدولة السورية المسؤولية، بعد مواقف روسية وإيرانية تبلغتها تركيا عن وقوف موسكو وطهران بلا شروط وراء الدولة السورية، بصورة أقرب إلى تخيير تركيا بين الدخول في المواجهة أو تحمّل مسؤوليات سحب الجماعات الإرهابية من المواقع التي تمدّدت فيها كشرط لتثبيت الاستقرار.
في مجلس الأمن الذي ناقش الوضع في سورية، وقفت واشنطن وأنقرة وراء خطاب موحّد يدافع عن جبهة النصرة ويهاجم الدولة السورية ويحمّلها مسؤوليّة انفجار الوضع، ما تسبّب بهجوم روسي شديد اللهجة يتهم من لا يُسمّي جبهة النصرة أو هيئة تحرير الشام تشكيلات إرهابية بالشراكة في تغطية الإرهاب، بينما كان الحدث إعلان مندوب لبنان باسم المجموعة العربية دعم موقف سورية في مواجهة الإرهاب والدعوة إلى إدانة الهجوم الإرهابي على حلب وإدلب.
ميدانياً، كان تواصل رؤساء أركان الجيوش السورية والإيرانية والروسية والعراقية إشارة ذات مغزى لوجود تحالف عسكريّ معنيّ بهذه الحرب، في ظل موقف سياسيّ لافت لرئيس الحكومة العراقيّة يقول إن حكومته لن تقف مكتوفة الأيدي أمام مخاطر ما يجري في سورية من قبل الجماعات الإرهابية، بعدما كانت موسكو وطهران عبّرتا بلسان الرئيسين الروسي والإيراني عن الدعم الكامل لسورية في مواجهة الجماعات الإرهابية. وقال وزير خارجية إيران إن بلاده مستعدّة لرفع مستوى مشاركتها العسكريّة في مساندة سورية وصولاً إلى مناقشة إرسال قوات عسكرية إذا طلبت سورية ذلك.
وفيما خطفت الأحداث الأمنية في سورية الأضواء في المنطقة، بقي المشهد الجنوبي تحت رصد العيون السياسية والدبلوماسية ومرصد المقاومة التي وجهت رسالة تحذيرية للعدو بصواريخ على مواقع إسرائيلية في مزارع شبعا المحتلة، لوقف خروقاته لاتفاق وقف إطلاق النار بالاعتداء على القرى والمدنيين في الجنوب.
وأشارت مصادر مطلعة لـ»البناء» «أن تدخل المقاومة هو الذي أجبر العدو الإسرائيلي على الحد من انتهاكاته لاتفاق وقف إطلاق النار والعدوان على القرى الجنوبية، إذ أن العدو تمادى في عدوانه طيلة ستة أيام من دون أن يعير أي اهتمام لاتفاق وقف إطلاق النار ولا للقرار 1701 ولا للقوات الدولية ولا للجنة الدولية المكلفة الإشراف على تطبيق القرار 1701 ولا حتى للطلبات الأميركية – الفرنسية للحكومة الإسرائيلية بالتوقف عن خرق الاتفاق، ما دفع المقاومة إلى توجيه إنذار لردعه وإلا فإن المقاومة مستعدة للعودة الى الميدان وهي ليست مردوعة كما يظن العدو، بل هي تحترم الاتفاق ولا تريد منح العدو أي ذريعة للاستمرار بعدوانه، وأفسحت المجال أمام اللجنة الدولية والجيش اللبناني وقوات اليونفيل لتنفيذ بنود الاتفاق، لكن العدو لم يلتزم ويريد استغلال طيلة مدة هدنة الـ60 يوماً لتكريس واقع أمني – عسكري في جنوب الليطاني ورسم المعادلات النهائية لهذه الحرب وفرض قواعد اشتباك جديدة على المقاومة ولبنان، والاحتفاظ بحرية الحركة العسكرية وحق استهداف ما يراه مناسباً من أهداف لحزب الله ومن دون أن تمنح المقاومة حق الرد، ما لم ولن تقبل بذلك المقاومة ولو عاد الوضع إلى الحرب من جديد، لأن العدو يريد انتزاع مكاسب أمنية عسكرية خلال الهدنة ما لم يستطع تحقيقه خلال الحرب».
وفي سياق ذلك، شددت جهات رسمية لـ»البناء» على أن ما يشاع عن أن ما تقوم به «إسرائيل» من اعتداءات يندرج ضمن الضمانات الأميركية الممنوحة لـ»إسرائيل»، غير صحيح، لأن بنود الاتفاق التي وافقت عليه الحكومة لا يتحدث عن أي حرية حركة لـ»إسرائيل» في الجنوب، والدليل هو اعتراف الأميركيين والفرنسيين رعاة الاتفاق بأن ما تقوم به إسرائيل يشكل انتهاكاً للاتفاق. أما الضمانات الأميركية لـ»إسرائيل» فلا علاقة للبنان بها.
وفيما لفتت الجهات الى دور محوري لرئيس مجلس النواب نبيه بري بإرسال رسائل واتصالات حاسمة مع الأميركيين والفرنسيين تحذر من تداعيات الاعتداءات الإسرائيلية على اتفاق وقف إطلاق النار، كشف مصدران سياسيان لبنانيان لوكالة «رويترز» أن «اثنين من كبار المسؤولين اللبنانيين طالبا واشنطن وباريس بالضغط على «إسرائيل» للالتزام بوقف إطلاق النار بعدما شنت عشرات العمليات العسكرية على الأراضي اللبنانية». وقالت المصادر لرويترز، إن «رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي ورئيس مجلس النواب نبيه بري تحدثا إلى مسؤولين في البيت الأبيض والرئاسة الفرنسية في وقت متأخر أمس وعبرا عن قلقهما بشأن وضع وقف إطلاق النار».
وأشارت مصادر إعلامية محلية بأن رئيس لجنة مراقبة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار الأميركي اجرى اتصالا بالرئيس بري الذي سيستقبله يوم الخميس، مضيفة بأن «العضو الفرنسي في لجنة المراقبة الدولية لاتفاق وقف إطلاق النار يصل اليوم الى لبنان».
ونقلت المصادر عن زوار بري، تأكيدهم أن «أول اجتماع للجنة المراقبة سيعقد الجمعة او السبت المقبلين في الناقورة»، موضحين أنه «عندما تبدأ اللجنة اجتماعاتها سيصبح خرق وقف إطلاق النار صعبا وتحت المراقبة».
وعشية جلسة لمجلس الوزراء مقررة اليوم في السراي، أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أمام زواره «أن الاتصالات الديبلوماسية مستمرة وتكثفت بالأمس (أمس الأول) لوقف الخروقات الإسرائيلية لقرار وقف إطلاق النار والانسحاب من البلدات اللبنانية الحدودية». وقال: «لقد شددنا خلال هذه الاتصالات على أولوية استتباب الأوضاع لعودة النازحين الى بلداتهم ومناطقهم وتوسعة انتشار الجيش في الجنوب». وقال: «إن إعلان قيادة الجيش الحاجة إلى تطويع جنود متمرنين في الوحدات المقاتلة في الجيش يندرج في سياق تنفيذ قرار مجلس الوزراء بزيادة عديد الجيش لتعزيز انتشاره في مختلف مناطق الجنوب».
وفي غضون ذلك، واصل العدو خروقاته للاتفاق، حيث استهدفت غارة من مسيّرة إسرائيلية بلدة بيت ليف، قضاء بنت جبيل. وأطلق جيش الاحتلال رشقات رشاشة باتجاه بلدة مجدل زون في القطاع الغربي. وأغارت مسيرة على أطراف ديرسريان. وفتح جيش العدو نيران رشاشاته تجاه حي السيار في بلدة حبوش. وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة في بيان، أن الغارة الإسرائيلية على بلدة حاريص، أدت في حصيلة محدثة إلى سقوط 6 ضحايا وإصابة شخصين بجروح. وسجل انتشار كثيف للجيش في أحياء وشوارع مدينة صور ومحيطها للحفاظ على الأمن، إيذاناً بالبدء في إعادة انتشار الجيش في الجنوب لا سيما في القرى الحدودية.
وهدد وزير حرب العدو يسرائيل كاتس أنه «إذا انهار وقف إطلاق النار مع «حزب الله»، فلن يفرّق جيشه بين لبنان والجماعة»، وفق ما نقلت وكالة «رويترز». ودعا كاتس خلال زيارة للحدود الشمالية الفلسطينية مع لبنان، الحكومة اللبنانية إلى «تفويض الجيش اللبناني للقيام بدوره، وإبعاد حزب الله عن الليطاني وتفكيك بنيته التحتية بالكامل».
ونقلت هيئة البث عن مسؤولين إسرائيليين، زعمهم «أننا سنبلغ عن انتهاكات وقف إطلاق النار مع لبنان عندما تبدأ آلية التنفيذ عملها». وادعى المسؤولون الإسرائيليون «أننا نحتفظ بحق مهاجمة أي عنصر من حزب الله جنوب الليطاني دون تنسيق».
في المقابل رأى وزير العمل في حكومة تصريف الأعمال الدكتور مصطفى بيرم أن هناك خروقات لقرار وقف إطلاق النار يقوم بها العدو «الإسرائيلي» في هذه الأيام، فهل هناك من يستنكرها؟ وإذا قمنا بالرد، يخرج البعض ليقول بأننا نحن من خرق القرار. ولكن على الجميع العلم أن هذه الخروقات تعني أن العدو يعيد جمع بنوك أهداف، فالمعركة العسكرية ليست لحظة إطلاق النار، وإنما الاستطلاع فعل عسكري، لافتًا إلى أنّ «الإسرائيلي» منذ العام 2006 وحتى معركة «أولي البأس»، قام بـ39000 خرق بري وبحري وجوي، وهذا يعني أنه كان يجهّز لهذه المعركة التي شنها على لبنان.
وأضاف الوزير بيرم: «لو أننا لسنا موجودين على تخوم فلسطين المحتلة، لجاء «الإسرائيلي» وأبادنا جميعًا، بدليل أن سموتريتش وضع خريطة تظهر «إسرائيل» الكبرى التي حدودها تكمُن أينما يستطيع القتل والإجرام والطرد والتهجير والسحق والفصل العنصري، فلن يتوانى عن فعل ذلك، ثم يقوم بالتثبيت وببناء المستوطنات، ويضمها إلى «إسرائيل».
الى ذلك، تفقد السفير الإيراني في بيروت مجتبى أماني مكان استشهاد شهيد الأمة السيد حسن نصر الله. وقال: «أقلد من هنا كيان الاحتلال أعلى مراتب الإرهاب وستلحق به وصمة عار أبدية»، مشيرًا إلى أنّ: «الشعب اللبناني سيبقى مقاومًا، وهذه الاعتداءات الوحشية لن تجدي العدوّ نفعًا». وأضاف أماني: «لبنان سيبقى شامخًا وقويًا ومتينًا في كلّ المنطقة، وسيستعيد أراضيه وسنستمر في دعمه»، مشيرًا إلى أنّ: «إطلالتي الأولى بعد العلاج أردتها من هنا لنستمد من أرواح الشهداء العزيمة والقوة».
دبلوماسياً، ناقش الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في الرياض «الوضع الإقليمي واتفقا على بذل كل الجهود للمساهمة في وقف التصعيد في المنطقة»،
ودعوا إلى «إجراء انتخابات رئاسية بهدف جمع اللبنانيين وإجراء الإصلاحات اللازمة لاستقرار البلد وأمنه»، مؤكدين أنهما «سيواصلان الجهود الدبلوماسية الرامية لتعزيز وقف إطلاق النار بين «إسرائيل» ولبنان».
وفي إطار دعوة الرئيس بري النواب الى جلسة الشهر المقبل لانتخاب الرئيس، بدأت حركة اللقاءات والاتصالات بين القوى السياسية والكتل النيابية للتشاور للاتفاق على مرشحين، وتوقعت مصادر نيابية أن تكون جلسة 9 كانون الثاني حاسمة لجهة انتخاب رئيس توافقي لا يستفز أحداً، وإنجاز باقي الاستحقاقات ضمن سلة كاملة لا سيما تكليف رئيس وتشكيل حكومة جديدة».
حيث عقدت كتل ونواب قوى المعارضة أمس، في معراب، اجتماعها الدوري، بحضور رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع وأعضاء تكتل «الجمهورية القوية» وعدد من نواب كتلة «الكتائب»، وبحث المجتمعون في الأمور الطارئة في البلاد.
وأعلن النائب سليم الصايغ، في بيان صدر عن الاجتماع أننا «سنكثف الجهود والاتصالات مع كافة الكتل النيابية في محاولة للتفاهم حول مرشح يحظى بتأييد واسع مع التمسك بالمواصفات المطلوبة لمرحلة بناء الدولة التي نؤمن بها، ونصر على ان تكون جلسة 9 كانون الثاني لانتخاب رئيس للجمهورية، مفتوحة بدورات متتالية حتى انتخاب رئيس بحسب الدستور».
وعلمت «البناء» أن المشاورات لم تتوقف بين رباعي حركة أمل وحزب الله والنائب السابق وليد جنبلاط ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل للتوافق على مرشح واحد، ولفتت أوساط مواكبة للملف الرئاسي لـ»البناء» أن هناك أكثر من اسم يتم التداول بهم، وتم التوافق على اسم لم يتم الإفصاح عنه، ويجري تسويقه لدى جهات معنية، لكي يكون توافقياً لكن الأمور لم تكتمل بعد وتحتاج لمزيد من الإنضاج».
بدوره، أعلن رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، من دار الفتوى أننا “نحاول أن نمدّد التضامن الوطني بين اللّبنانيين ونترجمه في التفاهم على انتخاب رئيس وعلى إبعاد لبنان عن الحروب والصراعات”. وقال: «بدأنا حراكاً سياسياً من دار الفتوى ومعنيّون بالتحاور مع الجميع آملين عدم تجدد الحرب مما يتطلب وجود رئيس وحكومة لخلاص البلد». وأشار إلى أن «الانتخابات الرئاسية استحقاق لبناني والتفاهم على الرئيس يحدّده اللبنانيون ولا يجوز ربط هذا الاستحقاق بالأحداث في المنطقة».
"الشرق":
من بوابة اجتماع المعارضة في معراب واصرارها على ان تكون جلسة 9 كانون الثاني لانتخاب رئيس للجمهورية، مفتوحة بدورات متتالية حتى انتخاب رئيس، عاد بقوة ملف الاستحقاق الرئاسي الى الضوء، توازيا مع استئناف الاتصالات الدبلوماسية لوقف الخروقات الاسرائيلية التي تراجعت وتيرتها امس قياسا بما بلغته اول امس، خاصة بعد ان قرر حزب الله الرد على الخروقات، ولئن لم تتوقف، لا بل رفعت اسرائيل تهديداتها بقصف كل لبنان وعدم تفريقه عن حزب الله في ما لو انهار اتفاق وقف اطلاق النار.
خروقات
في الميدان، استهدفت غارة من مسيّرة اسرائيلية بلدة بيت ليف، قضاء بنت جبيل. واطلق الجيش الاسرائيلي رشقات رشاشة باتجاه بلدة مجدل زون في القطاع الغربي. واغارت مسيرة على اطراف ديرسريان. وفتح الجيش الاسرائيلي نيران رشاشات تجاه حي السيار في بلدة حبوش. وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة في بيان، أن الغارة الإسرائيلية على بلدة حاريص، أدت في حصيلة محدثة إلى سقوط 6 ضحايا وإصابة شخصين بجروح. وسجل انتشار كثيف للجيش في احياء وشوارع مدينة صور ومحيطها للحفاظ على الأمن، ايذانا بالبدء في اعادة انتشار الجيش في الجنوب لا سيما في القرى الحدودية.
تحضيرات
يذكر أن «الوفد العسكري الاميركي تفقد مقر قيادة اليونيفيل في الناقورة واجتمع مع قائد قوات اليونيفيل».
وأفادت المعلومات أيضاً، أن «رئيس الوفد العسكري الفرنسي يصل اليوم إلى لبنان ويفترض أن تعقد اللجنة الخماسية الأمنية أولى اجتماعاتها يوم الجمعة المقبل».
اتصالات مستمرة
في المقابل، وعشية جلسة لمجلس الوزراء مقررة اليوم في السراي، أكد رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي أمام زواره «أن الاتصالات الديبلوماسية مستمرة وتكثفت بالامس لوقف الخروقات الاسرائيلية لقرار وقف اطلاق النار والانسحاب من البلدات اللبنانية الحدودية». وقال: «لقد شددنا في خلال هذه الاتصالات على اولوية استتباب الاوضاع لعودة النازحين الى بلداتهم ومناطقهم وتوسعة انتشار الجيش في الجنوب». وقال: «إن اعلان قيادة الجيش الحاجة إلى تطويع جنود متمرنين في الوحدات المقاتلة في الجيش يندرج في سياق تنفيذ قرار مجلس الوزراء بزيادة عديد الجيش لتعزيز انتشاره في مختلف مناطق الجنوب».
لقاءات
وكان رئيس الحكومة اجتمع مع وزير الدفاع الوطني موريس سليم وبحث معه شؤون وزارته. كما اجتمع مع وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بو حبيب وبحث معه نتائج الاتصالات الديبلوماسية الجارية واطلع منه على نتائج مشاركته في «المؤتمر الوزاري لتعزيز الإستجابة الإنسانية في غزة» الذي عقد في القاهرة.
لبنان في الرياض
ليس بعيدا، في الرياض، ناقش الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان «الوضع الإقليمي واتفقا على بذل كل الجهود للمساهمة في وقف التصعيد في المنطقة»، ولا سيما عبر «التوصّل إلى وقف لإطلاق النار دون مزيد من التأخير في غزة، من أجل تحرير جميع الرهائن، وحماية السكان المدنيين من خلال إيصال المساعدات الإنسانية والمساهمة في السعي إلى حل سياسي على أساس حل الدولتين». وبشأن لبنان، دعيا إلى «إجراء انتخابات رئاسية بهدف جمع اللبنانيين وإجراء الإصلاحات اللازمة لاستقرار البلد وأمنه»، مؤكدين أنهما «سيواصلان الجهود الدبلوماسية الرامية لتعزيز وقف إطلاق النار بين إسرائيل ولبنان».
باسيل والرئاسة
بدوره، أعلن رئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، من دار الفتوى ايضا، أننا “نحاول أن نمدّد التضامن الوطني بين اللّبنانيين ونترجمه في التفاهم على انتخاب رئيس وعلى إبعاد لبنان عن الحروب والصراعات”. وقال: «بدأنا حراكاً سياسياً من دار الفتوى ومعنيّون بالتحاور مع الجميع آملين عدم تجدد الحرب مما يتطلب وجود رئيس وحكومة لخلاص البلد». وأشار إلى أن «الانتخابات الرئاسية إستحقاق لبناني والتفاهم على الرئيس يحدده اللبنانيون ولا يجوز ربط هذا الاستحقاق بالاحداث في المنطقة».
اهالي ضحايا المرفأ
في مجال آخر، وتزامناً مع انعقاد جلسة مجلس الوزراء غداً، ينفذ أهالي ضحايا انفجار مرفأ بيروت وقفة أمام تمثال المغترب، اعتراضاً على بند مدرج على جدول أعمال الجلسة يقضي بدرس الوضعيّة القانونيّة والوظيفيّة لهاني الحاج شحادة، الذي كان عضواً في المجلس الأعلى للجمارك، بعد أن كان من الموقوفين المدّعى عليهم من قبل القاضي طارق البيطار في ملفّ انفجار مرفأ بيروت. واكدت المحامية سيسيل روكز لـ»المركزية» ان البند 26 المدرج على جدول أعمال مجلس الوزراء غداً ينص على درس الوضع الوظيفي لهاني الحاج شحادة. لماذا يريدون درسه؟ طبعاً تمهيدا لإعادته ربما الى عمله. كأهالي الضحايا، أصدرنا بيانا أكدنا فيه ان لا يمكن لهذا الامر أن يمرّ. الفساد ما زال مستمراً، ولذلك ننفذ غدا وقفة اعتراضا على ذلك. وتشير روكز الى ان «هذا البند أثار موجة اعتراض لأن من شأنه أن يدفع بباقي الموظفين للمطالبة بالمعاملة بالمثل، وتضيف: «بالفعل بدأنا نسمع أصواتاً من البعض لإعادتهم الى وظائفهم، ومنهم المدير العام السابق للجمارك بدري ضاهر».
"الشرق الأوسط":
يستمر التوتر على الحدود الجنوبية للبنان مع الخروقات الإسرائيلية اليومية لاتفاق وقف إطلاق النار، في موازاة الجهود الداخلية والخارجية التي تُبذل لعدم تجدد الحرب، واستكمال الجيش اللبناني انتشاره في الجنوب مع بدء انسحاب الجيش الإسرائيلي من القرى التي دخلها.
ويُعوّل الجميع في لبنان على التهدئة والتزام الأطراف بالاتفاق مع بدء لجنة المراقبة عملها المتوقع خلال الأيام القليلة المقبلة، مع وصول الجنرال الفرنسي المرتقب الأربعاء، بعدما كان قد وصل الجنرال الأميركي الذي سيترأس اللجنة، ليُعقد أول اجتماع لها يوم الخميس، وفق ما قالت مصادر عسكرية لـ«الشرق الأوسط».
وفي وقت سجّل فيه بدء انسحاب الجيش الإسرائيلي بجنوده وآلياته من القرى التي دخلها جنوب لبنان، أفادت «الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام» الثلاثاء، بانتشار كثيف للجيش في أحياء وشوارع مدينة صور ومحيطها في جنوب البلاد للحفاظ على الأمن، مشيرة إلى أن ذلك يأتي «إيذاناً بالبدء في إعادة انتشار الجيش في الجنوب، لا سيما في القرى الحدودية».
وأعلن الجيش اللبناني الثلاثاء أيضاً، عن حاجته لجنود متطوعين للالتحاق بوحداته المقاتلة، في إطار خطة تجنيد عناصر إضافيين بالجيش لتعزيز قدراته للانتشار في الجنوب وتطبيق قرار مجلس الأمن رقم «1701» بعد اتفاق وقف إطلاق النار.
وينص اتفاق وقف إطلاق النار على هدنة 60 يوماً، يُفترض أن تنسحب خلالها القوات الإسرائيلية من القرى التي دخلتها، في حين يطلب من «حزب الله» إنهاء وجوده المسلح بدءاً من جنوب نهر الليطاني؛ حيث سيتم نشر 10 آلاف عنصر من الجيش اللبناني، إضافة إلى قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة (يونيفيل).
وفيما تراجعت حدة التوتر عند الحدود يوم الثلاثاء بين «حزب الله» وإسرائيل بعد تصعيد غير مسبوق، مساء الاثنين، منذ بدء تنفيذ الاتفاق، استمرت الخروقات الإسرائيلية التي تجاوزت 80 خرقاً خلال 7 أيام، وفق توثيق الجيش اللبناني.
وأدّى القصف الإسرائيلي، الثلاثاء، إلى مقتل مواطن في بلدة شبعا؛ إذ قالت «الوكالة الوطنية للإعلام» إنه «قتل جراء صاروخ أطلق من قِبل مسيّرة معادية».
وأفادت «الوطنية» بـ«سقوط قذيفة مدفعية على سهل مرجعيون بمنطقة تل مرجعيون»، مشيرة إلى توغل دبابة «ميركافا» إسرائيلية من مثلث تل نحاس باتجاه المثلث الفاصل بين دير ميماس - برج الملوك، وكفركلا في الجنوب، وقد توقفت على مسافة لا تقل عن 200 متر قرب حاجز للجيش اللبناني المتمركز في بلدة برج الملوك.
من جهتها، أفادت قناة «المنار» التابعة لـ«حزب الله» بأن رتلاً مؤلفاً من 15 آلية إسرائيلية تقدم من منطقة الوزاني الحدودية باتجاه منطقة وطى الخيام في جنوب لبنان، مشيرة إلى «أن جزءاً من الرتل الإسرائيلي توجّه نحو الحي الشرقي من البلدة»، بعدما كانت المعلومات قد أشارت الاثنين إلى تراجع الآليات العسكرية الإسرائيلية من أحياء الخيام.
وشنّت غارة على بلدة بيت ليف في محافظة النبطية بجنوب لبنان، وأطلق الجيش الإسرائيلي رشقات رشاشة باتجاه بلدة مجدل زون في القطاع الغربي.
في المقابل، قال الجيش الإسرائيلي: «إنه هاجم خلية إرهابية في منطقة العقبة في البقاع».
وكان وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، قد هدد الاثنين بالتوغل «أعمق» داخل لبنان، وعدم التمييز بينه وبين «حزب الله» إذا انهار وقف إطلاق النار الهشّ بين الدولة العبرية والحزب المدعوم من إيران.
وقال كاتس، خلال زيارة تفقدية للحدود الشمالية: «إذا انهار وقف إطلاق النار، فلن تكون هناك حصانة لدولة لبنان»، مضيفاً: «إذا استأنفنا الحرب، سنتحرك بقوة أكبر، وسنتوغل أعمق» داخل لبنان.
في غضون ذلك، أفادت «الوطنية» بأن فرق الدفاع المدني والإسعاف الصحي في الهيئة الصحية الإسلامية بدأت «بإعادة وديعة جثامين الشهداء (الذين سقطوا خلال الحرب) لتشييعهم إلى مثواهم الأخير».
وكشف رئيس طبابة قضاء صور، الدكتور وسام غزال، أن «عددهم 192 شهيداً، وتعمل وزارة الصحة العامة والدفاع المدني واتحاد بلديات قضاء صور وبلدية صور ووحدة الكوارث الطبيعية في اتحاد البلديات على المساعدة لإتمام هذه العمليات الإنسانية».
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا