خاص ايكو وطن: لتكن العدوى ضحكة!

الرئيسية مقالات / Ecco Watan

الكاتب : كريستين سري الدين
Dec 05 24|15:11PM :نشر بتاريخ

إن عرفت كيف تضحك عرفت كيف تعيش.
فاضحك واملأ حياتك بالفرح والسعادة وجردها من الحزن والهموم.
تمضي بنا سنوات العمر متأثرين بالمواقف الصعبة والأليمة دون أن نعي مفهوم الضحك وأهمية ممارسته. وكلما تقدمنا في السن  يكتسب الضحك لدينا أهمية كبرى فنبدأ بالبحث عنه وكأنه ضرورة لا بد منها من أجل البقاء.
فإذا لماذا لا ندرج ممارسة هذا النشاط في حياتنا اليومية ونكرس له الوقت الكافي مثله مثل سائر النشاطات الأخرى (ممارسة الرياضة، اتباع نظام غذائي صحي وسليم، الاستيقاظ المبكر...) التي أصبحت جزءا لا يتجزأ من نمط حياتنا؟ لماذا لا تصبح ممارسة الضحك ضرورة لايمكن الاستغناء عنها منذ الطفولة حتى الشيخوخة كون الضحك مكونا حيويا للوظيفة التكيفية والاجتماعية والعاطفية؟ 
 في الواقع، إنّ الضحك هو ردة فعل طبيعية ، يولد في نفوسنا شعورا دافئا،غامضا ورائعا  يصعب وصفه أو التعبيرعنه. وعلينا أن نتيقظ بأنه ليس شيئا عابرا بلا غاية أو بلا هدف، بل على العكس، إنه يحمل في طياته معنى جوهريا وحقيقيا.  فدوره لا يقتصر فقط على الترويح عن النفس والشعور بالفرح بل فيه خير شفاء.
إنّه علاج وافٍ وجيد من أجل تحسين الوضع النفسي والجسدي عند الإنسان. إنه مسكن للآلام،  ينشط عملية التنفس والجهاز المناعي. يعزّز وظيفة القلب والأوعية الدموية، ويخفف من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية والأمراض السرطانية. إنه يحد من آثار الشيخوخة ويساعد على حرق السعرات الحرارية كما يشير الخبراء. فإن كل ضحكة من البطن تحرق ثلاثاً فاصل خمس سعرات حرارية. إنه مضاد للاكتئاب ويقلل من  التوتر والقلق، يعزز الابداع ويجعل الإنسان أكثر حماسة وحيوية للعمل وللحياة لأن العقل يقرأ الضحك  بطريقة إيجابية، فهو يرفع معدل الأوكسجين بمعدل خمسة وعشرين بالمئة.
ولكن إذا لم تسنح لنا الفرصة أن نضحك فماذا نفعل؟ 
من الضرورة هنا أن نلجأ إلى تمارين الضحك المصطنع أوما يعرف بيوغا الضحك، نظرا لفوائده المساوية لفوائد الضحك العفوي، لا بل ربما أكثر. وهذا ما استنتجه باحثون هولندييون  عام ٢٠١٩ أثناء تحليلهم لدراسات حول العلاج بالضحك.
وبما أنّ الضحك نشاط اجتماعي يقوي الترابط الجماعي ويشتد معه، فمن الطبيعي أن يفقد زخمه إذا انغمس به الشخص بمفرده.  فأثبتت دراسات عديدة أن الضحك المصطنع وفي بيئة جماعية هو أكثر فعالية وإيجابية. فالأشخاص يضحكون في مجموعة بما يصل إلى ثلاثين مرّةً أكثر من كونهم بمفردهم، لأن الضحك هوعدوى انتقال. لذا ترانا أحيانا نضحك عندما نرى أحدا يضحك دون معرفة السبب.
ولفوائده الجمة أسست له أندية مختلفة وشُكّلت له فرقٌ لمساعدة الأفراد الذين يعانون من انهيار عصبي وخصصت له برامج تلفزيونية ومواقع على الانترنت. 
فمن الأجمل أن تضحك من أعماق قلبك. ولتكن على ثقة أنه من الضحك ستتفرع أغصان السعادة والأمل والتفاؤل.
و يبقى الضحك  أقوى أنواع التواصل بين الناس، سواء كان هؤلاء ينتمون إلى بيئة واحدة أو بيئات مختلفة، سواء كانوا يضحكون على السبب ذاته أوعلى أسباب مختلفة.
 فهو وجد لتعميق وخلق الروابط الاجتماعية. وظهر لتوثيق العلاقات من أجل الحفاظ عليها واستمراريتها. فيشير المتخصصون في علم الأعصاب بأن الأزواج الذين يضحكون مع بعضهم تستمرعلاقتهما لفترات أطول. وهناك دراسات أخرى حديثة تظهر بأن الأشخاص الذين يتشاركون الضحك على الموضوع ذاته غالباً ما يبوحون  لبعضهم عن أمورهم الشخصية مما يعزّز التواصل والتعارف.
 فالضحك يأخذ معناه الحقيقي ضمن مجموعات وفي رفقة الأصدقاء.
فاضحك سواء بفعل إرادي أو غير أرادي.
فكلما زادت قدرتك على الضحك كلما زاد استيعابك للأمور التي تحيط بك.
فإن شقاء الحياة الحقيقي هو في عدم إدراك جوهر الضحك وقيمته. والأهمية تكمن في جودة الحياة. فاطرب قلبك وعقلك بالضحك، إنه خير علاج. فنحن بحاجة  إلى جرعات من الضحك يوميا  من أجل تجاوز المشقات. 
   اضحك لأجل نفسك ولتتجاوز ما يرهقك ويذبلك.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : ايكو وطن-eccowatan