كتب نسيم خوري: منيف حمدان العصامي النادر والألمعي البارز بالمعاني والأوصاف
الرئيسية مقالات / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Dec 05 24|18:58PM :نشر بتاريخ
كتب الدكتور نسيم خوري:
تتعثر الكلمات في وداعنا للأخ الدكتور منيف حمدان القاضي والمحامي والخطيب المفوه والعصامي النادر والألمعي البارز بالمعاني والأوصاف والشمائل النادرة والتاريخ الغني المثقل بكسر اعناق التاريخ وتهذيبه بما يليق بالطموحات والشيم والقيم التي لا حدود لها المرسومة بلغته وحيدا فوق جبينه لا يحسن قراءتها الا هو…..
ارسطو العصامية وافلاطون الحق والقانون والصوت العالي الطامح طيلة عمره لبناء "الجمهورية اللبنانية الفاضلة" التي ملأها وحرسها ورفعها كفيرية جنوبية بل نسلها من طفولته في اعماق الجنوب.
ملفوفا برحمات الباري الدائم دون تباطؤ نحو أحضان السماء تربت على كتفيك وتقبل جبهتك العريضة مباركا وتلبسك قميصا لا يبلى من كنف الله عجينة انت نادرة هيولية اخي يغلبك الشوق نحو تربة الكفير بعد غياب طويل وقد اتفقنا منذ شهر ان نترافق معا نحو "جورة السنديان" على حد تسمية العزيزة اميلي نصرالله تسليمة ابنتينا دالية وريا وتدمع وادمع ويمسح لبنان عينيه الدامعتين بسيرة فخر لا تضاهى في القانون والقول والسيرة وشرف القاف التي لم تلحن بل بقيت تعتمر هامتك في الأرض ومن بعض ما منها وفيها ان المنيف ابن الحق وللحق منح حياته كليا فتجاوزت بحكمتك وسيفك القاطع ذاك الفيلسوف اليوناني المصري البارز "جانوس بانابوليس" لكأنك هو وهو انت المحامي والقاضي الوحيد النادر الذي جاهرت بتطبيق المثل التالي فريدا صارخا:
"لن تستقيم الأمور في هذا العالم حتى تحكم بيروت الشرائع في العالم، وعندها ستحصن وحيدا المدن والبحار بقلاع من القانون كي لا تخرق بعد اليوم من اي من يعتبر نفسه كبيرا "
فليتعرف عليك لمحة الكبار والصغار ورجال السياسة والقانون والآداب والاعلام وبالطبع لتتعرف عليك اجيال الصبايا والشباب من اجيال موطننا الكفير وميمس والخلوات وحاصبيا وقرى العرقوب الحبيبة وكيفية نشأتنا على اللقمة الساخنة فوق الصاج المغمسة بزيت زيتون الكفير وزعترها تفوح بعطرها من الكفير الى بيت مري وبيروت ولبنان وباريس حيث حللت علينا القاضي الكبير الكبير والهامة التي عرفتها وتماهيت بها في بيروت وعاشرتها في باريس مسكونة بخلع الثوب الأسود في قلب قصر العدل وبيروت العاصمة كانت ساحات تتقاتل وتموت وتموت وكل الأيادي تغل في صدر ساحات لبنان وشعوبه وعبه ومستقبله.
سأكتب طويلا ان منحني الله مالا او عمرا او عنقا لماذا اتيت نحونا الى باريس وكيف استقبلتك مع رفيقة العمر زوجتي الدكتورة مي هناك وتحت ابطك مشروع كبير خطير ومن دعوت من حولك من كبار كبار القوم عندما قررت ان تعلن تمزيق ثوبك الاسود ورميه في الردهة وتسافر خارج لبنان نهائيا…
لم ينصح العميد ريمون اده ولا صاحب الندوة اللبنانية ميشال اسمر ولا السفراء والشخصيات التي تحلقت من حولك في منزلنا الباريسي هناك.
من قدك وحماك وغطى جسدك الطاهر سوى أم منيف بين الندرة في عالم يحلم ببناء الأوطان وفقا لحكمة العقل والشرائع التي تولد القوانين والحضارات والاوطان العظيمة .
كم كنت اتمنى ان تجاور أخي الحبيب راجح الذي اختار ان يرقد في كفير حباب مع ان الأحباب والأقارب والأصدقاء كلهم هناك في الكفير. لربما اكتب مسرى هذا اللغز الذي حير الدنيا ذات يوم.
قبله مني وعليه سلم وقل له اخوك نائل وريتا بخير واخوك نسيم مسكون ب حرمون قبالة الكفير يحرسها ابدا بنعمة الله.
دعني امسح دمعتي بيدي فالكلام يناديني الآن الصمت الصمت لربما يتفجر طعمه وقلبه الحافل بأجمل الذكريات في الأرض وامامي طيف ام منيف والعزيزة منيفة في الاغتراب وخالي موسى كيف حاله ووو... وداعاً والى اللقاء.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا