إفتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 7 ديسمبر 2024
الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Dec 07 24|08:42AM :نشر بتاريخ
"النهار":
يبدو لبنان من اكثر دول المحيط السوري اهتماما وترقبا وتحوطا لتداعيات الحدث السوري المتدحرج والذي بات يخطف أنظار العالم بأسره بفعل الانهيار السريع القياسي للجيش السوري امام تقدم صاعق للفصائل المعارضة التي تساقطت تحت هجماتها كبريات مدن سوريا من حلب إلى حماه الى حمص على نحو مذهل . وإذ أرغم هذا الحدث لبنان على اتخاذ إجراءات استثنائية على حدوده الشرقية والشمالية البرية مع سوريا في وقت أمعنت فيه إسرائيل في الإغارة على الجانب السوري من المعابر الشمالية ، ارتسمت مع الانهيار الواضح والمتسارع المتدرج للنظام السوري كما يبدو من التراجعات الضخمة لقواته العسكرية صورة ذات طابع استثنائي تاريخي قد تكون المنطقة امام تداعياتها الكبيرة اذا مضت الأمور نحو اسقاط نظام الرئيس السوري بشار الأسد ، الاحتمال الذي صار واردا بكل قوة واقرب من أي وقت مضى . الإسقاط المرجح او المحتمل للنظام السوري سيرسم الكثير مما يصعب إبرازه من التداعيات الان قبل التيقن من مسار التطورات الجارية في سوريا. ولكن من ابرز التداعيات الفورية التي بدأت تترجم على الأرض قطع وسائل التواصل الميداني بين "حزب الله" وقوات النظام عبر الغارات الإسرائيلية على المعابر البرية كما عبر السيطرة الكاملة للمعارضين على معظم المناطق السورية وتهديدهم النظام في قلب دمشق وما تبقى لجيشه من سيطرة ؟
هذا التطور يقود إلى الأعمق في معادلة تحالف "حزب الله" مع نظام بشار الأسد واثار انهيار النظام على ما تبقى من قدرات الحزب اذ يشكل هذا الانهيار الضربة الاستراتيجية القاصمة الثانية للحزب بعد الضربات الكبيرة التي أصابته جراء الحرب الإسرائيلية عليه بما يثير التساؤلات الكبرى عن مصيره كلا بعد هذين الزلزالين.
وفي غضون ذلك تعقد جلسة خاصة لمجلس الوزراء، عند التاسعة والنصف من صباح اليوم في ثكنة بنوا بركات في صور ، "للبحث في خطة تعزيز انتشار الجيش في منطقة جنوب الليطاني، بالإضافة إلى البحث في الترتيبات والإجراءات المتعلقة بعملية مسح الأضرار ورفع الأنقاض لإعادة إعمار ما تهدّم جراء العدوان الإسرائيلي على لبنان"كما أعلنت رسميا الأمانة العامة لمجلس الوزراء .
اذا وجد لبنان نفسه بين استحقاقي متابعة مجريات الجنوب والتحوط لأحداث سوريا ، وضمن إطار متابعة تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، جال رئيس لجنة الإشراف الخماسية الجنرال الأميركي جاسبر جيفيرز والجنرال الفرنسي غيوم بونشان والعميد الركن إدغار لاوندس قائد قطاع جنوب الليطاني، بالطوافة فوق قطاع جنوب الليطاني للاطّلاع على الواقع الميداني، على ان تعقد اللجنة اجتماعها الأول مطلع الأسبوع المقبل بحسب ما اعلنت قيادة الجيش.
وكان الطيران الحربي الإسرائيلي، شن فجر امس سلسلة غارات استهدفت معابر العريضة، والعدرا في ربلة، وجوسيه، تزامناً مع غارات إسرائيلية استهدفت نقاطاً في الشريط الحدودي في القصير في ريف حمص حيث انفجر صاروخ اعتراضي فوق بلدة جديدة القيطع- عكار.
وعلى الاثر، اعلنت المديرية العامة للأمن العام في بيان أنه نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة التي استهدفت المعابر الحدودية البرية، لاسيما في الشمال، قررت المديرية إقفال هذه المعابر حتى إشعار آخر، حفاظاً على سلامة العابرين والوافدين. على ان يبقى معبر المصنع الحدودي متاحا امام حركة الدخول والخروج، خصوصا للرعايا السوريين، وفقاً للإجراءات الاستثنائية الموقتة والتعليمات المعممة سابقا".
ولاحقاً، أقام الجيش اللبناني حواجز ودوريات واتخذ اجراءات مشددة وسط انتشار مكثف على طول المناطق الحدودية في عكار.
وفي السياق، أعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي ان الطائرات الحربية لسلاح الجو شنت خلال الليلة الماضية غارات استهدفت محاور نقل وسائل قتالية وبنى تحتية إرهابية بالقرب من المعابر الحدودية التابعة للنظام السوري بين سوريا ولبنان تم استخدامها لنقل وسائل قتالية إلى منظمة حزب الله الارهابية". وقال "تعتبر هذه الغارات خطوة إضافية لاستهداف قدرات الوحدة 4400 وحدة التسلح التابعة لحزب الله والمسؤولة عن نقل الأسلحة المخصصة لتنفيذ مخططات ارهابية ضد الجبهة الداخلية الاسرائيلية وقوات جيش الدفاع".
الرؤساء السابقون
على الصعيد السياسي عقد الرؤساء السابقون أمين الجميل وميشال سليمان وفؤاد السنيورة، اجتماعا في منزل سليمان في اليرزة، وتم التداول في مجمل التطورات الحاصلة، ولاسيما في أعقاب الاعتداءات الإسرائيلية الدموية والمدمرة الأخيرة، وصدور بيان التفاهمات والترتيبات لوقف الأعمال العدائية، وفي ضوء التطورات الخطيرة الجارية في سوريا، وتأثيرات وانعكاسات كل ذلك على الأوضاع الداخلية في لبنان. وشدد الرؤساء الثلاثة السابقون في بيان اصدروه على ما يلي :
"أولا: أهمية تعزيز وحدة اللبنانيين وتضامنهم من أجل تحقيق إنقاذ لبنان.
ثانيا: إدراك أهمية ما يواجهه لبنان بأكمله من تحديات خطيرة، وما يعنيه ذلك من مهمات تقع على عاتق الجيش اللبناني والقوى الأمنية اللبنانية في الجنوب اللبناني، وفي باقي المناطق اللبنانية، ولاسيما في ضوء ما ترتبه التفاهمات الأخيرة لتطبيق القرار 1701، والقرارات الدولية ذات الصلة على مساحة الوطن، وما يستدعيه ذلك من تشديد على أهمية تعزيز قدرات الجيش اللبناني ورفع جهوزيته وجهوزية القوى الأمنية للقيام بالمهمات الكبرى المناطة بها، بما في ذلك ضرورة استدعاء الاحتياط من أجل الحفاظ على الأمن في الداخل اللبناني وعلى الحدود.
وأكدوا ضرورة المسارعة لتأمين جميع المستلزمات من عدة وعتاد ودعم معنوي ومادي ليتمكن الجيش والقوى الأمنية اللبنانية من تأدية واجباتها الوطنية والأمنية.
ثالثا: ضرورة المسارعة إلى ضبط كامل الحدود اللبنانية وتعزيز الأمن والاستقرار الداخلي أينما كان والحؤول دون حصول أي تورط في الأحداث الجارية في سوريا الشقيقة، وذلك لحماية لبنان واللبنانيين من أي تداعيات سلبية قد تنجم عن ذلك.
رابعا: أهمية الحفاظ على الاستقرار في الداخل اللبناني والالتزام بالموعد الذي حدده الرئيس نبيه بري لعقد جلسة مجلس النواب وانتخاب الرئيس العتيد، وبما يعني الحؤول دون أي أعذار من أي نوع كان للتأجيل أو الإعاقة، وذلك من أجل البدء باستعادة تكوين المؤسسات الدستورية وفي مقدمها تأليف الحكومة الجديدة".
"الجمهورية":
كل المؤشرات سلبية حتى يثبت العكس، سواء حول الملف الرئاسي ربطاً بالفترة الفاصلة عن موعد الجلسة الانتخابية المحدّدة في التاسع من شهر كانون الثاني المقبل، واستعداد مكونات الانقسام الداخلي لبناء توافق او الالتقاء على قواسم مشتركة تفضي إلى انتخاب رئيس للجمهورية في تلك الجلسة. أو حول هدنة الـ60 يوماً المحدّدة في اتفاق وقف اطلاق النار على جبهة لبنان، والتي تزداد هشاشة جراء الخروقات الإسرائيلية المتواصلة والمتفلتة من أيّ ضوابط منذ اللحظة الأولى التي تمّ فيها الإعلان عن هذا الإتفاق.
التفاؤل مؤجّل
المستجد الوحيد في الملف الرئاسي، هو أنّ رئيس مجلس النواب نبيه بري حرّك مياهه الراكدة بمبادرته إلى تحديد موعد الجلسة. وما هو ظاهر على السطح الرئاسي لا يعدو أكثر من مشاورات محصورة في داخل المكونات السياسية والحزبية، واستطلاعات من بُعد لتوجّهات ومواقف سائر الأطراف، في انتظار إطلاق شارة الإنطلاق لعجلة المشاورات الجدّية، وطرح الأطراف مواقفها وتوجّهاتها الحقيقيّة على الطاولة.
وعلى الرغم من أنّ التقاطعات السياسية الداخلية في معظمها، تبدو وكأنّها تتفاعل ايجاباً، أقلّه قولاً ولفظاً، مع ضرورات البلد وحاجته الملحّة في هذه الظروف التي يمرّ فيها، إلى انتخاب رئيس للجمهورية، فإنّ هذا المشهد، على ما يقول مرجع معني بهذا الملف لـ«الجمهورية»، يُعدّ أمراً جيداً وخطوة أولى متقدّمة في هذا المسار، تبقى ناقصة إنْ لم يقترن فيها القول بالفعل، وحسم الخيارات والالتزام من قبل الجميع، بالنزول إلى مجلس النواب والمشاركة الكاملة في جلسة الانتخاب وترك اللعبة الديموقراطية تأخذ مجراها الطبيعي، والمعبر الأساس الى تحقيق هذا الهدف هو الحفاظ على نصاب الثلثين فما فوق في كل دورات الانتخاب».
ورداً على سؤال عن ميزان التشاؤم والتفاؤل في ما خصّ جلسة 9 كانون الثاني، قال المرجع عينه: «تبعاً لصورة المواقف المعلنة، فإنّ منسوب التشاؤم أقل مما كان عليه، ولكن هذا لا يعني ارتفاع منسوب التفاؤل، حيث أنّ هذا التفاؤل مؤجّل حتى إشعار آخر، بل لا أحد يجرؤ على الحديث عنه قبل أن تتبدّى على أرض الواقع خطوات ملموسة من قبل جميع الاطراف كي تعززه. وخصوصاً انّ ما يوجب تلك الخطوات هو أنّ جلسة 9 كانون الثاني تُعدّ الفرصة الذهبية لإنهاء الأزمة الرئاسية وانتخاب رئيس، وينبغي التعامل معها من هذه الزاوية كونها قد لا تتكرّر في وقت قريب، إنْ تمّ تفويتها وأطيح بها بخيارات واشتراطات تعجيزيّة». واستدرج قائلاً: «حتى الآن لم ألمس أي اشارة توحي بأنّ مخزون هذه الاشتراطات قد نفد»!
وخلص المرجع إلى القول: «إنّّ هذه الفرصة ذهبية بالفعل، كونها تتزامن مع وضع داخلي بلغ الحدّ الأعلى من المعاناة خصوصاً جراء العدوان الإسرائيلي وآثاره المدمّرة، لا بدّ من احتوائه قبل أن يتفاقم أكثر وينحى إلى منزلقات أكثر كارثية واتساعاً. ومع محيط إقليمي غاية في التوتر، وعلى وجه الخصوص التطورات العسكرية المتسارعة في سوريا التي تبدو انّها مفتوحة على احتمالات شديدة الخطورة والتصعيد، وتنذر بأن تلفح رياحها لبنان وتصيبه بشظاياها وترتّب عليه أثماناً وأكلافاً ووقائع تهدّد أمنه واستقراره، وقد لا يكون في مقدوره مجاراتها أو تحمّلها».
بري: الحكي ببلاش
إلى ذلك، لا تبدو أجواء عين التينة متأثرة بالإشارات التي أُطلقت في الايام الأخيرة وعكست استمهالاً اميركياً لإتمام الانتخابات الرئاسية في لبنان، بما فسّر على أنّه تعطيل مسبق لجلسة 9 كانون الثاني، إلى حين إنضاج ظروف مساعدة أكثر على انتخاب رئيس.
على أنّ هذا الاستمهال يقابله الرئيس بري بالاستعجال، حيث قال رداً على سؤال لـ«الجمهورية»: «يحكوا أَدّ ما بدّن.. الحكي ببلاش، الجلسة في موعدها في 9 كانون الثاني، وسيحصل انتخاب لرئيس الجمهورية إن شاء الله. واعتقد الفترة الفاصلة عن الجلسة كافية لبناء ارضية التوافق والتفاهم لإتمام الانتخابات».
ورداً على سؤال آخر، عبّر بري عن قلق كبير حيال ما يجري في سوريا وقال: «ما يجري خطير جداً. واضح انّ هناك مؤامرة متورطة فيها قوى كبرى».
اضاف: «يجب التنبّه لهذا الوضع الخطير والحذر منه، خصوصاً هنا في لبنان، واعتقد أنّ ما يجري في سوريا يشكّل سبباً اضافياً لتحصين الداخل، وحافزاً إضافياً لنا في أن ننتخب رئيساً للجمهورية».
واشار بري إلى ما سمّاها أولوية تتقدّم على سواها، ومرتبطة بلملمة آثار العدوان والبدء بإزالة الركام تمهيداً لإعادة الاعمار. وهذه مسؤولية مشتركة بين كل مستويات الدولة، وقال: «أولى الاولويات هي الخطوات والإجراءات السريعة للكشف عن الاضرار والشروع فوراً في تقديم التعويضات للمتضررين وتوفير ما يمكنهم من تجاوز هذه المرحلة».
إلى ذلك، ووفق معلومات موثوقة لـ«الجمهورية»، فإنّ ما حُكي عن استمهال اميركي لإجراء الانتخابات الرئاسية، أُثير خلال اللقاء الذي عُقد قبل يومين بين الرئيس بري والسفيرة الاميركية في لبنان ليز جونسون، التي كانت برفقة رئيس لجنة مراقبة تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار الجنرال الاميركي جاسبر جيفرز.
وبحسب المعلومات، فإنّ الرئيس بري وفي جانب من اللقاء الذي كان محدداً اصلاً للجنرال جيفرز للبحث في مهمّة اللجنة وما يمكن القيام به لحسن تطبيق اتفاق وقف اطلاق النار ووقف الخروقات الاسرائيلية المستمرة له، توجّه إلى السفيرة الاميركية مستفسراً باستغراب عن هذا الاستمهال الذي يناقض ما كانت الولايات المتحدة الاميركية تبديه منذ بدء الفراغ الرئاسي وحتى الأمس القريب، من استعجال ودعوات وحثّ لحسم الملف الرئاسي وانتخاب رئيس للجمهورية، «يعني انكم لطالما طالبتم بالتعجيل فإذا بكم تطالبون بالتأجيل». فردّت السفيرة الاميركية بما يفيد بأنّ «ما قيل حيال هذا الموضوع قد تمّ توضيحه».
دفع دولي
وفي سياق متصل، أكّد مصدر ديبلوماسي مسؤول لـ«الجمهورية»، «انّ ما نُسب إلى الاميركيين في ما خصّ تأجيل انتخاب رئيس الجمهورية، لا يعبّر عن توجّه الادارة الاميركية، وما قيل في هذا الصدد مجرّد رأي شخصي لا تأثير له على مجرى الامور الرئاسية في لبنان».
واستفسرت «الجمهورية» مسؤولاً كبيراً حول هذا الامر، فعبّر عن خشية من أن تكون خلف الأكمة الاميركية مفاجآت، فمن توقع أن يتأخّر الاستحقاق الرئاسي لشهر او شهرين (في إشارة لما نقلته مجلة «لوبوان» الفرنسية عن رجل الاعمال اللبناني الاصل مسعد بولس الذي عيّنه الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب مستشاراً للشؤون العربية والشرق الاوسط)، «لا اعتقد أنّ كلامه جاء عن عبث، حيث ما كان ليقول ما قاله، لو لم يكن مطلعاً على أجواء من هذا القبيل».
باريس: ننتظر الانتخاب
إلى ذلك، أبلغ مصدر ديبلوماسي من باريس إلى «الجمهورية» قوله: «انّ ادارة الرئيس ايمانويل ماكرون تنظر بارتياح بالغ إلى مبادرة رئيس البرلمان اللبناني بتحديد موعد جلسة انتخاب رئيس الجمهورية في لبنان، وتنتظر بأمل أن يتمكن النواب اللبنانيون من حسم هذا الامر فيها».
واشار المصدر إلى «أنّ هناك دفعاً دولياً كبيراً لحسم الملف الرئاسي في لبنان، ولاسيما من قبل فرنسا والولايات المتحدة الاميركية اللتين تتشاركان هذا الهدف».
وكشف أنّ «الرئيس ماكرون تواصل مع القيادات اللبنانية اكثر من مرّة، واكّد لهم أنّه مهتم شخصياً وأنّه وضع انتخاب رئيس للجمهورية في لبنان في رأس اولويات فرنسا. الّا انّه لفت إلى أنّ كل هذا الدعم والدفع لا يأتي بأي نتيجة ما لم يكن له صدى وترجمة إيجابية في لبنان».
ورداً على سؤال قال: «باريس وكل أصدقاء لبنان على استعداد لتقديم الحدّ الأعلى لمساعدة لبنان ودفع الاطراف الى الاستجابة لمصلحة بلدهم، وخصوصاً أنّ لا احد من الخارج يمكنه ان يفرض رئيساً على لبنان، ذلك أنّ القرار النهائي هو في لبنان، ويكون نتيجة طبيعية لتلاقي الاطراف واتفاقهم على انتخاب رئيس للجمهورية، كخطوة اولى يليها تشكيل حكومة تنطلق سريعاً في مسار الاصلاحات وإنقاذ لبنان من ازمته الصعبة».
وحول زيارة الموفد الرئاسي جان ايف لودريِان الاخيرة الى بيروت التي بدا انّها لم تترك أثراً، قال المصدر الديبلوماسي: «كما سبق وقلت، لا احد يحدّد الرئيس من الخارج، والسيد لودريان لم يحمل الى بيروت طروحات او مبادرة جديدة، بل إنّ زيارته أُريد منها أن تشكّل إشارة مباشرة من الرئيس ماكرون إلى مدى اهتمامه بالملف اللبناني وانجاز الانتخابات الرئاسية، ورسالة الى كل الاطراف للتفاهم في ما بينهم».
الخروقات .. واللجنة
ميدانياً، لليوم الحادي عشر على التوالي، تواصل اسرائيل خروقاتها لاتفاق وقف اطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 27 تشرين الثاني الماضي، من دون أن تعير وزناً لهذا الاتفاق، من خلال التحليق المتواصل لطيرانها الحربي في الأجواء اللبنانية، إضافة إلى الطيران المسيّر الذي لم يغب عن أجواء المناطق اللبنانية وصولاً إلى الضاحية الجنوبية، بالتزامن مع توغلات متتالية في القرى القريبة من خط الحدود، والقيام بعملية تدمير وتجريف واسعة للمنازل فيها.
وسط هذه الأجواء يُنتظر ان تباشر لجنة مراقبة تنفيذ اتفاق وقف اطلاق النار مهمتها بصورة فاعلة، حيث أنّ اللجنة في مستهل مهمتها تدخل في اختبار امام الخروقات الاسرائيلية المكثفة. وبحسب معلومات «الجمهورية»، فإنّ اللجنة ستعقد اجتماعاً تقنياً لها اليوم السبت، بعدما اكتمل عقدها، وقد تمثّل فيها لبنان بأربعة ضباط.
ووفق هذه المعلومات، فإنّ رئيس اللجنة الجنرال الاميركي جيفيرز، الذي يعاونه في مهمّته فريق كبير من الضباط الأميركيين، اكّد خلال لقاءاته بالمسؤولين اللبنانيين انّ التوجه بصورة جدّية الى أداء اللجنة مهمّتها وفق ما يقتضيه اتفاق وقف اطلاق النار بالشكل الذي يحفظ الأمن والإستقرار في منطقة الحدود، ويعالج الخروقات التي تحصل ويحول دون استمرارها.
إسرائيل ستلتزم
الى ذلك، وفي موازاة المخاوف التي يعبّر عنها من مستويات لبنانية مختلفة من تدحرج ما تبدو انّها هشاشة كبيرة تعتري اتفاق وقف اطلاق النار، الى انهيار هذا الاتفاق، جراء الخروقات الاسرائيلية المتعمّدة له، علمت «الجمهورية» أنّ جهات لبنانية مسؤولة تلقّت تأكيدات أميركية جازمة بأنّ
ليس هناك ما يُقلق بالنسبة إلى اتفاق وقف إطلاق النار، وانّ واشنطن تريد ان ترى التزاماً كاملاً بالاتفاق من قبل كل الاطراف، وتجنّب القيام بأي خروقات، وضمن هذه الغاية هي على تواصل مستمر مع المسؤولين الاسرائيليين.
في سياق متصل، عكس سفير اوروبي تطمينات حول ما سمّاها متانة الاتفاق، مشيراً عبر «الجمهورية» إلى حاجة كلّ الاطراف اليه.
ورداً على سؤال، تجنّب السفير عينه التعليق على الخروقات الاسرائيلية، واكتفى بإشارة عامة الى وجوب التزام كل الاطراف بهذا الاتفاق وتوفير كل ما ييسر تطبيق مندرجات القرار 1701. الّا انّه لفت الى أنّ اسرائيل ملتزمة بالاتفاق، ولم تذهب اليه مكرهة بل بإرادتها، وخصوصاً انّها كانت شريكة مع الولايات المتحدة بالوصول الى تسوية، ومعلوم أنّ وزير الشؤون الاستراتيجية الاسرائيلي قام بزيارات متتالية الى واشنطن، وعقد لهذه الغاية سلسلة لقاءات مع (الوسيط الاميركي آموس) هوكشتاين.
في هذا المجال، يشار الى انّ مسؤولاً كبيراً معنياً بمفاوضات اتفاق وقف اطلاق النار، نفى علمه بما يتردّد عن زيارة محتملة لهوكشتاين إلى بيروت للمساعدة في وقف الخروقات، وقال: «بداية لم نتلق اي اشارة اميركية تفيد بأنّه سيأتي، كما لم يطلب احد أي موعد. ثم «شو خصوّ» بالموضوع، فمهمته انتهت، والآن اصبح العمل في ما خصّ الخروقات الاسرائيلية من اختصاص لجنة المراقبة».
"الأخبار":
في خضمّ انهيار المدن الكبرى، ودخول الفصائل المسلحة في سوريا إلى حماة بعدَ حلب، تتركّز الأنظار على حمص، ويسود انطباع في بيروت بأن مصير لبنان لن يكون معزولاً عن المتغيّرات في سوريا بارتداداتها الأكيدة على الواقع اللبناني ومسار وقف النار جنوباً. وقد فرضَ عامل التوقيت ضغطاً كبيراً على المشهد الداخلي، إذ أتَت هذه الأحداث في موازاة مرحلة ما بعد وقف إطلاق النار وتفعيل عمل لجنة المراقبة لقرار يبدو قابلاً للانفراط في أي لحظة وبداية استعداد الجيش اللبناني الدخول إلى جنوب الليطاني، إضافة إلى إعادة تحريك ملف الانتخابات وسطَ كباش سياسي يسبق إنجاز الاستحقاق في جلسة 9 كانون الثاني.
أمام المشهد السوري، يبدو لبنان بمختلف مستوياته متهيّباً اللحظة وهو يبدو غير قادر على تحييد نفسه، رغمَ النداءات بضرورة الابتعاد عن كرة النار، من خلال القيام بإجراءات احترازية تمنع تكرار السيناريو الذي شهده لبنان بعد عام 2011، ولا سيما لجهة النزوح. أما على الصعيد السياسي ورغمَ أن أعداء محور المقاومة في لبنان يعتبرون أن ما يحصل في سوريا هو فرصة لاستعادة التوازن الداخلي بضغط سياسي دولي – إقليمي يتبع الحرب العسكرية على حزب الله، فإن هؤلاء أنفسهم يشعرون في قرارة أنفسهم بأنهم لن يكونوا بمنأى على الخطر الذي يطل برأسه من الحدود الشمالية. وعليه بدأت الأسئلة تتوالى حول قدرة لبنان على التعامل مع هذه التطورات وهل بإمكان الجيش وحده التصدي لها في حال تقدّمت الفصائل المسلحة باتجاه الحدود مع لبنان ودخولها إلى مناطق لبنانية يُمكن أن تجِد فيها بيئة حاضنة لها، وكيف سيتعاطى حزب الله في حال عدم قدرة الجيش على الصمود.
على الأرض يبدو الجيش مترقّباً لما سيحصل خلال الساعات المقبلة للتأكد من وُجهة المسلحين، على اعتبار أنّ «الخطر عليه سيزداد في حال تقدّمت هذه الفصائل باتّجاه الساحل السوري لتُسيطر على مناطق متاخمة للحدود اللبنانيّة». وإزاء هذه التطوّرات، قام الجيش برفع إجراءاته على طول المعابر غير الشرعيّة عند السلسلة الشرقيّة، كما تمّ تعزيز الأفواج البريّة المنتشرة على طول الحدود مع سوريا، عبر زيادة العناصر وتزويدهم بالمزيد من الأسلحة. ولفتت مصادر أمنيّة إلى أنّ هذا التعزيز ركّز على منطقتي الهرمل وعكّار، خصوصاً أنّ الجيش يعتبر أن القلمون والنبك ومحيطهما هي من أشد المناطق خطورة لناحية تسرّب المسلّحين، خصوصاً أنّه سبق للمسلحين أن دخلوا منها بعد عام 2011. كما عمد الجيش إلى تشديد إجراءاته في المراكز الأمنية الحدودية، وتمّ استقدام تعزيزات من فوج المجوقل ومغاوير البحر إلى ثكنة شدرا مقابل تكثيف الدوريات التي يقوم بها فوج الحدود البري الأول على طول المنطقة الحدودية.
ويؤكد العميد المتقاعد فادي داوود الذي قاد معركة «فجر الجرود» في جرود بعلبك، أنّه «علينا انتظار ما تحمله الساعات المقبلة لناحية تقدّم المسلحين ووجهتهم، إن كان باتّجاه السّاحل السوري للانقضاض على رأس النظام السوري، وحيث إن القطع البحريّة تقع تحت حماية القوّات الروسيّة والاشتباك معها أم سيتم تحييد الروس ليتّجهوا باتجاه القصير، حيث ستتم مواجهة حزب الله والحشد الشعبي».
ويعتقد داوود بأنّ سقوط حمص يعني قطع طريق تموين الأسلحة الآتي من العراق إلى سوريا ومنها إلى لبنان. وهو يستبعد انتقال الفصائل السوريّة إلى الدّاخل اللبناني باعتبار أنّ هذا الأمر «يحتاج إلى توازنات وتفاهمات إقليمية وغربية»، ودخولها يعني أن يتصدّى لها حزب الله أو الجيش اللبناني الذي سيكون عليه نقل الألوية التي تتضمن نحو 10 آلاف عنصر من الجنوب لحماية الحدود مع فلسطين المحتلة، نحو الحدود السوريّة.
الحدود وعرسال
من جانبه، قال محافظ بعلبك - الهرمل بشير خضر لـ«الأخبار» إن المنطقة «لم تشهد حتى الساعة أي حركة عبور من سوريا باتجاه لبنان، والجيش اللبناني موجود في المنطقة وعلى الحدود. وبالتالي لن يكون سهلاً على أي فصيل مسلّح التحرك. أما في عرسال، فالوضع تبدّل منذ معركة فجر الجرود، لأن الجيش انتشر بشكل حازم، كما جرى التخلص من المجموعات الإرهابية هناك. لذلك لا يزال الوضع مضبوطاً اليوم».
وفي عرسال، التي شهدت منذ سنواتٍ دخول التنظيمات الإرهابيّة إلى جرود المنطقة، وسيطرتها على أحياء داخلية فيها، تبدو المنطقة هادئة، على حد تعبير المصادر الأمنيّة التي تُشير إلى أنّها تُراقب كل الأمور، بما فيها ما يتم تناقله على وسائل التّواصل الاجتماعي، إضافةً إلى خُطب الجمعة في مساجد عرسال وسائر المناطق اللبنانيّة. ويؤكّد نائب المنطقة ملحم الحجيري أنّ «الوضع الأمني فيها مستتبّ، ولم نلحظ أي تحرّك مُريب خلال الفترة الأخيرة»، مشدّداً على أن «نوّاب المنطقة يُتابعون التطوّرات في سوريا، وينسّقون مع الأجهزة الأمنيّة للتأكيد على ضرورة بسط سيطرتها على المناطق الحدوديّة، ونحن تحت هذا السقف».
أمّا عن أوضاع النّازحين السوريين، فيشير الحجيري إلى وجود نحو 90 ألف نازح في مخيّمات عرسال، لافتاً إلى أنّ هذا الرقم ازداد نتيجة الاعتداءات الإسرائيليّة خلال الشهرين الماضيين، ونزوح أكثر من ألف و200 عائلة سوريّة إلى عرسال في الفترة الأخيرة. ومع ذلك، يؤكّد أنّ وضع المخيمات حتّى الساعة «مريح، والأجهزة الأمنية تراقبها عن كثب».
نواب التيار: الهواجس قائمة
من جهتها قالت نائبة رئيس التيار الوطني الحر للشؤون السياسية مارتين نجم إن «ما يعنينا هو السرعة التي تتدهور فيها الأمور والتي توحي بأن ثمة مشروعاً تقسيمياً يهدف إلى تغيير وجه سوريا. وهنا يفترض الحرص على ألا تنتقل هذه العدوى إلى لبنان، لذلك ما نفعله اليوم هو الانفتاح على كل الأطراف من أجل بناء دولة يسود فيها التوافق ونتمكّن عبرها من أن نحمي أنفسنا ووحدتنا خلافاً لما يمكن أن يحصل إن قرّر فريق معين استخدام ورقة النازحين والخلايا النائمة في الداخل اللبناني بالتوازي مع الأحداث السورية».
وأضافت أن «مسؤولية ضبط الحدود هي عند الجيش والقوى الأمنية والموضوع ليس صعباً. ويجب العمل لإحباط كل محاولة لفتح الحدود وإدخال الإرهابيين، خصوصاً أننا لم نتعافَ من الإرهاب الإسرائيلي بعد ولا نزال نتعرّض للاعتداءات بشكل يومي».
وقال نائب التيار عن دائرة بعلبك- الهرمل سامر التوم: «نحن انكوينا من الجماعات التكفيرية كداعش ونصرة وعايشنا الممارسات الإرهابية ضد الجيش اللبناني حتى إن الحركات التكفيرية وصلت إلى القاع، عندما قام 8 انتحاريين بتفجير أنفسهم. وهذا ما يدفعنا إلى القلق عندما نسمع عن تلك الجماعات، حيث تعود المشاهد تلقائياً إلينا».
وأضاف التوم أن الناس «يتكلون أولاً على الجيش ليكون السدّ المنيع، علماً أنه في فترة 2011-2017 كان ثمة تصدٍّ من الجيش وشباب حزب الله لهم فضلاً عن قيام شباب القرى الحدودية بمناوبات دائمة خوفاً من أي تسلل أو هجوم. أما اليوم، فما زال الوضع ضبابياً ونتمنى أن يكون الجيش ضابطاً للحدود، إنما في حال تطور الوضع ولم يكن ثمة وجود للجيش بقوة، فسنعود حكماً إلى التجربة السابقة بتولي الشباب عملية الرصد والدفاع عن بلداتهم. ويهمّني التشديد هنا على أهمية الوحدة الوطنية وألّا ينجرّ بعض اللبنانيين وراء أفكار بعيدة عن ثقافتنا بما يتسبب بتأجيج النعرات المذهبية، ما سيرتد علينا بالسوء».
أما نائب التيار عن دائرة عكار جيمي جبور فقال إن «الرهان هو على الجيش والدولة، ولن ندخل في رهانات حول من يحمي من، لأن كل التجارب أثبتت أن التعويل يجب أن يكون على جيشنا فقط الذي يفترض أن ينفّذ انتشاراً على طول الحدود. وكنائب عن الشمال نسعى إلى التنسيق مع الجيش والقوى الأمنية لتمتين الحدود وتشديد الرقابة».
من جهته قال النائب في الحزب الاشتراكي بلال عبدالله إنه «يوجد تسليم شامل للجيش اللبناني، ولسنا مستعدّين لأن نكرر التجارب والسيناريوات السابقة التي كانت مكلفة للجميع، علماً أن الاتفاق حول تطبيق القرار 1701 يشمل الحدود اللبنانية – السورية، والأمر لا يتعلق بالسلاح فقط، بل بعمليات تهريب البضائع والأشخاص»، وأضاف: «ما يمكن فعله هو تحصين أنفسنا بالدولة والجيش مع الحرص على عدم تقديم أي خدمات مجانية لأي طرف».
"الديار":
عند التدقيق في وضع المنطقة، نرى ان ثلاث دول وهي اميركا و «اسرائيل» وتركيا تسعى لتوجيه الانظارعلى التصعيد المتسارع في سوريا، لناحية المعارك الضارية بين الجيش العربي السوري وبين «هيئة تحرير الشام» الارهابية، التي سيطرت على حلب وادلب وحماة، والتي تقترب من بسط نفوذها على حمص، في حين ان الخلفية لهذا المشهد هي ايران ونفوذها في المنطقة. ذلك ان الجمهورية الاسلامية الايرانية كقوة اقليمية تتنافس مع تركيا و «اسرائيل» المدعومة من الولايات المتحدة الاميركية، اصبحت هي الهدف من كل هذه العمليات العسكرية التي تشهدها سوريا اليوم.
وايران امامها عمليا خياران:
- الخيار الاول هو التفاوض مع اميركا، وهذا سيتطلب تنازلات من جانب الدولة الايرانية ومدى حجم التنازلات التي يمكن ان تقدمها.
- الخيار الثاني الاصطدام مع واشنطن، وهو خيار انتحاري وفقا لاوساط ديبلوماسية.
وفي هذا السياق، تبعث ايران برسائل ايجابية للادارة الاميركية الجديدة، حيث عندما يستلم الرئيس الاميركي دونالد ترامب السلطة رسميا في 20 كانون الثاني عام 2025، فسيكون لديه مشروع واضح حيال الجمهورية الاسلامية الايرانية. وهنا، تقول اوساط ديبلوماسية ان ايران اما توافق على بعض طروحات ترامب بقوة الضغط العسكري الاميركي، ام تبرم صفقة العصر مع ترامب.
معركة حمص مفصلية للنظام السوري
وفي المسرح السوري، فان المعارك تنذر بتغييرات كبيرة، وهذا الامر مرتبط بمعركة حمص التي هي معركة مفصلية وتشكل نقطة تحول في سوريا. بيد ان سقوط حمص في ايدي «هيئة تحرير الشام»الارهابية، يعني ان المنطقة مقبلة على مجموعة من المعارك، لان حمص مدخل لبنان وملتصقة بدمشق وبين المناطق الساحلية السورية، وهي نقطة تقاطع بين لبنان والعراق ولها امتداد في تدمر. من هنا، معركة حمص هي اساسية بالنسبة للنظام السوري، اذ في حال سيطرت عليها «هيئة تحرير الشام» الارهابية فهذا امر يعيد خلط الاوراق في المنطقة.
وفي السياق ذاته، تؤكد مصادر ديبلوماسية للديار ان تركيا واميركا و«اسرائيل» تدير المعارك الحالية في سوريا، وعليه تسعى انقرة و «تل ابيب» الى اسقاط النظام السوري برئاسة الدكتور بشار الاسد، في حين تطالب اميركا الرئيس الاسد بتطبيق اصلاحات ديموقراطية بما ان ذلك يصب في المصلحة الاميركية. وبمعنى آخر اذا اسقطت تركيا و «اسرائيل» النظام السوري بمعركة عسكرية، فسيؤدي هذا الامر الى معارك طائفية في كل انحاء الدولة السورية درزية- سنية، بينما ستشعر الاقليات المسيحية والعلوية بالخوف في الساحل السوري، وهناك احتمال كبير بان تتعرض لمذابح، في حين ان الولايات المتحدة تهدف الى ضبط الامور في سوريا، لتصبح المندوب السامي لبلاد الشام، دون ان تصل الى الاطاحة بالنظام السوري.
اما اللافت فهو الدور الروسي الخجول في ضرب «هيئة تحرير الشام» ودعم الجيش السوري، حيث يبدو ان هناك اتفاقا ضمنيا روسيا- اميركيا- تركيا على تقاسم النفوذ في سوريا، بمعزل عن الدور الايراني. فهل هناك اعادة ترتيب لسوريا عبر تقليص النفوذ الايراني؟
المستشار الاعلامي لرئاسة الحكومة: حصلنا على تعهّد اميركي وفرنسي بوقف الخروقات «الاسرائيلية»
على الصعيد اللبناني، قال المستشار الاعلامي لرئيس الحكومة فارس الجميل للديار ان الحكومة قامت بكامل واجبها، حول المطالبة بتنفيذ اتفاق اطلاق النار في لبنان، منددة بالخروقات «الاسرائيلية» التي تجعل الاتفاق هشا. وكشف انه وفقا للاتصالات الي قام بها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع الجانب الاميركي والفرنسي، فقد حصل على تعهد بتطبيق كامل للاتفاق ووقف الخروقات «الاسرائيلية». وقد اثمرت جهود الحكومة في هذا الاطار، عبر تراجع نسبة الخروقات «الاسرائيلية». واكد الجميل في الوقت ذاته ان المسألة اليوم تكمن عند لجنة مراقبة وقف اطلاق النار، التي ستجتمع مطلع الاسبوع المقبل، بما ان هذه اللجنة هي المولجة بالتحقق من الخروقات واخذ التدابير اللازمة في هذا المجال.
وتابع المستشار الاعلامي ان الحكومة شددت على انسحاب الجيش» الاسرائيلي» من المناطق الحدودية التي دخلها، ليبدأ عندئذ انتشار الجيش اللبناني على الحدود. وفي هذا النطاق، لفت الى ان اليوم ستعقد الحكومة جلسة في ثكنة بنوا بركات للجيش اللبناني في مدينة صور، وسيحضرها قائد الجيش الجنرال جوزاف عون. وهذه الجلسة لديها شقان: الشق الاول هو الشق العسكري المتعلق بتعزيز وجود الجيش اللبناني في الجنوب. اما الشق الثاني فهو مرتبط بالترتيبات والاجراءات المتعلقة بمسح الاضرار، ورفع الانقاض التي خلفها العدوان «الاسرائيلي»، اضافة الى مواكبة الحكومة عملية معالجة تداعيات العدوان.
المعارضة : جلسة 9 كانون الثاني هي جلسة انتخابية رئاسية حقيقية
وعلى صعيد الملف الرئاسي، حددت «القوات اللبنانية» والمعارضة النيابية في اجتماع معراب الاخير مجموعة عناوين:
- العنوان الاول ينص على ضرورة اجراء الانتخابات الرئاسية في 9 كانون الثاني ان كان بالتوافق على مرشح، و في حال تعذر التوافق على مرشح رئاسي انطلاقا من جلسة مفتوحة في دورات متتالية. وبمعنى آخر، شددت المعارضة على تحويل هذه الجلسة الى جلسة انتخابية حقيقية، خلافا للجلسات الانتخابية السابقة التي لم تؤد الى نتيجة.
- العنوان الثاني حول السقف الرئاسي الذي وضعته المعارضة، والمرتبط بطبيعة المرحلة التي دخل فيها لبنان تحديدا بعد 27 تشرين الثاني من هذا العام، اي اتفاق وقف اطلاق النار في لبنان.
وهنا اوضحت مصادر في المعارضة، ان الاخيرة لن تدعم الا المرشح الرئاسي الذي يلتزم بالدستورعلنا والقرارات الدولية ونص قرار وقف اطلاق النار.
وهنا، قالت مصادر «القوات اللبنانية» لـ «الديار» انه تم الاتصال والتنسيق مع كل الكتل النيابية، سواء بشكل مباشر او غير مباشر بعيدا عن الاضواء، للوصول الى الغاية المطلوبة. ولفتت الى انه سيصار الى التشاور بين المعارضة وبين «التيار الوطني الحر» بهدف التلاقي على اسم مرشح، على غرار ما حصل سابقا عند التقاطع على اسم الوزير السابق جهاد ازعور.
«الوطني الحر»: اجواء ايجابية مع معراب في اطار الملف الرئاسي
من جهتها، قالت مصادرمقربة من «التيار الوطني الحر» ان هناك حوارا واجواء ايجابية مع «القوات اللبنانية»، بهدف توحيد الصف المسيحي ازاء الاستحقاقات المتوقعة، وابرزها انتخاب رئيس للجمهورية.
"اللواء":
الحكومة ولجنة المراقبة لوقف اطلاق النار في الجنوب اليوم، في جلسة لمجلس الوزراء في ثكنة بنوا بركات في مدينة صور، التي نالت حصة كبيرة من الشهداء والجرحى والقصف والدمار من قِبل طائرات الاسرائيلية والحربية والمدفعية، باعتبارها حاضنة لصمود الجنوبيين، واستعدادهم للتصدي لعدوانية الاحتلال..
وأعلن الأمين العام لمجلس الوزراء محمود مكية عقد جلسة خاصة لمجلس الوزراء بهيئة تصريف الأعمال، سندا الى المادتين 62 و64 من الدستور، عند التاسعة والنصف من صباح غد في ثكنة بنوا بركات – صور ، للبحث في خطة تعزيز انتشار الجيش في منطقة جنوب الليطاني، بالإضافة إلى البحث في الترتيبات والإجراءات المتعلقة بعملية مسح الأضرار ورفع الأنقاض لإعادة إعمار ما تهدّم جراء العدوان الإسرائيلي على لبنان.
وبالتوازي تعقد لجنة المراقبة الدولية اللبنانية – الاسرائيلية اجتماعاً تقنياً اليوم، بعد جولة بالطوافة لأعضاء اللجنة فوق قطاع جنوب الليطاني، قبل بدء اجتماعاتها رسمياً في الناقورة بدءاً من يوم الاربعاء المقبل في 11 الجاري.
وشارك في الجولة رئيس لجنة الإشراف الخماسية الجنرال الأميركي Major Gen. Jasper Jeffers والجنرال الفرنسي Brigadier General Guillaume Ponchin والعميد الركن إدغار لاوندس قائد قطاع جنوب الليطاني، بالطوافة فوق قطاع جنوب الليطاني.
وعشية الجلسة والاجتماع، مضى الجيش اللبناني الى تعزيز انتشاره في الجنوب، وعند الحدود الشمالية والشرقية تحسباً، لأي طارئ، وعينه على اتفاق وقف النار في الجنوب، والذي وصفه المتحدث باسم اليونيفيل (قوات حفظ السلام) أندريا تيننتي، «بأنه لا يزال هشًّاً للغاية».
وتضغط هذه التطورات على الوضع الداخلي على المستويات كافة، لاسيما لجهة معالجة الخروقات الاسرائيلية، والمضي في طريق اعادة تطبيع الوضع بعد الحرب الاسرائيلية التي ألحقت خسائر كبيرة بكل شيء في البلد.
وفي هذا الاطار، يستمر التحضير لجلسة انتخاب رئيس جديد، لئلا تأتي التطورات في سوريا، والمخاوف من خضات داخلية أو حدودية تصيب لبنان، وتوثر سلباً على هذه التحضيرات، مما يفاقم الخلافات، ويمنع الدخول في حل المشكلات المتراكمة مع بدايات السنة الجديدة، كما هو مأمول.
هكذا، أضيف الوضع السوري المتفجر عل لائحة الاهتمامات الرسمية والدبلوماسية في لبنان، الى جانب تحرك لجنة الاشراف على تنفيذ وقف اطلاق النار ومتابعة الوضع الحياتي للمواطنين بعد ظهور النتائج الكارثية للعدوان الاسرائيلي على لبنان، وحيث ستكون هذه النتائج مدار بحث في جلسة مجلس الوزراء التي تعقد اليوم في مدينة صور الجنوبية.
وكان من ابرز تجليات انعكاس الوضع السوري على لبنان، الغارات التي نفذها العدو الاسرائيلي امس على المعابر الحدودية في الشمال وفي شرق الهرمل واخرجها من الخدمة. كما لم يهمد الحراك الدبلوماسي حول الاستحقاق الرئاسي، من خلال تحرك السفير المصري علاء موسى الذي قال لـ«اللواء»: في الحقيقة لا يوجد اي جديد بعد يمكن التصريح به. دعنا ننتظر الاسبوع القادم وإن شاء لله يكون هناك شيء مهم.
وقالت مصادر نيابية لصحيفة اللواء أن المشهد الرئاسي لم يصل إلى دائرة الحسم بعد ولا تزال الاتصالات السياسية تشق طريقها، ولا تزال العناوين تطرح بشأن مهام الرئيس العتيد ما يعني أن الشخصيات المرشحة سيصار الى دراسة ملاءمتها لهذه المهام.
وقالت هذه الأوساط أن لا توافقا بين الكتل النيابية بعد، إنما لا يعني أن المجال لا يزال متاحا لاسيما في الربع الساعة الأخير ، معتبرة أن أي قرار حول تقاطع جديد بين المعارضة والتيار على اسم مرشح جديد لم يبرز بعد .
ورأت أن هناك أسماء يتم تحضيرها كي تطرح ومنها ما هو جديد ومنها ما أصبح معلوما، داعية إلى انتظار ما قد تحمله الاتصالات بين الأفرقاء مباشرة او من خلال الوسطاء.
السفير المصري في بكفيا
وحضر الاستحقاق الرئاسي بين رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل وسفير مصر في لبنان علاء موسى في بكفيا.
وحسب ما رشح فإن الجميل اطلع موسى على اتصالاته في الخارج، بهدف وصول الى انتخاب الرئيس.
وتحدث الجميل عن «اهمية مقاربة الاستحقاق الرئاسي بجدية تامة بعيدا عن الفرص للوصول الى انتخاب رئيس سيادي يقود البلاد الى دولة حديثة قائمة على المساواة والشراكة وحكم القانون.
وكشف موسى ان البحث تناول تثبيت وقف اطلاق النار، لأنه في النهاية ينعكس على أمن لبنان والمنطقة.
الرؤساء الثلاثة للالتزام بموعد الجلسة
وفي السياق عقد الرؤساء امين الجميل وميشال سليمان وفؤاد السنيورة، اجتماعا في منزل الرئيس سليمان في اليرزة، وتم التداول في مجمل التطورات الحاصلة، ولا سيما في أعقاب الاعتداءات الإسرائيلية الدموية والمدمّرة الأخيرة، وصدور بيان التفاهمات والترتيبات لوقف الأعمال العدائية، وفي ضوء التطورات الخطيرة الجارية في سوريا الشقيقة، وتأثيرات وانعكاسات كل ذلك على الأوضاع الداخلية في لبنان.
وطالب المجتمعون بالإلتزام بالموعد الذي حدده الرئيس نبيه بري لعقد جلسة مجلس النواب وانتخاب الرئيس العتيد، بعيدا عن الاعذار او التأجيل او الاعاقة، للبدء باستعادة تكوين المؤسسات الدستورية، وفي مقدمها تأليف الحكومة الجديدة.
واكد الرؤساء الثلاثة على المسارعة بتأمين مستلزمات الجيش لتمكين من تأدية واجباته الوطنية والأمنية.
الخروقات
ومع ذلك، لم يوقف العدو الاسرائيلي عدوانه على القرى الجنوبية وخروقاته البرية لإتفاق وقف اطلاق النار، مستغلا الفترة الفاصلة عن بدء مهام اللجنة عملياً، فأغار الطيران الحربي على المنطقة الواقعة بين زوطر ويحمر. كما استهدفت مسيّرة إسرائيلية سيارة مواطن على طريق بنت جبيل باتجاه يارون لكنه نجا. وقصفت مُسيّرة اخرى بلدة مجدل زون (قضاء صور) عقب انتهاء مراسم تشييع ثلة من شهداء البلدة من دون وقوع إصابات. كما افيد ان العدو قام بتفجير عدد من منازل يارون القريبة من الخط الازرق.
وأطلق الجيش الإسرائيلي قرابة الثامنة صباح أمس، صاروخا على عيترون. واحدث دوي انفجاره ارباكا وتوترا لدى الاهالي ما دفع البعض الى ترك منازلهم ومغادرة البلدة.
وسُجل منذ الثامنة صباح أمس، تحرك لافت لآليات ودبابات جيش الاحتلال الإسرائيلي داخل بلدة عيترون في قضاء بنت جبيل. وكانت البلدة تعرضت ليلا، لقصف مدفعي استهدف عددا من المنازل ولعمليات تمشيط واسعة بالأسلحة الرشاشة المتوسطة، نفذها جنود الجيش الإسرائيلي.
هذا، وأطلقت القوات الإسرائيلية فجرا وصباحا، نيران اسلحتها الرشاشة على قرى القطاع الأوسط، سيما بلدتي عيتا الشعب ورامية.
وعصر أمس قصف العدو بالمدفعية مثلث الماري- المجيدية- عين عرب. وأطراف بلدة راشيا الفخار.
… والغارات على المعابر مع سوريا
وعلى خط الوضع الحدودي مع سوريا، شن الطيران الحربي الاسرائيلي فجر امس سلسلة غارات استهدفت معابر العريضة، والعدرا في ربلة، وجوسيه، تزامناً مع غارات إسرائيلية استهدفت نقاطاً في الشريط الحدودي في القصير في ريف حمص حيث انفجر صاروخ اعتراضي فوق بلدة جديدة القيطع- عكار.
وعلى الاثر، اعلنت المديرية العامة للأمن العام في بيان «أن نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة التي استهدفت المعابر الحدودية البرية، لاسيما في الشمال، قررت المديرية إقفال هذه المعابر حتى إشعار آخر، حفاظاً على سلامة العابرين والوافدين. على ان يبقى معبر المصنع الحدودي متاحا امام حركة الدخول والخروج، خصوصا للرعايا السوريين، وفقاً للإجراءات الاستثنائية الموقتة والتعليمات المعممة سابقا».
ولاحقاً، أقام الجيش اللبناني حواجز ودوريات واتخذ اجراءات مشددة وسط انتشار مكثف على طول المناطق الحدودية في عكار.
رسالة من المعارضة السورية الى اللبنانيين
وفي خطوة، ذات صلة بالمرحلة المقبلة، وجهت الفصائل المسلحة السورية رسالة الى اللبنانيين، قالت فيها ان تنظر الى علاقات دبلوماسية مع لبنان لتحقيق ما اسمته «بالمصالح المشتركة».
وذكرت ان ازمة سوريا شارفت على الانتهاء وعودة النازحين اقتربت، وقالت: من يدعوكم للانخراط بالميدان السوري سيتخلى عنكم، والمعركة ليست مع اي منكم، ولا تنخرطوا بالمواجهة.
وجاءت الرسالة، غداة ما تردد عن ان حزب الله ارسل ليل امس الاول، عددا محدودا من وحدة النخبة، الى سوريا، للمساعدة في منع الفصائل المسلحة، من الاستيلاء على مدينة حمص، وهي عبرت من لبنان، واتخذت مواقع في حمص.
واعلن رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع انه لا يتخوف «من موجات نزوح جديدة من سوريا الى لبنان بسبب الاوضاع الأخيرة».
وكشف اننا «بدأنا مؤخرا اتصالات مع قطر وتركيا والمعارضة السورية المعتدلة بشأن ملف اللبنانيين المعتقلين في سوريا».
ورأى بمجرد سيطرة «قسد» على الحدود بين العراق وسوريا، فإني اعتبر ان هذا الامر اخرج ايران من سوريا، وبالتالي انقطاع خط الامتداد بين ايران ولبنان».
واعرب جعجع عن استغرابه للانسحابات السريعة والمفاجئة للجيش السوري، متحدثا عن فرضية مطروحة مفادها ان الرئيس السوري بشار الاسد قد يكون متواطئاً لاخراج ايران من سوريا، «وبيعمل بي بيها».
"نداء اوطن":
تتحرّك التطورات الداخلية لملاقاة تنفيذ قرار وقف إطلاق النار. وينعقد مجلس الوزراء لهذه الغاية قبل ظهر اليوم في صور في صورة استثنائية لمواكبة خطوات انتشار الجيش في الجنوب وجهود إعادة إعمار ما تهدّم في الحرب الأخيرة.
وعشية الجلسة، أعلنت قيادة الجيش في بيان أنه “ضمن إطار متابعة تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، جال رئيس لجنة الإشراف الخماسية الجنرال الأميركي Major Gen. Jasper Jeffers والجنرال الفرنسي Brigadier General Guillaume Ponchin والعميد الركن إدغار لاوندس قائد قطاع جنوب الليطاني، بالطوافة فوق قطاع جنوب الليطاني للاطّلاع على الواقع الميداني. وستعقد اللجنة اجتماعها الأول مطلع الأسبوع المقبل”.
وفي موازاة ذلك، تتحرك التطورات في سوريا حيث للبنان حصة تتعلق بالحدود الشرقية والشمالية كما تتعلق بانهيار النفوذ الإيراني على الحدود السورية العراقية ما يعني انتهاء خط الإمداد العسكري الإيراني لـ”حزب الله” كما قال مساء أمس رئيس “حزب القوات اللبنانية سمير جعجع
وبين لبنان وسوريا يبقى ملف الاستحقاقات الرئاسية تحت الأضواء . ولا تزال الاتصالات ناشطة لملاقاة جلسة 9 كانون الثاني المقبل التي من المفترض أن تسفر عن إنهاء الشغور الرئاسي بانتخاب الرئيس العتيد للجمهورية.
وفي هذا السياق ، علمت “نداء الوطن” أن تكتل “الاعتدال الوطني” بدأ حراكه الرئاسي، وهو سيزور معراب الخميس المقبل لبحث الاستحقاق الرئاسي، وسيكثف لقاءاته مع المعارضة السيادية والمستقلين والوسطيين من أجل الاتفاق على اسم في جلسة 9 كانون ان تمت.
وحزم التكتل موقفه في هذا الاتجاه حيث يشدد على أن زمن التصويت بورقة بيضاء انتهى والآن حان وقت الاتفاق على مرشح مع القوى القريبة منا خصوصاً أن مواصفات الرئيس واضحة وتتمثل بانتخاب رئيس سيادي وإصلاحي وإنقاذي يطبق القرارات الدولية جميعها دون استثناء واتفاق الطائف.
بدروه صرّح جعجع مساء أمس في مقابلة مع برنامج “صار الوقت” الذي تبثه قناة MTV ويقدمه مارسيل غانم قائلا: “نريد رئيساً يتبنى تطبيق القرارات الدولية ويحمي الشرعية اللبنانية والدولة وسنُعطي أنفسنا فرصة لمدة أسبوعين للتوافق على مرشح لديه المواصفات”. أضاف: “نحن في صدد معركة رئاسية حاسمة أو يأتي رئيس لتصحيح المسار أو تبقى الأمور على ما هي عليه”.
ورداً على سؤال، قال “زيارة وليد جنبلاط إلى معراب ستحصل عاجلاً أم آجلاً وأُرجئت بسبب الأحداث الكثيرة التي حصلت وزيارته لاحقاً إلى باريس”.
ورأى جعجع ان اتفاق وقف إطلاق النار بين “حزب الله” وإسرائيل قام به “حزب الله” ووافق عليه، وإذا أراد أن “يمزح” ولا ينفذ الاتفاق، فليمزح لوحده، ولكن نحن لن نقبل أن نعود إلى الوضع الذي كان قائماً قبل 8 أكتوبر 2023″.
وأضاف: “ستُطبق القرارات الدولية 1559 و1680 و1701، وإلّا البلد ذاهب إلى المجهول”. وقال: “اليوم نعيش في ظل غياب الدولة، ونريد تطبيق هذه القرارات لبناء الدولة”.
وعن الأحداث في سوريا، أوضح جعجع، أنه “بالنسبة لما يحصل في سوريا حالياً، برأيي أن خلفية من خلفيات هذه العملية هي إخراج إيران من سوريا، وهو ما بدأ يظهر بالسيطرة على المعبر الرابط بين سوريا والعراق”. وخاطب “حزب الله” قائلا: Game Over.
على صعيد متصل، قال مصدران أمنيان لبنانيان كبيران لـ “رويترز” إن “حزب الله” أرسل ليلة أول من أمس عدداً صغيراً من “القوات المشرفة” من لبنان إلى سوريا للمساعدة في منع مقاتلي المعارضة من الاستيلاء على مدينة حمص المهمة استراتيجياً.
وقال أحد المصدرين لـ “رويترز” : “سقوط حمص خط أحمر”، وأن ضباطاً كباراً انتشروا للإشراف على بعض مقاتلي “حزب الله” الذين كانوا في سوريا قرب الحدود مع لبنان منذ سنوات.
وقال ضابط من الجيش السوري ومسؤولان من المنطقة تربطهما صلات وثيقة بطهران لـ”رويترز” أيضاً إن قوات نخبة من “حزب الله” المدعومة من إيران عبرت من لبنان خلال الليل واتخذت مواقع في حمص.
من ناحيتها ، وجّهت الفصائل المُسلّحة السورية مساء أمس، رسالة إلى اللبنانيين قالت فيها “نتطلع لعلاقات دبلوماسية تحقق مصالحنا المشتركة”.
وأشارت الرسالة إلى أن “أزمة سوريا شارفت على الانتهاء وعودة النازحين اقتربت”، وأضافت: “من يدعوكم للانخراط بالميدان السوري سيتخلى عنكم، والمعركة ليس مع أي منكم ولا تنخرطوا في المواجهة”.
"البناء":
بات كل شيء واضحاً بعد كلام الرئيس التركي رجب أردوغان، الذي تحدث بصفته عراب غزوة النصرة على حلب وحماة كاشفاً أن الهدف هو دمشق مروراً بحمص، التي أخطأ بالقول إنها باتت بيد النصرة، ولم يُخفِ أردوغان أن رفض الرئيس السوري بشار الأسد دعوته للقاء دون أن تعلن تركيا التزامها بالانسحاب من سورية ودون التوصل الى اتفاق يسبق اللقاء بين الحكومتين حول خطط متقابلة تحقق الأهداف التي تهم الدولتين، قلق تركيا الأمني عبر حدود سورية، وحق سورية باستعادة السيادة على كل أراضيها ورفض كل احتلال وتجزئة ودعوة تركيا للمشاركة بتفكيك الجماعات الإرهابية التي قامت برعايتها. وجاءت غزوة النصرة بعد استعداد وتجهيز برعاية تركيا لتثبت أن رفض الرئيس السوري كان في مكانه، حيث كانت الاستعدادات للغزوة على قدم وساق، ويراد من اللقاء الفاشل تبريرها. وبالتوازي كان الوضوح الميداني لحقيقة أن التراجعات التي شهدتها كل من حلب وحماة من جانب الجيش السوري كانت لكل منهما ظروفها، لكنها لن تتكرّر في حمص، حيث الاستعدادات عالية للمواجهة، سواء بحشد القوات والأسلحة أو بالروح المعنوية العالية التي تحدث عنها العديد من ضباط الجيش السوري، بينما آلاف المتطوعين يتوافدون الى قمرات الجيش للالتحاق بجبهات القتال. وزاد الوضوح مع بيان القوات السورية عن عملية نوعية لتدمير مقدرات وخطوط إمداد قوات الغزوة في الرستن وتلبيسة والدار الكبيرة في ريف حمص، بينما كانت موسكو وطهران تقرآن المواقف التركية وتعرفان ضيق هوامش المناورة وتحسمان مواقفهما بقوة للوقوف الى جانب سورية بلا تردد وبلا سقوف، وفق معادلة أن سقوط سورية هدف وأن تحقيقه يعني تغييراً استراتيجياً ينقل المعركة إلى كل من طهران وموسكو. وبالتوازي تدرك موسكو وطهران بعد كلام أردوغان حجم التعقيدات التي تنتظر لقاء الدوحة للمشاركين في لقاء أستانة، حيث التفاوض سيكون مع تركيا تحت النار، وقد صار واضحاً حجم الدعم الأميركي والإسرائيلي لغزوة النصرة، وحجم التنسيق التركي الأميركي في مواكبة الغزوة وأهدافها.
ميدانياً، لم تنجح كلّ توقعات قنوات الغزوة بسقوط حمص ولا نفعت زلة لسان أردوغان، فانتقل الاحتلال إلى لعبة استنهاض مسلّحي مصالحة درعا للخروج وإعلان العودة إلى سلاحهم والانتشار في محافظة درعا في مواقعهم قبل المصالحة، لأن المطلوب تعويض فشل حمص بإنجاز درعا.
وفيما تترقب الأوساط الرسمية بدء عمل اللجنة الدولية لمراقبة تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار بموازاة استكمال الجيش اللبناني انتشاره في جنوب الليطاني في ظل استمرار العدو الإسرائيلي خروقاته، بقيت الأنظار منصبّة على الأحداث في سورية مع توسع هجمات الجماعات الإرهابية باتجاه حماه وريف حمص الشمالي، فيما يواصل الجيش السوري عملياته الجوية والبرية ضد تقدّم المجموعات الإرهابية وقصف تحشداتهم وطرق انتقالهم لا سيما جسر الرستن لوقف تقدّمهم.
ولفت خبراء في الشؤون العسكرية والاستراتيجية لـ»البناء» الى أن تقدم هذه المجموعات يحصل بدعم تركي كبير واستخباراتي أميركي – إسرائيلي بهدف الوصول إلى حمص ودمشق والحدود اللبنانية السورية لقطع طريق إيران – العراق – سورية – لبنان وبالتالي خط الإمداد للمقاومة في لبنان، كذلك الأمر قطع الطريق الاستراتيجية بين العراق وسورية عند معبر البوكمال». ولفت الخبراء الى أنه «لا يمكن لهذه المجموعات التقدم بهذه السرعة من دون تخطيط دام لعام بالحد الأدنى وبدعم مباشر من الاستخبارات والجيش التركي وتغطية استخبارية وتكنولوجية أميركية»، وأوضحوا أن «الجيش السوري ينفذ تراجعات تكتيكية لإعادة التحشد والاستعداد للهجوم وفق خطته وتوقيته وليس بحسب توقيت المجموعات المسلحة، إضافة الى تجنيب المدنيين المعارك، لذلك يعمل الجيش السوري على استهداف هذه المجموعات في مناطق بعيدة عن المدنيين». ولفت الخبراء الى أن التواصل والتفاهم بين تركيا وإيران وروسيا قد يوقف تقدم المجموعات الإرهابية باتجاه حمص والشام، أو فإن المحور الداعم لسورية روسيا – إيران والمقاومة في لبنان والعراق لن يسمح بسقوط سورية في يد الإرهاب وسيُصار إلى التصدي له بكافة الوسائل العسكرية والسياسية والدبلوماسية، لا سيما أن سورية لها أهمية استراتيجية لكل من روسيا وإيران والعراق والمقاومة في لبنان. وحذر الخبراء من تداعيات ما يجري في سورية على لبنان الذي يجب أن يكون على أتمّ الاستعداد بجيشه وأجهزته الأمنية ومقاومته وشعبه للتصدّي لمحاولات دخوله الى لبنان.
وفي سياق ذلك، نصب الجيش اللبناني أمس حواجز وسير دوريات وسط تدابير وإجراءات مشددة مع انتشار مكثف على طول المناطق الحدودية في عكار وفي مختلف القرى والبلدات المتاخمة لسورية.
وأقرّ رئيس حزب «القوّات اللّبنانيّة» سمير جعجع بوجود دورٍ أميركي – إسرائيلي في ما يجري في سورية، وقال: «من الواضح أنّ الولايات المتّحدة الأميركيّة لها وجود في كلّ ما يحصل الآن في سورية، وبالطّبع «إسرائيل» موجودة بمكان ما، وقد تكون خلف الولايات المتّحدة أو أمامها أو إلى جانبها»، واعتبر أنّ «الجيش اللبناني خاض معركة «فجر الجرود» وانتصر فيها، وهو قادر على حماية الأراضي اللّبنانيّة، ولا خوف من أيّ توغّل في الأراضي اللّبنانيّة من الجانب السّوري»، موضحًا أنّه «في حال جرّب أيّ فصيل من الفصائل السّوريّة المعارضة الاقتراب من الحدود اللّبنانيّة، فالجيش اللّبناني قادر طبعًا على صدّه».
على صعيد موازٍ، وفي إطار متابعة تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، جال رئيس لجنة الإشراف الخماسية الجنرال الأميركي Major Gen. Jasper Jeffers والجنرال الفرنسي Brigadier General Guillaume Ponchin والعميد الركن إدغار لاوندس قائد قطاع جنوب الليطاني، بالطوافة فوق قطاع جنوب الليطاني للاطّلاع على الواقع الميدانيّ، على أن تعقد اللجنة اجتماعها الأول مطلع الأسبوع المقبل»، بحسب ما أعلنت قيادة الجيش.
وفي وقت أكد المتحدث الرسمي باسم اليونيفيل أندريا تيننتي، أن «وقف الأعمال العدائية في لبنان لا يزال هشًّا للغاية»، حذرت أوساط سياسية عبر «البناء» من استمرار جيش الاحتلال بعدوانه على الجنوب، ما يعني أن حالة الحرب لا زالت مستمرّة على لبنان، وبالتالي أصبح وقف إطلاق النار من جانب واحد فقط، فيما الاحتلال يستغلّ الهدنة للاستمرار بتنفيذ بنك أهدافه في القرى الجنوبية الأمامية وعلى المعابر الحدودية مع سورية، ما يتطلب إجراءات ردعية عاجلة على المستوى الرسمي والدبلوماسي أو على الصعيد العسكري.
وكان الطيران الحربي الإسرائيلي، شنّ فجر أمس الأول سلسلة غارات استهدفت معابر العريضة، والعدرا في ربلة، وجوسيه، تزامناً مع غارات إسرائيلية استهدفت نقاطاً في الشريط الحدودي في القصير في ريف حمص، حيث انفجر صاروخ اعتراضي فوق بلدة جديدة القيطع – عكار.
وأعلنت المديرية العامة للأمن العام في بيان «أن نتيجة الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة التي استهدفت المعابر الحدودية البرية، لا سيما في الشمال، قرّرت المديرية إقفال هذه المعابر حتى إشعار آخر، حفاظاً على سلامة العابرين والوافدين. على أن يبقى معبر المصنع الحدودي متاحاً أمام حركة الدخول والخروج، خصوصاً للرعايا السوريين، وفقاً للإجراءات الاستثنائية الموقتة والتعليمات المعممة سابقاً».
وسُجّل تحليق مسيّرة إسرائيليّة فوق العاصمة بيروت والضّاحية الجنوبيّة، على علوّ منخفض. كما أفيد بأنّ «الطّيران المسيّر الإسرائيلي حلّق في أجواء النبطيّة والجوار، وفوق منطقة بنت جبيل».
وأكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب علي فيّاض حق لبنان في الدفاع عن نفسه، وحق الشعب اللبناني في الردّ على هذه الاعتداءات، وعلى كلّ عدوان أو ممارسة لأعمال عدائيّة أو استهداف لمدنيين أو إمعان في هذه الممارسات، أشار إلى أن هدف ورقة الإجراءات هو الانسحاب «الإسرائيلي» وليس التقدم في القرى التي لم يتقدّم نحوها في أثناء المواجهات التي كانت قائمة مع المقاومة.
ودعا فيّاض القوى المعنية بآلية المراقبة والتطبيق لأن تمارس دورها في وجه ما يقوم به العدوّ «الإسرائيلي» من ممارسات يحاول من خلالها أن يفرض قراءته وتفسيره لورقة الإجراءات التطبيقية، مستندًا في حقيقة الأمر إلى التفاهم الجانبي بينه وبين الأميركيين، الأمر الذي يضع أميركا في موقع المسؤولية المباشرة وفي موقع الشراكة الكاملة في هذه الانتهاكات التي يتعرض لها إعلان الإجراءات التطبيقية.
وأضاف فيّاض: «هذا الأمر يشكّل تهديدًا مباشراً للآلية المتفق عليها، واستمراراً للأعمال العدائية ويهدّد الموضوع برمّته، وفي هذا السياق نؤكد على تمسكنا بإعلان وقف الأعمال العدائية والقتالية التي نصت عليها الورقة وعلى حق لبنان في الدفاع عن نفسه».
وفيما يشيّع حزب الله وأهالي القرى الجنوبية والبقاعية عدداً من الشهداء الذين سقطوا خلال العدوان الإسرائيلي على لبنان، أقام اللقاء الإعلامي الوطني وقفة رمزية وفاء لدماء أيقونة الإعلام المقاوم الشهيد المجاهد القائد محمد عفيف النابلسي ورفاقه الشهداء الإعلاميين، أمام مكتب العلاقات الإعلامية في معوض في الضاحية الجنوبية لبيروت.
ووجّه المشاركون تحية لعطاء وجهاد صوت المقاومة الصادح ومنبرها. وحضرت الوقفة شخصيات إعلامية واجتماعية وسياسية ودينية. وكانت كلمات لرئيس تحرير صحيفة «البناء» ناصر قنديل وعضو كتلة الوفاء للمقاومة حسن عز الدين، ونائب نقيب المحررين الصحافين الصحافي غسان ريفي ونقيبة الإعلام المرئي والمسموع الإعلامية رندلا جبور، والصحافية في مكتب العلاقات الإعلامية لحزب الله رنا الساحلي، ومسؤول الإعلام السابق في حركة أمل طلال حاطوم، وشدّدت الكلمات على دور الشهيد عفيف المحوريّ على المستويين الإعلامي والسياسي، والتأكيد على استمرار نهج المقاومة في مواجهة العدو الإسرائيلي.
"الأنباء":
تقدّم الحدث السوري على كل ما عداه من ملفات، فالتطورات الدراماتيكية التي تشهدها سوريا والانهيارات الميدانية السريعة في أكثر من محافظة يوحي بمشهد جديد بدأ يرتسم، وإن كان لا يزال غير واضح المعالم.
وتتجه الأنظار الى الاجتماع الوزاري المرتقب في قطر، بعد اللقاء الثلاثي أمس في بغداد، لالتماس بعد الإشارات حول ما يمكن أن تحمله الأيام المقبلة من تطورات. إلا أن الأرض تنبئ بتحوّلات كبرى من حلب إلى حماة ودرعا، وصولاً إلى السويداء، لتصبح حمص هي المعركة الفاصلة والتي ستحدّد اتجاه الحرب الدائرة ومستقبلها.
وفي السياق، أشار الخبير العسكري العميد الركن المتقاعد ناجي ملاعب في حديث لجريدة "الأنباء" الالكترونية إلى أن "ما كنا نتوقعه أمس الأول غير ما توقعناه امس، وما قد يحصل غداً وبعد غد"، مستغرباً الانهيار الحاصل بهذه السرعة أمام المهاجمين.
ورأى ملاعب أن "الوضع اليوم مختلف عن الماضي، فالروس منشغلون بالحرب مع أوكرانيا، والإيراني غير مستعد لخوض حرب لم يحضّر لها، وحزب الله منهمك بما جرى في الجنوب، وهو غير مستعد للحلول مكان الجيش السوري. فالأخير بحالة يرثى لها نتيجة العقوبات وقانون قصير، وراتب الجندي السوري ﻻ يزيد عن 40 دولاراً. لذلك شهدنا قوة للمعارضة وضعف الجهة المقابلة. وقد زوّدها التركي بالأسلحة الحديثة التي يفتقر لها الجيش السوري من مسيّرات بيرق دار، وصواريخ أميركية الصنع... وكان الهجوم".
ملاعب اعتبر ان سقوط حماة قلب المعادلة إذ ﻻ يُعقل سحب 200 آلية عسكرية من المدينة، وكذلك قيام الجيش الروسي بقصف جسر الرستن. وسأل: "أي جيش يقصف جسر بلاده؟ لذلك ما يحصل كان مخططاً له، والأمور ستتابع الى الأمام ولن تكتفي المعارضة بسقوط حمص بل هدفها دمشق التي ستكون الهدف الثاني". وقال: "لست أدري اذا كان بإستطاعة الروس والإيرانيين والأتراك الوصول الى حلول دبلوماسية تنقذ بشار الأسد لانه لا يستطيع إنقاذ نفسه".
إلى ذلك، ونتيجة التطورات السورية واقترابها من لبنان فقد أقفل الامن العام اللبناني، أسوة بالأردن، كل المعابر الحدودية البرية في الشمال حتى إشعار آخر. وأبقى على معبر المصنع أمام حركة الدخول والخروج. وكان الجيش قد أرسل تعزيزات كبيرة الى المناطق الشمالية على حدود لبنان مع سوريا، خوفاً من تقدم جماعات مسلّحة الى مناطق قريبة من الحدود اللبنانية.
جلسة صور
لبنانياً، وفي خطوة وُصفت بالتضامنية مع أهالي الجنوب، وللتأكيد على تثبيت وقف إطلاق النار وانتشار الجيش جنوب الليطاني، يعقد مجلس الوزراء عند الساعة التاسعة والنصف من صباح اليوم السبت اجتماعاً لمجلس الوزراء في ثكنة بنوا بركات في صور.
وأكدت مصادر حكومية لجريدة الأنباء الالكترونية حضور قائد الجيش العماد جوزيف عون الجلسة للبحث في خطة انتشار الجيش في منطقة جنوب الليطاني، بالإضافة الى البحث في الترتيبات والإجراءات المتعلقة بعملية مسح الأضرار ورفع الانقاض، لإعادة إعمار ما تهدم جراء العدوان الإسرائيلي على لبنان. وقد ألمحت المصادر إلى قرارات سارّة قد تصدر عن الجلسة.
هذا ومن المقرّر أن تعقد اللجنة المكلفة مراقبة اتفاق وقف إطلاق النار اجتماعاً اليوم في الناقورة، إذا لم يطرأ اي تعديل على موعد انعقادها.
وعزت مصادر مراقبة تأخر مباشرة اللجنة بعملها إلى تأخر وصول الجنرال الفرنسي وكذلك الجنرال الاميركي واستقبالهم الرسمي وضياع الوقت. وأشارت المصادر إلى احتمال تأجيل الاجتماع الى الثلاثاء المقبل، لافتة الى خلاف ظهر حول مكان الاجتماع لان لبنان ﻻ يرغب بحضور ضابط اسرائيلي الى الناقورة. وهذا التأخير أعطى العدو الإسرائيلي فرصة لمتابعة تهديم البيوت السكنية وتنفيذ بعض الغارات والخروقات المتعددة.
جلسة انتخاب الرئيس
بالتزامن، لا يزال الاستحقاق الرئاسي على الطاولة بانتظار جلسة 9 كانون الثاني التي دعا اليها الرئيس نبيه بري، وإن كانت المصادر السياسية تتجنب المبالغة في التفاؤل بامكان انتخاب رئيس خلال هذه الجلسة.
ورغم تراجع منسوب التفاؤل، أكدت مصادر نيابية عبر الأنباء الالكترونية ان جلسة انتخاب الرئيس باقية في موعدها ولن تؤجل. وأنها ستكون مفتوحة حتى انتخاب رئيس جمهورية لأنه من غير المقبول أن يستمر البلد من دون رئيس جمهورية وتشكيل حكومة فاعلة تأخذ على عاتقها انتشال لبنان من الانهيار واعادة تفعيل مؤسسات الدولة.
ورأت المصادر أن انتخاب رئيس الجمهورية أكثر من ضروري لأن هناك اتفاقيات وتفاهمات تتطلب أن يكون على رأس الدولة رئيس جمهورية يحمي البلد ويحافظ على الدستور.
"الشرق":
أعلنت المعارضة المسلحة السورية سيطرتها على مدينتي الرستن وتلبيسة بريف حمص الشمالي، موازاة مع تقدمها نحو أطراف مدينة حمص، في حين سعى الجيش السوري لكسر تقدم المعارضة بتدمير جسر الرستن المؤدي إلى المدينة.
وبثت المعارضة صورا للحظة دخول قواتها إلى المدينتين اللتين تبعدان نحو 20 كيلومترا إلى الجنوب من مدينة حماة. كما أصبحت على بُعد 12 كيلومترا من وسط مدينة حمص.
يذكر أن مدينة حمص هي أول مدينة تعرضت للتهجير على يد قوات الجيش السوري في اتفاق تم برعاية الأمم المتحدة في منتصف عام 2014.
ويأتي ذلك بعد إعلان المعارضة السورية المسلحة سيطرتها الكاملة على مدينة حماة وسط البلاد، بعد أن أكملت عمليات التمشيط فيها بنجاح، على حد قولها.
من جانب آخر، نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية عن مصدر عسكري قوله إن قوات الجيش قتلت وجرحت عشرات ممن وصفهم بالإرهابيين إثر غارات سورية وروسية وقصف مدفعي وبالصواريخ استهدف تجمعاتهم في ريفي حماة الشمالي والجنوبي.
كما أسفرت الضربات أيضا عن تدمير آليات وعربات لهم، بحسب المصدر العسكري.
كما نفى المصدر العسكري انسحاب قوات وزارة الدفاع السورية من مدينة حمص، وقال إنها تنتشر في حمص وريفها على خطوط دفاعية ثابتة ومتينة، وتم تعزيزها بقوات ضخمة إضافية مزودة بمختلف أنواع العتاد والسلاح، وهي جاهزة لصد أي هجوم إرهابي، حسب تعبيره.
في سياق مواز، سلم النظام السوري -الجمعة- مركز محافظة دير الزور شرق البلاد لقوات سوريا الديمقراطية.
وأفادت مصادر محلية أن النظام السوري بدأ بسحب قواته المنتشرة في محافظة دير الزور، بالتزامن مع اقتراب فصائل المعارضة من مدينة حمص وسط).
وفي وقت سابق سحب النظام قواته من 7 قرى في دير الزور وسلمها لـ»قسد»، والتي تقع على «الممر الإستراتيجي» الذي يصل إيران بلبنان عبر العراق وسوريا.
كما انسحبت قوات النظام السوري من مطار دير الزور العسكري وسلمته لقوات سوريا الديمقراطية.
من جهتها، أكدت قوات سوريا الديمقراطية انتشار عناصرها في مدينة دير الزور وغرب الفرات شرق سوريا بعد انسحاب الجيش السوري منها.
ونقلت وكالة «رويترز» عن مصدرين عسكريين سوريين قولهما إن معبر البوكمال الحدودي مع العراق تسيطر عليه حاليا قوات «قسد».
وفي دمشق، تعرضت العاصمة السورية الجمعة لهجوم بطائرات مسيرة انتحارية استهدفت ساحة الأمويين التي تضم مبنى الإذاعة والتلفزيون ومبنى وزارة الدفاع.
وأفادت مصادر محلية لوكالة الأناضول أن الهجوم نفذته فصائل معارضة للنظام السوري، في حين لم يصدر أي بيان رسمي من النظام السوري حول الهجوم المذكور.
من جهة أخرى، أفادت تقارير ميدانية بسماع أصوات إطلاق نار كثيف في دمشق.
في السياق ذاته، قال الدفاع المدني السوري إن فرقه عملت على فتح عشرات الطرق المغلقة بالسواتر الترابية وركام القصف والمعارك في مدن وبلدات بريفي حلب وإدلب بعد سيطرة قوات المعارضة عليها.
من جهة أخرى، قالت مصادر محلية إن مقاتلين من المعارضة السورية ومدنيين في محافظة درعا نفذوا هجمات فردية تجاه حواجز ومخافر ومقار لقوات النظام السوري في مناطق عدة.
وأوضحت المصادر أن المعارضين هاجموا معبر درعا البلد القديم وهو معبر مغلق، ويعتبر حاجزا لقوات النظام السوري.
وأشارت المصادر إلى أن عناصر من النظام السوري سلموا أسلحتهم وحواجزهم ونقاطهم العسكرية لمقاتلي المعارضة والأهالي في عدة بلدات من محافظة درعا بعد تعرضهم للهجوم.
وأضافت المصادر أن مظاهرة خرجت في عدة مدن وبلدات من محافظة درعا دعما لعملية ردع العدوان.
من جهة أخرى، أعلنت فصائل من المعارضة السورية تأسيس «غرفة عمليات الجنوب» في محافظات درعا والقنيطرة والسويداء جنوبي سوريا.
وفي أول بيان لغرفة العمليات، تم التأكيد على ضمان أمن الحدود الجنوبية للبلاد، والعمل من أجل ضمان الأمن والاستقرار في المناطق الجنوبية.
ودعا البيان، المجتمع الدولي ليكون مع قرار الشعب السوري في نيل حريته وكرامته وبناء دولته المدنية.
وتوصلت فصائل المعارضة في درعا والسويداء والقنيطرة، لاتفاق مع «اللواء الثامن» الذي أنشأته القوات الروسية في درعا (يتألف من عناصر كانت أجرت تسويات مع النظام) على تشكيل غرفة عمليات مشتركة ضد قوات النظام.
مراكز الجمارك هوجمت وتعطلت.. فوضى في درعا والسويداء و”خلية أزمة” في عمّان والملك قطع زيارته لواشنطن
وسط صمت غير معهود للحكومة الأردنية، تداول نشطاء سوريون وأردنيون على نطاق واسع بعد ظهر الجمعة، فيديوهات موثقة عن حالة فوضى توسعت بالقرب من مناطق التماس الأردنية السورية وفي محيط بلدة “درعا البلد” التي تعتبر الأقرب إلى حدود المملكة الأردنية الهاشمية.
وتظهر الفيديوهات عشرات من أبناء منطقة درعا يهاجمون بكثافة منطقة المركز الجمركي القديم بين الأردن وسوريا.
كما تظهر إطلاق رصاص بالهواء من قبل مجهولين وعشرات من الدراجات الهوائية تتجول بفوضوية عبر الشريط الحدودي خلافا لسيارات وشاحنات على الحدود الجمركية تتجول بعكس السير وأصحابها يتحدثون عن مغادرة المركز من الجانب السوري بدون “ختم جوازات سفر”.
وأعلن وزير الداخلية الأردني مازن الفراية، الجمعة، إغلاق معبر جابر الحدودي المقابل لمعبر نصيب السوري.
وبموجب القرار، فإنه سيتم السماح للأردنيين والشاحنات الأردنية بالعودة إلى أراضي المملكة، فيما ستُمنع حركة المرور للمغادرين إلى الأراضي السورية.
وقال وزير الداخلية إن الأردن يتابع التطورات الجارية في سوريا، بينما تستمر القوات المسلحة بتأمين الحدود.
وكانت الهيئة التي تدير المواجهات باسم المعارضة السورية صباح الجمعة، قد طالبت أهالي درعا بالتحرك لاستلام زمام الأمور والتخلص من النظام.
وعاد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني ظهر امس إلى بلاده بعد أن قطع زيارته الحالية المهمة للولايات المتحدة.
ومع أن الإعلام الرسمي تحدث عن قطع الزيارة الملكية بسبب سوء الأحوال الجوية في بوسطن، حيث كانت الخطوة التالية من برنامج الزيارة، إلا أن بعض الأوساط تربط المسألة بالحرص على متابعة التطورات المباغتة في سوريا المجاورة.
وتحدثت أوساط محلية في الأردن عن تكليف “خلية أزمة” مختصة بمراقبة الوضع على الحدود الأردنية السورية التي شهدت الكثير من الغموض والفوضى من صباح الجمعة ولعدة ساعات. ولم تشرح الحكومة الأردنية رسميا للرأي العام المحلي موقفها من التحولات الدراماتيكية التي تجري في سوريا، لكن المعروف أردنيا أن عمّان تعاني من نشاط مجموعات مسلحة تحترف تهريب المخدرات.
ويتوقع سياسيون أن يبدأ الأردن وفي غضون ساعات قليلة، دراسة وتقييم الوضع في سوريا وتأثيرات ما يجري، وما يمكن أن يجري على المصالح الحدودية والتجارية الأردنية، وخصوصا في الجزء الأمني.
"الشرق الأوسط":
فيما واصلت الفصائل السورية المسلحة تقدمها جنوباً من حماة باتجاه حمص، على أمل الوصول إلى دمشق التي تتحصن فيها قوات الرئيس بشار الأسد، شهدت مناطق سورية مختلفة تطورات متسارعة، تمثل بعضها بانسحاب القوات الحكومية، كما حصل في دير الزور (شرق البلاد)، أو بسيطرة فصائل مسلحة على مواقع استراتيجية في الجنوب، كما حصل على معبر نصيب مع الأردن.
جاء ذلك في وقت قال مصدر دبلوماسي روسي لـ«الشرق الأوسط» إن روسيا لن تتدخل عسكرياً بشكل واسع في سوريا برغم التطورات المتسارعة. ورداً على سؤال حول «ما هي الخطوط الحمراء الذي يدفع تجاوزها لتدخل روسي كبير؟»، قال الدبلوماسي إنه «لا خطوط حمراء لدينا»، متوقعاً أن تسيطر الفصائل على حمص، وتتقدم نحو دمشق. وأعرب الدبلوماسي عن الأمل في أن تسفر المحادثات النشطة التي تجريها روسيا مع الطرفين التركي والإيراني عن التوصل إلى توافقات تطلق مسار تسوية سياسية تحفظ وحدة أراضي سوريا وسيادتها وتمنع انزلاق الموقف نحو حرب أهلية واسعة.
وأعلن «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، الجمعة، انسحاب القوات الحكومية من مدينة حمص (وسط)، ثالثة كبريات مدن سوريا، على وقع تقدم فصائل المعارضة. الأمر الذي نفته وزارة الدفاع السورية. وقال «المرصد»: «انسحبت قوات النظام من مدينة حمص إلى أطرافها الشمالية الشرقية»، بعدما كان القيادي العسكري في صفوف الفصائل حسن عبد الغني أشار إلى «انهيار» القوات الحكومية، إلا أن وزارة الدفاع السورية نفت ذلك، وأكدت في بيان أن «الجيش العربي السوري موجود في حمص وريفها… وتم تعزيزه بقوات ضخمة إضافية».
في غضون ذلك، قال مصدران أمنيان لبنانيان كبيران لـ«رويترز» إن «حزب الله» أرسل الليلة الماضية عدداً صغيراً من «القوات المشرفة» من لبنان إلى سوريا بهدف المساعدة في منع مقاتلي المعارضة من الاستيلاء على مدينة حمص ذات الأهمية الاستراتيجية. ومعلوم أن الفصائل أعلنت سيطرتها على تلبيسة والرستن، ما يجعلها على بعد كيلومترات فقط من حمص. وتتواصل في غضون ذلك حركة النزوح الكثيفة للمدنيين من أحياء، مثل النزهة وعكرمة ووادي الذهب، وقرى ذات غالبية علوية وشيعية في حمص باتجاه الساحل السوري، وسط مخاوف من اندلاع معركة كبيرة نظراً لانتشار مجموعات تابعة لإيران و«حزب الله» فيها. ويُعتقد أن معركة حمص ستكون شديدة وحاسمة، كونها تسمح بالسيطرة على الطريق الدولي (M5) الشريان الاقتصادي الرابط بين دمشق وحلب، المتضمن عقدة ربط طريق إمداد الميليشيات التابعة لإيران و«حزب الله»، الذي يمر عبر دير الزور وتدمر وحمص، ومنها إلى الساحل أو دمشق.
وجاء ظهور رامي مخلوف، ابن خال الرئيس السوري، بعد سيطرة الفصائل المسلحة على حماة، مدلياً بمواقف تؤجج المخاوف، ولا سيما وسط أبناء الطائفة العلوية. وقال مخلوف، في مقطع مصور نشره على حسابه في «فيسبوك»، مساء الخميس: «هؤلاء إرهابيون يريدون قتلكم، وإن وصلوا إليكم فسينتهكون أعراضكم ويسلبون أموالكم»، طالباً منهم الالتفاف حول العميد في الجيش السوري سهيل الحسن، المدعوم من موسكو، الذي خاض معارك شمال حماة، ووصفه بشخص «مغوار سجّل كثيراً من الانتصارات».
وجاءت هذه التطورات في حمص بعد يوم من سيطرة الفصائل المسلحة على مدينة حماة التي شهدت شوارعها هدوءاً صباح الجمعة، بعد ليلة شهدت إطلاق نار كثيف في الساحات الرئيسية خلال الاحتفالات بإسقاط رموز السلطة في دمشق. ووجّه رجال دين في البلدات المسيحية بمحافظة حماة دعوات لأبناء بلداتهم الذين نزحوا الخميس بالعودة إلى بيوتهم بعد حصولهم على تطمينات من الفصائل المسلحة بعدم المساس بهم.
وقالت مصادر أهلية إن الفصائل لم تدخل البلدات المسيحية قرب مدينة حماة على قرى كفربهم والسقيلبية ومحردة، وتابعت تقدمها جنوباً في اتجاه حمص.
في غضون ذلك، قالت 3 مصادر سورية لـ«رويترز» إن تحالفاً مدعوماً من الولايات المتحدة بقيادة مقاتلين أكراد سوريين، استولى على مدينة دير الزور شرق سوريا، وهي المدينة الثالثة التي تخرج عن سيطرة الرئيس الأسد في غضون أسبوع. وقال مصدران أمنيان، مقرهما شرق سوريا، إن التحالف المعروف باسم «قوات سوريا الديمقراطية» سيطر بالكامل على دير الزور بحلول ظهر الجمعة.
وقال عمر أبو ليلى، وهو ناشط من منصة «دير الزور 24» الإعلامية، وله اتصالات في المدينة، لـ«رويترز»، إن قوات الحكومة السورية والمقاتلين العراقيين المدعومين من إيران انسحبوا من دير الزور قبل أن تكتسحها «قوات سوريا الديمقراطية». وقال مصدر أمني عراقي إن «قوات سوريا الديمقراطية» تتقدم أيضاً في اتجاه مدينة البوكمال السورية الواقعة على الحدود مع العراق، وقد تسيطر عليها خلال 24 ساعة مقبلة. وفي وقت لاحق، قال مصدران عسكريان سوريان إن معبر البوكمال الحدودي مع العراق يسقط بالفعل في أيدي «قوات سوريا الديمقراطية».
وجاءت تطورات شرق سوريا بعد قليل من معلومات نقلتها «رويترز» عن مسؤول إيراني كبير، مفادها أن طهران سترسل صواريخ وطائرات مسيرة ومزيداً من المستشارين إلى سوريا. وكانت قوات الحكومة السورية قد استعادت السيطرة على معظم البلاد، بدعم من حلفاء الأسد الرئيسيين: روسيا وإيران وجماعة «حزب الله» اللبنانية. لكن تركيز هؤلاء الحلفاء تحول تماماً إلى أزمات أخرى في الآونة الأخيرة، ما أعطى لقوات الفصائل فرصة لاستئناف القتال. وقال أبو محمد الجولاني، زعيم «هيئة تحرير الشام» التي تقود الهجوم الشامل ضد القوات الحكومية، في مقابلة مع شبكة «سي إن إن»، إن جماعته تهدف إلى «بناء مؤسسة حكم» في سوريا، وإعادة اللاجئين السوريين إلى ديارهم من لبنان وأوروبا.
والمقابلة هي الأولى للجولاني منذ بدأت جماعته في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) في انتزاع السيطرة على مناطق من قوات الحكومة. وتمكنت قوات المعارضة حتى الآن من السيطرة على مدينتين رئيسيتين، وتتقدم الآن باتجاه حمص. وقالت وزارة الداخلية الأردنية، الجمعة، إن الأردن أغلق معبره الحدودي الوحيد للأفراد والتجارة مع سوريا. وقال مصدر بالجيش السوري لـ«رويترز» إن جماعات مسلحة تطلق النار على معبر نصيب الحدودي بين سوريا والأردن، فيما وردت معلومات لاحقة عن سيطرتهم على المعبر. كما وردت معلومات عن تحرك ضد القوات الحكومية في السويداء، جنوب البلاد. وقال الجيش الإسرائيلي إنه يعزز قواته الجوية والبرية في هضبة الجولان المحتلة، في جنوب غربي سوريا، وإنه مستعد لجميع السيناريوهات.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا