آن الأوان
الرئيسية مقالات / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Dec 12 24|13:02PM :نشر بتاريخ
كتب أنور نمّور في ايكووطن:
في اثناء الحرب العالمية الثانية وفي خضم الدمار الذي كان يلف الكرة الارضية، تحلّق عدد من زعماء العالم ليقتسموا دول ما بعد الحرب. ونحن في زمن الحرب على لبنان، إذ ندعو لبناء هوية وطنية جامعة ليس لترف فكري او لأننا عاجزون عن حمل السلاح واقتسام العالم، انما برأينا لان اليوم هو الوقت المناسب لصياغة مشروع هوية وطنية تسمو فوق كل الفوارق والانقسامات الدينية والطائفية التي ما فتِئت دول العالم الكبرى، تستغلها ان انتداباً او استعماراً مباشراً او لزرع دول غريبة بتركيبتها عن المنطقة ونعني اسرائيل؛ لتبقى المبرر الوحيد للتدخل المباشر او للاستعمار الاقتصادي اي التبعية الاقتصادية وجعل كل دول المنطقة سوقاً لبضائعها مدنية كانت او عسكرية.
بداية الكيان كانت منذ اكثر من ثلاثماية عام والتخبط وعدم الاستقرار هما السمتان البارزتان واالمستمرتان؛ فمن الإمارة الدرزية الى تحالف البرجوازيتين المارونية - السنية في الجمهورية الاولى الى مركنتيلية الجمهورية الثانية وارهاصات المحاولة الشيعية لجمهورية ضائعة. اذاً نحن اليوم بأمس الحاجة الى التفاف وطني جامع ليس فقط لاننا نتعرض لخطر داهم من عدو قد يسلخ اجزاء من الوطن فحسب، بل لان علينا العمل لبناء دولة قادرة بكل معنى الكلمة....
وعند النظر الى تجارب من سبقنا من امم في هذا المضمار؛ يبرز امامنا استنجاد ستالين بالهوية الوطنية امامنا في خطابه للشعب السوﭭياتي، المفترض تجاوزه للقوميات، عندما دعا شعبه للدفاع عن ارض الاجداد وحماية الوطن من غزو النازيين في الحرب العالمية الثانية.. ثم، هل من احد يخبرنا ماذا يجمع المواطن الاميركي المقيم في ولاية الاسكا اقصى الشمال الى المواطن الأميركي في جنوب الولايات المتحدة في تكساس او فلوريدا او غيرها؟ .فهل هي علاقة العقد الاجتماعي مع السلطة؟!! او إنها الحلم الاميركي؟..نعم إنها الهوية الوطنية ولنا في تجارب عدونا الكثير من العبر والدروس- مع فارق ما نصبو اليه وماهم عليه من تمييز عنصري وديني وغرور لا انساني - فهم جمعوا الشتات اليهودي من كل اصقاع الارض حول فكرة هي اقرب للاسطورة منها للتاريخ وهجروهم الى فلسطين وجعلوا من دولتهم دولة متمردة على القوانين الدولية والانسانية، وعلى الهيئة التي اعطتهم الشرعية اي الامم المتحدة، وحتى على اقوى حلفائها اي الولايات المتحدة الاميركية
لقد كان لافتاً ما نشر على الفايسبوك على صفحة الصديق الدكتور سعود المولى حيث نشر مقابلة للوزير المرحوم جورج القرم لجريدة النهار والذي اراد من خلالها القول للمثقفين بأن لا يتلهوا بقراءة الصحف اليومية والرد على نظرائهم بالاراء السياسية المتعارضة وهو- الوزير القرم - ينتقد نفسه للقيام بهذا الشيء. وكأنه يريد من المثقفين أن يكوّنوا هوية وطنية جامعة. فدولة لبنان الحديث؛ تلك القطعة الجغرافية المجمعة الى بعضها البعض تارة بفعل التاريخ وتارة أُخرى بفعل السياسة هي غير دولة لبنان - القيم الانسانية العليا - التي نتطلع اليها.
فهل يعقل ان لا نكون قادرين كمثققين على ابتداع هوية وطنية جامعة علماً ان المساحات المشتركة فيما بين ابناء الشعب كثيرة جداً، ولنا في التجربة الحالية من التضامن والتآزر ما يشجع على خلق مثل تلك الهوية الانسانية السامية للبنان وتحويلها من عمل ظرفي الى هوية دائمة لابناء الوطن من اقصى عكار الى رأس الناقورة
لقد آن الاوان للمثقفين اللبنانيين لإعلاء الصوت، لابتداع هوية انسانية شاملة للبنان قد يكون مرتكزها الواقعي إحصاء العام ١٩٣٢ من تآلف للمكونات الطائفية بل ويتجاوزها لانسانية المقيمين ضمن حدود هذا الكيان. ويكون مرتكزها الاخلاقي بإعلاء الشأن الاصلاحي وحقوق الانسان فوق كل اعتبار. كذلك الامر بتربية اطفالنا على قبول الآخر المختلف، لبناء جيلٍ جديدٍ منصهرٍ حامل لهويةٍ لبنانية هي أخلاقية أكثر منها جغرافية، ليعيش في كنف دولة قانون حيث التساوي في الحقوق والواجبات لكل اللبنانيين ولا تمايز الا عبر الكفاءة. وعندئذ ننطلق لتكوين قوة سياسية عسكرية مستقلة غير متأثرة باي رياح تأتي من اي جهة كانت؛ تعامل الغير على اساس الندية...
..نعم قالها سعيد عقل ان لبنان يستحق الف طائرة حربية تحمي اجواءه وجيش جرار لحماية القيم التي يمثلها وطن جبران خليل جبران كونه رسالة تعايش للعالم على حد قول قداسة البابا يوحنا بولس الثاني.. ...صرخة نطلقها عسانا نجد من يسمع من المثقفين على اختلاف درجاتهم من الاكاديميين والادباء والكوادر والفنانين ونقاباتهم وغيرهم الكثير، علها تكون حبل خلاص لوطن لم نستطع الحفاظ عليه وجعلناه يغرق مع هبوب اي ريح....فهل من مجيب؟
المعلومات الواردة في هذا المقال تعبّر عن وجهة نظر الكاتب
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا