افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الاحد 15 ديسمبر 2024
الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Dec 15 24|09:00AM :نشر بتاريخ
"الديار":
المشاورات المفتوحة بين الكتل النيابية الناشطة على اكثر من محور ومسار، لم تقترب حتى الان من عتبة التوافق على مرشح يحظى باوسع اجماع 9 كانون الثاني.
ووفقا للمعلومات المتوافرة لـ«الديار» من مصدر مطلع، فان «ما جرى ويجري مؤخرا هو محاولة غربلة الاسماء المطروحة والمعروفة لجهة استبعاد بعضها من الذين لا يحظون برصيد نيابي كبير او انها موضع فيتو من هذا الفريق او ذاك».
مصدر مقرب من بري: التحضيرات بدأت لجلسة 9 كانون الثاني
وامس قال مصدر نيابي مقرب من الرئيس بري لـ «الديار»: «ان جلسة انتخاب الرئيس قائمة في موعدها كما اكد رئيس المجلس اكثر من مرة، وقد بوشر بالتحضير اداريا ولوجستيا لها بما في ذلك دعوة السفراء وممثلي البعثات الديبلوماسية، ومنهم بطبيعة الحال كما بات معلوما سفراء دول اللجنة الخماسية، بالاضافة الى ممثلي المنظمات الدولية».
واوضح ردا على سؤال «ان المشاورات تجري على غير صعيد، وهناك فرصة امام لبنان لكي ينجز الاستحقاق الرئاسي، وان الظروف المحيطة بنا تفرض على الجميع تحمل مسؤولياتهم».
لكنه اشار في الوقت نفسه الى انه «حتى الان لم تتبلور او تتم مقاربة مباشرة لاسم الرئيس الجامع، لكن من الخطأ الحديث من الان اي قبل 26 يوما عن هوية الاسم التوافقي لتفادي حرقه».
وحول المشاورات التي يجريها الرئيس بري قال المصدر «ان دولته مرتاح للقاء الاخير مع اللجنة الخماسية، وهو في الوقت نفسه منفتح على التواصل مع الجميع في الداخل، ويشجع ايضا المشاورات الجارية بين الكتل سعيا الى نجاح جلسة 9 كانون الثاني في انتخاب رئيس الجمهورية».
مصدر لـ«الديار»: التحدي الاساسي الحفاظ على نصاب جلسة الانتخاب
وفي ظل تباطؤ مسار السعي الى الاتفاق على رئيس جامع، قال مصدر مطلع لـ«الديار» : ان هناك تفاوتا واضحا في التعاطي مع فكرة التوصل الى اسم توافقي او يحظى باجماع واسع بين طرف واخر، وبالتالي لم يحصل بعد تقدم جدي في هذا الاتجاه»..
واضاف «اذا لم يحصل توافق خلال الفترة التي تفصلنا عن موعد جلسة انتخاب الرئيس فان التحدي الاساسي هو في الحفاظ على نصاب الجلسة، لانه في مثل هذه الحال هناك مخاطر جدية حول تطيير النصاب خلال الدورات المتتالية للجلسة»...
الثنائي لـ «الديار»: لن نطيّر النصاب
وفي هذا الاطار اكد مصدر نيابي في الثنائي الشيعي لـ «الديار» ان كتلتي الثنائي لا تريدان تطيير النصاب ولن يطيروا النصاب»، مشيرا الى «ان هناك خشية من ان يلجأ الطرف الاخر بعد رفح خطابه السياسي مؤخرا بوتيرة عالية الى مثل هذا الخيار، لكن علينا الا نستبق الامور ونبقى في جو ايجابي املا في التوصل الى نتائج ايجابية قبل جلسة 9 كانون الثاني المقبل».
مصدر معارض : التواصل مع بري طبيعي وليس حدثا والمهم النتيجة
وامس قال مصدر نيابي بارز في المعارضة لـ «الديار» : ان جولة مشاورات نيابية جديدة في ضوء المتغيرات في لبنان وسوريا ستبدأ الاسبوع المقبل تمهيدا للانتقال الى تفاهمات ستؤدي، ان حصلت، الى انتخاب رئيس الجمهورية في جلسة 9 كانون الثاني»..
واضاف « يمكن القول انه اعتبارا من الاسبوع المقبل يتوقع ان نشهد مرحلة اتصالات، ثم تفاهمات، فانتخابات»...
وردا على سؤال ما اذا كنا دخلنا في مرحلة الاسماء قال « لم ندخل بعد في بحث الاسماء، وكما قلت هناك مرحلة اتصالات جديدة الاسبوع المقبل يفترض ان تليها مرحلة التفاهمات».
وحول الحديث عن التواصل واللقاء مع الرئيس بري، قال المصدر المعارض « التواصل مع الرئيس بري امر طبيعي وليس حدثا كما يعتقد البعض، اولا كونه رئيسا للمجلس، وثانيا كونه يمثل مكونا سياسيا لبنانيا، وثالثا ان التواصل معه في القضايا الدستورية وهذا الاستحقاق الدستوري امر مهم، لكن المهم ايضا هو الوصول الى نتائج ايجابية»..
واضاف «في البداية يجب البحث مع الرئيس بري في ماذا تتطلب المرحلة، وعلينا ان نناقش من بين الاسماء المطروحة من تتوافر فيه المواصفات التي تتطابق مع طبيعة هذه المرحلة»...
واشنطن والرياض مع عون وتشجعان على التوافق
وفي شأن الاسماء المرشحة، نقل مصدر مطلع عن مصادر ديبلوماسية لـ «الديار» امس ان الادارة الاميركية والمملكة العربية السعودية لا تخفيان ميلهما الى تأييد انتخاب قائد الجيش العماد جوزف عون رئيسا للجمهورية، لكن لم تظهر بعد اشارات قوية على انهما ستذهبان في الايام والاسابيع القليلة التي تفصلنا عن موعد جلسة انتخاب الرئيس الى ممارسة ضغط تدريجي على الاطراف اللبنانية لتبني هذا الخيار. فالرياض، وفق ما عبر عنه السفير وليد البخاري، تشجع على التوافق حول الرئيس، ولا ترغب بممارسة اي ضغط في هذه العملية، كما ان السفيرة الاميركية اكدت ايضا للرئيس بري في اللجنة الخماسية دعم التوافق.
لكن المصادر لم تستبعد ان تنخرط الادارة الاميركية والسعودية في الايام المقبلة اكثر في الاستحقاق الرئاسي بشكل او باخر.
ولفتت الى ان فرنسا لا تعارض انتخاب العماد عون، لكنها تفضل ان يكون من ضمن لائحة مصغرة لاسماء مرشحة لتسهيل التوصل الى توافق، مع العلم انها وضعت مؤخرا لائحة من ثلاثة أسماء هي: سمير عساف التي تربطه علاقة صداقة مع الرئيس ماكرون، وزياد بارود، وناصيف حتي.
وحسب المعلومات، فان مروحة الاسماء المطروحة حتى الان ما زالت تشمل: رئيس تيار المردة سليمان فرنجية الذي لم يعلن انسحابه، واللواء الياس البيسري، والسفير السابق جورج خوري، والنائب نعمة فرام الذي رشح نفسه اول من امس، والنائب ابراهيم كنعان الذي طرحته بكركي من بين لائحة اسماء مرشحين للرئاسة.
اتفاق وقف النار في مرمى انتهاكات العدو
وبموازاة الاستحقاق الرئاسي بقي اتفاق وقف النار وتطبيق القرار 1701 في مرمى الانتهاكات والاعتداءات الاسرائيلية في ظل اجواء تؤشر الى ان العدو يحاول ان يفرض ايقاعه على تطبيق القرار المذكور ويسعى الى التعامل مع ترجمة الاتفاق بوتيرة بطيئة، ويستهلك كل فترة الستين يوما للانسحاب من الاراضي التي احتلها بعد ممارسة المزيد من عمليات التفجير والتجريف للمنازل في البلدات والقرى الحدودية كما فعل امس في ميس الجبل وطير حرفا والجبين. كما اغارت مسيرة اسرائيلية على سيارة مدنية على جسر الخردلي، ما ادى الى استشهاد احد المواطنين.
وبعد انسحاب القوات الاسرائيلية من الخيام وانتشار الجيش اللبناني فيها، قال مصدر سياسي مطلع لـ «الديار» امس: «ان لجنة متابعة تنفيذ اتفاق وقف النار مدعوة لعقد اجتماعات متتالية وممارسة ضغوط قوية على اسرائيل لتسريع انسحابها ووقف خروقاتها واعتداءاتها».
لكنه توقع ان يسلك الاتفاق مساره الى التنفيذ رغم كل هذه الانتهاكات الاسرائيلية، مشيرا الى ان الولايات المتحدة وفرنسا تبديان حرصا على تنفيذه وتطبيق القرار 1701، وان لبنان عبر مرارا عن التزامه بالقرار المذكور بشكل كامل».
واضاف « ليس هناك اي عراقيل او عقبات من الجانب اللبناني في وجه الاسراع بتنفيذ الاتفاق، وان الجيش اللبناني اثبت انه جاهز للقيام بمسؤولياته ومهامه والانتشار في الجنوب».
ترقب لبناني للوضع في سوريا
وعلى صعيد الوضع الناشىء عن سقوط النظام السوري، قالت مصادر مطلعة للديار امس «ان هناك اجواء ترقب للتطورات والمستجدات على صعيد مسار الامور في سوريا والمرحلة الانتقالية فيها، وان لبنان حريص على وحدة سوريا واستقرارها ، وعلى عدم حصول تداعيات سلبية للوضع الجديد وعلى استقرار الامور على الحدود».
ميقاتي : نتطلع الى علاقات احترام متبادل
وفي هذا الاطار، قال الرئيس نجيب ميقاتي خلال لقائه مع السفراء العرب في ايطاليا « علينا احترام ارادة الشعب السوري، ونتمنى له كل الخير ونتطلع الى علاقات بين البلدين على قاعدة الاحترام المتبادل ومصلحة الشعبين».
واكد «ان التحدي الاساسي يتمثل في الزام اللجنة المكلفة متابعة اتفاق وقف النار اسرائيل بوقف خروقاتها وسحب قواتها من الاراضي المحتلة … وان جيشنا بدأ توسيع انتشاره في الجنوب ومعنوياته عالية جدا، وهو يعمل على بسط سلطة الشرعية اللبنانية ولكيلا يكون هناك سلاح خارج السلاح الشرعي».
قاسم: نتمنى ان يكون خيار الحكم الجديد بسوريا لمصلحة البلدين
وامس قال الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في كلمة له « ان النظام السوري سقط على يد قوى جديدة، ولا يمكننا الحكم عليها الا بعد استقرارها وانتظام الوضع في سوريا. ونتمنى ان يكون خيار الحكم الجديد في سوريا هو على اساس مصلحة البلدين، وان يشرك جميع الاطراف والقوى في الحكم. وان من حق الشعب السوري ان يختار حكومته ودستوره وخياراته».
واضاف «خسر حزب الله في المرحلة الحالية طريق الامداد القادم عبر سوريا، وهذا تفصيل صغير، وقد يتبدل الزمن».
واكد قاسم «ان مقاومة حزب الله مستمرة ايمانا واعدادا، والتضحيات تزيدنا مسؤولية بمواجهة العدو التوسعي».
وقال «ان لبنان لم يتحرر الا بالمقاومة، والمقاومة مستمرة، ولكل مرحلة من مراحل المقاومة طرقها واساليبها، والمهم بقاؤها».
جنبلاط للقاء الجولاني في دمشق قريبا
وامس أجرى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط اتصالا باحمد الشرع (ابو محمد الجولاني) مهنئا اياه والشعب السوري.
وشدد والشرع على وحدة سوريا ورفض مشاريع التقسيم، وعلى العمل على بناء سوريا الجديدة الموحدة. كما اتفقا على اللقاء قريبا في دمشق.
"النهار":
في الوقت الذي تتجه فيه الأنظار الى تصاعد حمى التنافس الرئاسي في لبنان واعتبار موعد الجلسة النيابية لانتخاب رئيس الجمهورية في 9 كانون الثاني(ديسمبر) بمثابة محطة ثابتة وحاسمة ينظر اليها الداخل اللبناني والخارج العربي والدولي بأنها يفترض ان تكون نهاية أزمة الفراغ الرئاسي التي تمادت لسنتين وشهرين، برز في الساعات الأخيرة تطوران فريدان على مسار التعامل بين لبنان وسوريا بعد سقوط نظام بشار الأسد .
التطور الأول تمثل في أول كلام من نوعه يصدر عن قائد "هيئة تحرير الشام" في سوريا احمد الشرع ( أبو محمد الجولاني) يتناول الوضع بين لبنان وسوريا وفاجأ عبره المراقبين بإعلانه بلا أي تحفظ تأييده لانتخاب قائد الجيش العماد جوزف عون رئيسا للجمهورية ولو أنه قرن هذا الموقف المفاجئ بتأكيد أن الامر يعود الى اللبنانيين وان لا تدخل بعد الان لسوريا في شؤون لبنان . وهو موقف لم يجد تفسيرا موضوعيا بعد لكونه خارجا عن دائرة التوقعات السياسية ولم يكن مرتقبا اطلاقاً الا اذا كان يستبطن معطيات إقليمية تدخل في اطار امني – سياسي بين لبنان وسوريا في مرحلة تركيب السلطة الانتقالية السورية للمرحلة المقبلة .
وقد قال الشرع في لقاء مع مجموعة من الصحافيين انه "ليس لدينا خطط للتدخل في لبنان واذا توافق اللبنانيون على قائد الجيش جوزف عون رئيسا للجمهورية فسندعمه". وأضاف " ليس لدينا مشكلة مع لبنان بل العكس نحن لا نريد ان نتدخل ونضغط على هذا البلد كما حصل سابقا ".
والتطور الثاني تمثل في اول اتصال يجريه زعيم او مسؤول لبناني بأحمد الشرع أجراه الزعيم الدرزي وليد جنبلاط "مهنئاً الشرع والشعب السوري بالانتصار على نظام القمع وحصوله على حريته بعد 54 عاماً من الطغيان". وافيد بان جنبلاط والشرع "أكّدا على وحدة سوريا بكافة مناطقها ورفض كل مشاريع التقسيم والعمل على بناء سوريا الجديدة الموحّدة، وإعادة بناء دولة حاضنة لجميع أبنائها كما اتفقا على اللقاء قريباً في دمشق". واعتبر الشرع "أن جنبلاط دفع ثمناً كبيراً بسبب ظلم النظام السوري، بدءا من استشهاد كمال جنبلاط، وكان نصيراً دائماً لثورة الشعب السوري منذ اللحظة الأولى".
وثمة ما يمكنه ادراجه أيضا في خانة التطورات التي تحمل دلالات بارزة تمثل في بيان أصدره امس رئيس الحكومة السابق سعد الحريري عن سقوط الأسد اذ اعتبره "سقوطاً لنهج الاستفراد بالحكم والاستقواء بالخارج. هو سقوط لتأجيج الطائفية، والظلم باسم طائفة كريمة استغلها بأبشع الصور" لافتاً إلى أن "سقوط الدكتاتور لا يعني شيئاً، إلا إذا تم إسقاط نهجه الذي قام على الاستقواء على الأفراد كما الطوائف والتعسف في ممارسة السلطة" مضيفاً: «وحده دفن هذه الممارسات بعد سقوط النظام يضمن قيامة سوريا وطناً ودولة لكل سورية وسوري، وإثبات للسوريين والعالم بأن الثورة السورية أكبر من أن تقع بفخ نهج الأسد، وأقوى من أن تسقط بمستنقع الفتنة والفوضى، وبعيدة كل البعد عن أي شكل من أشكال التطرف".
اما في المواقف البارزة الأخرى فدعا رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع المغتربين اللبنانيين لبدء التحضيرات للعودة الى لبنان، وقال: "أريد بكل صراحة ووضوح أن أدعوكم جميعاً للبدء في التحضير للعودة إلى لبنان. فالدول العربية كلها شقيقة، وأنتم ترون كيف يتعاملون معنا بانفتاح وترحيب. لكن، وعلى رغم ذلك، يبقى لبنان وطننا. عليكم أن تستعدوا للعودة إلى لبنان والبدء في بناء مستقبل مختلف لأبنائنا، مستقبل يختلف عن ذلك الذي ورثناه نحن".
في المقابل اعترف الأمين العام لـ "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم امس بخسارة طريق إمداد حزبه عبر سوريا، لكنه اعتبره "تفصيلاً صغيراً" متحدثا عن إمكان «عودة المعبر» أو «البحث عن طريق جديد». واستبعد قاسم أن "يؤثر ما حصل في سوريا على لبنان" وقال إن حزبه "قوي ويتعافى" مشدداً على استمرار عمله المسلح، معلناً أنه سيتعاون في إخلاء جنوب الليطاني من السلاح والمسلحين. وشدد قاسم على أن "شرعية المقاومة تأخذها من إيمانها بقضيتها مهما كانت الإمكانات، والمقاومة قد تستمر 10 سنين أو 50 سنة وهي تربح أحياناً وتخسر أحياناً أخرى والمهم استمرارها في الميدان". واعتبر أن "العدو أدرك أن الأفق في مواجهة مقاومة مسدود فذهب إلى اتفاق إيقاف العدوان" وقال: "نحن منعنا العدو من تحقيق الشرق الأوسط الجديد عبر بوابة لبنان، ولولا صمود المقاومين لوصلت إسرائيل إلى بيروت وبدأت خطواتها اللاحقة من استيطان وتوطين".
وشدّد على أن "الاتفاق هو لإيقاف العدوان وليس لوقف المقاومة، وهو محصور في جنوب الليطاني"، وأضاف: "المقاومة لا تربح بالضربة القاضية على عدوها، وإنما بالنقاط، والمهم استمرارها مهما كانت إمكاناتها محدودة"؟ وعرض قاسم لبرنامج عمل "حزب الله" في المرحلة المقبلة، قائلاً: "إن برنامج عملنا في المرحلة المقبلة هو تنفيذ الاتفاق في جنوب نهر الليطاني وإعادة الإعمار وانتخاب الرئيس، والحوار الإيجابي حول القضايا الإشكالية، ومنها ما هو موقف لبنان من الاحتلال لأرضه؟ وكيف نقوّي الجيش اللبناني؟ وماهية استراتيجية الدفاع اللبنانية؟".وقال إن "سقوط النظام السوري على يد قوى جديدة يفرض انتظار استقرار الأوضاع لتقييم توجهها». وأعرب عن أمله بأن يكون النظام الجديد "متعاوناً مع لبنان بشكل متكافئ، وأن يشارك جميع الأطراف في صياغة الحكم بما يحقق المصلحة العامة للمواطن السوري". وتمنى "التعاون بين الشعبين والحكومتين في سوريا ولبنان، وأن تعتبر هذه الجهة الحاكمة الجديدة في سوريا (إسرائيل) عدواً".
"الأنباء":
لا يزال المشهد السوري يتصدّر الأحداث، وسطَ مواقف دولية داعمة لبناء دولة ومؤسسات، ومتضامنةً مع الشعب السوري المكافح في سبيل استعادة حقوقه بعد نظامٍ سلبَ حياته وجعله غريباً في وطنه الأم، فكان مصيره سقوط مدوٍ تتكشف أحقاده وجرائمه التي استفحل بارتكابها على مدى عقد من الزمن. هذا التنكيل بشعب ناضل للوصول إلى الحرية طيلة السنوات الأخيرة، عزز إرادته في مواجهة الظلم وتحدّي الظلام والعبودية للولوج إلى ولادة جديدة من رحم المآسي.
حريّة الشعب السوري التي سجلّت انتصاراً تاريخياً على ثقافة الرعب في معركة قاسية أسقطت حكم الطغيان، تواجه اليوم مشاريع التقسيم في تهديد خطير لوحدة سورية وقيام دولة مدنية موحدة قوامها دولة قوية وشعب موحد، في ظلّ تحذيرات جدية من تداعيات هذا التقسيم على الدولة السورية وما قد يتبعه من انعكاسات على الساحة اللّبنانية، في ظل الممارسات الاسرائيلية المقلقة في الجنوب السوري.
جنبلاط والشرع: لسورية موحّدة
في السياق، كان لافتاً الاتصال بين الرئيس وليد جنبلاط وقائد الإدارة الجديدة في سوريا أحمد الشرع (الشيخ أبو محمد الجولاني)، مهنئاً إياه والشعب السوري بالانتصار الكبير على نظام القمع وحصوله على حريته بعد 54 عاماً من الطغيان.
مصادر "الاشتراكي" لفتت إلى أنَّه خلال الاتصال جرى الاتفاق على زيارة قريبة لجنبلاط إلى دمشق من أجل استكمال التواصل والتنسيق، كما جرى التطرق إلى أهمية إرساء أسس التعاون ورسم مستقبل العلاقات بين البلدين على قاعدة الاحترام المتبادل.
وإذ أشارت المصادر في حديث لـ"الأنباء" الإلكترونية إلى أن الطرفين شددا على وحدة الأراضي السورية ومواجهة مشاريع التقسيم التي تضرّ بلبنان وسوريا على حد سواء، جرى التنبيه من التصرّفات المشبوهة لأتباع النظام الساقط، وانقلابهم باتجاه التعاون مع أعداء سوريا.
بدوره، أشار الشرع إلى التنسيق مع الفصائل العسكرية في السويداء في معركة إسقاط النظام، حيث تم التأكيد من قبل الطرفين على الانتماء الوطني والعربي لأبناء جبل العرب ومواجتهم مشاريع التقسيم عبر التاريخ.
الدروز يؤكدون انتماءهم الوطني
في الإطار، أكّد الرئيس الروحي لطائفة المسلمين الموحدين الدروز في سوريا الشيخ حكمت الهجري السعي بأن يكون للطائفة تمثيل في أيّ دور سياسي وأيّ حكومة في المدى القريب، معتبراً أن كلّ ما يهمنا بناء سورية الحديثة في الوقت الحاضر، تمثّل ألولنها جميعاً في دولة ذات طابع مدني وديمقراطي.
وأشار الهجري إلى أن ما يهمنا اليوم هو بناء وتنظيف البيت الداخلي الذي يجمع كل السوريين، وبناء دولة تتناسب مع تطلعاتنا كسوريين وطموحنا، والتركيز على دولة مدنية.
دعوة لتدخل دولي للجم التصعيد في سورية
في الأثناء، وفي ظل غضِّ نظر دولي عن العدوان المستمر، أعلن جيش الاحتلال انه يواصل التوغل داخل الأراضي السورية فيما كانت طائراته الحربية تشن غارات جديدة على محيط دمشق والسويداء ومصياف مستهدفة عشرين موقعاً للمخابرات الجوية السورية.
إزاء ذلك، اعتبر قائد هيئة تحرير الشام أحمد الشرع أن الحجج الإسرائيلية باتت واهية ولا تبرر تجاوزاتها الأخيرة، مشيراً إلى أن الإسرائيليين تجاوزوا خطوط الاشتباك في سوريا بشكل واضح، مما يهدد بتصعيد غير مبرر في المنطقة.
وإذ أكد الشرع أن الأولوية في هذه المرحلة هي إعادة البناء والاستقرار، وليس الانجرار إلى نزاعات قد تؤدي إلى مزيد من الدمار، دعا المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل وتحمل مسؤولياته تجاه هذا التصعيد، مشدداً على أهمية ضبط الأوضاع في المنطقة واحترام السيادة السورية.
دعم دولي وعربي لوحدة سورية وشعبها
في سياق متصل، تستقطب الأحداث السورية حركة ديبلوماسية بهدف تأكيد الدعم الدولي للثورة السورية، وتغلّبها على حقبة الأسد السوداوية، حيث أكد اجتماع أعضاء لجنة الاتصال الوزارية العربية بشأن سوريا الوقوف إلى جانب الشعب السوري واحترام إرادته وخياراته تمثل فيها كل القوى السياسية والاجتماعية السورية، وبما فيها المرأة والشباب والمجتمع المدني بعدالة، وترعاها الأمم المتحدة والجامعة العربية.
إلى ذلك، شدد المجتمعون في بيان ختامي على دعم عملية انتقالية سلمية سياسية سورية-سورية جامعة.
حضور لبناني في روما
تزامناً، وعلى صعيد الحراك الديبلوماسي القائم لصون الساحة الداخلية، أكد رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أثناء زيارته روما أن التحدي الأساسي يتمثل في إلزام لجنة المراقبة الخماسية اسرائيل بوقف خروقاتها وسحب قواتها من الاراضي اللبنانية وقال: نحن ننتظر تنفيذ هذه التدابير بضمانة أميركية - فرنسية ولكن لا نرى التزاماً اسرائيلياً بذلك.
إلى ذلك، عقد ميقاتي سلسلة اجتماعات من بينها مع رئيسة وزراء ايطاليا جورجيا، في إطار عرض العلاقات التاريخية بين البلدين، حيث شكر ميقاتي الدعم المستمر للبنان، ولا سيما الموقف الداعم للجهود الرامية لوقف اطلاق النار ودعم الجيش.
قاسم يُعلن برنامج المرحلة المُقبلة
توازياً، تستمر الخروقات الإسرائيلية لاتفاق وقف إطلاق النار، وآخرها استهداف سيارة على طريق الخردلي، إذ أكّد الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم أن "المقاومة لا تربح بالضربة القاضية على عدوها وإنما بالنقاط والمهم استمرارها مهما كانت إمكاناتها محدودة".
قاسم أعلن أن برنامج "الحزب" في المرحلة المُقبلة يقضي بتنفيذ الاتفاق في جنوب نهر الليطاني وإعادة الإعمار وانتخاب الرئيس والحوار الإيجابي حول الاحتلال وكيفية مواجهته وتقوية الجيش اللبناني، مذكراً أن "حزب الله" صبر على مئات الخروقات الإسرائيلية لكي لا يكون عقبة أمام الاتفاق ولوضع المعنيين أمام مسؤولياتهم، إلّا أنه يتابع ما يحصل.
بالمحصلة، فإنَّ المنطقة على صفيح ساخن في ظلّ التطورات الأخيرة ما يشي حتماً بتداعيات جدية على المستوى اللبناني، فيما يبقى الهم الأساسي داخلياً انتخاب رئيس للجمهورية يواجه تحديات المرحلة المقبلة بانتظار ما ستؤول إليه جلسة التاسع من كانون الثاني القادمة.
"الشرق الاوسط":
منذ ليلة انهيار النظام في سوريا، وبسط المعارضة المسلحة سيطرتها على الأوضاع في البلاد، غدا السؤال الأكثر تردداً لدى الأوساط الروسية عن مستقبل الوجود العسكري لموسكو في هذا البلد. وتزامنت الأنباء، السبت، عن بدء سحب معدات من قاعدة «حميميم» الجوية قرب اللاذقية، مع صدور تأكيدات عن مصادر روسية أن موسكو مستعدة للانسحاب بشكل كامل من الأراضي السورية في حال لم يتم التوصل إلى توافقات مع السلطة الجديدة في دمشق. لكن هذا الانسحاب ستكون له تبعات مهمة على المصالح الروسية في المنطقة عموماً، وفق تأكيد خبراء روس.
بدء الانسحاب
أكدت مصادر روسية تحدثت معها «الشرق الأوسط»، السبت، معطيات تداولتها وسائل إعلام غربية حول الشروع بسحب جزء مهم من المعدات والتقنيات العسكرية في قاعدة «حميميم»، لكنها أشارت إلى أن هذا التطور لا يعني حالياً الاستعداد لإخلاء القاعدة، وإنهاء الوجود العسكري في سوريا تماماً. وربطت الإجراء بتقليص المخاطر، وسحب المعدات التي لا حاجة إلى وجودها في هذه المرحلة استعداداً لفتح أبواب النقاش مستقبلاً مع السلطات التي ستظهر في البلاد.
وكانت معطيات أشارت إلى هبوط طائرات شحن عسكرية من طراز «اليوشين 76» تابعة لقوات الجو الروسية في قاعدة «حميميم». ونشر بعض المنصات صوراً تظهر فيها إحدى الطائرات التي تحمل العلم الروسي.
ورغم أن وزارة الدفاع لم تعلن تفاصيل حول مهمة طائرات الشحن، لكن بات معلوماً أنها قامت بتحميل معدات لم يكشف عن تفاصيلها.
وجاءت هذه الخطوة مباشرة بعد تردد معطيات عن قيام موسكو بتفكيك أنظمة صاروخية من طراز «إس 400» كانت قد نُشرت في القاعدة لحمايتها من هجمات جوية، فضلاً عن تفكيك مروحيات وآليات أخرى استعداداً لنقلها. أيضاً انسجمت هذه التحركات مع قيام موسكو بسحب وحدات ومعدات من مناطق انتشار عدة في سوريا ونقلها إلى القاعدة الجوية تمهيداً لسحبها نهائياً من البلاد.
ووفقاً لمعطيات متوافرة، فقد توصلت القوات الروسية في سوريا إلى اتفاق مع ممثلي حكومة الإنقاذ السورية لإجلاء عدد كبير من العسكريين الروس الذين وجدوا أنفسهم بعد التطورات الأخيرة مطوقين بمجموعات من المسلحين في عدد من المناطق. وفي هذا السياق، ظهرت في اليومين الأخيرين مقاطع فيديو على الإنترنت تم تصويرها في منطقة حمص، تظهر قافلة تضم أكثر من 100 آلية للجيش الروسي تتحرك باتجاه الغرب.
لكن هذه التحركات لا تعني اتخاذ القرار النهائي بالسحب الكامل للقوات من سوريا، بل جاءت كما يبدو في إطار توافقات مرحلية لضمان أمن القوات الروسية في سوريا، التي لا تعلن وزارة الدفاع رسمياً تفاصيل عن تعدادها.
كما تشمل التوافقات ضمانات بالمحافظة على أمن القواعد الروسية وعدم السماح بوقوع هجمات ضدها.
وجود دائم؟
في هذا الإطار، أطلقت موسكو نشاطاً مكثفاً في اليومين الأخيرين لتحديد الوضع المستقبلي لوجودها العسكري في سوريا، رغم تأكيدات الكرملين السابقة أن هذا الموضوع مؤجل للنقاش مع السلطات التي ستتولى شؤون البلاد بشكل مستقر لاحقاً. وكشفت وسائل إعلام عن أن روسيا «تقترب بالفعل» من التوصل إلى اتفاق مع القيادة الجديدة في سوريا للاحتفاظ بالقاعدتين العسكريتين الحيويتين في البلاد. لكن وزارة الدفاع الروسية لم تؤكد ذلك.
ومعلوم أن القاعدة الروسية الجوية في «حميميم» أنشئت بناءً على اتفاق وقّع في 26 أغسطس (آب) 2015 وشمل على وجود عسكري روسي لمدة 49 سنة قابلة للتمديد بموافقة الطرفين. ومنذ ذلك الحين غدت القاعدة مركزاً أساسياً لتحركات سلاح الجو الروسي ليس فقط في سوريا نفسها بل وفي المنطقة بشكل عام.
أما قاعدة «طرطوس البحرية» فكانت قد أنشئت في عام 1971 بموجب اتفاق بين الرئيس الأسبق حافظ الأسد، والد بشار، والاتحاد السوفياتي في ميناء طرطوس. وكانت على مدى سنوات تعد مركزاً للتزود بالوقود والصيانة والخدمات اللوجيستية للبحرية الروسية. لكن تم تحديثها بشكل كلي بعد توقيع اتفاق جديد في ديسمبر (كانون الأول) 2017، وتمت إقامة رصيف واسع قادر على استقبال السفن والبوارج العملاقة، وغدت القاعدة الروسية الدائمة الوحيدة لموسكو في منطقة المتوسط.
وقال مسؤولون عسكريون روس في وقت سابق إن مهام قاعدتي «حميميم» و«طرطوس» تجاوزتا بشكل واسع الجغرافيا السورية خصوصاً بعد تثبيت وقف إطلاق النار في هذا البلد، وباتت لهما مهام استراتيجية واسعة للتحركات العسكرية الروسية في منطقة البحر المتوسط وشمال أفريقيا. ويعكس هذا درجة الأهمية التي توليها موسكو للتوصل إلى توافقات نهائية تكرس الوجود الدائم لروسيا في هذه المنطقة، رغم أن الرئيس فلاديمير بوتين كان قد ألمح أكثر من مرة في السابق إلى أن بلاده «مستعدة لإنهاء هذا الوجود في أقصر وقت إذا دعت الحاجة لذلك».
وعلى الرغم من أن التركيز ينصب حالياً على البعد العسكري الاستراتيجي للوجود الروسي في سوريا، وخصوصاً في ظل المواجهة المتفاقمة مع الغرب، لكن خبراء في موسكو رأوا أن تبعات الانسحاب الروسي، إذا حصل، قد تمس ملفات عديدة أخرى مهمة للغاية للكرملين ولأطراف عديدة أخرى.
ووفقاً لكبير الباحثين في مركز دراسات الشرق الأوسط التابع لجامعة الاقتصاد العالمي والعلوم السياسية، نيكولاي كوزانوف، فإن سقوط نظام بشار الأسد في سوريا سوف يُجبر العديد من الدول على الفور على التفكير في إعادة هيكلة طرق نقل موارد الطاقة.
وقال الباحث إنه من بين جميع الجوانب الاقتصادية المرتبطة بتطورات سوريا، فإن الأكثر حساسية بالنسبة لموسكو هو «الحاجة إلى إيجاد طرق جديدة للحفاظ على الوجود الروسي في أفريقيا. والحقيقة هي أنه كان هناك تدفق للبضائع ذات الطبيعة المدنية والعسكرية التقنية عبر (حميميم). علاوة على ذلك، نحن نتحدث في المقام الأول عن شمال ووسط أفريقيا، وبشكل أكثر تحديداً عن ليبيا ومالي والنيجر والسودان وجمهورية أفريقيا الوسطى». وزاد أن هناك طرقاً بديلة تم استخدامها «لكنها صعبة للغاية. في بعض الحالات، لم نتمكن من إشراك الطيران الروسي بشكل مباشر، لأن الطرق كانت تمر عبر أراضي بلدان حيث، لأسباب سياسية، لم نتمكن من الطيران مع البضائع ذات الاستخدام المزدوج والبضائع العسكرية. كان علينا استخدام مقاولين».
طائرات الشحن الثقيلة
ورأى أن روسيا بمجرد أن تتوقف عن استخدام الخدمات اللوجيستية التي كان يتم توفيرها بفضل الوجود في القواعد السورية ستواجه «سؤالاً كبيراً على الفور: ماذا نفعل؟ طائرات الشحن الثقيلة، على حد علمي، تجد صعوبة في الوصول إلى شمال أفريقيا دون التزود بالوقود، أو بالأحرى لا تصل على الإطلاق».
ويؤكد الخبير أهمية الشروع في التفكير في إعادة بناء الخدمات اللوجيستية، رغم أن هذا سيستغرق وقتاً ويؤدي إلى إطالة طرق التنقل والنقل.
يرى الخبير أن موسكو تراهن حالياً على إطالة أمد الوجود العسكري في سوريا بقدر المستطاع مع الشعور بأنه سيكون عليها عاجلاً أو آجلاً مغادرة الأراضي السورية.
ويؤكد أن «فقدان هذا الوجود، خصوصاً في سياق العلاقات الصعبة مع الغرب، والعمل العسكري المستمر في أوكرانيا، يشكل إضعافاً كبيراً للمواقف الروسية، ليس فقط في سوريا، ولا في منطقة الشرق الأوسط، ولكن على وجه التحديد فيما يتعلق بالاستراتيجية الروسية في أفريقيا». وزاد: «سلطت الأحداث السورية الضوء على عدد من المشاكل الدولية: من وضع العبور، ونقل البضائع عبر البحر الأبيض المتوسط، إلى تنظيم إمدادات الطاقة، وخصوصاً الغاز الطبيعي، إلى أوروبا (...) أي مشاريع بنية تحتية سيتم تنفيذها بالقرب من حدود سوريا في هذه المرحلة الانتقالية الصعبة تصبح موضع شك. ومرة أخرى، يتم طرح موضوع تقسيم مناطق النفوذ الاقتصادي في شرق البحر الأبيض المتوسط».
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا