افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح الأربعاء 5 مارس 2025
الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Mar 05 25|09:05AM :نشر بتاريخ
"النهار":
يومان رئاسيان بكل معايير إعادة حضور لبنان إلى الحضن العربي، اختصرا بنتائجهما ودلالاتهما وأبعادهما الزيارة الأولى الخارجية التي قام بها رئيس الجمهورية العماد جوزف عون للمملكة العربية السعودية ومن ثم مشاركته ممثلاً لبنان في القمة العربية الاستثنائية المهمة التي انعقدت في القاهرة. وبدا واضحاً من مجمل المعطيات والمؤشرات الديبلوماسية، في الشكل كما في المضمون، أن ما واكب تحرك الرئيس عون سعودياً وعربياً ترك الرسالة الأبلغ من أن لبنان عاد إلى العرب من البوابة العريضة، وهنا بيت القصيد في نتائج اليومين الرئاسيين الماراتونيين. ذلك رغم أن لبنان كان يتمثل برئيس حكومة تصريف الأعمال السابقة نجيب ميقاتي والوزراء السابقين فيها في اللقاءات والقمم العربية، غير أن مشاركة الرئيس عون أمس في قمة القاهرة شكلت فارقاً نوعياً واختراقاً إيجابياً طالما انتظره العرب أيضاً بعد ثلاث سنوات من الفراغ الرئاسي في لبنان. وهو الاختراق الذي جاء مكملاً لمحادثات دافئة للغاية جرت ليل الاثنين وامتدت حتى فجر الثلاثاء بين عون وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في قصر اليمامة في الرياض. وقد اتّسم استقبال ولي العهد للرئيس عون بحفاوة لافتة كما برز الحضور الكثيف لمجموعة كبيرة من الوزراء السعوديين في الاجتماع الموسع ثم في العشاء الذي أقامه على شرف رئيس الجمهورية بعد خلوة ثنائية بينهما. وانسحب الأمر أيضاً على اللقاءات التي أجراها عون على هامش مشاركته في قمة القاهرة بما عكس “درع التثبيت” العربي الذي كان ثمرة تحركه الأول عربياً. وقد شملت لقاءاته عدداً كبيراً من الزعماء العرب ورؤساء الوفود من بينهم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل الأردني الملك عبدالله بن الحسين والرئيس الفلسطيني محمود عباس وأمير قطر تميم بن حمد آل خليفة والرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد والأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريس.
ومع أن الخطة المصرية لغزة شكّلت الموضوع الأساسي الذي شغل مناقشات القمة فإن جوانب بارزة من الواقع اللبناني والموقف اللبناني التاريخي من قضية فلسطين حضرت في الكلمة التي ألقاها الرئيس عون، وهي الأولى له في منتدى خارجي. وخاطب عون المؤتمرين لافتاً إلى أن “في بلدي، تماماً كما في فلسطين، ما زالت هناك أرضٌ محتلة من قبل إسرائيل. وأسرى لبنانيون في سجونها. ونحن لا نتخلى عن أرضنا ولا ننسى أسرانا ولا نتركهم”، معلنًا أنّه “لا سلام من دون تحريرِ آخر شبرٍ من حدودِ أرضِنا، المعترفِ بها دولياً، والموثقة والمُثبتة والمرسّمة أممياً. ولا سلامَ من دون دولةِ فلسطينية ولا سلامَ من دون استعادةِ الحقوق المشروعة والكاملة للفلسطينيين. وهو ما تعهدنا به كدولٍ عربية. منذ مبادرةِ بيروتَ للسلام سنة 2002، حتى إعلان الرياض في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي”. وقال: “علمتني حروب الآخرين في لبنان، أنّ البُعدَ العربي لقضية فلسطين، يفرضُ أن نكونَ كلُنا أقوياء، لتكونَ فلسطينُ قوية. فحين تُحتلُ بيروت، أو تُدمّرُ دمشق، أو تُهدّدُ عمّان، أو تئنُّ بغداد، أو تسقطُ صنعاء يستحيل لأيٍ كان أن يدّعي، أنّ هذا لنصرة فلسطين. أن تكونَ بلدانُنا العربية قوية، باستقرارِها وازدهارِها، بسلامِها وانفتاحِها، بتطورِها ونموِها، برسالتِها ونموذجيتِها… إنه الطريقُ الأفضلُ لنصرةِ فلسطين”. وأضاف: “علّمني لبنان بعد عقودٍ من الصراعات والأزمات والإشكاليات، أن لا صحة لأي تناقض موهوم، أو لنزاع مزعوم، بين هوياتنا الوطنية التاريخية والناجزة، وبين هويتِنا العربية الواحدة والجامعة. بل هي متكاملة متراكمة”.
وتابع عون: “ها أنا هنا بينكم، أجسّدُ العهد. فها هو لبنانُ قد عادَ أولاً إلى شرعيته الميثاقية، التي لي شرفُ تمثيلِها. ها هو الآن، يعودُ ثانياً إلى شرعيتِه العربية، بفضلِكم وبشهادتِكم وبدعمِكم الدائم المشكورِ والمقدّر. ليعودَ معكم ثالثاً إلى الشرعيةِ الدولية الأممية. التي لا غنى ولا بديلَ عنها لحمايتِه وتحصينِه واستعادةِ حقوقِه كاملة. لقد عانى لبنانُ كثيراً. لكنه تعلّمَ من معاناته. تعلّمَ ألا يكونَ مستباحاً لحروبِ الآخرين. وألا يكونَ مقراً ولا ممراً لسياساتِ النفوذِ الخارجية. ولا مستقَراً لاحتلالاتٍ أو وصاياتٍ أو هيمنات. وألا يسمحَ لبعضِه بالاستقواء بالخارج ضدَ أبناءِ وطنِه. حتى ولو كان هذا الخارجُ صديقاً أو شقيقاً. وألا يسمحَ لبعضِه الآخر، باستعداءِ أيِ صديقٍ أو شقيق. أو إيذائه فعلاً أو حتى قولاً.” وختم، “اليوم يعودُ لبنانُ إليكم. وهو ينتظرُ عودتَكم جميعاً إليه غداً”.
أما تتويج زيارة عون للرياض، فكان في البيان المشترك الذي صدر عقب الزيارة وأكد فيه الجانبان “أهمية التطبيق الكامل لاتفاق الطائف، وتطبيق القرارات الدولية ذات الصلة، وبسط الدولة سيادتها على كامل الأراضي اللبنانية، وحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، والتأكيد على الدور الوطني للجيش اللبناني، وأهمية دعمه، وضرورة انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من كل الأراضي اللبنانية”.
ويعقد مجلس الوزراء أول جلسة عملية له في الحادية عشرة قبل ظهر غد الخميس في قصر بعبدا، وعلى جدول أعمالها 25 بندًا، أبرزها ما يتعلق بموضوع موازنة 2025 التي أقرتها الحكومة السابقة ورفعتها إلى مجلس النواب الذي لم يناقشها، وعرض رئيس مجلس الوزراء لآلية تنفيذ الإصلاحات التي تضمنها البيان الوزاري، وأيضًا موضوع تعيين سفراء من خارج الملاك في السلك الخارجي في الوزارة، إضافة إلى أمور تنظيمية .
مساعدة أميركية للجيش
وفي سياق آخر أفاد أمس موقع “أكسيوس” نقلًا عن مسؤولين أميركيين أنّ وزارة الخارجية الأميركية رفعت التجميد عن 95 مليون دولار من المساعدات العسكرية للبنان. وأوضح مسؤولون أميركيون للموقع أنّ”المساعدات للبنان جزء من استراتيجية للتأكد من استمرار وقف إطلاق النار مع إسرائيل”، كما أنها “جزء من استراتيجية لمحاولة إضعاف حزب الله وتقليص نفوذه”. وقال مسؤول أميركي إنّ “رئاسة رئيس الجمهورية جوزف عون تشكل فرصة تاريخية لتغيير الواقع في لبنان نحو الأفضل”، وأضاف: “آلية مراقبة وقف النار التي تقودها الولايات المتحدة في لبنان تعمل بشكل جيد”. وتابع المسؤول الأميركي أن “الجيش اللبناني دخل للمرة الأولى مناطق في جنوب لبنان كانت تحت سيطرة حزب الله”، والجيش اللبناني دمر بنية تحتية لـ”حزب الله” وصادر مخازن ذخيرة تابعة له”. ونقل “أكسيوس” عن مسؤولين، حديثهم عن وجود “تفاهم بين إسرائيل وأميركا ولبنان على استمرار الوجود العسكري الإسرائيلي لأسابيع أو أشهر”.
يشار إلى أن اسرائيل مضت في عمليات الاغتيال ضد كوادر “حزب الله” فشنت مسيرة إسرائيلية غارة أمس على بلدة رشكنانيه (قضاء صور) استهدفت سيارة متسببة بسقوط قتيل. وقال مسؤول إسرائيلي: قتلنا شخصية محورية في قوة الرضوان بـ”الحزب” في غارة على جنوب لبنان. وأفيد أن القيادي يدعى خضر هاشم، وأعلن الجيش الإسرائيلي لاحقاً أنه قضى على خضر هاشم قائد القوات البحرية في قوة الرضوان الذي كان يعمل على تخطيط وتنفيذ عمليات ضد إسرائيل في المجال البحري حتى خلال وقف النار. ووصفته القناة 12 الإسرائيلية بأنه أكبر قيادي في “حزب الله” تغتاله إسرائيل منذ بدء وقف النار.
"الأخبار":
هل كان متوقّعاً خلاف ما صدر عن قمة الرياض بين الرئيس جوزيف عون وولي العهد السعودي محمد بن سلمان؟
السؤال مردّه إلى ارتفاع سقف التوقعات من الزيارة. فبعد انتخابه رئيساً للجمهورية، جرى الحديث عن رغبة عون بإنجاز سريع لعملية تكليف رئيس الحكومة وتأليفها، لأنه يستعدّ لجولة خارجية تبدأ بالسعودية. وتولى مقرّبون من الرئيس، ومعهم «إعلاميو كل العهود»، الحديث عن «نقلة نوعية لأن السعودية كانت أكثر دعماً لانتخاب عون من الولايات المتحدة».
وبعد تكليف القاضي نواف سلام بتشكيل الحكومة، صبّت الخطوة في سياق تعزيز الوصاية الأميركية - السعودية على السلطات التنفيذية في لبنان، علماً أن لهذه الوصاية نفوذاً قوياً داخل المؤسسات الرسمية، السياسية والأمنية والعسكرية والقضائية، إضافة إلى نفوذها المستمر بين السياسيين والاقتصاديين والإعلاميين. وعندما نالت الحكومة الثقة، تصرّف فريق الوصاية الجديد على أن زيارة عون للسعودية ستكون بداية انقلاب كبير، يبدأ بإنهاء «عزلة» لبنان التي تسبب بها حزب الله وحلفاؤه، ولا تنتهي مع فتح خزائن الدعم.
الواضح أن في لبنان من لم يقرأ حجم المتغيّرات التي طرأت على العالم، وعلى السعودية في العقدين الأخيرين. فجاء من يلقي الماء البارد لتهدئة النفوس، إذ تقرّرت زيارة تعارف سريعة بدل زيارة عمل طويلة كان يُفترض أن تستمر أياماً، يرافق فيها عون رئيس الحكومة ووزراء، ويصار إلى توقيع 22 اتفاقية تعاون بين البلدين، وتُتوّج بإعلان سياسي من حاكم السعودية، يقول فيه إن بلاده رفعت الحظر عن لبنان، وصار في إمكان مواطنيه زيارة بيروت، ورجال الأعمال السعوديين الاستثمار فيه. كما توقّع أصحاب الآمال العالية أن يتوّج ابن سلمان موقفه هذا بـ«مكرمات»، تشمل العفو عن معتقلين لبنانيين في سجون المملكة، وهبات مالية لمساعدة الجيش، ودعم إعادة إعمار ما هدّمته الحرب الإسرائيلية الأخيرة. وذهب البعض إلى الحديث عن نية السعودية تخصيص لبنان بكمية من المشتقات النفطية لزيادة ساعات التغذية بالتيار الكهربائي.
ما الذي حصل؟
زوار السعودية قبل أسبوعين عكسوا خلاف توقّعات أتباع الوصاية في بيروت. أحدهم خرج من الرياض بانطباع ومؤشرات على أن ابن سلمان غيّر رأيه في ما يتعلق بلبنان، وبات يظهر اهتماماً لم يكن موجوداً سابقاً، لكنه يعتقد بأن الظروف لم تنضج إلى مستوى القيام بقفزة كبيرة في العلاقات الآن. وتوقّع الزوار أن تبادر السعودية إلى «دعم ما»، لكن ليس من الوزن الذي يحدث فارقاً. وأوضح هؤلاء أن السعوديين يوجّهون سيلاً من الأسئلة إلى الجهات المعنية بملفات لبنان، بما في ذلك الأوروبيون والهيئات المالية والنقدية الدولية، وأن الرياض تصرّ على أن في لبنان مشكلة كبيرة في القوانين وفي الإدارة، وأنه من دون إصلاحات جدية، لا معنى لأي دعم.
لكنّ الأمور لا تقف عند هذا الحد. فما لا يقوله أهل الوصاية الجديدة علناً، يبعثون به على شكل رسائل شديدة الوضوح، إذ تريد واشنطن والرياض أن يثبت الحكم الجديد في لبنان قدرته على تحويل حزب الله إلى طرف غير قادر على تعطيل أي قرار سياسي كبير، وأن العاصمتين ستدعمان أي خطة لفرض مزيد من الحصار على الحزب وإضعاف موقفه، وأن أي دعم مالي أو سياسي أو عسكري لن يأتي من خارج سياق استكمال معركة ضرب حزب الله بصورة تامة.
وبحسب الزوار أنفسهم، فإن إسرائيل من جهة، والوصييْن الأميركي والسعودي من جهة ثانية، أجروا مراجعة لمئة يوم بعد وقف إطلاق النار، وتبيّن لهم أن المؤشرات ليست إيجابية في شأن خطة عزل حزب الله. فقد فشلت محاولة إبعاده عن الحكومة، وبعكس ما هو متوقّع، يؤكد الرئيسان عون وسلام أن الحزب يتعامل معهما بإيجابية ويلتزم بما هو مطلوب منه لتنفيذ القرار 1701 جنوب نهر الليطاني، ولم يبادر إلى أي عمل عسكري ضد العدو رغم استمرار الاحتلال والعدوان. وإلى ذلك، تلقّى الأميركيون والسعوديون باستغراب كيفية تعامل الحزب مع التوترات الداخلية، وسمعوا من جهات لبنانية خبيرة بحزب الله أنه لم يكن فعلياً خلف التحركات الشعبية التي حصلت على طريق المطار. لكن ما أفاض الكأس، كان التشييع الكبير للشهيد السيد حسن نصرالله، إذ تلقّى الجميع الأمر على شكل رسالة قوية، إلى الداخل والخارج، لا تعبّر عن واقع شعبية الحزب فحسب، بل تشير إلى متانة وضعه التنظيمي وقدرته على التحشيد من جهة، وإلى قدراته القيادية التي أتاحت تنظيم حشد هو الأضخم في تاريخ لبنان الحديث.
ما سبق يدفع الوصييْن الأميركي والسعودي إلى طلب المزيد من أتباعهما في لبنان، ويرجّح أن يكون على شكل مزيد من خطوات الحصار على الحزب لمنعه من استقدام أموال لعملية إعادة الإعمار، وتعزيز الإجراءات التي تعرقل تواصله مع إيران وحتى مع العراق، والشروع في خطوات تهدف إلى محاصرة «دورة العمل المالية» الخاصة بالحزب داخلياً.
لكنّ الأهم، كما تشير مداولات «أتباع الوصاية»، يتعلق بالتحضير لإطلاق حملة سياسية مبكرة تهدف إلى خلق مزاج عام في كل لبنان، يعتبر الحزب مصدر خطر على مستقبل لبنان وازدهاره، من خلال رفع شعار «نزع السلاح لضمان رفع الحصار»، بالتزامن مع محاولة بناء تحالف سياسي يجمع كل القوى والشخصيات الخاضعة للوصاية الأميركية - السعودية، تمهيداً لخوض الانتخابات البلدية ثم النيابية، بغية تحقيق نتائج تظهر حزب الله عاجزاً عن الاحتفاظ بتمثيله الحالي، بلدياً ونيابياً.
وإذا كان الغرب وعربه يربطون دعمهم للبنان بالانتخابات النيابية المقبلة، فهذا يعيدنا من جديد إلى السؤال الملحّ: من قال إن أولوية إعادة الإعمار يجب أن تبقى رهن ما يريده الأميركيون والسعوديون؟
هذا التحدّي سيكون عنوان المرحلة المقبلة، خصوصاً أن محاولة ربط الإعمار بأي خطوات أخرى، سياسية أو إصلاحية أو أمنية، هي محاولة للمسّ بالسلم الأهلي، إذ كيف يستقيم لسلطة أن تبتزّ شعبها، وأن تمنعه من إعمار ممتلكاته بيده، ثم ترفض مساعدته في هذه الورشة... وهل في لبنان من يصدّق فعلاً أن المقاومة ستترك القرى والمنازل مدمّرة حتى يرضى عنا الوصيان الأميركي والسعودي؟
والأهم من كل ذلك، كيف لهذه السلطة أن تمنع النقاش حول وجود قدرات مالية للمساهمة في هذه المهمة الوطنية، وهي أموال لا تكلّف الدولة اللبنانية أي نوع من الأعباء، ولن تؤثّر لا على سعر الصرف وعلى نسبة العجز في الموازنة، بينما سيكون لها أثرها الكبير في إطلاق عجلة اقتصادية كبيرة، تشمل كل القطاعات المنخرطة في الإعمار؟
"الجمهورية":
يفترض أنّ زيارة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون للسعودية ومن ثم حضوره القمة العربية الطارئة في القاهرة قد أعادا لبنان إلى العرب وأعاد العرب إليه، وقد عكس ذلك حفاوة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان بعون، وتفاعل الملوك والرؤساء العرب مع كلمته أمام القمة خصوصاً من حيث تأكيده عروبة لبنان ودفاعه عن القضية الفلسطينية وتشديده على انّ لا سلام من دون تحرير الأراضي اللبنانية المحتلة ومن دون قيام دولة فلسطينية مستقلة، ودعوته العرب للعودة إلى لبنان الذي عاد إليهم بعد انتظام مؤسساته الدستورية.
وقد رحّب ولي العهد السعودي بدعوة وجّهها عون إليه لزيارة لبنان، وقال عبر منصة «إكس» عقب المحادثات بينهما: «مرحلة جديدة في لبنان الشقيق عنوانها النماء والازدهار والاستقرار بإذن الله».
اعتبرت اوساط سياسية أنّ اهم ما أنجزته زيارة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون للسعودية ومشاركته في القمة العربية في القاهرة هو انّهما أعادتا دمج لبنان بمحيطه العربي وتظهير حضوره على أعلى مستوى رسمي ممثلاً برئيس الجمهورية بعد فترة طويلة من الشغور الرئاسي ومن التجاذب الحاد حول موقع لبنان الإقليمي وخياراته.
وقالت هذه الأوساط لـ«الجمهورية»، انّ خطاب عون أمام القمة العربية كان لافتاً في نمط مقاربته للتجارب التي مرّ فيها لبنان وللتحدّيات التي تواجهه، معتبرة انّه حمل نَفَساً جديداً يعكس الثوابت الاستراتيجية لرئيس الجمهورية، سواء على صعيد الواقع اللبناني او على صعيد القضايا العربية وفي طليعتها القضية الفلسطينية.
وأكّدت الأوساط نفسها، انّ خطاب عون كان متوازناً، وربما ستجد فيه القوى الداخلية أجزاء ترضيها وأخرى لا ترضيها، وهذا مؤشر إلى انّه أتى في سياق بعيد من أي اصطفافات. ولفتت إلى انّ عون استخرج عبر كلمته عصارة الاختبارات الصعبة التي خاضها لبنان خلال مراحل مختلفة للبناء عليها والاتعاظ منها، مشدّدة على ضرورة أن يستفيد اللبنانيون من دروس تلك الاختبارات ويتعلموا منها لتفادي تكرارها.
التوازن
وإلى ذلك، توقف مصدر نيابي عند التوازن الذي عبّر عنه رئيس الجمهورية في غير مناسبة، بين حق لبنان في استعادة كل أرضه التي يحتلها الإسرائيليون اليوم وإعمار القرى المهدّمة وحصرية بسط سلطة الدولة. وقال المصدر لـ«الجمهورية» إنّ التحدّي الذي تواجهه السلطة الجديدة الممثلة برئيس الجمهورية والحكومة يكمن في القدرة على ترتيب الأولويات داخل هذا المثلث. واضاف: «إنّ مفتاح الحلول هو تأمين انسحاب إسرائيل الكامل. ومن دونه، لا يمكن الكلام على إعادة الإعمار. كما أنّ اللبنانيين سيجدون أنفسهم أمام مأزق تخلّي المقاومة عن سلاحها، ما دام الاحتلال قائماً، وما دامت الحرب على لبنان مستمرة، يومياً، وفي أشكال مختلفة».
وأبدى المصدر خشيته من «صدمة قد تتعرّض لها الحكومة الجديدة وتؤدي إلى إصابتها بالشلل قبل أن تنطلق في المهمات التي رسمتها في بيانها الوزاري، إذا لم تنجح الجهود اللبنانية الرسمية والوساطات في إقناع الولايات المتحدة بممارسة الضغوط على إسرائيل لتأمين انسحابها الكامل. ولعلّ عودة لبنان إلى الحضن العربي توفّر له تغطية يحتاجها لتدعيم موقفه، لكن هذه التغطية قد لا تكون كافية لدفع إسرائيل إلى الانسحاب».
عون أمام القمة
وكان الرئيس عون قال في كلمته امام القمة: «علّمتني حروبُ الآخرينَ في لبنانَ، أنّ البُعدَ العربيَّ لقضيّةِ فلسطينَ، يَفرضُ أن نكونَ كلُّنا أقوياءَ، لتكونَ فلسطينُ قويّةً. فحينَ تُحتلُّ بيروتُ، أو تُدمَّرُ دمشقُ، أو تُهدَّدُ عمّانُ، أو تَئِنُّ بغدادُ، أو تَسقُطُ صنعاءُ... يستحيلُ لأيٍّ كانَ أن يَدَّعيَ، أنّ هذا لِنُصرةِ فلسطينَ. أن تكونَ بلدانُنا العربيّةُ قويّةً، باستقرارِها وازدهارِها، بسَلامِها وانفتاحِها، بتطوّرِها ونموِّها، برسالتِها النموذجيّة... إنّه الطّريقُ الأفضلُ لنُصرةِ فلسطينَ.
فكما أنّ سيادةَ لبنانَ الكاملةَ والثّابتةَ، تَتحصَّنُ بالتّعافي الكاملِ في سوريا، كما بالاستقلالِ النّاجزِ في فلسطينَ، الأمرُ نفسُه بالنّسبةِ إلى كلِّ دولةٍ من دُوَلِنا، في علاقاتِها وتفاعلِها مع كلِّ جارٍ عربيٍّ، ومع كلِّ منطقتِنا العربيّةِ. فأيُّ اعتلالٍ لِجارٍ عربيٍّ، هو اعتلالٌ لكلِّ جيرانِه، والعكسُ صحيحٌ». وأضاف: «في بَلدي، تمامًا كما في فلسطينَ، ما زالت هناك أرضٌ مُحتلّةٌ مِن قِبَلِ إسرائيلَ. وما زال هناك عُدوانٌ يَوميٌّ تَرتكبُه. وما زال هناك أبرياءُ مِن شَعبي يَسقُطونَ كلَّ يومٍ، بينَ شَهادةٍ وجِراحٍ، بينَ دَمارٍ ودِماءٍ ودُموعٍ. أَنحني أمامَ عذاباتِهم، وأرفعُ رأسي أنّني مِن بِلادِهم. فلا سلامَ مِن دونِ تحريرِ آخرِ شِبرٍ مِن حُدودِ أرضِنا، المُعتَرَفِ بها دُوليًّا، والمُوثَّقةِ والمُثبَتةِ والمُرسَّمةِ أُمَمِيًّا. ولا سلامَ مِن دونِ دولةِ فلسطينَ. ولا سلامَ مِن دونِ استِعادةِ الحُقوقِ المَشروعةِ والكامِلةِ للفلسطينيّينَ. وهو ما تَعَهَّدنا به كدُوَلٍ عربيّةٍ، مُنذ مُبادرةِ بيروتَ للسّلامِ سنةَ 2002، حتّى إعلانِ الرّياضِ في تشرينَ الثّاني الماضي. هذا ليس موقفاً عقائدياً ولا اصطفافاً سياسياً، هذا توصيف لواقع حياتي يعرفه ويعيشه في وجدانه ويومياته كل إنسان في لبناننا ومجتمعاتنا».
واشار عون إلى انّ «لبنان عانى كثيراً لكنه تعلّم من معاناته، تعلّم أن لا يكون مستباحاً لحروب الآخرين، والاّ يكون مقراً ولا ممراً لسياسات النفوذ الخارجية، ولا مستقراً لاحتلالات او وصايات او هيمنات، والّا يسمح لبعضه بالاستقواء بالخارج ضدّ أبناء وطنه، حتى لو كان هذا الخارج صديقاً او شقيقاً، والّا يسمح لبعضه الآخر باستعداء صديق او شقيق، او إيذائه فعلاً او حتى قولاً. تعلّم لبنان انّ مصالحه الوجودية هي مع محيطه العربي، وانّ مصالحه الحياتية هي مع العالم الحرّ كله، انّ دوره في منطقته ان يكون وطن لقاء لا ساحة نزاع، وانّ علّة وجوده هي في صياغة الحرّية وصياغة الحداثة وصناعة الفرح، فرح الحياة الحرّة الكريمة السيدة المزدهرة اللامعة المنفتحة على كل ما هو جمال وحق وخير وعدل وقيم إنسانية جامعة حية».
لبنان والبيان
وشدّدت القمة العربية الطارئة في بيانها الختامي حول لبنان على «ضرورة تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان بجميع بنوده والالتزام بقرار مجلس الأمن رقم 1701، وإدانة الخروقات الإسرائيلية لهما، ومطالبة إسرائيل بالانسحاب الكامل من لبنان إلى الحدود المعترف بها دولياً، وبتسليم الأسرى المعتقلين في الحرب الأخيرة والعودة إلى الالتزام بمندرجات اتفاقية الهدنة بين لبنان وإسرائيل لعام 1949، والوقوف مع الجمهورية اللبنانية وأمنها واستقرارها وسيادتها».
لقاءات
وكان عون اختتم لقاءاته واجتماعاته على هامش القمة العربية غير العادية بلقاء مع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، في حضور وزير الخارجية يوسف رجي ونظيره المصري بدر عبد العاطي وأعضاء الوفدين اللبناني والمصري. وقد شكر عون للسيسي المساهمة المصرية في إنجاح الجهود التي بُذلت لملء الفراغ الرئاسي، من خلال مشاركة مصر في اللجنة الخماسية. وتحدث عن العلاقات اللبنانية - المصرية وسبل تفعيلها في جميع المجالات، لافتاً إلى أنّه سيُلبّي لاحقًا الدعوة التي وجّهها إليه السيسي لزيارة مصر.
وعرض عون للأوضاع في لبنان عمومًا، وفي الجنوب خصوصًا، في ظل استمرار الاحتلال الإسرائيلي للتلال الخمس المتاخمة للحدود، مؤكّدًا ضرورة العمل على إنهائه في أسرع وقت، وإعادة الأسرى الذين اعتقلتهم إسرائيل خلال الحرب الأخيرة. كما لفت إلى استمرار الاتصالات من أجل تنفيذ إسرائيل للاتفاق الأخير في 27 تشرين الثاني الماضي.
وأشاد السيسي بكلمة عون في القمة ووصفها بأنّها معبّرة وشاملة. كما أشار إلى أنّ مصر تعمل مع عدد من الدول المعنية لاستكمال الانسحاب الإسرائيلي من كامل الجنوب اللبناني. ونوّه بالجهود التي يبذلها عون في إطار عملية النهوض في لبنان، قائلًا له: «ابنِ لبنان، ونحن معك، وستجد مصر إلى جانبك». وقد دعاه عون لزيارة لبنان، فشكره السيسي ووعد بتلبيتها في الوقت المناسب.
الشرع ورؤساء وأمراء
والتقى عون الرئيس السوري أحمد الشرع، حيث تناولا عددًا من المسائل العالقة، وتمّ الاتفاق على التنسيق عبر لجان مشتركة تُشكَّل بعد تأليف الحكومة السورية الجديدة. كما تمّ التأكيد على ضرورة ضبط الحدود بين البلدين لمنع كل أنواع التجاوزات.
والتقى عون ايضاً امير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الذي اكّد استعداد بلاده «مواصلة تقديم الدعم للجيش اللبناني، والمساعدة في دعم مشاريع حيوية كتطوير قطاع الكهرباء». ثم تبادلا الدعوات الرسمية لزيارة البلدين.
والتقى عون ملك الاردن عبدالله الثاني وشكره على الدعم الذي تقدّمه الاردن للجيش اللبناني، وأكّد الملك أنّ «دفعة جديدة من الآليات العسكرية سترسل إلى لبنان لدعم الجيش».
وكان لعون ايضاً لقاء مع نظيره العراقي عبد اللطيف رشيد الذي دعاه إلى زيارة العراق، مؤكّداً انّ بلاده تولي أهمية للوضع في لبنان وتتطلّع إلى مواصلة آفاق التعاون في مختلف المجالات، مشدّداً على عمق العلاقات الثنائية بين البلدين التي «تعود إلى فجر التاريخ». فيما ثمّن عون «وقوف العراق الدائم الى جانب لبنان في مختلف الظروف على صعد متنوعة من سياسية وإقتصادية ونفطية وإنسانية».
لبنان والسعودية
وكانت المملكة العربية السعودية والجمهورية اللبنانية أصدرتا بياناً مشتركاً في ختام المحادثات بين عون وبن سلمان هذا نصه: «بدعوة كريمة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، وانطلاقًا من العلاقات التاريخية بين المملكة العربية السعودية والجمهورية اللبنانية، وتعزيزًا للعلاقات الثنائية بينهما، قام فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية السيد جوزاف عون بزيارة رسمية بتاريخ 3 رمضان 1446هـ الموافق 3 مارس 2025م.
استقبل صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية السيد جوزاف عون، في قصر اليمامة بالرياض، ونقل سموه إلى فخامته تحيات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وتمنياته لفخامته موفور الصحة والعافية، وللجمهورية اللبنانية وشعبها الشقيق المزيد من التقدّم والرقي، وطلب فخامته من سمو ولي العهد نقل تحياته وأصدق تمنياته إلى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، بدوام الصحة والعافية، وللشعب السعودي الشقيق النماء والرخاء. وعقدا جلسة مباحثات رسمية، استعرضا خلالها العلاقات الثنائية الوثيقة بين البلدين، وسبل تطويرها في المجالات كافة، وأنّ لبنان عضو أصيل في المنظومة العربية، وأنّ علاقاته العربية هي الضمانة لأمنه واستقراره. وتمّ تبادل وجهات النظر حول مجمل الأوضاع الإقليمية والدولية الراهنة، وأكّد الجانبان أهمية تعزيز العمل العربي وتنسيق المواقف تجاه القضايا الهامة على الساحتين الإقليمية والدولية.
واتفق الجانبان على البدء بدراسة المعوقات التي تواجه استئناف التصدير من الجمهورية اللبنانية إلى المملكة العربية السعودية، والإجراءات اللازمة للسماح للمواطنين السعوديين بالسفر إلى الجمهورية اللبنانية. وأكّد الجانبان أهمية تطبيق ما جاء في خطاب القَسَم الرئاسي الذي ألقاه فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية السيد جوزاف عون بعد انتخابه وأعلن فيه رؤيته للبنان واستقراره، ومضامين البيان الوزاري. كما أكّدا أهمية التطبيق الكامل لاتفاق الطائف، وتطبيق القرارات الدولية ذات الصلة، وبسط الدولة سيادتها على كامل الأراضي اللبنانية، وحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، والتأكيد على الدور الوطني للجيش اللبناني، وأهمية دعمه، وضرورة انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من كافة الأراضي اللبنانية.
واتفق الجانبان على ضرورة تعافي الاقتصاد اللبناني وتجاوزه لأزمته الحالية، والبدء في الإصلاحات المطلوبة دوليًا وفق مبادئ الشفافية وتطبيق القوانين الملزمة.
وفي ختام الزيارة، أعرب فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية السيد جوزاف عون عن شكره وتقديره لأخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، على ما لقيه فخامته والوفد المرافق من حسن الاستقبال وكرم الضيافة. وأعرب صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء عن أطيب تمنياته بالصحة والعافية لفخامة الرئيس جوزاف عون، رئيس الجمهورية اللبنانية، وبمزيد من التقدّم والرقي للشعب اللبناني الشقيق.
وقد وجّه فخامة رئيس الجمهورية اللبنانية السيد جوزاف عون، دعوة لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء لزيارة بلده الثاني لبنان، من جانبه أعرب سموه عن تقديره لهذه الدعوة والترحيب بها».
"الديار":
في واجهة الحدث اللبناني، ظلت جولة رئيس الجمهورية جوزاف عون الخارجية من الرياض الى القاهرة محط اهتمام اللبنانيين، الذين توقفوا باهتمام، عند ما ورد في البيان المشترك من تأكيد على دورالجيش واهمية دعمه. مواقف لا بد ستلقى ترجمة فعلية من خلال الدعم العربي الموعود في زيارة رسمية سيجريها الرئيس عون الى الرياض مجدداً حيث سيوقع اتفاقات في مختلف المجالات، تليها زيارة لولي العهد الى بيروت تلبية لدعوة وجهها اليه الرئيس عون.
زيارة الرياض
وفي قراءة تحليلية لنتائج الزيارة، رأت مصادر سياسية أنها جاءت «كمكافأة» لانجاز الانتخابات الرئاسية وتشكيل الحكومة، وفقا لما يرضي المجتمعين العربي والدولي، اذ جاءت كفرصة للبنان للخروج من سنوات العزل الديبلوماسي، وللتأكيد على العلاقة الجيدة والمتينة بين لبنان والمملكة، في مؤشر على الرغبة اللبنانية في تعزيز هذه العلاقة على مختلف الأصعدة، وبالتالي جاءت تجديدا لـ «الشراكة» العربية المشتركة التي تراجعت بسبب تموضع لبنان السابق.
القاهرة
ومن المملكة توجه الرئيس اللبناني الى مصر للمشاركة في اجتماع القمة العربية، حيث كانت له سلسلة لقاءات، على هامشها، مع مجموعة من القادة الحاضرين، ابرزهم، الامين العام للامم المتحدة، الرئيس المصري، رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني، الامين العام لجامعة الدول العربية، امير قطر، ملك الاردن، الرئيس الفلسطيني، الرئيس السوري، الرئيس العراقي، الذي ابلغ باستمرار المساعدة العراقية في مجال الفيول، وامكان رفعها.
وتنعقد القمة في ظل توجه الرئيس دونالد ترامب إلى تغيير الديناميكيات التقليدية الحاكمة للاعراف السياسية والديبلوماسية والعلاقات الدولية، من اوكرانيا الى غزة، حيث تستشعر العديد من الدول العربية خطر النزعة العدوانية والتوسعية الإسرائيلية، ما يثير حالة من الغموض والضبابية بخصوص موقف واشنطن تجاه المنطقة وسلوك إسرائيل المستقبلي فيها، وهو ما ظهر بشكل واضح في المواقف السياسية الصادرة عن دول عديدة خلال القمة العربية، في مقدمتها مصر والأردن والسعودية.
اوساط ديبلوماسية عربية، رأت ان العرب باتوا على قناعة اليوم أنهم جزء أساسي من الصراع، بعد أن بات أمنهم القومي مهددًا في ظل خطة ترامب الرامية إلى تهجير الفلسطينيين على حساب الدول العربية، لذلك فإن الخطة العربية الرامية إلى إعمار غزة دون تهجير سكانها بحاجة إلى قرار عربي واضح رافض للخطة، والمطالبة بوقف الحرب ومنع عودتها من جديد، وضمان تثبيت الفلسطينيين على أراضيهم، ورفض تصفية القضية الفلسطينية برمتها، من هنا «واجب القمة توجيه رسائل واضحة برفض مخطط ترامب».
واشارت الى ان السلاح الأقوى في يد العرب لمواجهة المخططات الأميركية - الإسرائيلية، يكمن في اتخاذ موقف عربي واضح وجلي، والضغط على المجتمع الدولي لتنفيذ حل الدولتين المتفق عليه دوليًا، وضمان وقف الاستيطان والاعتداءات على الضفة الغربية، وضمان وقف مخطط الضم، مبدية خوفها في المقابل من الرد الاميركي، خصوصا ان العديد من الدول العربية تعاني من مشاكل كبيرة، وبحاجة الى المساعدة الدولية، وبالتالي فان موقفها الجامع قد يضعها في مواجهة مباشرة مع واشنطن، تماما كما حصل مع الرئيس الاوكراني.
الوضع الدرزي
من هنا، ترى المصادر ان الامور ذاهبة نحو مزيد من التصعيد في المنطقة، ومن بينها لبنان، وهو ما يقلق الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط الذي يستشعر الخطر المحدق بلبنان وبابناء طائفته في سورية جراء محاولة ترويج الانفصال عن دمشق، ما يضع طائفة الموحدين الدروز في خطر، هو الاكبر منذ عقود.
فبيك المختارة، الذي يتابع الاوضاع عن كثب في سورية، يكشف مقربون منه عن سلسلة اتصالات وتحركات سيجريها في الداخل اللبناني، ومع فعاليات ومشايخ في السويداء من اجل تدارك اي تداعيات سلبية تتعلق بالطروحات الاسرائيلية من جهة والتعاطي مع السلطة السورية الجديدة، من بينها زيارته المرتقبة الى دمشق ولقاؤه الرئيس احمد الشرع المتوقع قبل السادس عشر من آذار، حيث سيكون له مواقف نوعية، حاملا معه مبادرة من دروزالسويداء، وفقا لخطة مواجهة انهى انجازها، وسط المخاوف من تحول الازمة الى ملف «فتنوي» بين ابناء الطائفة في لبنان، في ظل المؤشرات الكبيرة التي تنحو في هذا الاتجاه.
اسرائيل ولبنان
هذا الامر الواقع الذي تحاول اسرائيل فرضه في سورية، تحاول فرضه في لبنان ايضا، اذ مع انقضاء الاول من اذار موعد عودة سكان مستوطنات الشمال الى بلداتهم، رفضت الاكثرية العودة على رغم محاولة تل ابيب طمأنتهم، من خلال تأكيد الجيش على عدم توقفه عن عملياته الهادفة الى القضاء على كل من يهدد امن البلاد.
فاسرائيل التي تحاول تأكيد سيطرتها على كل الجبهات، ساعيةً الى فرض منطقة عازلة جنوب لبنان، اعطت الاوامر لجيشها، وفقا لتقارير اممية، باستخدام النار ضد كل من يكون موجودا في ما اسمتها تل ابيب المناطق القريبة من الحدود، حتى من دون تشكيل اي خطر محدق، وهذه المناطق اصبحت امرا واقعا في الجنوب اللبناني وسورية وقطاع غزة.
رفع الحظر
وفي خطوة لافتة في التوقيت، وفيما يتحضر الكونغرس الاميركي لسلسلة قوانين تتناول الضغط على السلطة في لبنان، ذكر موقع «أكسيوس» عن مسؤولين أميركيين، ان الخارجية الأميركية قررت رفع التجميد عن 95 مليون دولار من المساعدات العسكرية للبنان، والتي حولت سابقا من حصة مصر، وتحتاج الى قرار من الكونغرس لتصبح نافذة، معتبرين، ان المساعدات للبنان جزء من استراتيجية للتأكد من استمرار وقف إطلاق النار مع إسرائيل.
الترشيحات والتعيينات
في غضون ذلك، يعقد مجلس الوزراء أول جلسة عملية له في الحادية عشرة قبل ظهر الخميس المقبل في قصر بعبدا، وعلى جدول أعمالها 25 بندًا، أبرزها ما يتعلق بموضوع موازنة 2025 التي أقرتها الحكومة السابقة ورفعتها إلى مجلس النواب الذي لم يناقشها، والتي يتوقع ان تصدرها بمرسوم، كذلك موضوع تعيين سفراء من خارج الملاك في السلك الخارجي في الوزارة، في عواصم دول القرار، إضافة إلى أمور تنظيمية، منها رحلات سفر إلى الخارج.
مصادر سياسية رأت ان عيون الكل في الداخل والخارج، ترصد اداء الحكومة السلامية، التي يدرك رئيسها ان أدء مجلس الوزراء، سيكون تحت المجهرين المحلي والدولي. من هنا، اصراره في كل اطلالاته ومواقفه على توجيه رسائل الى الداخل والخارج، تتحدث في شكل اساس عن «استعادة الثقة»، وتعد بأداء جديد.
وفي هذا الاطار سرب ان جلسة الحكومة الخميس قد تشهد مجموعة من التعيينات، في حال انجز الاتفاق حولها، تشمل بعض المواقع الامنية والعسكرية، فضلا عن حاكم مصرف لبنان ونوابه، حيث تكشف المعطيات ان ثمة اتفاقا بين «الترويكا الرئاسية» على آلية محددة تقضي برفع ثلاثة اسماء من الاكفأ الى مجلس الوزراء، على ان يصار الى انتخاب احدها، نافية وجود اي خلاف بين بعبدا وعين التينة.
وتكشف المصادر ان معركة حاكمية مصرف لبنان، تشهد معركة «شرسة»، عنوانها الاساس «اموال المودعين» وكيفية التعامل معها، بعدما باتت المنافسة محصورة بين كريم سعيد، شقيق النائب فارس سعيد، والذي يتحدث مقربون منه عن علاقته الممتازة بمجموعة «كلنا ارادة»، وتأييد جهات داخلية له، فضلا عن دعم اميركي – سعودي يحظى به، هو الذي يتبنى كخطة عمل، وفقا لتصريحاته، تقرير مجموعة «growth lab « في جامعة «هارفرد» الصادر في شهر تشرين الثاني 2023، والذي وضع «استراتيجية للتعافي المالي والاقتصادي في لبنان»، تقوم على شطب الودائع، حيث كان ضيفا لحلقة نقاشية في الجامعة في حضور نسيب غبريل.
اما الاسم الثاني المتقدم، فهو الوزير السابق جهاد ازعور، المدعوم من قبل الصناديق الدولية والدول المانحة، والتي ترتكز خطته على تلك التي وضعها صندوق الدولي، والتي كان له الدور الاساس في صياغتها، وفي تعديل بعض نقاطها الاساسية.
وليس بعيدا، يبدو ان الحكومة، وبناء على توصية من وزير العدل، قد تعمد الى اجراء تعيينات قضائية جزئية في بعض المواقع لتسيير عمل بعض الملفات الاساسية، الى حين انجاز تشكيلات قضائية كبيرة، يتردد انها ستكون الاكبر في تاريخ الجسم القضائي اللبناني.
"نداء الوطن":
مَن يتابع مواقف الثنائي “حزب الله – أمل”، يستنتج سريعاً أنه أنهى “فترة السماح” سواء للعهد أم لرئيس الحكومة، وبدأ رفع سقف الاعتراض على مواقفهما أم على أدائهما، وكأنه بذلك بدأ يضع خطوطاً حمراً أمامهما.
سقف التصعيد الذي بلغه رئيس مجلس النواب نبيه بري، وصل إلى حد إعلانه أن “لبنان” لن يقبل، أي محاولات لمقايضة المساعدات بشروط سياسية أو عسكرية، سواء أكانت متعلقة بسلاح المقاومة في شمال الليطاني أو غيره من الملفات الداخلية”. الرئيس بري الذي تحدث إلى صحيفة “الديار”، اعتبر أن إعادة إعمار ما دمرته إسرائيل يجب أن يكون أولوية وطنية، وأن لبنان يسعى للحصول على الدعم الدولي من دون التفريط بحقوقه السيادية أو تقديم تنازلات تمس بمبادئه الوطنية”.
يجدر التوقف عند هذا الكلام لخطورته ودقته، ولوجوب تفنيد مضمونه، فالرئيس بري يقول “إن لبنان لن يقبل”! في هذا القول اختزال للبنان الرسمي وللبنان السياسي وللبنان الشعبي.
“حزب الله” يمارس “القنص السياسي”
لم يقتصر الاختزال على الرئيس بري، فـ”حزب الله” بدأ عمليات “قنصٍ سياسي” على رئيس الجمهورية مباشرة، فالنائب عن “حزب الله” حسن فضل الله كان قد اعتبر أنه “إلى الآن لم تتمكن الدولة من خلال مؤسساتها أن تعالج أياً من القضايا المرتبطة بالعدوان الإسرائيلي على بلدنا وهي الاحتلال والاعتداءات المستمرة والأسرى، فلتتفضّل وتعالجها وسنكون معها وإلى جانبها، وعندما تُنجز سنقول إنّ الدولة استطاعت أن تُنجز، لكن بعد مرور كل هذه الفترة لم تنجز شيئاً”.
وتساءل بأسلوبٍ تهكمي: “أما آن الأوان لهذه الدولة بكل أركانها أن تشعر بالتعب من جرّاء الاعتداءات الإسرائيلية التي تمتد من الحدود في الجنوب إلى أقصى الحدود في البقاع؟ ألم يشعروا أنّ هناك انتقاصاً للسيادة والكرامة والوطنية؟”.
يأتي كلام فضل الله رداً، متأخراً، على رئيس الجمهورية، في أحد مواقفه الذي استخدم فيه كلمة “تعب” وقالها أمام وفد إيراني: “لبنان تعب من حروب الآخرين على أرضه”.
ومن موقف الرئيس بري، ومواقف نواب في “حزب الله”، إلى إعلام الممانعة وأقلامها، تستعر الحملة على رئيسي الجمهورية والحكومة بشخصِ رئيسها، ويرصد المراقبون في هذا السياق “الهجمة” التي تعرض لها الرئيس نواف سلام خلال جولته في الجنوب، وعلم أن الهجمة كانت من تخطيط “حزب الله”، في رسالة قاسية له. كذلك دأبت أقلام على بث التفرقة بين عون وسلام، وأن الخلافات بدأت بينهما، فهل اتخذ “الثنائي” قراره بإنهاء الهدنة مع العهد، رئيساً ورئيس حكومة؟
والسؤال الأبرز الذي يطرحه المراقبون: هل بدأ “الثنائي” يستشعر الهجمة الآتية، فبدأ عملية استباقية؟
لبنان في القمة الطارئة في القاهرة
وأمس، كانت لرئيس الجمهورية كلمة في قمة القاهرة ومما جاء فيها: “لقد عانى لبنان كثيراً لكنه تعلم من معاناته، تعلم ألا يكون مستباحاً لحروب الآخرين، والّا يكون مقراً ولا ممراً لسياسات النفوذ الخارجية، ولا مستقراً لاحتلالات أو وصايات أو هيمنات، والّا يسمح لبعضه بالاستقواء بالخارج ضد أبناء وطنه، حتى لو كان هذا الخارج صديقاً أو شقيقاً، وألّا يسمح لبعضه الآخر باستعداء صديق أو شقيق، أو إيذائه فعلاً أو حتى قولاً”.
كيف علّق وزير الخارجية على المحادثات اللبنانية – السعودية؟
وفي اتصال مع “نداء الوطن”، وصف وزير الخارجية يوسف رجّي المحادثات التي عقدها رئيس الجمهورية مع ولي العهد السعودي، بالممتازة جداً جداً وهي فاتحة خير لعودة العلاقات بين البلدين. واعتبر أن الزيارة بحد ذاتها كانت الحدث، وأهميتها بحصولها.
جلسة مجلس الوزراء
إلى ذلك يعقد مجلس الوزراء أول جلسة له بعد نيل الثقة يوم الخميس المقبل، وعلى جدول أعماله ثلاثة وعشرون بنداً. في ما يتعلق بالبند الثامن حول التمديد الموقت لسفراء من خارج الملاك، والذين سيصبحون في حكم المستقيلين في التاسع من آذار، بعد مرور شهرين على بداية العهد الجديد، كشفت مصادر في وزارة الخارجية لـ”نداء الوطن” أن القرار بالتمديد الموقت اتخذ بعد التشاور بين وزير الخارجية ورئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، واتفق على التمديد الموقت لحين البت بوضعهم فور إنهاء ملف التشكيلات الدبلوماسية الذي بدأ الوزير رجي العمل عليه بسرية تامة.
وذكرت المصادر أن عدد السفراء من خارج الملاك الذين لم يبلغوا سن التقاعد هو 6 (3 سنة يشغلون مناصب سفراء في السعودية والإمارات وبرلين، وسفير علوي في الجزائر، وماروني في فنزويلا وماروني في باريس (رامي عدوان) الذي أعيد إلى بيروت تأديبياً والأرجح أن يستثنى من قرار التمديد).
وأيضاً في ملف السلك الدبلوماسي، علمت “نداء الوطن” أن كل ما يحكى عن تشكيلات وتعيينات، لا يمت إلى الواقع بصلة، وأن كل القوى ومجموعات النفوذ التي كانت تتدخل في هذا الملف مصابة، بحسب مصدر مطلع، بالهلع، وأصرّ المصدر على الكلمة بالفرنسية panique. وأن الأمور تحصل ضمن الأصول والإجراءات المرعية الإجراء من دون أي تسريب.
اغتيال قائد القوات البحرية في الرضوان
ضربة جدية وجهتها إسرائيل لـ”حزب الله” حيث أغارت طائرة لسلاح الجو الإسرائيلي على منطقة قانا في جنوب لبنان وقضت على خضر هاشم الذي شغل منصب قائد القوات البحرية في قوة الرضوان التابعة لـ”حزب الله”، وتقول إسرائيل إنه التحق في صفوف “الحزب” قبل عقديْن، وشغل سلسلة مناصب. وفي إطار وظيفته في قيادة القوة البحرية في قوة الرضوان، لعب دوراً في نقل الوسائل القتالية في المجالات البحرية إلى “الحزب” وفي التخطيط لتنفيذ عمليات إرهابية لـ”حزب الله” في المجال البحري ضد إسرائيل ومواطنيها حتى خلال وقف إطلاق النار.
تعليق تجميد المساعدات للجيش
وفي سياق آخر، كشفت مصادر قريبة من وزارة الخارجية الأميركية عن رفع واشنطن التجميد عن 95 مليون دولار من المساعدات للجيش اللبناني وسط تجميد إدارة ترامب المساعدات الخارجية لمدة 90 يوماً.
وقالت “أكسيوس” نقلاً عن مسؤولين أميركيين إن الإعفاء يشير إلى أن إدارة ترامب لا تزال تنوي تعزيز الجيش اللبناني والحكومة الجديدة، مشددين على أن المساعدات جزء من استراتيجية أوسع لإدارة ترامب لمحاولة الاستمرار في “إضعاف حزب الله، وتقليل نفوذه في لبنان والتأكد من استمرار وقف إطلاق النار مع إسرائيل”.
وقال متحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية: لقد عانى لبنان كثيراً لكنه تعلم من معاناته، تعلم الّا يكون مستباحاً لحروب الآخرين، وتعلم لبنان أن مصالحه الوجودية هي مع محيطه العربي، وأن مصالحه الحياتية هي مع العالم الحر كله.
"اللواء":
من البيان السعودي - اللبناني في ختام القمة التي عقدها الرئيس جوزاف عون مع ولي عهد المملكة العربية السعودية الامير محمد بن سلمان، الذي اكد على اهمية التطبيق الكامل لاتفاق الطائف، وتطبيق القرارات الدولية ذات الصلة وبسط الدولة اللبنانية سيادتها على كامل اراضيها، وحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية والتأكيد على الدور الوطني للجيش اللبناني، ودعمه وضرورة انسحاب جيش الاحتلال الاسرائيلي من كافة الاراضي اللبنانية.
الى ما تضمنه البيان الختامي للقمة العربية الطارئة حول غزة لجهة التأكيد على انسحاب الاحتلال الاسرائيلي من كل الاراضي التي يحتلها في لبنان وسوريا ومن دعم لإجراءات الدولة في ما خص اطلاق ورشة النهوض والجهود لإنهاء الاحتلال وبسط سلطة الدولة، مروراً بالكلمة التي القاها الرئيس عون باسم لبنان امام القمة، والتي لاقت ارتياحاً واسعاً لدى الملوك والرؤساء والامراء المشاركين في القمة.
قالت مصادر مطلعة لـ«اللواء» أن زيارة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون إلى المملكة العربية السعودية حققت نتائجها فور حصولها من خلال التفاهم على مجموعة ثوابت والتأكيد على الصفحة الجديدة في العلاقة بين البلدين وتفعيلها والتي توافق عليها الرئيس عون مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان.
وقالت المصادر إن البيان السعودي- اللبناني عكس دلالة واضحة على مسار هذه العلاقة وما ينتظرها في المستقبل القريب لا سيما بعدما وضعت على السكة الصحيحة، وقد أتى انتخاب الرئيس جوزاف عون ليساهم في هذا الإطار، متوقفة عند الحفاوة البالغة التي احيطت بالزيارة والمودة التي عبر عنها ولي العهد السعودي في خلال لقائه برئيس الجمهورية، كاشفة عن إجراءات تتخذها القيادة السعودية حيال لبنان والتي تعبر عن الثقة برئيس البلاد.
إلى ذلك توقفت المصادر عند أهمية مشاركة رئيس الجمهورية في قمة القاهرة والكلمة التي ألقاها ووصفت بالاستثنائية سواءٌ لجهة توصيف الوضع أو لعرض الموقف من الواقع الفلسطيني، لافتة إلى أن معظم لقاءات رئيس الحمهورية كانت غاية في الأهمية والتي اظهرت تقديرا لإحاطة الرئيس عون بكل ملفات المنطقة.
إلى ذلك لفتت إلى أن مجلس الوزراء الذي يعقد جلسة هي الأولى له بعد نيل الحكومة الثقة لن تطرح ملف التعيينات من خارج جدول الأعمال الذي وزعت بنود جدول أعماله ويتضمن ملفي الإصلاحات والموازنة.
كلمة عون
وجاء في كلمة الرئيس عون: أنّ في بلدي، تماماً كما في فلسطين، ما زالت هناك أرضٌ محتلة من قبل إسرائيل. وأسرى لبنانيون في سجونها. ونحن لا نتخلى عن أرضنا ولا ننسى أسرانا ولا نتركهم، ولا سلام من دون تحريرِ آخر شبرٍ من حدودِ أرضِنا، المعترفِ بها دولياً، والموثقة والمُثبتة والمرسّمة أممياً. ولا سلامَ من دون دولةِ فلسطينية.
وأضاف: لا سلامَ من دون استعادةِ الحقوق المشروعة والكاملة للفلسطينيين. وهو ما تعهدنا به كدولٍ عربية. منذ مبادرةِ بيروتَ للسلام سنة 2002، حتى إعلان الرياض في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي.
وتابع الرئيس عون: أنّ لبنان علّمني أولاً، أنّ فلسطينَ قضيةُ حق. وأنّ الحقَ يحتاجُ دوماً إلى القوة. وأنّ القوةَ في نضالات الشعوب، هي قوةُ المنطق. وقوةُ الموقف. وقوةُ إقناعِ العالم. وقوةُ حشدِ تأييدِ الرأي العام. وقوةُ موازين القوى الشاملة.
وقال: علّمني لبنانُ ثانياً، أنّ فلسطينَ قضيةٌ ثالوث: فهي حقٌ فلسطينيٌ وطني. وحقٌ عربيٌ قومي. وحقٌ إنسانيٌ عالمي. وأننا كلما نجحنا في إظهار هذه الأبعاد السامية لفلسطين، كلما نصرْناها وانتصرنا معها. بالمقابل، كلما حجّمناها وقزّمناها، إلى حدودِ قضيةِ فئةٍ أو جهةٍ أو جماعةٍ أو محور... وكلما تركنا فلسطينَ تُزجُّ في أزقةِ صراعاتٍ سلطويةٍ هنا، أو نزاعاتِ نفوذٍ هناك... كلما خسرناها وخسرنا معها.
وأضاف عون:علّمتني حروبُ لبنان أنّ البُعدَ الفلسطيني لقضية فلسطين، يقتضي أن نكون دائماً مع شعبِها. أصلاً وفعلاً. أي أن نكونَ مع خياراته ومع قراراته. مع سلطاتِه الرسمية ومع ممثليه الشرعيين. أنْ نقبلَ ما يقبلُه شعبُها. وأن نرفضَ ما يرفضُه. علمتني حروب الآخرين في لبنان، أنّ البُعدَ العربي لقضية فلسطين، يفرضُ أن نكونَ كلُنا أقوياء، لتكونَ فلسطينُ قوية. فحين تُحتلُ بيروت، أو تُدمّرُ دمشق، أو تُهدّدُ عمّان، أو تئنُّ بغداد، أو تسقطُ صنعاء... يستحيل لأيٍ كان أن يدّعي، أنّ هذا لنصرة فلسطين. أن تكونَ بلدانُنا العربية قوية، باستقرارِها وازدهارِها، بسلامِها وانفتاحِها، بتطورِها ونموِها، برسالتِها ونموذجيتِها... إنه الطريقُ الأفضلُ لنصرةِ فلسطين.
وشدد الرئيس عون على أنّ «سيادة لبنان الكاملة والثابتة، تتحصّن بالتعافي الكامل في سوريا، كما بالاستقلالِ الناجز في فلسطين، الأمر نفسه بالنسبة إلى كل دولة من دولنا، في علاقاتها وتفاعلها مع كل جار عربي، ومع كل منطقتنا العربية»، مضيفًا «أيُ اعتلالٍ لجارٍ عربي، هو اعتلالٌ لكل جيرانه. والعكسُ صحيحٌ.
وأضاف «علّمني لبنان بعد عقودٍ من الصراعات والأزمات والإشكاليات، أن لا صحة لأي تناقض موهوم، أو لنزاع مزعوم، بين هوياتنا الوطنية التاريخية والناجزة، وبين هويتِنا العربية الواحدة والجامعة. بل هي متكاملة متراكمة، أنا لبنانيٌ مئة بالمئة. وعربيٌ مئة بالمئة. وأفخرُ بالاثنين. وأنتمي وطنياً ورسالياً إلى الاثنين. أما أن تكون فلسطين قضية حقٍ إنساني عالمي، فيقتضي أن نكون منفتحين على العالم كله. لا منعزلين. أصدقاء لقواه الحيّة. متفاعلين مع مراكز القرار فيه. محاورين لها لا محاربين. مؤثرين لا منبوذين. هذا ما علمني إياه لبنان عن فلسطين، وهذا ما أشهد به أمامكم.
وقال: أشهدُ به، بعدما تعهدتُ أمام شعبي، بعودةِ لبنانَ إلى مكانِه ومكانتِه تحت الشمس. وها أنا هنا بينكم، أجسّدُ العهد. فها هو لبنانُ قد عادَ أولاً إلى شرعيته الميثاقية، التي لي شرفُ تمثيلِها. ها هو الآن، يعودُ ثانياً إلى شرعيتِه العربية، بفضلِكم وبشهادتِكم وبدعمِكم الدائم المشكورِ والمقدّر. ليعودَ معكم ثالثاً إلى الشرعيةِ الدولية الأممية. التي لا غنى ولا بديلَ عنها لحمايتِه وتحصينِه واستعادةِ حقوقِه كاملة.
وتابع: لقد عانى لبنانُ كثيراً. لكنه تعلّمَ من معاناته. تعلّمَ ألا يكونَ مستباحاً لحروبِ الآخرين. وألا يكونَ مقراً ولا ممراً لسياساتِ النفوذِ الخارجية. ولا مستقَراً لاحتلالاتٍ أو وصاياتٍ أو هيمنات. وألا يسمحَ لبعضِه بالاستقواء بالخارج ضدَ أبناءِ وطنِه. حتى ولو كان هذا الخارجُ صديقاً أو شقيقاً. وألا يسمحَ لبعضِه الآخر، باستعداءِ أيِ صديقٍ أو شقيق. أو إيذائه فعلاً أو حتى قولاً.
وذكر الرئيس عون أنّه «تعلمَ لبنان أنّ مصالحَه الوجودية هي مع محيطِه العربي. وأنّ مصالحَه الحياتية هي مع العالمِ الحرِ كلِه. وأنّ دورَه في منطقته أن يكونَ وطنَ لقاء. لا ساحةَ صراع. وأنّ علةَ وجودِه هي في صيانةِ الحرية، وصياغةِ الحداثة، وصناعةِ الفرح».
وقال: فرحُ الحياةِ الحرة الكريمة السيدة المزدهرة اليانعة، المنفتحة على كلِ ما هو جمالٌ وحقٌ وخيرٌ وعدلٌ وقيمٌ إنسانية جامعة حيّة»، مضيفًا «اليوم يعودُ لبنانُ إليكم. وهو ينتظرُ عودتَكم جميعاً إليه غداً. فإلى اللقاء. وحتى ذاك لكم من لبنانَ كلُ التحية وكلُ الأُخوّة.
لقاءات
ومن ابرز لقاءات الرئيس عون، الاجتماع مع الرئيس السوري احمد الشرع على هامش القمة.
وحسب ما صدر عن المكتب الاعلامي للرئاسة الاولى، فإنه تم التأكيد على ضرورة ضبط الحدود بين البلدين لمنع كافة انواع التجاوزات.
كما تم الاتفاق على تشكيل لجان تنسيق بعد تأليف الحكومة السورية الجديدة.
وقبل ذلك، التقى الرئيس عون امير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وعرض معه العلاقات اللبنانية- القطرية والأوضاع العامة في لبنان والمنطقة. وبعد ان قدم الشيخ تميم التهنئة لرئيس الجمهورية بانتخابه، اكد استعداد بلاده مواصلة تقديم الدعم للجيش اللبناني، والمساعدة في دعم مشاريع حيوية كتطوير قطاع الكهرباء.
وفي ختام اللقاء، تبادل الرئيس عون والشيخ تميم الدعوات الرسمية لزيارة البلدين.
ملك الأردن
والتقى الرئيس عون ملك الاردن عبدالله الثاني في حضور اعضاء الوفدين اللبناني والأردني إلى القمة، وبحث معه في العلاقات بين البلدين والأوضاع العامة في المنطقة والوضع في سوريا في ضوء التطورات الأخيرة.
كما التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي تبلَّغ منه دعم السلطة الفلسطينية للاجراءات التي تتخذها الحكومة لتعزيز سيادة الدولة اللبنانية على كامل اراضيها وتطبيق القرار 1701.
وأكد الرئيس السيسي امام الرئيس عون ان بلاده على اتصال دائم مع الجهات الضامنة لوقف النار، لحمل اسرائيل على الانسحاب من كامل الاراضي اللبنانية، مخاطباً الرئيس عون بالقول: إبنِ لبنان ونحن معك.
ووصف الرئيس نبيه بري كلمة عون في القمة «بالرائعة جداً»، حيث تحدث عن مواضيع تخص لبنان والقضية الفلسطينية، لا سيما لجهة تأكيد الرئيس عون عن عدم تخلي لبنان عن اي جزء من اراضه التي تحتلها اسرائيل في الجنوب واستعادة الاسرى.
وتضمن البيان المشترك عن نتائج المحادثات بين الرئيس عون وولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان خلاصة ما تم التفاهم عليه لجهة عقد جلسة مباحثات رسمية، استعرضا خلالها العلاقات الثنائية الوثيقة بين البلدين، وسبل تطويرها في المجالات كافة، وأن لبنان عضو أصيل في المنظومة العربية، وأن علاقاته العربية هي الضمانة لأمنه واستقراره. وتم تبادل وجهات النظر حول مجمل الأوضاع الإقليمية والدولية الراهنة، وأكد الجانبان أهمية تعزيز العمل العربي وتنسيق المواقف تجاه القضايا الهامة على الساحتين الإقليمية والدولية.
وحسب البيان «اتفق الجانبان على البدء بدراسة المعوقات التي تواجه استئناف التصدير من الجمهورية اللبنانية إلى المملكة العربية السعودية، والإجراءات اللازمة للسماح للمواطنين السعوديين بالسفر إلى الجمهورية اللبنانية.وأكد الجانبان أهمية تطبيق ما جاء في خطاب القسم الرئاسي الذي ألقاه الرئيس جوزاف عون بعد انتخابه وأعلن فيه رؤيته للبنان واستقراره، ومضامين البيان الوزاري. كما أكداأهمية التطبيق الكامل لاتفاق الطائف، وتطبيق القرارات الدولية ذات الصلة، وبسط الدولة سيادتها على كامل الأراضي اللبنانية، وحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، والتأكيد على الدور الوطني للجيش اللبناني، وأهمية دعمه، وضرورة انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيلي من كافة الأراضي اللبنانية».
واتفق الجانبان على «ضرورة تعافي الاقتصاد اللبناني وتجاوزه لأزمته الحالية، والبدء في الإصلاحات المطلوبة دوليًا وفق مبادئ الشفافية وتطبيق القوانين الملزمة».
«وفي ختام الزيارة،وجَّه الرئيس عون، دعوة للأمير محمد بن سلمان بن عبد لزيارة بلده الثاني لبنان، من جانبه أعرب سموه عن تقديره لهذه الدعوة والترحيب بها».
مجلس وزراء الخميس
يعقد مجلس الوزراء جلسة عند الحادية عشرة من قبل ظهر يوم الخميس في القصر الجمهوري لبحث المواضيع المدرجة على جدول أعمالها وهي 25 بندًا، أبرزها ما يتعلق بموضوع موازنة 2025 التي أقرتها الحكومة السابقة ورفعتها إلى مجلس النواب الذي لم يناقشها، وأيضًا موضوع اعادة تعيين سفراء من خارج الملاك في السلك الخارجي في الوزارة مؤقتاً تعتبارا من 9 اذار الحالي ومشروع قانون لتمديد سن التقاعد للدبلوماسيين، إضافة إلى أمور تنظيمية منها رحلات سفر إلى الخارج.
وعلمت «اللواء» من مصادر رسمية ان عدد السفراء من خارج الملاك يبلغ ستة وسيتم تمديد مهامهم مؤقتاً لمدة شهرين تقريباً ريثما يتم البت بوضعهم في التشكيلات الدبلوماسية، فإما يتم التمديد لهم فترة اخرى وإما يُتخذ قرار بإعتبارهم مستقيلين حكماً.
واوضحت المصادر ان التشكيلات الدبلوماسية لاحقا ستشمل نحو 50 سفيراً امضوا فترة عملهم خارج لبنان او تجاوزوها لمدة 10سنوات واصبح من الضروري اعادتهم الى الادارة المركزية.
وابرز البنود المطروحة في الجلسة:
• عرض رئيس الحكومة آلية تنفيذ الاصلاحات التي حددها البيان الوزاري وفقا لجدول زمني يراعي الاولويات الملحة.
• مشروع قانون يرمي الى منح المتضررين من الحرب الاسرائيلية على لبنان بعض الاعفاءات من الضرائب والرسوم والى تعليق المهل المتعلقة بالحقوق والواجبات الضريبية.
اضافة الى بنود تتعلق بشؤون وظيفية كإنتداب موظفين مديرين عامين للقصرالجمهوري، وشؤون ادارية وتنظيمية كسفر الوفود الرسمية وقبول هبات.
جهوزية للإنتخابات البلدية
عقدت لجنة الدفاع والداخلية والبلديات النيابية جلسة قبل ظهر أمس في المجلس النيابي، برئاسة النائب جهاد الصمد، وحضور وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار والنواب الاعضاء وممثلين عن الادارات المعنية.
وقال الصمد بعد الجلسة: الموضوع الاساسي كان الانتخابات البلدية والاختيارية، وما يهمنا ان نؤكد، وكان رأي كل الحضور وكل الكتل السياسية ومكونات المجلس النيابي، على اجراء الانتخابات البلدية والاختيارية في مواعيدها، وان هذه الانتخابات ستجري على اربع مراحل: المرحلة الاولى تبدأ في الرابع من ايار وخلال مهلة الشهر وفق المادة الرابعة عشرة من قانون البلديات ستتم دعوة الهيئات الناخبة.
اضاف: الوزير حجار والجهاز الفني في الوزارة يقومون بكل الاجراءات الفنية واللوجستية وكل التحضيرات على قدم وساق، وأكدنا في اللجنة ان الجهاز البشري الذي سيقوم بالعملية الانتخابية من كاتب ومحرر في كل قلم اقتراع والهيئات القضائية التي ستشرف على الانتخابات والأجهزة الامنية والعسكرية التي ستواكب العملية الانتخابية ان يكون هناك بدل عادل ويتم اعداد الكلفة».
واوضح: انه تم التطرق إلى الاعتمادات المالية اذ هناك مبلغ 11مليون دولار في موازنة العام 2024، ما يعني ان الاعتمادات اللازمة متوافرة وما من عائق أمام اجراء الانتخابات في مواعيدها.
ورفض «الثنائي الشيعي» الميغاسنتر، وخلال المناقشات التي عقدت في اجتماع لجنة الدفاع النيابية امس، بحضور وزير الداخلية احمد الحجار، وطالب الثنائي بإجراء الانتخابات في موعدها على ارض الجنوب، ووضع صناديق الاقتراع عند مداخل البلدات، حتى ولو كانت مهدمة.
واعلن الوزير حجار ان الانتخابات البلدية ستجري في 4 ايار وعلى اربع مراحل.
رفع التجميد الأميركي عن 95 مليون للجيش
واعتبر مسؤولون اميركيون ان رئاسة عون تشكل فرصة تاريخية لتغيير الواقع في لبنان، نحو الافضل.
ونقل موقع اكسيوس عن مسؤولين اسرائيليين ان الخارجية الاميركية رفعت التجميد عن 95 مليون دولار من المساعدات العسكرية للبنان، وهي جزء من استراتيجية للتأكد من استمرار وقف اطلاق النار مع اسرائيل وهي تهدف الى اضعاف حزب الله، وتقليص نفوذه، مشيرين الى ان آلية مراقبة وقف اطلاق النار تعمل بشكل جيد، والجيش اللبناني دمر بنية تحتية لحزب الله وصادر مخازن ذخيرة تابعة له.
وقال هؤلاء ان هدف «الوجود الاسرائيلي تمكين الجيش اللبناني من تأمين استقرار الجنوب.. وهو يهدف الى ضمان أن حزب الله لم يعد يشكل تهديداً لاسرائيل».
والاغرب ما اعلنه اكسيوس عن هؤلاء المسؤولن ان هناك تفاهماً بين اسرائيل واميركا ولبنان على استمرار الوجود العسكري الاسرائيلي لأسابيع او اشهر.
بالمقابل، كشف قيادي في حزب الله ان الحزب ابلغ المعنيين عن رفضه النهائي لتسليم سلاحه ولكنه مستعد لبحث مستقبل هذا السلاح تحت بند الاستراتيجية الدفاعية، وحتى ذلك الحين لا يخفى على اي جهة ان العدو الاسرائيلي ما زال محتلا لمزارع شبعا وتلال كفرشوبا وزاد عليها اليوم خمس نقاط جديدة،وتابع القيادي، حاليا نحن نقف خلف الدولة لنرى كيف ستحرر الارض بالسياسة والدبلوماسية ولكننا لن نسمح بان يبقى لبنان مستباحا ونحتفظ لانفسنا بالوقت المناسب للدفاع عن لبنان وايقاف العدو عن استباحة اجوائنا وارضنا والاعتداء علينا.
ومما كشفه القيادي ان هناك جهات في لبنان من داخل الحكومة بدأت باجراء اتصالات وترتيبات مع جهات دولية لفرض نزع السلاح كشرط نهائي للبحث في مسألة تمويل اعادة الاعمار وتأمين الدعم اللازم للنهوض الاقتصادي وحتى في انسحاب العدو الاسرائيلي من النقاط الخمس المحتلة.
الجنوب: غارات وشهيد
وفي الجنوب، شنت مسيرة معادية غارة على منزلين في المنطقة الواقعة بين بلدتي رشكنانيه وكفرا (قضاء صور)، كما اغارت مسيرة معادية على سيارة في رشكنانيه كانت مركونة الى جانب منزل، ما ادى ارتقاء شهيد حسبما افاد مركزطواريء وزارة الصحة اللبنانية.
وزعم مسؤول إسرائيلي: «قتلنا شخصية محورية في قوة الرضوان بالحزب بغارة على جنوب لبنان. وان القيادي يدعى خضر هاشم وأنّه شغل منصب قائد القوات البحرية في قوة الرضوان»..
لكن عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن عز الدين قال في تصريح:ان العدو أقدم على استهداف سيارة مدنية بعد أن أوصل صاحبها عائلته إلى البيت حيث ارتقى صاحبها خضر هاشم شهيداً.
اضاف: إننا نضع هذا الاعتداء برسم لجنة الإشراف الدولية والحكومة اللبنانية لوضع حدّ لهذا التمادي في استباحة السيادة الوطنية، وإلى متى ستبقى الدولة تتغاضى عن هذه الخروقات دون أن تحرك ساكناً أو تعلن موقفاً وهي التي تعهدت بالدفاع عن مواطنيها وحماية شعبها.
واكد «على ضرورة التعامل مع هذه الاعتداءات بكل جدية ومسؤولية وطنية ويضع الجميع أمام مسؤولياتهم في ممارسة كل الضغوطات لإخراج العدو من الأرض التي يحتلها. وإذ نشير إلى أن أي تقاعس أو تهاون في هذا الصدد سيدفع أهلنا وشعبنا لممارسة حقهم في مقاومة العدو وطرده».
وتوغلت دورية لجيش العدو الاسرائيلي ظهراً من موقعها عند الاطراف الجنوبية لبلدة العباسية الحدودية باتجاه سهل العباسية، واقدمت على خطف مزارع كان يعمل في أرضه قبل أن تعود وتطلق سراحه لاحقا.
وحلّقت طائرة مسيرة معادية من نوع «هرمز 450» في اجواء مدينة صور وقرى الجوار على علو منخفض، حيث قامت بالتحليق على شكل دائري وتشاهد بالعين المجردة. واستكرتحليق المسيرات المعادية طيلة النهار في منطقة صور ووصلت الى منطقة الجبل والهرمل..
وليلاً، ألقت محلّقة اسرائيلية قنبلتين في محيط منزل مأهول في مجدل سلم من دون تسجيل اصابات.
"البناء":
جمعت القمة العربية المنعقدة في القاهرة بين الموقف السياسي والإجراءات العملية، ولو بالحد الأدنى، وكان واضحاً أن التقدم الحاصل في الموقف العربي تقف وراءه قيادة مصرية لمسار القمة ورسم لسوق الموقف فيها، بما ردّ الاعتبار لمفهوم الأمن القومي ولو عند حد رفض الانخراط في تصفية القضية الفلسطينية من بوابة مشروع التهجير الذي طرحه الرئيس الأميركي دونالد ترامب وهدّد مصر والأردن بوقف المساعدات عنهما إن لم يقبلا باستقبال المهجَّرين من غزة. وجاء البيان الختامي للقمة بإعلان واضح عن رفض التهجير والتمسك بأن حكم غزة لا يمكن أن يكون إلا فلسطينياً، وأن لا حلّ لغزة خارج إطار حلّ القضية الفلسطينية بإقامة دولة فلسطينيّة مستقلة. وعملياً خطت القمة عبر الخطة التي قدّمتها مصر وأقرّتها القمة، خطوة هامة نحو الإطار الإجرائي لمواجهة مشروع الاحتلال والعدوان الذي يلوّح به رئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو، فقرّرت تشكيل لجنة مؤقتة من الخبراء لإدارة قطاع غزة بموافقة حركتي فتح وحماس بانتظار أن تنجز خطوات عملية على طريق الوحدة الوطنية تتيح نقل إدارة غزة إلى السلطة الفلسطينية بينما تتولى مصر إعادة ترتيب وضع الشرطة الفلسطينية في غزة بصورة تنفي عنها أي صبغة فصائليّة.
يبقى التحدّي في كيفية إدخال المواد الإغاثية ومواد الإعمار والمعدات الثقيلة، دون موافقة لن يقدّمها جيش الاحتلال، ما دامت القمة لم تضع موضع التنفيذ القرار السابق للقمة العربية الإسلامية بفتح معبر رفح دون استئذان الاحتلال، باعتباره معبراً فلسطينياً مصرياً خالصاً، بانتظار ما سوف يقرّره مؤتمر وزراء الخارجيّة في منظمة التعاون الإسلامي خلال أيام في جدة.
في القمة أيضاً كانت مواقف لرئيس الجمهورية العماد جوزف عون حازت تنويهاً في الداخل، كان أبرزها ما نقل عن رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي وصف الكلمة بالرائعة، ومما قاله رئيس الجمهورية كان تقديمه عرضاً مفصلاً للأهمية القومية والإنسانية للقضية الفلسطينية، وقوله إنّها قضيّة حق يلزمها القوة، وإن ضعفها ضعف للعرب وقوتها قوة لهم، معلناً أن لا سلام دون فلسطين، وعن لبنان قال رئيس الجمهورية إن الأولويّة تبقى لزوال الاحتلال ووقف العدوان.
بعد زيارته الأولى إلى المملكة، يتوجّه رئيس الجمهوريّة العماد جوزاف عون في زيارة ثانية قريباً إلى السعودية، يرافقه رئيس الحكومة نواف سلام على رأس وفد وزاريّ موسّع، حيث من المتوقع أن يتخلل الزيارة توقيع اتفاقيات، وذلك بعد شهر رمضان.
وكان خلص البيان المشترك الذي صدر في ختام زيارة رئيس الجمهورية إلى المملكة العربية السعودية، بدعوة وجّهها عون لولي العهد الامير محمد بن سلمان لزيارة لبنان، وترحيب بن سلمان بالدعوة. واتفق الجانبان بحسب البيان على البدء في الإصلاحات المطلوبة دولياً وفق مبادئ الشفافية وتطبيق القوانين، كما تأكيد المملكة ولبنان، أهميّة تعزيز العمل العربي وتنسيق المواقف تجاه القضايا المهمة على الساحتين الإقليمية والدولية.
وبحسب البيان، أكد الطرفان أهمية التطبيق الكامل لاتفاق الطائف، وتطبيق القرارات الدولية ذات الصلة، وبسط الدولة سيادتها على كامل الأراضي اللبنانية، وحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، وتأكيد الدور الوطني للجيش اللبناني، وأهميّة دعمه، وضرورة انسحاب جيش الاحتلال الإسرائيليّ من كافة الأراضي اللبنانية. واتفق الجانبان على ضرورة تعافي الاقتصاد اللبناني وتجاوزه لأزمته الحاليّة، والبدء في الإصلاحات المطلوبة دوليًا وفق مبادئ الشفافيّة وتطبيق القوانين الملزمة.
واتفق الجانبان على البدء بدراسة المعوقات التي تواجه استئناف التصدير من الجمهورية اللبنانية إلى المملكة العربية السعودية، والإجراءات اللازمة للسماح للمواطنين السعوديّين بالسفر إلى الجمهورية اللبنانية.
وأمس، ذكّر الرئيس عون أن «في بلدي، تماماً كما في فلسطين، ما زالت هناك أرضٌ محتلة من قبل إسرائيل، وأسرى لبنانيون في سجونها»، مؤكداً «نحن لا نتخلى عن أرضنا ولا ننسى أسرانا ولا نتركهم»، كما أكد عون في كلمته في افتتاح أعمال القمة العربية الطارئة التي تستضيفها القاهرة أنّه «لا سلام من دون تحريرِ آخر شبرٍ من حدودِ أرضِنا، المعترفِ بها دولياً، والموثقة والمُثبّتة والمرسّمة أممياً. ولا سلامَ من دون دولةِ فلسطينية».
وعلى هامش القمة، عقد الرئيس عون سلسلة لقاءات ثنائيّة. واستقبل في مقرّ إقامته في فندق توليب بالقاهرة، الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش على رأس وفد من المنظمة، وجرى استعراضٌ للتطورات الإقليميّة وعمل منظمات الأمم المتحدة في لبنان والتحديات التي تواجه القضية الفلسطينية. كما التقى الرئيس عون أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني الذي كرّر استعداد بلاده «لمواصلة الدعم للجيش اللبناني والمساعدة في دعم مشاريع حيوية كتطوير قطاع الكهرباء». والتقى أيضًا الرئيس العراقيّ عبد اللطيف رشيد الذي هنأه بانتخابه وأكد عمق العلاقات الثنائية، مثنيًا على دور لبنان الإقليمي.
على خط آخر، يعقد مجلس الوزراء أول جلسة عملية له في الحادية عشرة قبل ظهر غد في قصر بعبدا، وعلى جدول أعمالها 25 بندًا، أبرزها ما يتعلق بموضوع موازنة 2025 التي أقرّتها الحكومة السابقة ورفعتها إلى مجلس النواب الذي لم يناقشها، وأيضًا موضوع تعيين سفراء من خارج الملاك في السلك الخارجي في الوزارة، إضافة إلى أمور تنظيميّة منها رحلات سفر إلى الخارج. واستقبل رئيس الحكومة نواف سلام مديرة شؤون «وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطيين في الشرق الأدنى (الأونروا)»، في لبنان دوروثي كلاوس وتم استعراض التحدّيات التي تواجه الوكالة في نطاق عملها المحليّ والإقليميّ. كما بحث مع المنسّق المقيم للأمم المتحدة في لبنان عمران ريزا، التنسيق بين الحكومة اللبنانية ومؤسسات الأمم المتحدة.
وأكد وزير الداخلية أحمد الحجار أن الحكومة ووزارة الداخلية عازمتان على إجراء الانتخابات البلدية في موعدها خلال شهر أيار على أربع مراحل، وخلال اجتماع لجنة الدفاع والداخلية في البرلمان طُرحت أسئلة من النواب حول موضوع دعوة الهيئات الناخبة، وقال الحجار: القانون يسمح لنا بأن ندعو خلال شهر أو شهرين كحد أدنى ثلاثين يوماً، وإذا بدأنا في الرابع من أيار يكون علينا قبل الرابع من نيسان دعوة الهيئات الناخبة أسبوعاً تلو أسبوع، أي اعتباراً من اليوم تسري المهلة».
واستهدفت طائرة مسيّرة إسرائيليّة سيارة في بلدة رشكنانية في قضاء صور جنوبي لبنان وأدّت إلى استشهاد المواطن خضر هاشم وهو قياديّ في قوة الرضوان في حزب الله. وقبل الاستهداف أُفيد عن تحليق طائرة مسيّرة إسرائيلية من نوع هرمز 450 في اجواء مدينة صور وقرى الجوار على علو منخفض.
الى ذلك كشف موقع «اكسيوس» نقلًا عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين عن «تفاهمٍ بين تلّ أبيب وواشنطن وبيروت يقضي باستمرار الوجود العسكريّ الإسرائيليّ في جنوب لبنان لأسابيعٍ أو حتّى أشهر، في خطوةٍ تهدف إلى ضمان استقرار المنطقة وتعزيز قدرة الجيش اللّبنانيّ على تولي مسؤولياته الأمنيّة».
وأكدّ موقع «أكسيوس» نقلًا عن مسؤولين أميركيين، أنّ وزارة الخارجيّة الأميركيّة رفعت التجميد عن 95 مليون دولار من المساعدات العسكريّة للبنان، ضمن استراتيجيّةٍ أوسع لدعم الجيش اللّبنانيّ وتعزيز الأمن في الجنوب.
في المقابل، أكد مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي أن «حزب الله سيواصل مسيرة المقاومة بقوة لأن غالبية الشعب اللبناني تدعمه وستقف مع المقاومة».
"الأنباء" الالكترونية:
عاد لبنان من جديد الى حضنه العربي من بوابة المملكة العربية السعودية، إذ أحيت زيارة رئيس الجمهورية الرئيس جوزاف عون الى الرياض الواقع والموقع الطبيعي والتاريخي للبنان، خصوصاً أن البيان السعودي اللبناني المشترك الذي صدر في ختام الزيارة أمس، أرسى العناوين العريضة والمستقبلية للعلاقات الثنائية بين البلدين.
واشارت مصادر لجريدة "الأنباء" الإلكترونية الى أن ما صدر في البيان الثنائي لناحية أهمية التطبيق الكامل لاتفاق الطائف، وتطبيق القرارات الدولية ذات الصلة، وبسط الدولة لسيادتها على كامل الأراضي اللبنانية، وحصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، يأتي امتدادا لاتفاق الطائف، الذي رعته المملكة وتتمسك به الدولة اللبنانية من خلال البيان الوزاري للحكومة.
من جانب أخر، تلفت المصادر الى أن ترجمة نتائج هذه الزيارة من المتوقع أن نلمس نتائجها التنفيذية في وقت قريب، وذلك في ظل الحديث عن زيارة أخرى مرتقبة للرئيس عون ورئيس الحكومة القاضي نواف سلام، والوزراء المعنيين في ملفات عدة، حيث ستكون الأسابيع المقبلة تحضيرية، لنشهد بعدها توقيع اتفاقيات بين البلدين.
وفي سياق متصل، أكد البيان المشترك أهمية تطبيق ما جاء في خطاب القسم والذي أعلن فيه الرئيس عون عن رؤيته للبنان واستقراره، ومضامين البيان الوزاري. واتفق الجانبان السعودي واللبناني على "ضرورة تعافي الاقتصاد اللبناني وتجاوزه لأزمته الحالية، والبدء في الإصلاحات المطلوبة دوليًا وفق مبادئ الشفافية وتطبيق القوانين الملزمة".
ومن الجانب الاقتصادي، لفت البيان الى "البدء بدراسة المعوقات التي تواجه استئناف التصدير من الجمهورية اللبنانية إلى المملكة العربية السعودية، والإجراءات اللازمة للسماح للمواطنين السعوديين بالسفر إلى الجمهورية اللبنانية".
عون والشرعية العربية والأممية
وفي أولى مشاركاته الرسمية والعربية، كانت بارزة كلمة الرئيس عون خلال القمة العربية الطارئة التي انعقدت في القاهرة أمس، وخصصت لبحث تطورات القضية الفلسطينية، حيث أعلن من على منبر القمة عودة لبنان الى "شرعيته الميثاقية"، وعودته "ثانياً إلى شرعيتِه العربية"، ومتوجهاً كذلك الى المشاركين بالقول: "ليعود معكم ثالثاً إلى الشرعية الدولية الأممية، التي لا غنى ولا بديل عنها لحمايتِه وتحصينه واستعادة حقوقه كاملة".
وأشار عون في كلمته الى أن لبنان "كما في فلسطين، ما زالت هناك أرضٌ محتلة من قبل إسرائيل، وأسرى لبنانيين في سجونها، ونحن لا نتخلى عن أرضنا ولا ننسى أسرانا ولا نتركهم"، مؤكداً أن "لا سلام من دون تحريرِ آخر شبرٍ من حدود أرضنا، المعترفِ بها دولياً، والموثقة والمُثبتة والمرسّمة أممياً، ولا سلام من دون دولة فلسطين".
لقاءات على هامش القمة
وعلى هامش القمة، كان للرئيس عون عدة لقاءات، حيث التقى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وأمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، وملك الأردن عبد الله الثاني، والرئيس الفلسطيني محمود عباس، والرئيس السوري أحمد الشرع، إذ تم التأكيد على دعم الجيش اللبناني ومشاريع حيوية وتعزيز سيادة لبنان.
من جهته، أعرب الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، عن استعداد قطر مواصلة تقديم الدعم للجيش اللبناني، والمساعدة في دعم مشاريع حيوية كتطوير قطاع الكهرباء.
الى ذلك، أعلن الملك عبد الله الثاني عن عزم المملكة إرسال دفعة جديدة من الآليات العسكرية إلى لبنان لدعم الجيش. هذا وأيد عباس "كل الاجراءات التي تتخذها الحكومة اللبنانية لتعزيز سيادة الدولة على كامل أراضيها وتطبيق القرار 1701".
كما تناول لقاء الرئيس عون والشرع عدداً من المسائل العالقة حيث تم الاتفاق على التنسيق عبر لجان مشتركة تُشكَّل بعد تأليف الحكومة السورية الجديدة.
اما الرئيس المصري، فعبّر عن دعمه للرئيس عون، قائلا: "ابنِ لبنان، ونحن معك، وستجد مصر إلى جانبك".
وبدوره، أعرب الرئيس عون عن إستمراره في الاتصالات من أجل تنفيذ إسرائيل للاتفاق الأخير في ٢٧ تشرين الثاني الماضي.
إعادة إعمار غزة
وعلى المستوى الفلسطيني، تبنت القمة العربية الطارئة، في ختام أعمالها، المشروع المصري لإعادة إعمار قطاع غزة، بالإضافة الى الدعوة الى توحيد الموقف العربي ضد أي محاولات لتهجير الفلسطينيين، واتخاذ إجراءات قانونية ودولية لحماية حقوقهم، إذ كانت كذلك مطالبة بوقف العدوان الاسرائيلي في الضفة الغربية.
وحول غزة، كان تأكيد للأولوية القصوى لاستكمال تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار لمرحلتيه الثانية والثالثة، وأهمية التزام كل طرف بتعهداته، وخاصة الطرف الإسرائيلي، وبما يؤدي إلى وقف دائم للعدوان على غزة وانسحاب إسرائيل بشكل كامل من القطاع، بما في ذلك من محور "فيلادلفي"، بالإضافة الى دعوة مجلس الأمن إلى نشر قوات دولية لحفظ السلام تسهم في تحقيق الأمن للشعبين الفلسطيني والإسرائيلي في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة، على أن يكون ذلك في سياق تعزيز الأفق السياسي لتجسيد الدولة الفلسطينية.
كذلك، تم الترحيب بالقرار الفلسطيني بتشكيل لجنة إدارة غزة تحت مظلة الحكومة الفلسطينية.
وفي ما يتعلق بلبنان، أكدت القمة ضرورة تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار في لبنان بجميع بنوده والالتزام بقرار مجلس الأمن رقم 1701، وإدانة الخروقات الإسرائيلية لهما، ومطالبة إسرائيل بالانسحاب الكامل من لبنان إلى الحدود المعترف بها دولياً، وبتسليم الاسرى المعتقلين في الحرب الأخيرة والعودة إلى الالتزام بمندرجات اتفاقية الهدنة بين لبنان وإسرائيل لعام 1949، والوقوف مع الجمهورية اللبنانية وأمنها واستقرارها وسيادتها.
كما أدانت الإعتداءات الإسرائيلية على سوريا، والتوغل داخل أراضيها والذي يُعد خرقا فاضحا للقانون الدولي وعدوانا على سيادة سوريا وتصعيدا خطيرا يزيد من التوتر والصراع، ومطالبة المجتمع الدولي ومجلس الأمن بالتحرك الفوري لتطبيق القانون الدولي وإلزام إسرائيل وقف عدوانها والانسحاب من الأراضي السورية التي احتلتها في خرق واضح لاتفاق الهدنة للعام 1974، وإعادة التأكيد على أن هضبة الجولان هي أرض سورية محتلة، ورفض قرار إسرائيل ضمها وفرض سيادتها عليها.
شيطان التفاصيل
بدوره، وصف الكاتب الصحافي ومدير تحرير جريدة الشروق، خالد سيد أحمد في مقابلة مع جريدة "الأنباء" الإلكترونية الخطة المصرية "بالطموحة"، مشيراً الى أن "الكثير من التفاصيل تكمن في تفاصيلها"، معرباً عن خشيته أن تلقى مصير مبادرة السلام العربية عام 2002.
وأشار سيد أحمد الى أن الخطة تسير على مسارين متوازيين، المسار الأول بإعادة إعمار غزة دون تهجير أهلها، وأما المسار الثاني بإعادة تشكيل المشهد السياسي الفلسطيني دون أن يكون هناك تواجد بارز لحركة حماس، سواء كان سياسياً أو أمنياً.
وحذّر سيد أحمد من عراقيل قد تواجه تنفيذ الخطة العربية لإعادة إعمار القطاع، "من قبل إسرائيل وحماس في نفس الوقت، إذ أن إسرائيل تريد نزع سلاح الحركة، والخطة لم تتعامل مع هذه النقطة بكثير من الإيضاح أو التوضيح"، لافتاً الى أن "حماس نفسها تعتبر سلاحها خط أحمر وهنا تكمن المشكلة"، على حد تعبيره.
وأشار الى أن "هناك أيضاً تفاصيل في الخطة تحتاج الى توضيح، فالمانحين المتوقعين، لن يقبلوا بدفع أموال لإعادة إعمار القطاع حال بقي الحال على ما هو عليه، بمعنى حماس بسلاحها وإسرائيل بدون أفق سياسي للحل النهائي للقضية الفلسطينية عن طريق إقامة دولتين".
ورأى سيد أحمد أنه في حال لقيت الخطة "الدعم الغربي، والأميركي تحديداً، ربما ترى النور، لكن ذلك يتطلب ضغوطاً شديدة على الحكومة اليمينية الإسرائيلية لإيجاد مسار سياسي يسمح بوجود حل الدولتين، وهذا في الوقت الحالي صعب، بل يكاد يكون مستحيلاً، معيداً ذلك الى أن الطرف اليميني المتطرف الذي يحكم إسرائيل يرى أنه أمام ظرف تاريخي لن يتكرر ثانياً وهو أنه يعمل على تهجير الفلسطينيين سواء في الضفة الغربية أو قطاع غزة.
الأطرش.. لن نقبل أن نكون الخنجر الذي يطعن وحدة سوريا
وفي تطورات المشهد السوري، والمحاولات الإسرائيلية التقسيمة، شدد عضو النداء الوطني الجامع المهندس ثائر منصور سلطان الأطرش في بيان على "أننا كسوريين من أبناء طائفة الموحدين الدروز جزء أصيل من النسيج الوطني السوري، ولا يمكن أن نكون إلا كما كان أهلنا، حماة للثغور ومدافعين عن وحدة التراب السوري، كما أننا لا نقبل الحماية من أحد، وعلى الأخص من العدو الصهيوني البغيض، المحتل لأرضنا في الجولان وجنوب لبنان وفلسطين ونحن نعي تماماً أهدافه التوسعية، والتي ستشمل كل الإقليم، فسوريا ليست وحدها في خطر، بل كل جوارها العربي.
وأكد الأطرش أنه "كما أهلنا على مدار تاريخ هذه المنطقة، السيف المدافع عن وحدة سوريا، لن نقبل اليوم أن نكون الخنجر الذي يطعنها في خاصرتها. ونحن نقول ذلك من موقع التأكيد على حقيقة تاريخية دامغة. وكل صوت مغاير لذلك لا يمثل إلا نفسه. والله من وراء القصد".
واعتبرت مصادر مواكبة لـ "الأنباء" أن ما صدر عن الأطرش يكمّل ما صرّح به الرئيس وليد جنبلاط في الاجتماع الاستثنائي الموّسع الذي عقدته الهيئة العامة للمجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز يوم الاثنين.
"الشرق":
شارك رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في افتتاح اعمال القمة العربية الطارئة التي تستضيفها القاهرة اليوم، والمخصصة للبحث في مسألة القضية الفلسطينية وتطوراتها.
وكان الرئيس عون وصل الى مقر القمة عند الساعة الثالثة والثلث بعد ظهر امس، ودخل الى المدخل الرئيسي حيث كان في استقباله الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وصافحه مطولاً قبل ان يتم التقاط الصورة التذكارية، ليدخل بعدها رئيس الجمهورية الى قاعة المؤتمر.
وشدد رئيس الجمهورية جوزف عون، خلال القمة العربية الطارئة بشأن القضية الفلسطينية في القاهرة، على أنّ «في بلدي، تماماً كما في فلسطين، ما زالت هناك أرضٌ محتلة من قبل إسرائيل. وأسرى لبنانيون في سجونها. ونحن لا نتخلى عن أرضنا ولا ننسى أسرانا ولا نتركهم»، معلنًا أنّه «لا سلام من دون تحريرِ آخر شبرٍ من حدودِ أرضِنا، المعترفِ بها دولياً، والموثقة والمُثبتة والمرسّمة أممياً. ولا سلامَ من دون دولةِ فلسطينية».
وأضاف «لا سلامَ من دون استعادةِ الحقوق المشروعة والكاملة للفلسطينيين. وهو ما تعهدنا به كدولٍ عربية. منذ مبادرةِ بيروتَ للسلام سنة 2002، حتى إعلان الرياض في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي».
ولفت الرئيس عون في كلمته إلى أنّ «لبنان علّمني أولاً، أنّ فلسطينَ قضيةُ حق. وأنّ الحقَ يحتاجُ دوماً إلى القوة. وأنّ القوةَ في نضالات الشعوب، هي قوةُ المنطق. وقوةُ الموقف. وقوةُ إقناعِ العالم. وقوةُ حشدِ تأييدِ الرأي العام. وقوةُ موازين القوى الشاملة».
وقال: «علّمني لبنانُ ثانياً، أنّ فلسطينَ قضيةٌ ثالوث: فهي حقٌ فلسطينيٌ وطني. وحقٌ عربيٌ قومي. وحقٌ إنسانيٌ عالمي. وأننا كلما نجحنا في إظهار هذه الأبعاد السامية لفلسطين، كلما نصرْناها وانتصرنا معها. بالمقابل، كلما حجّمناها وقزّمناها، إلى حدودِ قضيةِ فئةٍ أو جهةٍ أو جماعةٍ أو محور… وكلما تركنا فلسطينَ تُزجُّ في أزقةِ صراعاتٍ سلطويةٍ هنا، أو نزاعاتِ نفوذٍ هناك… كلما خسرناها وخسرنا معها».
وأضاف عون «علّمتني حروبُ لبنان أيها الإخوة، أنّ البُعدَ الفلسطيني لقضية فلسطين، يقتضي أن نكون دائماً مع شعبِها. أصلاً وفعلاً. أي أن نكونَ مع خياراته ومع قراراته. مع سلطاتِه الرسمية ومع ممثليه الشرعيين. أنْ نقبلَ ما يقبلُه شعبُها. وأن نرفضَ ما يرفضُه. علمتني حروب الآخرين في لبنان، أنّ البُعدَ العربي لقضية فلسطين، يفرضُ أن نكونَ كلُنا أقوياء، لتكونَ فلسطينُ قوية. فحين تُحتلُ بيروت، أو تُدمّرُ دمشق، أو تُهدّدُ عمّان، أو تئنُّ بغداد، أو تسقطُ صنعاء … يستحيل لأيٍ كان أن يدّعي، أنّ هذا لنصرة فلسطين. أن تكونَ بلدانُنا العربية قوية، باستقرارِها وازدهارِها، بسلامِها وانفتاحِها، بتطورِها ونموِها، برسالتِها ونموذجيتِها… إنه الطريقُ الأفضلُ لنصرةِ فلسطين».
وشدد الرئيس عون على أنّ «سيادة لبنان الكاملة والثابتة، تتحصّن بالتعافي الكامل في سوريا، كما بالاستقلالِ الناجز في فلسطين، الأمر نفسه بالنسبة إلى كل دولة من دولنا، في علاقاتها وتفاعلها مع كل جار عربي، ومع كل منطقتنا العربية»، مضيفًا «أيُ اعتلالٍ لجارٍ عربي، هو اعتلالٌ لكل جيرانه. والعكسُ صحيحٌ».
وأضاف «علّمني لبنان بعد عقودٍ من الصراعات والأزمات والإشكاليات، أن لا صحة لأي تناقض موهوم، أو لنزاع مزعوم، بين هوياتنا الوطنية التاريخية والناجزة، وبين هويتِنا العربية الواحدة والجامعة. بل هي متكاملة متراكمة»، وتابع: «أنا لبنانيٌ مئة بالمئة. وعربيٌ مئة بالمئة. وأفخرُ بالاثنين. وأنتمي وطنياً ورسالياً إلى الاثنين. أما أن تكون فلسطين قضية حقٍ إنساني عالمي، فيقتضي أن نكون منفتحين على العالم كله. لا منعزلين. أصدقاء لقواه الحيّة. متفاعلين مع مراكز القرار فيه. محاورين لها لا محاربين. مؤثرين لا منبوذين. هذا ما علمني إياه لبنان عن فلسطين، وهذا ما أشهد به أمامكم».
لقاءات
من جهة ثانية، عقد الرئيس عون سلسلة لقاءات، واستقبل في حضور رجي، ظهر اليوم في مقر اقامته في فندق توليب في القاهرة، الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش مع وفد من المنظمة، وعرض معه عدداً من المواضيع المتعلقة بالتطورات الاخيرة في المنطقة، وعمل منظمات الامم المتحدة في لبنان، والتحديات التي تواجهها القضية الفلسطينية.
خلال اللقاء، شكر الرئيس عون غوتيريش على «الدعم الذي تقدمه الامم المتحدة لمساعدة لبنان، لا سيما المهمات الكبيرة التي تقوم بها القوات الدولية في الجنوب على رغم الصعوبات التي تواجهها».
واعتبر الرئيس عون «ان بقاء الاسرائيليين في عدد من التلال على الاراضي اللبنانية وعدم تمركز الجيش فيها من شأنه ان يعيق تحقيق الاستقرار وتنفيذ القرار الدولي 1701، واتفاق وقف اطلاق النار الذي تم التوصل اليه في 27 تشرين الثاني 2024، ثم في 18 شباط الماضي».
كما تم التطرق ايضا الى عمل المنظمات التابعة للامم المتحدة في لبنان، حيث اكد غوتيريش «ان الامم المتحدة جاهزة للمساعدة في عملية النهوض التي بدأت مع انتخاب الرئيس عون».
وأبدى غوتيريش استغرابه لبقاء القوات الاسرائيلية في عدد من المناطق الجنوبية، معتبرا ان «هذا الامر لا يصب في مصلحة الاستقرار في المنطقة».
واثار الرئيس عون مع الأمين العام للأمم المتحدة موضوع النازحين السوريين وضرورة عودتهم الى بلادهم بعد انتفاء الاسباب التي ادت الى نزوحهم.
العليمي
واستقبل الرئيس عون بعدها في حضور الوزير رجي، رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني الدكتور رشاد محمد العليمي، الذي نقل تهنئة الشعب اليمني بانتخاب الرئيس عون، واوضح انه «اراد هذا اللقاء للتعارف من جهة، ولبحث العلاقات الثنائية بين البلدين».
الرئيس العراقي
والتقى رئيس الجمهورية نظيره العراقي عبد اللطيف رشيد الذي هنأه لمناسبة إنتخابه، مشددا على عمق العلاقات الثنائية بين البلدين التي «تعود الى فجر التاريخ» والتي «يتطلع العراقيون بكافة أطيافهم الى مواصلتها لما فيه خير البلدين والشعبين الشقيقين، بنفس القوة والزخم المتواصلين.»
ونوه رئيس الجمهورية بالتعاون النفطي مع العراق، متمنيا ان تتعزز العلاقات أكثر فأكثر بين الشعبين بالنظر الى وجود صفات متشابهة بينهما، ومنها التعددية.
وبالنظر الى الوضع في المنطقة، إعتبر رئيس الجمهورية «ان وحدة الموقف العربي أساسية في هذه المرحلة لمواجهة كافة التحديات لا سيما المصيرية منها».
ووجه الرئيس العراقي دعوة رسمية للرئيس عون لزيارة العراق الذي رد شاكرا لنظيره الدعوة التي وجهها إليه واعدا بتلبيتها.
ابو الغيط
كما استقبل الرئيس عون، الامين العام لجامعة الدول العربية احمد ابو الغيط يرافقه الأمين العام المساعد حسام زكي، الذي وضع الرئيس عون في أجواء المداولات التي سبقت الجلسة الافتتاحية اليوم ومشروع البيان الذي تم الاتفاق عليه. وحضر اللقاء الوزير رجي.
"الشرق الأوسط":
أعلنت الرئاسة اللبنانية أن الرئيس جوزيف عون التقى، اليوم (الثلاثاء)، نظيره السوري أحمد الشرع، على هامش القمة العربية في القاهرة.
وأضافت، في بيان، أن الرئيسين تناولا عدداً من المسائل العالقة «حيث تم الاتفاق على التنسيق عبر لجان مشتركة تُشكل بعد تأليف الحكومة السورية الجديدة».
وذكرت الرئاسة اللبنانية أنه تم التأكيد أيضاً على ضرورة ضبط الحدود بين البلدين «لمنع جميع أنواع التجاوزات».
كان تلفزيون سوريا قد نقل في وقت سابق عن مصادر أن اللقاء سيناقش ملفات «شائكة»، أبرزها قضية النازحين السوريين وملف الحدود والتهريب عبر المعابر غير الشرعية، فضلاً عن «رسم خريطة طريق لمحادثات مقبلة على مستوى حكومي برعاية إقليمية».
الوجود الإسرائيلي في جنوب سوريا
كان الشرع قد حثّ المجتمع الدولي في وقت سابق من اليوم على الضغط على إسرائيل للانسحاب «الفوري» من جنوب سوريا، مندداً بالهجمات الإسرائيلية التي قال إنها تستهدف أمن بلاده واستقرارها، وفقاً لوكالة الصحافة الفرنسية.
وكثّفت إسرائيل منذ الأسبوع الماضي ضرباتها على سوريا، على وقع مطالبة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بجعل «جنوب سوريا منزوع السلاح بالكامل»، مؤكداً أن الدولة العبرية لن تسمح لقوات الإدارة الجديدة بالانتشار جنوب العاصمة دمشق.
وفي كلمة ألقاها خلال القمة العربية الطارئة بشأن غزة في القاهرة، قال الشرع: «نحثّ المجتمع الدولي على الوفاء بالتزاماته القانونية والأخلاقية في دعم حقوق سوريا في الضغط على إسرائيل للانسحاب الفوري من الجنوب السوري».
وعدَّ أن «هذا التوسع العدواني ليس انتهاكاً للسيادة السورية فقط، بل تهديد مباشر للأمن والسلام في المنطقة بأسرها»، معتبراً أن «العدوان الإسرائيلي المتواصل، إلى جانب الهجمات العسكرية التي تستهدف أمن سوريا واستقرارها، يتطلب منا جميعاً الوقوف صفاً واحداً ضد هذا التصعيد».
وإثر إطاحة حكم بشار الأسد، شنّت إسرائيل مئات الغارات على منشآت عسكرية وقواعد بحرية وجوية في أنحاء البلاد، قالت إن هدفها منع سقوط ترسانة الجيش السوري في أيدي قوات الإدارة الجديدة. وفي موازاة ذلك، توغلت قواتها إلى المنطقة العازلة المنزوعة السلاح في الجولان، الواقعة على أطراف الجزء الذي تحتله إسرائيل.
ورغم تنديد الإدارة الجديدة مراراً بالتوغّل الإسرائيلي، فإن أي مواقف عالية النبرة لم تصدر عنها إزاء إسرائيل. وكرّر الشرع أن بلاده التي تواجهها تحديات عدة بعد نحو 13 عاماً من نزاع مدمر، لا تريد الدخول في أي صراعات جديدة مع جيرانها.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، ليل الثلاثاء الماضي، شنّ غارات على «أهداف عسكرية» في جنوب سوريا، بما في ذلك «مراكز قيادة ومواقع عديدة تحتوي على أسلحة». كما أعلن قصفه ليل الاثنين «موقعاً عسكرياً» يضم مستودعاً للأسلحة في غرب سوريا.
وندّد مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، غير بيدرسن، الثلاثاء، بـ«التصعيد العسكري الإسرائيلي» على سوريا.
وقال في بيان: «هذه الأعمال غير مقبولة، وتهدد بزعزعة استقرار الوضع الهش أصلاً، وتفاقم التوترات الإقليمية، وتقوض الجهود الرامية إلى وقف التصعيد وانتقال سياسي مستدام».
«وصمة عار»
ومشاركة الشرع في القمة العربية الطارئة بشأن غزة هي الأولى منذ إطاحة الأسد.
واعتبر في كلمته أن «الدعوة لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه بشكل قسري وصمة عار ضد الإنسانية»، مشدداً على أنه «لا يمكن قبول اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضه، وحان الوقت أن نقف جميعاً كعرب بوجه هذه المخططات».
وسبق للشرع أن وصف الشهر الماضي خطة الرئيس الأميركي دونالد ترمب للسيطرة على قطاع غزة وتهجير سكانه بـ«جريمة كبرى لن تنجح».
وجاء حضوره القمة بعدما وافقت لجنة تابعة لمجلس الأمن الدولي على إعفائه من حظر السفر المفروض عليه، بسبب إدراجه على لائحة العقوبات، ما مكّنه من السفر إلى القاهرة للمشاركة في أعمال القمة.
ونشرت وكالة «سانا» صوراً تظهر لقاءات عقدها الشرع قبل بدء القمة، أبرزها مع الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، ورئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، والرئيس الفلسطيني محمود عباس.
كانت جامعة الدول العربية علّقت عضوية سوريا عام 2011 اعتراضاً على قمع حكم الأسد الدامي للمظاهرات الشعبية التي شهدتها البلاد، قبل أن تتحول إلى نزاع دامٍ متشعب الأطراف.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا