الحقيقة والعدالة المتأخرة
الرئيسية مقالات / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Mar 15 25|20:45PM :نشر بتاريخ
كتبت سالي صافي فيصل في ايكو وطن
إن اغتيال كمال جنبلاط لا يزال يُعد من أكثر الحوادث المؤلمة في تاريخ لبنان الحديث، ويظل لغزًا كبيرًا يعكس الصراع السياسي العميق الذي كان يختمر في البلاد. ورغم أن العدالة لم تتحقق بعد اغتياله مباشرة، فإن سقوط النظام السوري يُعتبر نوعًا من العدالة الرمزية التي تحققت لشخص كمال جنبلاط وأفكاره. إنه، وإن لم يتم معاقبة الجناة بشكل رسمي، إلا أن سقوط نظام حافظ وبشار الاسد كان بمثابة انتصار للفكرة التي كان يحملها جنبلاط، والمتمثلة في استقلال لبنان وسيادته.
نعم وبعد ثمانية وأربعين عاماً، سقط نظام حافظ الاسد، سقط بشار الاسد.. سقطت الديكتاتورية .. نعم سقطت منظومة القتلة،، لا وبل اعتُقل جزار المخابرات ابراهيم حويجة وهو لواء في جيش النظام السوري المخلوع وأحد كبار ضباط الأمن السوريين. فالفرحة هنا فرحتان!!
كان جنبلاط شخصية قيادية تتسم بالحزم والإصرار على مبادئه. لم يكن يهتم بشعبية سياسية قصيرة الأمد، بل كان يسعى لتحقيق قناعة عميقة في عقول وقلوب الناس. كانت القضية الفلسطينية من أولوياته السياسية، إذ كان يعتبر دعم الشعب الفلسطيني وحقه في تقرير مصيره جزءًا من النضال العربي المشترك ضد الاحتلال.
كمال جنبلاط هو رمز من رموز النضال السياسي والاجتماعي في لبنان. ترك بصمة واضحة في تاريخ البلاد، من خلال رؤيته الثاقبة في مجال الإصلاحات السياسية والاجتماعية ودعمه المستمر للقضايا القومية. ورغم رحيله المبكر، إلا أن فكره وإرثه السياسي لا يزال حيًا في الذاكرة الجماعية للشعب اللبناني والعربي.
قد يكون كمال جنبلاط قد رحل عن عالمنا جسديًا، لكنه ترك إرثًا من النضال والتغيير السياسي الذي لا يزال يُحتفى به حتى اليوم.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا