د. حسين المؤيد في ذكرى اغتيال كمال جنبلاط : زعيم الفكر والحرية
الرئيسية مقالات / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Mar 16 25|20:47PM :نشر بتاريخ
كتب الباحث والمستشار السياسي العراقي الدكتور حسين المؤيد في ايكو وطن
في ذكرى اغتيال الراحل كمال جنبلاط
لقد كان كمال جنبلاط، قامة وقيمة، معلِّما و ملهِما، مفكرا عميقا، و زعيما سياسيا، كان بوذا العرب المتفوق على بوذا الهند، فالحكمة عنده حياتية عملية و ليست مثالية تأملية فقط، و صوفيته سمو روحي و ليست طقوسية انعزالية. منفتح على المعطيات الحضارية في إطار الانفتاح على الحضارات قديمها و حديثها. مدرسته الفكرية بستان زرع فيه ما انتقاه من أشجار شتى المدارس الفكرية، مضافا الى رشحات فكره و تأملاته. تبنّى مبكرا الديمقراطية الاجتماعية و هو ابن الأرستقراطية، للبعد الإنساني الغائر في أعماقه و التصاقه بالعدالة. روحه الحرة و فكره الحر، دفعاه الى تقديس الحرية لكنه وقف ضد الانفلات، لأنه يرى الانضباط جزء من نظام الحياة. صاحب رؤية كونية تتمسك بالإيمان الراسخ في عقله و قلبه، و تربط الإنسان بقوانين الكون و الوجود. يحترم الأديان و يرى في تعاليمها الروحية و الأخلاقية، مسارات لأهداف نبيلة، لكنه يؤكد على المشترك الإنساني، و يرى البشرية أسرة واحدة يجب أن تحكمها قيم الإخاء و المساواة و الإنسانية. الدين عنده حكمة و الحكمة عنده دين. على الرغم من زعامته للطائفة الدرزية، لكنه كان صارما ضد الطائفية، و أراد لبنان دولة مدنية تذوب فيها الطائفية السياسية و الدينية.
كان كمال جنبلاط أكبر من الحجم المحلي و الإقليمي، و إن لم تواته الظروف.
كمال جنبلاط، من نوادر الرجال في حقب التاريخ، لم يُعرَف كما يجب و لم يستوف ما يستحق لبنانيا و عربيا و دوليا.
تحية إكبار و إجلال له في ذكرى اغتياله الغادر في السادس عشر من آذار ١٩٧٧.
كمال جنبلاط أكبر من الرثاء، و لكن عزاءنا هو الإرث الفكري الذي أنجزه و الذي يبقى مدرسة في الحكمة و السياسة.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا