افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الأربعاء 26 مارس 2025
الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Mar 26 25|08:53AM :نشر بتاريخ
"النهار":
تتشابك الأولويات المترابطة والاستحقاقات الداهمة في أجندة الحكم والحكومة في لبنان بحيث بدأت تبرز معالم الورشة الضخمة التي يواجهانها في سباق ساخن بين التطورات الحدودية المقلقة على الجبهة الجنوبية مع إسرائيل والانخراط في استحقاقات الداخل ومعالجة الأزمات المتراكمة التي لم تعد تحتمل انتظاراً وتريثا. ومن المتوقع أن تشكل أولويات الحدود والتحديات التي تواجه وقف النار بين لبنان وإسرائيل كما أفق الاستعدادات لعقد مؤتمر دولي تنظمه فرنسا لإعادة إعمار المناطق اللبنانية التي دمرتها الحرب الأخيرة، محور الجولة التي سيجريها اليوم موفد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى لبنان جان إيف لودريان على الرؤساء الثلاثة وبعض المسؤولين الآخرين استعداداً لزيارة رئيس الجمهورية العماد جوزف عون لباريس الجمعة المقبل. وأما في ما يتصل بما تردد عن تحرك جديد لنائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس بين إسرائيل ولبنان، فتبين أن المسؤولين اللبنانيين لم يتبلغوا رسمياً بعد ما إذا كانت ستزور بيروت قريباً والموعد المحتمل لذلك.
اما في المشهد الداخلي، وفيما طغى أمس اليوم الشمالي الذي أمضاه رئيس الحكومة نواف سلام بين طرابلس ومطار القليعات على واجهة التطورات، بدا أن الحكومة وضعت على نار حامية الحلقة الثانية من التعيينات. فبعد الدفعة الأولى من التعيينات العسكرية والأمنية وإقرار مجلس الوزراء آلية التعيينات الأسبوع الماضي، يفترض أن يبدأ الاختبار العملي لهذه الآلية بمعايير الكفاءة والشفافية والصدقية وعدم اتباع المحاصصة عبر التعيينات المقبلة. ولا يخفى أن المعلومات التي تسرّبت في الساعات الماضية عن بعض التعيينات شابها التباس بين الحديث عن "توافقات" رئاسية أو بت أسماء مسبقة ووجوب الاحتكام إلى آلية التعيينات المقرة في مجلس الوزراء.
وفي هذا السياق، أفادت معلومات أمس أن مجلس الوزراء يتجه إلى تعيين كريم سعيد حاكماً لمصرف لبنان في جلسة الخميس من ضمن ثلاثة اسماء رفعها وزير المال ياسين جابر هي، كريم سعيد وإدي الجميّل وجميل باز. ولكن هذه المعلومات تحدثت عن "توافق" بين الرئيسين عون ونبيه بري على اسم كريم سعيد ولقاء جمع بري بوزير المال ياسين جابر للتشاور في الاسماء المرشحة. أما ما تردد عن استبعاد الوزير السابق جهاد أزعور، فتبين أنه لم يكن صحيحاً لأنه سبق لأزعور أن أبلغ المتصلين به بأنه ليس مرشحاً لمنصب حاكم مصرف لبنان، وتالياً فإن اسمه ليس مطروحاً بين المتنافسين على المنصب. وفي الوقت نفسه رفع وزير الإعلام بول مرقص كتاباً إلى رئاسة مجلس الوزراء بتعيين مجلس إدارة جديد لتلفزيون لبنان. وبحسب الاقتراح، تم ترشيح الإعلامي بسام أبو زيد لرئاسة مجلس الإدارة والمدير العام، وعضوية كل من محمد نمر زكريا مصطفى، شربل جرجس خليل، داني طانيوس حداد، لما صادق الصباح، وسلمان زهير الريِّس.
إلى ذلك، ستواجه الحكومة اعتراضاً قانونياً جدياً على إصدارها موازنة السنة الحالية بمرسوم متبنية الموازنة التي وضعتها الحكومة السابقة، إذ من المقرر أن يتوجّه النواب بولا يعقوبيان، ملحم خلف، نجاة عون صليبا، فراس حمدان، أديب عبد المسيح، بلال الحشيمي، ملحم طوق، عدنان طرابلسي، طه ناجي، ابراهيم منيمنة، وطوني فرنجية، اليوم الأربعاء عند الأولى ظهراً، إلى المجلس الدستوري لتقديم طعن بمرسوم إصدار موازنة العام 2025، "نظراً للمخالفات الدستورية العديدة في أصول وآلية إصداره كما في مضمونه، ونظراً للأعباء والزيادات الضريبية الكبيرة التي فرضها".
الجولة الشمالية
في غضون ذلك تركت الجولة الشمالية لرئيس الحكومة نواف سلام أصداء مريحة ومشجعة عشية عيد الفطر خصوصاً لجهة البعد المتصل بمعالجة التفلت الأمني في طرابلس وباستعجال وضع الخطط التنفيذية لتشغيل مطار القليعات. وبعد زيارته الأولى للجنوب زار سلام أمس طرابلس التي وصلها على متن طوافة عسكرية برفقة عدد من الوزراء وعقدوا في سرايا طرابلس اجتماعات مع المسؤولين المحليين لمناقشة أبرز القضايا المتعلقة بالبنية التحتية، والخدمات العامة، وكذلك الوضع الأمني في المدينة. وأوضح سلام لدى وصوله، أن هذه الزيارة تأتي للتأكيد على إصرار الحكومة على استعادة الأمن والنظام في عاصمة الشمال، وكذلك لحماية حياة المواطنين وضمان استقرارهم.
وقال سلام: "نحن هنا للتأكيد على إصرار الحكومة على استتباب الأمن في طرابلس وحماية أبنائها. نعلم جيداً ما عانته المدينة من التفلت الأمني في السنوات الماضية، ولكننا اليوم نعمل معاً لضمان التنسيق الكامل مع الأجهزة الأمنية لتحقيق الأمن الدائم". وأكد أن الحكومة لن تتهاون مع المخلين بالأمن، مشيراً إلى أن تشديد الإجراءات الأمنية هو من أولويات الحكومة في هذه المرحلة. وترأس سلام اجتماعاً لمجلس الأمن الفرعي لمحافظة لبنان الشمالي وأكد ضرورة الحفاظ على الأمن وضبط الاستقرار في المدينة، معتبراً أنه لا غطاء على أي مخلّ بالأمن، طالباً التشدد في قمع المخالفات. وشدّد على ضرورة ضبط الحدود ومكافحة التهريب، وفق خطة أمنية جديدة من الواجب العمل على تطبيقها سريعا. وفي هذا السياق تأتي زيارة وزير الدفاع إلى سوريا للبحث مع المسؤولين هناك في كيفية ضبط الحدود ومنع التجاوزات والتعديات. وتعهّد بزيارة ثانية إلى الشمال، لإطلاق العديد من المشاريع الحيوية، على أن تكون الزيارة مقرونة بالأفعال وبالخطط الفعالة، لا سيما في تفعيل عمل مرفأ طرابلس، والمنطقة الاقتصادية الخاصة، والمعرض، وغيرهم، وهذا ما التزمت به الحكومة في بيانها الوزاري. وقال سلام "إن طرابلس والشمال قلب لبنان، وكل الشمال يحتاج إلى خطة نهوض اقتصادية، تنموية، لأن الإنماء هو الذي يولّد الانتماء. ولأنه لا بد من القضاء على الإهمال الذي تعيشه طرابلس والشمال منذ سنوات، مؤكداً العمل على رفع الظلم والقهر عن الشمال". كما عقد اجتماعاً في السرايا مع نواب طرابلس والمنية والضنية، وأطلعهم على الخطة الامنية المعدة لطرابلس، واستمع إلى مطالبهم المتعلقة بتطوير وتفعيل المرافق الحيوية والانمائية وتحريك العجلة الاقتصادية. وأوضح بعد الاجتماع: "نحن وزملائي وزيري الدفاع والداخلية ندرك أن الأمن مرتبط بالسلاح غير الشرعي المتفلت، ولكن لديه أيضاً أساس كي لا نقول بعد إنمائي بمعنى غياب فرص العمل والفقر المزمن في العديد من أحياء المدينة وهذا يحتاج إلى علاج، ومن دون علاج الأزمة الاقتصادية الاجتماعية فلا يمكن أن نحصل على أمن مستدام في المدينة، وهذا سيكون موضع زيارتنا المقبلة إلى مدينة طرابلس بعد أن نكون قادرين على إطلاق عدد من المشاريع الانمائية التي التزمنا بها في البيان الوزاري، إن كانت بتفعيل معرض طرابلس أو المدينة الاقتصادية الخاصة، ونأمل بأن يكون هذا الأمر في القريب العاجل".
ثم انتقل رئيس الحكومة والوفد الوزاري المرافق على متن طوافة عسكرية الى مطار الرئيس رينيه معوض في القليعات حيث كان في استقباله نواب المحافظة ومحافظ عكار والقيادات الأمنية والعسكرية وقائد وضباط القاعدة الجوية. وكشف سلام خلال تفقده للمطار "إنجاز اتفاق مع شركة دار الهندسة لإعداد دراسة مجانية لتشغيل مطار القليعات، وخلال ثلاثة أشهر سيتم تقديم تصوّر أولي لمخطط توجيهي لانطلاق آلية العمل في هذا المرفق". وأشار إلى "أهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص، للدخول في استثمارات كثيرة خصوصاً في الشمال، ولا سيما في المطار". وقال: "ترأست بالأمس اجتماعاً للمجلس الأعلى للخصخصة في سبيل إعادة تفعيله". وشدّد على "الجهوزية الكاملة لتحقيق الاستقرار، ودعم عكار في مواجهة كل المشاكل التي تعاني منها، بالإضافة إلى ملف النزوح السوري المستجد في الفترة الأخيرة، ومعالجة كل الاشكالات التي تحصل على المعابر".
"الأنباء" الالكترونية:
حل أمس عيد بشارة السيدة العذراء، في الوقت الذي يترقب فيه لبنان بشائر حلول لأزماته الراهنة والسابقة، وعلى رأسها إعادة الإعمار والنهوض من كبوة ما خلّفه العدوان الإسرائيلي والتحديات الاقتصادية والمالية والسياسية، ناهيك عن استمرار العدو الإسرائيلي في سياسية الضرب بالنار واحتلال مواقع يعتبرها إستراتيجية لأمنه القومي.
وبالتوازي، وصل الى لبنان المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان، حيث ستكون له لقاءات مع المسؤولين اللبنانيين وفي جعبته ورقة بيضاء سيدوّن عليها التوجهات اللبنانية في ملف إعادة الإعمار وأين وصلت التعيينات في المواقع الحساسة وعلى رأسها حاكمية مصرف لبنان، بعد اعتذار سمير عساف عن تسلم هذا الموقع الحساس والتوافق كما يبدو على كريم سعيد.
أما الورقة الأخرى التي سيطويها لودريان في جيبه، ستحمل نتاج المباحثات حول اتفاق وقف إطلاق النار والوضع الأمني في الجنوب، لا سيما أن زيارته تأتي بعد تصعيد شهده الجنوب منذ عدة أيام.. فماذا سيكون الموقف الفرنسي إثر ذلك، علماً أن لفرنسا يد فضلى في التوصل الى الاتفاق وهي عضو في اللجنة الخماسية للإشراف على تطبيقه.
وما بين هاتين الورقتين، ستتكشف نتائج الجهود والتوجهات الفرنسية أكثر فأكثر على مختلف المستويات، إذ أشارت مصادر مراقبة الى جريدة "الأنباء" الإلكترونية الى أن العين تتجه الى التحضيرات للمؤتمر الفرنسي لدعم لبنان واعادة الاعمار، خصوصاً أن لبنان مطالب من المجتمع الدولي بإصلاحات شاملة، وتطبيق القرار 1701 بكافة مندرجاته.
ورأت المصادر أن "فرنسا على الرغم من الإيجابية المشروطة التي تحملها تجاه لبنان ودعمها لإعادة الإعمار، لكنها دون تعاون دول أخرى وعلى رأسها الولايات المتحدة الأميركية لن تستطيع أن تحقق ما تطمح اليه، فالدعم الأميركي أساسي في هذا الإطار.
ومن جانب آخر، تلفت المصادر الى أن انسحاب العدو الإسرائيلي من المواقع التي يحتلها بين يدي الولايات المتحدة الأميركية، بالإضافة الى كونها صاحبة الكلمة الفصل، وبالتالي فهي تمسك انطلاقاً من معاييرها بتقويم المجريات بمستقبل المساعدات، فمن ناحية عبر الضغط على الحكومة اللبنانية من نافذة سحب سلاح حزب الله وفي المقلب الآخر من باب محاولة جرّ لبنان الى مفاوضات سياسية مع العدو الإسرائيلي". وفي هذا الصدد، شددت المصادر على الموقف التاريخي للقوى الوطنية السيادية والالتزام باتفاق الهدنة.
مطار القليعات.. مخطط توجيهي مجاني
في جولة تفقدية بعناوين أمنية وتنموية، وصل رئيس الحكومة نواف سلام الى الشمال في زيارة رسمية برفقة عدد من الوزراء البارزين، حيث تكلّلت بالإفصاح عن تقديم "دار الهندسة دراسة مخطط توجيهي أولي للمطار مجاناً خلال فترة لا تتجاوز الـ 3 أشهر".
وخلال جولة في المطار أكد سلام الالتزام بإعادة تشغيل مطار القليعات، ومشيراً إلى ان "مشاريع عدة ستكون موضع اهتمامنا وسنستدرج عروضا عدّة"، مشدداً على أن الزيارة أتت "عملا بالالتزام الذي عبّرت عنه الحكومة لمساعدة المنطقة انمائيا وأمنيا وبحثنا في الوجود المتزايد للنازحين ونؤكد على أهمية مطار القليعات لعكار والشمال".
إلى ذلك، كشف وزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني البدء "بإعداد دراسة عن الطرقات التي توصل الى المطار وسنكون على تواصل مع المستثمرين لهذا المشروع"، على حد تعبيره.
سلام: لا غطاء على أي مخلّ بالأمن
وما بين طرابلس وعكار لم يتغير مشهد الزيارة الحكومية، من الجولة في مطار القليعات والاجتماع مع نواب المنطقة الى اللقاء في سرايا طرابلس مع نواب طرابلس والمنية والضنية، والاجتماعات مع المسؤولين المحليين لمناقشة أبرز القضايا المتعلّقة بالبنية التحتية، والخدمات العامة، وكذلك الوضع الأمني في مدينة طرابلس، الى ترؤس الرئيس سلام اجتماعاً للمجلس الأمن الفرعي لمحافظة لبنان الشمالي في السرايا.
وفي كل محطة أطلق سلام جملة من المواقف، إذ شدد على ضرورة الحفاظ على الأمن وضبط الاستقرار في المدينة، مؤكداً ألا غطاء على أي مخلّ بالأمن، بالإضافة الى "ضرورة ضبط الحدود ومكافحة التهريب، وفق خطة أمنية جديدة من الواجب العمل على تطبيقها سريعاً، لافتاً إلى أنّه في هذا السياق، تأتي زيارة وزير الدفاع إلى سوريا للبحث مع المسؤولين هناك في كيفية ضبط الحدود ومنع التجاوزات والتعديات.
ولفت إلى أن الحكومة بصدد إعداد مشاريع لتفعيل القطاعات الحيوية في محافظة الشمال، بهدف توفير فرص العمل ومكافحة البطالة التي تتسبب بالكثير من المشاكل.
رستم: هذا مطلبنا الأساسي
زفي اتصال مع "الأنباء" الالكترونية، أثنى النائب عن محافظة عكار أحمد رستم على زيارة الرئيس سلام والوزراء، معتبراً أن محافظة عكار محافظة محرومة ومن المهم العمل يداً بيد الى جانب دولة الرئيس والوزراء لرفع الحرمان عن هذه المنطقة. وأشار رستم الى أن "مطار القليعات كان مطلبنا الأساسي منذ زمن طويل، على أمل أن يتم تشغيله في القريب العاجل وذلك نظراً للحركة الاقتصادية المهمة التي يمكن أن يحدثها، إذ يؤمن حوالي 4000 فرصة عمل ويعود بالفائدة على أهل عكار ومنطقة الشمال ككل وأبناء بعلبك والساحل السوري، عوضاً عن أنه منفس حيوي للشمال في المجال السياحي والاقتصادي على السواء.
وفي خصوص ضبط الحدود، لفت الى أنه "تم الطلب من الجيش اللبناني ضبط الحدود، بالإضافة الى تشغيل المعابر الشرعية التي تربط لبنان بسوريا، لأن أكثرية الأشخاص يعبرون بطرق غير شرعية لأن هذه المعابر مقفلة، وفي مكان آخر يحصل تهريب".
الحجار: الداخلية جاهزة
الانتخابات البلدية كانت أيضاً من صلب المسائل التي تم التطرق اليها خلال الزيارة الى الشمال، إذ أعلن وزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار، الجهوزية الكاملة لإجراء الانتخابات البلدية في موعدها، بكل شفافية وحيادية ومن دون أي تدخل، مشيراً الى إن الأجهزة الأمنية لديها كل المعلومات حول الجرائم التي ترتكب في طرابلس، وطلب من الأجهزة الأمنية التشدد في مواجهة هؤلاء المخلين بالأمن، وعدم الأخذ في الاعتبار أي انتماء سياسي وعدم الرضوخ لأي حماية سياسية يتم توفيرها لهؤلاء الذي يرتكبون الجرائم. وأكد أن أي تقصير من قبل الأجهزة الأمنية سيعرّض المقصّر إلى المحاسبة.
جديد التعيينات
ووسط زحمة الملفات يحتل ملف التعيينات حصة الأسد، حيث انتشرت أخبار حول اقتراح تعيين مجلس إدارة جديد لتلفزيون لبنان، حين رفع وزير الإعلام بول مرقص كتاباً إلى رئاسة مجلس الوزراء، يتضمن ترشيح بسام نقولا أبو زيد لرئاسة مجلس الإدارة والمدير العام، وعضوية كل من محمد نمر زكريا مصطفى، شربل جرجس خليل، داني طانيوس حداد، لما صادق الصباح، وسلمان زهير الريِّس.
وقد استغربت مصادر لجريدة "الأنباء" الإلكترونية ما تم تسريبه، لاسيما أنها لم تمر على وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية ومجلس الخدمة المدنية ولم تجرَ مقابلات، وتساءلت أين تمت ومع من وبناءً على أي معايير.
وسألت المصادر: "كيف سيكون مستقبل التعيينات إذ حصلت على هذا المنوال، لا سيما بعد اقرار آلية جديدة؟".
ونتيجة الانتقادات الكثيرة التي واجهها هذا الموضوع، اضطرت مصادر حكومية إلى التصريح بأن لا صحّة لكل ما ينتشر حول تعيين مجلس إدارة تلفزيون لبنان أو تعيين بديل عن مدير عام أوجيرو، واشارت الى أن هناك آلية للتعيينات، وكلّ تعيين سيمرّ عبرها حكماً.
عون: ترسيخ الوحدة الوطنية
ولمناسبة عيد بشارة العذراء مريم، دعا رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الى جعل هذا العيد "انطلاقة جديدة لترسيخ وحدتنا الوطنية الحقيقية بما يؤسس لمستقبل مشرق للبنان، الذي سيظل، بعون الله، ملاذًا للحرية، والمساواة، والتسامح"، مشيراً الى أنه "في وقت نعيش فيه أصعب التحديات على مختلف الأصعدة، من أزمات اقتصادية خانقة، وضغوطات سياسية، وتحديات أمنية، تبقى هذه المناسبة تذكيراً بقدرة لبنان على الصمود في وجه المحن، وبأن الشعب اللبناني الذي عاش معاً قروناً طويلة من التعاون والتآخي قادر على تخطي الأوقات الصعبة".
"الشرق الأوسط":
يترقب لبنان الرسمي الزيارة الموعودة من مورغان أورتاغوس، نائبة المبعوث الخاص للرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، إلى بيروت، بعد انتهاء عطلة عيد الفطر المبارك، ليدافع الرؤساء الثلاثة عن موقفهم برفض تطبيع العلاقات اللبنانية - الإسرائيلية عبر إشراك دبلوماسيين في الوفد العسكري المفاوض شرطاً لبدء الاجتماعات المخصصة لإطلاق الأسرى اللبنانيين لدى إسرائيل، وانسحاب الأخيرة من النقاط التي لا تزال تحتفظ بها، وترسيم الحدود بين البلدين طبقاً لاتفاقية الهدنة الموقعة بينهما، على أن تشمل النقاط الـ13 المتنازع عليها منذ عام 2006.
ويقول مصدر سياسي بارز إن دعوة أورتاغوس لبنانَ إلى تطبيع علاقاته بإسرائيل ليست شخصية؛ بل تستمدها من مطالبة المبعوث الخاص للرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، لبنانَ وسوريا بالتوصل إلى معاهدة سلام مع إسرائيل. ويؤكد أن "انتقادها الجيشَ اللبناني ليس في محله على خلفية تحميله مسؤولية حيال إطلاق 5 صواريخ على مستعمرة المطلة، فيما تلوذ بالصمت ولا تتطرق إلى الخروق الإسرائيلية؛ التي لم تتوقف منذ أن وقّع لبنان على اتفاق وقف النار، ولا تلقى رداً من (حزب الله)".
"حزب الله" والحكومة
ويلفت المصدر السياسي لـ"الشرق الأوسط" إلى أن "الحزب" تجاوب مع طلب رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون، وبادر إلى إصدار بيان ينفي فيه علاقته بإطلاق الصواريخ الخمسة، ويؤكد أنه تمكن من خلال الاتصالات الدولية والعربية، فور إطلاقها، من استيعاب رد فعل إسرائيل التي استعاضت عنه بمواصلة ملاحقتها الكوادر العسكرية والأمنية لـ"الحزب"، "واستهدافها جواً، كما تدّعي، ما تبقى من بنيته العسكرية في شمال الليطاني امتداداً إلى البقاع والحدود اللبنانية - السورية".
ويضيف المصدر أن رئيس الحكومة، نواف سلام، كان استبق إطلاق الصواريخ "عندما قال إن صفحة سلاح (حزب الله) قد طُويت، وأن ثلاثية (الجيش والشعب والمقاومة) أصبحت من الماضي"، ويقول إنه "توخى من موقفه هذا توجيه رسالة إلى المجتمعَين العربي والدولي، ومن خلالهما إلى الولايات المتحدة الأميركية، يؤكد فيها أن الدولة وحدها من تحتكر السلاح، لكن لا بد من منح الحكومة فرصة لسحب سلاح (الحزب) طبقاً لما نص عليه (اتفاق الطائف) ولاحقاً القرار (1701)".
إسرائيل تعطل سحب السلاح
ويؤكد المصدر أن إسرائيل "تعطّل الجهود الحكومية لسحب سلاح (الحزب) بمواصلة خرقها اتفاق وقف النار"، ولا يرى في المقابل من جدوى للحملات السياسية التي استهدفت الرئيس سلام على خلفية موقفه من سلاح "الحزب"، ويسأل: "كيف يمكن تأمين المساعدات لإعادة إعمار ما دمرته إسرائيل، ما لم يقل مباشرة ما أعلنه بهذا الخصوص، باعتبار أن الولايات المتحدة هي من يملك القرار بإعطاء الضوء الأخضر لإيصال المساعدات العربية والغربية إلى لبنان؟".
ويضيف: "كيف توفّق واشنطن بين انتقاد أورتاغوس الجيش وإشادة الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز، رئيس لجنة المراقبة الدولية المشرفة على تثبيت وقف النار، بجاهزية الجيش اللبناني في توسيع انتشاره بمؤازرة (قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)"، رغم أن إسرائيل بعدم انسحابها من عدد من المواقع، عطّلت استكمال انتشاره؟".
كما يسأل: "لماذا تتجاهل واشنطن الدور الذي قام به رئيس المجلس النيابي نبيه بري، ليس بالتوصل مع الوسيط الأميركي أموس هوكستين، وبتفويض من (حزب الله)، إلى اتفاق لوقف النار فقط؛ وإنما لموقفه برفض الربط بين جبهتي الجنوب وغزة، الذي ينسحب على عدم تعليقه على إسناد (الحزب) لـ(حماس)؟". ويقول المصدر السياسي إنه "بمواقفه تمايز عن حليفه الاستراتيجي، وشكل رافعة لإنهاء الحرب من دون أن يدخل معه في خلاف، إصراراً منه على احتضانه وإحاطته لضبط إيقاعه، الذي كان في محله بتأييد (الحزب) اتفاق وقف النار واللّجنة التي ترعى تطبيقه، رغم أن جنرالاً أميركياً يقف على رأسه؟".
ويؤكد أن واشنطن تدرك جيداً "وجود استحالة أمام لبنان لتطبيع علاقاته بإسرائيل"، وأنها تضغط عليه بعدم اعتراضها على الخروق الإسرائيلية شرطاً للتوصل إلى اتفاق، ويسأل: "هل هي على استعداد لسحب التطبيع من التداول ومقايضته بالتوصل إلى اتفاق أقل منه، وأكبر من اتفاقية الهدنة؟".
وبكلام آخر، يعتقد المصدر أن الضغط الأميركي على لبنان يهدف إلى التوصل إلى ترسيم دائم للحدود لن يتحقق ما لم يتلازم مع سحب سلاح "حزب الله" تطبيقاً للقرارات الدولية و"اتفاق الطائف"، ويقول إن وقوف "الحزب" خلف الدولة في خيارها الدبلوماسي لتثبيت مستدام لوقف النار، "يعني حكماً أنه بات على قناعة بوجوب الاستجابة لمتطلبات انخراط لبنان في مرحلة سياسية جديدة غير السابقة، وتحديداً عندما قرر منفرداً، من دون العودة إلى الدولة، إسناده غزة، وبالتالي، فإن سلاحه مع مرور الوقت يبقى دون وظيفة في حال استعاد الجنوب استقراره ولم تعد من أخطار تهدده، واطمأنت إسرائيل إلى استعادة الدولة سيطرتها على كامل أراضيها، وإلا؛ فلماذا وافق على البيان الوزاري، وقاعدته الأساسية حصره بيد الدولة؟".
لذلك؛ يلفت المصدر إلى أن "المقصود بالتوصل إلى اتفاق أكبر من اتفاقية الهدنة، وأقل من تطبيع العلاقة، يكمن في ضبط الحدود على نحو لن يسمح لـ(الحزب) باستخدام سلاحه، وربما استندت أورتاغوس، بمطالبتها إشراك دبلوماسيين في اجتماعات مجموعات العمل الثلاث، إلى سابقة تمثلت في إشراك لبنان دبلوماسياً في مفاوضاته مع إسرائيل للتوصل إلى اتفاقية الهدنة، وإن كان التوقيع عليها حمل اسم الضابط الذي ترأس الوفد اللبناني".
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا