افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الخميس 27 مارس 2025

الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Mar 27 25|08:10AM :نشر بتاريخ

"النهار":

ازدحمت أجندة لبنان الرسمي باستحقاقات وارتباطات متلاحقة تتّسم طبيعتها بجانب كبير من الأهمية، إذ من شأنها أن ترسم خريطة الطريق المرحلية داخلياً و”سياديا”. فإذا كانت الاهتمامات تركزت في الساعات الأخيرة على ملف تعيين حاكم جديد وأصيل لمصرف لبنان نظراً إلى الأهمية الحاسمة التي تنتظر هذا الاستحقاق مالياً ومصرفياً واقتصادياً، فإن أجندة التحركات الديبلوماسية رفعت منسوب الاهتمام الخارجي بلبنان على نحو لافت ستتوالى فصوله قبل عيد الفطر وبعده. فالبارحة كان دور الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان في نقل مواقف باريس من الأمن الحدودي مع إسرائيل وملف إعادة الإعمار. وتمهّد جولة لودريان لزيارة رئيس الجمهورية العماد جوزف عون غداً الجمعة لباريس في زيارة ذات طابع خاص تستمر يوماً واحداً وتمهد لزيارة دولة يقوم بها عون لاحقاً، كما علمت “النهار”، ويرافق الرئيس الجمعة وزير الخارجية والمغتربين جو رجي، على أن تتركز محادثات الرئيس اللبناني مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على ملفي الوضع الحدودي مع إسرائيل والمؤتمر الذي تتهيأ باريس لعقده حول إعادة الإعمار. كما أن أركان الحكم يستعدون لزيارة صارت مؤكدة، وفق معلومات “النهار”، لنائبة المبعوث الأميركي إلى المنطقة مورغان أورتاغوس في بداية نيسان المقبل مهّدت لها اتصالات عدة بين رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة ووزير الخارجية مع المسؤولة الأميركية عن ملف لبنان وإسرائيل. وعلم أن أورتاغوس ستأتي مزودة “بجدية كبيرة وحاسمة” في التعامل مع ملف النزاع اللبناني- الإسرائيلي انطلاقاً من تفعيل وساطة إداراتها بقوة للاقتراحات الثلاثة التي سبق لأورتاغوس أن طرحتها في ملفات النقاط الخمس التي تحتلها إسرائيل وملف الأسرى اللبنانيين لدى إسرائيل وملف الترسيم البري بين لبنان وإسرائيل. وستضغط مهمتها الجديدة على لبنان لبتّ موقفه من التفاوض على مستوى ديبلوماسي وهو الأمر الذي لا يزال لبنان يتحفظ عنه بل يرفضه.

ماذا نقل لودريان؟

وبدا أن التنسيق بين دول المجموعة الخماسية وتحديداً بين فرنسا والولايات المتحدة الأميركية كان ماثلاً في جوانب من جولة لودريان أمس، إذ أفيد أن لودريان شجّع من التقاهم من المسؤولين اللبنانيين على إعطاء جواب حول الطرح الأميركي بشأن المفاوضات وإبداء إيجابية لجهة تقديم اقتراح وعدم البقاء في مربع السلبية.

كما أكد لودريان دعم فرنسا المستمر للبنان ولتحقيق الاستقرار فيه، وأثنى على خطاب القسم لرئيس الجمهورية والرؤية التي تضمنها بشأن لبنان، وعلى جديّة عمل الحكومة اللبنانية، منوهاً بأهمية الحفاظ على الزخم الدولي الذي واكب العهد الجديد وتشكيل الحكومة، من خلال تنفيذ الإصلاحات اللازمة والحفاظ على وحدة اللبنانيين، وذلك من أجل تعزيز ثقة المجتمع الدولي والعربي بلبنان وجذب الاستثمارات إليه. وشدّد على أن فرنسا تقدم كل الدعم للبنان بما يتعلق بالمساعدات لتحسين الوضع وتثبيت وقف إطلاق النار في الجنوب.

وذُكر أن لودريان وجّه رسالة إلى المسؤولين اللبنانيّين قال فيها: “أنتم أفضل حكومة مرّت على لبنان والرهان كبير عليكم فقوموا بالإصلاحات لأنّ الظرف مناسب”.

وقد أبلغ رئيس الجمهورية جوزف عون، المبعوث الرئاسي الفرنسي أنه يتطلع إلى اللقاء مع الرئيس ماكرون الجمعة المقبل في باريس “لشكره مجدداً على الدور الذي يلعبه في دعم لبنان ومساعدته على النهوض من جديد، لا سيما على دوره الشخصي في تسهيل إنجاز الاستحقاق الرئاسي”. ولفت إلى أن موضوع الإصلاحات يأتي في أولوية اهتماماته بالتوازي مع إعادة إعمار البلدات والقرى التي دمرها القصف الإسرائيلي خلال الحرب الأخيرة، مشيراً إلى أن العمل سيتواصل من أجل إعادة الثقة في الداخل اللبناني، ومع الخارج لا سيما مع وجود فرص متاحة، لذلك يجب الاستفادة منها وأبرزها الدعم الفرنسي للبنان والتحرك الذي يقوده الرئيس ماكرون في هذا الاطار. وحول الوضع في الجنوب، أشار إلى استمرار الاعتداءات الإسرائيلية خلافاً للاتفاق الذي تم التوصل إليه في تشرين الثاني الماضي، فضلاً عن استمرار احتلال التلال الخمس وعدم إطلاق سراح الأسرى اللبنانيين الذين احتجزتهم إسرائيل خلال الحرب الأخيرة، لافتاً إلى ضرورة عمل رعاة الاتفاق على الضغط على إسرائيل للالتزام به حفاظاً على صدقيتهم، وضماناً لتنفيذ ما اتفق عليه لإعادة الاستقرار ووقف الأعمال العدائية.

وأوضح رئيس الحكومة نواف سلام بعد لقائه بالمبعوث الفرنسي أن هدف الزيارة هو البحث في ملف إعادة الإعمار، خصوصاً أن لبنان يعمل مع فرنسا والبنك الدولي وكبار الدول المساهمة لتحصيل الدعم اللازم، كاشفاً أنه في نهاية الشهر المقبل يفترض إقرار مبلغ 250 مليون دولار الذي خصصه البنك الدولي لهذا الملف، وبعد ذلك يفترض عقد مؤتمر لجمع مبلغ مليار دولار. وأشار إلى الاستمرار في الضغط الدولي والعربي على إسرائيل لوقف الاعتداءات “ولم نستنفذ كل وسائل الضغط السياسي والديبلوماسي”. وأضاف “أن النقاط الخمس التي تتمسك إسرائيل بالبقاء فيها لا قيمة لها عسكرياً ولا أمنياً سوى ابقاء ضغطها على لبنان قائما”، وشدّد على “أن لا أحد يريد التطبيع مع إسرائيل في لبنان وهو مرفوض من كل اللبنانيين”.

كما زار لودريان رئيس مجلس النواب نبيه بري ووزير الخارجية جو رجّي الذي شدد على وجوب انسحاب إسرائيل الفوري والكامل وغير المشروط من الأراضي اللبنانية، ووقف عدوانها، والالتزام بتنفيذ إعلان وقف الاعمال العدائية وقرار مجلس الأمن رقم 1701.

في سياق اخر، أعلن أمس الرئيس سلام تمسّكه بآلية التعيينات التي أقرها مجلس الوزراء والتي ستبدأ طلائعها مع تعيين رئيس مجلس الإنماء والاعمار، مؤكداً أن كل التعيينات يجب أن تمر عبر هذه الآلية، التي تسمح بإصلاح الإدارة بعيداً عن كل التجاذبات السياسية. وتتجه الأنظار إلى جلسة مجلس الوزراء اليوم وسط انطباعات غامضة حول إمكان تعيين حاكم مصرف لبنان الذي تردّد على نطاق واسع أنه بات محسوماً لمصلحة كريم سعيد. ولكن المعطيات تشير إلى تباين ضمني حيال اسم سعيد ولو أن الرئيس سلام الذي لا يبدو مؤيداً لتعيينه يشدّد على تمسكه بالتوافق حول التعيين من ضمن الآلية وأن يكون التصويت آخر الكي.

في جدة

تطور لافت آخر برز أمس في ملف تعامل لبنان مع المسائل الحدودية اللبنانية – السورية. فقد تأكد لـ”النهار” أن الاجتماع الذي كان مقرراً عقده أمس في دمشق بين وزير الدفاع اللبناني ونظيره السوري وأُعلن عن إرجائه بطلب سوري اتفق على نقل موعده إلى اليوم على أن يعقد في مدينة جدة بوساطة سعودية وليس في دمشق كما كان مقرراً. واتخذ هذا التطور دلالات مفاجئة وبارزة ولو أن عقد الاجتماع الأمني في جدة لم يقترن بايضاحات كافية عن الأسباب.

وسبق ذلك إعلان مسؤول لبناني فضّل عدم الكشف عن هويته لوكالة الصحافة الفرنسية: “تبلّغنا بإرجاء زيارة وزير الدفاع اللبناني الثلاثاء”، مضيفاً أنّ الإرجاء جاء “بناء على تنسيق من الجانبين وليس بسبب خلاف أو توتر”، من دون أن يُحدّد موعداً آخر للزيارة.

من جهته، قال مصدر حكومي سوري لـ”وكالة الصحافة الفرنسية” إن الإرجاء مرتبط “بالاستعدادات في سوريا لتشكيل حكومة جديدة” حيث كان من المفترض أن يلتقي ميشال منسى نظيره السوري مرهف أبو قصرة.

 

 

 "الأخبار":

الإصرار الأميركي - السعودي - الإسرائيلي على التحكّم بكل مجريات الأمور في لبنان، بدأ يطاول كل المفاصل المتعلقة بالدولة وإنتاج السلطة، مع مشروع إعادة تأسيس الدولة العميقة بما يتناسب مع المصالح الدولية وشروطها. وتعكس التعيينات هذا المسار، حيث يتم الأمر وفقَ مواصفات الخارج.

علماً أن هذه المواصفات ليست وحدها من يتحكم بهذا المسار، إذ تدخل الخلافات الداخلية على الخط، لا سيما بين رئيس الجمهورية جوزيف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، والتي تؤدي في كثير من الأحيان إلى تأخير البت بها.

وبعد أن كان لبنان على موعد اليوم مع تعيين حاكم جديد لمصرف لبنان، وسط مؤشرات إلى توافق حول اسم كريم سعيد، شقيق النائب السابق فارس سعيد، سُحب هذا البند في الساعات الأخيرة من التداول، بعد أن وصلت الأمور بين عون وسلام إلى «حدّها»، مع إصرار رئيس الحكومة على رفض سعيد، مهدداً بأنه «في حال طرح البند على التصويت، فإنه سيرد على هذا الأمر بخطوة تصعيدية، ملوحاً بالإستقالة».

وقالت مصادر وزارية إن «الإستقالة خيار غير وارد، لكن التلويح بها هدفه منع عون من التفرد في اتخاذ القرارات بمعزل عن رأي رئيس الحكومة»، وهو ما «دفع عون الى التراجع حتى تهدأ الأجواء، لأنه لا يريد للعلاقة مع سلام أن تأخذ هذا المنحى السلبي، بينما الأخير مصر على البحث في إسم آخر».

وقبلَ أن يصعّد سلام موقفه، كان التوتر قد ارتفع بعدما لمس رئيس الحكومة أن حظوظ سعيد مرتفعة داخليا وخارجيا. علما أن جهات داخلية تولت في الأسبوعين الماضيين إطلاق حملة ضده، واتهامه بأنه مرشّح المصارف، ويرفض اي اتفاق مع صندوق النقد الدولي. فيما كانت المعلومات تفيد بأنه يفتقد للدعم الخارجي، تحديداً الأميركي، وهو ما عبّرت عنه السفيرة الأميركية في بيروت ليزا جونسون أمام وزير المال ياسين جابر عندما وصفت خيار جهاد أزعور بـ«الرائع». كذلك لم يبد الفرنسيون حماسة لسعيد، بعدما خرج مرشحهم سمير عساف من المنافسة، والذي فشلت محاولات كثيرة من قبل سلام نفسه، ووزراء اخرين في الحكومة في اقناعه، قبل أن ينقل السفير الفرنسي هيرفي ماغرو أن عساف يفضّل أن تكون مدة ولايته في الحاكمية عامين فقط، لأنه يريد التحضير للانتخابات الرئاسية المقبلة.

غير أن جابر فاجأ الجميع عندما رفع، ثلاثة أسماء لتختار الحكومة من بينها حاكماً لمصرف لبنان، ضمّت إلى سعيد كلاً من إدوارد الجميّل وجميل باز. وسرعان ما انسحب باز الذي شغل مناصب رفيعة في مؤسسات مصرفية دولية مثل «غولدمان ساكس» و«دويتشه بنك» و«ليمان براذرز» والبنك الدولي. فيما تبدّدت فجأة كل المناخات الخارجية السلبية تجاه سعيد، قبل أن يتبيّن أن عون تواصل مع الأميركيين والسعوديين لتأمين الغطاء الخارجي له، وهو ما كان متوقّعاً لوقوف واشنطن والرياض خلف رئيس الجمهورية بقوة على حساب رئيس الحكومة. كما جرى الحديث عن تفاهم سياسي شمل ثنائي أمل وحزب الله والقوات اللبنانية والحزب التقدمي الاشتراكي، ما يصعّب الأمر على سلام في حال طلب التصويت في مجلس الوزراء.

من جهة أخرى، عقد الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان الذي وصل إلى بيروت لقاءات مع الرؤساء الثلاثة وعدد من المسؤولين، عشية زيارة عون غداً لباريس التي تجري اتصالات لعقد مؤتمر لدعم لبنان وعملية إعادة الإعمار.

وفي ما يتعلق بالملف الجنوبي، يبدو أن للفرنسيين رأيهم عشية جولة لنائبة المبعوث الأميركي مورغان أورتاغوس تحملها إلى لبنان وكيان العدو بعد عيد الفطر، حاملة رسائل بضرورة موافقة لبنان على تشكيل لجان سياسية لمعالجة نقاط الخلاف مع إسرائيل.

وفيما كانَ لافتاً «صمت» لودريان وعدم إدلائه بأي تصريح، قالت مصادر مطّلعة إنه «استفسر عن عدة نقاط، أهمها موقف لبنان من الطرح الأميركي وكيف ستتعامل بيروت مع هذا الاستحقاق»، كما «نصح المعنيين بعدم الالتفاف على قرار وقف إطلاق النار، لأن الدول المانحة لن توافق على أي خطوات استثمارية كبيرة من دون ضمان بيئة آمنة لهذه الاستثمارات، ما يعني أن على لبنان أن ينفّذ ما هو مطلوب منه على الحدود مع إسرائيل في ما يتعلق بالأنشطة العسكرية»، فضلاً عن «تنفيذ السلطة الجديدة الإصلاحات الهيكلية المطلوبة».

 

 

"الجمهورية":

عجلة العمل الحكومي تبدو انطلاقتها بوتيرة سريعة ومجدية في المسار الإصلاحي المنتظر مرهونة بالحسم السريع ومن دون إبطاء لمجموعة من الأمور، ولاسيما إخراج ملف حاكمية مصرف لبنان من دائرة التجاذب وحسم تعيين حاكم جديد، وثمة حديث عن وجود لائحة من ثلاثة مرشحين قد تُطرَح في جلسة مجلس الوزراء، لتكرّ بعد هذا التعيين سبحة التعيينات في القطاعات الديبلوماسية والقضائية والإدارية، والخطوات التي تُسمّيها الحكومة إنقاذية وإصلاحية. وأمّا على الخط السياسي، فيشهد الوضع تقلّباً حيال ملفات خلافية وساخنة في آنٍ معاً وفي مقدّمها القانون الإنتخابي، وسط انقسام حاد بين فريق متمسّك به ومصرّ على اعتماده، وبين فريق رافض يُصرّ على تغييره أو تعديله. فيما يبقى الملف الجنوبي مضغوطاً بوضع أمني هش ناجم عن الاستباحة الإسرائيلية للسيادة اللبنانية والإعتداءات المكثفة على طول الأراضي اللبنانية، ومثقلاً في الوقت عينه بعدم فتح الأبواب الخارجيّة لتوفير الدعم للبنان لإعادة إعمار ما خلّفه العدوان الإسرائيلي، وخصوصاً في القرى الأمامية المحاذية لخط الحدود الدولية في الجنوب.

وشؤون البلد وشجونه، عرضها نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية والدفاع السابق الياس المر، خلال زيارته والنائب ميشال المرّ لرئيس مجلس النواب نبيه بري في مقر رئاسة المجلس في عين التينة. وكان التطابق كلياً حول كل القضايا، ولاسيما أولويات إنهاض البلد، ووقوف المجتمع الدولي إلى جانب لبنان في مجال إعادة الإعمار وحماية السيادة الوطنية وردع إسرائيل ومنع اعتداءاتها على لبنان وإلزامها بالانسحاب من الأراضي اللبنانية.

حضور فرنسي

وسط هذه الأجواء، يبرز الحضور الفرنسي على الحلبة اللبنانية عبر زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان التي أجرى خلالها محادثات مع رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلاف سلام ووزير الخارجية جو رجي.

وأفيد بأنّ الرئيس عون أبلغ لودريان بأنّه يتطلّع إلى اللقاء مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الجمعة المقبل في باريس لشكره مجدّداً على الدور الذي يلعبه في دعم لبنان ومساعدته في النهوض من جديد، ولاسيما على دوره الشخصي في تسهيل إنجاز الاستحقاق الرئاسي. وأكّد الرئيس عون للموفد الرئاسي الفرنسي أنّه سيبحث مع الرئيس ماكرون في المواضيع ذات الاهتمام المشترك وفي تعزيز العلاقات اللبنانية - الفرنسية وتطويرها في المجالات كافة.

ولفت الرئيس عون إلى أنّ موضوع الإصلاحات يأتي في أولوية اهتماماته بالتوازي مع إعادة إعمار البلدات والقرى التي دمّرها القصف الإسرائيلي خلال الحرب الأخيرة، مشيراً إلى أنّ العمل سيتواصل من أجل إعادة الثقة في الداخل اللبناني، ومع الخارج لاسيما مع وجود فرص متاحة، لذلك يجب الإستفادة منها وأبرزها الدعم الفرنسي للبنان والتحرّك الذي يقوده الرئيس ماكرون في هذا الإطار.

وأكّد الرئيس عون أنّه مُصمِّم مع الحكومة على تجاوز الصعوبات التي يمكن أن تواجه مسيرة الإصلاح في البلاد في المجالات الاقتصادية والمصرفية والمالية والقضائية، وإيجاد الحلول المناسبة بالتعاون مع الأطراف المعنيِّين، مشيراً إلى أنّ الاجتماعات بدأت مع صندوق النقد الدولي لدرس الخطوات المناسبة لتحقيق الإصلاحات المطلوبة التي نريدها في لبنان قبل أن تكون مطلباً للمجتمع الدولي. مشدّداً على أنّ الإجراءات التي ستُتخذ على الصعيد الإداري ستعطي رسالة إيجابية للداخل اللبناني والخارج.

وتناول البحث الوضع في الجنوب، فأشار الرئيس عون إلى استمرار الاعتداءات الإسرائيلية خلافاً للاتفاق الذي تمّ التوصّل إليه في تشرين الثاني الماضي، فضلاً عن استمرار احتلال التلال الخمس وعدم إطلاق سراح الأسرى اللبنانيِّين الذين احتجزتهم إسرائيل خلال الحرب الأخيرة، لافتاً إلى ضرورة عمل رعاة الاتفاق على الضغط على إسرائيل للإلتزام به حفاظاً على صدقيّتهم، وضماناً لتنفيذ ما اتُفِق عليه لإعادة الإستقرار ووقف الأعمال العدائية. وتطرّق البحث إلى الوضع على الحدود اللبنانية - السورية.

أمّا لودريان فأكّد دعم فرنسا المستمر للبنان ولتحقيق الاستقرار فيه، وأثنى على خطاب القَسَم لرئيس الجمهورية والرؤية التي تضمّنها بشأن لبنان، وعلى جديّة عمل الحكومة اللبنانية، منوّهاً بأهمية الحفاظ على الزخم الدولي الذي واكب العهد الجديد وتشكيل الحكومة، من خلال تنفيذ الإصلاحات اللازمة والحفاظ على وحدة اللبنانيِّين، وذلك من أجل تعزيز ثقة المجتمع الدولي والعربي بلبنان وجذب الاستثمارات إليه».

وأوضح الرئيس سلام أنّ هدف زيارة لودريان هو البحث في ملف إعادة الإعمار، خصوصاً أنّ لبنان يعمل مع فرنسا والبنك الدولي وكبار الدول المساهمة لتحصيل الدعم اللازم، كاشفاً أنّه في نهاية الشهر المقبل يُفترض إقرار مبلغ 250 مليون دولار الذي خصّصه البنك الدولي لهذا الملف، وبعد ذلك يُفترض عقد مؤتمر لجمع مبلغ مليار دولار.

أجواء المحادثات

وأبلغت مصادر مطلعة على أجواء المحادثات إلى «الجمهورية» قولها «إنّ لودريان أوصل رسالة فرنسية تعكس ارتياحاً لعودة الحياة السياسية في لبنان إلى الإنتظام من جديد، وتعويلاً على حكومة نواف سلام في تحقيق الخطوات الإنقاذية التي تضع لبنان على سكة التعافي والخروج من أزمته الصعبة». وأضافت: «الفرنسيّون متحمّسون لإكمال التعيينات، ولاسيما تعيين حاكم مصرف لبنان، وما يهمّهم أيضاً ليس الخطوات الإصلاحية فحسب، بل أن تقترن هذه الخطوات بإجراءات جدّية لمكافحة الفساد».

وبحسب المصادر عينها، فإنّ زيارة لودريان حملت تأكيدات من الرئيس الفرنسي بأنّ فرنسا لن تتخلّى عن لبنان، ومستمرة إلى جانبه لتمكينه من تجاوز أزمته التي تفاقمت بعد الأحداث الأخيرة (العدوان الإسرائيلي)، ومن هنا كان قرار الرئيس ماكرون بتوجيه الدعوة إلى عقد مؤتمر دولي لحشد الدعم للبنان قريباً، وربما خلال أسابيع قليلة. بالإضافة إلى أنّ فرنسا على موقفها الثابت بالاستمرار في لعب دورها لتوفير الأمن والاستقرار على جانبَي الحدود بين لبنان وإسرائيل وكل ما يؤكّد ويحفظ سيادة لبنان.

وأشارت المصادر إلى أنّ الرئيس بري قدّم أمام الموفد الفرنسي عرضاً شاملاً للآثار التدميرية التي سبّب بها العدوان، وكان لودريان متفهّماً للحاجة الملحّة للبنان لإعادة الإعمار. مع الإشارة إلى ممارسة الضغوط التي تُمارَس لتحويل ملف الإعمار إلى ملف ابتزاز للبنان. كذلك، قدّم عرضاً للإعتداءات الإسرائيلية التي لم تتوقف على لبنان، وعدم التزامها باتفاق وقف إطلاق النار، مؤكّداً على التزام لبنان الكلي بهذا الاتفاق وعدم حصول أي خرق من الجانب اللبناني لهذا الاتفاق، مع تسجيل مآخذ على أداء لجنة المراقبة، التي يبدو أداؤها قاصراً حيال الخروقات الإسرائيلية واعتداءاتها اليومية واستهدافاتها للمدنيِّين.

ولخّصت المصادر ما أورده الموفد الفرنسي خلال محادثاته بأنّه أعاد التأكيد على أهمية الإلتزام من قِبل جميع الأطراف باتفاق وقف إطلاق النار ومندرجات القرار 1701، والانسحاب الإسرائيلي خصوصاً من النقاط الخمس. لافتاً إلى أنّ بلاده مع كل جهد ديبلوماسي يُحقق غاية الانسحاب.

حضور أميركي

في سياق متصل بالتوجّهات الخارجية نحو لبنان، تتردّد معلومات عن حضور أميركي مباشر تقوده نائبة المبعوث الخاص للرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس في زيارة قريبة إلى بيروت.

وعلى رغم من عدم الإعلان عن زيارة أورتاغوس وعدم بروز ما يدفع إلى الجزم بحصولها، إلّا أنّ مصدراً رسمياً مسؤولاً، ورداً على سؤال لـ«الجمهورية» لم يشأ «التبصير» حول الزيارة أو الغاية منها، بل أوضح: «ليس المهمّ الأشخاص الذين يأتون ويذهبون، بل ما هو كامن في الخلفيات. فالولايات المتحدة الأميركية تدفع إلى تغييرات جوهرية في المنطقة، ولبنان ليس خارجها، بل من ضمنها».

وأضاف: «قبل فترة جرى الحديث عن تشكيل 3 لجان للحدود البرية والنقاط الخلافية على الخط الأزرق والأسرى بالإضافة إلى النقاط الخمس، هذا الطرح غير قابل للقبول به من قِبل لبنان، وجوهره ومصدره أميركي أو أميركي إسرائيلي مشترك، يُراد منه جلوس لبنان بشكل مباشرة وجهاً لوجه على الطاولة مع الإسرائيليِّين، ليس لحسم هذه الأمور المعلنة، بل للذهاب نحو تحقيق هدف يعتبرون أنّ ظروفه السياسية والعسكرية متوفّرة في هذه الفترة، ويجري التمهيد له سياسياً وإعلامياً، هو فرض التطبيع على لبنان مع إسرائيل».

ولفت المصدر المسؤول عينه إلى أنّه لا يملك حتى الآن أي معلومات تؤكّد حضور نائبة ممثل ترامب ستيف ويتكوف إلى بيروت أو لا، «لكن إن حضرت، وبجدول أعمال مرتبط بموضوع التطبيع سواء بصورة علنية أو مقنّعة، فإنّها تكون بذلك كمن يشعل الشرارة ليُمهّد إلى مشكلة كبيرة، لا أحد يضمن إلّا أن تفتح على أبعاد غير محسوبة أو متوقعة».

كما لفت إلى أنّه «على رغم من كل ما يُقال عن استعجال التطبيع بين لبنان وإسرائيل والدفع الأميركي إليه، فإنّ هذا الأمر في نظري مستبعد ولا أرى فرصة له، خصوصاً أنّ وضع لبنان مختلف تماماً وجذرياً عن كل الدول العربية المرشحة للدخول في تطبيع مع إسرائيل. والأميركيّون على وجه الخصوص أكثر مَن يعرفون التركيبة اللبنانية السياسية وغير السياسية، وأنّ لبنان لا يحتمل أمراً بهذا الحجم. فقد يكون هناك في لبنان من يؤيّده، لكن هذا لا يعني تسهيل عبوره، ففي مقابلهم فئات أخرى ترفضه، ومن هنا اعتبر أنّ الطرح ينطوي على مغامرة، ولا أعتقد أنّ الأميركيِّين يُريدون أن يغامروا بلبنان».

بري وسلام: التطبيع مرفوض

وكان الرئيس بري قد أكّد أمام زوّاره رفض التطبيع مع إسرائيل، وأنّ «لبنان ليس في وارد أن يكون طرفاً في هذا الأمر على الإطلاق، على رغم من المحاولات الإسرائيلية المتواصلة لاستدراج لبنان إلى الدخول بمفاوضات مباشرة».

وحول الموضوع عينه، أكّد رئيس الحكومة أمام مجلس نقابة المحرّرين أمس، «أنّ لا أحد يُريد التطبيع مع إسرائيل في لبنان، وهو مرفوض من قِبل كل اللبنانيِّين».

وإذ لفت إلى أنّ الوضع في الجنوب مقلق في ظل مواصلة الاعتداءات الإسرائيلية، خصوصاً بعد عملية إطلاق الصواريخ الأسبوع الماضي، مشيراً إلى الاستمرار في الضغط الدولي والعربي على إسرائيل لوقف الاعتداءات ولم نستنفد كل وسائل الضغط السياسي والديبلوماسي»، لافتاً إلى أنّ «النقاط الخمس التي تتمسك إسرائيل بالبقاء فيها لا قيمة لها عسكرياً ولا أمنياً سوى إبقاء ضغطها على لبنان قائماً».

ورداً على سؤال أوضح سلام أنّ «حزب الله» لديه جمهوره ونوابه وتمثيله، «وما قلته مؤخّراً هو أنّ فكرة معادلة «الجيش والشعب والمقاومة» هي التي انتهت لأنّها لم تُذكَر في البيان الوزاري الذي يُشدّد على حصرية السلاح بيد الدولة».

قاسم

وهذا الأمر أكّد عليه الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم في كلمة له ضمن فعالية «يوم القدس»، قائلاً: «إنّ المقاومة مستمرة وخيار ثابت وتتحرّك بحكمة بحسب متطلبات المواجهة، ولن نقبل باستمرار الاحتلال ولن نتخلّى عن الأسرى ولا محل للتطبيع ولا للإستسلام في لبنان»، داعياً الدولة إلى الضغط على الدول الراعية لاتفاق وقف اطلاق النار «نحن في مرحلة دور الدولة في تطبيق الاتفاق وعليها أن تقوم بمسؤوليّتها».

الطعن بالموازنة

على صعيد محلي آخر، أفيد أمس بأنّ النواب: بولا يعقوبيان، ملحم خلف، نجاة صليبا، فراس حمدان، أديب عبد المسيح، بلال الحشيمي، ملحم طوق، عدنان طرابلسي، طه ناجي، ابراهيم منيمنة وطوني فرنجية، تقدّموا إلى المجلس الدستوري بمراجعة طعن بمرسوم إصدار موازنة العام 2025. ولحظوا في نص المراجعة «أنّه يتضمّن مخالفات دستورية عديدة في أصول إصداره وآليّته كما في مضمونه، نظراً للأعباء والزيادات الضريبية الكبيرة التي فرضها».

 

 

"الديار":

ما يحصل على الحدود بين لبنان وسورية، يستدعي بشكل واضح من الدولة اللبنانية ان تتخذ قرارا حازما بضبط الحدود نهائيا، وان تطّلع على شجون وحاجات مواطني هذه القرى، فيشعروا ان الدولة تكترث لامرهم بعد ان تناستهم نتيجة سياسات غير عادلة اجتماعيا. ولكن اليوم حان الوقت ان يعود هؤلاء المواطنون الى كنف الدولة. والمهم هو اتخاذ القرار السياسي الذي يخول الجيش اللبناني ان يضرب بيد من حديد ضد اي تطاول من الجانب السوري على سيادة لبنان، ويكون قادرا على احباط اي عمليات تخريبية على الحدود اللبنانية - السورية.

وفي هذا النطاق، لم يعد خافيا على احد ان سورية، بقيادة الرئيس احمد الشرع، لم تعتمد مقاربة جديدة او مختلفة عن السلطات السابقة تجاه لبنان، بل بقي الشرع ضمن المقاربة التقليدية السورية. وخير دليل على ذلك، محاولة التنظيمات التابعة لهيئة تحرير الشام بالاستقواء على قرى لبنانية حدودية لجعلها تحت سيطرتها، ولتتمدد شيئا فشيئا في الداخل اللبناني بهدف بسط نفوذها. انما الجيش اللبناني البطل تصدى للمجموعات التخريبية التي استهدفت قرى لبنانية حدودية، فاتحا النار عليها وموجها إليها ضربة قاسية ومؤلمة لم تتوقعها هذه التنظيمات الاصولية برئاسة الشرع.

والحال ان لبنان اليوم برئاسة العماد جوزاف عون ورئيس الوزراء نواف سلام، اكدا مرارا قولا وفعلا ان الدولة لن تقبل اي عمل ينتقص من كرامة وسيادة لبنان وشعبه. وعليه، لقن الجيش اللبناني الجماعات الاصولية السورية درسا لن تنساه، فكان لها بالمرصاد محبطا مخططاتها العدائية تجاه وطننا.

لا لقاء جدي بين مسؤولين لبنانيين وسوريين... حتى جنبلاط

وفي سياق متصل، اصبح معروفا انه لم يحصل اي لقاء جدي بين مسؤول لبناني ومسؤول سوري، حتى ان الوزير السابق وليد جنبلاط كان قد طلب منذ حوالى شهر موعدا مع الحاكم السوري الجديد احمد الشرع. لكن حتى اللحظة، لم يتلق جنبلاط اي جواب في هذا الصدد، في حين تتحدث اكثر من جهة سياسية عن الهاجس "الاسرائيلي" من المشروع التركي في سورية، ما يؤثر بالاستقرار فيها، وكذلك على قرار بعض الدول الاجنبية بمد يد العون لمعالجة الازمة الاقتصادية والمعيشية التي تزداد حدة يوما بعد يوم، وسط معلومات تؤكد ان عمليات التصفية على اساس طائفي او سياسي لا تزال تتواصل في اكثر من منطقة في سورية.

السعودية وسيطا لحماية لبنان من هيمنة الشرع

الى ذلك، الاجتماع الذي كان مرتقبا ان يعقد في دمشق امس بين الوفد الامني برئاسة وزير الدفاع اللبناني ميشال منسى ونظيره السوري مرهف ابو قصرى، أرجىء الى اليوم في جدة في ظل وساطة سعودية. بيد ان السعودية تسعى الى حماية لبنان من سورية احمد الشرع الذي كشف الاخير عن نياته الحقيقية السلبية تجاه الدولة اللبنانية. فالمطالب التي يرفعها، من بينها استعادة الودائع السورية، وهو مطلب تعجيزي يدركه الشرع في قرارة نفسه، انما يستخدمها لابتزاز الحكم اللبناني. اضف الى ذلك، ان عملية ابقاء عدد هائل من النازحين السوريين في لبنان الذين باتوا كقنبلة موقوتة لا احد يعلم متى تنفجر، تكشف ان سورية الشرع تريد زعزعة الاستقرار اللبناني بشكل مطلق. وفي اغلب الظن انه لو كان الرئيس احمد الشرع يريد علاقات ودية وندية مع لبنان، لكان سهل عودة السوريين من لبنان الى سورية، ولكن يريد ابقاءهم عمدا في الاراضي اللبنانية لعلمه بانهم يشكلون ورقة ضغط على الحكم اللبناني وعلى الحالة الاقتصادية والمالية والديموغرافية.

انطلاقا من هذه الحقائق، اعتلمت المملكة العربية السعودية الأمر، وعليه ارادت نزع فتيل التوتر والتقاتل بين السوريين واللبنانيين، فضلا عن تخفيف حدة الاحتقان بين الجانبين عبر احترام السوريين الحدود اللبنانية وعدم المس بها والتوقف عن افتعال احداث دموية على الحدود السورية-اللبنانية.

لودريان: لاطفاء النيران الداخلية اللبنانية

من جهتها، قالت مصادر اعلامية فرنسية مقربة من وزارة الخارجية الفرنسية، ان من اولويات جان ايف لودريان الى بيروت هي دعوة القوى السياسية الى اطفاء النيران فيما بينها بعدما بلغت حدودا خطرة في الاونة الأخيرة، وان تأخذ في الاعتبار حساسية الاوضاع الاقليمية في الوقت الحالي، خصوصا ان فرنسا بذلت مع الولايات المتحدة الاميركية، جهودا حثيثة للحؤول دون تفجير رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو الجبهة اللبنانية غداة تفجير الجبهة في غزة، حتى وان كان مؤكدا ان كل المؤشرات تشير الى عدم مسؤولية حزب الله عن الصواريخ الخمسة الاخيرة التي اطلقت نحو مستوطنة المطلة في الجليل. ولكن في الوقت ذاته، كان نتنياهو قد اتفق مع رئيس الاركان الجنرال ايال زامير على تلازم الجبهتين كما كان الوضع خلال المدة التي سبقت ابرام اتفاق وقف اطلاق النار الذي ما زال قيد الاختبار الصعب، كون "اسرائيل" بخلفية معينة تريد ابقاء الجبهة اللبنانية والسورية، على صفيح ساخن، وان كان الاميركيون والفرنسيون يعملون للفصل بين الملف اللبناني واي ملف اقليمي آخر.

تقرير الاستخبارات الاميركية برّأ ايران من صنع السلاح النووي

نشرت الاستخبارات الاميركية تقريرًا برّأت فيه القيادة الايرانية من تصنيع السلاح النووي، الامر الذي يعني ان احتمال الانفجار الاميركي-الايراني او الايراني-الاسرائيلي تضاءل بعض الشيء رغم التصعيد المتواصل بين الاميركيين والحوثيين.

من هنا، زاد اصرار فرنسا على ضرورة لجوء اللبنانيين الى لغة المنطق والعقل بدلا من السجالات العنيفة والانقسامات العميقة، حيث ان النيران الاقليمية لا تبدو خطرة بمقدار خطورة النيران الداخلية اللبنانية التي تضع لبنان على فوهة بركان.

علاقات عون- سلام: تعيين حاكم مصرف لبنان

بموازاة ذلك، قالت مصادر ديبلوماسية للديار ان ما فهم من لقاءات لودريان ان تمويل اعادة الاعمار يعتريه مصاعب سياسية تقتضي الكثير من الجهود اللبنانية وغير اللبنانية. كما انه ينبغي على الدولة اللبنانية الاسراع في اجراء الاصلاحات الهيكلية على المستويين المالي والاداري، مع استعداد باريس لدعم موقف لبنان في مفاوضاته مع صندوق النقد الدولي.

وفي هذا المجال، يرجح ان يتبنى مجلس الوزراء ترشيح كريم سعيد لحاكمية المصرف المركزي، خصوصا مع رغبة رئيس الحكومة نواف سلام ألّا تشوب علاقاته مع رئيس الجمهورية جوزاف عون اي لمسة رمادية يمكن ان تؤثر في مسار الانقاذ والاصلاح الذي اتخذته الحكومة شعارا لها.

وزير الخارجية يوسف رجي "يغرد خارج المنطق الدستوري"!

في غضون ذلك، اللافت في الوضع الحكومي وزراء يغردون خارج السرب، بل خارج الاصول والاعراف، وحتى خارج المنطق الدستوري والسيادي. هل باستطاعة وزير المالية منفردا ان يحدد السياسية المالية للدولة؟ هل باستطاعة وزير الدفاع صياغة السياسة الدفاعية للدولة؟ لكن هذا ما يقوم به وزير الخارجية يوسف رجي الذي يطلق مواقف تتعلق بالسياسة الخارجية بعيدا عن رأي رئيس الجمهورية او رئيس الحكومة من منطلق حزبي بحت، حين يصل به الامر الى اتهام حزب الله بالتنصل من اتفاقية وقف اطلاق النار ويحمله مسؤولية احتلال "اسرائيل" للمواقع الخمسة اللبنانية. والحال ان مواقفه لا يمكن ان تعكس الصورة العامة للسياسة الخارجية.

بطبيعة الحال، ان الدستور اللبناني يختلف عن الدستور الفرنسي الذي ينيط برئيس الجمهورية رسم السياسة الخارجية في حين انه في لبنان تقوم الحكومة بتحديد السياسة الخارجية، لا الوزير المعني وبمنطلقات حزبية، علما ان تشكيل الحكومة الاخيرة جرى من منظار خروج الوزراء من الجلباب الحزبي لا البقاء رهائن لسياسة احزابهم.

وتجدر الاشارة الى ان الرئيس جوزاف عون اعلن ان الجيش اللبناني وحده يحتكر السلاح، ولكن في الوقت ذاته قال ان سلاح حزب الله سيأتي ضمن حلول يتَّفق عليها اللبنانيون. ودان الرئيس عون الانتهاكات الاسرائيلية لسيادة لبنان واعتداءاتها في الجنوب والبقاع، وان "اسرائيل" هي التي لم تلتزم باتفاق وقف النار. وبدوره، اكد الرئيس سلام ان معادلة شعب جيش مقاومة لم تعد قائمة، الا انه لم يربط وجود سلاح حزب الله بالخروقات التي تقدم عليها "اسرائيل" في الجنوب والبقاع ولا في احتلال "الجيش الاسرائيلي" للمواقع الخمسة اللبنانية.

القوات اللبنانية: التعيينات هي الاختبار للتغيير الحقيقي في نهج الدولة

من جهته، يتابع رئيس حزب القوات سمير جعجع شخصيا ملف التعيينات الامنية او المالية مع وزراء القوات، واخرها حاكمية مصرف لبنان، ويتعامل مع التعيينات بدقة نظرا الى حساسية الواقع اللبناني. وتعتبر القوات اللبنانية ان تعيينات "المالية والعسكرية" لها خصوصية تاريخيا مختلفة عن سائر التعيينات، ويجب ان تخضع لالية صارمة، لان القوات ترى انه من الضروري ان يشعر المواطن في لبنان انه دخل فعليا في مرحلة جديدة يتم فيها ترجمة خطاب القسم لرئيس الجهورية العماد جوزاف عون ومواقف دولة الرئيس نواف سلام والبيان الوزاري الى خطوات عملية، حيث يلمس المواطن تغييرا حقيقيا وليس تغييرا على الحبر والورق. وهنا، قالت المصادر القواتية للديار ان التعيينات يجب ان تحصل وفقا لآلية توصل من هم اكثر كفاءة واكثر جدارة، لانها تؤمن ان التغيير الفعلي يستدعي ايصال النخبة الى الادارة.

واعادت المصادر القواتية الى الاذهان ان حزبها كان من الاوائل الذين طالبوا بوضع آلية للتعيينات، تبعد المحسوبيات والازلام في حكومة الرئيس ميشال عون الاولى.

 

 

 "نداء الوطن":

مع تقدم ساعات ليل أمس تسارعت التطورات في ملف تعيين حاكم مصرف لبنان، من خبر عن سحب بند التعيين لئلا يصل إلى التصويت، وصولاً إلى مصادر السراي الحكومي التي قالت إن الأمور مرهونة بما سيجري أثناء الجلسة. ورغم تسريبات عن احتمال عدم طرح الموضوع تفادياً لإظهار الانقسام في الحكومة، سرت أجواء أخرى لا تذهب بهذا الاتجاه. ولكن في كل الأحوال أكان بالتأجيل أو بالتوافق أو بالتصويت يبقى الاسم المتقدم هو كريم سعَيْد. واسم سعَيْد هو بين الأسماء الثلاثة التي وضعها وزير المال ياسين جابر إضافة إلى إدي الجميل وجميل باز. وسعَيْد الذي يحظى بتأييد رئيس الجمهورية، يتمتع بشهادة كثيرين بالكفاءة والنزاهة المطلوبتين لهذا المنصب.

كيف كانت الأجواء قبل إعادة خلط الأوراق؟

وقبل معلومات التأجيل حُكي عن تحفظ رئيس الحكومة نواف سلام على الاسم ولكنه يوافق على أن تأخذ المسألة مسلكها الدستوري، فإذا لم يحظَ سعيْد بالتوافق، عندها يُطرَح على التصويت، وسيحترم سلام خيار الوزراء. ومصادر السراي الحكومي كانت أكدت لـ "نداء الوطن" أن الاتصالات لا تزال مستمرّة بشأن ملف الحاكمية، وستتواصل حتى اللحظات الأخيرة، ما قبل الجلسة. وكشف المصدر أن رئيس الحكومة يتحفّظ على اسم سعيد بسبب خطة "هارفرد". كما استبعد المصدر تطيير جلسة اليوم انطلاقاً من حرص سلام على الحفاظ على المؤسسات، والأهم هو الخطة الاقتصادية والمالية التي سيتم العمل عليها، وهذه الأمور يجب أن تكون واضحة قبل السير بأي مرشح، بحسب المصدر الحكومي نفسه.

وعلمت "نداء الوطن" أن بعبدا بقيت حتى ساعة متقدمة تجري اتصالات مع أطراف الحكومة ولا سيما الرئيس سلام من أجل تأمين التوافق. وعلم أيضاً أن الوزراء المحسوبين على "القوات اللبنانية" يحبذون بدورهم التوافق على اسم سعيد قبل خيار التصويت.

شماعة "هارفرد"

مصدر مالي استغرب، في اتصال مع "نداء الوطن" أن يستخدم أي طرف دراسة لجامعة عريقة بمستوى "هارفرد" للتصويب على مرشح لحاكمية مصرف لبنان، بذريعة أنه أيّد ما جاء في الدراسة، يوم صدرت قبل نحو عامين. وللتذكير، تقوم دراسة "هارفرد" على مبدأ أن الدولة اللبنانية هي من أنفق الأموال وتسبّب بالفجوة المالية وطيّر الودائع، وبالتالي ينبغي نقل هذه الخسائر إلى محفظة الدولة كدينٍ عام، يُضاف إلى الديون الخارجية (اليوروبوندز)، والتعاطي مع هذا الدين على أساس أن المعالجة يجب أن تأتي على غرار الحل الذي سيُعتمد في ملف "اليوروبوندز".

ويضيف المصدر: "في كل الأحوال، لا علاقة لكريم سعيد بما صدر عن "هارفرد"، كما أنه من السخف الادعاء أن المشكلة تكمن في هذه النقطة لأن حاكم مصرف لبنان، وكائناً من كان، ليس في موقع القرار في موضوع بهذه الحساسية، ناجم عن أزمة نظامية، تحتاج إلى قرارات تأخذها السلطة التنفيذية لمعالجتها، وليس حاكم المركزي من سيتخذ قراراً وطنياً بهذا الحجم.

مجلس إدارة تلفزيون لبنان

وعلى خط التعيينات أيضاً، وبعد تسريب كتاب وزير الإعلام بول مرقص بشأن طلبه من مجلس الوزراء الموافقة على اقتراحه أسماء لمجلس إدارة تلفزيون لبنان، سجَّلت أوساط سياسية ملاحظات منها "إذا كان تلفزيون لبنان "شركة خاصة" كما يقول الوزير، فلماذا حمل الأسماء إلى مجلس الوزراء حيث تحتاج إلى نسبة الثلثين في التصويت؟ ولماذا لم يحمل أكثر من اسم، على غرار ما فعل وزير المال ياسين جابر في ما يتعلق بأسماء حاكم مصرف لبنان؟ ولماذا حصر التسمية باسم واحد عن كل طائفة؟ خصوصاً أن أحد الأشخاص كان لديه نزاع قانوني مع تلفزيون لبنان"؟ وعلم أن عدداً من الوزراء سيتطرقون إلى هذا الملف مع ترجيح أن التعيين سيحصل بعد المداولات.

تحذير أميركي بلغة فرنسية

وعشية الزيارة الرئاسية إلى فرنسا جال المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان على رئيس الجمهورية ورئيس المجلس ورئيس الحكومة ووزير الخارجية، وحمل إلى المسؤولين اللبنانيين "تحذيراً" بصيغة "النصيحة" مفاده استعجال إعطاء جواب واضح وصريح حول الطرح الأميركي بشأن لجان التفاوض الثلاث وضرورة التحرك وعدم البقاء في مربع التردد. وبدا واضحاً أن الأوروبيين لديهم معلومات عن استمرار الاندفاعة الأميركية في ملفات الشرق الأوسط، ويعتمدون "دبلوماسية شرسة" لتقطيع كل أذرع إيران وبالوسائل كافة، وتأتي مسألة سلاح "حزب الله" في لبنان ضمن الأولويات. وتالياً لا يمكن الحديث عن إعادة إعمار أو حتى عن مؤتمرات للدول المانحة إن لم يشعر الأميركيون بأن خطوات ملموسة قد أقدمت عليها الحكومة اللبنانية. ولعل الكلام عن موعد في منتصف الصيف لمؤتمر في باريس للمساعدات الاقتصادية، إشارة أو مهلة معقولة لتبيان الاتجاهات الداخلية في ملفات عدة.

عون وضرورة الانسحاب الإسرائيلي

كذلك علمت "نداء الوطن" أن اللقاء الذي جمع لودريان بعون تناول بداية زيارة الرئيس إلى فرنسا، وتحدث لودريان عن أهمية قيام لبنان بالإصلاحات، فرد الرئيس مؤكداً أن الإصلاح مطلب داخلي قبل أن يكون مطلب المجتمع الدولي، والتعيينات بداية لهذا المشوار الذي لا تراجع عنه. من ثم تطرق لودريان إلى ضرورة تطبيق القرار 1701 فأكد عون أن لبنان ملتزم تطبيقه لكن على إسرائيل الانسحاب من كل أراضي لبنان وحل ملف الأسرى، واستمرار الاحتلال يضرب عمل اللجنة الخماسية ويضع مصداقية الدول الراعية للاتفاق على المحك. وتحدث عون عن أهمية إعادة الإعمار لأن هناك مواطنين بلا منازل ولبنان يحتاج إلى مساعدة المجتمع الدولي في هذا الملف.

سلام يؤكد نهاية "الثلاثية"

ولفت أيضاً ما صرح به سلام أمام وفد مجلس نقابة المحررين بحيث أكد موقفه الثابت في شأن شطب معادلة "الثلاثية"، وقال "حزب الله لديه جمهوره ونوابه وتمثيله، وما قلته مؤخراً هو أن فكرة معادلة "الجيش والشعب والمقاومة" هي التي انتهت لأنها لم تذكر في البيان الوزاري الذي يشدد على حصرية السلاح بيد الدولة".

زيارة من دمشق إلى جدة

على خط آخر وبعد تأجيل زيارة وزير الدفاع اللواء ميشال منسى إلى سوريا، سيعقد اجتماع لبناني - سوري في جدة بعدما اتصلت الرياض بالدولة اللبنانية وأعربت عن نيتها بعقد هذا اللقاء فوافق لبنان.

أوساط مراقبة قارنت بين تأجيل السلطات السورية زيارة الوفد اللبناني وبين رفض سلطات النظام السابق تحديد موعد لاستقبال الوفد الذي كان شكّله الرئيس السابق ميشال عون، من أجل الاتفاق على ترسيم الحدود البحرية. وتساءلت هذه الأوساط عن سبب الرفض بعد أيام من الكلام اللبناني الرسمي حول الموعد وتوقيت واسماء الوفد والذين سيستقبلونه في سوريا. وكان عون الأول حدد اسماء أعضاء الوفد ووقّت الزيارة بعد اتصاله بنظيره بشار الأسد، ولكن الأسد ألغى الموعد في 25 تشرين الأول 2022 قبل خمسة أيام من انتهاء ولاية ميشال عون. وبقيت الحدود البحرية من دون ترسيم. وعلى رغم التوضيح السوري بأن الغاء الزيارة كان بسبب التغيير الحكومي المنتظر خلال أيام في سوريا فإن نقل اللقاء إلى السعودية يكشف عن أسباب أخرى. ولكن المفيد في هذا الموضوع هو الدخول السعودي على خط الوساطة.

 

 

"اللواء":

غداً، أول محطة أوروبية للرئيس جوزف عون في باريس التي يصلها بناءً لدعوة رسمية من الرئيس ايمانويل ماكرون، وهي الثانية لعاصمة صديقة، بعد الزيارة الاولى التي خصّ بها رئيس الجمهورية المملكة العربية السعودية، بدعوة من ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان.

ومن المفترض ان يكون الموفد الرئاسي جان ايف لودريان مهّد للزيارة، بلقاءاته في بيروت، التقى خلالها الرؤساء عون ونبيه بري ونواف سلام، الذي- اعلن ان المهمة الفرنسية تتعلق باعادة اعمار لبنان، بعد الدمار الذي تسببت به الحرب العدوانية على الجنوب والضاحية الجنوبية والبقاع وكل لبنان، لكن المصادر المطلعة تحدثت عن ان المؤتمر سيتأخر الى تموز المقبل، لرؤية الاصلاحات ومسار وقف النار والالتزام به.

وينتظر ان يؤجل مجلس الوزراء اليوم مصير تعيين حاكم مصرف لجديد وسط معلومات عن سحب هذا الملف، لعدم الاتفاق (حتى مساء امس) على اسم الحاكم الجديد على ان يتطرق مجلس الوزراء في وقت لاحق لدراسة ملف الرواتب والاجور وتعويضات نهاية الخدمة بعد وضع خطة لدراسته بشكل دقيق.

وتحدثت المعلومات عن ان وزير المال ياسين جابر سيقدّم 3 اسماء للحاكمية وهي: كريم سعيد، ادي الجميل وجميل باز.

ومن الملفات المطروحة في باب التعيينات: تعيين مجلس ادارة تلفزيون لبنان، وتعيين اعضاء المجلس العسكري، مع العلم ان الجلسة التي ستعقد في بعبدا تبحث بجدول اعمال عادي.

كما سيعين مجلس الوزراء العميد عماد خريش مديراً عاماً للجمارك.

وفيما يبقى تعيين حاكم جديد لمصرف لبنان فقد علمت «اللواء» أنه لن يطرح في مجلس الوزراء اليوم إذ حصل تبدل في المواقف وهناك كلام مفاده أنه سحب من جدول الأعمال إنما الجدول تضمن تعيين مجلس إدارة تلفزيون لبنان وتعيينات أخرى وضمنا كان الحاكم بينها إنما صرف النظر مؤقتا تجنبا لطرح التصويت وهناك رغبة في أن يتم التوافق على الاسم وحتى مساء أمس كان الاتجاه يميل إلى عدم طرح تعيين الحاكم، حسبما ابلغت مصادر سياسية «اللواء».

إلى ذلك أفادت أن زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودربان اتت في الإطار الاستطلاعي والتحضير للزيارة القصيرة للرئيس عون إلى باريس والمواضيع التي تبحث مع الرئيس الفرنسي من العلاقات الثنائية والإصلاحات ودور مصرف لبنان والحاكم فضلا عن ملف الجنوب وموضوع سوريا وما يجري على الحدود والعلاقة معها.

جولة لودريان

وكان لودريان قد اجرى لقاءات امس، مع كبار مسؤولي الدولة، تناولت مسألة اعادة اعمارماهدمته الحرب الاسرائيلية على لبنان والتحضير الفرنسي للدعم في هذا المجال عبر المؤتمر الدولي المقررحسب معلومات «اللواء» في تموز المقبل، والطلب الاميركي بتشكيل لجان تفاوض دبلوماسية مع الاحتلال. ومسار الاصلاحات المرتقبة لا سيما التعيينات في الادارة وحاكمية مصرف لبنان وسواها. وافادت معلومات «اللواء» ان لودريان ابلغ الرئيس عون ان فرنسا تعلّق امالا كبيرة على العهد والحكومة وهي تتابع ارتياح الشعب اللبناني لمسار العهد لا سيمافي مقاربة الاصلاحات، معتبراً ان الفرصة مؤاتية الان لتحقيق هذه الاصلاحات بوجود الدعم الدولي لها.

وعندما تطرق الرئيس عون الى ضرورة وضع حد للإعتداءات الاسرائيلية وإلزام اسرائيل بإتفاق وقف اطلاق النار، اكد لودريان ان الوضع مدار متابعة فرنسية واميركية وهناك اتصالات دائمة تجري بهذا المجال.

وعلمت «اللواء» ان زيارة الرئيس عون الى باريس الجمعة والتي يرافقه فيها وزير الخارجية يوسف رجّي والقائم بأعمال السفارة اللبنانية في باريس زياد طعان، تستمر 24 ساعة فقط، تتخاللها خلوة مع الرئيس الفرنسي ماكرون وغداء عمل تتخالله محادثات حول كل المواضيع لا سيما مؤتمر الدعم الدولي للبنان. وقد يعود عون الى بيروت في مساء الجمعة او صباح السبت.

وفُهم ان الموفد الرئاسي الفرنسي نصح لبنان باعطاء جواب حول الطرح الاميركي بشأن المفاوضات، وابداء ايجابية لجهة تقديم اقتراحات بديلة وعدم المراوحة في دائرة السلبية (الامتناع عن الجواب).

وخلال اللقاء مع لودريان اكد عون على ضرورة ان يضغط رعاة الاتفاق وضامنوه على اسرائيل للالتزام باتفاق وقف اطلاق النار، حفاظاً على صدقيتهم، وضماناً لتنفيذ ما اتفق عليه لاعادة الاستقرار ووقف الاعمال العدوانية.

واشاد لودريان بالحكومة باعتبارها من افضل الحكومات التي مرت على لبنان، وفقاً لما نقل عن مصادر السراي الكبير.

واكد لودريان للرئيس سلام ان فرنسا تقدم كل الدعم للبنان بما يتعلق بالمساعدات لتحسين الوضع وتثبيت وقف اطلاق النار في الجنوب، وهي معنية بالعمل على توفير المساعدات من خلال الدول المساهمة لاطلاق قطار اعادة الاعمار. واشار الى ان فرنسا تعمل بجهد على المؤتمر المنوي عقده لتوفير المساعدات للبنان. واكد ضرورة تنفيذ الاصلاحات سريعاً.

وحسب المعلومات الرسمية، أبلغ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون لودريان، في حضور السفير الفرنسي في بيروت هيرفيه ماغرو، انه يتطلع الى اللقاء مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون يوم الجمعة المقبل في باريس لشكره مجددا على الدور الذي يلعبه في دعم لبنان ومساعدته على النهوض من جديد، ولاسيما على دوره الشخصي في تسهيل انجاز الاستحقاق الرئاسي. موضحاً انه سيبحث مع الرئيس ماكرون في المواضيع ذات الاهتمام المشترك وفي تعزيز العلاقات اللبنانية- الفرنسية وتطويرها في المجالات كافة.

وقال الرئيس عون: ان موضوع الإصلاحات يأتي في أولوية اهتماماته بالتوازي مع إعادة اعمار البلدات والقرى التي دمرها القصف الإسرائيلي خلال الحرب الأخيرة، و ان العمل سيتواصل من اجل إعادة الثقة في الداخل اللبناني، ومع الخارج لاسيما مع وجود فرص متاحة، لذلك يجب الاستفادة منها وابرزها الدعم الفرنسي للبنان والتحرك الذي يقوده الرئيس ماكرون في هذا الاطار، مشيراً ان الاجراءات ادارياً ستعطي رسالة ايجابية للداخل والخارج، ثم انتقل لودريان الى عين التينة وتطرق البحث الى اعادة الاعمار والمؤتمر الذي تنوي فرنسا تنظيمه، وكان لودريان التقى وزير الخارجية يوسف رجي.

كما اجتمع الرئيس سلام الى المدير العام لأوجيرو عماد كريدية، الذي اعفاه وزير الاتصالات شارل الحاج من مهامه، وطلب اليه رئيس الحكومة البقاء في منصبه الى ان يصار إلى تعيين مدير عام لاوجيرو خلفاً له، في ضوء آلية التعيينات التي اقرت في مجلس الوزراء.

الى ذلك، تبلغ الرئيس نواف سلام من الموفدة الاميركية مورغان اورتاغوس بأنها ستزور لبنان الاسبوع المقبل.

وفي المعلومات ان اورتاغوس ستصل الى بيروت الاربعاء المقبل، في اول عمل بعد عطلة عيد الفطر، للقاء الرؤساء الثلاثة.

وامام نقابة المحررين، قال ان الضغط الدولي والعربي الدبلوماسي على اسرائيل لوقف الاعتداءات لم يستنفد، مشيرا الى انه لا احد يريد التطبيع مع اسرائيل في لبنان وهو مرفوض من قبل كل اللبنانيين.

واضاف الرئيس سلام :أن النقاط الخمس التي تتمسك اسرائيل بالبقاء فيها لا قيمة لها عسكريا ولا امنياً سوى ابقاء ضغطها على لبنان قائماً.

وحول الوضع الداخلي جدّد الرئيس سلام «التعهد بالاصلاح المالي والسياسي الذي يحتاج الى وقت، مركزا على استقلالية القضاء الذي سيحال المشروع المتعلق به الى مجلس النواب قريباً للبت به. وتمسك الرئيس سلام بآلية التعيينات التي اقرها مجلس الوزراء والتي ستبدأ طلائعها مع تعيين رئيس مجلس الإنماء والاعمار. مؤكدا ان كل التعيينات يجب ان تمر عبر هذه الالية، التي تسمح باصلاح الادارة بعيدا عن كل التجاذبات السياسية.

وعن لقائه بالمبعوث الفرنسي لو دريان قال الرئيس سلام: ان هدف الزيارة هو البحث في ملف اعادة الاعمار ، خصوصاً ان لبنان يعمل مع فرنسا والبنك الدولي وكبار الدول المساهمة لتحصيل الدعم اللازم، كاشفا انه في نهاية الشهر المقبل يفترض اقرار مبلغ ٢٥٠ مليون دولار الذي خصصه البنك الدولي لهذا الملف، وبعد ذلك يفترض عقد مؤتمر لجمع مبلغ مليار دولار.

وردا على سؤال اكد الرئيس سلام الى ان «حزب الله لديه جمهوره ونوابه وتمثيله، وما قلته مؤخرا هو ان فكرة معادلة» الجيش والشعب والمقاومة «هي التي انتهت لأنها لم تذكر في البيان الوزاري الذي يشدد على حصرية السلاح بيد الدولة.

وكان الرئيس سلام زار الاثنين الماضي مع وفد وزاري مرافق قام باول زيارة الى مطار رينيه معوض في القليعات، واستقبله هناك نواب المحافظة، ومحافظ عكار والقيادات الامنية والعسكرية وقائد وضباط القاعدة الجوية.

وكشف سلام «إنجاز اتفاق مع شركة دار الهندسة لإعداد دراسة مجانية لتشغيل مطار القليعات، وخلال ثلاثة أشهر سيتم تقديم تصور أولي لمخطط توجيهي لانطلاق آلية العمل في هذا المرفق».

لقاء لبناني - سوري في جدة

وأرجأ وزير الدفاع اللواء ميشال منسى زيارته الى دمشق التي كانت مقررة امس مع وفد امني رفيع الى اليوم، بطلب سوري، وحسب مصدر لبناني ارجاء الزيارة جاء على خلفية تنسيق بين الجانبين، وإن كان مصدر سوري ربط الموضوع بالحكومة السورية الجديدة.

وفي وقت متأخر يوم امس، افادت معلومات «اللواء» من مصادر رسمية ان الاجتماع تأجل الى اليوم على أن يعقد في مدينة جدة بوساطة سعودية وسيضم الى الوزير منسى المدير العامّ للأمن العامّ اللواء حسن شقير ومدير المخابرات العميد طوني قهوجي، وهو الي كان سيرافق منسى الى دمشق لو حصلت الزيارة. وكان الوفد سيلتقي وزير الدفاع السوري في الحكومة الانتقالية مرهف أبو قصرة، ومدير المخابرات.

وفي حين لم تحدد المصادرالرسمية طبيعة المحادثات بالتحديد، افادت مصادر عديدة اخرى ان هدف الزيارة بحث الوضع الأمني، وكيفية الحفاظ على الاستقرار على الحدود، على أن ينتج عن الزيارة آلية تواصل وتنسيق لمعالجة ما قد يحدث خلال المرحلة المقبلة على الحدود، لا سيما بعد أحداث بلدة حوش السيد علي.

 

 

"البناء": لم تتوقف الهزّات الارتدادية للزلزال الذي أطلقته الفضيحة التي حملت اسم صحيفة أتلانتيك وتطبيق سينيال بعدما لم يعد ممكناً إنكار أن قادة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بمن فيهم مستشار الأمن القومي ووزير الدفاع ومدير السي اي اي ورئيسة الوكالة الوطنية لأجهزة الاستخبارات قد تشاركوا مع صحافي يترأس صحيفة أتلانتيك مجموعة دردشة على تطبيق سينيال أعدت لتبادل المعلومات والآراء حول خطط الحرب على اليمن؟ وبعدما نشرت أتلانتيك مضمون المحادثات وظهور درجة سريتها وخطورتها، بدأ الاعتراف بأن خطأ كبيراً قد وقع، لكن الترددات تجاوزت الحديث عن الخطأ إلى طرح درجة أهلية قادة اختارهم الرئيس الأميركي لتحمّل مسؤوليات على درجة عالية من الخطورة بحكم ما يقع بين أيديهم من قدرات تدميرية، وهم لا يملكون الأهلية اللازمة لذلك ولا يتمتعون بحس المسؤولية في إدارة الشؤون الحكومية، إلى حد التساؤل، هل يعقل أن ينضم مدير أخطر جهاز مخابرات في العالم كما تُعرف الـ»سي اي اي» إلى مجموعة دردشة على تطبيق سينيال لتبادل معلومات امنية شديدة الخطورة، ولا يناقش ذلك وفق معايير الوكالة التي يترأسها، ولا يطلب التحقيق في أسماء المنضمين إلى المجموعة ومدى صحة التشارك معهم في هذه المجموعة ومشاركتهم هذا النوع من المعلومات؟

في المنطقة، تنتشر إلى جانب الصور المأساوية للجوع في غزة تهديدات رئيس حكومة الاحتلال بالمزيد من الأعمال الحربية، وتهديد جيش الاحتلال لسكان ثمانية أحياء في مدينة غزة بقتلهم إن لم يغادروا منازلهم وأماكن إيوائهم فوراً، بينما تهز شوارع تل أبيب هتافات عشرات آلاف المتظاهرين الذين تتزايد أعدادهم يومياً، احتجاجاً على حكومة نتنياهو، سواء في مماطلتها في تطبيق صفقة تبادل الأسرى وعودتها إلى الحرب، أو في معاركها للسيطرة على كل مؤسسات الدولة، خصوصاً القضاء بعد إقرار إقالة المستشارة القضائية للحكومة وقبله قرار برفض تدخل المحكمة العليا في قضية إقالة مدير جهاز الشاباك، بينما أعلنت حركة الجهاد الإسلامي إطلاق صواريخ من غزة نحو مدينة بئر السبع المحتلة مستهدفة قاعدة حتسريم الجوية، فيما جدّد اليمن إطلاق صواريخه على حاملة الطائرات الأميركية هاري ترومان منفذاً وعوده باستهداف تل أبيب بهدف فرض الحظر على الطيران من مطار بن غوريون وإليه.

في الاستعداد لاحتفالات ومسيرات يوم القدس العالمي غداً الجمعة تحدّث قادة المقاومة والحرس الثوري الإيراني مؤكدين على التمسك بخيار المقاومة، وكانت كلمات لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني اسماعيل قآني والقيادي في حركة حماس خليل الحية، وقائد حركة أنصار الله السيد عبد الملك الحوثي للتأكيد على طبيعة الصراع المبدئي مع كيان الاحتلال وعلى أحادية خيار المقاومة في الدفاع عن شعوب المنطقة بوجه العدوان الوحشيّ للكيان ومن خلفه أميركا، والحاجة للاستلهام من القادة الذين قدّموا أرواحهم على طريق القدس؛ بينما كانت كلمة للأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم قال خلالها، لِيكن معلوماً أن المقاومة إيمانٌ متجذر وخيارٌ ثابت، ‏‏تتحرك بِحكمة بِحسب متطلبات المواجهة، أما الآن فعلى الدولة اللبنانية أن تقوم بمسؤوليتها وأن تضغط ‏على ‏القوى الفاعلة التي رعت الاتفاق، لن نقبل باستمرار الاحتلال، ويجب عليه أن يُفرج عن الأسرى، ولا ‏محل ‏للتطبيع ولا للاستسلام في لبنان.‏

ورأى الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في كلمة له عشيّة يوم القدس العالمي ضمن برنامج «منبر القدس» أنّ المخطط الأميركي كبير وخطير جدًّا وغرضه إنهاء القضية الفلسطينية وتهجير الفلسطينيين «واحتلال أراضٍ في لبنان وسورية ومصر والأردن، والتحكّم بالشرق الأوسط الذي يُريدونه على شاكلتهم»، وقال: سقط القناع الإنساني عن وجه أميركا.

وأكّد أنّ «هذا المشروع ستُسقطه التضحيات والعطاءات المستمرة»، وأضاف: «نحن نثق بأنّ النصر سيكون للمؤمنين بهذه القضية الفلسطينية».

وتوجّه الشيخ قاسم لدول محور المقاومة بالقول: «لقد أكرمنا الله بالإمام الخميني (قده)، حيث دعا لتضافر الجهود من أجل القضية وليوم القدس، وبالإمام الخامنئي (دام ظله) الذي يدعم محور المقاومة في وجه العدو»، لافتًا إلى أنّ محور المقاومة مَدين لإيران بكلّ أشكال الدعم المادي والمعنوي والسياسي.

وقال إنّ: «حزب الله ساند غزة في معركة أولي البأس، وكانت أبرز تضحياتنا شهادة السيد نصر الله والسيد صفي الدين، وكلّ الشهداء في لبنان». وشدّد على أنّ «إسرائيل» لم تحقّق هدفها في لبنان في إنهاء المقاومة، ولم تتمكن من الوصول إلى الليطاني، مضيفاً: «نحن في مرحلة دور الدولة في تطبيق الاتفاق».

وأشار إلى أنّ على الدولة أن تقوم بمسؤوليتها في الوصول إلى الانسحاب وتحرير الأسرى، والضغط على القوى الفاعلة لإلزام الاحتلال باتفاق وقف إطلاق النار. وشدد على «أننا لن نقبل باستمرار الاحتلال، ويجب عليه أن يفرج عن الأسرى»، مشددًا على أنّه لا محل للتطبيع والاستسلام في لبنان. وقال إنّ: «المقاومة مستمرة، وتعمل حيث تقدر أن تعمل، وهي خيار ثابت وتتحرّك بحكمة».

كذلك، وجّه قاسم التحية لـ«اليمن العزيز بقيادة السيد الحوثي، والشعب اليمني الذي يتحمّل التضحيات في مواجهة أميركا و»إسرائيل»»، مؤكدًا أنّ اليمن أبدع في التصدّي للاستكبار العالمي، مشددًا على أنّ «إسناد اليمن حُجّة على دول المسلمين الذين لو أرادوا المساندة لاستطاعوا». ووجّه أيضًا التحية للعراق الذي «قدّم الإمكانات والصمود والدعم وإلى وقيادته ومرجعيته وتضحياته».

إلى ذلك، يتحدث الشيخ قاسم في مهرجان «على العهد يا قدس»، عصر الجمعة المقبل في قاعة الشهيد السيد محمد باقر الصدر (قده) في ثانوية المهدي (ع) – الحدث.

في غضون ذلك، واصل العدو الإسرائيلي اعتداءاته على لبنان، وخرق القرار 1701 وإعلان وقف إطلاق النار، حيث أعلنت قيادة الجيش، في بيان، أنّ «في سياق خروقات العدو الإسرائيلي المتمادية لاتفاق وقف إطلاق النار واعتداءاته على سيادة لبنان، توغلت قوات معادية في منطقة اللبونة – صور، وأقدمت على شق طريقَين». وأوضحت أنّ «على أثر ذلك، توجهت دورية من الجيش إلى موقع التوغل وأغلقت الطريقَين بسواتر ترابية. كذلك عملت وحدة أخرى من الجيش على إزالة شريط شائك كان العدو الإسرائيلي قد وضعه سابقًا في بلدة عيترون – بنت جبيل».

واستبعدت مصادر مطلعة على موقف اليونيفل في الجنوب لـ«البناء» أن يكون حزب الله مسؤولاً عن إطلاق الصواريخ الأخيرة على مستوطنة المطلة، مشيرة الى احتمال وجود فصائل غير لبنانية تقصدت إطلاق الصواريخ لإشعال فتيل الحرب من جديد، أو طرف ما له مصلحة بمنح الذريعة لـ«إسرائيل» لشنّ هجمات على أهداف لحزب الله.

وأشارت جهات دبلوماسية غربية لـ«البناء» الى «ضرورة التزام كافة الأطراف بالقرار الدولي 1701 واتفاق وقف إطلاق النار الأخير بين لبنان و»إسرائيل»، لتفادي التوتر والتصعيد وتقويض الاستقرار الذي أعقب إطلاق صواريخ على شمال «إسرائيل»، والردّ الإسرائيلي باستهداف أهداف واسعة في الجنوب والبقاع»، كما شددت على ضرورة انسحاب القوات الإسرائيلية من النقاط الخمس المنتشرة فيها الى حدود الخط الأزرق تمهيداً لبدء مفاوضات على ترسيم الحدود البرية وإنهاء الصراع على الحدود. وشددت الجهات على التزام لبنان بموجبات القرار 1701 لجهة انتشار الجيش في جنوب الليطاني ومنع أي نشاط عسكري لحزب الله، فيما «إسرائيل» لم تلتزم حتى الآن. واستبعدت الجهات توسيع «إسرائيل» حربها باتجاه لبنان لأنها تعتبر ما أنجزته خلال الحرب الأخيرة كافٍ لجهة إضعاف قوة حزب الله العسكرية والقيادية وإبعاده الى حدود الليطاني وإنشاء منطقة عازلة بعمق 7 كلم، ولذلك لن تتورّط بحرب جديدة قد تفرط بالإنجازات التي تعتقد أنها حققتها، لا سيما في ظل انشغالها في جبهات أخرى لا تقل سخونة وحساسية عن الجبهة الشمالية مع لبنان، لا سيما في سورية وغزة والضفة الغربية واليمن وإيران. ووضعت الجهات المناورات التي تجريها القوات الإسرائيلية في الشمال في إطار الروتين والاستعداد لأسوأ السيناريوات.

ولفتت الجهات الى أن مسألة إقامة علاقات دبلوماسية مع «إسرائيل» هو شأن لبناني، لكن لا بد من الوصول الى صيغة أو ترتيبات ما مع «إسرائيل» لوقف التهديد والتوغل الإسرائيلي في لبنان والحؤول دون عودة النزاعات والتوترات الى الحدود.

الى ذلك، أكد رئيس مجلس الوزراء نواف سلام خلال استقباله وفداً من مجلس نقابة المحررين برئاسة النقيب جوزيف القصيفي أن الضغط الدولي والعربي الدبلوماسي على «إسرائيل» لوقف الاعتداءات لم يستنفد، مشيراً الى ان لا احد يريد التطبيع مع «إسرائيل» في لبنان وهو مرفوض من قبل كل اللبنانيين.

ووفق ما يقول وزير خارجية لبنان الأسبق فارس بويز لـ«البناء» فإن «إسرائيل» تضغط بكافة الوسائل العسكرية والدبلوماسية والسياسية لتفرض على لبنان التفاوض على التطبيع أو السلام وفق شروطها الأمنية والسياسية والاقتصادية، الأمر الذي يضرّ بمصلحة لبنان، لكن بحسب بوزير فإن من الخطأ ذهاب لبنان الى أي مفاوضات الآن أكان على ترسيم الحدود أو الهدنة من موقع الضعف ومن دون أوراق قوة تستند اليها الدبلوماسية اللبنانية، ولذلك على لبنان تحشيد نقاط قوته المتمثلة أولاً بوحدته الوطنية والتمسك بسيادته وحقوقه بأرضه وبحره وثرواته، وجذب الدعم العربي والغربي له، إضافة إلى تسليح الجيش اللبناني وعدم التفريط بقوة المقاومة الذي يمثلها حزب الله اليوم، بل الاستفادة من قوة المقاومة وغيرها من عناصر القوى الموجودة لتعزيز الموقف التفاوضي اللبناني. ولف بويز الى أن «إسرائيل» ومن خلفها الولايات المتحدة يتحدثون عن التطبيع لكن لبنان لا يعرف ماهية التطبيع ومضمونه وشروطه وما هي مصلحة لبنان به؟ متسائلاً لماذا يطرحون التطبيع وهناك السقف الذي يقبل به كل لبنان ألا وهو القرار 1701 والحد الأقصى هو اتفاقية الهدنة 1949؟ وحذر وزير الخارجية اللبناني الأسبق من أن «إسرائيل» تريد الإطاحة بالقرار 1701 الذي يفرض عليها الانسحاب الكامل من الجنوب الى الحدود الدولية ووقف الاعتداءات على لبنان، لا سيما أن لديها نيات عدوانية وتوسعية في لبنان في ظل مشروعها الشرق الأوسط الجديد، لذلك ترى بأن لم تعد لديها مصلحة بتطبيق هذا القرار في ظل تغير موازين القوى في لبنان والمنطقة وتريد الانتقال إلى مرحلة جديدة وهي التطبيع وفق شروطها.

وفي موقف أميركي لافت، أشار المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي جيمس هيويت، إلى «أننا سنحكم على الحكومة اللبنانية بناء على كيفية ردها على مَن يهاجم «إسرائيل» عبر أراضيها». ولفت، في تصريحات نقلها عنه موقع «بوليتيكو»، إلى أنه «تقع على عاتق الحكومة اللبنانية مسؤولية منع مهاجمة جيران لبنان». وأضاف «ندعم «إسرائيل» في ردها على إطلاق الصواريخ نحوها من لبنان».

وعشية زيارة يقوم بها رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون الى فرنسا في 28 الحالي للقاء نظيره الفرنسي الرئيس ايمانويل ماكرون، حط المبعوث الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان في بيروت، حيث التقى المرجعيات السياسية وكان الوضع جنوباً وإعادة الإعمار وعقد مؤتمر دولي لدعم لبنان محور المباحثات.

وأكد الرئيس عون، للمبعوث لودريان الذي استقبله في بعبدا بحضور السفير الفرنسي في بيروت هيرفيه ماغرو، انه سيبحث مع الرئيس ماكرون في المواضيع ذات الاهتمام المشترك وفي تعزيز العلاقات اللبنانية – الفرنسية وتطويرها في المجالات كافة. ولفت الى ان موضوع الإصلاحات يأتي في أولوية اهتماماته بالتوازي مع إعادة إعمار البلدات والقرى التي دمرها القصف الإسرائيلي خلال الحرب الأخيرة، مشيراً الى ان العمل سيتواصل من اجل إعادة الثقة في الداخل اللبناني، ومع الخارج لا سيما مع وجود فرص متاحة، لذلك تجب الاستفادة منها وابرزها الدعم الفرنسي للبنان والتحرك الذي يقوده الرئيس ماكرون في هذا الاطار.

وتناول البحث الوضع في الجنوب، فأشار الرئيس عون الى استمرار الاعتداءات الإسرائيلية خلافا للاتفاق الذي تمّ التوصل إليه في تشرين الثاني الماضي، فضلاً عن استمرار احتلال التلال الخمس وعدم إطلاق سراح الأسرى اللبنانيين الذين احتجزتهم إسرائيل خلال الحرب الأخيرة، لافتا الى ضرورة عمل رعاة الاتفاق على الضغط على «إسرائيل» للالتزام به حفاظاً على صدقيتهم، وضمانا لتنفيذ ما اتفق عليه لإعادة الاستقرار ووقف الاعمال العدائية. وتطرق البحث الى الوضع على الحدود اللبنانية – السورية.

كما التقى لودريان والسفير الفرنسي والوفد المرافق في السراي الحكومي رئيس الحكومة نواف سلام، وتم البحث في إعادة الإعمار والمؤتمر الذي تنوي فرنسا عقده بهذا الخصوص، والإصلاحات التي باشرت بها الحكومة اللبنانية، إضافة الى عرض للمستجدات السياسية الراهنة.

وأكد لودريان للرئيس سلام أن فرنسا تقدم كل الدعم للبنان بما يتعلق بالمساعدات لتحسين الوضع وتثبيت وقف اطلاق النار في الجنوب وهي معنية بالعمل على توفير المساعدات من خلال الدول المساهمة لإطلاق قطار إعادة الإعمار. وأشار إلى أن فرنسا تعمل بجهد على المؤتمر المنوي عقده لتوفير المساعدات للبنان. وأكد ضرورة تنفيذ الإصلاحات سريعاً.

كما زار لودريان عين التينة والتقى رئيس مجلس النواب نبيه بري.

بدوره، شدّد وزير الخارجية يوسف رجّي خلال لقائه لودريان على وجوب انسحاب «إسرائيل» الفوري والكامل وغير المشروط من الأراضي اللبنانية، ووقف عدوانها، والالتزام بتنفيذ إعلان وقف الأعمال العدائية وقرار مجلس الأمن رقم 1701. بدوره، أكد لودريان دعم فرنسا المستمرّ للبنان ولتحقيق الاستقرار فيه، وأثنى على خطاب القَسَم لرئيس الجمهورية والرؤية التي تضمنها بشأن لبنان، وعلى جدّيّة عمل الحكومة اللبنانيّة، منوّهاً بأهمية الحفاظ على الزخم الدولي الذي واكب العهد الجديد وتشكيل الحكومة، من خلال تنفيذ الإصلاحات اللازمة والحفاظ على وحدة اللبنانيين، وذلك من أجل تعزيز ثقة المجتمع الدولي والعربي بلبنان وجذب الاستثمارات إليه.

وأفيد أن لودريان وجّه رسالة للمسؤولين اللبنانيّين قال فيها «أنتم أفضل حكومة مرّت على لبنان والرهان كبير عليكم فقوموا بالإصلاحات لأنّ الظرف مناسب».

على صعيد آخر، أُرجئت زيارة كانت مقرّرة أمس الأربعاء لوزير الدفاع اللبناني ميشال منسى إلى دمشق لمناقشة مسألة ضبط الحدود بين البلدين، بعد مواجهات أسفرت عن قتلى وجرحى، في بلدة حوش السيد علي الحدودية، بحسب ما أفاد مسؤول لبناني ومصدر حكومي سوري. وأكد المسؤول اللبناني الذي فضّل عدم الكشف عن هويته لوكالة «فرانس برس»: «تبلّغنا بإرجاء زيارة وزير الدفاع اللبناني الثلاثاء»، مضيفاً أنّ الإرجاء جاء «بناء على تنسيق من الجانبين وليس بسبب خلاف أو توتر»، من دون أن يُحدّد موعداً آخر للزيارة. من جهته، قال مصدر حكوميّ سوريّ لـ«فرانس برس» إن «الإرجاء مرتبط بالاستعدادات في سورية لتشكيل حكومة جديدة»، حيث كان من المفترض أن يلتقي منسى نظيره السوري مرهف أبو قصرة.

وبحسب قناة «أل بي سي» فإن الاجتماع تمّ نقله إلى اليوم على أن يُعقد في مدينة جدة بوساطة سعوديّة.

وفيما رأت مصادر مطلعة على الوضع الأمني أن الهدنة على الحدود اللبنانية – السورية هشّة، حذرت عبر «البناء» من تجدّد الاشتباكات بأي وقت لغياب التنسيق بين السلطات الأمنية بين الدولتين، وتعدّد الفصائل الموجودة على الجانب السوري، وارتباط هذه الفصائل بقوى خارجيّة لها مصلحة بإشعال الوضع على الحدود وجرّ حزب الله الى معركة عسكرية.

لكن أوساط سياسية تشير لـ«البناء» الى أن الاشتباكات على الحدود كانت مفتعلة بتوجيهات خارجية لإبعاد حزب الله عن الحدود مع سورية ونشر الجيش اللبناني لضبط الحدود ومنع التهريب بين الحدود لا سيما المخدرات والسلاح والمهرّبين اللبنانيين والسوريين، ما ينسجم مع تطبيق القرار 1680. لكن مصادر في اليونيفل نفت لـ«البناء» أن تكون قيادة اليونيفل قد تلقت طلباً بتوسيع صلاحياتها وانتشارها على الحدود اللبنانية – السورية.

على صعيد آخر، يعقد مجلس الوزراء جلسة عادية اليوم في بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية، وعلى جدول أعمالها جملة من البنود، أبرزها بند تعيين حاكم جديد للبنك المركزي، وسط تجاذب بين رئيسي الجمهورية والحكومة حول اسم الحاكم الجديد. ووفق معلومات «البناء» فإن رئيس الجمهورية رفض اسم الوزير السابق جهاد أزعور ويؤيد كريم سعيد، فيما يرفضه رئيس الحكومة. وتضيف المعلومات أن المصرفي سمير عساف قد يكون الحل الوسط بين الرئيسين، لكن لم تفلح الاتصالات معه حتى الآن بإقناعه بتولي المنصب، ما يرجّح تعيين سعيد إذا استمر عساف بالرفض.

غير أن قناة «الجديد» أفادت مساء أمس بأنه تم سحب بند تعيين حاكم مصرف لبنان من جدول أعمال جلسة مجلس الوزراء اليوم من أجل تجنّب التصويت على اسم كريم سعيد.

وفيما أفيد أن الأميركيين يؤيدون سعيد في منصب الحاكمية نظراً لحساسية المنصب بالنسبة لهم، أكد مسؤولون أميركيون وأوروبيون، ومصادر مطّلعة على سياسات بلدانهم تجاه لبنان لقناة «العربية» في نسختها الانجليزية، أن «واشنطن وباريس ودول الخليج متّفقة على الحفاظ على الحياد والامتناع عن دعم أي مرشّح لمنصب حاكم مصرف لبنان».

وبحسب المسؤولين، فإن المسؤولين اللبنانيين سيحتاجون إلى التفاوض في ما بينهم، ولن يكون هناك فيتو أميركي أو دولي لصالح اسم على حساب آخر.

أما لجهة منصب المدعي العام المالي، بحسب مصادر «البناء» فإن الرئيس بري يدعم القاضي زاهر حمادة لهذا المنصب أو القاضي ماهر شعيتو، لكن وزير العدل يفضل اسماً آخر، ما دفع برئيس الجمهورية لعرض مرشحين آخرين والتوصل الى تفاهم بين وزير العدل والرئيس بري على اسم منهم.

 

 

"الأنباء" الالكترونية:

وصلت الرسالة الفرنسية إلى المسؤولين اللّبنانيين قبيل الزيارة المرتقبة لرئيس الجمهورية جوزاف عون إلى فرنسا، ولقائه نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون. فالموفد جان إيف لودريان أكّد خلال جولته على المسؤولين دعم بلاده للبنان، مشدداً الدعوة لضرورة إيجاد صيغة ملائمة للتجاوب مع الطرح الاميركي من أجل الضغط على اسرائيل للانسحاب من التلال الخمس التي تحتلها.

جلسة حكومية

تزامناً، ومع انطلاق عجلة العمل الحكومي، تُهيمن على جلسة مجلس الوزراء اليوم ملفات ساخنة كلها ترتبط بالتعيينات، وسط غموض يكتنف مصير الآلية التي صرف الوزراء ساعات وساعات لإقرارها. أما تعيين الحاكم الجديد لمصرف لبنان، فإن إسم كريم سعيد يتقدّم، لكن الأمور قد لا تكون نضجت كفاية لإقرارها اليوم، بانتظار مفاوضات الساعات المقبلة.

وفيما تنشغل الأوساط بالأسماء المطروحة، تشير معلومات "الأنباء" الإلكترونية إلى أنَّ الرئيس عون يرفض بقاء منصب بهذه الأهمية شاغراً، وهو يتوجه لدعم وصول كريم سعيد الى الحاكمية، بينما سلام يرفض هذا الاسم، في وقت يبدو التوجه قائماً لتعيين حاكم لمصرف لبنان قبل نيسان المقبل للمشاركة في اجتماعات البنك الدولي المقررة في العشرين منه.

وفي معلومات خاصة بجريدة "الأنباء"، فإنَّ الزوبعة التي أثارها تسريب اقتراح وزير الاعلام المحامي د. بول مرقص تعيين أعضاء مجلس إدارة تلفزيون لبنان، ساهمت إلى حد بعيد بعد صدور التوضيحات من رئاسة مجلس الوزراء ومن مكتب الوزير مرقص في سحب ملف تعيين مجلس الادارة عن جدول أعمال جلسة اليوم، ويبدو أنه لتجنب اللجوء إلى التصويت في مجلس الوزراء على اسم الحاكم الجديد لمصرف لبنان، فإن التوجه يبدو إلى سحب هذا البند أيضاً.

عون: العمل سيتواصل لإعادة الثقة

توازياً، التقى الرئيس عون الموفد الفرنسي جان ايف لدريان في قصر بعبدا بحضور السفير الفرنسي في لبنان هيرفيه ماغرو، ولفتَ عون إلى أنه سيبحث مع الرئيس ماكرون في المواضيع ذات الاهتمام المشترك، وفي تعزيز العلاقات اللبنانية - الفرنسية وتطويرها في المجالات كافة، مشدداً بان موضوع الإصلاحات يأتي ضمن أولوية اهتماماته بالتوازي مع اعادة اعمار البلدات والقرى التي دمرها القصف الاسرائيلي خلال الحرب الاخيرة.

الرئيس عون أشار الى ان العمل سيتواصل من اجل اعادة الثقة في الداخل اللبناني ومع الخارج لاسيما بوجود فرصة متاحة لذلك يجب الاستفادة منها وابرزها الدعم الفرنسي للبنان والتحرك الذي يقوده ماكرون في هذا الاطار.

نوايا خبيثة لعرقلة الدولة

في السياق، تخوّفت مصادر سياسية في حديث لجريدة "الانباء" الالكترونية من نوايا خبيثة تعمل على عرقلة مسيرة الدولة وإحلال الفوضى مكانها، مشيرةً إلى أن لا رابط بين زيارة الموفد الفرنسي لودريان وكلام أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم الأخير.

المصادر لفتت إلى خطاب قاسم الأخير متسائلةً عن أي انتصار يتحدث في وقت ما تزال فيه اسرائيل تحتل مواقع من لبنان وتقوم بضرب أي تحرك يقوم به حزب الله في جنوب الليطاني وشماله وفرض معادلة بيروت مقابل المطلة، واصفةً كلام قاسم واشادته بايران بأنه انعكاس للخلافات القائمة داخل حزب الله.

في الإطار، ذكّرت المصادر قاسم بموافقة حزب الله على وقف اطلاق وتطبيق اتفاق 1701 بكل مندرجاته، وأي كلام خارج هذه المعادلة لا قيمة له بعد التوقيع على وقف اطلاق النار في تشرين الثاني الماضي.

جدة بدلاً من دمشق

بالتوازي، وبعد أن كان مقرراً لقاء وزير الدفاع اللبناني ميشال منسى نظيره السوري مرهف ابو نصرة في دمشق امس الاربعاء للبحث في الملفات الامنية العالقة بين لبنان وسوريا، كشفت مصادر امنية لجريدة الانباء الالكترونية عن وساطة سعودية لمعالجة هذا الملف الشائك، وبناء عليه تم تاجيل اللقاء ليعقد اليوم في جدة بحضور ممثل عن وزارة الدفاع السعودي للمساعدة على حل هذه الخلافات وفتح صفحة جديدة بين البلدين.

 

 

"الشرق": اكد رئيس مجلس الوزراء نواف سلام ان الضغط الدولي والعربي الديبلوماسي على اسرائيل لوقف الاعتداءات لم يستنفد، مشيرا الى انه لا احد يريد التطبيع مع اسرائيل في لبنان وهو مرفوض من قبل كل اللبنانيين.

ولفت الى ان هدف زيارة المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان هو البحث في اعادة الاعمار.

كلام رئيس الحكومة جاء خلال استقباله امس في السراي وفدا من مجلس نقابة المحررين برئاسة جوزيف القصيفي الذي قال بعد اللقاء: «‏تشرفنا اعضاء مجلس نقابة محرري الصحافة اللبنانية وانا بلقاء دولة رئيس مجلس الوزراء القاضي الدكتور نواف سلامة ، وكان حديث عن الأوضاع العامة في البلاد وما تواجه من تحديات على مختلف الأصعدة، وأكد دولته أمامنا أن الوضع في الجنوب مقلق في ظل مواصلة الاعتداءات الاسرائيلية، خصوصا بعد عملية إطلاق الصواريخ الأسبوع الماضي ، مشيرا إلى الاستمرار في الضغط الدولي والعربي على إسرائيل لوقف الاعتداءات ولم نستنفد كل وسائل الظغط السياسي والديبلوماسي» . واضاف سلام :»أن النقاط الخمس التي تتمسك اسرائيل بالبقاء فيها لا قيمة لها عسكريا ولا امنيا سوى ابقاء ضغطها غلى لبنان قائما.» وشدد سلام على ان لا احد يريد التطبيع مع اسرائيل في لبنان وهو مرفوض من كل اللبنانيين.

وحول الوضع الداخلي جدّد الرئيس سلام التعهد بالاصلاح المالي والسياسي الذي يحتاج الى وقت، مركزا على استقلالية القضاء الذي سيحال المشروع المتعلق به الى مجلس النواب قريباً للبت به.

وتمسك الرئيس سلام بآلية التعيينات التي اقرها مجلس الوزراء والتي ستبدأ طلائعها مع تعيين رئيس مجلس الإنماء والاعمار، مؤكدا ان كل التعيينات يجب ان تمر عبر هذه الالية، التي تسمح باصلاح الادارة بعيدا عن كل التجاذبات السياسية،

وردا على سؤال لفت الرئيس سلام الى ان «حزب ‹الله لديه جمهوره ونوابه وتمثيله، وما قلته مؤخرا هو ان فكرة معادلة» الجيش والشعب والمقاومة «هي التي انتهت لانها لم تذكر في البيان الوزاري الذي يشدد على حصرية السلاح بيد الدولة.

لقاءات

كما استقبل الرئيس سلام قائد قوة الأمم المتحدة الموقتة في لبنان – اليونيفيل الحنرال ارولدو لاثارو على رأس وفد. واستقبل الرئيس سلام النواب: بلال عبد الله، وضاح الصادق، سجيع عطية،عبد الرحمن البزري، فادي علامة، اديب عبد المسبح، عماد الحوت وعلي المقداد. كما التقى الرئيس سلام وفدا من نقابة المالكين برئاسة النقيب باتريك رزق الله ثم وفدا من رابطة المودعين . كذلك استقبل الرئيس سلام رئيس مجلس ادارة طيران الشرق الاوسط محمد الحوت وعرض معه اوضاع الشركة.

حيدر: الحكومة ستجري تعيينات إدارية

إلى جانب تعيين حاكم جديد للمركزي

أعلن وزير العمل محمد حيدر في حديث الى «صوت كل لبنان»، ان «جلسة مجلس الوزراء المقررة غدا، ستصدر تعيينات إدارية الى جانب تعيين حاكم جديد لمصرف لبنان. وقال: «قمنا بجلستين مطولتين لإقرار الآلية التي تم اعتمادها في سلة التعيينات الجديدة بهدف إنجاحها، وبدأنا مع بعض الوزارات بالتحضير لها ودراسة الملفات وسنعلن عنها في الوقت المناسب». وأشار الى «البدء بسماع التعيينات قريبًا جدًا حسب الآلية الجديدة التي أقرّت بما يضمن عدم وجود محاصصة». وعن ملف الرواتب والأجور وتعويضات نهاية الخدمة، أكد حيدر انه يتابع «الموضوع مع الجهات المعنية على ان يعقد الأسبوع المقبل، اجتماع مع لجنة المؤشر لمراجعة وجوجلة الأفكار ووضع خطة لدراستها بشكل دقيق، لكي لا تؤثر على ميزانية الدولة ولتجنب الوقوع في أزمة اقتصادية».

 

 

 "الشرق الأوسط": طالب الرئيس اللبناني، جوزيف عون، رعاة اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل، بـ«الضغط على إسرائيل للالتزام به حفاظاً على صدقيتهم، وضماناً لتنفيذ ما اتُّفق عليه لإعادة الاستقرار ووقف الأعمال العدائية»، في وقت أكد فيه رئيس الحكومة نواف سلام أن الضغط الدولي والعربي الدبلوماسي على إسرائيل لوقف الاعتداءات لم يستنفد.

واستقبل الرئيسُ اللبناني المبعوثَ الرئاسي الفرنسي، جان إيف لودريان، الذي جال في بيروت على المسؤولين، قبل يومين من استقبال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الرئيس عون. وأبلغ عونُ المبعوثَ الفرنسي أنه يتطلع إلى لقاء الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الجمعة المقبل في باريس؛ «لشكره مجدداً على الدور الذي يلعبه في دعم لبنان ومساعدته على النهوض من جديد، لا سيما على دوره الشخصي في تسهيل إنجاز الاستحقاق الرئاسي». وأكد الرئيس عون للموفد الرئاسي الفرنسي أنه سيبحث مع الرئيس ماكرون الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وتعزيز العلاقات اللبنانية - الفرنسية وتطويرها في المجالات كافة.

ولفت الرئيس عون إلى أن موضوع الإصلاحات يأتي في أولوية اهتماماته بالتوازي مع إعادة إعمار البلدات والقرى التي دمرها القصف الإسرائيلي خلال الحرب الأخيرة، مشيراً إلى أن العمل سيتواصل «من أجل إعادة الثقة في الداخل اللبناني، ومع الخارج، لا سيما مع وجود فرص متاحة، لذلك تجب الاستفادة منها؛ أبرزها الدعم الفرنسي للبنان والتحرك الذي يقوده الرئيس ماكرون في هذا الإطار».

الإصلاحات وملف الجنوب

وأكد عون أنه مصمم مع الحكومة على تجاوز الصعوبات التي يمكن أن تواجه مسيرة الإصلاح في البلاد بالمجالات الاقتصادية والمصرفية والمالية والقضائية، وإيجاد الحلول المناسبة بالتعاون مع الأطراف المعنيين، مشيراً إلى أن الاجتماعات بدأت مع «صندوق النقد الدولي» لـ«درس الخطوات المناسبة لتحقيق الإصلاحات المطلوبة التي نريدها في لبنان قبل أن تكون مطلباً للمجتمع الدولي».

وقال الرئيس عون إن الإجراءات التي ستتخذ على الصعيد الإداري «سوف تعطي رسالة إيجابية للداخل اللبناني والخارج».

وتناول البحث الوضع في الجنوب، فأشار الرئيس عون إلى «استمرار الاعتداءات الإسرائيلية خلافاً للاتفاق الذي جرى التوصل إليه في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، فضلاً عن استمرار احتلال (التلال الخمس)، وعدم إطلاق سراح الأسرى اللبنانيين الذين احتجزتهم إسرائيل خلال الحرب الأخيرة»، لافتاً إلى «ضرورة عمل رعاة الاتفاق على الضغط على إسرائيل للالتزام به حفاظاً على صدقيتهم، وضماناً لتنفيذ ما اتُّفق عليه لإعادة الاستقرار ووقف الأعمال العدائية». وتطرق البحث إلى الوضع على الحدود اللبنانية - السورية.

سلام

وبعد لقائه الرئيس عون، توجه لودريان والسفير الفرنسي والوفد المرافق إلى السراي الحكومي للقاء رئيس الحكومة، نواف سلام، وجرى البحث في إعادة الإعمار والمؤتمر الذي تنوي فرنسا عقده بهذا الخصوص، والإصلاحات التي باشرتها الحكومة اللبنانية، إضافة إلى استعراض المستجدات السياسية الراهنة.

وكان سلام أكد، صباحاً، خلال استقباله وفداً من مجلس نقابة المحررين أن «الضغط الدولي والعربي الدبلوماسي على إسرائيل لوقف الاعتداءات لم يستنفد»، وأضاف: «النقاط الخمس التي تتمسك إسرائيل بالبقاء فيها لا قيمة لها عسكرياً ولا أمنياً سوى إبقاء ضغطها على لبنان قائماً». وشدد الرئيس سلام على أنه لا أحد يريد التطبيع مع إسرائيل في لبنان، وأنه مرفوض من كل اللبنانيين.

ولفت إلى أن هدف زيارة المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان هو البحث في إعادة الإعمار، «خصوصاً أن لبنان يعمل مع فرنسا و(البنك الدولي) وكبار الدول المساهمة لتحصيل الدعم اللازم»، كاشفاً عن أنه «في نهاية الشهر المقبل يفترض إقرار مبلغ الـ250 مليون دولار الذي خصصه (البنك الدولي) لهذا الملف، وبعد ذلك يفترض عقد مؤتمر لجمع مبلغ مليار دولار».

وكان رئيس مجلس النواب، نبيه بري، استقبل الموفد الرئاسي الفرنسي، وتناول اللقاء تطورات الأوضاع في لبنان والمنطقة، والمستجدات السياسية والعلاقات الثنائية بين لبنان وفرنسا.

وزارة الخارجية

في وزارة الخارجية، التقى لودريان الوزير يوسف رجي، واستُعرضت الأوضاع الأمنية والسياسية في لبنان، والتحضيرات الجارية لزيارة عون إلى باريس. وجرى التداول في التصعيد الإسرائيلي الخطير والمستمر في الجنوب، والمساعي التي تبذلها فرنسا لتنفيذ إعلان وقف الأعمال العدائية، بصفتها إحدى الدول الراعية له، بالإضافة إلى أنها عضو في اللجنة الخماسية المكلفة مراقبة تطبيقه.

وجدد رجّي التشديد على «وجوب انسحاب إسرائيل الفوري والكامل وغير المشروط من الأراضي اللبنانية، ووقف عدوانها، والالتزام بتنفيذ إعلان وقف الأعمال العدائية وقرار مجلس الأمن رقم (1701)».

بدوره، أكد لودريان دعم فرنسا المستمر للبنان ولتحقيق الاستقرار فيه، وأثنى على «خطاب القَسَم» لرئيس الجمهورية والرؤية التي تضمنها بشأن لبنان، وعلى جديّة عمل الحكومة اللبنانية، منوهاً بأهمية «الحفاظ على الزخم الدولي الذي واكب العهد الجديد وتشكيل الحكومة، عبر تنفيذ الإصلاحات اللازمة والحفاظ على وحدة اللبنانيين، وذلك من أجل تعزيز ثقة المجتمع الدولي والعربي بلبنان وجذب الاستثمارات إليه».

 

 

 

 

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : الصحف اللبنانية