افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 29 مارس 2025
الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Mar 29 25|09:13AM :نشر بتاريخ
"النهار":
وانعكست هذه التطورات الصادمة المتلاحقة توتراً وقلقاً ليس على عون وحده إنما على ماكرون الذي بدت عليه علامات الامتعاض فأكد تفعيل الاتصالات مع واشنطن وإسرائيل لفرملة التدهور الامني. في حين جاء خطاب عون حازماً لجهة الاصرار على تخطي العقبات ومن يرفعها لمنع قيام لبنان وتقدمه. كما لفت المسؤولين الفرنسيين قوله ان لا براهين عن ان "حزب الله" يقف خلف اطلاق الصواريخ. وأعلن الرئيس الفرنسي تضامنه مع أهالي بيروت بعد الاستهداف الإسرائيلي. وأكد، في المؤتمر الصحافي المشترك مع رئيس الجمهورية جوزف عون، بعد لقائهما في قصر الإليزيه، أن "فرنسا تقف إلى جانب لبنان لأنّها تدرك حجم التحديات التي يعيشها والمساعدات تركّز على إعادة دورة المؤسسات لأنّ هذا هو المفتاح للحصول على المساعدات من المجتمع الدولي". ووعد ماكرون بالاتصال بالرئيس ترامب ونتنياهو لبحث الوضع والعمل على تمكين لجنة المراقبة من القيام بعملها حسب الاتفاق في تشرين الثاني الماضي.وقال أن "التوتر على جانبي خط الأزرق نقطة تحوّل وفرنسا باقية إلى جانب لبنان للحفاظ على السيادة ولضمان الأمن بشكلٍ كامل ولتنفيذ وقف إطلاق النار الذي جرى التوصّل إليه مع إسرائيل. وسنقدّم اقتراحات عملية وواقعية آخذين في الاعتبار توقعات لبنان والإسرائيليين واقترحنا أن تنتشر قوات من “اليونيفيل” في المناطق الحساسة في الجنوب بالتنسيق مع الجيش وبإشراف هيئة الرقابة". واكد ان "على الجيش الإسرائيلي الانسحاب من النقاط الـ5 في الجنوب، والضربات على بيروت غير مقبولة".
من جهته، قال الرئيس عون: "من البديهي أن نعلن ادانتنا الشديدة ورفضنا لاي اعتداء على لبنان كما اي محاولة مشبوهة لاعادة العنف واناشد من هنا جميع اصدقاء لبنان لوقف التدهور ومساعدة لبنان على تطبيق كامل القرارات الدولية على كامل أراضينا". أضاف: "قررنا الا نسمح ان تتكرر الحرب اللبنانية ولذلك ثمة مقتضيات مطلوبة منا كلبنانيين وكدولة اولا ان نبني دولة قوية سيدة يحميها جيشها وقواها الرسمية وتوافق ابنائها، فلبنان لسوء الحظ يحمل اليوم ارقاما قياسية عالمية غير مسبوقة، أعلى نسبة لاجئين واكبر ازمة نقدية طاولت المصارف الخاصة والمصرف المركزي والمودعين".
سلام واجتماع امني وفي الوقت نفسه رأس في بيروت رئيس الحكومة نواف سلام اجتماعًا أمنياً عاجلاً بحث التطورات، حضره وزير الدفاع اللواء ميشال منسى، المدير العام للامن العام اللواء حسن شقير، الأمين العام للمجلس الأعلى للدفاع اللواء محمد المصطفى، مدير المخابرات العميد طوني قهوجي ومدير مكتب التعاون والتنسيق في الجيش اللبناني العميد ميشال بطرس.
ودان سلام الاستهداف الإسرائيلي الذي طاول الضاحية الجنوبية لبيروت، واصفاً إياه بالتصعيد الخطير. وشجب الاعتداءات الإسرائيلية التي تطال المدنيين والمناطق السكنية الآمنة التي تنتشر فيها المدارس والجامعات، مشدداً على وجوب وقف الخروقات الإسرائيلية الدائمة للترتيبات الخاصة بوقف الأعمال العدائية، وعلى ضرورة الانسحاب الكامل من النقاط التي لا زالت تحتلها إسرائيل بأسرع وقت ممكن. كما حذّر مجدداً من تجدد العمليات العسكرية على الحدود الجنوبية. وأجرى الرئيس سلام اتصالاً بقائد الجيش العماد رودولف هيكل، للاطلاع على حقيقة الوضع في الجنوب، وطلب منه التحرك السريع لإجراء التحقيقات اللازمة لكشف الجهات التي تقف خلف العملية اللامسؤولة في إطلاق الصواريخ، التي تهدد أمن لبنان واستقراره. وطالب بتكثيف الجهود للتحري عن الفاعلين وتوقيفهم وإحالتهم إلى القضاء المختص. وشدد على ضرورة منع تكرار مثل هذه الأفعال العبثية. مع التأكيد على وجوب استكمال الإجراءات التي يتخذها الجيش اللبناني لحصر السلاح بيد الدولة.
اورتاغوس وفي موقف أميركي من هذه التطورات أعتبرت نائبة مبعوث الرئيس الأميركي دونالد ترامب الى الشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس أن "اتفاق وقف النار تم خرقه من قبل لبنان وعلى الحكومة اللبنانية لجم المجموعات الإرهابية التي تطلق الصواريخ، فالجيش اللبناني الذي ندعمه لا يعمل بشكل كاف بمواجهة المجموعات التي تطلق الصواريخ". وشددت أورتاغوس في حديث تلفزيوني على أن "واشنطن تشجع على المفاوضات الدبلوماسية بين لبنان وإسرائيل"، واعتبرت أن "على الحكومة ( اللبنانية) العمل على وقف إطلاق الصواريخ من لبنان عوضا عن لوم إسرائيل".
وجددت التأكيد على رفض توسيع الحرب بين لبنان وإسرائيل، وقالت إن" انسحاب إسرائيل من النقاط الـ5 يجب أن يتم بالمفاوضات، وعلى حزب الله التخلي عن سلاحه بشكل كامل فلبنان لم يكن ليدخل الحرب لولا إيران وحزب الله فيما نؤكد ما قاله الرئيس اللبناني أن لا سلاح سوى بيد الجيش".
وأوضحت أن "العقوبات الأخيرة التي فرضناها اليوم (امس) على حزب الله هدفها إضعاف قدراته".
وقالت: "نتطلع أن نرى إصلاحات إقتصادية حقيقية في لبنان، وهدفنا أن نرى في لبنان إصلاحات إقتصادية ووقف تسليح حزب الله".
"الأخبار":
تحتَ أنظار اللجنة الخماسية العربية – الدولية المُسيطرة على المسار السياسي الداخلي بكل مفاصله، و«الخماسية» الدولية – الأممية الراعية لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، يمضي العدو في سياسة الاستفزاز ومحاولة تكريس معادلة «اليد الطويلة»، بقصد التحكّم بخيوط اللعبة في لبنان وبالإمرة الإستراتيجية ومفاتيح السيطرة، وتنفيذ استهدافات أينما يشاء ومتى يشاء من دون رادع.
أمس، وعلى أثر انطلاق صواريخ مجهولة الهوية باتجاه مستعمرات شمال فلسطين المحتلة، رفع العدو التصعيد إلى أعلى مستوياته للمرة الأولى منذ انتهاء الحرب باستهدافه الضاحية الجنوبية. حيث نفّذ الطيران المعادي غارة مدمّراً مبنيين في منطقة الحدث، بعد سلسلةٍ من الغارات التحذيريّة، ما أدّى إلى تسوية المبنيين بالكامل على الأرض. ليخرج الناطق باسم جيش الاحتلال زاعماً أن الهجوم «استهدف بنية تحتيّة لتخزين طائرات مُسيّرة لحزب الله تابعة للوحدة الجويّة فيه»، معتبراً أن «إطلاق الصواريخ نحو الجليل يُعدّ خرقاً فاضحاً للتفاهمات وتهديداً مباشراً لمواطني إسرائيل، وتتحمّل الدولة اللبنانيّة مسؤوليّة الحفاظ على الاتفاق».
هذا الاستهداف حمل رسائل في اتجاهات عدّة: أولها أن إسرائيل مصرّة على زعزعة الاستقرار في لبنان، وتحديداً في المناطق التي تعجّ ببيئة المقاومة، في ظل المؤشرات التي تدل على أن إسرائيل أدركت مع الوقت أنها لم تحقّق الأهداف التي وضعتها في الحرب. بينما أرادت سياسياً، دفع السلطة اللبنانية إلى الضغط على «حزب الله» في الداخل لإجباره على تسليم سلاحه، والذهاب في خيارات سياسية تصبّ في صالح إسرائيل، وتحديداً في ما يتعلق بتدشين مسار التطبيع وإلّا العودة إلى الحرب.
وتزامنت التطورات، مع وصول رئيس الجمهورية جوزيف عون، إلى باريس، حيث اجتمع مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، قبل أن يتوسّع اللقاء ليشمل أولاً الرئيس الانتقالي في سوريا أحمد الشرع، ثم انضم الرئيس القبرصي كريستودوليديس، ورئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيسرئيس في إطار ما يُسمى «مجموعة شرق المتوسط».
عون طلب وباريس تواصلت مع ويتكوف لمنع تصعيد الاعتداءات الاسرائيلية
وقد سيطر التصعيد الإسرائيلي على لقاء ماكرون وعون، وأخذ حيزاً واسعاً من كلمتيهما بعد الاجتماع، فاعتبر ماكرون أن الضربات الإسرائيلية «غير مقبولة»، وتشكّل «انتهاكاً لوقف إطلاق النار»، وتُعدّ «إجراءات من جانب واحد، كما تنتهك التعهدات الإسرائيلية». كما نبّه ماكرون إسرائيل من «أن الانتهاكات التي تقوم بها، وعدم التزامها بوقف إطلاق النار الذي لعبت فرنسا، إلى جانب الولايات المتحدة، دوراً في التوصل إليه ستأتي بنتائج عكسية لأمن إسرائيل وتخدم حزب الله»، وقال إنه «ليست لديه معلومات في هذه المرحلة تفيد بشن حزب الله ضربات». فيما جزم الرئيس عون بعدم وجود أي علاقة لـ«حزب الله» بالصواريخ، ووعد بأنه «سيكون هناك تحقيق في مصدر عمليات إطلاق الصواريخ»، وسارع إلى تأكيد أن «كل شيء يشير إلى أنه ليس حزب الله وأن الأخير ليس مسؤولاً عن الهجمات».
وعُلم أن عون طالب فرنسا والولايات المتحدة الأميركية بالضغط على إسرائيل لمنعها من التصعيد، وقامت باريس بالتواصل مع ستيف ويتكوف، مبعوث الرئيس دونالد ترمب إلى الشرق الأوسط، ونائبته مورغان أورتاغوس، من أجل الضغط على إسرائيل لوضع حد للتصعيد.
وفي بيروت، ترأّس رئيس الحكومة نواف سلام، اجتماعاً أمنياً عاجلاً لبحث التطورات، وأدان الاستهداف الإسرائيلي الذي طاول الضاحية الجنوبية لبيروت، واصفاً إياه بالتصعيد الخطير، وطالب سلام بتكثيف الجهود للتحرّي عن الفاعلين وتوقيفهم وإحالتهم إلى القضاء المختص. وشدّد على «ضرورة منع تكرار مثل هذه الأفعال العبثية، مع التأكيد على وجوب استكمال الإجراءات التي يتخذها الجيش اللبناني لحصر السلاح بيد الدولة».
وفي أول موقف للحزب بعد الغارة، أُعلن عن إلغاء الاحتفال بـ«يوم القدس» الذي كان حدّده بعد ظهر أمس الجمعة، وكان سيتحدّث فيه الأمين العام الشيخ نعيم قاسم عبر الشاشة. ونقلت العلاقات الإعلاميّة في حزب الله تأكيد الحزب «التزامه باتفاق وقف إطلاق النار»، نافياً «أي علاقةٍ له بالصواريخ التي أُطلقت من جنوب لبنان باتجاه شمال فلسطين المحتلّة».
رعد: ادّعاء حصرية قرار الحرب والسلم مجافاة للحقيقة
أدان رئيس كتلة الوفاء للمقاومة، النائب محمد رعد، بشدة العدوان الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت وكل لبنان، معتبراً أن «هذا الهجوم يشكّل انتهاكاً سافراً للسيادة اللبنانية».
وأشار رعد إلى أن «المقاومة التي وافقت على إعلان وقف إطلاق النار تلتزم به»، داعياً في الوقت نفسه الدولة إلى القيام بواجبها في ردع العدو الإسرائيلي والحفاظ على أمن البلاد. وأضاف أن «المقاومة تدعو الحكومة إلى تعزيز التضامن الوطني في مواجهة العدوان الإسرائيلي والعمل على توحيد الصفوف في هذا الإطار». كما أكدّ رعد أن «الحكومات قد تذهب مع الزمن، لكنّ المعادلات التي يضعها الشهداء في ميادين المقاومة تخلد إلى ما بعد التاريخ»، مشدداً على أن «من يدّعي في لبنان أنه يملك حصراً قرار الحرب والسلم فهو يجافي الواقع والحقيقة».
ترامب ينصح نتنياهو بتجنّب بيروت | أورتاغوس: المسؤولية على لبنان
أفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت» بأنّ «الرئيس الأميركيّ دونالد ترامب طلب إلى رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيليّ بنيامين نتنياهو عدم استهداف العاصمة بيروت أو المرافق الحيويّة من مطارٍ ومرفأٍ وشركة الكهرباء».
وكان وزير الحرب الإسرائيليّ يسرائيل كاتس قد رفع منسوب التهديد، بعد مزاعم إسرائيل رصد إطلاق صواريخ من لبنان، مُعلناً أنّه «إذا لم ينعَم سكان كريات شمونة والجليل بالهدوء فلن يكون هناك هدوءٌ في بيروت».
لكنّ هذه التسريبات لا تخفي حقيقة الموقف الأميركي، حيث لا توفّر واشنطن فرصة لتأكيد انحيازها الأعمى إلى كيان الاحتلال. فقد أشارت نائبة المبعوث الأميركي للشرق الأوسط، مورغان أورتاغوس مساء أمس، إلى أنه «لا يمكن القول إنّ إسرائيل تنتهك اتفاق وقف إطلاق النار مع لبنان»، داعيةً السلطات اللبنانية إلى «تحمّل مسؤولياتها بدلاً من إلقاء اللوم على إسرائيل». واستغلّت أورتاغوس التصعيد الإسرائيلي للضغط على الدولة اللبنانية مذكّرة بـ«أنّ الوقت قد حان لتفعيل الدبلوماسية بين إسرائيل ولبنان»، مؤكّدةً أنّ الولايات المتحدة تشدّد على «ضرورة نزع سلاح حزب الله بالكامل». وكان موقع «أكسيوس» قد نقل عن مصادر أن «أورتاغوس أجرت محادثات مع مسؤولين في الدولة اللبنانية وأكّدت على دعم إسرائيل وتجنّب التصعيد معها».
"الجمهورية":
في الوقت الذي كان يحطّ فيه رئيس الجمهورية جوزاف عون في زيارة رسمية وصفت بالبالغة الأهمية إلى باريس، شهد لبنان أمس، يوماً اختلطت فيه كل عوامل التوتر والقلق، جراء الرفع المريب في وتيرة التصعيد الإسرائيلي الذي طال بغارات الطيران الحربي والمسيّر مناطق واسعة من الجنوب اللبناني، ووصل إلى الضاحية الجنوبية في أوسع استهداف منذ اتفاق وقف إطلاق النار. وفيما استنفرت المستويات الرسمية على اختلافها ديبلوماسياً لوقف العدوانية الإسرائيلية المتمادية على لبنان ونكثها باتفاق وقف إطلاق النار، برز تحذير أممي عبّرت عنه منسقة الأمم المتحدة جينين هينيس بلاسخارت، اعتبرت فيه “أنّ الوضع في لبنان والمنطقة حرج، ويجب تجنّب توسّع الصراع بأي ثمن”. فيما اعتبر المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك انّ الغارة على الضاحية تصعيد خطير للغاية”. وطالب الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش المجتمع الدولي “بدعم حكومة لبنان وجيشه لضمان سيادة البلاد وأمن إسرائيل بشكل كامل”.
زيارة عون
وقد طغى هذا الحدث على لقاء الرئيس عون بالرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، حيث تشاركا القلق. فأكّد رئيس الجمهورية “الإصرار على تخطّي العقبات ومن يرفعها لمنع قيام لبنان”. مشدداً أن “لا براهين عن انّ “حزب الله” يقف خلف اطلاق الصواريخ”. وقرن ماكرون امتعاضه مما جرى بتأكيده على تفعيل الاتصالات مع واشنطن والدول الفاعلة لفرملة التدهور الأمني. فيما أبدى الرئيس الفرنسي تضامنه مع أهالي بيروت بعد الاستهداف الإسرائيلي وأكد أن فرنسا تقف الى جانب لبنان.
ورأى أنّ “التوتر على جانبي خط الأزرق نقطة تحوّل. وفرنسا باقية إلى جانب لبنان للحفاظ على السيادة ولضمان الأمن بشكلٍ كامل ولتنفيذ وقف إطلاق النار الذي جرى التوصّل إليه مع إسرائيل. وسنقدّم اقتراحات عملية وواقعية آخذين في الاعتبار توقعات لبنان والإسرائيليين. واقترحنا أن تنتشر قوات من “اليونيفيل” في المناطق الحساسة في الجنوب بالتنسيق مع الجيش وبإشراف هيئة الرقابة”. وختم: “على الجيش الإسرائيلي الانسحاب من النقاط الـ5 في الجنوب، والضربات على بيروت غير مقبولة”.
عون
واما الرئيس عون فقال: “من البديهي أن نعلن إدانتنا الشديدة ورفضنا لأي اعتداء على لبنان كما اي محاولة مشبوهة لإعادة العنف. وأناشد من هنا جميع اصدقاء لبنان لوقف التدهور ومساعدة لبنان على تطبيق كامل القرارات الدولية على كامل أراضينا”.
أضاف: “قرّرنا الّا نسمح أن تتكرّر الحرب اللبنانية، ولذلك ثمة مقتضيات مطلوبة منا كلبنانيين وكدولة، اولاً أن نبني دولة قوية سيّدة يحميها جيشها وقواها الرسمية وتوافق أبنائها، فلبنان لسوء الحظ يحمل اليوم ارقاماً قياسية عالمية غير مسبوقة، أعلى نسبة لاجئين وأكبر أزمة نقدية طاولت المصارف الخاصة والمصرف المركزي والمودعين”. وتابع: “سيادة دولتنا على أرضنا هو مسار ضروري ودقيق في آن قرّرنا المضي به، ونتطلّع إليكم لشرح الحساسيات والمقتضيات للعالم أجمع بحيث نطبّق القرارات الأممية ذات الصلة. السلام لا يكون الّا على العدالة، والحديث بيننا لا ينتهي. لذلك أكتفي بكلمة واحدة اختصر بها آلاف الكلمات”.
وكان الرئيسان عون وماكرون قد بدآ اجتماعهما في الإليزيه باتصال مباشر عبر تطبيق “زوم” مع الرئيس السوري أحمد الشرع، وانضمّ الرئيس القبرصي ورئيس وزراء اليونان إلى محادثات مشتركة لبنانية-فرنسية-يونانية-قبرصية.
وأكّد الرئيس عون خلال الاتصال مع الرئيس السوري في حضور ماكرون “ضرورة التنسيق بين البلدين من أجل معالجة المسائل العالقة، ولاسيما موضوع الحدود المشتركة”، كما اكّد “ضرورة الاستفادة من المساعدة الفرنسية لإيجاد حل سريع لقضية عودة النازحين السوريين إلى بلادهم كي يعيشوا بكرامة، وأي عقبات وصعوبات يمكن إيجاد حل لها بالتعاون”.
واشنطن لسحب السلاح
وأكدت وزارة الخارجية الأميركية أنه “على حكومة لبنان مسؤولية نزع سلاح حزب الله والمنظمات الإرهابية لمنع هجمات مشابهة مستقبلا، لافتة الى أننا “سنستمر في زعزعة منظومة حزب الله المالية لحرمانه من الأموال أو استخدام النظام المالي الدولي. وذكرت الخارجية أننا “نتوقع من الجيش اللبناني نزع سلاح الجماعات المسلحة. ولاسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها إزاء أي هجمات تتعرص لها”.
وفي وقت سابق من يوم أمس، ذكرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية تامي بروس، أن “أميركا أدرجت شبكة لبنانية على لائحة العقوبات تدعم الفريق المالي لحزب الله، الذي يشرف على مشاريع تجارية وشبكات تهريب نفط تدرّ إيرادات لحزب الله.
وكان لافتاً في هذا السياق، إعلان نائبة المبعوث الأميركي مورغان اورتاغوس أنّ التصعيد مصدره لبنان، وقالت: “اتفاق وقف النار تمّ خرقه من قبل لبنان، وعلى الحكومة اللبنانية لجم المجموعات الإرهابية التي تطلق الصواريخ، فالجيش اللبناني الذي ندعمه لا يعمل بشكل كافٍ بمواجهة المجموعات التي تطلق الصواريخ”. ولفتت إلى أنّ “واشنطن تشجع على المفاوضات الديبلوماسية بين لبنان وإسرائيل”، زاعمة أنّه “على الحكومة العمل على وقف إطلاق الصواريخ من لبنان عوضاً عن لوم إسرائيل”. وشدّدت على سحب سلاح “حزب الله”، وقالت انّ انسحاب اسرائيل من النقاط الخمس يتمّ عبر المفاوضات”.
وفيما استنكرت الخارجية الإيرانية “إجراءات الكيان الصهيوني الإجرامية التي تنتهك سيادة لبنان ووحدة أراضيه”، أعلنت الخارجية المصرية عن اتصالات عاجلة مع الأطراف الإقليمية والدولية لوقف التصعيد الإسرائيلي في لبنان. كذلك أكّدت الخارجية الفرنسية “اننا نتابع بقلق تصاعد الضربات الإسرائيلية على لبنان وندين إطلاق الصواريخ من أراضيه على إسرائيل”.
مسلسل مستمر
إلى ذلك، اكّد مصدر سياسي رفيع لـ”الجمهورية”، انّ عدوان الأمس يندرج في سياق مسلسل عدواني متواصل بوتيرة متصاعدة افتعلتها اسرائيل قبل اسابيع، في سياق ضغط عسكري مكثف بهدف تحقيق مكاسب سياسية مع لبنان.
ولفت المصدر المسؤول إلى انّ نذر القلق من تطورات أمنية تبدّت بعد طرح الأميركيين والإسرائيليين فكرة تشكيل ثلاث لجان حول الحدود والأسرى والنقاط الخلافية الـ13 على الخط الأزرق، والتي اقترنت بخطوتين اميركيتين مفاجئتين، الأولى؛ حينما فاجأ رئيس لجنة مراقبة وقف إطلاق النار الجنرال جاسبر جيفرز، أعضاء اللجنة في اجتماعهم الاخير بأنّ هذا الاجتماع ربما يكون الاخير الذي تعقده اللجنة، باعتبار انّه سيصار إلى تشكيل ثلاث لجان سيتوزع العمل عليها، وهذه الفكرة لم يكن الممثل الفرنسي في اللجنة في جوّها، فيما برز موقف لافت لقائد “اليونيفيل” الذي اكّد “أننا امام مهمّة محدّدة يجب أن نقوم بها”. واما الخطوة الثانية فتجلّت باتصال “غير ودود”، أجراه مسؤول اميركي (اورتاغوس) بكبار المسؤولين في لبنان، يطلب فيه استجابة لبنان لفكرة تشكيل اللجان الثلاث، والدخول في مفاوضات مع الجانب الإسرائيلي، وانّ عدم الاستجابة قد تفتح الوضع على تطورات تعود معها أجواء التوتر والتصعيد”.
وإذ لاحظ المصدر تزامناً بين العدوان وبين الزيارة المرتقبة لاورتاغوس إلى بيروت، قال: “إسرائيل بدأت بممارسة ضغط كبير على لبنان لدفعه إلى مفاوضات مباشرة حول ترتيبات معينة تفضي إلى امر واقع جديد على الحدود. تبدّت نذرها في زيارة قام بها مسؤول أممي إلى اسرائيل في الآونة الأخيرة والتقى الوزير المقرّب من نتنياهو رون ديرمر، الذي حمّل المسؤول الإسرائيلي المسؤول الأممي رسالة إلى الجانب اللبناني يطلب فيها الدخول في مفاوضات، ليست عسكرية، بل بمفاوضات على مستواه السياسي، كونه هو سيشارك شخصياً في المفاوضات، كما أبلغ إلى المسؤول الأممي”.
ولفت المصدر المسؤول إلى انّ الجانب اللبناني رفض فكرة تشكيل اللجان، وكذلك المفاوضات، معلناً التزامه باتفاق وقف اطلاق النار والتقيّد الكامل بمندرجات القرار 1701، وبموقفه الثابت لناحية رفض المفاوضات المباشرة، ورفض الانخراط في أي مسار يفضي إلى التطبيع مع اسرائيل، وكذلك التمسك بالاتفاق الذي تعهّدت الولايات المتحدة الاميركية بتنفيذه وينص على وقف اطلاق النار، وانسحاب إسرائيل وانتشار الجيش اللبناني جنوب الليطاني وإطلاق الأسرى اللبنانيين، وكل ما نصّ عليه الاتفاق ضربته إسرائيل ولم تلتزم به. كما رفض لبنان فكرة تشكيل اللجان واعتبره اقتراحاً غير قابل للبحث، باعتبار انّ مجرّد القبول به يعني الموافقة على الإطاحة ليس باتفاق وقف إطلاق النار فقط يل الإطاحة بالقرار 1701″.
ضمن هذا السياق، كشفت معلومات موثوقة لـ”الجمهورية”، انّ موضوع الأسرى اللبنانيين كان محل متابعة حثيثة في الفترة الاخيرة واتصالات على اكثر من خط دولي وإقليمي، أفضت إلى قطع مسافة إيجابية كبيرة في اتجاه إنهاء هذا الملف، يقضي بمبادلة الأسرى اللبنانيين بأسيرة إسرائيلية موجودة في العراق. والامور على هذا المسار لم تنتهِ حتى الآن”.
الحزب ملتزم
إلى ذلك، أكّدت مصادر واسعة الاطلاع لـ”الجمهورية” انّ لبنان ملتزم كلياً باتفاق وقف اطلاق النار. وبمعزل عن الصواريخ المشبوهة التي ليس معلوماً أي أيدٍ خبيثة تحرّكها من الخارج، لم يبدر من الجانب اللبناني أي خرق، وهو ما اكّد عليه التقرير الأخير للأمين العام للأمم المتحدة.
اما ما يتعلّق بـ”حزب الله”، تضيف المصادر، فإنّه على التزام أكيد بالاتفاق، ونفّذ المطلوب منه في الاتفاق لناحية إخلاء منطقة جنوب الليطاني من المسلحين ومن أي مظاهر مسلحة، ولم يظهر اي مظهر عسكري منذ الإعلان عن الاتفاق لا جنوبي الليطاني ولا شمالي الليطاني، وهذا ما هو موثق ومتيقن منه من مختلف الجهات المعنية باتفاق وقف اطلاق النار. والجيش اللبناني العامل في منطقة جنوب الليطاني يقوم بمهمّته بصورة دقيقة، ولاسيما في مجال تسلّم الاسلحة، التي يعمل على تفجيرها بصورة علنية في أماكن وجودها”.
قلق من تصعيد
بدوره، أعرب مرجع سياسي عن قلقه من ان “تشهد الامور تدحرجاً خطيراً تفتعله اسرائيل”.
وقال لـ”الجمهورية”: “انّ إسرائيل تحاول انّ تفرض وقائع جديدة مع لبنان، مستغلة ما تشعر به من فائض قوة منحتها ايّاها تداعيات العدوان على لبنان والتطورات المتدحرجة في المنطقة، وتسعى لإلزام لبنان بخطوات تحقق فيها مصلحتها، وهذا الأمر مستمر، وفي ظل التفلّت من أي رقابة دولية او أي رادع جدّي خصوصاً من الولايات المتحدة، فإنّ قلقي كبير من أن تدفع الامور إلى تصعيد كبير كان اخطر تجلّياته بالأمس، وأخشى ان تنزلق الامور أكثر في الآتي من الايام”.
عدوانان
وكان لبنان قد تعرّض بالأمس لعدوانين واضحين يبدوان من عائلة واحدة، تجلّى الاول بالاستهدافات الاسرائيلية الواسعة، بذريعة الصواريخ التي تقول اسرائيل انّها استهدفت المستوطنات. واما الثاني فتجلّى بالصواريخ المشبوهة التي تُطلق من الأراضي اللبنانية، التي تبدو لقيطة لا يتبنّاها احد، ما يسقط شبهات خبيثة على الجهة المجهولة المسؤولة عنها في الداخل او الخارج. وقد تبعتها سلسلة غارات على مناطق جنوبية متعددة مهّدت للغارة على الضاحية الجنوبية باستهداف احد المباني السكنية المحاذي لمدرستين، بثلاثة صواريخ تحذيرية من المسيّرات، تلاها استهداف المبنى بصاروخين ثقيلين من الطيران الحربي ما ادّى إلى تدميره بالكامل مع مبنيين مجاورين له.
تهديد
وهدد رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو “بأننا سنواصل فرض وقف إطلاق النار بالقوة ومهاجمة أي مكان في لبنان يهدّدنا، وسنضمن عودة سكان الشمال بأمان”، معتبراً أنّ “المعادلة تغيّرت، وما حدث في 7 تشرين الأول لن يتكرّر ولن نسمح بأي إطلاق نار على بلداتنا مهما كان”.
وقال نتنياهو: “من لم يستوعب الوضع الجديد في لبنان تلقّى اليوم مثالاً إضافياً على تصميمنا”.
“حزب الله” ينفي
إلى ذلك، أكّد مصدر مسؤول في “حزب الله” أن لا علاقة للحزب بالصواريخ التي أُطلقت من جنوب لبنان ، لافتاً إلى أنّ اطلاق الصواريخ من جنوب لبنان يأتي قي سياق افتعال ذرائع مشبوهة لاستمرار العدوان. وشدّد على التزام الحزب بإتفاق وقف إطلاق النار.
وقال رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد: “إنّ المقاومة تدين بشدة العدوان الصهيوني على الضاحية الجنوبية لبيروت وكل لبنان”، موضحًا أنّ “المقاومة التي وافقت على اعلان وقف اطلاق النار ملتزمة به وعلى الدولة ان تقوم بواجبها في ردع العدو”.
ولفت، في كلمة له خلال احتفال السفارة الإيرانية لمناسبة “يوم القدس العالمي”، إلى أنّ “المقاومة تدعو الحكومة الى تعزيز التضامن الوطني ضدّ العدو الصهيوني”، وقال: “الحكومات هي التي تصبح من الماضي، أما المعادلات التي يرسمها الشهداء فتُخلّد الى ما بعد التاريخ”.
وقال: “العدو هو من يشن العدوان ويواصل الاحتلال، والدولة وحدها لا تملك القدرة على الدفاع عن البلد وحمايته”، مشيرًا إلى أنّ “من تسوقه أوهامه لافتراض انّ المقاومة قد أصبحت من الماضي عليه ان يحذر سكرة السلطة الموقتة”.
"الديار":
خطفت التطورات الامنيةوعمليات القصف الاسرائيلي على الضاحية الجنوبية للمرة الاولى منذ اعلان وقف اطلاق النار في 27 تشرين الثانيالاضواء من امام زيارة الرئيس اللبناني جوزيف عونالى باريس ولقائه الرئيس الفرنسي ماكرون،وفرضت اسرائيل من خلال اعتداءاتها جدول اعمال امنيا علىالاجتماعبين الرؤساءاللبناني والفرنسي والسوري والقبرصي ورئيس الوزراء اليوناني في باريس،حيث تبلغ الرئيس عون داخل الاجتماع خبر القصف على الضاحية الجنوبيةونقل ذلك الى المجتمعين،وعلى الفور اجرى الرئيسان اللبناني والفرنسي سلسلة اتصالات لتثبيت وقف اطلاق النار والحفاظ على القرار 1701.
وعلم ان الرئيس الفرنسي قام باتصالات دوليةوسيستكملها باتصالين بترامب ونتنياهو، كما أجرى مسؤولون فرنسيون اتصالات بالضابط الفرنسي في لجنة وقف النار .
الرسالة الاسرائيلية وصلتالى الرؤساءاللبناني والسوري والفرنسي،بغطاء أميركي مكشوف:< الامر لي>، ولا هدوء ، لا اعمار، لا اموال قبل التطبيع الشامل بين لبنان وسورية وإسرائيل،والباقي تفاصيل ، واعلن الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ان اميركاتضغط على لبنان لدفعه الى التطبيع مع اسرائيل ونحن نرفض ذلك مع الرئيسين عون وسلام ، مشيرا الى ان واشنطن لن تقدم اي دعم للبنان قبل نزع سلاح حزب الله. وتحدثعنالمحاولات الاسرائيلية لاستقطاب الدروز في سوريةبهدف تفتيت المنطقة.
ودان الرئيس عون خلال الاجتماع الباريسي، الاعتداء الاسرائيلي على لبنان، واعلن ان التحقيقات كشفت ان حزب الله ليس مسؤولا عن اطلاق القذائف ولا يمكن مقارنة الخروقات اللبنانية بالخروقات الاسرائيلية اليومية ، ونحن ضد ايمحاولة مشبوهة لاعادة لبنان الى دوامة العنف، وناشد أصدقاء لبنان التحرك السريع لوقف التدهور والمساعدة على تطبيق القرارات الدولية، واشار، الىان الاعتداءات الاسرائيلية على الضاحية هي استمرار لانتهاك اسرائيل الاتفاق الذي ترعاه فرنسا واميركا وعلى المجتمع الدولي ان يضع حدا لهذه الاعتداءات وارغام اسرائيل على التزام الاتفاق، كمالبنان ملتزم به، واكد الرئيس عون، اننا نريد استعادة اراضينا المحتلة وتطبيق القرارات ذات الصلة والعودة لاتفاقية الهدنة سنة 1949، وختم بالقول، نريد بناء دولتنا وبسط سيطرتها وهذا ما نريد المساعدة بشأنه.
ماكرون بدوره، أعرب الرئيس الفرنسي ماكرون عن تضامنه مع سكان بيروت الذين شهدوا غارة اسرائيلية في خرق لوقف اطلاقالنار،واعلن وقوف بلاده مع لبنان لأنها تدرك حجم التحديات التي يعيشها، ووافق الرئيس عون كلامه على عدم ضلوع حزب الله باطلاق الصواريخ عندما قال: التقارير التي وصلتنا لا تحدد اي جهة عن اطلاق الصواريخ.
واكد ماكرون، ان الاعتداءاتغير مبررة ،واشار الىان المساعدات تركز على اعادة دورة المؤسسات لان هذا هو المفتاح للحصول على المساعدات من المجتمع الدولي .
واللافت، انه لم يصدر اي بيان او تاكيد على عقد مؤتمر دولي لمساعدة لبنان كما اعلن سابقا او تقديم رزمة من المساعدات، حتى الرئيس الفرنسي ربط الامر بالاصلاحات.
وفي الخلاصة يخشىمرجع كبير،ان يدفع لبنان ثمن الخلافات الاميركية الفرنسية الواضحة على الأرض اللبنانية،وبمجرد دخولالرئيس عون الى الاليزية باشرالطيران الا سرائيلي قصف الضاحية الجنوبية ومناطق واسعة في الجنوب مما ادى الى سقوط شهداء وجرحى وعمليات نزوح،فيما بادرالرئيس سلام الى الاتصال بنائبةمبعوث الرئيسالاميركي الى الشرق الاوسطاورتاغوسالمتوقع وصولها الى بيروت قريبا، واكدت في حديث صحافي، ان بلادها لا تريد توسيع الحرب بين لبنان وإسرائيل لكننا نشجع على التفاوض الديبلوماسيبين البلدين، ودعت ايضا الى مفاوضات مباشرة بين لبنان وإسرائيل حول النقاط الخمس وقالت، ان اتفاق وقف اطلاق النار تم خرقه من قبل لبنان، وعلى الحكومة اللبنانية لجم المجموعات التي تطلق الصواريخ عوضا عن لوم اسرائيل مشيرة الى انها تحترم الرئيس لكن هناك خلافات حولبعض النقاط ولا نريد دولة داخل الدولة، واللافت ان المسؤولة الاميركية تحدثت عن مجموعات مسلحة وارهابيين وراء اطلاق الصواريخ ولم تشر الىحزب الله بالاسم ، لكنها دعت الى نزع سلاح الحزب .
هذا مع العلم ان واشنطن فرضت عقوبات على 5 أشخاص بتهمة التعاون مع الحزب .
الصواريخ اللقيطة
والغريب حسب مصادر واسعة الاطلاع على المشهد الجنوبي، امر الصواريخ اللقيطة، التي تبين انها دون < اب وأم»، عديمة الفاعلية، بدائية الصنع من زمن > ابو فتيلي >تبرأ منها حزب الله واعلن عدم علاقته بعمليات القصف الصاروخي المشبوهة ،وابلغ من يعنيهم الامر بذلك ، والسؤال: من هي الجهة المستفيدة من اطلاق الصواريخ سوى اسرائيل؟ كيف تم التزامن والتوقيت الواحدبين قصف الضاحية وبدء الاجتماع الموسع في باريس؟ما سر الترابط بين التصعيد الاسرائيلي منذ ايام والاعلان عن اجتماعات باريس ؟ فاسرائيل هي من اخترعت عملية اغتيال السفير الاسرائيلي في باريس عام 1982 لتبرير اجتياحها للبنان وتبين ان العملية وهمية ولم تحدث مطلقا.
وحسب المصادر عينها، هل يصدق احد ان حزب الله وفي هذا التوقيت يقوم بهكذا عمليات ويقدم هذه الفرصة للعدولضرب مناطقه وبيئته وجمهوره في آخر أيام الشهر الفضيل؟ هل يعقل ان يقدم حزب الله على القصف الصاروخي على اسرائيل في موازاة الدعوة للاحتفال بيوم القدس العالمي .
واشارت معلومات، ان التحقيقات التي اجراها الجيش اللبناني حول عملية اطلاق الصاروخين على اسرائيلمنذ 4 ايام،كشفت ان حزب الله غير مسؤول عن اطلاق الصاروخين،فحزب الله يعرف ان اسرائيل تنتظر مثل هذه الفرص، ومن يمنع الاسرائيلي في ظل الفراغ الأمني في الجنوب من القيام بهكذا عمليات عبر شبكاته الامنية الواسعة، فواشنطن وإسرائيل تعملان وبقوة على سيناريو شيطنة البيئة الشيعية للحزب، ودعم وتبني ومواكبة اي تحرك شعبي ضدهمهما بلغت تكاليفه.
القصف الاسرائيلي
في اواخر ايام الشهر الفضيل،استفاق أهالي الضاحية والجنوب والبقاع على خبر اطلاق قذيفتين على مستعمرة كريات شمونة فاخذوا احتياطاتهم الفورية وصدقت توقعاتهملجهةقيام العدو باستغلال ما حصل لضربالضاحية،وطلب من سكان احد الابنية في حي الجاموس بالضاحية الجنوبيةاخلاؤه ،وهو يقع قرب تجمع للمدارس،وعندئذ حصل مشهد هستيري لا يوصف مع وصول عشرات الآباء والأمهات لاخذ أولادهم من تجمع المدارس وهم في حال من الذهول الممزوج بالدموع والصراخ،وبعد دقائق تساقطت الصواريخ وخلت المنطقة وسط حالة من النزوح ، كما شنت الطائرات الاسرائيلية عشرات الغارات على القرى الجنوبية وصولا الى البقاع، لكن اللافت اعلان الرئيس الاميركي ترامب للصحافيين ، انه ابلغ نتنياهو رفضه ضرب بيروت والمطار والمرافئ الحيوية في العاصمة.
رئيس كتلة الوفاء للمقاومة
رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد دان العدوان الصهيوني على الضاحية الجنوبية وكل لبنان ، واعلن ان حزب الله ما زال ملتزما بقرار وقف اطلاق النار التي التزمت به الحكومة، وعلى الدولة ان تقوم بواجبها في ردع العدوان .
وزير الدفاع الاسرائيلي
واكد وزير الدفاع الاسرائيلي، انه اذا لم يكن هناك هدوء في كريات شمونة وبلدات الجليل فلن يكون هناك هدوء في بيروت وقد تعهدنا بالهدوء والامن لسكان الجليل وهذا ما سيكون، وهدد بتطبيق اتفاق وقف النار بالقوة اذا لم تطبقه حكومة لبنان.
اللقاء اللبناني السوري في الرياض
في معلومات مؤكدة ، ان القائم بالأعمال اللبناني في السفارة اللبنانية في سورية نقل الى المسؤولين اللبنانيين الاثنينالماضي رغبة السلطات السورية بتاجيل زيارة الوفد العسكري الأمني الى دمشق للقاء وزير الدفاع السوري والمسؤولين الامنيين وعلى اثر ذلك جرت اتصالات لاستيضاح الموقف السوري الذي اصر على رفض الزيارة .
وفي المعلومات ان الرئيس احمد الشرع يريد اولا ، وقبل بحثملفي الحدود والنازحين تسليم الضباط السوريين ايام النظام السابق الذين فروا الى لبنان،وثانيا،حل موضوع الودائع السورية في المصارف اللبنانية ، وثالثا ابعاد حزب الله ومناصريه عن الحدود اللبنانية _ السورية .
وعلم ان اتصالات واسعة جرت لتذليل العقبات وتقريب المسافات لم تسفر عن نتيجة،وإثر ذلك تدخلت المملكة العربية السعودية بناء على طلب الجانبين اللبناني والسوري .
وفي المعلومات ، ان العلاقات اللبنانية السورية متجهة الى المزيد من الحماوة في ظل قرار سوري واضح بعدم استقبال ايمسؤول لبناني الا بعداعلان موقف واضح ومناهض لحزب الله،وربما هذا الامر وراء عدم تلبية دعوة وليد جنبلاط الى زيارة احمد الشرع حتى الان .
وفي المعلومات، ان جدارا سميكا من عدم الثقة يطغى على العلاقات بين المسؤولين السوريين واللبنانيين وهذا ما يسعى ماكرون الى ازالته مع السعودية او من خلال الاجتماع الثلاثيبينه وبين الرئيسين عون والشرع .
من جهة اخرى ، اعلن في الرياض بعد الاجتماع بين الوفدين العسكريين اللبناني والسوري في حضور وزير الخارجية السعودي ، عن اتفاق على التنسيق الشامل للتعاون حول التحديات الامنية والعسكرية .
اما الرئيس عون فاعلن بعد لقائه الرئيس ماكرون والاتصال بالرئيس السوري احمد الشرع، ان لبنان يضم اعلى نسبة نازحين ولاجئين ويحتاج الى خطة دولية لإعادتهم الى بلادهم.
"نداء الوطن":
على وقع الزيارة الحدث لرئيس الجمهورية جوزاف عون أمس إلى باريس كفاتحة لزياراته الدولية، عاد لبنان إلى دائرة الحرب الإسرائيلية كما حصل في الغارة على الضاحية الجنوبية لبيروت في منطقة الحدت، وذلك للمرة الأولى منذ وقف إطلاق النار في 27 تشرين الثاني الماضي. وترافق الحدثان بـ«خطوة تاريخية» على حد وصف بكركي تمثلت برعاية المملكة العربية السعودية اتفاق لبنان وسوريا على خريطة طريق لترسيم الحدود المشتركة بين البلدين.
كيف يمكن قراءة هذه الأحداث التي تلاحقت يومي الخميس والجمعة تباعاً؟ تقول مصادر وزارية بارزة لـ«نداء الوطن» إنه «لا بد من ربط لقاء جدة الذي استضافته السعودية بين وزير الدفاع اللبناني ميشال منسى ونظيره السوري مرهف أبو قصرة، بلقاء الرئيس عون مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وما تخلله من اتصال مع الرئيس السوري أحمد الشرع. وقالت المصادر إن هذين الحدثين المتلاحقين يؤكدان:
أولاً، تلازم ما حصل في جدة وباريس مع الرعاية الأميركية للحدود الجنوبية.
ثانياً، بعد الحوادث على الحدود مع سوريا، لم يُترك هذا الأمر لهمة اللبنانيين بل تولّت رعايته السعودية كي توجه رسالة واضحة المعالم وأكملتها فرنسا أمس، ما يعني أن الحدود اللبنانية السورية باتت خاضعة لترتيب سعودي – فرنسي على غرار الحدود اللبنانية الإسرائيلية الخاضعة لترتيب أميركي».
وخلصت المصادر إلى القول «إن الاضطراب مطلوب إيرانياً لتبقى الساحات في لبنان وسوريا وكذلك غزة واليمن غير مستقرة وجزءاً من أوراق التفاوض مع الولايات المتحدة».
قمة باريس
وكان الرئيس عون شكر فرنسا على «الجهود التي بذلتها وتبذلها لمساعدة لبنان في شتى المجالات. وعن التصعيد الإسرائيلي وعملية إطلاق الصواريخ باتجاه إسرائيل، أكد الرئيس عون أن «الجيش اللبناني يقوم بتحقيقاته لمعرفة من أطلق الصواريخ، ونحن بحسب تجربتنا السابقة، الأدلة الموجودة على الأرض تثبت أن «حزب الله» ليس له علاقة».
من جهته، اعتبر الرئيس ماكرون أن «عمليات قصف بيروت اليوم (أمس) غير مقبولة». وكشف عن اقتراح قدمه بـ«نشر بعض قوى «اليونيفيل» في المناطق الحساسة التي توجد فيها إسرائيل حالياً بالتنسيق مع الجيش اللبناني وإشراف آلية مراقبة وقف إطلاق النار بمشاركة ضباط أميركيين وفرنسيين».
وفي هذا السياق، أفادت المعلومات، أن فرنسا ستتدخل مع واشنطن، كي تمارس ضغوطاً على إسرائيل لترك المجال للجيش اللبناني والحكومة لمعالجة أمر السلاح، وأن التدخل الإسرائيلي بهذا الشكل يقوض الثقة بالحكومة وبرئاسة الجمهورية ويقضي على أي فرصة لنهوض لبنان.
السراي تلاحق الصواريخ
في سياق متصل، أعلنت مصادر السراي الحكومي لـ«نداء الوطن» أن رئيس الحكومة نواف سلام، طلب من الجيش اللبناني إجراء التحقيق اللازم لكشف المسؤولين عن إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان، وتوقيفهم وإحالتهم إلى القضاء المختص.
كما يواصل سلام اتصالاته مع الجهات المعنية، لمنع تفاقم الوضع بعد التصعيد الإسرائيلي، والحؤول دون تكرار ما حصل من غارات عنيفة على الضاحية الجنوبية لبيروت وقرى الجنوب. وتابعت المصادر أن سلام أكّد في اتصالاته قيام لبنان بكل الخطوات اللازمة لتطبيق القرار 1701، مطالباً بالضغط على إسرائيل كي توقف الانتهاكات لاتفاق وقف إطلاق النار وتنسحب من الأراضي اللبنانية التي لا تزال تسيطر عليها.
وتعليقاً على الاتفاق اللبناني – السوري في جدة، أوضحت مصادر السراي لـ «نداء الوطن» أنّ الرئيس سلام يراه خطوة مهمة فتحت مساراً جديداً في العلاقات بين البلدين برعاية المملكة العربية السعودية التي ستكون الجهة الضامنة لمنع حصول أي اهتزاز أمني ولوقف أي تعديات عند جانبي الحدود اللبنانية – السورية، وأشارت إلى أنّ لقاء جدة تناول ملفات عدة تعود بالمنفعة على كل من البلدين تتعلق بالشقّين الاستثماري والاقتصادي وحتى الأمني.
بكركي: اتفاق السعودية تاريخي
ووصفت بكركي ما حصل في السعودية بالخطوة التاريخية، وأكدت مصادرها لـ«نداء الوطن» أن البطريركية انتظرت هذه الخطوة منذ 125 سنة، وقد أتت هذه المرة برعاية عربية. وكل ما يهم بكركي هو صون حدود لبنان جنوباً وشمالاً وشرقاً وبحراً. ودعت الحكام إلى الاستفادة من هذا الزخم العربي والدولي، خصوصاً بعد سقوط نظام الأسد والمباشرة بالترسيم فوراً وعدم إضاعة الفرص.
وباركت بكركي تعيين كريم سعيد على رأس الحاكمية وأشادت بسيرته الذاتية، مبدية كل دعمها للرئيس عون، فالتوافق ضرورة أما استعمال هذا العنوان للتعطيل فهو مرفوض. وكل ما فعله عون هو تطبيق الدستور.
وتعليقاً على الأحداث التي جرت، جددت بكركي دعوتها إلى حصر السلاح بيد الجيش والقضاء على البؤر الأمنية لأنها تستجلب الحرب والدمار، فسلاح الشرعية يحمي الجميع بينما سلاح الميليشيات رأينا ماذا فعل.
"اللواء":
سمَّمت دولة الاحتلال اسرئيل الاجواء اللبنانية، من العاصمة ارتداداً إلى قرى الجنوب، جنوبي وشمال الليطاني، عندما أعادت إلى الاذهان باسلوبها الممجوج، والمتسم بالوحشية ، فهددت بقصف الضاحية الجنوبية وبالفعل دمرت مبنى في الحدث، وأدى الدمار إلى سقوط شهداء، رداً على ما زعمت أنه ردّ على إطلاق صاروخي، وأشارت وسائل الاعلام الاسرائيلية أن أحدهما سقط في بؤرة مفتوحة، والأخر داخل الاراضي اللبنانية، وجاءت هذه التطورات الموبوءة عشية عيد الفطر السعيد، وبالتزامن مع الزيارة التي قام بها الرئيس جوزف عون إلى فرنسا، حيث أعلن الرئيس ايمانويل ماكرون أن لا حق لاسرائيل في الاعتداءات على لبنان، وعدم احترام وقف اطلاق النار، الذي جدّد رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد التزام الحزب التزاماً كاملاً به.
وأوضحت مصادر مطلعة لـ«اللواء» ان العدوان الأسرائيلي على منطقة الضاحية الجنوبية للمرة الأولى بعد اتفاق وقف إطلاق النار سيبحث في اجتماعات يتوقع أن يعقدها رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون بعد عودته مساء من فرنسا .
ولفتت المصادر إلى أنه في خلال اجرائه المحادثات مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون كان رئيس الجمهورية يتابع تفاصيل ما جرى قائلة ان الموقف الرسمي واضح حول الالتزام بالقرارات الدولية وضرورة الانسحاب الأسرائيلي الكامل من الأراضي اللبنانية وجهوزية الجيش لاستلام مهامه كافة على الحدود وضرورة ضمان رعاة الاتفاق أي الأميركيين والفرنسيين وقف الانتهاكات الإسرائيلية ضد لبنان .
وأشارت المصادر إلى أن الاستهداف الذي جرى هو رسالة إلى الدولة اللبنانية بشأن ملف سلاح حزب الله وتفكيك البنى التحتيةومنشآته العسكرية وهي مسؤولية ملقاة على عاتق السلطات والأجهزة الأمنية ولاسيما الجيش اللبناني. ولم تستبعد انعقاد المجلس الأعلى للدفاع أو مجلس الوزراء لبحث الوضع المستجد.
بعد 5 أشهر من اتفاق وقف اطلاق النار، وقع الاهتزاز ما قبل الكبير، لكن إعلان الرئيس الاميركي دونالد ترامب، من أنه طلب من اسرائيل عدم قصف بيروت، أرخى بعض الاطمئنان، على الرغم من أن جيش الاحتلال لم يوقف لا الغارات ولا المسيرات ولا التلويح بالقتل والقصف، واستهداف مناطق بقيت لاشهر بمنأى عن الاستهداف.
ومع ذلك، فإن بنيامين نتنياهو رئيس الحكومة الاسرائيلية صرّح جهاراً بأن اسرائيل ستواصل مهاجمة كل مكان في لبنان للتصدي للتهديدات، واعتبر وزير الدفاع الاسرائيلي يسرائيل كاتس أن أي «محاولة لالحاق الضرر بقرى الجليل، ستجعل أسطح المنازل في الضاحية الجنوبية لبيروت ستهتز».
وتوجه للحكومة اللبنانية «إذا لم تفرضوا اتفاق وقف النار على حزب الله فنحن سنفرضه مع العلم أن الحزب نفى أي علاقة له بالموضوع، ومع ذلك سارعت الخزانة الاميركية لفرض عقوبات مالية، على عناصر وأفراد يمتّون بصلة في الحزب، لجهة التمويل وامداد الحزب بالتمويل الذي يحتاجه.
والجدير ذكره أن الصاروخين أطلقا من شمال الليطاني، وللمرة الثانية في أقل من اسبوع.
واستبعدت مصادر لبنانية، على إطلاع أن يتوسع «الانتهاك الكبير» مشيرة إلى ان الاتصالات الدولية سمحت بلجم «نزف نتنياهو»، وتعطشه لمزيد من الدماء، في وضع لا يحسد عليه، على الرغم من عمليات القصف في لبنان وغزة وسوريا.
وما ان ارتفع منسوب التوتر، حتى كانت الدولة ومؤسساتها في حالة استنفار لمواجهة التطور المستجد. ومن أجل وقف النار ولجم التصعيد، أجرى الرئيس سلام اتصالات بمسؤولين عرب ودوليين لممارسة الضغط على نتنياهو.
وأدان الرئيس سلام الاستهداف الإسرائيلي الذي طال الضاحية الجنوبية لبيروت، واصفاً إياه بالتصعيد الخطير. وشجب سلام الاعتداءات الإسرائيلية التي تطال المدنيين والمناطق السكنية الآمنة التي تنتشر فيها المدارس والجامعات، مشدداً على وجوب وقف الخروقات الإسرائيلية الدائمة للترتيبات الخاصة بوقف الأعمال العدائية، وعلى ضرورة الانسحاب الكامل من النقاط التي لا زالت تحتلها إسرائيل بأسرع وقت ممكن.
وحذّر سلام مجدداً من تجدد العمليات العسكرية على الحدود الجنوبية. وأجرى الرئيس اتصالاً بقائد الجيش العماد رودولف هيكل، للاطلاع على حقيقة الوضع في الجنوب، وطلب منه التحرك السريع لإجراء التحقيقات اللازمة لكشف الجهات التي تقف خلف العملية اللامسؤولة في إطلاق الصواريخ، التي تهدد أمن لبنان واستقراره.
وطالب الرئيس سلام بتكثيف الجهود للتحري عن الفاعلين وتوقيفهم وإحالتهم إلى القضاء المختص. وشدد على ضرورة منع تكرار مثل هذه الأفعال العبثية. مع التأكيد على وجوب استكمال الإجراءات التي يتخذها الجيش اللبناني لحصر السلاح بيد الدولة.
إذاً وبينما كان لبنان الرسمي منشغلا بمتابعة زيارة رئيس الجمهورية جوزاف عون الى فرنسا ولقاءاته المهمة، سجّل تطوّر خطير هو الثاني من نوعه في أقلّ من أسبوع، حيث اطلق مجهولون صاروخين نحو المستوطنات الاسرائيلية المقابلة للحدودالجنوبية، ماادى الى رد فعل معادٍ عنيف بقصف العديد من القرى الجنوبية والضاحية الجنوبية. وذلك قبيل الزيارة المرتقبة لنائبة الموفد الاميركي الى الشرق الاوسط ولبنان مورغان اورتاغوس. وحيث يزداد الضغط الاميركي وحتى الفرنسي على لبنان للقبول بتشكيل اللجان الثلاث التي اقترحتها اميركا للتفاوض حول انسحاب الاحتلال واطلاق سراح المعتقلين اللبنايين، وتثبيت الحدود، بعدما تراجعت الادارة الاميركية ولو اعلامياً والى حين، عن مطلب التفاوض الدبلوماسي للتطبيع مع كيان الاحتلال بعدالرفض اللبناني القاطع.
واستأثرت الاعتداءات الاسرائيلية بالبحث بين عون وماكرون وعد بالاتصال بالرئيس ترامب ونتنياهو لبحث الوضع والعمل على تمكين لجنة المراقبة من القيام بعملها حسب الاتفاق في تشرين الثاني الماضي. وكان العدوان موضع ادانة من الرئيسين في مؤتمر صحافي بعد اجتماعهما امس، وقال عون: أنّه استناداً إلى الأدلّة والتفاصيل على الأرض، نستنتج أنّ مُطلق الصواريخ ليس حزب الله، وهناك أطراف من مصلحتها تخريب الوضع والتحقيق سيكشف الفاعل ولا نقبل أن يستخدم أحدٌ لبنان منصّة لإطلاق الصواريخ. ونرفض إعادة لبنان إلى دوامة العنف، وما يحصل يزيدنا إصرارًا على بسط سلطتنا على كلّ أراضينا لحماية لبنان وشعبه. وناشد «أصدقاء لبنان في العالم من باريس إلى واشنطن التحرك سريعاً لوقف التدهور ومساعدة لبنان على تطبيق القرارات الدولية على كامل حدودنا».
وردًّا على سؤال عن تأمين ضمانات لوقف إطلاق النار، أجاب عون «إذا الولايات المتحدة وفرنسا مش قادرين يقدموا ضمانات مين بيقدر؟»
وأشار ماكرون إلى أنّ «التوتر على جانبيّ الخط الأزرق نقطة تحوّل، وفرنسا باقية إلى جانب لبنان للحفاظ على السيادة ولضمان الأمن بشكلٍ كامل ولتنفيذ وقف إطلاق النار الذي جرى التوصّل إليه مع إسرائيل».
وأكّد أنّ «على الجيش الإسرائيلي الانسحاب من النقاط الخمس في جنوب لبنان»، وقال إنّ «الضربات على بيروت غير مقبولة. وأضاف ماكرون: سنُقدّم اقتراحات عملية وواقعية آخذين في الاعتبار توقعات لبنان والإسرائيليين، واقترحنا أن تنتشر قوات من «اليونيفيل» في المناطق الحساسة في الجنوب بالتنسيق مع الجيش وبإشراف هيئة الرقابة».وشدّد على أنّه «يجب على الجيش الإسرائيلي الانسحاب من النقاط الـ5 في الجنوب» .
وتم الاتفاق بين الرئيسين عون وماكرون على تشكيل لجان وزارية وديبلوماسية وإدارية، لمتابعة البحث في ما تم الاتفاق عليه من مواضيع مشتركة على أن تتبادل الاجتماعات الدورية تحقيقاً لذلك.
على وقع نبأ استهداف اسرائيل الضاحية الجنوبية لبيروت، أعلن الرئيس الفرنسي ، تضامنه مع أهالي بيروت بعد الاستهداف الإسرائيلي.وأكد في مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الجمهورية جوزاف عون، بعد لقائه الأخير في الإليزيه، أن «فرنسا تقف إلى جانب لبنان لأنّها تدرك حجم التحديات التي يعيشها والمساعدات تركّز على إعادة دورة المؤسسات لأنّ هذا هو المفتاح للحصول على المساعدات من المجتمع الدولي». ووعد ماكرون بالاتصال بالرئيس ترامب ونتنياهو لبحث الوضع والعمل على تمكين لجنة المراقبة من القيام بعملها حسب الاتفاق في تشرين الثاني الماضي.
وتابع، «نؤمن بأهمّية أجندة الإصلاح التي وضعها الرئيس اللبناني وسنجتمع مع أصدقاء لبنان لدعم الهيكلية التي بدأت بها السلطات التنفيذية اللبنانية للعمل على مجموعة أولى من المساعدات».وشدد ماكرون، على أنه «يجب العمل على تحضير برنامج للتمويل من صندوق النقد الدولي».أضاف، «لبنان بحاجة إلى قطاع طاقة حسن الأداء كي لا يبقى عرضة لعدم الاستقرار السياسي مشيراً إلى أن الضربات على بيروت غير مقبولة.
وقال الرئيس عون: «من البديهي أن نعلن ادانتنا الشديدة ورفضنا لاي اعتداء على لبنان كما اي محاولة مشبوهة لاعادة العنف واناشد من هنا جميع اصدقاء لبنان لوقف التدهور ومساعدة لبنان على تطبيق كامل القرارات الدولية على كامل أراضينا». أضاف: «قررنا الا نسمح ان تتكرر الحرب اللبنانية ولذلك ثمة مقتضيات مطلوبة منا كلبنانيين وكدولة اولا ان نبني دولة قوية سيدة يحميها جيشها وقواها الرسمية وتوافق ابنائها، فلبنان لسوء الحظ يحمل اليوم ارقاما قياسية عالمية غير مسبوقة، أعلى نسبة لاجئين واكبر ازمة نقدية طاولت المصارف الخاصة والمصرف المركزي والمودعين».
وتابع: «سيادة دولتنا على ارضنا هو مسار ضروري ودقيق في آن قررنا المضي به ونتطلع اليكم لشرح الحساسيات والمقتضيات للعالم أجمع بحيث نطبق القرارات الاممية ذات الصلة. السلام لا يكون الا على العدالة، والحديث بيننا لا ينتهي لذلك اكتفي بكلمة واحدة اختصر بها آلاف الكلمات».
وكان الرئيس عون وصل إلى مطار «لو بورجيه» والوفد المرافق في بدء زيارة لفرنسا استمرت بضع ساعات يرافقه وزير الخارجية يوسف رجي.ومن المطار انتقل عون الى قصر الإليزيه حبث كان في استقباله الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون.
اجتماع خماسي:
وبدأ الرئيسان عون وماكرون، برفقة الوفدين اللبناني والفرنسي، الاجتماع باتصال مباشر عبر تطبيق «زوم» مع الرئيس السوري أحمد الشرع، وانضم الرئيس القبرصي ورئيس وزراء اليونان إلى محادثات مشتركة لبنانية-فرنسية-يونانية-قبرصية.
وتبلغ الرئيس عن خلال الاجتماع بخبر التهديد الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت ونقل ذلك الى المشاركين في الاجتماع الخماسي، وأبلغهم ان الاعتداءات الاسرائيلية على الضاحية الجنوبية والتهديدات هي استمرار لانتهاك إسرائيل الاتفاق الذي ترعاه فرنسا والولايات المتحدة الأميركية ،وعلى المجتمع الدولي أن يضع حداً لهذه الاعتداءات وإرغام إسرائيل على التزام الاتفاق كما لبنان ملتزم به.
وعاد الرئيس عون الى بيروت مساء أمس ، يرافقه وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي، بعد زيارة عمل قام بها الى باريس حيث التقى الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في الاليزيه، واجرى معه محادثات تتعلق بالاوضاع العامة في المنطقة وانعكاساتها على لبنان، والدور الذي يمكن لفرنسا ان تضطلع به للمساعدة على تخطي الازمات. كما التقى الرئيس عون الرئيس القبرصي ورئيس وزراء اليونان وتواصل بتقنية الزوم مع الرئيس السوري احمد الشرع بمشاركة الرئيسين الفرنسي والقبرصي ورئيس وزراء اليونان .
وبعد الظهر غادر الرئيس عون مقر الاليزيه، حيث ودعه الرئيس ماكرون على مدخل المقر الرئاسي الفرنسي، وتوجه الى مطار «لو بورجيه» في طريقه الى لبنان.
وفي المواقف،اعتبرت مبعوثة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط مورغان أورتاغوس خلال مقابلة عبر «الحدث» أن «اتفاق وقف النار تم خرقه من قبل لبنان وعلى الحكومة اللبنانية لجم المجموعات الإرهابية التي تطلق الصواريخ، فالجيش اللبناني الذي ندعمه لا يعمل بشكل كاف بمواجهة المجموعات التي تطلق الصواريخ».
وقالت: أورتاغوس على أن «واشنطن تشجع على المفاوضات الدبلوماسية بين لبنان وإسرائيل، زاعمة أنه «على الحكومة العمل على وقف إطلاق الصواريخ من لبنان عوضا عن لوم إسرائيل».
وجددت التأكيد على رفض توسيع الحرب بين لبنان وإسرائيل، وقالت إن» انسحاب إسرائيل من النقاط الـ5 يجب أن يتم بالمفاوضات، وعلى حزب الله التخلي عن سلاحه بشكل كامل، فلبنان لم يكن ليدخل الحرب لولا إيران وحزب الله فيما نؤكد ما قاله الرئيس اللبناني أن لا سلاح سوى بيد الجيش.
وزعمت أورتاغوس «أن الرئيس اللبناني يدعم المفاوضات الدبلوماسية. وأميركا تؤكد ضرورة نزع سلاح حزب الله بالكامل لأنه مع إيران دمرا لبنان وهو لم يكن ليدخل الحرب لولاهما. ونحن نعمل بكل قوتنا لمنع تسليح حزب الله، والرئيس ترامب صديق وفيّ للبنان».
وأوضحت أن العقوبات الأخيرة التي فرضناها اليوم على حزب الله هدفها إضعاف قدراته.
وتابعت أورتاغوس: نتطلع أن نرى إصلاحات إقتصادية حقيقية في لبنان، وهدفنا أن نرى في لبنان إصلاحات إقتصادية ووقف تسليح حزب الله.
وتوقع مصدر في الخارجية الاميركية من القوات المسلحة اللبنانية نزع سلاح «الجماعات المسلحة».
ونقل موقع «اكسيوس» عن مسؤول اميركي أن ادارة ترامب أعربت عن دعمها لرد اسرائيل على اطلاق الصواريخ من لبنان.
وقام وزير الدفاع الوطني اللواء ميشال منسى والوفد الأمني المرافق بزيارة الى المملكة العربية السعودية حيث انعقد اجتماع في جدة مع وزير الدفاع السوري مرهف ابو قصرة والوفد الأمني المرافق برعاية وزير دفاع المملكة العربية السعودية الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود. وانه «جرى خلال الاجتماع بحث القضايا ذات الاهتمام المشترك بين سوريا ولبنان خصوصًا على الحدود بينهما بما يعزز الأمن والاستقرار بين البلدين، وتم توقيع اتفاق أكد خلاله الجانبان على الأهمية الإستراتيجية لترسيم الحدود، وتشكيل لجان قانونية متخصصة بينهما في عدد من المجالات، وتفعيل آليات التنسيق بين الجانبين للتعامل مع التحديات الأمنية والعسكرية خصوصًا فيما قد يطرأ على الحدود، كما تم الاتفاق على عقد اجتماع متابعة في المملكة العربية السعودية خلال الفترة المقبلة». وأكدت المملكة العربية السعودية» دعمها الكامل لكل ما يحقق أمن واستقرار لبنان وسوريا وبما يسهم في حفظ الأمن والاستقرار في المنطقة».كما أعرب وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان عن سعادته بتوقيع هذا الاتفاق الذي وصفه بالمهم.
اجراءات التهدئة وصلاة العيد
وفتحت مجالات التهدئة الابواب أمام تمضية عطلة عيد الفطر السعيد، المتوقع أن يبدأ غداً الاحد، وتستمر العطلة إلى يوم الاربعاء في الثاني من نيسان المقبل.
وعممت رئاسة مجلس الوزراء برنامج صلاة عيد الفطر، بدءاً من الساعة السادسة وخمسة وأربعين دقيقة (بالتوقيت الصيفي) حيث يتوجه ممثل رئيس الحكومة بموكب رسمي إلى دار الفتوى، ويؤدي أمين الفتوى في الجمهورية اللبنانية أمين الكردي الصلاة وخطبتي عيد الفطر السعيد.
وتتولى المديرية العامة للامن الداخلي وضع الخطة الامنية للمناسبة.
ميدانياً، أنذر جيش الاحتلال الإسرائيلي مبنى في شارع الجاموس بسقي الحدث بالضاحية الجنوبية بإخلائه تمهيدًا لقصفه، علماً انه تحدّه مدرستان (سان جورج وليسيه دي زار)فيهما أعداد كبيرة من التلامذة. وسجل نزوح كبير لأهالي الحدث بعد الإنذار الإسرائيلي ما ادى الى زحمة سير وحالة هلع. وسمع صوت اطلاق رصاص تحذيري في الضاحية الجنوبية. وطلبت وزيرة للتربية تطلب اخلاء المدارس في المنطقة المستهدفة ومجمع الحريري الجامعي في الحدت. ولاحقاً شن طيران العدو الغارة على المبنى ودمره بالكامل. وبحسب المعلومات، فإن مسيرة إسرائيلية استهدفت ايضا بقنبلة صغيرة، مبنى في الضاحية الجنوبية.ثم نفذ طيران العدو غارة تحذيرية ثالثة على منطقة سقي الحدت.
ونقلت العلاقات الاعلامية في حزب الله عن مصدر مسؤول في الحزب أن لا علاقة للحزب بالصواريخ التي أُطلقت من جنوب لبنان اليوم، لافتا إلى أن اطلاق الصواريخ من جنوب لبنان يأتي قي سياق افتعال ذرائع مشبوهة لاستمرار العدوان. وشدد على إلتزام الحزب بإتفاق وقف إطلاق النار.
وصدر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه البيان الآتي: صعّد العدو الإسرائيلي اعتداءاته على لبنان متذرعًا بإطلاق صاروخين من الأراضي اللبنانية نحو الأراضي الفلسطينية المحتلة، فاستهدف مناطق مختلفة في الجنوب وصولًا إلى بيروت في انتهاك سافر ومتكرر لسيادة لبنان وأمن مواطنيه، وتحدٍّ للقوانين الدولية وخرق فاضح لاتفاق وقف إطلاق النار.
في هذا السياق، تمكن الجيش من تحديد موقع انطلاق الصواريخ في منطقة قعقعية الجسر – النبطية شمال نهر الليطاني، وباشر التحقيق لتحديد هوية مطلقيها. كما تعمل الوحدات العسكرية المنتشرة في مختلف المناطق على مواكبة الحركة الكثيفة للمواطنين، لذا تدعو قيادة الجيش إلى الالتزام بتوجيهات هذه الوحدات حفاظًا على سلامتهم.كذلك يستمر الجيش في اتخاذ التدابير اللازمة ومواكبة التطورات عند الحدود الجنوبية بغية ضبط الوضع » .
التوقيت الصيفي
تقدم الساعة ساعة واحدة عند منتصف ليلة 29 – 30 آذار، إيذاناً ببدء التوقيت الصيفي.
"البناء":
للمرة الأولى منذ وقف إطلاق النار قبل أربعة شهور تماماً، شنّ الطيران الحربي والطائرات المسيّرة التابعة لجيش الاحتلال سلسلة غارات على منطقة الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، بعد ترويج شائعات عن ضمانات أميركيّة بعدم استهداف بيروت والضاحية من جانب الاحتلال إثر حادثة الصواريخ التي أطلقت على الأراضي الفلسطينية المحتلة قبل أسبوع، وأسفرت الغارات عن تدمير عدد من الأبنية السكنية والتجارية، وجاءت المواقف الأميركية لتقطع الشك باليقين حول الغارات ووظيفتها، وربما حول الصواريخ ومَن أطلقها كمدخل لتبرير العدوان، حيث صدرت ثلاثة مواقف أميركية متطابقة بتقديم الدعم الكامل للعدوان الإسرائيلي وتحميل لبنان المسؤولية، واعتبار عدم قيام الجيش اللبناني بفتح معركة نزع سلاح المقاومة السبب في الغارات الإسرائيلية، كما قالت نائبة المبعوث الأميركي إلى المنطقة مورغان أورتاغوس، وكما نقلت وكالة أكسيوس عن مسؤولين أميركيين، وكما ورد في بيان لوزارة الخارجية الأميركية، والمواقف الأميركية التي تبعت دعوات أميركية سابقة لبنان لتشكيل لجان تفاوض سياسية مع الاحتلال، أنهت مرحلة من الرهان اللبنانية على قيام واشنطن بالوفاء بوعودها في دعم الدولة اللبنانية للنهوض عبر الضغط على «إسرائيل» لتنفيذ موجباتها في اتفاق وقف إطلاق النار والقرار 1701، طالما أن حزب الله نفذ ما التزم به للدولة اللبنانية كما قال رئيس الجمهورية العماد جوزف عون خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي عقده في باريس مع الرئيس الفرنسي امانويل ماكرون، الذي أيد موقف لبنان بتحميل «إسرائيل» مسؤولية انتهاك اتفاق وقف إطلاق النار ومواصلة الاعتداء على لبنان، بينما كان واضحاً أن رئيس الجمهورية يرفض تحميل حزب الله مسؤولية الصواريخ من جهة، ويرفض تحميل الجيش اللبناني مسؤولية عدم منعها، مشيرا إلى أن «إسرائيل» بقيت سنة وبضعة شهور في غزة ولم تستطع منع إطلاق الصواريخ منها، منوّهاً بالتزام المقاومة بموجباتها وفقاً لاتفاق وقف إطلاق النار والقرار 1701، مجدداً اعتباره أن موضوع سلاح المقاومة ومستقبله رهن حوار وطني حول الاستراتيجية الدفاعية، على قاعدة أن الأولوية الراهنة هي لتحقيق الانسحاب الإسرائيلي ووقف الاعتداءات على لبنان، واصفاً الصواريخ بالذريعة لشنّ العدوان غير المقبول.
في لبنان وخلال إحياء سفارة الجمهورية الإسلامية الإيرانية ليوم القدس العالمي تحدّث رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، فردّ على كلام رئيس الحكومة نواف سلام عن أن معادلة الشعب والجيش والمقاومة أصبحت من الماضي فقال إن الحكومات هي ما يصبح من الماضي أما المعادلات التي تصنعها دماء الشهادة فباقية لما بعد التاريخ، وأضاف رعد: «مَن يدّعي في بلدنا أنه يملك حصريًا قرار الحرب والسلم، أو لحصرية امتلاك الدولة أو غيرها لهذا القرار، فهو يجافي الواقع والحقيقة، لأن العدو الصهيوني في أيامنا هو وحده من يشنّ الحرب، ويواصل العدوان والاحتلال. والدولة وحدها لا تملك قدرة الدفاع عن بلدها، ولا حماية شعبها، ويعمد البعض فيها إلى تسويق الانهزام والاستسلام بين المواطنين، إذعانًا لمخطط العدو وخضوعًا لإرادته، وعلى الحكومة، رئيسًا ووزراء، أن يتناسق خطابها الوطنيّ، على الأقل في هذه المرحلة».
وفيما كان الحدثان المتمثلان بزيارة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون إلى فرنسا ولقائه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لحشد الدعم الدولي للبنان، واللقاء اللبناني – السوري برعاية ووساطة سعودية لضبط الحدود والتوتر على الحدود اللبنانية – السورية، عادت الجبهة الجنوبية لتخطف الأضواء بعد إطلاق صواريخ مجهولة الهوية والمصدر من الجنوب باتجاه مستوطنة كريات شمونة في شمال فلسطين المحتلة، للمرة الثانية خلال أسبوع، ما دفع بالعدو الإسرائيلي لاتخاذها ذريعة لشنّ سلسلة غارات على الجنوب والبقاع الغربي واستهداف الضاحية الجنوبية للمرة الأولى منذ اتفاق وقف إطلاق النار، ما يعزّز وفق مصادر سياسية لـ»البناء» فرضية وقوف الاحتلال الإسرائيلي خلف هذه الصواريخ «اللقيطة» لكي تكون ذريعة لتوسيع عدوانه على لبنان وتبرير استهداف الضاحية لرفع منسوب الضغط العسكري على لبنان بموازاة الضغط السياسي والمالي الأميركي على حزب الله والدولة اللبنانية للامتثال للمطالب الأميركية بالموافقة على تشكيل لجان ثلاثية عسكرية – دبلوماسية للتفاوض بين لبنان و»إسرائيل» على ترسيم الحدود البرية ما يفتح مساراً نحو تطبيع العلاقات بين لبنان وكيان الاحتلال. وتوقفت المصادر عند التوقيت غير البريء لإطلاق الصواريخ باتجاه شمال فلسطين المحتلة، الذي سبق وصول مبعوثة الرئيس الأميركي للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس إلى لبنان للبحث بملف المفاوضات على الحدود البريّة. وحذرت المصادر من أن واشنطن تريد عبر العدوان الإسرائيلي أمس، توجيه رسالة إلى لبنان بأن «إسرائيل» ستكرّر هذه الضربات بمناطق مختلفة وستزيد من مستوى الضغط حتى موافقة لبنان على أمرين: الأول نزع سلاح حزب الله، والسير بمفاوضات التطبيع مع «إسرائيل».
وشدّدت المصادر على أن العدوان الإسرائيلي جاء بعد أيام قليلة من موقف رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب والأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، برفض التطبيع، وكلام رئيس الجمهورية بأن «إسرائيل» تخرق القرار 1701 فيما حزب الله يلتزم بموجباته في جنوب الليطاني، وأن مسألة السلاح تعالج في الداخل بين اللبنانيين.
وبعد إطلاق الصواريخ، تعرّضت قرى جنوبيّة عدة لقصف مدفعي وغارات استهدفت إحداها فيلا شرف الدين قرب مبنى بلدية كفرتبنيت ودمّرها، ما أدّى إلى سقوط 3 شهداء من بينهم سيدة، وأصيب 18 شخصاً بجروح من بينهم 6 أطفال و8 نساء، بحسب مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة. وشنّ الاحتلال سلسلة غارات على عدة قرى في النبطية وإقليم التفاح والبقاع الغربي.
وأوضحت قيادة الجيش أن «العدو الإسرائيلي صعّد اعتداءاته على لبنان متذرعًا بإطلاق صاروخين من الأراضي اللبنانية نحو الأراضي الفلسطينية المحتلة، فاستهدف مناطق مختلفة في الجنوب وصولًا إلى بيروت في انتهاك سافر ومتكرر لسيادة لبنان وأمن مواطنيه، وتحدٍّ للقوانين الدولية وخرق فاضح لاتفاق وقف إطلاق النار.
وتمكّن الجيش من تحديد موقع انطلاق الصواريخ في منطقة قعقعية الجسر – النبطية شمال نهر الليطاني، وباشر التحقيق لتحديد هوية مطلقيها. كما «تعمل الوحدات العسكرية المنتشرة في مختلف المناطق على مواكبة الحركة الكثيفة للمواطنين، لذا تدعو قيادة الجيش إلى الالتزام بتوجيهات هذه الوحدات حفاظًا على سلامتهم. كذلك يستمر الجيش في اتخاذ التدابير اللازمة ومواكبة التطورات عند الحدود الجنوبية بغية ضبط الوضع».
ولاحقاً نشر المتحدث باسم جيش الاحتلال افيخاي ادرعي تحذيراً لمبنى في الضاحية الجنوبية، وما لبثت أن استهدفته غارة بصاروخين، سبقتها ثلاث غارات تحذيرية تمهيدية قرب قهوة ديوان السيد في الجاموس في الضاحية الجنوبية، فيما حلق الطيران المسير فوق المنطقة.
وزعم جيش الاحتلال أنه «هاجم بنية تحتية لتخزين مسيّرات تابعة لحزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت».
في المقابل، دحضت صور التُقطت بعدسة موقع العهد الإخباري مزاعم جيش الاحتلال الصهيوني أنه قصف موقعًا يُستخدم لتخزين الطائرات المُسيَّرة في الضاحية الجنوبية لبيروت، حيث أظهرت الصور بعض ما دمّرته الغارة «الإسرائيلية» في محيط المكان المُستهدف، قرب عددٍ من المدارس والمباني السكنية، ومركز طبيّ، إضافةً إلى محال تجارية ومطاعم ومقاهٍ. ويمكن للمشاهد أن يلاحظ بوضوح عدم وجود أي شيء مما يزعمه العدو.
وأشارت «يديعوت أحرونوت» إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب طلب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عدم استهداف العاصمة بيروت او المرافق الحيوية من مطار ومرفأ وشركة الكهرباء.
وفيما علمت «البناء» أن قيادة حزب الله أبلغت رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة ورئيس مجلس النواب بأن لا علاقة للحزب بإطلاق الصواريخ، أكّد مصدر مسؤول في حزب الله التزام حزب الله باتّفاق وقف إطلاق النار، نافيًا أي علاقة لحزب الله بالصواريخ التي أُطلقت من جنوب لبنان باتّجاه شمال فلسطين المحتلة. وشدّد المصدر على أنّ هذه الحوادث تأتي في سياق افتعال ذرائع مشبوهة لاستمرار العدوان «الإسرائيلي» على لبنان.
وحذرت أوساط دبلوماسيّة عبر «البناء» من محاولة إسرائيل المتكرّرة لاستدراج حزب الله للردّ على الهجوم الإسرائيلي، ما يمنح «إسرائيل» ذريعة وفرصة لاستكمال حربها الشاملة على حزب الله للقضاء على ما تبقى من قدراته العسكرية وقيادته الجهادية ومراكزه واستهداف بيئته في الجنوب والضاحية الجنوبية والبقاع وارتكاب المجازر للضغط على جمهور الحزب.
وفي موقف أميركيّ منحاز للعدو، نقل موقع «أكسيوس» عن مسؤول أميركي، قوله إنّ «إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعربت عن دعمها لرد «إسرائيل» على إطلاق الصواريخ من لبنان»، في وقت تواصل فيه «إسرائيل» اعتداءاتها على لبنان.
وأشار المسؤول الأميركي إلى أنّه «يتعين على الحكومة اللبنانية منع الخروقات و»إسرائيل» تدافع عن مصالحها عندما ترد على هجمات صاروخية من لبنان»، مضيفًا «الحكومة اللبنانية مسؤولة عن نزع سلاح حزب الله والجماعات الأخرى»، وقال: «نتوقع من الجيش اللبناني أن يمنع أي هجمات على «إسرائيل»».
وكشف أنّ «نائبة المبعوث الأميركي للشرق الأوسط مورغان أورتاغوس أجرت محادثات صعبة مع المسؤولين اللبنانيين التي أكدت أن خرق وقف إطلاق النار جاء من لبنان لا من «إسرائيل»»، كما أكدت «دعمنا لـ»إسرائيل» وسعينا لتجنب تصعيد إضافي».
وفي خطوة تترافق مع الضغط العسكري والدبلوماسي والمالي على حزب الله، ذكرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية تامي بروس، أنّ «أميركا أدرجت شبكةً لبنانيةً للتهرب من العقوبات، تدعم الفريق المالي لحزب الله، الذي يشرف على مشاريع تجارية وشبكات تهريب نفط تُدرّ إيراداتٍ لحزب الله»، وفق زعمها.
رسمياً، رأس رئيس الحكومة نواف سلام اجتماعًا أمنيًا عاجلا بحث التطورات، ودان سلام الاستهداف الإسرائيلي الذي طال الضاحية الجنوبية لبيروت، واصفاً إياه بالتصعيد الخطير. وشجب سلام الاعتداءات الإسرائيلية التي تطال المدنيين والمناطق السكنية الآمنة التي تنتشر فيها المدارس والجامعات، مشدداً على وجوب وقف الخروق الإسرائيلية الدائمة للترتيبات الخاصة بوقف الأعمال العدائية، وعلى ضرورة الانسحاب الكامل من النقاط التي لا زالت تحتلها «إسرائيل» بأسرع وقت ممكن.
كما حذّر سلام مجدداً من تجدد العمليات العسكرية على الحدود الجنوبية. وأجرى الرئيس سلام اتصالاً بقائد الجيش العماد رودولف هيكل، للاطلاع على حقيقة الوضع في الجنوب، وطلب منه التحرك السريع لإجراء التحقيقات اللازمة لكشف الجهات التي تقف خلف العملية اللامسؤولة في إطلاق الصواريخ، التي تهدّد أمن لبنان واستقراره.
وعلى وقع نبأ استهداف الاحتلال الضاحية الجنوبية لبيروت، أعلن الرئيس الفرنسي، تضامنه مع أهالي بيروت بعد الاستهداف الإسرائيلي. وأكد في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الجمهورية جوزاف عون، بعد لقائه الأخير في الإليزيه، أن «فرنسا تقف إلى جانب لبنان لأنّها تدرك حجم التحديات التي يعيشها والمساعدات تركّز على إعادة دورة المؤسسات لأنّ هذا هو المفتاح للحصول على المساعدات من المجتمع الدولي». ووعد ماكرون بالاتصال بالرئيس ترامب ونتنياهو لبحث الوضع والعمل على تمكين لجنة المراقبة من القيام بعملها، حسب الاتفاق في تشرين الثاني الماضي.
من جهته، قال الرئيس عون: «قررنا ألا نسمح أن تتكرر الحرب اللبنانية ولذلك ثمة مقتضيات مطلوبة منا كلبنانيين وكدولة أولاً أن نبني دولة قوية سيدة يحميها جيشها وقواها الرسمية وتوافق أبنائها. فلبنان لسوء الحظ يحمل اليوم أرقاماً قياسية عالمية غير مسبوقة، أعلى نسبة لاجئين وأكبر أزمة نقدية طاولت المصارف الخاصة والمصرف المركزي والمودعين». وتابع: «سيادة دولتنا على ارضنا هو مسار ضروري ودقيق في آن قررنا المضي به ونتطلع اليكم لشرح الحساسيات والمقتضيات للعالم أجمع بحيث نطبق القرارات الأمميّة ذات الصلة. السلام لا يكون إلا على العدالة، والحديث بيننا لا ينتهي لذلك اكتفي بكلمة واحدة اختصر بها آلاف الكلمات».
وبدأ الرئيسان عون وماكرون، برفقة الوفدين اللبناني والفرنسي، الاجتماع باتصال مباشر عبر تطبيق «زوم» مع الرئيس السوري أحمد الشرع، وانضم الرئيس القبرصي ورئيس وزراء اليونان إلى محادثات مشتركة لبنانية – فرنسية – يونانية – قبرصية.
وتبلّغ الرئيس خلال الاجتماع بخبر التهديد الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية لبيروت ونقل ذلك إلى المشاركين في الاجتماع الخماسي، وأبلغهم أن الاعتداءات الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية والتهديدات هي استمرار لانتهاك «إسرائيل» الاتفاق الذي ترعاه فرنسا والولايات المتحدة الأميركية، وعلى المجتمع الدولي أن يضع حداً لهذه الاعتداءات وإرغام «إسرائيل» على التزام الاتفاق كما لبنان ملتزم به.
كما أكد الرئيس عون خلال الاتصال مع الرئيس السوري بحضور ماكرون «ضرورة التنسيق بين البلدين من أجل معالجة المسائل العالقة ولا سيما موضوع الحدود المشتركة»، كما أكد «ضرورة الاستفادة من المساعدة الفرنسية لإيجاد حل سريع لقضية عودة النازحين السوريين إلى بلادهم كي يعيشوا بكرامة، وأي عقبات وصعوبات يمكن إيجاد حل لها بالتعاون».
على صعيد آخر، شهدت ساحات المنطقة سلسلة احتفالات بيوم القدس العالمي، حيث شددت المواقف على أهمية هذا اليوم في استمرار المقاومة لتحرير المقدسات ومواجهة المشاريع الأميركية – الإسرائيلية لتدمير المنطقة وتقسيمها وتصفية القضية الفلسطينية.
وشدّد عميد الإعلام في الحزب السوري القومي الاجتماعي معن حمية على أن تزامن يوم القدس العالمي هذا العام، مع ذكرى يوم الأرض، يشكّلان معاً دفعاً جديداً لكل المقاومين على طريق الحق والجهاد. فالقدس من منظورنا لا تعني المدينة فقط، بل هي الرمز الجامع الموحّد لكل أرض فلسطين والأمة بما تشكله من عاصمة تاريخية وأبدية لجنوبنا السوري.
واستقبل رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي الأمين أسعد حردان، بحضور نائب رئيس الحزب وائل الحسنية، وفداً من لقاء «مستقلون من أجل لبنان» ضمّ الأمين العام رافي ماديان وعضو اللقاء أيوب الحسيني، حيث جرى التداول في شؤون وطنيّة عامة وفي استمرار الاعتداءات الصهيونيّة على لبنان.
ودان المجتمعون العدوان الصهيونيّ الذي شهد اليوم تصاعداً من خلال قصف منطقة الجاموس في الضاحية الجنوبية لبيروت التي تضمّ عدداً من مدارس الأطفال ومحال تجارية وأبنية مدنية.
ولفت المجتمعون إلى أن هذا العدوان الجبان، هو نتيجة تغاضي الدول الضامنة عن سلسلة الخروق «الإسرائيلية» لوقف إطلاق النار، وهذا يضع مسؤولية قانونية وأخلاقية وإنسانية على هذه الدول، خصوصاً الدول المشاركة في لجنة مراقبة وتنفيذ وقف إطلاق النار، بين لبنان وكيان العدو.
بدوره، أشار السفير الإيراني في لبنان مجتبى أماني، إلى أنّ «محور المقاومة سيخرج بلا شك من هذه المعركة منتصراً مرفوع الرأس»، وقال: «هذا الانتصار ستكون له مفاعيل مزلزلة على العالم أجمع، فدماء القادة والمقاومين والمستضعفين المسفوكة سواء في لبنان أو فلسطين أو اليمن والعراق أو في أي مكان آخر لن تكون دماء من دون ثمن».
وخلال إحياء سفارة إيران مناسبة «يوم القدس العالمي» بندوة سياسية وحفل إفطار، بحضور وزير العمل محمد حيدر ممثلاً رئيسي الجمهورية جوزاف عون والحكومة نواف سلام والنائب علي حسن خليل ممثلًا رئيس مجلس النواب نبيه بري، قال أماني إنّ «مناسبة يوم القدس تتزامن هذا العام مع تصاعد وتيرة الهجمة الصهيونية التي تشنها حكومة الإرهاب والتطرف الصهيوني ضد شعوب المنطقة، لا سيما أبناء الشعب الفلسطيني، وزيادة منسوب توحشها».
كما تحدّث رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، في المناسبة، وشدّد «مَن يسوقه وهمه لافتراض أن المقاومة قد صارت من الماضي، وأن معادلتها المثلثة الأضلاع قد انتهت إلى غير رجعة، عليه – من موقع النصح – أن يُحاذر سكرة السلطة الموقتة، فالحكومات عادة هي ما تصير من الماضي، أما المعادلات التي يرسمها الشهداء بدمائهم الزكية، وبسموّ تضحياتهم، فتخلد إلى ما بعد التاريخ».
وأضاف رعد: «مَن يدّعي في بلدنا أنه يملك حصريًا قرار الحرب والسلم، أو لحصرية امتلاك الدولة أو غيرها لهذا القرار، فهو يجافي الواقع والحقيقة، لأن العدو الصهيونيّ في أيامنا هو وحده من يشنّ الحرب، ويواصل العدوان والاحتلال. والدولة وحدها لا تملك قدرة الدفاع عن بلدها، ولا حماية شعبها، ويعمد البعض فيها إلى تسويق الانهزام والاستسلام بين المواطنين، إذعانًا لمخطط العدو وخضوعًا لإرادته، وعلى الحكومة، رئيسًا ووزراء، أن يتناسق خطابها الوطني، على الأقل في هذه المرحلة».
بدوره، أشار الرئيس السابق لـ»الحزب التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، إلى «ضغوط من جانب الولايات المتحدة الأميركية على لبنان لدفعه نحو تطبيع علاقاته مع إسرائيل»، مؤكدًا معارضته لذلك.
وقال جنبلاط في مقابلة مع وكالة «فرانس برس»: «السلطات اللبنانية تتعرض لضغوط منذ نهاية الحرب»، مشيرًا إلى أنّ «واشنطن لن تعطي مساعدات للجيش اللبناني إلّا بعد نزع سلاح حزب الله».
إلى ذلك، اتّهم «إسرائيل» بـ»محاولة استقطاب الدروز في سورية، وذلك في إطار خطة واسعة تهدف إلى تفتيت الشرق الأوسط إلى دول طائفية»، مضيفًا «إسرائيل تستمر في المشروع القديم الجديد، وهو تفكيك المنطقة إلى كيانات طائفية ومذهبية وتعميم الفوضى».
إلى ذلك، أجرى وزير الدفاع الوطني اللواء ميشال منسى والوفد الأمني المرافق زيارة الى المملكة العربية السعودية، حيث انعقد اجتماع في جدة مع وزير الدفاع السوري مرهف أبو قصرة والوفد الأمني المرافق برعاية وزير دفاع المملكة العربية السعودية الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود.
وأعلن المكتب الإعلامي لوزير الدفاع أنه «جرى خلال الاجتماع بحث القضايا ذات الاهتمام المشترك بين سورية ولبنان، خصوصًا على الحدود بينهما بما يعزز الأمن والاستقرار بين البلدين، وتم توقيع اتفاق أكد خلاله الجانبان على الأهمية الاستراتيجية لترسيم الحدود، وتشكيل لجان قانونية متخصصة بينهما في عدد من المجالات، وتفعيل آليات التنسيق بين الجانبين للتعامل مع التحديات الأمنية والعسكرية خصوصًا فيما قد يطرأ على الحدود، كما تم الاتفاق على عقد اجتماع متابعة في المملكة العربية السعودية خلال الفترة المقبلة». وأكدت المملكة العربية السعودية «دعمها الكامل لكل ما يحقق أمن واستقرار لبنان وسورية وبما يسهم في حفظ الأمن والاستقرار في المنطقة».
"الأنباء":
عادت الحرب لترخي بمآسيها وخرابها على لبنان إثر موجة غارات شنها العدو الإسرائيليّ استهدفت الضاحية الجنوبية لبيروت، وأدّت إلى سقوط خسائر في الأرواح فضلاً عن الدمار الهائل في المواقع المستهدفة، في أوّل استهداف للضاحية بعد سريان وقف إطلاق النار. هذا العدوان جاء رداً على ادعاءات أطلقها العدو عن إطلاق صاروخين من الأراضي اللبنانية باتجاه فلسطين المحتلة، فيما نفى حزب الله مسؤوليته عن هذه العملية.
وفي وقت وصف فيه الرئيس جوزاف عون الهجوم الاسرائيلي على الضاحية الجنوبية بأنه استمرار للخروقات الاسرائيلية لوقف اطلاق النار، شجب رئيس الحكومة نواف سلام التصعيد الاسرائيلي ووصفه بالخطير ضد المناطق السكنية التي تنتشر فيها المدارس والجامعات، مشدداً على وجوب وقف الخروقات الاسرائيلية في ضوء الانسحاب الاسرائيلي من النقاط الخمس التي تحتلها.
مخطط جهنمي ضد لبنان
في السياق، لفتت مصادر أمنية إلى أن تجدد الحرب ضد لبنان يندرج في سياق مخطط جهنمي لإبقاء لبنان في دوامة الفوضى، وجعله ساحة لتبادل الرسائل الدموية، مشيرة في حديث لـ"الأنباء" الإلكترونية إلى وجود بعض المتضررين من عودة السلام الى لبنان.
المصادر اعتبرت أن إطلاق الصواريخ باتجاه الأراضي المحتلة مرتبط بشكل أو بآخر بتمسك إسرائيل بالنقاط التي تحتلها من أجل استكمال حربها ضد لبنان، كما تفعل في غزة، وأنها رسالة للعالم بأن حزب الله لم يحترم تعهداته بوقف اطلاق النار، وأن الدولة عاجزة عن سحب سلاحه، وبالتالي على إسرائيل التعامل مع هذه الحالات بالطريقة التي تناسبها، لافتة إلى أن التهديد بقصف بيروت والضاحية والأماكن المكتظة سكنياً يهدف الى خروج الناس الى الشارع والمطالبة بطرد حزب الله من الاماكن السكنية تماماً كما حصل في غزة في اليومين الماضيين.
عدو متفلت... وضغط للتطبيع
تزامناً، اعتبر عضو كتلة التنمية والتحرير النائب قاسم هاشم ما جرى يعد استكمالاً للعدوان الاسرائيلي الذي لم يتوقف، فهو مستمر بشكل يومي على مساحة كل الجنوب والضاحية والبقاع، وهو يشتد ويضعف حسب مزاج العدو المستمر ايضاً بقوم باحتلال مساحات من الاراضي اللبنانية ولم يقف عند حدود المواقع الخمس التي يحتلها، بل زاد من المساحات المحتلة بذريعة أو بدونها.
هاشم أشار في حديث لـ"الأنباء" الإلكترونية أن العدو مستفيد من عملية إطلاق الصواريخ ليبرر للخارج أسباب التصعيد والعدوان، علماً أن اللجنة الدولية الراعية لوقف إطلاق النار لم تحرك ساكناً، لافتاً إلى أن "ما سمعناه من الموفدين الدوليين، ومن بعض الأميركيين يدل على ان هناك شراكة مع هذا العدو بدءاً من مورغان اورتاغوس ربطاً بكل الموفدين، في ظل التأكيد على استمرار العدوان للضغط على لبنان وما طرح من أفكار للقبول بمبدأ تشكيل لجان للوصل الى التطبيع معها".
وإذ اعتبر هاشم أن الوضع في المستقبل يشي بأن الأمور مفتوحة على كافة الاحتمالات، لفت إلى تكثف الاتصالات على كل المستويات لدفع الامور الى الاستقرار، لكن برأيه هذا لا يكفي، لان هذا العدو ما زال متفلتاً من العواقب، فإذا لم نصل الى كبح جماحه واستمر بامعانه في العدوان على لبنان فإننا سنكون امام مشكلة كبيرة، حسب تعبيره.
أما في موضوع اطلاق الصواريخ والجهة التي تقف وراءها، رأى هاشم أن هذا الموضوع هو بعهدة الجيش اللبناني الذي عليه ان يحدد هذه الجهات، كاشفاً ان الجيش في المرة الاولى لاطلاق الصواريخ وضع يده على هذه القضية ليصل الى الجهات التي قامت بهذه الأفعال.
ترقب لنتائج الزيارة إلى فرنسا
في الشأن السياسي، تتجه الأنظار إلى ما قد تحمله زيارة رئيس الجمهورية جوزاف عون الى فرنسا، ولقائه الرئيس ايمانويل ماكرون من نتائج ايجابية تصب في مصلحة لبنان، خاصة بعد القمة المصغرة التي جمعت على هامش اللقاء الى جانب ماكرون وعون مع الرؤساء القبرصي كريستوفر دوليديس واليوناني ميتسوتاكيس والسوري احمد الشرع، وما قد ينتج عنها من تعاون مشترك لدول شمال شرق المتوسط في مجالات الامن والتعاون التجاري، بالاضافة الى التنسيق فيما بينهم في مجالات التنقيب على النفط في المياه الإقليمية لكل من لبنان وسورية وقبرص واليونان.
سعيد: اتفاق طائف هو الفصيل الاساسي لاستقرار البلد
في سياقٍ منفصل ومتابعةً للمجريات على مستوى التعيينات وما رافقها من ملابسات بين رئيسي الجمهورية والحكومة وذهاب الامور الى التصويت، أشار النائب السابق فارس سعيد في حديث لجريدة "الانباء" الالكترونية إلى ان هذا الموضوع طوي وأدى الى ما أدى اليه، فهو لا ينظر إلى هذا الامر من زاوية ما جرى من تضارب في وجهات النظر، بل الى النتائج الايجابية بان هناك اتفاق طائف هو الفصيل الاساسي لاستقرار البلد وقيام الدولة، إذ إنه بعد عامين ونصف عام من الشغور الرئاسي أصبح لدينا رئيس جمهورية يوحي بالثقة هو العماد جوزاف عون، وحكومة فاعلة وعازمة على تنفيذ الإصلاحات برئاسة نواف سلام، كما حاكماً لمصرف لبنان بعد شغور هذا الموقع لأكثر من سنتين.
سعيد رأى أن التباين الذي شهدته جلسة مجلس الوزراء لن يؤدي الى خلاف بين رئيسي الجمهورية والحكومة، معتبراً أن العمل جارٍ على ردم الهوة التي وجدت، كما أن على عاتق رئيس الحكومة المباشرة بورشة إصلاحات كبيرة وعلينا جميعاً التعاون معه.
"الشرق":
في تطوّر خطير هو الثاني من نوعه في أقلّ من أسبوع، أعلن الجيش الإسرائيلي «اعتراض صاروخ من الأراضي اللبنانية ورصد صاروخ آخر.
ونقلت العلاقات الإعلامية في «حزب الله» عن «مصدر» في الحزب وصفته بالـ»مسؤول» تأكيده «التزام الحزب باتفاق وقف إطلاق النار»، نافياً «أي علاقة له بالصواريخ التي أُطلقت من جنوب لبنان اليوم (امس) باتجاه شمال فلسطين المحتلة، ولفت المصدر أن «هذه الحوادث تأتي في سياق افتعال ذرائع مشبوهة لاستمرار العدوان الإسرائيلي على لبنان». وبعد إطلاق الصواريخ، تعرضت كفرصير والأطراف الشرقية لبلدة قعقعية الجسر ويحمر والطيبة وكفركلا وأطراف الناقورة وعيتا الشعب لقصف مدفعي إسرائيلي. كما تعرض منزل مدمر على الطريق الداخلية بين العديسة وكفركلا لقصف مدفعي، ما ادى الى قطعها أما ساحة بلدة مركبا فقد تم استهدافها بقنبلة صوتية، وشملت الغارات فيلا شرف الدين قرب مبنى بلدية كفرتبنيت ودمرها، أدت الى سقوط 3 شهداء من بينهم سيدة، وأصيب 18 شخصا بجروح من بينهم 6 أطفال و8 نساء، بحسب مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة، كما طالت الغارات بلدات يحمر الشقيف وأرنون وزوطر الشرقية وإقليم التفاح وبلدة كفرفيلا وجبل صافي وجبل الرفيع في الاقليم ومرتفعات الجبور ونبع الطاسة وبركة الجبور في كفرحونة في منطقة جزين ومثلث عيتا الشعب راميا القوزح وأطراف بلدة سجد وعرمتى وجبل الريحان وأطراف بلدة كفرحونة، وأدت الغارات التي شنها الطيران الحربي الإسرائيلي على الحي الشرقي لبلدة يحمر الشقيف الى تدمير منزلين من دون وقوع اصابات.
الى ذلك، أطلق الجيش الإسرائيلي قذائف فوسفورية على الأطراف الشرقية لبلدة الخيام ما أدى الى إشتعال منزل غير مأهول في البلدة، إضافة الى ذلك دوت صفارات الإنذار في عدد من مراكز «اليونيفيل» جنوب لبنان. هذا، ونفذ الجيش الإسرائيلي عملية تمشيط من تلة حمامص حيث سمع صوت الرشقات الثقيلة بكثافة في البلدات المجاورة كما القت مسيرة إسرائيلية قنابل على مقهى في وسط بلدة حولا،وحلق الطيران المعادي فوق قرى القطاعين الغربي والاوسط، وصولا الى مشارف مدينة صور. كما امتنع عدد من الاهالي من سلوك طريق بلدات الغندورية وفرون بإتجاه جسر القعقعية بسبب القصف المعادي وتوتر الوضع الامني. وكان المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي أفيخاي أدرعي كتب عبر حسابه على «أكس» عقب اطلاق الصاروخين: «إطلاق قذيفتيْن صاروخيتيْن من لبنان نحو إسرائيل حيث تم اعتراض إحدى القذائف بينما سقطت الثانية داخل الأراضي اللبنانية، وأعلن الجيش الإسرائيلي أنّ «صفارات الإنذار دوّت في منطقة مرغليوت وكريات شمونة ومسكاف عام وتل حاي، شمالي إسرائيل، بعد صواريخ أطلقت من لبنان. وعادت الضاحية الجنوبية لبيروت مجددا امس هدفا في مرمى الاستهداف الاسرائيلي. فبعد تحذير اسرائيلي، استهدفت غارة بصاروخين الضاحية، والتي سبقتها ثلاث غارات تحذيرية تمهيدية قرب قهوة الديوان السيد في الجاموس بالضاحية الجنوبية فيما يحلق الطيران المسير فوق المنطقة. وأعلن الجيش الإسرائيلي: «هاجمنا بنية تحتية لتخزين مسيرات تابعة لحزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت».
وكان الجيش الإسرائيلي أصدر انذاراً عاجلا إلى المتواجدين في الضاحية الجنوبية في بيروت وخصوصاً في حي الحدث. وكتب المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي على منصة «أكس»: «لكل من يتواجد في المبنى المحدد بالأحمر وفق ما يُعرض في الخارطة والمباني المجاورة له: أنتم تتواجدون بالقرب من منشآت تابعة لحزب الله أنتم مضطرون لإخلاء هذه المباني فوراً والابتعاد عنها المسافة لا تقل عن 300 متر وفق ما يُعرض في الخارطة. وسادت حالة من التخبط منطقة الحدث بالضاحية نتيجة الإخلاءات وسط مخاوف من وقوع مجزرة في ظل توقف حركة السير والنزوح الكثيف بعد الانذار الاسرائيلي، وسمع صوت اطلاق رصاص تحذيري في الضاحية الجنوبية، وقام الجيش اللبناني بإغلاق الطرقات المؤدية إلى الموقع المهدد.
وكانت أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» في صور عن سقوط إصابات في غارة معادية استهدفت سيارة على طريق برعشيت – بيت ياحون.
الجيش: حدّدنا موقع انطلاق الصواريخ وباشرنا التحقيق لتحديد هوية مطلقيها
صدر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه البيان الآتي: «صعّد العدو الإسرائيلي اعتداءاته على لبنان متذرعًا بإطلاق صاروخين من الأراضي اللبنانية نحو الأراضي الفلسطينية المحتلة، فاستهدف مناطق مختلفة في الجنوب وصولًا إلى بيروت في انتهاك سافر ومتكرر لسيادة لبنان وأمن مواطنيه، وتحدٍّ للقوانين الدولية وخرق فاضح لاتفاق وقف إطلاق النار. في هذا السياق، تمكن الجيش من تحديد موقع انطلاق الصواريخ في منطقة قعقعية الجسر – النبطية شمال نهر الليطاني، وباشر التحقيق لتحديد هوية مطلقيها. كما تعمل الوحدات العسكرية المنتشرة في مختلف المناطق على مواكبة الحركة الكثيفة للمواطنين، لذا تدعو قيادة الجيش إلى الالتزام بتوجيهات هذه الوحدات حفاظًا على سلامتهم. كذلك يستمر الجيش في اتخاذ التدابير اللازمة ومواكبة التطورات عند الحدود الجنوبية بغية ضبط الوضع».
"الشرق الأوسط":
رفعت إسرائيل وتيرة التصعيد ضد «حزب الله» إلى أعلى مستوياته منذ 4 أشهر، حيث قصفت طائراتها الضاحية الجنوبية لبيروت للمرة الأولى منذ التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، كما هددت بتكرار القصف في حال استهداف شمال إسرائيل، وحملت الحكومة اللبنانية مسؤولية إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان نحو منطقة الجليل الأعلى، الجمعة، وهو حدث نفى «حزب الله» ضلوعه فيه.
وحفّز هذا التصعيد حراكاً دولياً ورسمياً لبنانياً، كونه «الأخطر منذ التوصل إلى اتفاق إطلاق النار»، فيما حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، من أن إسرائيل «ستضرب في كل مكان بلبنان ضد أي تهديد».
وقال نتنياهو في بيان، إن «أي طرف لم يفهم بعد الوضع الجديد في لبنان تلقى اليوم مثالاً جديداً على تصميمنا»، مضيفاً: «المعادلة تغيرت (…) لن نسمح بحد أدنى من إطلاق النار على بلداتنا، وسنواصل (…) الضرب في كل مكان بلبنان ضد أي تهديد لدولة إسرائيل».
رئيس الحكومة اللبنانية
وترأس رئيس الحكومة نواف سلام، اجتماعاً أمنياً عاجلاً لبحث التطورات، ودان الاستهداف الإسرائيلي الذي طال الضاحية الجنوبية لبيروت، واصفاً إياه بالتصعيد الخطير. وشجب سلام الاعتداءات الإسرائيلية التي تطال المدنيين، والمناطق السكنية الآمنة التي تنتشر فيها المدارس والجامعات، مشدداً على وجوب وقف الخروقات الإسرائيلية الدائمة للترتيبات الخاصة بوقف الأعمال العدائية، وعلى ضرورة الانسحاب الكامل من النقاط التي ما زالت تحتلها إسرائيل بأسرع وقت ممكن.
كما حذّر سلام مجدداً من تجدد العمليات العسكرية على الحدود الجنوبية. وأجرى سلام اتصالاً بقائد الجيش العماد رودولف هيكل، للاطلاع على حقيقة الوضع في الجنوب، وطلب منه التحرك السريع لإجراء التحقيقات اللازمة لكشف الجهات التي تقف خلف العملية اللامسؤولة في إطلاق الصواريخ، التي تهدد أمن لبنان واستقراره.
وطالب سلام بتكثيف الجهود للتحري عن الفاعلين وتوقيفهم وإحالتهم إلى القضاء المختص. وشدد على ضرورة منع تكرار مثل هذه الأفعال العبثية، مع التأكيد على وجوب استكمال الإجراءات التي يتخذها الجيش اللبناني لحصر السلاح بيد الدولة.
وأجرى سلام سلسلة اتصالات بمسؤولين عرب ودوليين من أجل ممارسة أقصى الضغوط على إسرائيل، لوقف اعتداءاتها المتكررة. وأعاد التأكيد على تمسك لبنان الكامل بتطبيق القرار 1701، وبترتيبات وقف الأعمال العدائية، وبأن الجيش اللبناني وحده المولج بحماية الحدود، وأن الدولة اللبنانية هي صاحبة قرار الحرب والسلم حصراً.
وقائع التصعيد
وأعلن الجيش الإسرائيلي في بيان، أن «قذيفتين صاروخيتين» أطلقتا من لبنان نحو الأراضي الإسرائيلية، مشيراً إلى اعتراض واحدة وسقوط الثانية في لبنان. وجاء في البيان أنه «إثر إطلاق صفارات الإنذار… رصدت قذيفتان صاروخيتان آتيتان من لبنان، تم اعتراض واحدة، بينما سقطت الثانية داخل الأراضي اللبنانية».
وحذر وزير الدفاع يسرائيل كاتس بأنه «إذا لم يعم الهدوء في بلدات الجليل، فلن يكون هناك هدوء في بيروت». وأضاف: «الحكومة اللبنانية تتحمل المسؤولية المباشرة عن أي إطلاق نار باتجاه الجليل. لن نسمح بالعودة إلى واقع ما قبل 7 أكتوبر (تشرين الأول). سنضمن سلامة سكان الجليل وسنتحرك بقوة أمام أي تهديد».
وأعلن الجيش اللبناني أنه حدد الموقع الذي أطلق منه الصاروخان باتجاه إسرائيل، وقال في بيان: «تمكن الجيش من تحديد موقع انطلاق الصواريخ في منطقة قعقعية الجسر – النبطية شمال نهر الليطاني، وباشر التحقيق لتحديد هوية مطلقيها»، في حين قال مصدر أمني لبناني لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، شرط عدم كشف اسمه، إن الموقع يبعد 15 متراً فقط من نهر الليطاني الذي كان من المقرر أن ينسحب «حزب الله» إلى شماله بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.
وسجلت عملية إطلاق الصاروخين بعد أيام من إطلاق 3 صواريخ من جنوب لبنان على إسرائيل السبت، في أول عملية من نوعها منذ دخول وقف إطلاق النار حيز التنفيذ.
وأكد مصدر مسؤول في «حزب الله» أن لا علاقة للحزب بالصواريخ التي أُطلقت من جنوب لبنان، لافتاً إلى أن إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان يأتي في سياق افتعال ذرائع مشبوهة لاستمرار العدوان. وشدد على التزام الحزب باتفاق وقف إطلاق النار.
تصعيد إسرائيلي
وحمل الجيش الإسرائيلي الحكومة اللبنانية مسؤولية إطلاق الصواريخ من جنوب لبنان، وشن سلسلة غارات وقصفاً مدفعياً شمل عدة بلدات في الجنوب ومنطقة في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وبدا أن الجيش يفرض معادلة «الجليل مقابل الضاحية»، إذ هدّد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، بقصف الضاحية الجنوبية لبيروت، وقال في بيان عبر الفيديو: «أي محاولة لإلحاق الضرر بقرى الجليل، فإنّ أسطح المنازل في الضاحية الجنوبية لبيروت ستهتز». وتوجّه إلى الحكومة اللبنانية قائلاً: «إذا لن تفرضوا تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار (مع حزب الله)، فنحن سنفرضه».
قصف جوي
وما إن انطلقت الصواريخ حتى بدأت إسرائيل بحملة قصف جوي طالت مناطق واسعة في الجنوب، وأسفرت عن سقوط 7 قتلى على الأقل.
وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» اللبنانية الرسمية عن تعرّض كثير من البلدات في جنوب لبنان للقصف المدفعي. ونقلت في وقت لاحق عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة في لبنان، بياناً أعلنت فيه أن «غارة (…) على بلدة كفرتبنيت أدت في حصيلة محدثة ثانية إلى سقوط شهيد، وارتفاع عدد الجرحى إلى 18 شخصاً من بينهم 3 أطفال».
وأفادت بأن كثيراً من المدارس الرسمية خصوصاً في منطقة صور، أغلقت أبوابها بعد التهديد الإسرائيلي بالرد العسكري على لبنان.
وبعد وقت قصير، أصدر الجيش الإسرائيلي تحذيراً لسكان منطقة الحدت في الضاحية الجنوبية لبيروت، مطالباً إياهم بإخلاء المنطقة وبالابتعاد عن مبنيين سيتعرضان للقصف. وأوردت «الوكالة الوطنية للإعلام» أن «الطيران الحربي الإسرائيلي أغار على حي الحدث في الضاحية الجنوبية» المكتظ بالسكان، والذي أغلقت مدارسه أبوابها عقب إصدار الجيش الإسرائيلي أمر إخلاء للمنطقة، مما تسبب بحالة من الهلع.
وعقب الغارة، قال الجيش الإسرائيلي في بيان: «ضربت قوات الدفاع الإسرائيلية موقعاً تستخدمه وحدة (حزب الله) الجوية (127) لتخزين المسيرات في منطقة الضاحية».
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا