افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح يوم الاحد 20 أبريل 2025

الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Apr 20 25|07:24AM :نشر بتاريخ

النهار 

 عيد الفصح المتزامن هذه السنة لدى الطوائف المسيحية التي تتبع التقويم الغربي كما التي تتبع التقويم الشرقي والمصادف اليوم أضفى ملامح حيوية على مجمل الواقع الداخلي بدفع من التفاؤل السائد حيال خطوات إعادة ترميم الواقع السياسي والأمني والمؤسساتي عموما . ولكن العيد وحده لم يبد كافيا لتبديد مساحات القلق المتبقية في جوانب عدة لا تزال تتسم بنسبة عالية من الخطورة لا سيما منها ما يتصل بملف السلاح الذي يحتل الأولوية في هذه الحقبة . ولذا وعلى رغم مناخات العطلة ترددت بقوة المفاعيل والترددات السلبية لموقف "حزب الله" الأخير الذي عبر عنه أمينه العام الشيخ نعيم قاسم برفض تسليم "سلاح المقاومة" وتثبيت حملة شروط للبدء في البحث او الحوار في موضوع الاستراتيجية الدفاعية بما رسم معالم احراج واضح للسلطة الرسمية وتحديدا لرئيسي الجمهورية والحكومة اللذين ما ينفكّان يوميا عن اطلاق تعهدات حازمة حول التزامات الدولة بتحقيق حصرية السلاح للدولة وحدها . حتى ان رئيس الحكومة نواف سلام عايد اللبنانيين امس بالفصح قائلا "فصح مجيد للبنانيين عموماً والمسيحيين خصوصاً. عساه أن يعود بالخير والأمان والاستقرار على بلدنا الحبيب. وكلنا عزم وأمل ان ننجح معاً عبر الإصلاح وبسط سلطة الدولة على كامل أراضيها بإخراج لبنان من أزماته إلى القيامة الفعلية للوطن الذي يستحقه أبناءه جميعاً.".

ولكن التفاعلات الناجمة او المرتبطة بملف السلاح لم تبق ضمن الدائرة الداخلية فقط بل تخطتها إلى الجانب الأميركي بحيث سجل دخول نائبة المبعوث الأميركي الى الشرق الأوسط المكلفة بملف لبنان وإسرائيل مورغان اورتاغوس على خط السجالات الإعلامية ، وعلى طريقتها النارية التي لم توفر فيها هذه المرة ، الزعيم الدرزي وليد جنبلاط فأشعلت سجالا حادا وغير مسبوق معه.  

وقد رد جنبلاط بعد ظهر امس على أورتاغوس فوصفها ب"الأميركية البشعة" بعدما وجّهت المبعوثة الأميركية اليه إهانة تعليقاً على كلامه بشأن شروطها لحل الأزمات في لبنان وخاصة سلاح "حزب الله"، فتوجّهت إليه قائلة: "المخدّرات مضرّة يا وليد".

ونشر جنبلاط لاحقاً صورة محاربين واحد منهما بهيئة هيكل عظمي عبر "إكس" وأرفقها بتعليق: "The ugly American"

وكانت أورتاغوس قد علّقت أيضاً على تهديد الأمين العام لـ"حزب الله" نعيم قاسم برفضه تسليم سلاح الحزب، إعلانه مواجهة من سيعمل على نزعه فكتبت تعليقا من كلمة واحدة هي " تثاؤب" بما اطلق العنان للتفسيرات حول ما قصدته بذلك . 

وفي التفاعلات الداخلية لكلام الشيخ نعيم قاسم ومواقف الحزب أشار رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع إلى أنّ "البعض يصرّ في الأيام الأخيرة على العودة إلى منطق التهديد والوعيد والأيادي التي ستُقطع. هذا ليس منطق الدولة، ولا منطق الديمقراطية، ويجافي تمامًا منطق السلم الأهلي. على أصحاب هذا المنطق أن يكفوا عن استعماله ويكتفوا بما ألحقوه بالبلاد والعباد من مآسٍ وأضرار، ويتركوا الحكم الجديد ينتشل البلاد من المأساة التي أوصله إليها أصحاب هذا المنطق . فليتركوا المجال للرئيس الجديد والحكومة الجديدة من أجل مسح الخسائر التي خلّفوها، والبدء بإعادة بناء دولة فعلية تعيد الكرامة والعزّة والعيش الكريم الى اللبنانيين، وتبادر إلى إعادة الأعمار".

ولعل ما زاد هذا المناخ تفاقما تدخل السفير الإيراني في لبنان مجتبى اماني معتبرا أن "مشروع نزع السلاح مؤامرة واضحة ضد الدول"، محذراً من الوقوع في فخ الأعداء. وأفادت وكالة تسنيم الدولية للأنباء أن أماني كتب في تدوينة على منصة "إكس" نزع سلاح حزب الله: "مشروع نزع السلاح مؤامرة واضحة ضد الدول. فبينما تواصل الولايات المتحدة تزويد الكيان الصهيوني بأحدث الأسلحة والصواريخ، تمنع الدول من تسليح وتعزيز جيوشها، وتضغط على دول أخرى بحجج مختلفة لتقليص أو تدمير ترساناتها". وأضاف: "عندما تستسلم هذه الدول لمطالب نزع السلاح، تصبح عرضة للهجوم والاحتلال، كما حدث في العراق وليبيا وسوريا".وأشار إلى أن "الجمهورية الإسلامية الايرانية تدرك خطورة هذه المؤامرة وتهديدها لأمن شعوب المنطقة"، مؤكداً: "نحن نحذر الآخرين من الوقوع في فخ الأعداء. الحفاظ على الردع هو خط الدفاع الأول للسيادة والاستقلال ولا ينبغي تعريضه للخطر".

وسط هذه الأجواء تطرق البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في رسالة الفصح الى دور المسيحيّين فقال " إنّهم أصحاب رسالة وهي: أن يعزًوا الحزانى ويحملوا أثقال الآخرين، وأن يشجّعوا، وأن يعلنوا الحياة في زمن الموت، وأن يظلّوا بمدارسهم وجامعاتهم ومستشفياتهم وسائر مؤسّساتهم، في كلّ مكان وبيئة، يؤدوّن الخدمة للجميع، ويشهدون أنّ جميع البشر إخوة وأخوات، فيُسكتوا صراخ الموت. كفى حروبًا، كفى تصنيع أسلحة والمتجارة بها، فالعالم بحاجة إلى خبز لا إلى سلاح. ولتتوقّف عمليّات الإجهاض وقتل الأبرياء، ولتُفتح أيادي القادرين لتملأ الأيادي الفارغة حتى من الضروريّ. ها نحن اليوم حجّاج الرجاء نلتجئ إليك، أيّها المسيح القائم. لنفتح قلوبنا لك، أنت الحياة، ونتقبّلها منك حياة جديدة، ونمط عيش جديد، يخرجنا من عتيقنا إلى جديد نعمة القيامة".

وفي المواقف البارزة أيضا هنأ الرئيس سعد الحريري اللبنانيين عموما وأبناء الطوائف المسيحية خصوصا بحلول عيد الفصح، وكتب عبر حسابه  "فصح مجيد.أعاده الله على الجميع وعلى بلدنا بالخير والاستقرار ، وأسأل الله أن يكون طريق جلجلة لبنان قد انتهى وبدأت قيامته على نور دولة عادلة وقوية بقدر طموحات اللبنانيين".

 

 الأنباء الإلكترونية 

في خضم التطوّرات الإقليمية والدولية المتلاحقة، توجهت أنظار العالم إلى روما هذه المرّة، حيثُ عُقدت الجولة الثانية من المحادثات غير المباشرة بشأن برنامج طهران النووي، والتي جرت في "أجواء بنّاءة"، بحسب وسائل إعلام إيرانية، فيما اعتبر السفير الايراني لدى لبنان مجتبى أماني في تغريدة على صفحته على موقع "أكس" أن مشروع نزع سلاح "حزب الله" في المنطقة "مؤامرة واضحة"، الأمر الذي قد يشكل سبباً لوزارة الخارجية اللبنانية لاستدعائه. 

في الشكل، فقد جرت المفاوضات الأميركية الايرانية، التي استمرت أربع ساعات، على نحو سابقتها، في غرفتين منفصلتين، بينما تولى الوزير العماني نقل الرسائل بينهما، فيما من المقرّر أن تنعقد جولة جديدة من المحادثات في 26 نيسان المُقبل في عمان، بحسب ما أفاد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، مشيراً إلى أن "المناقشات الفنية على مستوى الخبراء ستبدأ الأربعاء".

أولوية إيران 

في السياق، لفتَ العميد المتقاعد أندريه بو معشر إلى أنَّ "الأولوية لدى إيران تكمُن في الحفاظ على نظامها، أكثر من الإبقاء على برنامجها النووي وقدراتها الصاروخية، اللذين ينطويان تحت إطار العقيدة والنظام، أما اليوم فالنظام مهدد بسبب العقوبات، في ظلّ تصميم الرئيس الأميركي دونالد ترامب على الذهاب إلى النهاية في هذا الشأن، وبالتالي ما من مكتسبات ستحصل عليها إيران، بل إنها تسعى إلى الحفاظ على مكانتها في ظلّ التغيّرات التي تشهدها المنطقة".

بو معشر رأى في حديث لـ"الأنباء" الإلكترونية أنَّ باستطاعة الإيراني اللعب على المدى الطويل، واستثماره بهدف تحسين الشروط، بينما أنَّ ترامب مقيّد بسنواتٍ أربع يريد خلالها تحقيق الإنجازات لتعزيز صورته"، مشيراً إلى أنَّ "الإشكالية تقع بين إسرائيل وإيران، في سياق الخطر من امتلاك إيران للسلاح، خصوصاً إذا توفّرت مؤشرات تفيد بأنها قد اقتربت من امتلاك سلاح نووي، حينها نكون أمام مواجهة شاملة، إذ أن إسرائيل لن تسمح بذلك بمعزل عن الموافقة الأميركية، بغض النظر عن أنَّها لن تشنّ أيّ ضربة على إيران دون غطاء أميركي، وهو ما تعتبره مسألة وجودية مع تهديدها المستمر منذ سنوات عدّة.

لا مساعدات للبنان إلّا إذا! 

توازياً، شدّد بو معشر على أنَّ المساعدات الدولية للبنان لن تُقدّم إلّا بعد أن تحسم الدولة قرارها لجهة بسط السيادة والمباشرة بتنفيذ الإصلاحات، إلّا أنَّ استمرار الاحتلال الإسرائيلي للنقاط الخمس، يشكّل عائقاً أمام بسط السيادة وتمكين المؤسسة العسكرية في ظلّ غياب الدعم المادي الدولي، مؤكداً أنَّ مسألة حصر السلاح قد حُسمت تحت جناح البيان الوزاري وخطاب القسم، فيما يبقى السؤال حول التوقيت، والمكان وأطر التنفيذ، اللذين من المفترض أن يشكلوا أحد جوانب الاستراتيجية الدفاعية.

وإذ رأى بو معشر أنَّ الملف اللّبناني مرتبط بشكل مباشر بالمفاوصات الأميركية- الإيرانية، لفتَ إلى أنَّ أيّ نتيجة إيجابية ستعكس إنفراجاً لناحية تسهيل عملية تسليم السلاح، أما تعثّر المفاوضات فهو لن يصبّ في مصلحة أحد، سواء لبنان أو الحزب أو إيران في ظل الضغط الدولي لتنفيذ الإصلاحات من أجل الحصول على التمويل.

 

قيامة جديدة للبنان ولكن!

في سياق متصل، يحتفل لبنان اليوم بعيد الفصح المجيد بعد سلسلة أزمات قاسية في ظلّ قيامة جديدة لا يزال يحتاج الى اكتمال عناصرها، في وقتٍ تتصاعد فيه حدّة التصريحات وآخرها خطاب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الذي رفع السقف رداً على ما يتردد حول مسألة حصر السلاح في الآونة الأخيرة.

تزامناً، لفتت مصادر أميركية إلى أنَّ تصريحات قاسم الأخيرة تقف عاجزاً أمام إعادة الإعمار، كما تُعيق الجهود الدولية لوقف الاعتداءات والدفع نحو الانسحاب الإسرائيلي. وتطرقت المصادر إلى رفض حصر السلاح بيد الدولة، معتبرةً أنَّه والخطاب التصعيدي يُعيقان مسيرة النهوض في لبنان، فيما يبقى على المسؤولين تلقف الفرصة الحقيقية للنهوض والتحلّي بالمسؤولية الوطنية لتجنب الوقوع في كوارث جديدة ترهق اللبنانيين.

السفير الايراني: نزع السلاح "مؤامرة"

إلى ذلك، صب السفير الايراني في لبنان مجتبى أماني "الزيت على النار" إذ اعتبر أن مشروع نزع سلاح حزب الله في المنطقة "مؤامرة واضحة" تستهدف أمن الدول واستقرارها، في إشارة إلى نزع سلاح حزب الله وتسليمه للدولة اللبنانية.

وحذر أماني في تصريح عبر منصة إكس "من أن الاستجابة لمثل هذه المشاريع تجعل الدول عرضة للهجمات والاحتلال".

وأضاف: "في الوقت الذي تواصل فيه الولايات المتحدة تزويد الكيان الصهيوني بأحدث الأسلحة والصواريخ، تضغط على دول أخرى لتدمير ترساناتها العسكرية تحت ذرائع مختلفة، وبمجرّد أن تستسلم تلك الدول، تصبح هدفاً سهلاً للهجوم، كما حصل في العراق وليبيا وسوريا، نحن في الجمهورية الإسلامية الإيرانية نعي خطورة هذه المؤامرة ونحذر الآخرين من الوقوع في فخ الأعداء. إن حفظ القدرة الردعية هو خط الدفاع الأول عن السيادة والاستقلال."

ويرى مراقبون أن الخطاب الإيراني المتكرّر حول "الردع" يُستخدم لتبرير الإبقاء على سلاح حزب الله خارج إطار الدولة اللبنانية، يعمّق الخلاف الداخلي حول مفاهيم السيادة والشرعية، ويطرح تساؤلات حول دور طهران في رسم حدود القرار الأمني والسياسي في لبنان.

 

 

الشرق الأوسط

 اختتمت الجولة الثانية من المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة في روما باتفاق على تفعيل المسار الفني عبر اجتماعات خبراء، على أن تتواصل المحادثات في جولة ثالثة بالعاصمة العُمانية مسقط، وذلك بعد أيام من تحذيرات الرئيس ترمب من عمل عسكري محتمل.

وفي اجتماعهما غير المباشر الثاني في غضون أسبوع، أجرى وزير الخارجية عباس عراقجي مفاوضات لمدة أربع ساعات تقريباً في روما مع مبعوث ترمب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، من خلال وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي نقل الرسائل بينهما.

وقالت الخارجية العمانية في بيان إن الطرفين وافقا «على الانتقال إلى المرحلة التالية من المحادثات التي تهدف إلى التوصل إلى اتفاق عادل ودائم وملزم».

وأشار البيان إلى أن الاتفاق المحتمل يضمن أن «تكون إيران خالية تماماً من الأسلحة النووية والعقوبات»، فضلاً عن «الحفاظ على قدرتها في تطوير الطاقة النووية السلمية».

وأضاف: «قد تم التأكيد على أن الحوار والتواصل الواضح هما السبيل لتحقيق اتفاق وفهم متبادل موثوق به يصب في مصلحة جميع الأطراف المعنية على الصعيدين الإقليمي والدولي».

وأشار البيان إلى الاتفاق على أن الجولة المقبلة، ستُعقد في مسقط خلال الأيام القليلة المقبلة.

وأعرب البوسعيدي عن شكره لكل من ويتكوف وعراقجي: «على تعاملهما البناء والمثمر في المحادثات اليوم»، مشيراً إلى أن «هذه المفاوضات تحقق تقدماً ملحوظاً وأن ما كان مستحيلاً في السابق أصبح الآن أقرب إلى التحقق».

تفاهم أفضل
ومن جانبه، قال وزير الخارجية الإيراني، للتلفزيون الرسمي: «المحادثات تتقدَّم في الاتجاه الصحيح»، مشيراً إلى التوصُّل إلى تفاهم بشأن عقد «الجلسات الفنية على مستوى الخبراء في سلطنة عمان، يليها اجتماع لكبار المفاوضين يوم السبت المقبل».

وقال عراقجي: «عقدنا اليوم جلسةً استمرّت نحو 4 ساعات. كانت جلسةً مثمرةً، والمفاوضات تسير في مسار إيجابي».

وأضاف: «هذه المرة تَمكنَّا من التوصُّل إلى تفاهم أفضل حول مجموعة من المبادئ والأهداف، واتفقنا على استئناف المحادثات والانتقال إلى المرحلة التالية، حيث ستبدأ الجلسات الفنية»، مضيفاً أن «المفاوضات الفنية على مستوى الخبراء ستنطلق في عُمان يوم الأربعاء».

وزاد في السياق نفسه: «سيتمكَّن الخبراء من مناقشة التفاصيل ووضع إطار للتوافق، ثم نلتقي (مع ويتكوف) يوم السبت المقبل في عمان؛ لمراجعة نتائج عمل الخبراء، وتقييم مدى تقدُّمنا في تحقيق المبادئ الأساسية للاتفاق».

 

بين التفاؤل والتشاؤم

وتحفَّظ عراقجي على التسريبات الإعلامية بشأن المفاوضات. وقال: «التكهنات والتحليلات دائماً ما تكون جزءاً من أي عملية تفاوضية، وقد يسعى البعض إلى تقديم تفسيرات لأغراض معينة، لكنني لا أؤيد هذه التكهنات».

ولفت عراقجي إلى أن: «المعيار الحقيقي هو ما يحدث خلف طاولة المفاوضات». ودعا إلى «عدم الانشغال بالتكهنات، وتركنا نواصل هذا المسار في إطار عقلاني حتى نتمكَّن من الوصول إلى نتيجة». وتابع قائلًا: «المفاوضات من مهام وزارة الخارجية، ولا ينبغي أن تُحدث أي ضجة أو توتر في المجتمع. نحن نعمل بهدوء ودقة».

وبشأن النتائج المحتملة، أشار عراقجي إلى تصريحات سابقة للمرشد الإيراني قائلاً: «كما أشار المرشد، لا يوجد سبب للتشاؤم أو التفاؤل المفرطين، ويجب أن نسير في هذا المسار بشكل متوازن وعقلاني».

وأضاف: «نأمل أن نكون في وضع أفضل الأسبوع المقبل بعد المحادثات الفنية، لكننا ما زلنا نتعامل بحذر في تقييم إمكانية التوصل إلى تفاهم».

ونوه عراقجي بأنه «من وجهة نظرنا، لا يوجد أي موضوع قابل للمفاوضة سوى بناء الثقة فيما يتعلق بالبرنامج النووي الإيراني مقابل رفع العقوبات»، مضيفاً: «الأميركيون التزموا بهذا المبدأ حتى الآن». لكنه قال: «نحن لا نزال نتعامل بحذر، ونأمل أن نكون في وضع أفضل الأسبوع المقبل لتقييم إمكانية التوصل إلى اتفاق».

في السياق نفسه، قال عراقجي في تصريح لوكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» إن «الأميركيين لم يثيروا حتى الآن أي نقاش خارج إطار الملف النووي». وأضاف: «أكدنا أن مفاوضاتنا تقتصر بشكل حصري على القضية النووية ولن نقبل التطرق إلى أي موضوع آخر».

وتصر إيران على أن تقتصر المحادثات على ملفها النووي ورفع العقوبات، معتبرة أنشطتها الإقليمية وقدراتها الصاروخية ووقف نشاطاتها النووية «خطوطاً حمراء».

وكان «الحرس الثوري» الإيراني أعلن في وقت سابق أن قدرات إيران العسكرية والدفاعية غير مطروحة للنقاش في المحادثات، ومن ضمنها برنامج الصواريخ الباليستية وبرنامج الطائرات المسيَّرة اللذان يثيران مخاوف في العالم.

ولم يصدر بعد تعليق من الولايات المتحدة على المحادثات. وقال ترامب للصحفيين أمس الجمعة "أنا مع منع إيران، بكل تأكيد، من امتلاك سلاح نووي. لا يمكنهم امتلاك سلاح نووي. أريد أن تكون إيران عظيمة ومزدهرة ورائعة".في غضون ذلك، قال مسؤول إسرائيلي ومصدران مطلعان إن إسرائيل، التي عارضت الاتفاق النووي المبرم مع إيران عام 2015، لم تستبعد شن هجوم على المنشآت النووية الإيرانية في الأشهر المقبلة.وانتهكت طهران منذ عام 2019 قيود اتفاق عام 2015 المتعلقة بتخصيب اليورانيوم بل وتجاوزتها بشكل كبير، إذ أنتجت مخزونات تفوق بكثير ما يقول الغرب إنه ضروري لبرنامج طاقة مدني.

وقال مسؤول إيراني كبير إن الخطوط الحمراء لإيران تعني أنها لن توافق أبدا على تفكيك أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم أو وقف التخصيب تماما أو خفض مخزونها من اليورانيوم المخصب إلى ما دون المستويات المتفق عليها في اتفاق عام 2015.

لقاء في سفارة عمان
وعرض التلفزيون الرسمي لقطات تُظهر مغادرة الوفد الإيراني مقر السفارة العُمانية، حيث جرت المفاوضات غير المباشرة.

ونفى التلفزيون الرسمي الإيراني في وقت سابق، تعثراً «مؤقتاً»، وذلك بعدما ذكرت وسائل إعلام إيرانية، بعد نحو ساعة من المحادثات، أن عراقجي «أوقف المفاوضات لمدة 15 دقيقة؛ بسبب طرح الطرف الأميركي قضايا غير نووية، وأعلن أن استئناف المحادثات مشروط بالتركيز على القضايا النووية فقط».

جاء ذلك، بعدما طالبت طهران الوفد الأميركي بـ«تجنب طرح مطالب غير واقعية وغير معقولة تحت تأثير إسرائيل».

ونفى مصدر مطلع في تصريح للتلفزيون الرسمي صحة الأنباء التي أوردتها وسائل إعلامية بشأن تعليق المفاوضات لمدة 15 دقيقة. ووصف التقارير بـ«الزائفة»، وأضاف: «تبيَّن عدم صحتها».

ورغم نفي التوقف، فإن صحافيين مرافقين للوفد الإيراني أكدوا صحة التوقف، لكنهم قالوا إن الوفد الإيراني طلب «التوقف من أجل الصلاة».

وأثناء المحادثات، ظهر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، مرتين على شاشة التلفزيون الرسمي، وقال بقائي: «إن المفاوضات بدأت نحو الساعة 12 بتوقيت روما».

وأوضح أن «سير إجراءات المفاوضات مماثل للجولة الأولى، حيث يجلس الوفدان في قاعتين منفصلتين، ويتنقل وزير الخارجية العُماني بين الوفدين، وقبل بدء المفاوضات، أجرينا محادثات مع الوزير العُماني. تُدار المفاوضات بالكامل من قبل عُمان كما كانت الحال في الجولة السابقة».

وقال بقائي: «على وسائل الإعلام عدم الترويج للأخبار الزائفة بشأن المفاوضات، ومتابعة الأخبار الدقيقة عبر وزارة الخارجية». وأضاف: «الأخبار الكاذبة جزء من محاولات خلق التشويش حول المفاوضات. تركيزنا ينصب على تحقيق مصالح إيران دون الالتفات إلى هذه الجوانب الهامشية».

وأفاد الإعلام الرسمي، نقلاً عن بقائي بعد وصول الوفد الإيراني إلى روما، «في ظل التصريحات المتناقضة التي صدرت عن عدد من المسؤولين الأميركيين خلال الأيام القليلة الماضية، نتوقَّع من الجانب الأميركي أن يقدِّم في المرحلة الأولى توضيحاً يزيل الغموض الخطير الذي أُثير حول نيّته وجديته».

وأضاف: «إن مواقف ومطالب الجمهورية الإسلامية، سواء فيما يخصُّ رفع العقوبات غير القانونية أو الملف النووي، واضحة تماماً، وقد تم إبلاغ الطرف المقابل بها خلال الجولة الأولى من المفاوضات».

وتابع بقائي: «إن العودة إلى الأساليب السابقة لن تفضي إلى نتيجة، ولا يمكن تحقيق أي تقدم فعلي ما لم يتعامل الطرف الآخر بواقعية، ويتجنب طرح مطالب غير واقعية وغير معقولة تحت تأثير إسرائيل».

وفي طهران، قال علي شمخاني المستشار السياسي للمرشد الإيراني والأمين السابق لمجلس الأعلى للأمن القومي، السبت، إن مفاوضات الوفد الإيراني مع الطرف الأميركي تهدف التوصل «اتفاق متوازن، لا من منطلق الاستسلام». وأضاف شمخاني في رسالة على منصة القول «توجه المفاوضون الإيرانيون إلى روما وهم يتمتعون بكامل الصلاحيات، سعياً للتوصل إلى اتفاق شامل يستند إلى 9 مبادئ أساسية، منها الجدية، وتقديم الضمانات، ورفع العقوبات، ورفض النموذج الليبي (...) وتجنب التهديدات والسرعة في التفاوض وكبح المعترضين (مثل إسرائيل)، وتسهيل الاستثمار».

وأجرى عراقجي مشاورات مع نظيره العماني قبيل انطلاق المحادثات. وكان الوزير الإيراني قد أجرى مشاورات مع نظيره الإيطالي أنطونيو تاياني.

وكان ويتكوف وعراقجي باشرا المحادثات بشأن ملف إيران النووي الذي يثير التوتر بين طهران وبلدان غربية، في عُمان يوم 12 أبريل (نيسان).

وقد تُحدِّد قدرة الرجلين على إيجاد أرضية مشتركة في هذه المفاوضات عالية المخاطر مصير المحادثات. وصل كلاهما إلى مقر السفارة العمانية بروما في وقت متأخر من صباح السبت.

وتُعدّ هذه المحادثات لحظةً تاريخيةً في سياق العداء المستمر بين البلدين منذ ثورة 1979، وأزمة رهائن السفارة الأميركية. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد انسحب في عام 2018 من الاتفاق النووي الإيراني، مما أدى إلى سنوات من الهجمات والمفاوضات التي فشلت في استعادة الاتفاق الذي كان قد حدّ من تخصيب إيران لليورانيوم مقابل رفع العقوبات الاقتصادية.

إيران تسعى إلى اتفاق استقرار اقتصادي
ولا تزال الاحتجاجات في إيران متصاعدة نتيجة السخط الشعبي من الغلاء المعيشي، في حين أن هناك شائعات عن احتمال رفع تكلفة البنزين المدعوم في البلاد، مما قد يؤدي إلى اندلاع احتجاجات جديدة.

من ناحية أخرى، شهدت العملة الإيرانية (الريال) انخفاضاً حاداً؛ إذ تجاوزت حاجز المليون مقابل الدولار الأميركي في وقت سابق من الشهر، لكنها تحسنت جزئياً مع بدء المحادثات، وهو ما تأمل طهران استمراره.

وفي تطور آخر، وصلت طائرتان من طراز «إيرباص A330 - 200»، واللتان طالما سعت إليهما شركة «إيران للطيران»، إلى طهران، الخميس. كانت الطائرتان تابعتين سابقاً لشركة «هاينان» الصينية، وتمت إعادة تسجيلهما لإيران. وتتطلب الصفقة موافقة وزارة الخزانة الأميركية نظراً للعقوبات المفروضة على إيران، ولم ترد أي تعليقات بعدُ من واشنطن.

وبموجب اتفاق عام 2015، يمكن لإيران شراء طائرات جديدة، وقد أبرمت صفقات كبيرة مع «إيرباص» و«بوينغ»، لكن تلك الصفقات تأثرت بعد تهديدات ترمب بإلغاء الاتفاق النووي.

 

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : الصحف اللبنانية