الجمهورية: عون يحذّر من الفبركات.. وجورج عبدالله حراً...

الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Jul 26 25|08:17AM :نشر بتاريخ

برغم عدم تعيين موعد للردّ الأميركي الجديد على الردّ اللبناني على ورقة الحل الأميركي الذي أُبلغ إلى الموفد الأميركي توم برّاك الاثنين الماضي، إلّا أنّ معطيات الجهات المعنيّة بحركة الإتصالات الجارية في هذا الشأن تفيد من جهة، بأنّ الردّ الأميركي هو مسألة أيّام قليلة، وربّما خلال «الويك أند». الّا أنّها تقلّل من جهة ثانية من احتمال أن يأتي هذا الردّ إيجابيّاً، وقابلاً بما سُمّيت «خريطة الإنقاذ وترسيخ الأمن والاستقرار» المرسومة في الردّ اللبناني. كون الهدف الأساس المبني عليه مشروع الحل الذي قدّمه برّاك، والمتعلق بسحب سلاح «حزب الله» لم يُحسم حتى الآنّ بالشكل المنصوص عليه في المشروع الأميركي.

 

مكانك راوح

عملياً، ومنذ الزيارة الأولى للموفد الأميركي، وحتى زيارته الأخيرة، فإنّ التوصيف الدقيق لمجريات الإتصالات واللقاءات التي أجراها برّاك يلخّصه مشاركون في هذه الإتصالات بكلمتين: «مكانك راوح».

 

بناءً على هذا التوصيف، تؤكّد الأجواء أنّ السلبية هي «الطابشة» في ميزان تقييم الزيارة الثالثة للموفد الأميركي، ولاسيما انّ النقاشات حول الورقة الأميركية جرت بين منطقين لا خلاف بينهما، حول ما تُعتبر بنوداً ثانوية في الورقة، الّا انّهما متعاكسان تماماً حول جوهرها، أي حول بند سحب السلاح، الذي يتجاذبه الموقف الأميركي الذي يقول بصراحة ووضوح بسحبه بالكامل وبصورة عاجلة، مع إيلاء هذه المهمّة للحكومة اللبنانية، في مقابل الموقف اللبناني الذي يؤكّد من جهته الرغبة الكاملة في بلوغ حلّ يضمن الأمن والإستقرار، ويمهّد بصورة أكيدة لتحقيق هدف حصر السلاح بيد الدولة، ولكن مع تجنّب الوقوع في المحظور، بما له من ارتدادات وتداعيات على الداخل اللبناني.

وعلى ما يقول العارفون بمجريات النقاش، فإنّ الجانب الأميركي، وخلافاً للنبرة الهادئة التي جاءها برّاك في إطلالاته الإعلامية المكثفة، كان أكثر صراحة في المحادثات المباشرة، حيث كانت اللغة اكثر حدّة. وعلى حدّ تعبير أحد المشاركين في الاجتماعات، فإنّه في معرض تأكيد الجانب الأميركي على ضرورة استجابة لبنان لمندرجات ورقة الحل الأميركية، وتحديداً حول بند سحب سلاح «حزب الله»، انطوى الكلام الأميركي على تحذير من عدم الإستجابة، وحول هذا التحذير قيل كلام كبير جداً، ما يعني أنّ الأميركيين مصرّون على تحقيق هدف سحب السلاح بمعزل عن ايّ اعتبارات أخرى.

 

لا تراجع

وفيما تؤكّد مصادر مطلعة على تحضيرات الردّ اللبناني الأخير على الطرح الأميركي، لـ«الجمهورية»، أنّ هذا الردّ جاء بمضمون صلب، وبصياغة متينة حول كل ما هو مدرج في الورقة الأميركية، وهي بالتالي أقصى الممكن بالنسبة إلى لبنان، وتتوخى الاستجابة للحلّ، مع أولوية مراعاة مصلحة لبنان وسيادته»، فإنّ مطلّعين على الموقف الأميركي اكّدوا لـ«الجمهورية»، أنّ الأميركيين اكثر تصميماً على سحب سلاح «حزب الله». وكشف هؤلاء «أنّ التقييم الأوّلي للردّ اللبناني لا يرقى إلى ما يطلبه الأميركيون في الشق المتعلق بسحب السلاح. فالأميركيون مصرّون انّ على لبنان أن يقرأ تطورات المنطقة جيداً بما يحصل فيها من متغّيرات وتحوّلات، وليتصرّف على هذا الأساس بما ينجّيه من ايّ ضرر محتمل من بقاء السلاح بيد «حزب الله»، وأيّ تأخير في اتخاذ قرار سحب السلاح ستكون له تبعاته حتماً، وقد يزيد من الأضرار. من هنا فإنّ بند سحب سلاح الحزب ثابت بالنسبة إلى الاميركيين، بل هم متصلبون إلى أبعد الحدود في هذا الامر، ومصمّمون على سحبه ضمن مهلة زمنية محّدّدة (بين شهرين واربعة اشهر على الأكثر)، وهم يقولون إنّ القرار والمبادرة هما الآن بيد الحكومة اللبنانية، لكن ذلك لا يعني انّهم قد يبادرون في وقت لاحق إلى ممارسة ضغط او ضغوط مباشرة في هذا الاتجاه».

 

المشكلة معقّدة

اللافت في هذا السياق، ما يُقال في مجالس المسؤولين عن «اننا في مشكلة معقّدة جداً، ولبنان في ظل ما يجري فيه ومن حوله في وضع لا يُحسد عليه، والضغوط تستهدفه من الداخل والخارج، والخوف الكبير هو من انسداد الأفق أمام محاولات الحلول، ما يعني دفع لبنان لأن يقيم في قلب الخطر. فمن جهة تضغط عليه الورقة الأميركية لسحب السلاح، ومن جهة ثانية تضغط عليه فرضية انّ استعجال سحب السلاح هو استعجال لمشكل كبير في لبنان، وصعوبة اتخاذ مثل هذا القرار في ظل الرفض القاطع من قبل «حزب الله» للتخلّي عن سلاحه لا الآن ولا قبل ولا بعد».

 

كسر المراوحة

على أنّ السؤال الذي يطرح نفسه في موازاة هذا التعقيد، هل ستستمر هذه المراوحة عبر جولات متتالية للموفد الأميركي، أم سيبرز تطوّر ما يكسر هذه المراوحة ويقود الأمور في اتجاه الحلحلة الحقيقية؟

في اعتقاد مصدر رفيع «انّ الخطر يلوح في الأفق»، وقال لـ«الجمهورية»: «لبنان لا يستطيع أن يجازف بأيّ خطوة تهدّد استقراره الداخلي، وهذا ينطبق على قرار سحب سلاح «حزب الله»، وفي المقابل فإنّ الموقف الأميركي، ومعه الغرب بصورة عامة، يدفع إلى نزع السلاح بأي وسيلة، ومصرّ على اتمام هذا الامر بصورة عاجلة. وبين هذا وذاك يتبدّى خطر محتمل تصطدم فيه الامور بحائط مسدود، بما قد يشرّع الأجواء على احتمالات تصعيدية من اتجاهات مختلفة ومتعددة وبأكلاف كبرى، ولبنان في هذه الأجواء يشكّل الحلقة الأضعف، وغير القادر على تحمّل اي أضرار او تبعات».

 

تحذير ديبلوماسي

ولوحظ في الساعات الاخيرة، انّ «حزب الله» نأى بنفسه عن الورقة الأميركية، مؤكّداً انّه ليس معنياً بها، وانّ ثلاثة امور يجب تحقيقها قبل أي أمر آخر، وهي وقف الانتهاكات الإسرائيلية، وانسحاب إسرائيل من كل الأراضي اللبنانية المحتلة، وتحرير الأسرى اللبنانيين.

وفي موازاة ذلك، قال سفير اوروبي رداً على سؤال لـ«الجمهورية»: «لبنان في وضع حساس جداً، وعلى كل الاطراف فيه أن يتشاركوا في وضع الحصان امام عربة الحل وليس خلفها».

واكّد السفير «انّ التطورات الإقليمية والدولية تتسارع بوتيرة عالية جداً، والتأثيرات تبدو شاملة كل دول المنطقة، ومن هنا فإنّ الوقت ثمين جداً، خصوصاً امام لبنان الذي توجب مقتضيات أمنه واستقراره الاستفادة من هذا الوقت، والسير بما هو مطروح من حلول».

ورداً على سؤال آخر، أشاد السفير الاوروبي بـ«التعاطي المسؤول لدى المستويات الرسمية والسياسية والأمنية في لبنان، حيال ما أُثير من إشكالات بعد أحداث السويداء، ومنع إشعال فتيل العنف الطائفي بأبعاد كارثية».

الّا انّ السفير عينه اكّد انّ الخطر على لبنان ليس من داخله فقط، وقال: «اخشى من مخاطر وخطوات قد تلجأ اليها إسرائيل ضدّ لبنان».

إلى ذلك، وربطاً بالخطر الإسرائيلي، فقد كثفت إسرائيل من اعتداءاتها على المناطق اللبنانية، ما ادّى إلى سقوط شهداء وجرحى في برعشيت، بالتوازي مع استمرار التحليق التجسسي في الأجواء اللبنانية، ولاسيما فوق الضاحية الجنوبية لبيروت.

 

لا خوف على لبنان

وفي السياق، أكّد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون امام وفد نادي الصحافة، انّه «عندما تكون الأجهزة الأمنية والإرادة السياسية متفقين على هدف واحد، فلا خوف على لبنان، والجيش والقوى الأمنية تعمل على توقيف شبكات إرهابية، وتقوم بعملها على أكمل وجه، ويجب التنبّه من الأخبار المفبركة التي تهدف إلى إثارة البلبلة والخوف من أمور غير موجودة بالأصل».

وكشف عون عن قيامه شخصياً باتصالات مع «حزب الله» لحل مسألة السلاح، «وانّ المفاوضات تتقدّم ولو ببطء، وانّ هناك تجاوباً حول الأفكار المطروحة في هذا المجال». وشدّد الرئيس عون على دعمه للقضاء في فتح أي ملف متعلق بالفساد، بمعزل عن أي خلفية طائفية كانت أو حزبية. ولفت إلى انّ ملفات الفساد التي فُتحت إلى الآن، متعلقة بأشخاص من مختلف الطوائف والانتماءات الحزبية. وقال: «سأسير في ملف الفساد إلى النهاية، شاء من شاء وأبى من أبى».

وعن الخلافات الحاصلة حول موضوع اقتراع المنتشرين في الخارج في الانتخابات النيابية، أوضح الرئيس عون انّ هذا النقاش يحسمه مجلس النواب، وانّ الحكومة قامت بما عليها. وكان الرئيس عون قد تلقّى اتصالاً من رئيس الحكومة نواف سلام، أطلعه فيه على نتائج زيارته الرسمية إلى باريس ولقائه مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.

 

بعد 40 سنة

في موازاة الأحداث الداخلية والسياسية والأمنية، برز أمس حدث مهمّ تجلّى في إفراج عن فرنسا عن جورج ابراهيم عبدالله، بعد 40 سنة في السجن، حيث أُدين بالتواطؤ على اغتيال ديبلوماسيين أميركي وإسرائيلي في العام 1987.

وتمّ الإفراج فجر امس عن عبدالله، الذي يعدّ أقدم السجناء في فرنسا، وقد وصل بعد الظهر إلى بيروت، حيث نُظّم له استقبال حاشد في المطار، وصولاً إلى بلدته القبيات. وقال عبدالله في المطار لدى وصوله: «المناضل داخل الأسر يصمد بقدر ما يحتل رفاقه الموقع الأساسيّ في المواجهة. وإسرائيل تعيش الفصل الأخير في وجودها. وأنا خرجت بفضل تحرّك الجميع». وأكّد أنّ «إسرائيل تعيش آخر فصول نفوذها ويجب على المقاومة وفلسطين الإستمرار».

 

مهرجانات بعلبك

انطلقت مساء أمس مهرجانات بعلبك الدولية، تحت شعار «أعمدة الخلود»، وذلك بعد توقف العام الماضي، حيث اقتصر البرنامج حينها على حفلة واحدة فقط.

وافتُتح المهرجان بعرض أوبرا «كارمن» للمؤلف جورج بيزيه، من إخراج المخرج اللبناني العالمي جورج تقلا، وقيادة الأوركسترا بقيادة المايسترو توفيق معتوق، وسط أجواء احتفالية مفعمة بالفن والجمال.

وحضر الافتتاح عدد من الشخصيات السياسية، أبرزهم رئيس الحكومة نواف سلام والسيدة الأولى نعمت عون.

أما السهرة الثانية من المهرجان، فستُقام في 8 آب 2025، مع عرض «حقبات» (Stages) بمشاركة الفنانة هبة طوجي، وإنتاج أسامة الرحباني، في ليلة فنية مميزة داخل قلعة بعلبك الأثرية.

 

 

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : جريدة الجمهورية