البناء: ترامب ونتنياهو لبدائل عن التفاوض لإعادة الأسرى بعد سنتين من حرب الإبادة

الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Jul 26 25|08:21AM :نشر بتاريخ

أثار حديث الرئيس الأميركي دونالد ترامب ومن بعده رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو عن البحث عن بدائل للتفاوض لاسترداد الأسرى، السخرية في الأوساط الدوليّة المتابعة للمشهد الفلسطيني خلال عامين، لم يُبقِ الاحتلال ومن خلفه أميركا من وسائل قتل وتدمير وتجويع وحصار لم يقوما باستخدامها، بهدف تركيع المقاومة، إلا وتمّ اختبارها، ولم تبقَ خطط عسكرية للقضاء على المقاومة إلا وتمّت تجربتها وحشدت لها كل القدرات والإمكانات، لكن الحقيقة القاطعة التي ظهرت، أنّهم يستطيعون قتل النساء والأطفال وتجويع السكان، وتدمير البيوت والمستشفيات والمدارس، لكن هناك ما لن يستطيعوا نيله، استرداد الأسرى والقضاء على المقاومة، وأن قدرهم هو التفاوض مع المقاومة إن أرادوا استرداد الأسرى، ولذلك رأت مصادر فلسطينية في كلام ترامب ونتنياهو محاولات ضغط وحرب نفسيّة للتأثير على معنويات المفاوض الفلسطيني أملاً بدفعه لتقديم المزيد من التنازلات، خشية انهيار المسار التفاوضي الذي تؤكد المصادر أنّه لم يتوقف رغم الكلام التصعيدي الأميركي والإسرائيلي.
في باريس اجتماعان مهمان، واحد جمع وزير خارجية النظام الجديد في دمشق أسعد الشيباني بوزير الشؤون الاستراتيجية في حكومة الاحتلال رون دريمر، والثاني جمع الشيباني مع المبعوث الأميركي توماس باراك ووزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو، والحصيلة في الشأن السوري الإسرائيلي مطالبة حكومة دمشق بتفهم المطالب الأمنية الإسرائيلية ومطالبة “إسرائيل” بعدم تعريض أمن سورية للخطر، وفق ما فهم من البيان الأميركي الفرنسي السوري المشترك الذي تحدث عن ضمان عدم تعرّض دول الجوار للأذى من الأراضي السورية وعدم تعرّض سورية للأذى من دول الجوار، بينما كانت الحكومة السورية تأمل بالحصول على دعم واشنطن وباريس لموقفها أمام الاعتداءات الإسرائيلية التي استهدفت دمشق ومقار سيادية فيها، بالرغم من أي موقف عدائي لم يصدر عن دمشق. وتضمن البيان المشترك إضافة لذلك دعوة للسير قدماً بمسعى المصالحة الوطنيّة بدلاً من تلبية طلب حكومة دمشق بدعوة من تصفهم بالخارجين عن القانون لإلقاء السلاح، وكانت في البيان فقرة خاصة في ملف مكافحة الإرهاب، فهم منها أن الأمر يتجاوز تنظيم داعش ويطلب رفع الغطاء عن تشكيلات إرهابية منضوية في مؤسسات الدولة العسكرية والأمنية.
في بيروت، استقبال شعبي وسياسي للمناضل جورج عبدالله العائد من أسر الحكومة الفرنسية بعد 41 عاماً من الاعتقال منها 26 سنة دون مسوّغ قضائيّ بطلب أميركي إسرائيلي، وقد تحدّث جورج عبدالله أمام مستقبليه ووسائل الإعلام، مؤكدا تمسكه بالنضال لأجل فلسطين داعياً الشعوب العربية أن تتحمل مسؤولياتها وتقوم بما عليها أسوة بما تفعله الشعوب في الغرب، داعياً للالتفاف حول المقاومة التي قدّمت قادتها شهداء.

وأكّد المناضل اللبناني جورج عبد الله المُفرج عنه من السجون الفرنسية أنَّه يجب الاستمرار في مواجهة العدو حتى التحرير، مشدّداً على أنَّ المقاومة مستمرة في هذه الأرض ولا يمكن اقتلاعها، فيما لفت إلى أنَّ «إسرائيل» تعيش آخر فصولها.
واعتبر عبد الله في تصريحات إعلامية من داخل مطار بيروت الدولي، أنَّه من المعيب للتاريخ أن يتفرّج العرب على معاناة أهل فلسطين وأهل غزة، مشيراً إلى أنَّ الجماهير المصرية يمكن أن تغيّر المشهد في غزة. وأضاف: «ننحني أمام شهداء المقاومة كلنا. المقاومة ليست ضعيفة وهي قوية بفعل شهدائها وقادتها»، داعياً للالتفاف حول المقاومة أكثر من أيّ وقت مضى. كما لفت إلى أنَّ شهداء المقاومة هم القاعدة الأساسية لأيّ فكر تحرّري، مشدداً على أنَّ المقاومة في فلسطين يجب أن تتصاعد.

وقال خلال ملاقاته الحشود على طريق مطار بيروت: «تحياتي للمقاومة وشهدائها وللضاحية، المقاومة هي الحرية ويجب الالتفاف حولها»، وشدَّد المناضل عبد الله على أنَّ المقاومة هي الحرية والالتفاف حولها وحول غزة شرف وكرامة لكم جميعاً.
وتوجّه بالشكر للمقاومة ولشهداء الضاحية الجنوبية لبيروت ولمن حمل راية الحرية، وقال «تحياتي للمقاومة وللشهيد القائد السيد حسن نصر الله ولكلّ أبناء المقاومة وأهل الضاحية».
من جهّته، قال عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب إبراهيم الموسوي خلال استقباله المناضل عبد الله في مطار بيروت: «أنت رمز الكرامة والصمود والشرف والحريّة والمقاومة».
ونظم استقبال شعبي حاشد لعبدالله بحضور النائبين إبراهيم الموسوي وقبلان قبلان ونائب رئيس المجلس السياسي في حزب الله محمود قماطي.
واستقبلت بلدة القبيات في عكار ابنها المحرر باحتفال حاشد حضره النائب جيمي جبور وفعاليات المنطقة.
وحيّا الحزب السوري القومي الاجتماعي المناضل جورج إبراهيم عبد الله، الذي بصموده وثباته وعدالة قضيته، التي نذر حياته دفاعاً عنها وفي قلبها فلسطين، استطاع أن ينتزع حريّته بعد 41 عاماً من الاعتقال المتواصل في السجون الفرنسيّة، وأن يعود إلى أهله ومحبيه ظافراً بشرف الصبر والثبات والخيار.
وفي بيان أصدره عميد الإعلام في الحزب معن حمية، لفت إلى أنّ السنوات الطويلة من اعتقاله التعسّفي، شكّلت وصمة عار على جبين القضاء الفرنسي، الذي رضخ، تحت وطأة الضغوط الصهيو-أميركية، وتذرّع بحجج واهية للتنصّل من مسؤوليّاته في إنفاذ القوانين الفرنسية المرعية الإجراء.
ورأى «القومي» أنّ قرار الإفراج عن الأسير البطل جورج عبد الله يُعيد شيئاً من ماء الوجه إلى قيم الثورة الفرنسية التي كانت تتشارك مع جورج الزنزانة ذاتها. فقيم الحرية والتحرر والتحرير، هي قيم تتقاطع بين الشعوب الحرة التي تناضل دفاعاً عن أرضها وكرامتها.

ولفت الى أنّ حرية الرفيق المناضل جورج عبد الله هي ثمرة صموده وجهود رفقائه ومحبيه، وكل المؤمنين بعدالة قضيته، وبموقفه الصلب الرافض للاعتذار من القتلة وداعميهم، والمتمسك بخيار المقاومة وبوصلة لا تحيد عن الحق.
في غضون ذلك، توزع المشهد السياسي بين لقاءات باريس ونتائج زيارة رئيس الحكومة نواف سلام إلى فرنسا واجتماعه مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، وبين لقاءات يجريها هناك المبعوث الأميركي توم برّاك مع مسؤولين فرنسيين يتابعون ملف لبنان، حيث اجتمع مع الموفد جان ايف لودريان للتشاور في ما توصلت إليه محادثاته في بيروت وردها على الورقة الأميركية إضافة الى استحقاق التجديد لقوات «اليونيفل».
في سياق آخر كشفت مصادر دبلوماسية لـ»الجديد» أن «الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عبّر لرئيس الحكومة نواف سلام عن دعم فرنسا له كرئيس للسلطة التنفيذية ليواكب المطالب الإصلاحية لا سيما أن فرنسا تحضر لمؤتمر دعم للبنان لا يمكن إنجازه من دون تقدم لبناني ملموس».

وسجلت زيارة للسفير الفرنسيّ في لبنان هيرفي ماغرو إلى كليمنصو مساء أمس، حيث استقبله الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، وجرى البحث في التطورات السياسية في لبنان والمنطقة.
وينتظر لبنان الرد الأميركي على المذكرة اللبنانية الرسمية الذي تسلمها براك من رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون والتي تتلاقى مع الطرح المتكامل الذي قدّمه رئيس مجلس النواب نبيه بري للمبعوث الأميركي، وعلمت لـ»البناء» أن براك يجري مروحة لقاءات واتصالات مع المسؤولين الفرنسيين في باريس ومع مسؤولين إسرائيليين في تركيا لنقل الطرح اللبناني إلى «تل أبيب» على أن يتسلم الجواب الإسرائيلي خلال أيام ثم يستمزج رأي إدارته في واشنطن ثم يعود إلى لبنان أواخر الشهر الحالي أو مطلع الشهر المقبل لاستئناف المباحثات مع الجانب اللبناني والمتوقع أن تكون زيارة مفصلية وتحدّد ما إذا كانت الأجواء إيجابية أم أن التصعيد العسكريّ سيكون سيد الموقف في ظل استمرار «إسرائيل» اعتداءاتها أمس الأول وأمس بشن سلسلة غارات على الجنوب.
ولفتت أوساط رسمية لـ»البناء» الى أن الموقف اللبناني لم يتغير من الرد الأول على الورقة الأميركية الأولى رغم بعض التعديلات أو التقدم بالطرح اللبناني نحو ضمانات أكثر بعد الأحداث السورية، لكن الرد اللبناني الأخير سيكون نهائياً ولن يتغير لأنه ينطلق من السيادة اللبنانية والمصلحة الوطنية وحماية حدود لبنان وأمنه القومي واستعادة حقوقه وضمن الثوابت الوطنية.

ولفت زوار عين التينة لـ»البناء» إلى أن الرئيس بري قدم طرحاً متكاملاً مع شرح تفصيلي يحفظ الحقوق اللبنانية ويضمن حماية لبنان من العدوان الإسرائيلي مرفقاً بتوازي وتزامن المهل والتنفيذ بين «إسرائيل» ولبنان، وبالتالي بعد هذا الطرح باتت الكرة في الملعب الأميركي والإسرائيلي. ولفت الزوار إلى أن لا يمكن للبنان أن يتنازل أكثر من المطروح في الورقة اللبنانية، والمطلوب العودة إلى تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار لا خلق اتفاق جديد يطيح باتفاق 27 تشرين الثاني الماضي، وبالتالي الحلّ يبدأ بتطبيق إسرائيل التزاماتها في الاتفاقات والقرارات السابقة والانسحاب من كل الجنوب إلى الحدود الدولية ووقف العدوان وإطلاق سراح الأسرى مع ضمانات دولية وأميركية تحديداً بإعادة الإعمار.
غير أن مصادر نيابية أكدت بأن لبنان ليس ضعيفاً بل يملك أوراق قوة عدة أهمها سلاح المقاومة والإرادة الشعبية بالدفاع عن الوطن ضد الخطر الإسرائيلي والإرهابي، إلى جانب الموقف الرئاسي الموحد والوحدة الوطنية المتمثلة بأغلب القوى السياسية والمرجعيات الروحية التي أكدت خلال اليومين الماضيين أهمية الوحدة والتعاضد والتماسك الداخلي في مواجهة العدوان الإسرائيلي ومخططات الفتنة إلى جانب موقف رئيس الجمهورية الذي أكد بأن لا عودة الى لغة الحرب، إضافة الى مواقف الرئيس بري الذي وصفه مفتي الجمهورية اللبنانية عبد اللطيف دريان بالضمانة الوطنية الحقيقية.
وحذرت المصادر عبر «البناء» من حرب الإشاعات المغرضة التي تحاول بث روح اليأس والخوف والقلق بين اللبنانيين عبر التلويح بالحرب الإسرائيلية على لبنان أو التهديد بدخول مجموعات مسلّحة من الحدود السورية إلى البقاع واحتلال طرابلس وعكار. وشددت المصادر على أن هذه الحرب النفسية تهدف إلى الضغط على حزب الله والدولة اللبنانية للخضوع للأوراق الأميركية التي تحمل الشروط الإسرائيلية، وأكدت بأن لبنان بوحدته وجيشه وشعبه ومقاومته الشعبية والمسلحة سيواجه أي عدوان واجتياح إسرائيلي أو دخول إرهابي من سورية إلى لبنان.

أمنياً، نقل عضو بلدية الضهيرة بسام سويد الى المستشفى اللبناني – الإيطالي في صور، مصاباً بطلقين ناريين بعدما أطلق العدو عليه النار، بينما كان في طريقه الى بلدته الضهيرة الحدودية في قضاء صور، ووصفت إصابته بالخطيرة. وصدر عن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة بيان، أعلن أن «مواطناً أصيب بجروح في بلدة الضهيرة قضاء صور، بعدما أطلق العدو الإسرائيلي النار في اتجاهه». كما ألقت مسيّرة إسرائيلية قنبلة صوتية في أجواء حي الدباكة في ميس الجبل، من دون وقوع إصابات. ولاحقا، استهدف الطيران المسير الإسرائيلي سيارة من نوع رابيد عند أطراف بلدة برعشيت في قضاء بنت جبيل بغارتين ما أدى إلى سقوط شهيد.
وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة في بيان أن «غارة العدو الإسرائيلي على سيارة في بلدة برعشيت أدت إلى سقوط شهيد».

وزعم المتحدّث باسم جيش العدو الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، أنّ «الجيش هاجم في وقت سابق اليوم في جنوب لبنان، وقضى على مسؤول القوّة البشريّة لقطاع بنت جبيل في «حزب الله» علي محمد حسن قصان».
في المواقف أشار رئيس الجمهوريّة جوزاف عون، خلال استقباله في قصر بعبدا، وفداً من «نادي الصّحافة» «أنّنا ما زلنا ننتظر نتائج تحرّكات المبعوث الأميركي توماس براك، والرّدّ على الورقة اللّبنانيّة المقدَّمة له. المطلب اللّبناني واضح جدّاً، نريد التزام «إسرائيل» باتفاقيّة وقف إطلاق النّار كما التزم لبنان بها، وانسحابها من التلال الخمس».
وأكّد أنّ «الجيش بات منتشراً في كل المناطق اللّبنانيّة، ما عدا الأماكن الّتي لا تزال «إسرائيل» تحتلّها في الجنوب، والّتي تعيق استكمال هذا الانتشار». أمّا ما يُحكى عن الخوف والقلق من عودة الحرب، فاعتبر أنّها «أخبار مضلّلة هدفها ضرب العهد من أجل كسب بعض النّقاط السّياسيّة، فقط لا غير».

وعن سلاح «حزب الله» والدّعوات إلى إلغاء اللّجنة الأمنيّة بين الجيش والحزب، فقد أعرب الرّئيس عون عن استغرابه «الكلام عن وجود مثل هذه اللّجنة الأمنيّة»، كاشفاً عن «قيامه شخصيّاً باتصالات مع «حزب الله» لحل مسألة السّلاح، وأنّه يمكن القول إنّ هذه المفاوضات تتقدّم ولو ببطء، وإنّ هناك تجاوباً حول الأفكار المطروحة في هذا المجال». وشدّد على أنّ «أحداً لا يرغب في الحرب، ولا أحد لديه القدرة على تحمّل نتائجها وتداعياتها، ويجب التعامل بموضوعيّة ورويّة مع هذا الملف»، منبّهاً من «الأخبار المفبركة الّتي تهدف إلى إثارة البلبلة والخوف من أمور غير موجودة بالأصل، على غرار ما قيل حول دخول إرهابيّين إلى القصير وطرابلس، إذ تبيّن أنّ الموضوع غير صحيح، ولا يمتّ إلى الحقيقة بصلة». ولفت إلى أنّ «الخطاب المتطرف لا يفيد ولا يهدف سوى إلى تحقيق مكاسب سياسيّة، ولو على حساب الوطن».

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : البناء