الأنباء: الإقليم المتفجّر يشغل كواليس لقاءات باريس... وخيارات لبنان تضيق
الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Jul 26 25|08:20AM :نشر بتاريخ
اتجهت الانظار في الساعات الماضية إلى باريس، حيث شهدت العاصمة الفرنسية على اجتماعين بالغي الأهمية، الأول بين سوريا وإسرائيل برعاية أميركية، حيث كشف المبعوث الاميركي توم برّاك عن انعقاده من دون صدور مواقف رسمية حول تفاصيله من كلا الجانبين. وأما محور المباحثات فكان الجنوب السوري على أثر أحداث السويداء الدامية، والاتفاق على تفاهمات أمنية أولية.
أما الاجتماع الثاني فكان سورياً فرنسياً أميركياً، ولم ينفصل بدوره عن أحداث الأيام الماضية، مع التأكيد على ضرورة المصالحة في السويداء ومحاسبة مرتكبي أعمال العنف.
إلا أن اجتماعاً ثالثاً لم يكن يقلّ أهمية لم يُكتَب له النجاح، وكان من شأنه أن يفتح نافذة على الحل بين الحكومة السورية و"قسد"، إلا أن الظروف يبدو أنها غير ناضجة للقاء، وربما أكثر من ذلك بانتظار ما تخفيه الكواليس.
الخبير العسكري العميد الركن المتقاعد ناجي ملاعب علّق على اجتماع باريس الإسرائيلي السوري، معتبراً في حديث لجريدة الأنباء الالكترونية أن الرئيس الأميركي يسعى الآن لتوسيع مساحة إسرائيل من خلال إحكام السيطرة على ثلاث محافظات في سورية، بحكم تشاركها الجغرافي وهي درعا والقنيطرة والسويداء، بحجة خلق منطقة آمنة تديرها قوى. وهو ما تم بحثه في باريس بين وزير الخارجية السوري ووزير الأمن الاستراتيجي الاسرائيلي.
وأشار ملاعب إلى أن إسرائيل مصمّمة على تقسيم سوريا، مقدّراً منح الأكراد والدروز حكماً ذاتياً، يمتد الى بلاد العلويين.
الخيارات تضيق
في هذه الأثناء، يبدو أن البعض في لبنان لم يلتقط بعد مؤشرات التحوّلات الكبرى التي تشهدها المنطقة، ولا يمكن وصف زيارة السفير برّاك إلا بغير الموفقة، وإن كان لبنان يتوقّع إجابة تصل عبر السفارة الأميركية أو عبر برّاك شخصياً. لكن المؤكد أن الوقت يمرّ والخيارات بدأت تضيق، لا سيما وأن الحديث عن مهل زمنية كان بغاية الوضوح هذه المرة.
وفي هذا السياق، لفت ملاعب الى فشل مهمة برّاك، وأن حزب الله لن يسلّم سلاحه، وان الدبلوماسية اللبنانية وعلى مستوى الرئاسات الثلاث نجحت بالتمسك بضمانات. ووصف هذا الموقف بالهام جداً وأن من حق لبنان المطالبة بضمانات قبل تسليم السلاح.
مصير اليونيفيل
على صعيد آخر، ومع اقتراب موعد التمديد لقوات الطوارىء الدولية العاملة في جنوب لبنان "اليونيفيل" المكلفة تطبيق القرار 1701، أفادت مصادر مطلعة عبر جريدة الانباء الالكترونية عن محاولة أميركية لتعديل مهمات اليونيفيل لا سيما لجهة ضمان حرية حركتها في جنوب لبنان من دون مواكبة الجيش اللبناني لدورياتها كما درجت العادة. على أن تُعطى صلاحيات بالتدخل في العديد من المهمات.
وأشارت المصادر إلى أن باريس تلعب دوراً كبيراً على هذا المستوى، وتتولّى إعداد قرار التمديد لسنة جديدة، وتسهيل الموافقة عليه بين الدول المعنية. وكشفت المصادر أن هذا الموضوع كان طبقاً أساسياً على طاولة البحث بين الرئيس ايمانويل ماكرون ورئيس الحكومة نواف سلام، الذي حصل على تطمينات فرنسية بهذا الخصوص، بانتظار ما ستؤول اليه الاتصالات حول تعديل المهام أو إبقائها على حالها.
جورج عبدالله حرّاً
في سياق منفصل، وبعد أن أمضى 41 سنة في السجون الفرنسية، أفرج القضاء الفرنسي عن السجين اللبناني جورج عبدالله المسجون بتهمة التخطيط لاغتيال أحد الرعايا اليهود. ولدى وصوله الى لبنان جرى لعبدالله استقبال حاشد في مطار رفيق الحريري الدولي وفي مسقط رأسه القبيات.
ومساء، نشر الرئيس وليد جنبلاط على "أكس" مجموعة صور لجورج عبدالله، معلّقاً بالقول: "التحية لجورج إبراهيم عبدالله. ستعود فلسطين".
مفاوضات غزة
فلسطينياً، تتعثر المفاوضات في الدوحة بين حماس واسرائيل، في ظل تصريحات عالية السقف من ترامب تجاه حماس.
وقدم العميد ملاعب، عبر جريدة الانباء الالكترونية، مقاربة أمنية وسياسة لما تشهده المنطقة مستقبلاً والتي لن يكون لبنان بمنأى عنها، لافتاً إلى أن ما يعلن عن تعثر المفاوضات الجارية في الدوحة بين حماس واسرائيل بشأن الوضع في غزة ليس دقيقاً، لأن ما يجب الاشارة اليه هو الكلام عن اليوم التالي الذي يلي الاتفاق على اتفاق غزة، كاشفاً أن عودة الوفد الإسرائيلي لبلده لا يعني تعثر المفاوضات، بل لمناقشة رد حماس والبحث في اليوم الاخر. فاسرائيل، على حد قوله، فقدت خلال الشهرين الماضيين 39 جندياً في غزة، عدا عن الجرحى الذين يقدروا بالعشرات، أما في الشهر الحالي فكل يوم يشهد مقاومة، وهناك خسائر كبيرة في صفوف الجيش الاسرائيلي في الارواح والعتاد. وأن الاعتقاد السائد بداخل اسرائيل ان المستوى العسكري غير مطابق للمستوى السياسي، لأن اسرائيل أصبحت تقاتل بقوات النخبة وهذا مؤشر خطير، وهي التي يجب أن تكون في الخطوط الخلفية لكنهم اضطروا للاستعانة بها للتعويض عن هبوط معنويات جنودها الذين أصبحوا يواجهون مقاومة شرسة.
وفيما لفت الى وجود صراخ وتململ في صفوف الجيش الاسرائيلي، قال ملاعب: "عندما تهدد اسرائيل بالقضاء على حماس ثم تعود وتجلس معها على طاولة المفاوضات، هذا يعني انها تحسب لها ألف حساب ولذلك بدأت تفكر باليوم التالي. حتى اميركا نفسها تخشى من اليوم التالي. فبعد الحديث الاميركي عن صفقة القرن بصيغة جديدة تحت عنوان القضاء على حماس وتهجير سكانها بسبب التجويع والابادة ووضعها تحت وصاية أميركية والاستعانة بإحدى الدول العربية بحفظ الأمن فيها قد تكون دولة الامارات العربية المتحدة أو غيرها. وهو ما عبّر عنه ترامب قبل شهرين، بأن غزة ستكون ملكاً للاميركيين. ما يعني أن ترامب ماض في تحقيق سياسته وتنفيذ كل ما وعد به. ولقد رأينا اتفاقه مع الصين وتوقيع عقود استثمارات مع اليابان بقيمة 650 مليار دولار. وفرض ضرائب على الصادرات اليابانية بقيمة 15% وصفر % على اميركا. وبالنهاية ما ينادي به ترامب يحصل عليه بشكل او بآخر.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا