افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 13 سبتمبر 2025
الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Sep 13 25|07:45AM :نشر بتاريخ
"نداء الوطن":
يشارك لبنان غدًا في أعمال القمة العربية والإسلامية الطارئة في الدوحة لبحث الغارة الإسرائيلية على قطر لاستهداف قادة حركة “حماس” في التاسع من أيلول الجاري. وعلمت “نداء الوطن” أن وفد لبنان إلى القمة العربية الاستثنائية سيتمثل برئيس الجمهورية جوزاف عون ووزير الخارجية يوسف رجي. وسيكون موقف لبنان أمام القمة امتدادًا لمواقف الرئيس عون الأخيرة بشأن غارة قطر خصوصًا أن لبنان سيكون ضمن الإجماع العربي ولا خروج عن هذا الإجماع.
وتوازيًا، قالت أوساط دبلوماسية لـ “نداء الوطن” إن المنطقة برمتها بعد استهداف إسرائيل قادة “حماس” في قطر “أمام تحديات كبرى والصراع لم ينته فصولًا والأمور تتجه إلى مزيد من المواجهات في المرحلة المقبلة”. أما بالنسبة إلى لبنان، فذكرت هذه الأوساط أن استهداف إسرائيل قادة “حماس” يمثل “تجاوزًا لكل الخطوط الحمر ، وذهبت إسرائيل في اتجاه هذا الاستهداف لتقول إن الممانعة لن تكون بمنأى عنه في أي دولة وجدت وبالتالي هذه رسالة واضحة ليس فقط لـ “حماس” وإنما أيضًا لـ “حزب الله”، ما يعني أن المرحلة المقبلة مرشحة أيضًا لاغتيالات سياسية ومزيد من الأعمال العسكرية والعنفية”.
واشنطن وديناميكية الفرصة الأخيرة
وأفادت مراسلة “نداء الوطن” في واشنطن أن شهر أيلول اللبناني بدأ يعكس حراكًا أميركيًا وصفته المصادر بـ “ديناميكية الفرصة الأخيرة”. ففي ظل العقبات الكبيرة التي لا يزال “حزب الله” يشكلها داخل لبنان، إضافة إلى شبكات التمويل الإيرانية، ونقص موارد الجيش اللبناني، ثمنت واشنطن ما وصفته بالجبهة الموحدة في الحكومة اللبنانية لمواجهة عملية نزع السلاح. غير أن الإدارة الأميركية حذرت من تأخيرات وخطر إعادة تنظيم “حزب الله” قبل الانتخابات النيابية المقبلة.
من ناحية أخرى، أعلنت إدارة الرئيس ترامب عن حزمة مساعدات أمنية للبنان تُقدر قيمتها بـ 14.2 مليون دولار. وأشارت مصادر البيت الأبيض والكونغرس إلى أن هذه الحزمة، التي ستتبعها حزمات أخرى، تهدف إلى تعزيز قدرات الجيش اللبناني على تفكيك مخابئ الأسلحة والبنية التحتية العسكرية لـ “حزب الله” والجماعات المسلحة الأخرى.
إلى ذلك، علمت “نداء الوطن” أن لبنان الرسمي يرصد زيارة المبعوث الرئاسي الأميركي توم برّاك إلى سوريا وما سيرشح عنها، خصوصًا أن هناك ملفات مشتركة بين لبنان وسوريا يتابعها برّاك، في حين لن يزور الأخير لبنان هذه المرة ولم يتبلغ أحد بزيارته.
باريس: “لا لمنح شيكات على بياض”
وفي سياق متصل، باتت فرنسا اليوم أكثر واقعية وأقل استعدادًا لمنح شيكات على بياض في غياب إصلاحات ملموسة. الأهم أنها غير قادرة على تقديم هذه الشيكات نظرًا للمسار الجيوسياسي العام الناشئ في المنطقة بعد عملية “طوفان الأقصى”.
بحسب مصادر فرنسية، فإن باريس تنقل عبر الموفد الرئاسي جان إيف لودريان تحذيرًا حازمًا بأن أي دعم مالي أو اقتصادي أو إعادة إعمار، سواء من فرنسا أو من المجتمع الدولي، سيظل مجمدًا إلى حين تنفيذ بندين أساسيين يتكرران باستمرار وتتوقف عليهما أي خطوة مستقبلية :
الأول، حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية وسحب كل السلاح غير الشرعي من كافة المناطق، لا سيما من يد “حزب الله”.
والثاني، إقرار وتنفيذ خطة إصلاحات مالية وقضائية شاملة، تشمل معالجة الفجوة المالية وتفعيل مؤسسات الدولة.
وتشير المعطيات من العاصمة الفرنسية إلى أن باريس باتت تعتبر أن استمرار الجمود في الملفين الأمني والإصلاحي والتباطؤ بتنفيذهما، سيؤدي إلى تراجع تدريجي في اهتمام المجتمع الدولي بلبنان.
3 مسارات تطوّق “حزب الله”
أشارت أوساط سياسية مواكبة للتطورات عبر “نداء الوطن” إلى وجود مسارات للعمل في لبنان على 3 أمور أساسية للضغط على “الحزب”:
الأول، بدأت عملية تصعيد ميداني إسرائيلي أكثر من المعتاد. لذا، فإن إسرائيل ماضية قدمًا باستهداف “حزب الله” في حال أصرّ على تمسكه بسلاحه ولم تسرع الدولة في حسم مسألة احتكار السلاح
الثاني أميركي، لجهة أن الولايات المتحدة مصممة على إنهاء ملف احتكار السلاح في الدولة وإنهاء وضعية “حزب الله” دعمًا للدولة اللبنانية وتطبيقًا للدستور. وتدرك واشنطن أن الدولة بحاجة لهذا الدعم باعتبار أنها في مواجهة مشروع إقليمي إيراني .
الثالث مسار داخلي، بين مواقف رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة وما يقوم به الجيش على أرض الواقع، تبدو الدولة مصممة على تطبيق قرارات مجلس الوزراء التي صدرت منذ 5 آب الماضي لمحاصرة المشروع المسلح الخارج عن الدولة اللبنانية.
الموازنة وقانون الانتخاب
من جهة ثانية، يعقد مجلس الوزراء، عند الثالثة من بعد ظهر الثلثاء المقبل في 16 الحالي، جلسة في السراي، للبحث في جدول الأعمال المرفق من 18 بندًا يتصدرها: متابعة البحث في مشروع الموازنة العامة لعام 2026، عرض وزارة الداخلية والبلديات تقرير اللجنة الوزارية المكّلفة دراسة الاقتراحات والتعديلات على قانون انتخاب أعضاء مجلس النواب، وتطويع 500 مأمور خلال العامين 2025 و2026 لصالح المديرية العامة لأمن الدولة.
إلى ذلك، وقع وزير العدل عادل نصار مرسوم تعيين أعضاء المجلس العدلي، الذي يضم القضاة: سهيل عبود، سهير الحركة، أسامة منيمنة، جانيت حنا، كلنار سماحة، فادي صوان، حبيب رزق الله، ندى دكروب، رندا حروق وفادي العريضي.
تهديدات أدرعي
ميدانيًا، وعلى وقع الغارات الإسرائيلية التي استهدفت عيترون وأدت إلى مقتل شخص وعيتا الجبل مستهدفة سيارة، كتب الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي: “من أمام كفركلا في جنوب لبنان كم كنت أتمنى أن أرى وجوه ثلاثة عناتر أتحفونا في الماضي بعنترياتهم واستعراض قوتهم”. وأضاف: “أتذكرون علي شعيب، وعلي مرتضى، وحسين مرتضى؟ أين هم اليوم؟ هؤلاء لم يمثلوا سوى غطرسة “حزب الله”، الذي جرّ بلدًا كاملًا إلى الخراب”.
إلى ذلك، كشف الجيش الإسرائيلي عن سلسلة من العمليات الخاصة التي تم تنفيذها على الأراضي السورية، والتي تم خلالها “القبض على عناصر تابعة لعدة خلايا تم تحريكها من قبل الوحدة 840، وهي وحدة العمليات الخاصة التابعة لفيلق القدس الإيراني، حيث تم نقل العناصر للتحقيق”.
أضاف: “في شهريْ آذار ونيسان من العام الحالي، تم القبض على عنصرين ميدانيين تابعين لهذه الوحدة على الأراضي السورية وهما زيدان الطويل ومحمد الكريان. وخلال الأسابيع الماضية، تم القبض على عدة خلايا تم تحريكها نيابة عن الوحدة 840 من قبل اللبنانيَّين قاسم صلاح الحسيني ومحمد شعيب، اللذَين تم القضاء عليهما في الشهر الأخير في لبنان، حيث كانا من أبرز العناصر المؤثرة في محور تهريب الأسلحة من إيران إلى يهودا والسامرة وإلى الجبهة الشمالية”.
عين الحلوة وتسليم السلاح
إلى ذلك، من المتوقع اليوم تسليم دفعة جديدة من السلاح الفلسطيني في المخيمات، بعدما أوضحت لجنة الحوار اللبناني – الفلسطيني أن المرحلة الرابعة ستبدأ اليوم في مخيمي “البداوي” في طرابلس و”عين الحلوة” في صيدا وتستمر ثلاثة أيام، مؤكدة أن القرار نهائي ولا رجعة عنه.
وفيما لم تتبلغ قيادة حركة “فتح” السياسية والعسكرية بعد بقرار التسليم، وخاصة من “عين الحلوة”، علمت “نداء الوطن” أن اتفاقًا لبنانيًا فلسطينيًا جرى على تسليم سلاح عين الحلوة بعيدًا من الأضواء والإعلام، خشية من عرقلة العملية أو حدوث توتير أمني يؤدي إلى وقفها، نظرًا للتعقيدات السياسية والعسكرية التي تسود المخيم.
"النهار":
تكتسب المشاركة اللبنانية الرسمية في الاجتماعات واللقاءات العربية والدولية التي ستحصل تباعاً ابتداء من الأحد والاثنين المقبلين في قمة الدوحة الإسلامية العربية الطارئة التي ستبحث في الموقف الموحد من الاعتداء الإسرائيلي على الدوحة أهمية استثنائية ان لجهة الطابع المهم الذي يحكم هذه الحركة وان لجهة الميزات اللبنانية التي ستطبع مشاركة لبنان فيها. وقد تعززت هذه الانطباعات مع الخطوة الكبيرة التي سجلت امس بتصويت الجمعية العمومية للأمم المتحدة بأكثرية كبيرة على اصدار بيان تأييد قيام الدولتين الامر الذي شكل تطورا يعنى لبنان بمتابعة تداعياته الكبيرة
فمعلوم أن رئيس الجمهورية العماد جوزف عون سيشارك الاثنين المقبل في قمة الدوحة ومن ثم سيتوجه بعدها بأيام إلى نيويورك للمشاركة في أعمال الدورة السنوية للجمعية العمومية للأمم المتحدة ويلقي خلالها كلمة لبنان. تتأتى أهمية مشاركة الرئيس عون في المنتديين العربي الإسلامي والدولي تباعاً من كونها تتزامن مع مناخ عربي ودولي إيجابي يحتضن القرارت المفصلية السيادية التي اتخذها مجلس الوزراء في الفترة الأخيرة وهو مناخ صار ثابتا بدليل الارتياح السعودي كما الفرنسي والأميركي الذي تبلغه كبار المراجع في الدولة حيال الخطة التي يمضي الجيش اللبناني في تنفيذها تنفيذا لقرار حصرية السلاح علما أن التركيز الأقوى الان هو على جنوب الليطاني لإنجاز التنظيف الكامل من كل المستودعات والمحتمل وجودها بعد لأسلحة تعود إلى حزب الله وفصائل فلسطينية. وستكون مشاركة الرئيس عون في الدورة العادية للأمم المتحدة مبعث تركيز واهتمام لكونها المرة الأولى لمشاركته فيها منذ انتخابه قبل ثمانية اشهر كما علم ان ثمة اعداداً لبرنامج لقاءات كثيفة وبارزة بين الرئيس عون وعدد من الزعماء العرب والغربيين على هامش أعمال الدورة ومن غير المستبعد ان يكون من بينها لقاء بين الرئيس اللبناني والرئيس الأميركي دونالد ترامب لكن أي شيء رسمي بعد لم يتأكد في هذا السياق.
ووسط ترقب لكيفية تطور الاوضاع في غزة والخطوات التي ستتخذها القمة العربية الاسلامية الطارئة الاحد والاثنين المقبلين، يمضي البحث في الملفات اللبنانية الساخنة وفي مقدمها تسليم السلاح غير الشرعي. في السياق، اعلن رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني السفير رامز دمشقية أن تسليم السلاح في مخيم البداوي سيتمّ اليوم ولـ3 أيام، ولاحقا في مخيم عين الحلوة والفصائل المنضوية تحت منظمة التحرير هي من تسلم السلاح اليوم لافتا الى أن الحوار مع حركة “حماس” مستمر لتسليم سلاحها. وتوقعت لجنة الحوار اللبناني– الفلسطيني أن “يطوى الملف في نهاية الشهر”.
ميدانياً، استهدفت مسيّرة اسرائيلية سيارة في بلدة عيتا الجبل ما ادى إلى إصابة شخصين بجروح، بحسب بيان مركز عمليات طوارئ الصحة التابع لوزارة الصحة العامة. وألقت مسيرات إسرائيلية قنابل على بلدات الضهيرة، والناقورة، ولم تُسجل إصابات .كما ألقت مسيّرة قنبلة صوتية على بلدة يارين وأخرى على الوزاني بالتزامن مع تمشيط بالأسلحة الرشاشة من دون اصابات. وفجراً، نفّذ الجيش الاسرائيلي، عملية تفجير لمنزل لآل الغول في محلة الجدار في بلدة ميس الجبل. كما استهدفت مسيرة اسرائيلية مساء منطقة الضهور في بلدة عيترون كما استهدفت قنبلة أخرى غرفة في بلدة الناقورة، ولم يُسجل وقوع إصابات.
وتابع الناطق باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، إطلاق تغريداته من بلدات جنوبية فكتب امس من أمام كفركلا في جنوب لبنان “كم كنت أتمنى أن أرى وجوه ثلاثة عناتر أتحفونا في الماضي بعنترياتهم واستعراض قوتهم أتذكرون علي شعيب، وعلي مرتضى، وحسين مرتضى؟ كانوا يقفون هنا يرشقون الحجارة على الجدار ويصورون مشاهد بطولية وهمية . فأين هم اليوم؟ هؤلاء لم يمثلوا سوى غطرسة حزب الله، الذي جرّ بلدًا كاملًا إلى الخراب مقابل مقاطع جوفاء. انتهت اللقطة، انتهت المسرحية الوهمية. بدك كرامة تحكي فيهم”.
"اللواء ":
طغت الجهود اللبنانية والعربية والدولية على ما عداها لمواجهة كل أشكال الغطرسة الاسرائيلية والانتهاكات والاعتداءات التي تجاوزت كل الحدود، باستهداف دول المشرق العربي الى دول الخليج، بلا رادع او وازع، على الرغم من الجهود الأممية الرامية الى كبح الاعتداءات، ووقف مجزرة الابادة المتمادية في غزة ووقف قضم الاراضي في الضفة الغربية، وأبرزها قرار الجمعية العامة للامم المتحدة بالتصويت لصالح الاعتراف بدولة فلسطين، والسير بحل الدولتين.
وفي السياق، يستعد الرئيس جوزف عون للتوجه الى الدوحة للمشاركة في القمة العربية- الاسلامية، التي تفتتح في العاصمة القطرية غداً، لمعالجة المخاطر الاسرائيلية على الأمن العربي والأمن والسلم الدوليين.
وتعكف الدوائر المعنية على اعداد ورقة لبنان التي يتضمنها خطاب الرئيس امام القمة لجهة التمسك بالتضامن العربي، والمطالبة بانسحاب اسرائيل من الأراضي اللبنانية، واطلاق الاسرى، ووقف الاعتداءات والانتهاكات للقرار 1701.
إذاً، بعدما استتب الوضع السياسي الداخلي وانتظم عمل المؤسسات الرسمية في جلسات مجلس الوزراء واعمال اللجان النيابية، تتجه الانظار الى القمة العربية الطارئة التي ستعقد يومي الاحد والاثنين في قطر، للبحث في العدوان الاسرائيلي على الدوحة، وسيشارك فيها رئيس الجمهورية جوزف عون، الذي سيتوجه ايضا الى نيويورك الاسبوع المقبل للمشاركة في اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة ويلقي امام ممثلي دول العالم كلمة لبنان.
ويعقد مجلس الوزراء جلسة عادية بعد ظهر الثلاثاء المقبل في السرايا الحكومية، لبحث جدول اعمال من 18 بنداً ابرزها: متابعة البحث بمشروع الموازنة العامة لعام ٢٠٢٦، وعرض وزارة الداخلية والبلديات تقرير اللجنة الوزارية المشكلة بموجب قرار مجلس الوزراء رقم ٥٩ تاريخ 16/٦/2025 والمكلفة دراسة الاقتراحات والتعديلات على قانون انتخاب أعضاء مجلس النواب. وطلب وزارة البيئة الموافقة على إجراءات تتعلق بإلزام أصحاب المقالع والكسارات دفع المستحقات المتوجبة بذمتهم الى الخزينة. وطلب وزارة الشؤون الإجتماعية الموافقة على مشروع قانون يرمي إلى تعديل بعض أحكام القانون رقم 212 تاريخ 2/4/1993 إحداث وزارة الشؤون الاجتماعية لجهة تغيير اسم الوزارة من وزارة الشؤون الاجتماعية إلى وزارة التنمية الاجتماعية. اضافة الى بنود تعيينات موظفين وقبول هبات وسفر وفود.
وفي حين استمر التوتير الاسرائيلي للوضع الجنوبي، استمر العمل على جمع سلاح المخيمات الفلسطينية، حيث اعلن رئيس لجنة الحوار اللبناني- الفلسطيني السفير رامز دمشقية أن تسليم السلاح في مخيم البداوي سيتمّ اليوم ولمدة 3 أيام، ولاحقا سيتم في مخيم عين الحلوة، موضحاً ان الفصائل المنضوية تحت منظمة التحرير هي من تسلم السلاح. مشيراً الى أن الحوار مع حركة «حماس» مستمر لتسليم سلاحها. وتوقعت لجنة الحوار اللبناني – الفلسطيني أن «يُطوى الملف في نهاية الشهر».
الوضع المالي
وسط ذلك، حضر الوضع المالي بقوة، سواءٌ لجهة الاسباب التي تحول دون تسديد سندات «اليوروبوندز» الخارجية بسبب ارتفاع الفائدة العالمية، أو لجهة حجم التقديمات التي يمكن ان تُعطى للعسكريين في الخدمة او التقاعد، او موظفي القطاع العام الآخرين، او لجهة ترشيد أرقام الموازنة للعام 2026، لجهة الرواتب والتقديمات الاجتماعية.
سلام: منحة العسكريِّين ثابتة
وبحث الرئيس نواف سلام مع رابطة قدماء القوى المسلحة اللبنانية برئاسة العميد شامل روكز، الوضع الصعب للعسكريين.
وفي حين، كشف رئيس الحكومة عدم قدرة الخزينة على تحسين المعاشات، بما يوازي 50٪ مما كانت عليه قبل العام 2019، اكد ان المنحة للعسكريين (14 مليون ل.ل. للعسكريين في الخدمة) و(12 مليون للعسكريين المتقاعدين).
ومع ذلك، اعلن روكز عن اجتماعات للتحرك للتعبير عن الموقف امام الرأي العام، وعلى الحكومة ايجاد طريقة لمعالجة الموضوع بأسرع وقت ممكن.
وفي الاطار المالي، كما سبقت الاشارة، اعلن مصرف لبنان إلى أنّ إرتفاع أسعار الفائدة العالمية يُعقّد جهود إعادة هيكلة ديون السندات الدولية. وأعلن أنّ إحتياطيات لبنان من النقد الأجنبيّ ارتفعت إلى 11.3 مليار دولار حتى منتصف 2025. وأضاف أنّ قيمة احتياطيات لبنان من الذهب ارتفعت إلى 30.28 مليار دولار حتى منتصف 2025 بفضل ارتفاع أسعار الذهب.
دعوة عون للمشاركة في تطويب مطران في الفاتيكان
وفي اليوميات السياسية المحلية، تلقّى الرئيس عون دوة لحضور القداس الاحتفالي في الفاتيكان، لاعلان البابا الاول الرابع عشر المطران الشهيد الطاوباوي اغناطيوس مالويان طوباوباً في 19 ت1 المقبل، نقلها اليه كاثوليكس بطريرك بيت كيليكيا للارمن الكاثوليك البطريرك روفائيل بيدروس الحادي والعشرون ميناسيان.
ترحيب بتعيين الهيئتين
ولاقت خطوة تعيين الهيئتين الناظمتين لقطاع الاتصالات والكهرباء ترحيباً نيابياً، واعتبر النائب فؤاد مخزومي ان ما جرى خطوة اصلاحية طال انتظارها، بعد سنوات من المماطلة والتأجيل، واعتبر النائب شوقي الدكاش انشاء الهيئة الناظمة للكهرباء خطوة على طريق اصلاح القطاع وضمان الشفافة وجذب الاستثمار، ووصف النائب وضاح الصادق خطوة الحكومة اعلان نهاية وبداية عصر الدولة والمؤسسات.
اعتداءات وشهيد في عيترون
تفاقمت عمليات الاحتلال الاسرائيلي في ترويع المواطنين الجنوبيين وارهابهم لترك مناطقهم التي عادوا اليها، فنفذ طيرانه المسيّر غارة على سيارة في عيتا الجبل، وافاد مركز عمليات طوارئ الصحة التابع لوزارة الصحة العامة أن الغارة أدت إلى إصابة شخصين بجروح.
وتباعاً، ألقت مسيّرة معادية قنبلة صوتية على بلدة يارين من دون وقوع إصابات. كما ألقت محلّقة قنبلة صوتية على بلدة الوزاني بالتزامن مع تمشيط بالأسلحة الرشاشة من دون وقوع اصابات. كذلك ألقت المسيّرات قنبلة في بلدة الضهيرة واخرى في الناقورة.
ومساءً شن الاحتلال غارة من الطيران المسيّر استهدفت منطقة الظهور في بلدة عيترون. وادت الغارة الى استشهاد المواطن حسين خليل منصور.
الى ذلك توغلت قوة إسرائيلية إلى منطقة الجدار في أطراف ميس الجبل ونسفت منزلاً لعائلة الغول كان أصحابه يترددون إليه بهدف ترميمه للسكن فيه.
وذكرت معلومات اولية تفيد ان العدو نفذ عند فجر أمس تفجيراً عنيفاً عند اطراف بلدة عيترون.
"الجمهورية":
ارتدادات العدوان الإسرائيلي على الدوحة آخذة بالتوسّع على مساحة العالم؛ المناخ الخليجي بات على غير الصورة التي كان عليها قبل دخول الخطر الإسرائيلي إلى قلب البيت الخليجي واستهداف دولة قطر. فالأصوات بدأت تتعالى لإعادة الحسابات وترتيب الأولويات. فالعدوان أكّد أنّ لا ضمانة حقيقية حامية من خطر إسرائيل. والمناخ الإقليمي والدولي قلق من تدحرج شرارات التصعيد نحو حريق واسع في ساحات أخرى، تعبّر عنه مخاوف وتحذيرات جدّية من دخول المنطقة بأسرها في واقع مشتعل خارج عن السيطرة، في ظلّ تهديدات نتنياهو باستهداف أيّ دولة تؤوي من وصفهم بالإرهابيين ويشكّلون خطراً على أمن إسرائيل.
وفي موازاة هذه التطورات، تبدو واشنطن قد نزلت بثقلها إلى ميدان ضبط أعصاب المنطقة، واحتواء العدوان على الدوحة وتطويق آثاره، وبالدرجة الأولى تنقية أجواء الخليج مما شابها من توترات وطمأنة حلفائها. فيما اعتبرت صحيفة «الغارديان» البريطانية، «أنّ إسرائيل باستهداف قطر، تجاوزت خطاً أّحمر لا يمكن حتى لأقرب شركائها العرب تجاهله. وما حصل يُمثل تحولاً جذرياً، إذ لم تعد الدول العربية ترى في إيران مصدر زعزعة الاستقرار الرئيسي الوحيد في المنطقة، بل باتت اليوم ترى في إسرائيل مصدر زعزعة أيضاً، وتشكّل الآن أكبر تهديد لاستقرار المنطقة». وإنّ عدم بروز أي موقف حازم من قبل واشنطن ضدّ إسرائيل، يقوّض ثقة الحلفاء الإقليميين بمظلة الحماية الأميركية».
مراوحة طويلة
وسط الأجواء التي استجدت على الساحة الإقليمية، يبقى الترقّب سيّد الموقف على مستوى المنطقة، ورصد ما ستؤول اليه التطورات. ولبنان شأنه كشأن سائر دول المنطقة، متموضع على منصة الرصد لأجل غير مسمّى. وفي هذا السياق، يقول مصدر رفيع لـ«الجمهورية: «يبدو أنّ الحدث القطري قد سبق الملف اللبناني وتعقيداته، حيث بات يحتل صدارة الأولويات والمتابعات الدولية وإلى مدى ليس معلوماً. ومن جهتنا في لبنان دخلنا في مراوحة طويلة مكاننا، وبمعنى أدق، دخلنا في حالة من الستاتيكو السياسي والأمني، مع هامش متاح أمام السلطات والمستويات السياسية والحكومية والمجلسية، للتحرّك لإدارة شؤون البلد ومقاربة بعض الملفات الأساسية والمهمّة والبتّ بها. ومراكمة عوامل التحصين من أي تداعيات محتملة، ومن مخاطر العدوانية الإسرائيلية الدائمة على لبنان، مع إبقاء الصوت عالياً لمطالبة المجتمع الدولي بتسليح الجيش اللبناني، باعتبار ذلك أولى الأولويات، وبممارسة ضغط حقيقي وجدّي على إسرائيل لوقف اعتداءاتها واغتيالاتها والالتزام باتفاق وقف إطلاق النار والانسحاب من الاراضي اللبنانية المحتلة والإفراج عن الأسرى، فمثل هذا الامر إن تحقّق واستجابت إسرائيل، يسهّل على الدولة اللبنانية والجيش وضع خطة سحب السلاح موضع التنفيذ».
الحراك الفرنسي
على مستوى الداخل، حضر الموفد الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت وغادر، تاركاً في جعبة اللبنانيين تأكيداً متجدداً على حضور فرنسي فاعل وبزخم في الملف اللبناني بتوجيه مباشر من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، وتعويلاً على المؤتمر الموعود لحشد الدعم للبنان في تشرين المقبل.
وإذا كان لودريان قد اكّد على جدّية باريس في مساعدة لبنان على تجاوز أزمته وترسيخ أمنه واستقراره، والدفع قدماً بالخطوات الإصلاحية إلى الأمام، إلّا أنّ مصدراً على اطلاع وثيق على مهمّة لودريان، قدّر عبر «الجمهورية»، «الدور الفرنسي والرعاية التي يوليها الرئيس ماكرون للبنان»، إلّا أنّه أكّد في المقابل «أنّ ما يهمّنا هو ان تكون زيارات الموفدين مجدية ومنتجة، وليست زيارات عاطفية لملء الفراغ أو لمحاولة البحث عن دور أو إحياء دور متراجع».
ولفت المصدر إلى «انّ لبنان، عبّر من خلال كل مستوياته الرسمية عن استعداده للتجاوب مع كلّ مسعى من الدول الصديقة، وتحديداً من قبل فرنسا، يمكّنه من تجاوز أزمته، ولفرنسا تاريخ مشهود لها في هذا المجال منذ سنوات طويلة في مؤتمر باريس 1 وباريس 2 وباريس 3، لتوفير شبكة أمان سياسي واقتصادي ومالي واجتماعي في لبنان، والرئيس ماكرون نفسه زار لبنان أكثر من مرّة، ولودريان حضر إلى لبنان بزيارات ومهام مشابهة لا تُعدّ ولا تُحصى؛ عشر مرّات وربما اكثر. وثبت بالملموس انّها وعود لم تدخل حيز التنفيذ الحقيقي، ولو عُمِل بها لكان وضع لبنان مختلفاً بصورة جذرية عمّا هو عليه الآن. لكن التجربة مع كل هذه المساعي، أكّدت بما لا يقبل أدنى شك، انّ فرنسا ليست اللاعب الوحيد في لبنان، بل هناك لاعبون آخرون وأساسيون يتقّدمون على الفرنسيين، أي الأميركيون الذين لهم مقاربتهم المختلفة للملف اللبناني في كافة جوانبه».
المؤتمر مطلوب .. ولكن
وإذا كانت باريس بصدد تحضير مراحل مؤتمر حشد الدعم للبنان، والأولوية لملفي تسليح الجيش اللبناني وإعادة الإعمار، وهو أمر اخذت فرنسا على عاتقها إجراء الاتصالات اللازمة والمكثفة مع الدول الصديقة للبنان لتوفير الإمكانيات ومدّ الجيش بما يحتاجه ويعزز قدراته، الّا انّ مرجعاً سياسياً يبدي تقديراً متشائماً مسبقاً، حيث قال رداً على سؤال لـ«الجمهورية»: «يتحدثون عن عقد مؤتمر، ويضعون له عنواناً عريضاً، ولكن قبل كل شيء أريد أن أسأل أين واشنطن من مؤتمر كهذا»؟
ولفت المرجع عينه الانتباه إلى «أنّ العالم ليس «كاريتاس» او جمعية خيرية، وبالتالي لا توجد مساعدات مجانية، ووفق ما نُمي إلينا مما يُقال في أجواء التحضيرات للمؤتمر انّ المساعدات مشروطة، سواء بالجانب الإصلاحي، علماً انّ لبنان قطع اشواطاً متقدّمة ومهمّة جداً في إقرار مجموعة كبيرة من القوانين الإصلاحية دخلت حيّز التنفيذ. والعهد الحالي برئاسة الرئيس جوزاف عون يقود جهداً حثيثاً في هذا المجال. أو بالجانب المتعلق بملف الإعمار المرتبط بشرط أساس ينبغي تحقيقه أي سحب سلاح «حزب الله»، وهو أمر أكّدت التطورات التي تسارعت حوله منذ قرار الحكومة بسحبه في جلسة 5 آب، أنّ دونه تعقيدات كبرى. يعني أننا ما زلنا مطرحنا. ثمّ بالنسبة إلى ملف تسليح الجيش اللبناني، فهو مطلب يجمع عليه كل اللبنانيين بمدّه بما يحتاج من عتاد وقدرات، تمكّنه من الدفاع عن لبنان وحماية سيادته والقيام بواجباته ومهامه على كامل الأراضي اللبنانية، يُضاف إلى ذلك انّ المجتمع الدولي يؤكّد على الدور الكبير المناط بالجيش، سواء جنوب الليطاني او في الداخل اللبناني او على الحدود. ولكن هل ثمّة إرادة دولية حقيقية لتسليح الجيش وتعزيز قدراته»؟
ويخلص المرجع إلى القول: «المؤتمر المحكي عنه لحشد الدعم للبنان، إن عُقد، أقصى ما سيصدر عنه هو تأكيد ما هو مؤكّد حالياً، وهو انّ الدعم مشروط بتنفيذ خطة حصر السلاح بيد الدولة، وإنجاز الإصلاحات، وخصوصاً أنّ الدول الصديقة او الشقيقة للبنان قد حسمت قرارها مسبقاً، بربط اي مساعدة تقدّمها، بتنفيذ خطة سحب سلاح «حزب الله».
برّاك أخطأ
واللافت في هذا السياق، مضمون تقرير لمؤسسة «الدفاع عن الديمقراطيات» الأميركية (FDD)، حول مسألة نزع سلاح «حزب الله» في لبنان. حيث أشار إلى أنّ الموفد الأميركي توم برّاك ارتكب خطأ دبلوماسياً أدّى إلى تعقيد جهود لبنان الرامية إلى نزع سلاح «الحزب»، وأضاف: «باستقلالية عن وزارة الخارجية ومن دون خبرة في شؤون لبنان أو إسرائيل، قام برّاك في تموز بصياغة ورقة أميركية، وهي سلسلة من تدابير بناء الثقة التي تتطلّب خطوات متبادلة من لبنان وإسرائيل. وحليف «حزب الله» رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري، أكثر خبرة من برّاك بكثير، انتهز الفرصة».
وقال التقرير: «لقد بلغت هواية برّاك ذروتها عندما ألزم إسرائيل بوقف عملياتها ضدّ لبنان وانسحاب الجيش الإسرائيلي من الأراضي اللبنانية من دون أي تشاور، بينما أدلى أيضاً بتصريحات تحريضية، بما في ذلك اتهام إسرائيل بتقسيم الدول العربية للسيطرة عليها، وزعم أنّ نتنياهو تعامل بوحشية مع غير الإسرائيليين».
واعتبر التقرير «أنّ التأخير في نزع السلاح يعني أنّ لبنان سيُجري انتخاباته البرلمانية المقرر إجراؤها في أيار 2026، مع احتفاظ «حزب الله» بأسلحته وبالتالي سيطرته القوية على الكتلة الشيعية، وبالتالي البرلمان وبقية الدولة. إنّ فترة 15 شهراً (لنزع السلاح) ستمنح «حزب الله» وقتاً كافياً لإعادة تنظيم صفوفه في حال تغيّرت الديناميكيات الإقليمية. ولهذا السبب، يُشدّد معظم دعاة تفكيك ترسانة «حزب الله» على ضرورة إكمال العملية بحلول آذار على أبعد تقدير، مما يسمح للدولة اللبنانية بإعادة بناء نفسها بعد «حزب الله» بدءاً من أيار المقبل».
بدوره، نشر موقع «politicstoday» تقريراً قال فيه، إنّ اقتراح برّاك إزالة أسلحة «حزب الله» ليس فقط من جنوب لبنان، بل أيضاً من الضاحية والبقاع وبعلبك وكل المناطق التي تسيطر عليها المجموعة، كان مخططاً له من قبل واشنطن وتل أبيب منذ فترة طويلة. و«حزب الله» عارض بشدّة ما يريده الأميركيون، إذ أكّد أنّه لن يمتثل إلى خطة إسرائيلية – أميركية». ويشير استمرار «حزب الله» في رفع شعار المقاومة إلى أنّ عملية تسليم أسلحته ستتعثر لبعض الوقت، ولن يُحرَز أي تقدّم ملموس حتى كانون الأول 2025، وهو الموعد النهائي المُحدد للدولة للسيطرة على السلاح». وبحسب التقرير، فإنّ «الجيش اللبناني لا يملك قوة ردع قادرة على مواجهة «حزب الله»، بالإضافة إلى عجز الحكومة اللبنانية عن رسم مسار لنزع سلاحه لا يؤدي إلى صراع داخلي»، وقال: «هذه كلها مؤشرات واضحة إلى أنّ الحزب لن يتراجع على المدى القريب».
الدولة الفلسطينية
من جهة ثانية، صوّتت الجمعية العامة للأمم المتحدة، بـ«الأغلبية الساحقة، لصالح مشروع قرار يُؤيّد إعلان نيويورك بشأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية، لكن من دون «حماس»، بحسب «وكالة الصحافة الفرنسية».
واعتمدت الجمعية «إعلان نيويورك» الذي يهدف إلى إعطاء دفع جديد لحل الدولتَين في النزاع الفلسطيني-الإسرائيلي، مع إقصاء «حماس» بطريقة لا لبس فيها.
ودان النص الذي اعتمد بأغلبية 142 صَوتاً لصالح القرار و10 أصوات ضدّه، بما في ذلك إسرائيل والولايات المتحدة، وامتناع 12 دولة عن التصويت، حركة «حماس» بوضوح ويطالبها بإلقاء السلاح.
"الديار":
انتهت زيارة المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت، كسابقاتها، رغم اختلاف ظروفها، اذ اتت في لحظة مفصلية من عمر الأزمة اللبنانية الممتدة، وسط تعقيدات داخلية متفاقمة وانكشاف إقليمي متسارع يهدد بتغيير قواعد اللعبة في المنطقة، لا سيما بعد تطورات غزة، وامتداد التوتر إلى الداخل القطري، وسط حديث عن دور تركي متصاعد على الساحة اللبنانية، عززه الهمس عن دور لانقرة في انجاز صفقة اطلاق الباحثة الاسرائيلية – الروسية في العراق، ما يُضفي على هذه الزيارة أبعادًا استراتيجية تتجاوز الطابع الديبلوماسي التقليدي، وتجعل منها محطة اختبار جدية لمستقبل الدور الفرنسي في لبنان، وموقع باريس ضمن هندسة التوازنات الإقليمية والدولية في المشرق.
ففرنسا، التي لطالما اعتبرت نفسها «الراعي التاريخي» للبنان و»امه الحنون»، تجد نفسها اليوم أمام مأزق مزدوج: فهي، من جهة، تفتقر إلى أدوات ضغط فعالة لتغيير سلوك اسرائيل تجاه لبنان، دعما للعهد، ومن جهة أخرى، تواجه تراجعًا في قدرتها على التأثير، بعد فقدان المبادرة السياسية لمصلحة واشنطن والرياض وحتى طهران، في ظل شلل اللجنة الخماسية. في هذا السياق، حاولت باريس من خلال زيارة لودريان إعادة تموضعها كلاعب محوري يعيد تحريك المشهد الداخلي، ولكن ضمن سقف متدن من التوقعات الواقعية.
رسائل لودريان
وعليه، فان الزيارة الأخيرة حملت رسائل مباشرة وغير مباشرة في أكثر من اتجاه، عاكسة اولا، رغبة باريس في تخفيف الضغط عن العهد، الذي تعتبر نفسها اساسا في التسوية التي اوصلته، وثانيا، في تأمين الدعم الاقتصادي والمالي والعسكري، لاخراج السلطة من المراوحة التي تعاني منها، حيث يتزايد القلق من تحوّل لبنان إلى ساحة مواجهة مفتوحة، سواء في الجنوب، رغم نجاحها في تمرير التمديد «لليونيفيل»، أو على «خطوط التماس» الداخلية.
يضاف الى ما تقدم أنّها جاءت بعد أيام من تسليم الجيش اللبناني خطة لحصر السلاح بيد الدولة، وتفاعلاتها مع مواقف الثنائي الشيعي، وهو ما يضع فرنسا أمام معادلة حساسة: كيف توازن بين دعم مؤسسات الدولة وبين التعامل مع أمر واقع يفرضه انفتاحها على حارة حريك؟
من هنا، تتبلور أهمية هذه الزيارة كخطوة استكشافية لتقييم قابلية القوى السياسية لتجميد التدهور مؤقتًا بانتظار تطورات إقليمية قد تفرض حلولاً من خارج السياق اللبناني.
نتائج الزيارة
مصدر ديبلوماسي مطلع على اجواء اللقاءات، اكد ان زيارة لودريان حملت نتائج محدودة، رغم دلالاتها في سياق الأزمة اللبنانية المستمر، متوقفا عند النقاط الآتية:
– التاكيد على ضرورة إطلاق حوار لبناني شامل وبنّاء، مشددًا على أن الحل يجب أن ينبع من الداخل اللبناني، مع استعداد فرنسا لتسهيل هذا الحوار، وهو ما يصطدم عمليا بموقف رئيس الحكومة المتشدد لجهة اصراره على ان لا حوار حول حصر السلاح بعد قرارات الحكومة الاخيرة.
– حث المسؤولين اللبنانيين على الإسراع في تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية والإدارية الضرورية، مشيرًا إلى أن الوقت ليس في مصلحة لبنان، في ظل تضييع الفرص والوقت، دون انجاز الخطوات الجدية المطلوبة، كمدخل اساسي لاي مساعدات او دعم.
– شددت في مسألتي سلاح حزب الله والمخيمات الفلسطينية، بالإضافة إلى تنفيذ القرار الأممي 1701، على أهمية معالجة هذه الملفات لضمان استقرار لبنان.
– أظهرت الاهتمام الفرنسي بإعادة إعمار لبنان، حيث تعمل باريس على تنظيم مؤتمرين دوليين لدعم لبنان، الاول، اقتصادي، شرط التزام السلطات اللبنانية بالإصلاحات المطلوبة، والثاني، «عسكري»، بهدف تامين الدعم للجيش اللبناني، وفي هذا الصدد تشير المعطيات الى ان القدرات الفرنسية على تامين المساعدات وحيدة تبقى محدودة، مقارنة بالجانب الاميركي، وبالتالي فان باريس تطمح الى قيام صندوق دولي قادر على تامين مبلغ مليار دولار سنويا لدعم المؤسسات الامنية، وفقا لرؤية رئيس الجمهورية، وهو الامر غير المتوافر حاليا.
الا ان الموفد الفرنسي، ووفقا للمصدر، كان صريحا لجهة تاكيده ان أي ضمانات حول انعقاد المؤتمرين وما يمكن تحصيله من اموال، غير متوافرة، خصوصا ان باريس لم تتلق أي اشارات من واشنطن، في هذا الاتجاه حتى الساعة، مشيرا الى ان بلاده لن تعيد التجارب السابقة حيث عقد اكثر من مؤتمر، وتم جمع مئات الملايين التي بقيت في اطار الوعود، نتيجة الضغوط والمواقف الاميركية، التي ما زالت هي ذاتها حتى اللحظة.
زيارة الرياض
زيارة لودريان «البيروتية»، ببعديها الامني والاقتصادي، كان استبقها بمحطة له في الرياض، حيث اجرى مشاورات مع الموفد الملكي الى لبنان الامير يزيد بن فرحان، تناولت الملف اللبناني، من مختلف جوانبه، حيث اشارت اوساط مطلعة الى ان مباحثاته في السعودية، التي لمس خلالها «وجود اجواء ايجابية لم ترق بعد الى مستوى تغيير الموقف السعودي المبدئي من السلطة اللبنانية»، تناولت ايضا محاولة جديدة لاحياء لجنة «خماسية باريس»، الا انه اصطدم بعدم حماسة الرياض للطرح، كما انه عرض على الامير يزيد مرافقته في الزيارة الا ان الاخير اعتذر، واعدا بزيارة لبنان عندما تسمح الفرصة.
وفي هذا الاطار تكشف مصادر في العاصمة الاميركية ان التواصل الاميركي- السعودي المباشر حول لبنان، متوقف منذ مدة، في ظل التركيز الاميركي على الملف السوري، وان اي لقاءات لم تحصل بين الجانبين السعودي والاميركي، منذ قرابة اكثر من شهر.
اين اختفى براك؟
وسط هذه «العجقة الديبلوماسية»، توقف المراقبون باهتمام عند الغياب الكامل للموفد الاميركي توم براك عن المشهد اللبناني، مع ظهوره برفقة قائد القيادة الوسطى في دمشق، منذ اكثر من اسبوعين، اذ ما زاد من علامات الاستفهام، امتناعه عن اطلاق اي مواقف سواء في الاعلام، او عبر تغريده على صفحته على منصة «اكس»، معلقا ومرحبا، على ما درجت عادته خلال الفترة الاخيرة، عند كل حدث لبناني او قرار.
اوساط لبنانية واسعة الاطلاع في واشنطن، نقلت عن مصادر في وزارة الخارجية، ان السفير توم براك عازم على تقديم استقالته من الادارة، في ظل الاحباط الكبير الذي يعاني منه، مع اصطدام «مبادرته» في المنطقة بجدار صلب من التعقيدات، ومع وقوعه في اكثر من فخ نصب له «لبنانيا»، في ظل حملة يتعرض لها من فريق كبير داخل الادارة يحمله مسؤولية تراجع المشروع الاميركي في لبنان نتيجة ادارته السيئة للملف، والتي بدت واضحة النتائج.
وتتابع الاوساط بالقول ان هذا الانقسام الاميركي، حول الملف اللبناني، عكسته زيارتا الموفدة مورغان اورتاغوس وقائد القيادة الوسطى الاميركية الادميرال براد كوبر، واصرارهما على عدم لقاء اي مسؤول سياسي، حتى بعد تسليم الجيش لخطته.
علما ان عددا من الشخصيات اللبنانية قد حاول التواصل مع براك للوقوف على رايه حول الموقف الاميركي من قرار الحكومة في الخامس من ايلول، في ظل التسريبات الرسمية اللبنانية التي تناقضها الوقائع، ووسط معلومات تقاطعت عليها اكثر من جهة عن دور مستجد للوسيط الاميركي السابق آموس هوكشتاين، عبر ضخ كم كبير من المعلومات غير الدقيقة حول مواقف واشنطن، عبر «اصدقاء» له، الا انهم لم يوفقوا في التواصل معه.
حصر سلاح
ووسط ترقب لكيفية تطور الاوضاع في غزة والخطوات التي ستتخذها القمة العربية الاسلامية الطارئة الاحد والاثنين المقبلين، يمضي البحث في الملفات اللبنانية الساخنة، وفي مقدمها حصر السلاح. في هذا السياق وبعد اسابيع على بدء الجيش بتسلم سلاح فصائل منظمة التحرير وعلى راسها حركة فتح، من عدد من المخيمات الفلسطينية في بيروت والجنوب، علم ان الساعات المقبلة ستشهد تنفيذ المرحلة الثالثة من العملية التي تشمل مخيم البداوي، قرب طرابلس، والذي كان وتسلمت قبل اكثر من سنة مخابرات الجيش مئات صواريخ الغراد من داخله، وعين الحلوة، قرب صيدا، على ان تنجز العملية مساء الاثنين
وفي هذا الاطار علم ان الاتصالات الداخلية والخارجية، حيث تؤدي الدوحة دورا اساسيا فيها، مستمرة مع حركة حماس وباقي الفصائل، لانجاز تفكيك «المنظومات العسكرية» في المخيمات الواقعة في قطاع جنوب الليطاني، عملا بالمرحلة الاولى من خطة الجيش لحصر السلاح، والتي تنتهي في غضون ثلاثة اشهر.
رغم ان معلومات افادت عن تراجع وتيرة تلك الاتصالات، بعد الغارة الاسرائيلية على قطر، نتيجة الاجراءات الامنية التي اتخذتها قيادات حماس في بيروت، وفي ظل قرار الدوحة تجميد كل المبادرات التي تقوم بها، في ظل الظروف الامنية الجديدة التي خلفتها ضربة الدوحة.
اتصالات لبنانية – سورية
غبار تسليم السلاح، لم يحجب مشهد العودة الطوعية للنازحين السوريين، مع مغادرة دفعة جديدة منهم، رغم ما يكشفه شهود عيان عن دخول المئات من الشباب السوري ليلا، عبر الحدود الشمالية بطريقة غير شرعية، اذ سجل تواصل بين وزيري الخارجية اللبناني جو رجي ونظيره السوري اسعد الشيباني، بعيد اللغط الذي اثارته زيارة الوفد السوري الى بيروت، وما سرب من مداولات اجراها مع المسؤولين الذين التقاهم، رغم تاكيد المعنيين ان الجهات الرسمية اللبنانية، ابلغت عبر قنوات خاصة قيادة حزب الله بما تم تداوله وما عرض من ملفات ومطالب.
سنة قضائية جديدة
بالانتقال الى الملف القضائي، يتوقع ان تفتتح السنة القضائية الجديدة الاثنين، في احتفال يحضره رئيس الجمهورية وعدد من كبار المسؤولين في الدولة، في قصر عدل بيروت، على ما درجت العادة سنويا، حيث تتوقع مصادر حقوقية ان تكون الانطلاقة قوية، خصوصا مع تولي القضاة الذين شملتهم التشكيلات والتعيينات الاخيرة مواقعهم الجديدة، واستلموا ملفاتهم، لا سيما تلك التي تشكل مصدر اهتمام داخلي وخارجي، رغم المخاوف من المعوقات والتدخلات السياسية المزمنة، والتي عززها رد مشروع قانون استقلالية القضاء.
وفي هذا الاطار، علم ان عدد المراجعات والشكوى ضد القضاة، من المتضررين، امام التفتيش القضائي قد ارتفع بشكل ملحوظ، حيث تراوحت بين استغلال نفوذ والخضوع لتدخلات، كذلك ثمة ملاحقات تتعلق بالاثراء غير المشروع وقبض رُشى، علما ان اي قرارات علنية لم تصدر حتى الساعة.
وفي السياق في ما خص ملف التحقيق في انفجار مرفا بيروت، قررت الهيئة العامة لمحكمة التمييز عقد جلسات اسبوعية، كل يوم اثنين، للنظر في دعاوى المخاصمة وطلبات الرد، ضد المحقق العدلي في انفجار مرفا بيروت، القاضي طارق البيطار، على ان تصدر قراراتها تباعا.
صندوق النقد
على الصعيد الاقتصادي يتوقع ان يصل فريق من صندوق النقد الدولي الى بيروت، لمواصلة المحادثات بين الطرفين، والوقوف على ما وصلت اليه الورشة التشريعية على صعيد الاصلاحات التشريعية المالية المطلوبة دوليا، كمدخل اساسي لاقرار الاتفاق بين الطرفين، رغم استبعاد المعنيين انجازه خلال ما تبقى من اشهر السنة الحالية.
وفيما تتوقع مصادر مالية ان تحوز موازنة 2026 «رضى» صندوق النقد، في ظل «تصفير العجز» فيها، نتيجة زيادة الرسوم والضرائب، تتخوف مصادر نيابية من ان تحمل معها الاشهر القليلة المقبلة انفجارا اجتماعيا واقتصاديا، مع تكاثر الملفات الاقتصادية والمعيشية العالقة، مع اصرار الدولة على ربط اي زيادات بزيادة المداخيل من اموال الطبقة العاملة، وفي ظل ازمة اجتماعية بدات تطل براسها مع بدء تطبيق قانون الايجارات الجديد، والذي على سبيل المثال يهدد اكثر من 300 مدرسة بالاقفال، ويضع الاف الطلاب في الشارع.
تعقيد الجهود
في مجال آخر، أشار مصرف لبنان إلى أنّ ارتفاع أسعار الفائدة العالمية يُعقّد جهود إعادة هيكلة ديون السندات الدولية. وأعلن أنّ إحتياطيات لبنان من النقد الأجنبيّ ارتفعت إلى 11.3 مليار دولار حتى منتصف 2025. وأضاف أنّ قيمة احتياطيات لبنان من الذهب ارتفعت إلى 30.28 مليار دولار حتى منتصف 2025 بفضل ارتفاع أسعار الذهب.
"الأخبار ":
لا يزال أهل الحكم في لبنان يسيرون وفق الخطة المرسومة أميركياً، والتي تحظى برعاية سعودية، لتلبية مطالب إسرائيل. وما بدا أنه تعثّر في السعي إلى نزع سلاح المقاومة، ليس سوى محطة قابلة للتجاوز، مع المضي في خطوات أخرى مرتبطة بالملف نفسه: من فتح ملف قضية الفلسطينيين وتنظيم أوضاع المقاومين الفلسطينيين في لبنان، إلى الإجراءات المالية والقضائية التي تهدف إلى التضييق على حزب الله، والحدّ من قدرته على تأمين التمويل لمؤسساته أو ضخّ الأموال في برنامج إعادة الإعمار.
ومرة جديدة، وهو أمر لا بدّ من التذكير به دائماً، فإن وقائع جلسة الجمعة الشهيرة (في 5 أيلول الجاري)، لم تكن نتيجة اقتناع، لا لدى جوزيف عون ولا نواف سلام ولا سواهما، بضرورة مغادرة مربع التفكير في نزع سلاح المقاومة، بل كانت انعكاساً لتوازن القوى في لبنان، وإدراكاً لاحتمال انزلاق الأمور نحو مواجهة قد تطيح بالحكم القائم برمّته، لا بالحكومة وحدها. وهو ما استشعرته جهات خارجية سارعت إلى التواصل مع الجانبين السعودي والأميركي، بهدف تخفيف الضغط عن عون وسلام وإيجاد «تسوية» مؤقّتة للملف، وهو ما حصل بالفعل.
لكنّ المؤكّد، والذي ينبغي أن تعيه قيادة المقاومة قبل غيرها، وما يجب أن يعيه أكثر الرئيس نبيه بري، أن الثنائي عون وسلام لا يملكان حرية التفكير أو القرار المستقلّ، وأنهما في هذه المرحلة لا يختلفان البتة عن سمير جعجع في مقاربتهما لمسألة السلاح. أما ما يتداوله المستشارون في القصر أو بعض المحيطين برئيس الحكومة، فلا يمتّ إلى الحقيقة بصلة.
طبعاً، ثمّة قنوات تواصل نشطة هذه الفترة بين جميع المعنيين بالملف. وبعض الجهات تحاول أن تبيع المقاومة فكرة أنها منعت مجلس الوزراء من القيام بخطوة كبيرة. وهؤلاء ليسوا إلا محتالين يعملون بأساليب التضليل الأميركية - الإسرائيلية. ومن يراجع محاضر اجتماعات رئيس المجلس مع الموفدين الأميركيين خصوصاً، يمكنه فهم طبيعة العقل الأميركي القائم على فكرة واحدة لا تحتمل النقاش: نحن هنا لنضمن أمن إسرائيل أولاً، ومصلحة لبنان ثانياً.
بداية البحث في الربيع الماضي
قد يحلو لبعض أهل الحكم القول إن فكرة حصرية السلاح لم تكن مطروحة سابقاً على جدول الأعمال. بل إن بعض المقرّبين من رئيس الجمهورية يؤكّدون أن ما طرحه لا يتجاوز الدعوة إلى حوار مع حزب الله.
غير أنّ رئيس الحكومة يسعى إلى مسار مختلف تماماً. والفكرة الأساسية لدى فريق رئيس الجمهورية تقوم على محاولة إقناع حزب الله وحركة أمل وجمهورهما بأنّه ليس على الموجة نفسها مع سلام، وأن الأخير هو من ينسّق مع أعداء المقاومة في الداخل، ولا سيما مع قائد «القوات اللبنانية» سمير جعجع، لإثارة الأمر بهذه الطريقة.
لكن، لنعد قليلاً إلى الوراء. وهذه المرّة، بالاستعانة بوثائق دبلوماسية غربية مصنّفة «سرّية»، اطّلعت عليها «الأخبار»، وبوقائع اتصالات واجتماعات عُقدت في آذار ونيسان وأيار 2025، خُصّصت للبحث في ملف سلاح حزب الله. وإذا كان بعض الأطراف في الداخل يصرّح اليوم بأنّ عون وسلام ينفّذان جدول الأعمال الذي فُرض عليهما منذ لحظة تنصيبهما رئيسيْن للجمهورية وللحكومة، فإنّ المداولات التي جرت مع دبلوماسيين غربيين أظهرت ما هو أبعد من ذلك، إذ نقلت وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية، روز ماري دي كارلو، أمام دبلوماسيين عرب وأجانب في لقاء عُقد في نيويورك مطلع أيار الماضي، أنّ ما لديها من معطيات يؤكّد «عزم كلٍّ من رئيس الجمهورية جوزيف عون ورئيس الحكومة نواف سلام على المضيّ في مشروع حصر السلاح بيد الدولة»، وأنه «رغم اعتراف الجميع بصعوبة هذا المسار، إلا أن الرئيس عون يحاول اقتراح صيغ مختلفة، من بينها الاستراتيجية الدفاعية، التي يؤكد أنّ حزب الله يوافق عليها شرط أن تتضمّن دوراً للمقاومة».
غير أن المسؤولة الأممية، التي كانت قد التقت على الهامش مسؤولين من الولايات المتحدة وإسرائيل ومن عدد من العواصم العربية النافذة، قالت في اللقاء نفسه: «لا توجد ضمانات بشأن تنفيذ القرار 1559 كاملاً، لكن هناك فرصة زمنية محدودة لتحقيق تقدّم في هذا الاتجاه».
وأعربت عن اعتقادها بأنّ الجيش اللبناني يحرز تقدّماً في مهمته جنوب نهر الليطاني، غير أنّ «سيطرة إسرائيل على مواقع في جنوب لبنان، وفرضها مناطق عازلة، وتنفيذها هجمات متتالية في عمق لبنان، كلّها خطوات تضعف قدرة الدولة اللبنانية على استعادة كامل سيادتها»، لتخلص في النهاية إلى دعوة العواصم الكبرى إلى «الضغط على إسرائيل للتراجع عن مسارها التصعيدي في لبنان».
في الاجتماع نفسه، حضرت القائمة بالأعمال الأميركية (السفيرة السابقة في بيروت) دوروثي شيا، التي سارعت إلى طلب الكلام بعدما شعرت بأنّ المسؤولة الأممية تُحمّل واشنطن جانباً من المسؤولية عمّا يجري. وقالت شيا: «لقد منحت إسرائيل الحكومة اللبنانية فرصة للسيطرة على أراضيها»، مضيفة أنّ على الحكومة اللبنانية أن تدرك «أنّه لا يجوز السماح لحزب الله بإعادة بناء نفسه مجدّداً». وتابعت أنّ «الولايات المتحدة تمنح الشرعية لكلّ المخاوف الأمنية الإسرائيلية في مواجهة تهديد حزب الله».
ومع أنّ شيا كانت على الدوام من أبرز الداعمين للجيش اللبناني ولترشيح قائده العماد جوزيف عون إلى رئاسة الجمهورية، إلّا أنّها أشارت، استناداً إلى خبرتها في لبنان، إلى أنّ «الحكومات اللبنانية المتعاقبة افتقرت إلى الإرادة في مواجهة حزب الله، ما ساهم في إخضاع لبنان لسياسة إيران». وسرعان ما تبيّن أنّ هدف المندوبة الأميركية ليس الضغط على إسرائيل بل على لبنان، إذ توجّهت إلى الحاضرين بالقول: «لقد آن الأوان لكي تُقدِم جميع الدول على تصنيف حزب الله منظمة إرهابية».
وبعدما شدّد مندوبا روسيا والصين على ضرورة إقناع إسرائيل بالانسحاب ووقف اعتداءاتها، لفت أنظار الحاضرين أنّ المندوب البريطاني شاركهما الموقف نفسه. أمّا المندوب الفرنسي، فشرح بأنّ عدم التزام إسرائيل بمتطلبات الانسحاب ووقف الغارات من شأنه أن يعقّد المهمة، قائلاً: «إن التزام إسرائيل بالاتفاق أمر أساسي لإضعاف سردية حزب الله، الذي يقدّم نفسه كقوة مقاومة وطنية ضد الاحتلال الإسرائيلي».
السعودي الأكثر تطرّفاً
ما بات معروفاً في لبنان، لكن الجميع يتجنّب التصريح به علناً، حتى حزب الله نفسه، هو أنّ المملكة السعودية لم تكتفِ بالتحريض المتواصل عليه والدعوة إلى نزع سلاحه، بل تسعى أيضاً إلى إسقاط تمثيله داخل مجلس النواب، وإلى الإمساك برئاسة المجلس النيابي. وفي الكواليس، تشدّد الدبلوماسية العربية والغربية المعنية بالملف اللبناني على أنّ «السعودية شريك كامل للولايات المتحدة وإسرائيل في برنامج نزع سلاح حزب الله».
وتشير تقارير في هذا السياق إلى أنّ التغيير في هوية الجهة المسؤولة عن الملف اللبناني داخل الرياض لم يكن هدفه فقط اختيار شخصية تحظى بثقة ولي العهد محمد بن سلمان، بل تحمل أيضاً موقفاً عدائياً شخصياً تجاه حزب الله، ولها علاقات وثيقة بالمسؤولين الأميركيين المعنيين بالملف اللبناني.
ورداً على سؤال عن وجود اتصالات مباشرة بين يزيد بن فرحان والإسرائيليين، يقول أحد الدبلوماسيين العرب إنّ التواصل قائم عبر أكثر من قناة وعلى مستويات مختلفة، وإنّ تل أبيب تراهن كثيراً على دور الرياض في تعزيز قوة حلفائها اللبنانيين المعادين لحزب الله. وإلى جانب حزب «القوات اللبنانية» وبعض الشخصيات الأخرى المُدرجة في خانة خصوم الحزب، تعهّدت السعودية بتنفيذ برنامج يمتد حتى مطلع ربيع 2026، لتحضير الساحة السياسية السنيّة لخوض مواجهة كبرى مع حزب الله عبر الانتخابات النيابية المقبلة. وتشير التقارير أيضاً إلى أنّ المملكة خصّصت موازنة مالية لهذه الغاية، لكنها قرّرت صرفها وفق برنامج محدّد، حيث لن يُمنح أحد أي دعم إلا مقابل خدمات واضحة وملموسة.
كما أن الرياض، رغم عدم ارتياحها لشخصية رئيس الحكومة، إلّا أنّها تتصرّف معه اليوم على أنّه «رجل المهمّة» في هذه المرحلة. وقد فرضت على شخصيات سنيّة لبنانية، لم يُبدِ سلام أي اهتمام بالتواصل معها ولم يمنحها أي تمثيل في حكومته، أن تصطفّ خلفه وتتعامَل معه بوصفه الممثّل السياسي الأوحد للطائفة السنيّة في الدولة.
لكنّ هناك «تهوّراً» سعودياً واضحاً في ملف السلاح. ففي حين يكثر الغربيون في لبنان من الحديث عن ضعف حزب الله وعدم قدرته على قلب الطاولة، تذهب السعودية أبعد من ذلك إلى تحريض الجماعات اللبنانية على مواجهة الحزب في كل المنتديات، وحتى في الشارع إذا لزم الأمر، مكرّرة القول إن «كل من يحاول مواجهة حزب الله سيكتشف أنّه ليس قوياً كما يصوّر نفسه، بل إن هناك أطرافاً تملك قوة كبيرة ستكون إلى جانب خصوم الحزب»، وهذه إشارة مباشرة ليس إلى سوريا أحمد الشرع، بل إلى إسرائيل نفسها.
قد يكون من المناسب اليوم قول الأمور بصراحة ومن دون مراعاة أحد، ليس فقط لأن العدو على أهبة الاستعداد لخوض حرب جديدة ومستعدّ لارتكاب جرائم أشدّ فظاعة مما سبق، بل أيضاً لأن من يراهن على تراجع حلفاء الأعداء في الداخل، يجهل تماماً طبيعة المتغيّرات التي طاولت ليس العقل الإسرائيلي فحسب، بل العقل الأميركي أيضاً. وهذه المتغيّرات برزت جليّة يوم الحرب على إيران، وعادت لتذكير الجميع بالواقع نفسه في العدوان على قطر.
"الأنباء":
يتطور المشهد على خط السويداء، بعد حوالى الشهرين على الأحداث الدامية التي شهدتها المحافظة، والارتكابات التي شهدتها وترقى إلى جريمة حرب. وفي خرق مهم من أجل تحقيق العدالة للشهداء والأبرياء، تبلّغ الحزب التقدمي الإشتراكي، يوم الجمعة، من الممثل الاقليمي لمكتب مفوضية الامم المتحدة السامية لحقوق الانسان مازن شقورة، "بقدوم لجنة تقصي حقائق دولية الى محافظة السويداء في اليومين المقبلين".
يأتي هذا الإعلان الأممي المهم جداً تتويجاً للاتصالات التي قام بها، ولا يزال، الرئيس وليد جنبلاط، الذي عبّر عن موقف واضح من البداية بالوقوف إلى جانب السويداء، وإدانة المجازر التي تعرّض لها أهلها. وفي هذا السياق، كانت الرسالة التي وجهّها منذ أيام إلى رئيس لجنة التحقيق التابعة للأمم المتحدة في سوريا باولو سيرجيو بينهيرو، داعياً لإجراء تحقيق شفاف ومستقل في احداث السويداء التي حصلت في تموز الماضي. حيث طالب جنبلاط اللجنة حينها بوجوب إجراء تحقيق شفاف ومستقل وتسمية المتورطين كخطوة أولى تمهيداً لمحاكمتهم وتحقيق العدالة.
تزامنت هذه الرسالة مع البيان الذي صدر عن الحزب التقدمي الإشتراكي، مطالباً بكل وضوح وبشكل حازم، بتشكيل لجنة تحقيق دولية ومحاسبة المتورطين، على أن تلي المحاسبة المصالحة الوطنية بين السويداء وجيرانها أولاً، ومن ثم فتح باب الحوار بينها وبين دمشق.
جدّد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب تيمور جنبلاط هذا الموقف، في احتفال مؤسسة العرفان التوحيدية، مشدداً على أن المحاسبة والعدالة هي المعبر الإلزامي لأي بحث في مستقبل السويداء وإعادة الثقة بينها وبين الشام.
وتكريساً لهذا التوجّه لدى "الاشتراكي"، والخط العريض الذي يعمل تحته، والمتمثل بأمن جبل العرب وأهله وحفظ كرامتهم ومستقبلهم، وإقراناً للقول بالفعل، قام وفد من "التقدمي" بنقل رسالتين من جنبلاط إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس والمفوض السامي لحقوق الانسان لدى الأمم المتحدة فولكر ترك، ملتقياً على التوالي كل من ممثلة الأمم المتحدة في لبنان جينين هينيس-بلاسخارت في مكتبها في اليرزة ولاحقاً الممثل الاقليمي لمكتب مفوضية الامم المتحدة السامية لحقوق الانسان مازن شقورة في الإسكوا.
وتشكّل الرسالتان خارطة طريق نحو الحل في السويداء، على أن يبدأ بإجراء تحقيق دولي مستقل وشفاف ومحاسبة المرتكبين، كما إطلاق المخطوفين لا سيما النساء والأطفال. وتضمنت النقاط الثلاث الأساسية:
-دعم إنشاء تحقيق دولي مستقل وحيادي في هذه الأحداث.
-الدعوة إلى الإفراج الفوري عن المختطفين، في مقدمتهم النساء والأطفال.
-ضمان اتخاذ التدابير اللازمة لمنع تكرار مثل هذه الانتهاكات الجسيمة.
وكان أوضح عضو كتلة اللقاء الديمقراطي النائب وائل أبو فاعور، من اليرزة، أن الهدف من هذا الحراك هو الدفع باتجاه تحقيق العدالة، وفي الوقت نفسه حماية وحدة سوريا وفتح الأبواب أمام الحوار والمصالحة، كاشفاً أن المؤشرات تدل على وجود حراك إقليمي ودولي متصاعد في هذا الاتجاه.
ولفت إلى أنّ اتصالات وليد جنبلاط وتيمور جنبلاط مع قوى عربية ودولية فاعلة تشير إلى إمكانية بلورة خريطة طريق للحل في سوريا، تبدأ بتحقيق مستقل وعقوبات بحق المرتكبين.
هذا ولا يقتصر جهد جنبلاط على الجانب السياسي، إنما يشكّل تأمين طريق دمشق السويداء محط اهتمام كبير لديه إضافة إلى تدفق المساعدات المستمر إلى الجبل عبر هذه الطريق.
بيان مخيّب للآمال
على صعيد آخر، وفيما كان من المتوقع أن يصدر عن مجلس الأمن الدولي بيان شديد اللهجة ضد اسرائيل يحملها مسؤولية انتهاك سيادة دولة حليفة للولايات المتحدة وترعى منذ عشرة أشهر المفاوضات بين اسرائيل وحماس، من أجل الافراج عن الرهائن ووقف الحرب. جاء بيان الإدانة الذي صدر مخيباً للامال.
مصادر مواكبة للتطورات، رأت في قرار الإدانة لاسرائيل بأنه يأتي من قبيل رفع العتب اذ لا يكفي أن تؤكد الدول المشاركة بصياغة هذا البيان وإبداء تعاطفها مع قطر أن المشكلة في المنطقة قد حلت، بل عل العكس فإن المنطقة هي على صفيح ساخن لأن ما بعد الضربة على قطر ليس كما قبلها. فلا أحد يمكنه أن يردع اسرائيل عما تنوي القيام به سواء من خلال تهديدها بطرد الفسطينيين من غزة. او باستهداف دول عربية اخرى بحجة ايوائها فسطينيين.
المصادر أشارت في حديث لجريدة الانباء الالكترونية الى أن لا شيء يمكن أن يردع اسرائيل في سياستها العدوانية وأن الهجوم على قطر رسالة للسعودية ودول الخليج العربي بسقوط كل المحرمات وان عجز الرئيس الاميركي دونالد ترمب في الضغط على اسرائيل لتجنب الاعتداء على دولة حليفة مثل قطر هذا يعني ان كل العواصم العربية اصبحت تحت التهديد الاسرائيلي.
المصادر توقعت خريفاً ساخناً اذا ما نفذت اسرائيل تهديدها بطرد الفلسطينيين من غزة في تشرين اول المقبل.
وقدرت ان لبنان لن يكون بمأمن في حال نفذت اسرائيل تهديداتها، وهي ترى بتصرف الناطق باسم الحكومة الاسرائيلية أفيخاي أدرعي ودخوله بلدة الخيام انتهاكاً للسيادة اللبنانية ومؤشراً خطيراً لا سيما بعد إقرار خطة الجيش اللبناني لحصرية السلاح.
انزعاج لبناني
وفي السياق، نقلت مصادر حكومية عبر الانباء الالكترونية انزعاجاً رسمياً كبيراً من التصرف الأرعن الذي يقوم به في كل مرة المتحدث باسم الجيش الاسرائيلي افيخاي أدرعي ليذكّرنا بوقاحته بوجوده داخل الاراضي اللبنانية المحتلة قرب الخيام.
واعتبر المصادر في هذا السلوك العدائي تأكيد أن اسرائيل تصرّ على تقويض الاستقرار في الجنوب في وقت التزم فيه لبنان بتطبيق قرارات الشرعية الدولية وبسط سلطة الدولة على كامل اراضيها.
"البناء":
بالرغم من الجهود الحثيثة لكل من واشنطن وتل أبيب لحشد الدعم الدولي لمنع إقرار إعلان نيويورك الذي يدعو لاعتماد حل الدولتين والاعتراف بدولة فلسطين كشرط لا بدّ منه لإنهاء حروب الشرق الأوسط، كشف التصويت عن فشل ذريع لمحاولات الترهيب والترغيب الأميركية الإسرائيلية، حيث صوّتت واشنطن وتل أبيب ومعهما الأرجنتين فقط ضد القرار، وكان تصويت سبع جزر من مستعمرات أميركية منحت الاستقلال لتصير أصواتاً في الأمم المتحدة، مدعاة للسخرية دون أن يشكل رقماً في التصويت، الذي انتهى بعشرة أصوات ضد القرار مقابل 142 مع دولة فلسطين.
القرار الذي أدان طوفان الأقصى وحرب الإبادة في غزة ودعا إلى دولة فلسطين دون حركة حماس ودعا إلى إنهاء سلاح المقاومة، بقي بالرغم من محاولات تقديم جوائز ترضية لـ”إسرائيل” ضربة سياسية ودبلوماسية للمشروع الأميركي الإسرائيلي لتصفية القضية الفلسطينية وضم الأراضي الفلسطينية لكيان الاحتلال وتهجير الشعب الفلسطيني، وبقي تأكيداً على استحالة تصفية القضية الفلسطينية أو حلها عبر الحروب الإسرائيلية مهما بلغت ضراوتها ووحشيتها، وقال القرار عملياً إن كل ما تتوهّم “إسرائيل” أنه أرباح من حروبها يتحول بوضوح إلى خسارة سياسية مدوية.
في المنطقة ترقب لانعقاد القمة العربية الإسلامية وما سوف يفعله الحكام العرب والمسلمون، بعدما سقطت كل أوهام الرهان على العلاقات الجيدة بواشنطن لتفادي الأذى الإسرائيلي، وسقوط معادلة القواعد الأميركية تحمي، وبالتوازي تشهد واشنطن اجتماعات أميركية قطرية مكثفة في محاولة أميركية لتخفيض سقف قرارات القمة عبر طمأنة قطر وعبرها عرب الاعتدال والرهان على أميركا، بأن منع واشنطن لإدانة “إسرائيلط بالاسم والتلويح بالفيتو للحؤول دون ذلك ليس موجهاً ضد قطر وسائر حلفاء أميركا من الدول العربية والإسلامية، وهو ما تعتقد مصادر عربية دبلوماسية في نيويورك أنه مشروط بنجاح أميركا بإنهاء حرب غزة، حيث لا أوهام حول إمكانية اصطفاف أميركا مع أي حليف مهما كان عندما تستهدفه “إسرائيل”، وبحثاً عن فرص لإنهاء حرب غزة يصل وزير خارجية أميركا ماركو روبيو إلى كيان الاحتلال اليوم، عشية قمة الدوحة العربية الإسلامية.
في سياق مختلف تتقدم شبكة “كلنا غزة كلنا فلسطين” نحو موعد 16 أيلول المقرّر لأول إضراب عالمي عن الطعام دعماً لغزة وصمودها، تحت شعار جوعكم جوعنا، برمزية الإضراب عن الطعام، ويعقد قبل ظهر اليوم الدكتور نهاد أبوغوش مؤتمراً صحافياً في ساحة بلدية البيرة يتحدث فيه عن الشبكة العالمية واكتمال تحضيراتها وجهوزية 100 مدينة عبر العالم للمشاركة في الإضراب.
وواصل الاحتلال الإسرائيلي عدوانه على لبنان، فشن سلسلة من الغارات على الجنوب موقعاً عدداً من الشهداء والجرحى.
وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة التابع لوزارة الصحة العامة أن “غارة العدو الإسرائيلي على بلدة عيترون أدت إلى سقوط شهيد”.
واستهدفت مسيّرة إسرائيلية سيارة في بلدة عيتا الجبل ما أدى إلى إصابة شخصين بجروح، بحسب بيان مركز عمليات طوارئ الصحة التابع لوزارة الصحة العامة في بيان. وألقت مسيرات إسرائيلية قنابل على بلدات الضهيرة، والناقورة، ولم تُسجل إصابات، كما ألقت مسيّرة قنبلة صوتية على بلدة يارين وأخرى على الوزاني بالتزامن مع تمشيط بالأسلحة الرشاشة من دون إصابات. وفجر أمس نفّذ جيش العدو عملية تفجير لمنزل لآل الغول في محلة الجدار في بلدة ميس الجبل.
وفي تطوّر أمني، ذكرت “الوكالة الوطنيّة للإعلام”، أنّ “أكثر من 4 مسيّرات إسرائيليّة شوهدت تجوب في سماء منطقة سهل عكار وأعالي البيرة وعكار العتيقة والقبيات وفي منطقة وادي خالد الحدوديّة. وقد سمع إطلاق المضادّات من الدّاخل السّوري، في اتجاه مسيّرة دخلت الأجواء السّوريّة الحدوديّة مع لبنان.
وحذّرت مصادر مطلعة من توجّه إسرائيلي لتوسيع الحرب على لبنان لأسباب داخلية إسرائيلية أمنية وسياسية في ضوء المشروع الإسرائيلي الكبير في المنطقة، ولفتت المصادر لـ”البناء” الى أن “”إسرائيل” تحاول تنفيذ مشروعها في المنطقة بشكل تدريجي أو خطوة خطوة، عن طريق قضم المزيد من الأرض اللبنانية وتنفيذ اغتيالات لمسؤولين وعناصر في حزب الله وتدمير مراكز ومخازن للصواريخ التي تهدد أمنها، الى جانب إنشاء منطقة عازلة في الشريط الحدودي ومنع عودة النازحين وإعادة الإعمار بموازاة المزيد من الضغط الأمني والدبلوماسي والسياسي والمالي الأميركي على حزب الله لتقييده على كافة الصعد، وخصوصاً عن طريق الحدود اللبنانية السورية، ما يُبقي الحزب تحت النار لمنع ترميم قدراته”. واستبعدت المصادر “شن “إسرائيل” حرباً واسعة النطاق على لبنان في الوقت الراهن بل ستكتفي بما تفعله مما تدعيه أنه إنجازات وحرية حركة أمنية وجوية في الجنوب والبقاع والضاحية وأي منطقة أخرى”.
وأشار المفتي الجعفري الممتاز سماحة الشيخ أحمد قبلان في خطبة الجمعة في برج البراجنة، إلى أن “لعبة العالم اليوم هي لعبة مصالح وخروج من طور الضعف إلى طور القوة، لكن للأسف على حساب الأخلاقيات والقيمة الإنسانية. وهنا تقع الكارثة، لأن الإنسان من دون قيم أخلاقية ووجودية يتحوّل إلى طاغية، كما هو طغيان الأميركي والأوروبي وغيرهما من قوى البطش والظلم والاضطهاد العالمي. وتاريخ الإنسان منذ قصة قابيل وهابيل على هذا النحو من جنون الأنا وسطوة الرغبة، وطمر فجوة الضعف عن طريق الميل العظيم نحو كل أساليب الفساد والاضطهاد والتنكيل والفظاعات بهدف تحقيق سطوة القوة الظالمة”.
وأكّد قبلان أنه “لا يمكن السكوت أبداً عن العدوان الإسرائيلي المتمادي على كل لبنان (من الجنوب إلى البقاع والعاصمة بيروت والحدود الشرقية الشمالية) والتي بلغت حدّ الكارثة السيادية. وهذا ما يضعنا أمام الحاجة السيادية القصوى للمقاومة والجيش معاً، بل ما يلزم لتنفيذ مشروع قوة وطنية تصاعدية، لأن “إسرائيل” مشروع احتلال وتوسّع وإبادة وهيمنة… من هنا على الدولة اللبنانية اعتماد سياسات سيادية قوية ومختلفة المسارات، بعيداً عن الخطوط الحمراء للانتداب الأميركي الجديد وقصة “لا أستطيع أو لا أريد” تجعل البلد معرّضاً للانتهاكات الوجودية”، مطالباً بـ”حكومة سيادية ورجالات وطن شجعان”.
على صعيد السلاح الفلسطيني، أعلن رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني السفير رامز دمشقية أن تسليم السلاح في مخيم البداوي سيتمّ اليوم ولـ3 أيام، ولاحقاً في مخيم عين الحلوة والفصائل المنضوية تحت منظمة التحرير هي مَن تسلّم السلاح اليوم لافتاً الى أن الحوار مع حركة “حماس” مستمر لتسليم سلاحها. وتوقعت لجنة الحوار اللبناني – الفلسطيني أن “يطوى الملف في نهاية الشهر”.
على صعيد أمني آخر، أعلنت قيادة الجيش اللبناني، أنّ “بناءً على إشارة القضاء المختص، وبعد توافر معلومات حول محاولة سفينة «Hawk lll» مغادرة المياه الإقليميّة اللّبنانيّة بطريقة غير قانونيّة، نفّذت وحدة من فوج مغاوير البحر بالاشتراك مع القوّات البحريّة والقوّات الجوّيّة في الجيش اللّبناني عمليّة مطاردة، وأوقفت السّفينة المذكورة على مسافة نحو 30 ميلًا بحريًّا من الشّواطئ اللّبنانيّة”.
في غضون ذلك، يعقد مجلس الوزراء جلسةً عند السّاعة الثّالثة من بعد ظهر يوم الثّلثاء المقبل في 16 الحالي، في السّراي الحكومي، للبحث في المواضيع المدرجة على جدول الأعمال. ويتألّف جدول الأعمال من 18 بندًا، منها:
– متابعة البحث بمشروع الموازنة العامّة لعام 2026.
– عرض وزارة الدّاخليّة والبلديّات تقرير اللّجنة الوزاريّة المشكّلة بموجب قرار مجلس الوزراء رقم 59 تاريخ 16/6/2025، والمكلّفة دراسة الاقتراحات والتعديلات على قانون انتخاب أعضاء مجلس النّواب.
في مجال آخر، أشار مصرف لبنان إلى أنّ ارتفاع أسعار الفائدة العالمية يُعقّد جهود إعادة هيكلة ديون السندات الدولية. وأعلن أنّ احتياطيات لبنان من النقد الأجنبيّ ارتفعت إلى 11.3 مليار دولار حتى منتصف 2025. وأضاف أنّ قيمة احتياطيات لبنان من الذهب ارتفعت إلى 30.28 مليار دولار حتى منتصف 2025 بفضل ارتفاع أسعار الذهب.
ومع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لاستشهاد الأمينين العامين لحزب الله، سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله والشهيد الهاشمي السيد هاشم صفي الدين، والشهداء الأبرار، يعقد حزب الله مؤتمراً صحافياً مخصصاً للإعلان عن فعاليات إحياء الذكرى، الثلاثاء المقبل، في مركز الثقافي لبلدية الغبيري – مسرح رسالات – الغبيري.
"الشرق":
صوّتت الجمعية العامة للأمم المتحدة، بـ”الأغلبيّة الساحقة، لصالح مشروع قرار يُؤيّد إعلان نيويورك بشأن الاعتراف بالدولة الفلسطينية، لكن من دون “حماس”. واعتمدت الجمعية “إعلان نيويورك” الذي يهدف إلى إعطاء دفع جديد لحل الدولتين في النزاع الفلسطيني – الإسرائيلي، مع إقصاء “حماس” بطريقة لا لبس فيها.
ودان النص الذي اعتمد بأغلبية 142 صوتا لصالح القرار و10 أصوات ضده، بما في ذلك إسرائيل والولايات المتحدة، وامتناع 12 دولة عن التصويت، حركة حماس بوضوح ويطالبها بإلقاء السلاح.
وسارع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الى الترحيب بقرار الجمعية العامة الذي ايدته 142 دولة باعتباره المسار المؤدي الى “حل الدولتين” والطريق الذي لا رجعة عنه نحو السلام.
كذلك رحبت السلطة الفلسطينية بقرار الجمعية العامة. كذلك اعلنت العديد من الدول العربية والاوروبية والاسيوية ودول اميركا اللاتينية بقرار الجمعية العامة.
"الشرق الأوسط ":
فاجأ الإفراج عن الإسرائيلية إليزابيث تسوركوف، المحتجزة لدى «كتائب حزب الله» في العراق، السلطات اللبنانية الرسمية ومعها «حزب الله» بشأن غياب أي معلومة تتعلّق بكشف الغموض حول مصير القبطان البحري اللبناني عماد أمهز، بخلاف ما كانت قد نشرته وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري»، نقلاً عن مصادر عراقية، بأنه تم الإفراج عن تسوركوف في مقابل إطلاق أمهز وشخص ثانٍ لم تُحدد هويته.
فعدم تلقي لبنان، وتحديداً الجهات الرسمية المكلفة بمتابعة ملف الأسرى اللبنانيين لدى إسرائيل، أي معلومة حول مصير أمهز الذي اختُطف فجر الثاني من نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، أثار أكثر من علامة استفهام، وفتح الباب أمام التواصل بين لبنان وقبرص في ضوء ما تردد بأنها لعبت دور الوسيط للإفراج عن تسوركوف، المختطفة منذ 2023.
وكان ملف الأسرى اللبنانيين موضع اهتمام مدير الأمن العام اللبناني اللواء حسن شقير، وهو قد بادر فوراً، بتكليف من الحكومة، بالتواصل مع جهات مختصة في الحكومة العراقية، ولقي تجاوباً مع الرغبة اللبنانية للإفراج عن الأسرى، بعدما تأكد، حسب مصادر، أن «واشنطن تتدخل بطلب من تل أبيب للإفراج عن تسوركوف، وهذا ما يسمح بربط الإفراج عنها بالتلازم مع إطلاق ما لديها من أسرى لبنانيين».
وعلمت «الشرق الأوسط» من مصادر مواكبة للاتصالات اللبنانية – العراقية، بأن الجانب اللبناني بادر إلى تسليم بغداد لائحة بأسماء الأسرى اللبنانيين وعددهم 16، أضيف إليهم لاحقاً ثلاثة أسماء؛ هم: أمهز، وشخصان: الأول اختطفته إسرائيل في أثناء قيامه بصيد السمك في عرض البحر بالمياه اللبنانية، والآخر من المنطقة الحدودية في العرقوب، بالإضافة إلى جلاء مصير 65 من المفقودين.
إيران على الخط
وعلى الرغم من أن الاتصالات اللبنانية – العراقية لم تنقطع باستمرار التواصل بين اللواء شقير والفريق الأمني العراقي المكلف بمتابعة ملف الأسرى، فإن الإفراج عن تسوركوف كان قد أُدرج بوصفه بنداً على جدول أعمال المفاوضات الإيرانية – الأميركية، قبل أن تتوقف احتجاجاً على الغارة الأميركية التي استهدفت مواقع نووية في إيران، لتُستأنف لاحقاً، بناء على إلحاح الفريق الأميركي المفاوض.
لكن سرعان ما تقرر تجميد الاتصالات بدخول إيران على الخط، كما تقول مصادر في الثنائي الشيعي لـ«الشرق الأوسط»، ومطالبتها بأن تشمل عملية التبادل في حال تم التوصل إليها، شخصاً إيرانياً يحمل الجنسية العراقية ومتزوجاً بسيدة عراقية، وهو مسجون حالياً في بغداد بتهمة ضلوعه بقتل أميركي، بالإضافة إلى ضم اسم آخر، لم تُعرف جنسيته، وإن كان تردد بأنه فلسطيني، إلى اللائحة بناء على طلب جهة عراقية نافذة تولي أهمية بملف تبادل الأسرى.
ولم يُعرف من الجانب اللبناني أي تفاصيل تتعلق بالإفراج عن تسوركوف وما إذا كان يتلازم مع إطلاق سراح أمهز وآخرين، مما أدى إلى تكثيف الاتصالات بين بيروت وبغداد للوقوف من المسؤولين العراقيين المعنيين بالملف على حقيقة ما حصل ليكون في وسع الحكومة اللبنانية بأن تبني على الشيء مقتضاه.
وساطة قبرصية
يتصدّر ملف إعادة الأسرى اهتمام الرؤساء الثلاثة، وهو كان موضع ملاحقة دائمة من قبلهم في لقاءاتهم الوسيط الأميركي توم برّاك، والموفدين الأوروبيين إلى لبنان، باعتبار أن قضيتهم مدرجة من قبلهم في إطار تلازم الخطوات، كونها واحدة من الضمانات التي يطالبون بها لتطبيق حصرية السلاح.
في هذا السياق، علمت «الشرق الأوسط» من المصادر المواكبة بأن قنوات التواصل بين لبنان وقبرص مفتوحة، سواء أكانت أمنية أو سياسية، لجلاء حقيقة ما تردد بأنها لعبت دور الوسيط للإفراج عن تسوركوف، وتولت تأمين نقلها جواً إلى مطار لارنكا ومنه إلى أحد المطارات في إسرائيل على متن طائرة خاصة لتحط فيه مساء الأربعاء الماضي.
ولفتت المصادر إلى أن التواصل اللبناني – القبرصي يهدف إلى معرفة ما إذا كان الإفراج عن تسوركوف جاء ضمن صفقة للتبادل تشمل إطلاق سراح أمهز وآخرين، وبعضهم من غير اللبنانيين، للتأكد من صحة الخبر الذي نشرته وكالة «تسنيم» للأخبار، أم أن الصفقة اقتصرت على الإفراج عنها لأسباب تتعلق بالأمن القومي العراقي لتحييد بغداد عن الحروب المشتعلة في المنطقة. وبالتالي فإن المفاجأة تبقى قائمة إلى حين معرفة مصير أمهز وما إذا كان مشمولاً بالإفراج عنه بموازاة الإفراج عن الباحثة الإسرائيلية، وهل من دور لإيران في هذا الخصوص نظراً إلى العلاقة الوثيقة التي تربطها بالجهة الخاطفة؟
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا