افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم السبت 20 سبتمبر 2025
الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Sep 20 25|08:18AM :نشر بتاريخ
"النهار":
رسمت معالم التصعيد الإسرائيلي المتواصل لعمليات القصف والغارات على منطقة جنوب الليطاني، خصوصاً في الساعات الثماني والأربعين الأخيرة، صورة خطيرة تتعلق بطبيعة التحديات المتنامية التي تواجهها السلطات اللبنانية السياسية والعسكرية. يأتي ذلك في سياق تنفيذ خطة بسط سيادة الدولة وحصرية السلاح بيدها. استناداً إلى المراجعة الميدانية لاستهدافات الكيان الإسرائيلي، بالإضافة إلى بيانات الجيش الإسرائيلي حول الأهداف التي تم استهدافها، يتضح أن إسرائيل تسعى لإثبات استمرار الوجود المسلح لحزب الله في الجنوب، مما يضع السلطة والجيش اللبنانيين في موقف حرج ويزيد من الضغوط عليهما لتغيير طبيعة الخطة الجارية أو مواجهة المزيد من التصعيد والعمليات الإسرائيلية.
يكتسب هذا الهدف دلالات خطيرة، خصوصاً وأن التصعيد الحالي يتزامن مع مجموعة مواعيد مفصلية تتزاحم جميعها في الأسبوع المقبل. فهناك أولاً تحرك دبلوماسي كثيف للبنان، حيث من المقرر أن يسافر رئيس الجمهورية العماد جوزف عون إلى نيويورك في الساعات المقبلة للمشاركة في افتتاح الدورة العادية للأمم المتحدة. كما يشهد الأسبوع المقبل فعاليات إحياء حزب الله للذكرى السنوية لاغتيال أمينه العام المعين حسن نصر الله وهاشم صفي الدين.
وفي يوم الأحد، تعقد لجنة الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل “الميكانيزم” اجتماعاً في الناقورة، بحضور الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس التي تصل اليوم إلى بيروت خصيصاً من أجل المشاركة في هذا الاجتماع، ولن تعقد أي لقاءات سياسية أخرى في بيروت.
تعكس مجمل هذه التحركات والمحطات أولوية الوضع الخطير بين لبنان وإسرائيل في وقت تتزايد فيه جوانب التوتر الداخلية الناتجة عن سخونة السجالات بين حزب الله والأفرقاء السياسيين، بفعل النمط الاستفزازي الذي يعتمده الحزب، مما ينذر بمزيد من الاحتدامات عشية إحياء ذكرى زعيم الحزب الراحل.
في الواقع الميداني، واصلت إسرائيل أمس استهداف المناطق الجنوبية، حيث استهدفت غارة من مسيرة سيارة أمام مدخل مستشفى تبنين الحكومي، مما أسفر عن سقوط ضحية وإصابة أحد عشر شخصاً بجروح، بما في ذلك اثنان بحالة حرجة. وأفادت المعلومات أن المستهدف في غارة تبنين هو حسين حسان رمضان من بلدة الطيبة وسكان جبشيت. كما استهدفت مسيرة إسرائيلية بصاروخ موجه شاحنة لنقل المياه في المنطقة الواقعة بين أنصار وكوثرية الرز، حيث أفيد عن وقوع قتيل.
كما أغارت مسيرة أخرى على محيط منطقة حاروف. ومع أن مجلس الوزراء يواصل عقد جلسات يومية لإنجاز إقرار الموازنة، أعلن أمس وزير الإعلام بول مرقص أن “الحكومة، رغم انكبابها على دراسة موضوع الموازنة، فإن المساعي والضغوط قائمة باتجاه ردع الاعتداءات الإسرائيلية والإيضاح أمام الدول الراعية والضامنة للترتيبات الأمنية لقيامها.
عشية سفره اليوم إلى نيويورك لترؤس وفد لبنان إلى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، عرض رئيس الجمهورية العماد جوزف عون مجمل هذه الملفات مع رئيس مجلس الوزراء نواف سلام، خصوصاً التطورات الأمنية الأخيرة في ضوء الاعتداءات الإسرائيلية على بلدات وقرى جنوبية وبقاعية، والاتصالات الجارية لمعالجة هذه التطورات.
كما تناول الرئيسان مسار مناقشة مشروع قانون موازنة 2026، إضافة إلى الأوضاع العامة. وبحث الرئيس عون مع قائد الجيش العماد رودولف هيكل الأوضاع الأمنية في البلاد، واطلع منه على تفاصيل الاعتداءات الإسرائيلية على بلدات وقرى جنوبية، وعلى ما حققه الجيش في مجال مكافحة المخدرات.
يبقى الوضع في لبنان محط أنظار المراقبين في ظل التصعيد العسكري والضغوط السياسية، مما يتطلب تنسيق جهود الدولة مع مؤسساتها الأمنية والعسكرية في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية. لبنان يتطلع إلى استعادة السيادة والأمان في منطقة تتسم بالهشاشة والتوتر، وهو ما يحتاج إلى إرادة قوية وجهود متكاتفة من جميع الأطراف المعنية.
"الأخبار":
في تطور هو الأول من نوعه منذ وقت طويل، بادر حزب الله إلى مخاطبة السعودية بصورة مباشرة وعلنية، داعياً إياها إلى فتح صفحة جديدة مع قوى المقاومة، على ضوء توسع العدوان الإسرائيلي في المنطقة، ووصوله إلى قطر. كما دعا قاسم جميع القوى المحلية إلى التعاون على المشتركات لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي وإعادة بناء الدولة.
وفي خطاب ألقاه أمس في الذكرى الأولى لاغتيال قادة وحدة الرضوان، أكد الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، أنّ الحكومة اللبنانية مسؤولة عن مواجهة الاعتداءات الإسرائيلية، داعياً إيّاها إلى دراسة خياراتها. وتوجّه إليها بالقول: «نحن، كمقاومة، حاضرون أن نقوم بواجبنا إلى جانب الجيش اللبناني، إذا كان لديكم أي قرار، أيّاً يكن.
نحن حاضرون، لكن فقط في مواجهة العدو الإسرائيلي، وليس أن نتواجه نحن مع بعضنا»، منبّهاً إلى أنّ «الله أنقذ لبنان من فتنة خمسة آب، بتكويعة خمسة أيلول، لأنّ أي فتنة ستنقلب على الجميع».
وفي هذا السياق، حثّ قاسم «كل مَن في الداخل اللبناني، حتى الذين وصلت الخصومة بيننا وبينهم إلى ما يُقارب العداء»، على «عدم تقديم خدمات لإسرائيل، وألّا يكونوا خُدّاماً لإسرائيل، من حيث يعلمون ومن حيث لا يعلمون».
ودعا إلى التوحّد لـ«طرد إسرائيل وبناء لبنان. نجري الانتخابات النيابية في موعدها، وتضع الحكومة بند الإعمار كأولوية، وتسرّع عجلة الإصلاح المالي والاقتصادي، وتكافح الفساد، ونتحاور بإيجابية لاستراتيجية الأمن الوطني».
وثمّن قاسم موقف الرؤساء الثلاثة في العدوان الأخير على الجنوب، غير أنه اعتبر «هذا يحتاج إلى متابعة وإلحاح يومي. دعوا الأولوية تكون: إيقاف العدوان، مواجهة إسرائيل، إخراج المحتلّ وبداية الإعمار. هذه هي الأولويّات، لا تكون الأولويّات أن نشتغل ببعضنا البعض، دعوا هذه الأولويّات تكون واضحة».
أميركا لا تدعم لبنان
وحول مزاعم الدعم الأميركي للبنان، قال قاسم إنّ «أميركا لا تفعل إلا أن تطلب من لبنان، وتأخذ من لبنان، وتضغط على لبنان، وأنشأت أكبر سفارة في لبنان من أجل أن تدير المخابرات على لبنان ومن لبنان. طائراتها في الجوّ تُعطي الإحداثيات للكيان الإسرائيلي، ترعى لجنة اتّفاق، وهذه اللجنة وظيفتها وعملها فقط، أن ترى كيف تضرب المقاومة، وأهل المقاومة».
وأضاف أنها «لا تُعطي الجيش اللبناني إلا مقدار الأسلحة التي يستطيع عبرها أن يُدير الوضع الداخلي، أي سلاح فيه شبهة أنه يمكن أن يصل إلى الكيان الإسرائيلي، أي سلاح له مدى أو له فاعلية، أو يمكن أن يؤثّر على الطيران، أو يمكن أن يؤثّر على الجيش الإسرائيلي، ممنوع أن يحصل عليه الجيش اللبناني، ليس فقط من أميركا، بل من أي مكان في العالم، ممنوع». وعليه، أكّد قاسم أنه «لا يوجد دعم. حتى عندما يعطون الجيش، يعطونه من أجل إسرائيل، لا يعطونه من أجل لبنان. فإذاً، أميركا تتصرّف بعدائية حقيقية».
دعوة إلى السعودية
إلى ذلك، حذّر قاسم من أنّ «المنطقة بأسرها أمام منعطف سياسي استثنائي خطير»، مع وصول العدو الإسرائيلي إلى «ذروة الإجرام والتوحّش، وعدم التقيّد بأي قاعدة إنسانية أو قانونية أو دولية أو حقوقية، وذلك بمؤازرة كاملة تفصيلية من قبل الإدارة الأميركية». وشدّد على أنه «يجب أن نعرف تماماً ماذا نواجه: هناك مشروع اسمه إسرائيل الكبرى وليس عدواناً إسرائيلياً مؤقّتاً لأسباب، ويمكن حلّ المشكلة. لا، هذه المشكلة لن تُحلّ بالطرق المعتمدة.
لا تُحلّ بالاتّفاقات، ولا تُحلّ بالصبر الدائم، ولا تُحلّ بتدخّل الدول الكبرى، لأنها لن تتدخّل إلا لمصلحة إسرائيل»، داعياً إلى البحث «عن حلول أخرى حتى نواجه هذا التحدّي الخطير».
وفي هذا السياق، وجّه قاسم دعوة علنية إلى السعودية لـ«تصفية العلاقات» و«فتح صفحة جديدة مع المقاومة»، عبر حوار «يعالج الإشكالات، ويُجيب عن المخاوف، ويؤمِّن المصالح. مبني على أنّ إسرائيل هي العدو، وليست المقاومة. يُجمِّد الخلافات التي مرّت في الماضي». وإذ أكّد أنّ «سلاح المقاومة وجهته العدو الإسرائيلي، وليس لبنان، ولا السعودية، ولا أي مكان، ولا أي جهة في العالم»، نبّه قاسم إلى أنّ «الضغط على المقاومة هو ربح صافٍ لإسرائيل، وعندما لا تكون المقاومة موجودة، فهذا يعني أنّ الدور سيأتي على الدول».
واعتبر قاسم أنّ «ما بعد ضربة قطر، يختلف عمّا قبل ضربة قطر. يعني حتى نحن في طريقة تفكيرنا، الدول، الأنظمة، الشعوب، الناس، الحركات، القوى المختلفة، تفكيرها بعد قطر يجب أن يكون غير تفكيرها قبل قطر. لأنه بعد قطر، انكشف كلّ شيء، اتّضح كلّ شيء. أصبح الموضوع التوسّعي لا مفرّ منه إذا بقينا على نفس الوتيرة. لا بدّ أن نغيّر، لا بدّ أن نبدّل».
لذا، دعا قاسم إلى «قلب المعادلة (...) يجب أن تكون إسرائيل هي الخطر، وليس المقاومة، وأن نعلم أنّ خطر إسرائيل شامل على الجميع: على المقاومة وعلى الأنظمة وعلى الشعوب»، مشدّداً على أنه «يجب أن نتّخذ الإجراءات لإيقاف العدو، لا أن نساعده على المقاومة وعلى مشروعه التوسّعي».
"الجمهورية":
في مشهد النار المندلعة في الشرق الأوسط، تتبلور ملامح مرحلة جديدة، فيها تسعى إسرائيل إلى فرض وقائع ميدانية سريعة، من طريق الحسم العسكري. من لبنان إلى سوريا فقطاع غزة والضفة الغربية، هي تعمل للتوسع وإقامة مناطق عازلة أو اقتصادية، تشكّل دروعاً واقية على حدودها لعشرات السنين. لذلك، هاجسها اليوم هو إنتاج حلول أمنية توفّر لها «أرباحاً صافية» لا تسويات سياسية تدفع ثمنها. وهذا يعني أنّ الكلام على سلام في الشرق الأوسط سيبقى مجرد كلام حتى إشعار آخر.
وفق ما هو معلن رسمياً، سوريا وإسرائيل تتقاربان أمنياً في شكل غير مسبوق. والتنسيق بينهما آخذ في التعمّق، من خلال اللقاءات المعلنة والبعيدة من الأضواء في باكو ولندن وسواهما. وأعلن مصدر في الخارجية السورية عن اتفاقات أمنية متتالية ستُبرم مع إسرائيل قبل نهاية العام الجاري. وقد تشهد دورة الأمم المتحدة في نيويورك لقاءات ذات مغزى بين الرئيس السوري أحمد الشرع وأركان حكومته مع أركان إدارة دونالد ترامب، ولو أنّ الظروف للقاء بين الشرع وبنيامين نتنياهو لم تنضج على الأرجح.
التصور الإسرائيلي واضح: تقسيم الجنوب السوري إلى مناطق ذات خصائص أمنية مختلفة، ما يضمن إقامة منطقة عازلة تؤمّن الحدود الإسرائيلية بفاعلية، ولسنوات طويلة. وهذا المسعى يتقاطع مع التطورات الجارية في الجنوب السوري، حيث تسعى إسرائيل إلى استمالة جزء من دروز السويداء. وهذه الخطوة تعكس محاولة إسرائيلية للاستفادة من الديناميات الداخلية في سوريا كي تدعم أمنها، من دون الحاجة إلى اتفاقيات سلام شاملة.
والنموذج السوري يجد صدى له في لبنان، حيث تسعى إسرائيل إلى توسيع المنطقة العازلة التي رسمتها بالنار في محاذاة الخط الأزرق، وهي اليوم دون عمق الـ5 كيلومترات، لتصل إلى خط الليطاني. وسيكون جزء من هذه المنطقة خالياً من السكان، فيما القسم الآخر مأهولاً لكنه محكوم بخصائص أمنية تمنح لبنان قدرات محدودة، تماماً هو الوضع في الجنوب السوري.
بل إنّ بعض المحللين يعتقد أنّ إسرائيل قد تطالب بترتيبات تتجاوز الليطاني وتمتد حتى نهر الأولي وتشمل الأجزاء الجنوبية من البقاع، أي تلك المحاذية للمنطقة الأمنية التي ستنشأ في سوريا، وتكون محكومة بخصائص عسكرية وأمنية محددة. وعند تحقيق ذلك، يصبح الجنوب اللبناني أيضاً موزعاً على 3 مناطق أمنية.
والأرجح أنّ هذا المخرج ستعمل مورغان أورتاغوس على تنفيذه، لأنّه في منظور الأميركيين يحقق الغاية الإسرائيلية بتوفير الأمن وإبعاد «حزب الله»، كما أنّه يحقق غاية لبنان بانسحاب إسرائيل الكامل من النقاط التي لا تزال تتمركز فيها ووقف عملياتها تماماً. ومن الواضح أنّ أورتاغوس سترتدي في جولتها الجديدة بزة العسكر وتواكب عمل «الميكانيزم» في الناقورة. وعن الجانب اللبناني ستتحدث كثيراً مع الجيش، ولكن لا مبرر للأحاديث مع السياسيين. فالهدف المباشر هو تنفيذ الجزء المتعلق بترتيبات جنوب الليطاني، كجزء من اتفاق تشرين الثاني. وهذه المهمّة تبدو مسهّلة لأنّ «حزب الله» يوافق عليها شرط عدم الضغط عليه للتخلّي عن سلاحه شمال الليطاني. وكذلك، تبدو إسرائيل، مرتاحة لها لأنّ «تنظيف» الجنوب حتى الليطاني هو أساس ضماناتها، وربما تطمح إلى ضمانات أخرى حتى الأولي. وأما سلاح «الحزب» المتبقي شمالاً في المستودعات، فهو تحت رقابتها الدائمة، ولم يعد يشكّل تهديداً حقيقياً لها. وتؤدي هذه الاستراتيجية إلى خلق منطقة أمنية جديدة في الجنوب اللبناني، يلاقيها الأميركيون باقتراح إقامة منطقة اقتصادية باسم دونالد ترامب في الجنوب أيضاً، ما يربط الأجندة الأمنية الإسرائيلية بالأجندة الاقتصادية الأميركية في شكل مثير للجدل.
والرغبة في الحسم العسكري لا تتوقف عند حدود لبنان وسوريا، بل تبلغ ذروتها في غزة، حيث تسعى إسرائيل إلى القضاء على أي دور لـ«حماس» بعد هزيمتها عسكرياً، وهو ما يترافق مع تهجير مئات الآلاف من سكان القطاع بسبب غياب الإرادة لإعادة الإعمار وتفاقم الأزمات الإنسانية. وهذا المشهد المأسوي يتماشى أيضاً مع اقتراح سابق لدونالد ترامب بجعل غزة منطقة اقتصادية. والضربة الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت قادة الحركة في الدوحة، كان يُراد منها قطع الطريق على التسوية السياسية للمضي في الحرب حتى بلوغ الأهداف المرسومة.
أما في الضفة الغربية، فمناخ الفوضى يوفر غطاءً لإسرائيل لكي تبتلع مزيداً من الأراضي. ويُخشى أن يتمّ استغلال أي عملية ضدّ إسرائيليين، كما حدث على جسر الملك حسين قبل يومين، لتحميل الفلسطينيين المسؤولية وتبرير التوسع الإسرائيلي. فضمّ غالبية أراضي الضفة هو هدف إسرائيلي معلن وقيد التنفيذ حالياً.
يعني هذا أنّ إسرائيل ليست مستعجلة لإنجاح الخيار السياسي حالياً، أي السلام الشامل، وأنّها تفضّل تثبيت المناطق التي تريد ابتلاعها، والمناطق الأمنية والعازلة في لبنان وسوريا وغزة والضفة، بدل الانطلاق في المسارات السياسية. فالسلام الحقيقي سيفرض عليها تنازلات محرجة، أبرزها الاعتراف بدولة فلسطينية ذات وجود جغرافي فعلي، لا مجرد عنوان وهمي على الورق. وهي ليست مستعدة لمواجهة الموقف العربي، ولاسيما موقف المملكة العربية السعودية، المتمسك بحل الدولتين شرطاً للسلام الشامل.
هذه الاستراتيجية الأمنية المكثفة، التي تريد إسرائيل تنفيذها خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، تبدو خطوة نحو إعادة رسم جذري لخريطة المنطقة. فإسرائيل ربما تقوم لاحقاً بمناورات تؤدي إلى ضمّ هذه المناطق، كما حدث مع الجولان. وما هو اليوم مناطق عازلة أمنية قد يتعرّض لاحقاً للضمّ والضياع. والمثير أن لا استراتيجية مقابِلة يعتمدها لبنان وسوريا والفلسطينيون. وعلى العكس، هناك تخبّط وانقسامات ومخاطر تقسيم وحروب أهلية في كل الأمكنة العربية.
"الديار":
في ظل اجواء التوتر الإقليمي والدولي، جاء كلام الأمين العام لحزب الله، الشيخ نعيم قاسم، أمس، بمثابة موقف محوري يعكس قراءة الحزب للمرحلة المقبلة، سواء في الداخل اللبناني أو على مستوى الإقليم. فالمنطقة، بحسب وصفه، تقف على «منعطف سياسي خطير»، عنوانه إعادة ترتيب الأولويات، ومحاولة فرض وقائع استراتيجية جديدة بعد الضربة الإسرائيلية التي استهدفت قيادات من حركة حماس في العاصمة القطرية الدوحة.
ففيما يبدو ان منطقة الشرق الأوسط على اعتاب مرحلة جديدة من التوترات والتحديات، قد تكون أكثر تعقيداً من سابقاتها، مع اعلان الرئيس الفرنسي عن اعادة العقوبات الاممية ضد ايران نهاية الشهر الحالي، في قرار لا يُقرأ فقط من زاوية قانونية تتعلق بالامتثال للاتفاق النووي أو انتهاكه، بل يُفهم باعتباره جزءاً من صراع أوسع بين إيران من جهة، والولايات المتحدة وحلفائها من جهة أخرى، يتجاوز البعد النووي ليشمل الأدوار الإقليمية، والتحالفات العسكرية، ومسارات النفوذ في ملفات اليمن وسوريا ولبنان والعراق وحتى الخليج.
فمن زاوية أعمق، تفتح هذه التطورات الباب أمام إعادة تشكيل ديناميكيات الصراع في الشرق الأوسط، في وقت يشهد الإقليم انتقالاً استراتيجياً دقيقاً، ومحطات مفصلية ستؤثر على توازنات الطاقة، وحركة التجارة، وأمن الملاحة، واحتمالات الانفجار الأمني في أكثر من ساحة.
الشيخ نعيم قاسم
فخلال كلمته في الذكرى السنوية الأولى «للقائد الحاج إبراهيم عقيل ورفاقه»، أطلق الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم مواقف وُصفت بـ»النوعية»، عكست مقاربة سياسية واستراتيجية للأحداث المتسارعة في المنطقة. فقد رأى قاسم أن إسرائيل، بعدما تخطت كل الخطوط الحمراء باستهدافها قادة حركة حماس على الأراضي القطرية، تعمل بدعم أميركي مكشوف على فرض هيمنتها الكاملة على العالم العربي. ومن هنا، شدد على أن الرد لا يكون بتوسيع الشرخ بين الدول العربية، بل بتوحيد الصفوف وفتح صفحة جديدة عنوانها التعاون والمواجهة المشتركة.
وفي هذا السياق، توجه قاسم بدعوة واضحة إلى المملكة العربية السعودية لتجاوز الخلافات السابقة والانتقال إلى مرحلة جديدة من التنسيق، انطلاقاً من كون إسرائيل عدواً مشتركاً يستهدف الجميع من دون استثناء. فكما دعا قاسم اللبنانيين سابقاً إلى التوحد في وجه العدوان، ها هو اليوم يوسّع نداءه ليشمل العرب قاطبة، وفي مقدمتهم السعودية بما تمثل من ثقل سياسي وديني. وأكد أن اللحظة الراهنة تتطلب مسؤولية عربية جامعة، خصوصاً بعدما أثبتت واشنطن انحيازها المطلق لإسرائيل عبر موقف مندوبتها في الأمم المتحدة مورغان أورتيغاس، التي رفضت قرار وقف حرب غزة رغم تأييد 14 دولة له.
بهذا المعنى، أعاد الشيخ نعيم قاسم التأكيد أن الفرصة سانحة لبناء معادلة عربية جديدة، تضع الخلافات جانبا، وتفتح المجال أمام شراكة استراتيجية تكون السعودية أحد أعمدتها الأساسية، بما يعيد للعرب القدرة على الإمساك بمصيرهم في مواجهة المشاريع الإسرائيلية ـ الأميركية.
تفعيل العمل الحكومي
حركة اقليمية يواكبها لبنانيا دفع جديد باتجاه تفعيل العمل الحكومي بعد فترة طويلة من الشلل المؤسساتي والجمود السياسي الذي عطّل العديد من الملفات الأساسية، خصوصًا أن الاستحقاقات الداهمة، من التفاوض مع المؤسسات الدولية، إلى تنفيذ الخطط الإصلاحية، وصولاً إلى الاستعداد للانتخابات النيابية والرئاسية المقبلة، تتطلب مؤسسات فاعلة قادرة على اتخاذ قرارات وتنفيذها.
فتفعيل العمل الحكومي لا يُعدّ مجرد خطوة تقنية، بل هو حدث سياسي بامتياز، يعكس توازنات القوى الداخلية، ومدى تجاوب مختلف المكونات مع الضغوط الدولية، لا سيما الفرنسية والعربية، لإخراج لبنان من حالة الشلل، كما يُنظر إليه كاختبار جدّي لإرادة الطبقة السياسية في تقديم تنازلات من أجل إنقاذ ما تبقى من هيبة الدولة ومؤسساتها.
ورشة نيابية
هذا النشاط الحكومي، يفترض ان تستكمله ورشة تشريعية، مع انطلاق العقد التشريعي العادي، في ظل الأزمات المتداخلة التي يعيشها لبنان على المستويات الاقتصادية، السياسية، والاجتماعية، كخطوة محورية يُعوَّل عليها لتفعيل دور السلطة التشريعية واستعادة ثقة الداخل والخارج بالمسار الإصلاحي للدولة اللبنانية.
«ورشة»، لا تأتي بمعزل عن المناخ الإقليمي والدولي الضاغط، ولا عن التحذيرات المتكررة من المجتمع الدولي، لا سيما من صندوق النقد الدولي والدول المانحة، حول ضرورة تنفيذ إصلاحات هيكلية تبدأ من تحديث المنظومة القانونية والتشريعية في قطاعات مفصلية كالكهرباء، القضاء، المالية العامة، المصارف، والحوكمة، كفرصة لردم الهوة بين المؤسسات والمجتمع، وتحقيق حد أدنى من الإنتاجية البرلمانية، في بلد مثقل بالفساد والانهيار المؤسسي.
ورغم أن العناوين المعلنة قد تحظى بقدر من الإجماع، فإن ما يُقلق المراقبين هو مدى التزام القوى السياسية بجعل هذه الورشة منصة فعلية للإصلاح، لا مجرد محاولة لتجميل المشهد السياسي أمام الخارج، فالاختبار الفعلي يكمن في نوعية القوانين المطروحة، وجدية النقاشات، وآليات التصويت، ومدى قدرة البرلمان على تجاوز الحسابات الفئوية والطائفية.
لقاء جنبلاط – بري
وسط هذا المشهد تبرز العودة لملف قانون الانتخابات النيابية، الذي كان تراجع في الفترة الاخيرة، قبل ان تحرك الاطراف المسيحية مياهه الراكدة، وهو ما قاد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاطه ونجله تيمور الى عين التينة، لمناقشة الموضوع، في ظل «عدم راحته» لنتائج الانتخابات البلدية، وسط حديث عن مسعى «صديقه»، لتامين تحالف درزي متين عماده ثنائية جنبلاطية – ارسلانية.
لقاء رعد - رحال
وليس بعيدا، وفي اطار اللقاءات التنسيقية الدورية، بعد عودة المياه الى مجاريها، زار «كبير مستشاري» رئيس الجمهورية، اندريه رحال، رئيس كتلة الوفاء للمقاومة، الحاج محمد رعد، اذ كشفت مصادر مواكبة أن اللقاء كان صريحًا وواضحا، أعاد إطلاق مسار «الحوار المباشر» بين بعبدا وحارة حريك، حيث جرى مناقشة جميع القضايا والملفات المطروحة على الساحة الداخلية، من «استقرار» العمل الحكومي، الى الموازنة واعادة الاعمار التي يوليها حزب الله اهتماما كبيرا، رغم ان الطبق الاساس على الطاولة كان قانون الانتخاب والصراع حول مسالة «آلية» اقتراع المغتربين، حيث يسعى رئيس الجمهورية لتامين الدعم السياسي لوجهة نظره في هذا الخصوص، وسط «حرص» الفريقين على انجاز الاستحقاق في موعده الدستوري.
وتتابع المصادر انه في موازاة هذا الخط، ثمة خط آخر مفتوح مع اليرزة، في ظل الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة على لبنان واتساع رقعتها، نتيجة عدم التزام إسرائيل باتفاق وقف إطلاق النار على الرغم من كل ما التزم لبنان به، خصوصا مع تفعيل عمل لجنة «الميكانيزم».
التصعيد جنوبا
رؤية لم تكذبها تل ابيب، اذ جاء التصعيد العسكري الإسرائيلي على الحدود الجنوبية عشية اجتماع لجنة «الميكانيزم» ووصول المسؤولة الأميركية مورغان أورتاغوس إلى بيروت، ليشكل محطة خطيرة تعكس عمق التوتر الاستراتيجي الذي يسبق أي محاولة لترتيب الأوضاع في الجنوب اللبناني ضمن أطر أمنية دولية.
ففي الوقت الذي تتكثف فيه المساعي الأميركية والدولية لاحتواء التصعيد المستمر تظهر تل أبيب إصراراً على فرض وقائع ميدانية جديدة، تجعل من أي نقاش حول مستقبل الوضع الحدودي مفخخاً بميزان قوى عسكري ضاغط، لا يمكن فصلها عن محاولة توجيه رسائل مباشرة لعدة أطراف أبرزها لواشنطن:
الولايات المتحدة الاميركية، بأن تل أبيب لن تقبل بأي تسوية لا تتضمن نزع التهديدات على حدودها الشمالية بشكل جذري.
كما أن التوقيت المتزامن مع وصول أورتاغوس يعكس سعياً إسرائيلياً للتأثير في المداولات الأميركية -اللبنانية، ولدفع واشنطن إلى تبني وجهة النظر الإسرائيلية بشكل أكثر صرامة.
وعليه، فإن هذا التصعيد لا يمثل مجرد رد فعل ميداني، بل يأتي في سياق استراتيجية إسرائيلية تهدف إلى إعادة ترسيم قواعد الاشتباك، وكسر أي أفق لتوازن ردع محتمل، بالتوازي مع تعطيل المسار السياسي الذي تسعى إليه واشنطن عبر لجنة «الميكانيزم»، تمهيداً لفرض ترتيبات أمنية تخدم أولويات إسرائيل، حتى وإن أدى ذلك إلى تفجير الوضع الميداني.
صندوق النقد
وعلى وقع المطالب الشعبية والحركة الاعتراضية في الشارع، ينشغل لبنان الرسمي والقطاع المصرفي، بدءا من الاثنين، بزيارة وفد صندوق النقد الدولي الذي سيطّلع على ما نفذته الحكومة من إصلاحات، سبق أن تمّ نقاشها خلال الزيارة الأخيرة للوفد في حزيران الماضي، حيث تشير المصادر المتابعة الى ان الصندوق يحمل رسالة واضحة الى بيروت مفادها «عدم السير باي اتفاق مع لبنان يُخالف منهجية العمل الدولية المتبعة تحت أي ظرف»، كاشفة ان الصندوق سيطلب بعض التغييرات في هذا القانون «إعادة إنتظام العمل المصرفي»، وفقا لما يقبل به المجتمع الدولي، مطلعا على تحضيرات الحكومة والمركزي المتعلقة بقانون «الفجوة المالية» وموازنة 2026، بإيراداتها ونفقاتها.
زيارة نيويورك
هذا ويغادر رئيس الجمهورية اليوم، متوجهًا إلى نيويورك، للمشاركة في حدثين بارزين يتعلقان بانعقاد الجمعية العمومية للأمم المتحدة ومؤتمر حل الدولتين، على ان يبدأ الأحد سلسلة لقاءات مع عدد من الوفود المشاركة في الحدثين، قبل مشاركته الاثنين في مؤتمر حل الدولتين الذي تدعمه فرنسا ودول أوروبية وأميركية وعربية، وتعارضه تل ابيب وواشنطن.
أما الثلاثاء، فيشارك في افتتاح أعمال الجمعية العمومية للأمم المتحدة، على أن يلقي كلمة لبنان الأربعاء، والتي ستركز على جملة الملفات، من موضوع العدوان الإسرائيلي المستمر وضرورة وقفه، إلى إعادة الإعمار، مستعرضا جهود العهد في بسط السيادة على كامل الأراضي اللبنانية، مطالبًا بدعم الجيش اللبناني لتنفيذ هذه المهمة.
وتكشف المعلومات ان اتصالات تجري لعقد اجتماع مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، فيما لم تحدد اي مواعيد للوفد اللبناني سواء مع الرئيس الاميركي او وزير خارجيته، رغما ان الثابت حتى الساعة ان عون سيلتقي ترامب خلال العشاء التقليدي الذي يقيمه الاخير على شرف رؤساء الوفود المشاركة، حيث يلقي التحية عليهم.
وعَلِمَ أن الوفد الرسمي سيضم عددًا من المستشارين، من بينهم، رفيق شلالا، جان عزيز، أندريه رحال، والناطقة باسم الرئاسة نجاة شرف الدين، إضافة إلى عدد من المصورين الصحفيين. كما يرافق الرئيس عون، وفق المعلومات، عقيلته السيدة نعمت عون للمشاركة في أعمال لجنة وضع المرأة في الأمم المتحدة.
اجتماعات ما قبل السفر
وعشية سفره، عرض رئيس الجمهورية مجمل هذه الملفات ، مع رئيس مجلس الوزراء وفي شكل خاص التطورات الأمنية الأخيرة في ضوء الاعتداءات الإسرائيلية على بلدات وقرى جنوبية وبقاعية، والاتصالات الجارية لمعالجة هذه التطورات. كما عرض الرئيسان لمسار مناقشة مشروع قانون موازنة 2026، إضافة الى الأوضاع العامة. كما بحث الرئيس عون مع قائد الجيش العماد رودولف هيكل الأوضاع الأمنية في البلاد، واطلع منه على تفاصيل الاعتداءات الإسرائيلية على بلدات وقرى جنوبية، وعلى ما حققه الجيش في مجال مكافحة المخدرات في ضوء العمليات النوعية التي حصلت خلال الأيام الماضية في اطار القضاء على هذه الافة وتوقيف المرتكبين.
في حين اطلع الرئيس عون من وزير الطاقة والمياه جو صدي على نتائج المحادثات التي اجراها في باريس مع المسؤولين في شركة « توتال» والمتعلقة بالتنقيب عن الغاز في الحقول اللبنانية.
عملية امنية
وفي امتحان جديد للالتزام لبنان «بالشروط الدولية»، وتحديدا الخليجية، وفي اطار الحملة المركزة التي تطال صناعة وتجارة المخدرات، بالتعاون والتنسيق بين الرياض - دمشق – بيروت، استكملت القوى الامنية والعسكرية ضرباتها بقاعا، وفي بيروت، مستخدمة قواتها البرية والجوية في عمليات المطاردة، استنادا الى معلومات استخباراتية داخلية وخارجية.
عملية البقاع كان سبقها عملية في بيروت، تحديدا محيط مخيم شاتيلا، استهدفت ما يُعرف بـ»الهنغار»، حيث أوقف عشرات الاشخاص، وضبط عدد من الدراجات النارية وكميات متنوّعة من الأسلحة والمخدرات، كما عمد الجيش إلى إزالة معظم كاميرات المراقبة التي كانت العصابات تستخدمها لرصد التحركات وتأمين حمايتها من أي عمليات نوعية ضدها.
ووفقا للمعلومات فان العملية كانت تستهدف ملاحقة تجّار المخدرات، وإزالة الغرف التابعة لهم داخل المخيم. فيما اشتبكت مع مجموعة وسيم حزينة وجماعة المدعو «عُدي» والمطلوب حسن نعيمة الملقّب بـ"جرافة".
"نداء الوطن":
ينتقل الاهتمام السياسي والدبلوماسي بدءًا من اليوم إلى نيويورك مع مغادرة رئيس الجمهورية جوزاف عون والوفد المرافق بيروت إلى الولايات المتحدة الأميركية لتمثيل لبنان في أعمال الدورة العادية الثمانين للأمم المتحدة. وهذه المشاركة هي الأولى من نوعها منذ وصول الرئيس عون إلى قصر بعبدا في بداية العام الجاري. وسبق وصول رئيس الجمهورية إلى نيويورك لقاء بين وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش في مقر الأمم المتحدة. وجدّد غوتيريش خلال اللقاء دعم الأمم المتحدة لموقف الحكومة اللبنانية في ما يتعلق ببسط سلطة الدولة على كافة الأراضي اللبنانية.
من جهته، أكد رجي "أن الحكومة اللبنانية اتخذت قرار حصر السلاح، وهو قرار لا عودة عنه، يُنَفذ بحكمة وبتصميم. كما شدد على ضرورة أن يضغط المجتمع الدولي على إسرائيل للانسحاب من لبنان ووقف اعتداءاتها عليه". وعبّر عن «التخوّف من التقارير التي تشير إلى نية إسرائيل في توسيع المناطق العازلة على طول الحدود الجنوبية. وطالب بتحرير الأسرى اللبنانيين في إسرائيل.
لبنان ماض في خطة حصر السلاح
وفي السياق، أشار مصدر رسمي لـ "نداء الوطن" إلى وجود تخوف جدي من نوايا إسرائيل توسيع رقعة الحرب. ولفت إلى أن ما شهدته الساعات الماضية، أكبر دليل على أن إسرائيل لن تسحب فكرة الحرب من قاموسها، ولو كانت نواياها سليمة، لكانت ردت على الورقة اللبنانية التي أقرتها الحكومة، لكنها تستعمل أسلوب شراء الوقت وعدم التجاوب.
وأكد المصدر، أن لبنان ماض في خطة حصر السلاح بغض النظر عما يحصل، وهذا أمر داخلي قبل أن يكون مطلبًا خارجيًا، وحذر المصدر مما قد تحمله الأيام المقبلة إذا لم تستطع الدول وضع حد لتوسيع العدوان الإسرائيلي.
ولفت المصدر، إلى أن السلطات اللبنانية تجري اتصالات مع الدول والعواصم الفاعلة وعلى رأسها واشنطن وباريس، وسط ترقب لما ستحمله زيارة الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس الذي يغلب عليها الطابع العسكري والتنسيقي.
وعشية سفره إلى نيويورك، عرض الرئيس عون مجمل هذه الملفات، مع رئيس مجلس الوزراء نواف سلام وفي شكل خاص التطورات الأمنية الأخيرة، والاتصالات الجارية لمعالجتها. كما استقبل الرئيس عون مستشار وزير الخارجية السعودية الأمير يزيد بن فرحان وأجرى معه جولة أفق تناولت الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة.
رسالة إسرائيل مدعومة أميركيًا
وفي الإطار نفسه، أبلغت مصادر سياسية "نداء الوطن" أن التطورات الميدانية تنطوي على رسالة عشية زيارة أورتاغوس للبنان. وهذه الرسالة مدعومة أميركيًا، كما عبّرت عن ذلك السفيرة الأميركية ليزا جونسون في كلمتها خلال حفل استقبال أقامته سفارة الولايات المتحدة الأميركية لمناسبة الذكرى الـ 249 للاستقلال. فقالت جونسون: "بعد عشرة أشهر من وقف الأعمال العدائية برعاية الولايات المتحدة، قام الجيش اللبناني بعمل جدير بالثناء لتجريد "حزب الله" والجماعات غير الحكوميّة الأخرى في لبنان من السلاح. ومع ذلك، لا يزال هناك المزيد من العمل لضمان احتكار الدولة للسلاح في جميع الأراضي اللبنانية".
قاسم يتطلع إلى السعودية
ميدانيًا، استهدفت غارة من مسيّرة سيارة أمام مدخل مستشفى تبنين الحكومي، أدت في حصيلة نهائية إلى سقوط قتيل وإصابة 11 شخصًا بجروح من بينهم اثنان بحال حرجة، بحسب مركز عمليات طوارئ الصحة. وأفادت المعلومات أن المستهدف في غارة تبنين هو حسين حسان رمضان من بلدة الطيبة وسكان جبشيت. كما أعلن المركز أن الغارة الإسرائيلية على سيارة في بلدة أنصار أدت إلى سقوط قتيل.
من ناحيته، دعا الأمين العام لـ "حزب الله" الشيخ نعيم قاسم السعودية إلى "فتح صفحة جديدة مع المقاومة ضمن أسس عدة، موضحًا أن من أسس الحوار معها معالجة الإشكالات والردّ على المخاوف وتأمين المصالح المشتركة".
الانتخابات ومناورة اللجان
انتخابيًا، قالت مصادر نيابية بارزة لـ "نداء الوطن" إن ثنائي "حزب الله" وحركة "أمل" يريدان "تضخيم الخلاف حول قانون الانتخاب كي يؤدي إلى تأجيل الانتخابات، لكن هذا الأمر مرفوض رفضًا تامًا، بل يجب أن تتم الانتخابات في مواعيدها المقررة وفق القانون الحالي ومع تصويت المغتربين". ولفت المصدر إلى أن "حزب الله" يسعى إلى "شراء الوقت تجنبًا لكأس الانتخابات لأنه ليس جاهزًا لخوضها". وكان صدر أمس عن رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع بيان وجهه إلى الرئيس نبيه بري، وجاء فيه: "قرأت لك عددًا من المواقف في ما يخص قانون الانتخاب. لقد قلتَ في أحدها إنّه يتعذّر على "أمل" و"حزب الله" إدارة حملاتهما الانتخابية في الخارج وممارسة حقهما في الاقتراع بحرية من دون تعرّضهما لمضايقات، وذلك لتبرير رفضك اقتراع المغتربين للمقاعد الـ 128 من الخارج. كيف يستطيع مؤيّدو "أمل" و"حزب الله" أن يترشّحوا عن المقاعد الستة في الخارج، وأن يقوموا بحملاتهم الانتخابية، بينما لا يستطيعون القيام بالأمر نفسه حملاتٍ وتصويتاً للنواب الـ 128 في دوائرهم؟من جهة أخرى، تقول إن لديكم مشروعًا انتخابيًا آخر استكمالًا لما تمّ التوافق عليه في الطائف. ونحن بدورنا جاهزون لمناقشة أي اقتراح لديكم، ولكن بشرط واحد: ألّا تتحوّل اللجنة الفرعية إلى مقبرة للمشاريع".
إعتراض قواتي
من جهة ثانية، وخلال جلسة مجلس الوزراء أمس في السراي، سجّل وزراء "القوات اللبنانية" اعتراضهم على فرض رسوم بنسبة 3 % على العقود، انطلاقًا من المبدأ الثابت: لا ضرائب ولا رسوم جديدة.
وأعلن وزير الإعلام بول مرقص أن الحكومة ستعقد جلسة بعد ظهر الإثنين المقبل في السراي لمواصلة مناقشة وإقرار مشروع الموازنة.
"اللواء":
تركز الاهتمام الرسمي عشية سفر الرئيس جوزف عون، اليوم، الى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وإلقاء كلمة لبنان أمام رؤساء الوفود المشاركة، على الاتفاق على كيفية مواجهة الاعتداءات الاسرائيلية، وتحصين الوضع جنوب الليطاني، فضلاً عن إنجاز مناقشة موازنة الـ2026، وإقرار موادها قبل وصول وفد صندوق النقد الدولي الى بيروت مطلع الأسبوع.
وأوضحت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» انه اذا كان الحدث يتمحور حول اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة وما ترافقها من لقاءات ولاسيما بشأن حل الدولتين بمبادرة سعودية وفرنسية، الا ان مشاركة رئيس الجمهورية العماد جوزف عون فيها ستجعل الملف اللبناني يأخذ حيِّزاً من الاهتمام انطلاقا من الخطاب الذي يلقيه ويسلط الضوء فيه على المقاربة الرسمية لمجموعة قضايا خارجية ومحلية تستدعي المتابعة الدولية.
ورأت المصادر ان عودة لبنان على الخارطة الدولية هو إنجاز بحق ذاته، وقالت ان الرئيس عون سيتحدث عن الاستهدافات الإسرائيلية المتكررة وخرق آلية وقف اطلاق النار واحترام لبنان للقرارات الدولية وتفاصيل اخرى.
الى ذلك أوضحت ان إقرار الموازنة قد لا ينتظر عودة الرئيس عون من نيويورك اذ انه من غير المستبعد ان تبصر النور يوم الإثنين المقبل.
وفي مجال آخر اشارت الى انه لا بد من انتظار توالي ردات الفعل على ما قاله الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم بشأن العلاقة مع السعودية.
ومساء امس، وقبل سفره الى نيويورك استقبل الرئيس عون في قصر بعبدا مستشار وزير الخارجية السعودي الامير يزيد بن فرحان، واجرى معه جولة أفق تناولت الاوضاع العامة في لبنان والمنطقة.
وفُهم ان الموفد السعودي نقل رسالة عاجلة للرئيس عون قبل سفره الى نيويورك.
ومجمل الأوضاع، عرضها الرئيسان عون ونواف سلام في بعبدا، بدءاً من الاعتداءات الاسرائيلية التي لم تتوقف طوال الأيام الماضية.
وكان المدير العام لرئاسة الجمهورية الدكتور انطوان شقير أقسم اليمين امام الرئيس عون بعد تعيينه رئيساً لادارة الموظفين في مجلس الخدمة المدنية بالوكالة الى حين تعيين رئيس اصيل لهذه الادارة، وحضر مراسم قسم اليمين الرئيس سلام.
وبحث الرئيس عون مع قائد الجيش العماد رودولف هيكل العدوان الاسرائيلي المتمادي، وما يتعين ان يطرحه الوفد اللبناني الى اجتماع «الميكانيزم» (آلية مراقبة وقف النار) في الناقورة غداً، بمشاركة الموفدة الاميركية مورغن اورتاغوس.
واطَّلع رئيس الجمهورية من وزير الطاقة والمياه جو صدي على نتائج المحادثات التي اجراها في باريس مع المسؤولين في شركة توتال، والمتعلقة بالتنقيب عن الغاز في الحقول اللبنانية.
إذاً، يغيب رئيس الجمهورية عن لبنان اعتباراً من اليوم وحتى نهاية الاسبوع المقبل للمشاركة في اعمال الجمعية العامة للامم المتحدة، ويرتقب ان يثير بشكل خاص في كلمته او في لقاءاته مع رؤساء الوفود المشاركة تصاعد الاعتداءات الاسرائيلية على لبنان وسقوط المزيد من الشهداء والجرحى وتدمير كل مقومات الحياة في قرى الجنوب كما يحصل في غزة، وسبل لجم كيان الاحتلال عن خرق تفاهم وقف الاعمال العدائية، بينما لم يظهر اي رهان على ان زيارة الموفدة الاميركية مورغان اورتاغوس اليوم الى لبنان ومشاركتها في اجتماع لجنة الاشراف الخماسية ستؤدي الى اي نتيجة طالما ان الاحتلال يدير الأذن الطرشاء لكل مساعي التهدئة.
وافيد من مجلس الوزراء الذي انعقد امس في السرايا الحكومية، عن «اتصالات سياسية عديدة على اعلى المستويات ، وفخامة الرئيس اجرى الاتصالات اللازمة والمساعي وكذلك وزارة الخارجية، كما ان هناك بيانا واضحا من اليونيفيل» كما اعلن وزير الاعلام بول مرقص بعد الجلسة. وقال: فالحكومة رغم انكبابها على دراسة موضوع الموازنة فانها لا تهمل هذا الأمر والمساعي والضغوط قائمة باتجاه ردع الاعتداءات الاسرائيلية والايضاح امام الدول الراعية والضامنة للترتيبات الامنية ان تقوم بدورها.
وقبل سفره، عرض رئيس الجمهورية مع رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام التطورات الأمنية الأخيرة في ضوء الاعتداءات الإسرائيلية على بلدات وقرى جنوبية وبقاعية، والاتصالات الجارية لمعالجة هذه التطورات. كما عرض الرئيسان لمسار مناقشة مشروع قانون موازنة 2026، إضافة الى الأوضاع العامة وذلك قبيل سفر رئيس الجمهورية الى نيويورك.
وقد سبق وزير الخارجية يوسف رجي رئيس الجمهورية الى نيويورك والتقى امس الأمين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش في مقر الامم المتحدة، ومن المنتظر ان يلتقي ايضا رئيس الجمهورية.
وجدد غوتيريش، خلال اللقاء، «دعم الأمم المتحدة التام للبنان وشعبه»، مؤكدا «تعاطفه معه في ضوء التحديات العديدة التي واجهها».وأشار إلى أن «تمديد مجلس الأمن لولاية اليونيفيل لمدة سنة كان أفضل الممكن»، مؤكدا «موقف الأمم المتحدة المبدئي الذي يدعو إسرائيل إلى احترام سيادة لبنان وسلامة أراضيه، وإلى الانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة»، مشددا على «دعم الأمم المتحدة لموقف الحكومة اللبنانية في ما يتعلق ببسبط سلطة الدولة على كل الأراضي اللبنانية».
وثمَّن رجي «وقوف الأمم المتحدة إلى جانب لبنان»، مؤكدا أن «الحكومة اللبنانية اتخذت قرار حصر السلاح، وهو قرار لا عودة عنه، ينفذ بحكمة وبتصميم. كما شدد على ضرورة أن يضغط المجتمع الدولي على إسرائيل للانسحاب من لبنان ووقف اعتداءاتها عليه». وتخوف من «التقارير التي تشير إلى نية إسرائيل توسيع المناطق العازلة على طول الحدود الجنوبية»، مطالبا بـ«تحرير الأسرى اللبنانيين في إسرائيل».
كما شدد على «أهمية البحث في آلية تحل مكان اليونيفيل بعد انسحابها»، مؤكدا أن أمن قوات اليونيفيل وسلامتها أولوية بالنسبة للبنان، مع إدانة كل الاعتداءات على القوات ومقرها».
وتناول رجي موضوع النزوح السوري، مشيرا إلى أن «لبنان لا يمكنه أن يتحمل أكثر أعباء هذا النزوح، لأسباب اقتصادية، اجتماعية وأمنية»، مؤكدا «ضرورة دعم عودة اللاجئين والنازحين إلى سوريا».
وتطرق رجي إلى «الأزمة المالية التي تواجه الأمم المتحدة»، متمنيا «الأخذ في الاعتبار مصالح الموظفين اللبنانيين في الأمم المتحدة».
الموازنة في مجلس الوزراء
على صعيد درس الموازنة، وبعد انتهاء جلسة مجلس الوزراء عصر امس، ادلى الوزير مرقص بالمعلومات الرسمية الاتية:استكمل مجلس الوزراء جلساته المتعلقة بالموازنة برئاسة دولة رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام وحضور معظم الوزراء بغياب كل من وزيرة التربية ووزير الخارجية والمغتربين، ما حصل هو ان الوزراء الذين لم يبحثوا شؤون وزارتهم لناحية المبالغ المرصودة لهم تابعوا دراستها، وكانت هناك مداخلات لوزراء البيئة والسياحة وكذلك كان هناك اعادة بحث بالمواد المعلقة من الجلسات الماضية والتي كانت بحاجة الى مزيد من التدقيق ، كالمادة ٣٥ والتي كانت مقترحة وتم تعديلها،ذ بحيث اننا حافظنا على الاعفاءات التي كانت معطاة للصحف الورقية والمجلات والكتب حفاظا على هذا القطاع الذي بدأ يتناقص وله اهمية كبرى بالذاكرة والتراث مع تقدم الصحافة الالكترونية وغيرها ، وقد حاولنا على سبيل المثال الحفاظ على هذه المزايا وتفنيد «فرسان الموازنة» اي ان لا يكون هناك احكام او نصوص ليس لها علاقة مباشرة بالموازنة، كذلك مكافحة الشركات الوهمية التي تنشأ خصيصا للاستيراد ولتفادي الأرباح والتهرب منها ومن الرسوم الجمركية وتستغل كواجهة، وايضا ما يتعلق بموضوع الالتزام الضريبي والامتثال من حيث عدم التهرب الضريبي.
اضاف: هذه هي الهواجس التي كانت مسيطرة على النقاش في الجلسة لكي تكون موازنة تعكس بالفعل رغبة الحكومة بعدم اثقال كاهل المواطن بضرائب ورسوم، ولكن في الوقت نفسه ان تستطيع جباية وان لا يكون هناك تهرب ضريبي وان يستمر التوازن بين الإيرادات والنفقات وان لا نحقق عجزا في الموازنة.
تابع مرقص: ولأننا لم ننجز بعد الموازنة وهناك قسم يتعلق بالإيرادات ولم نناقش الواردات سنعقد جلسة عند الساعة الثالثة من بعد ظهر الاثنين المقبل في السرايا.
وحول الوقفات الاحتجاجية للعسكر في المناطق وما اذا ستلحقهم زيادات ملحوظة في الموازنة، قال وزير الاعلام: هناك الكثير من النقاش حول هذه المسائل ان كان بالنسبة للعسكريين او الاساتذة او باقي القطاعات، لكن في نفس الوقت وبالتوازي هذا هو هاجسنا و لكن لا نريد تكرار الأزمة التي حصلت سابقا بسبب سلسلة الرتب والرواتب ، لذلك فاننا نبحث كيفية تلبية هذه الاحتياجات الضرورية والمشروعة واللازمة، وبنفس الوقت ان لا تكون مهملين للنواحية الايرادية والواردات التي يجب تغطي هذه النفقات والحاجات.
وقال: اننا نحاول البحث عن اماكن التهرب الضريبي لمكافحته لانه خلال السنوات الماضية كان يقال بدل زيادة الضرائب على المواطنين يجب الضرائب ومن يتهرب من دفع الضرائب والرسوم ، وقد أعطيت مثلا عن الشركات الوهمية، ولكن في النهاية نحن ندرس الموازنة والتي من الطبيعي ان تتضمن ضرائب ورسوم.
واكد مرقص حق مجلس النواب في تعديل مشروع الموازنة لكنه قال: لكننا نرتقب امكانية التعديل في الحكومة قبل ان يحصل ذلك في مجلس النواب لأننا نبحث كل مادة على حدة من اجل ذلك هي تأخذ هذا الوقت الطويل.
وتابع مرقص: وسنوضح لصندوق النقد وغيره ان الموازنة الحالية تتضمن توازنا بين الإيرادات والنفقات ولا تتضمن عجزا وهذا الامر هو فعلي وليس شكلياً.
انتفاضة الادارة
مطلبياً، هددت رابطة موظفي الادارة العامة بشل المؤسسات، والتوقف الشامل والمفتوح عن العمل، في حال اقرار الموازنة الحكومية من دون اي تصحيح للأجور والرواتب.
واكدت أن «ساعة الصفر اقتربت، وأن صبر الموظفين نفد بالكامل، وأي تجاهل اضافي لمطالبهم المحقة، سيقابل بانتفاضة إدارية عارمة.
نيابياً، سأل رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع الرئيس نبيه بري: كيف يستطيع مؤيدو امل وحزب الله ان يترشحوا عن المقاعد الستة في الخارج وان يقوموا بالحملات الانتخابية، بينما لا يستطيعون القيام بالأمر نفسه حملاتٍ وتصوتاً للنواب 128 من الخارج.
وابدى استعداد كتلة الحزب النيابية مناقشة اي اقتراح آخر، شرط ألَّا تتحول اللجنة الفرعية الى مقبرة للمشاريع، لأن الوقت قصير امام المهل، داعياً الى احالة المشاريع ككل الى الهيئة العامة لمجلس النواب، لتصوت لما تراه مناسباً من قوانين.
حزب الله لصفحة جديدة مع السعودية
وسط ذلك، توقف المراقبون عند تطور جديد في موقف حزب الله من المملكة العربية السعودية، فدعا امينه العام الشيخ نعيم قاسم السعودية الى فتح صفحة جديدة مع المقاومة مؤكدا ان سلاحها موجه فقط نحو العدو الاسرائيلي وليس الى السعودية او لبنان او اي مكان او جهة في العالم فيما سبق، وقال نائب رئيس المجلس السياسي في الحزب محمود قماطي ان لا مشكلة بين الحزب وبين السعودية. فيما بدا انه بداية تعاطٍ مختلف من الحزب مع تطورات المنطقة واستشعار بالحاجة الى العرب في هذه المرحلة التي يوسع العدو الاسرائيلي عدوانه على المنطقة العربية بعد الغارات على العاصمة القطرية الدوحة.
وربطت مصادر بين التطور الجديد في مواقف حزب الله، سواءٌ العربية او الداخلية، وزيارة امين المجلس الاعلى للأمن القومي الايراني علي لاريجاني، واجتماعه مع ولي عهد المملكة العربية السعودية الأمير محمد بن سلمان.
وقال قاسم في الذكرى السنوية الاولى لاغتيال احد ابرز قياديي الحزب العسكريين ان سلاح المقاومة وجهته العدو الاسرائيلي، وليس لبنان ولا السعودية، ولا اي مكان آخر، ولا اي جهة في هذا العالم.
واعتبر ان الضغط على المقاومة هو ربح صافٍ لاسرائيل، وعندما لا تكون المقاومة موجودة، فهذا يعني ان الدور سيأتي على الدول.
وفي الشأن الداخلي، وجّه قاسم دعوة إلى مختلف القوى السياسية، بما فيها تلك التي وصلت خلافاتها مع حزب الله إلى حدّ «العداء»، داعياً إلى «وقف تقديم الخدمات المجانية لإسرائيل، والتمسك بالتفاهم الوطني لمواجهة الاستحقاقات القادمة».
وأضاف: «نحن شركاء في الحكومة والمجلس النيابي، فلنعمل معاً من خلال تفاهمات وطنية لتجاوز هذه المرحلة الدقيقة». وأكد أن الضغط على المقاومة هو مكسب صافٍ لإسرائيل، مضيفاً: «غياب المقاومة يعني أن الدور سيأتي على دول أخرى في المنطقة».
ودعا إلى الوحدة في مواجهة المشروع الإسرائيلي، قائلاً: «فلنكن يداً واحدة لطرد إسرائيل وبناء لبنان، ولنُجرِ الانتخابات في موعدها، ونتحاور بإيجابية لصوغ استراتيجية وطنية للأمن القومي».
يُشار الى ان سفير المملكة العربية السعودية في لبنان وليد بخاري نُقل عنه ان المملكة تعتبر ابناء الطائفة الشيعية في لبنان كأبناء لها.
اليونيفيل تتَّهم جيش الاحتلال بالخروقات
وفي خطوة، تصب في اطار ردع جيش الاحتلال الاسرائيلي، ووقفه عند حد معين، طالبت قوات حفظ السلام العاملة في الجنوب (اليونيفيل) الجيش الاسرائيلي الى التوقف الفوري عن شن اي غارات اضافية، والتزام الانسحاب من كامل الاراضي اللبنانية، مع دعوة كافة الاطراف الالتزام، وتجنيب اي انتهاكات او خطوات من شأنها ان تؤدي الى تصعيد اضافي.
وذكرت اليونيفيل ان احكام قرار مجلس الامن 1701، والتي نصت على التفاهم على وقف الاعمال العدائية شددت على معالجة الخلافات وتجنب اللجوء الى العنف من جانب واحد، مشيرة الى ان استمرار التصعيد يهدد التقدم الذي احرزته الاطراف في جهودها لاستعادة الاستقرار.
ووصفت «اليونيفيل» الاستقرار في الجنوب «بالهش» نتيجة الغارات الاسرائيلية المتكررة، وكشفت ان القصف على ديركيفا وبرج قلاويه جعل اليونيفيل تنتقل الى اماكن آمنة، وتوقفت عند مهام الجيش اللبناني وقوات الامم المتحدة على طول المناطق المسموح لها التحرك ضمنها، معتبرة ان عدوان امس الاول انتهاك واضح وصريح للقرار 1701، ودعت الجيش الاسرائيلي إلى الالتزام بالقرار والانسحاب من النقاط الخمس التي احتلتها.
على الأرض، ومن جراء الغارات الاسرائيلية، سقط شهيدان، وعدد من الجرحى تراوح بين الـ3 و11 جريحاً.
الاول باستهداف سيارته قرب مدخل مستشفى تبنين، والثاني في سيارة بيك آب لنقل المياه في جديدة انصار- قضاء النبطية.
والشهيد في غارة تبنين هو حسين حسان رمضان من بلدة الطيبة وسكان جبشيت.
وبعد ظهر أمس شنَّ العدو غارة استهدفت شاحنة لنقل المياه في حي هونين بالمنطقة بين أنصار وكوثرية الرز، ادت الى ارتقاء شهيد هو عمار هايل القصيباني. ولاحقا اغار طيران العدو على محيط بلدة حاروف وعلى منطقة مزرعة تول قرب النبطية.
وقبل ذلك، القت قوات الاحتلال عددا من القنابل الصوتية على مرفأ الناقورة ما ادى الى إصابة صياد بجروح طفيفة. كما ألقت مسيَّرات اسرائيلية قنبلتين صوتيتين بين بلدتي مركبا والعديسة.
واطلقت مدفعية العدو قذائف مضيئة بإتجاه حرج بلدة يارون بهدف إشعال حريق فيه.
وكان مركز عمليات طوارئ وزارة الصحة، قد اعلن في بيان أن مواطناً من الجنسية السورية أصيب بجروح في واحدة من غارات العدو الإسرائيلي على بلدة ميس الجبل امس الاول.
"الأنباء":
يتوجه رئيس الجمهورية جوزاف عون، هذا الصباح، الى نيويورك للمشاركة بأعمال الجمعية العامة للامم المتحدة في دورتها العادية.
أوساط بعبدا لفتت عبر الانباء الالكترونية الى ان الكلمة التي سيلقيها الرئيس عون في الأمم المتحدة قد لا تختلف كثيراً عن الخطاب الذي القاه في الدوحة قبل ايام اثناء مشاركته في القمة العربية الاسلامية الاستثنائية. وهو سيركز حتماً على تصعيد الاعتداءات الاسرائيلية غير المبررة ضد لبنان وتحديداً في الجنوب الذي يشهد حرباً حقيقية وينذر بالأسوأ. اذ لم يسلم قرية او مدينة في محافظتي الجنوب والنبطية الا وكانت هدفاً مباشراً لاسرائيل ما ادى الى سقوط شهيدين وعدد كبير من الجرحى. إضافة الى الخسائر الجسيمة في الممتلكات وارزاق المواطنين.
وكشفت اوساط بعبدا عن مجموعة لقاءات سيعقدها الرئيس عون لهذه الغاية مع عدد من رؤساء العالم إن من خلال المشاركة في اعمال الجمعية العامة، أو من خلال اللقاء المرتقب للدول المشاركة في اجتماع القمة المزمع عقدها في نيويورك بدعوى من فرنسا والسعودية لاعادة احياء مبادرة حل الدولتين، التي أطلقها الملك عبدالله بن عبد العزيز في القمة العربية التي عقدت في بيروت في العام 2001. ومن المتوقع ان يطلب عون من الدول المشاركة في عملية وقف اطلاق النار بين اسرائيل وحزب الله وممارسة المزيد من الضغوط لوقف عدوانها على لبنان.
سيكون للبنان حصة كبيرة في أسبوع نيويورك، لا سيما وأن لقاءات عدة ستجمع عون بقادة العالم على هامش اجتماع الأمم المتحدة.
دعوة للسعودية
محلياً، دعا الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم في اطلالته، عصر امس، المملكة العربية السعودية الى فتح صفحة جديدة مع المقاومة. والبدء بحوار بين الطرفين لمعالجة ما سماه الاشكالات القائمة التي من شأنها ان تجيب على المخاوف وتؤمن المصالح المشتركة. باعتبار اسرائيل هي العدو وليست المقاومة.
وأشار قاسم الى أن المنطقة امام منعطف سياسي استثنائي خطير، واصفاً اسرائيل بالكيان التوسعي للتحكم بالعالم.
وفي محاولة لطمأنة الداخل، أكد قاسم ان سلاح المقاومة وجهته العدو الاسرائيلي وليس لبنان ولا السعودية، ولا اي مكان في العالم، داعياً من أسماهم خصوم حزب الله الى عدم تقديم خدمات لاسرائيل.
مصادر مطلعة لمست في اتصال مع الانباء الالكترونية تبدلاً ملحوظاً في خطاب قاسم، على عكس الاطلالات الماضية.
وبرأي المصادر ان امين عام حزب الله يريد اللعب على الوقت لتمرير الانتخابات النيابية قبل الحديث عن تسليم السلاح لان تسليم السلاح قبل الانتخابات من وجهة نظره يضعف حزب الله.
عراجي
في المواقف، وصف النائب السابق عاصم عراجي في حديث لجريدة الانباء الالكترونية الوضع في لبنان، بأنه هبّة ساخنة وهبة باردة، متوقفاً عند مطالبة قاسم الدول العربية الى الوقوف مع المقاومة بعد ان اصبحت المقاومة لا حول ولا قدرة لها على شيء.
واستغرب تراجع حزب الله في قراءة الواقع الذي يفرض عليه تسليم سلاحه للجيش اللبناني قبل اي شيء آخر.
وقال: "لماذا يصرّ الحزب على معاداة غالبية اللبنانيين بما فيهم حليفه النائب اسامة سعد، فقد أيّد حصرية السلاح بيد الجيش.
وقال عراجي: "كان ينبغي على حزب الله بعد ضربة قطر ان يسرع عملية تسليم السلاح كمدخل لاي حل. وبالمقابل على اسرائيل ان تنسحب من النقاط التي تحتلها في الجنوب. وان توقف حربها المستمرة على لبنان بما يفرض على الدول التي رعت وقف اطلاق النار ان تضغط على اسرائيل لوقف تلك الحرب الهمجية. وما تقوم به في جنوب سورية".
"البناء":
انتهى مجلس الأمن الدولي بالتصويت لصالح إقرار الطلب الأوروبي بالعودة إلى العقوبات الأممية التي كانت قبل اتفاق 2015 مفروضة على إيران، بينما قالت إيران وشاركتها روسيا والصين إن الطلب الأوروبي فاقد للأهلية والشرعية القانونية وإن القرار الأممي بعودة العقوبات بلا قيمة قانونية، ويفترض أن يدخل القرار حيز التنفيذ خلال ثمانية أيام، مفتوحة على فرص تفاوضية تتم على حافة الهاوية، في ظل تهديد إيراني بالانسحاب من اتفاقية حظر الأسلحة النووية الموقع بينها وبين الوكالة الدولية للطاقة الذرية، مع تأكيد سقوط الاتفاق الموقع مؤخرا من الوكالة على عودة مفتشيها إلى إيران، بينما لا تشعر إيران بقلق كبير من عودة العقوبات بوجود علاقات اقتصادية بينها وبين مجموعة بريكس ومجموعة شنغهاي التي لن تلتزم بالعقوبات خلافاً لما كان عليه الوضع قبل العام 2015.
في واشنطن تضارب في المعلومات حول مصير الاتفاق السوري الإسرائيلي مع زيارة وزير خارجية الحكومة السورية الجديدة أسعد الشيباني لأميركا وتعثر ترتيب موعد بينه وبين وزير الخارجية الأميركية ماركو روبيو، بينما لا يزال الغموض يلف إمكانية ترتيب موعد بين الرئيس الانتقالي في سورية أحمد الشرع والرئيس الأميركي دونالد ترامب، وهذا التعثر والغموض يطرحان أسئلة حول مدى صدقية التفاؤل بتوقيع الاتفاق السوري الإسرائيلي، في ظل شروط إسرائيلية يتسبّب قبولها بإضعاف مكانة تركيا الإقليمية وفتح الطريق أمام “إسرائيل” لاستهداف الأردن ما يثير حفيظة دول الخليج وفي مقدمتها السعودية.
في المنطقة تواصل قوات الاحتلال عمليات القصف التدميري لقطاع غزة ويسقط العشرات من الشهداء، بينما تستمر حرب التجويع، ويتولى اليمن مواصلة استهداف السفن المتجهة الى كيان الاحتلال في البحرين العربي والأحمر، وقد وجه أمس صواريخه وطائراته المسيرة إلى أماكن عدة في الكيان أهمها محيط مطار بن غوريون، وميناء أم الرشراش.
لبنانياً كان خطاب الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم هو الحدث، خصوصاً بما تضمنه من دعوة للحوار مع السعودية، تحت شعار أن ما بعد العدوان على قطر ليس كما قبله، وأن المشروع الإسرائيلي يستهدف الجميع ولا أحد بمنأى عن تداعياته، وتوقعت مصادر متابعة ان يترجم موقف الشيخ قاسم بمساع إيرانية تستكمل ما بدأ، تسفر عن بدء حوار علني مع المملكة السعودية.
وأكَّد الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، خلال الذكرى السنوية الأولى لشهادة القائد الجهادي الكبير الشهيد إبراهيم عقيل والشهداء من قادة وحدة الرضوان والمدنيين، أنّ «ما بعد ضربة قطر مختلف عما قبلها»، موضحًا أنَّ البعض يصنّف المقاومة عدوًا ويعتبر الكيان «الإسرائيلي» صديقًا. وأضاف الشيخ قاسم أنَّ ما بعد ضربة قطر تغيّر منطق الاستهداف، فباتت المقاومة والأنظمة وكل عائق جغرافي وسياسي أمام مشروع «إسرائيل الكبرى» في مرمى الاستهداف. ولفت إلى أنَّ الهدف يمتدّ لفلسطين ولبنان والأردن ومصر وسورية والعراق والسعودية واليمن وإيران، محذّرًا من خطر هذا المشروع التوسعيّ المدعوم من قوى كبرى.
وأكّد ضرورة قلب المعادلة، واضعًا خطة سريعة وواضحة لا تحتاج إلى تفسير، وهي أنَّ المطلوب أن تُعتبر “إسرائيل” الخطر لا المقاومة.
ودعا الشيخ قاسم كلّ اللبنانيين، حتى مَن وصلت الخصومة معهم إلى حدّ العداء، إلى الامتناع عن تقديم أي خدمات لـ”إسرائيل”، محذّرًا من أن “إسرائيل” لن توليهم اهتمامًا إذا أصبح لبنان جزءًا من مشروع “إسرائيل الكبرى”. ولفت إلى أنَّ الحاجة ملحّة لبناء لبنان معًا، مشيرًا إلى أن حزب الله قدّم تجربة في إيقاف العدو عند حدّه، وأنه شارك بعد ذلك في انتخاب الرئيس عون وتشكيل الحكومة والتعاون في التشريعات وإدارة البلد.
وتابع أنَّ مسار الحوار يجب أن يكون مدعومًا بتفاهمات حتى لا يكون هناك خدمة لـ”إسرائيل”، مؤكّدًا أن المقاومة مستمرة. وقال الشيخ قاسم إن “لجنة الميكانيزم لم تُصدر أمرًا لـ”إسرائيل” بوقف عدوانها، ولا سُمِع منها أن قالت لـ”إسرائيل”: أوقفِ عدوانك”.
وأضاف أن “الضغط الدولي يتجلّى أيضًا بمنع الإعمار”، موضحًا أن “أميركا تعمل على عرقلة إعادة الإعمار كجزء من سياسة الضغط على البيئة المؤيدة للمقاومة”.
ودعا الشيخ قاسم السعودية إلى فتح صفحة جديدة مع المقاومة ضمن عدة أسس، موضحًا أن من أسس الحوار معها معالجة الإشكالات والردّ على المخاوف وتأمين المصالح المشتركة.
وأضاف الشيخ قاسم أن هذا الحوار ينبغي أن يُبنى على قناعة واضحة بأن “إسرائيل” هي العدو وليست المقاومة، وأنه يجب تجميد الخلافات الماضية، على الأقل في هذه المرحلة، من أجل التوجه للجم “إسرائيل”.
وأشار إلى أن سلاح المقاومة موجّه نحو العدو “الإسرائيلي” فقط، لا نحو السعودية ولا نحو أي جهة في العالم، وأن هذا النهج سيستمرّ، محذرًا من أن الضغط على المقاومة يُعدّ ربحًا صافًيا لـ”إسرائيل”، وأن غياب المقاومة سيُعرّض دولًا أخرى للخطر. واعتبر أنَّ المقاومة الفلسطينية تشكّل سدًا منيعًا أمام التوسع “الإسرائيلي”، داعيًا إلى توحيد الموقف على قاعدة أن العدو هو “إسرائيل”.
ووصفت مصادر سياسيّة خطاب الشيخ قاسم بالوطنيّ والهادئ والعميق حيث قدّم رؤية واضحة ومعبرة عن المشهد الإقليمي وحجم خطورة المشروع الإسرائيلي الذي يستهدف كل دول المنطقة ما يستوجب التضامن العربي والإسلامي والتركيز على صد الأطماع الإسرائيلية وإجهاض مشروعها الذي سيهدد أمن واستقرار كل المنطقة بما فيها حلفاء الولايات المتحدة ومَن يستعدّ لتوقيع اتفاقات أمنية وسلام وتطبيع مع “إسرائيل”. ولفتت المصادر لـ”البناء” الى أن مواقف الشيخ قاسم تحمل جملة رسائل داخلية وخارجية وتحاكي التطورات التي حصلت في المنطقة وتعكس إعادة قراءة التحوّلات والتحالفات في المنطقة، متوقعة أن تترك الرسائل انعكاسات إيجابيّة في الداخل والخارج.
وعلمت “البناء” أن الاتصالات الإيرانية – السعودية مهّدت لنضوج حزب الله والسعودية لفتح صفحة جديدة وتصفير المشاكل، كاشفة أن الاتصالات بين الرياض وطهران سبقت بأسابيع جلسة مجلس الوزراء في 5 أيلول وقراراتها التي جاءت ترجمة لهذه الاتصالات الإقليمية الى جانب نصائح أميركية للحكومة بعدم الذهاب بعيداً في الضغط على حزب الله والطائفة الشيعيّة ما سيؤدي الى انفجار شعبي وسياسي وأمني داخلي يطيح بالإنجازات التي حققتها واشنطن في لبنان بعد الحرب الإسرائيلية الأخيرة على لبنان.
وأفادت مصادر دبلوماسية عربية تعليقًا على الشيخ قاسم، بأن “اللافت بالخطاب هو التأكيد على الدور السعودي الإيجابي، وهذا ما تلقفته دوائر عربية بإيجابية ستظهر في الأيام المقبلة”.
وأشارت مصادر دبلوماسية، لقناة “الجديد”، إلى أنّ “التصعيد الإسرائيلي في القرى الجنوبية والبقاع، يحمل رسالة واضحة مفادها بأن وتيرة الاستهداف مستمرة، وتشمل مواقع محددة في مناطق متعددة، مع إمكانية توسّع العمليات لتطال مناطق داخلية خارج نطاق الجنوب”. ونقلت القناة عن مصادر دبلوماسية عربية قولها إنّ “استهداف قطر أثار هواجس من التصعيد الإسرائيلي محلياً وإقليمياً”.
إلى ذلك، نقلت “الجديد” عن مصادر مقرّبة من “حزب الله”، إشارتها إلى أنّ “موقف الشيخ نعيم قاسم يأتي في وقت يستشعر فيه الحزب الخطر على كل المنطقة، لا سيما بعدما قرأ دلالات استهداف قطر والتهديد الإسرائيلي لمصر وفيها رسائل اسرائيلية خطيرة”، وذلك بعد خطاب لقاسم دعا فيه السعودية إلى حوار يتم التأكيد على أنّ “إسرائيل” هي العدو للمنطقة.
وقالت المصادر: “الحزب قرر أن يبادر بطي الماضي وفتح الباب لمواقف عربية موحدة ومنسجمة”.
في غضون ذلك، استقبل رئيس الجمهورية جوزاف عون، في قصر بعبدا، أمس مستشار وزير الخارجية السعودي يزيد بن فرحان، وأجرى معه جولة أفق تناولت الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة.
أمنياً، واصل الاحتلال عدوانه على لبنان، حيث استهدفت غارة من مسيّرة سيارة أمام مدخل مستشفى تبنين الحكومي، أدّت في حصيلة نهائية إلى سقوط ضحية وإصابة أحد عشر شخصاً بجروح من بينهم إثنان بحال حرجة، بحسب مركز عمليات طوارئ الصحة التابع لوزارة الصحة العامة. وأفادت المعلومات أن المستهدف في غارة تبنين هو حسين حسان رمضان من بلدة الطيبة وسكان جبشيت. كما استهدفت مسيّرة إسرائيلية بصاروخ موجّه شاحنة لنقل المياه في المنطقة الواقعة بين أنصار وكوثرية الرز وأفيد عن وقوع إصابات.
وأعلن مركز عمليّات طوارئ الصّحة التابع لوزارة الصّحة العامّة، في بيان، أنّ “غارة العدو الإسرائيلي على سيّارة في بلدة أنصار، أدّت إلى سقوط شهيد”.
وعمدت محلقة إسرائيلية إلى إلقاء قنابل حارقة على منطقة جبل الرفيع في إقليم التفاح، ما تسببت بإشعال حريق كبير في الأحراج والأعشاب اليابسة. وسارعت فرق من الدفاع المدني وفوج الإطفاء في اتحاد بلديات إقليم التفاح و”كشافة الرسالة الإسلامية”، و”الهيئة الصحية الإسلامية” إلى محاصرة النيران وإخمادها. كما حلقت طائرة مسيّرة إسرائيلية مساء أمس فوق الضاحية الجنوبية لبيروت.
إلى ذلك، برزت مواقف لافتة لقوات اليونيفيل العاملة في جنوب لبنان، حيث أشارت في تصريح صحافي الى أن” الغارات الجوية الإسرائيلية التي استهدفت مناطق في جنوب لبنان الليلة الماضية تُعد انتهاكاً واضحاً وصريحاً لقرار مجلس الأمن الرقم 1701، وتشكل تهديداً مباشراً للاستقرار الهش الذي تحقق في تشرين الثاني من العام الماضي. كما أنها تقوّض ثقة المدنيين في إمكانية التوصل إلى حل سلمي لهذا النزاع”. وقد اضطرت وحدات من قوات حفظ السلام في موقعين بمنطقة دير كيفا، بالقرب من برج قلاوية، إلى الانتقال إلى أماكن آمنة نتيجة هذه الاعتداءات، التي عرّضت بشكل خطير حياة الجنود اللبنانيين وعناصر اليونيفيل والمدنيين للخطر”. وختمت: “إننا ندعو جيش الدفاع الإسرائيلي إلى التوقف الفوري عن شن أي غارات إضافية، والتزام الانسحاب الكامل من الأراضي اللبنانية. كما نؤكد ضرورة أن تلتزم جميع الأطراف تجنب أي انتهاكات أو خطوات من شأنها أن تؤدي إلى تصعيد إضافي. ندعو جميع الأطراف إلى الالتزام الكامل بأحكام قرار مجلس الأمن الرقم 1701 وتفاهم وقف الاعمال العدائية، إذ إن هذه الآليات وُضعت خصيصاً لمعالجة الخلافات وتجنب اللجوء إلى العنف من جانب واحد، وتجب الاستفادة منها الى اقصى الحدود. كما يشكّل استمرار التصعيد تهديداً للتقدم الذي أحرزته الأطراف في جهودها لاستعادة الاستقرار”.
وعشية سفره غداً الى نيويورك لترؤس وفد لبنان الى اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، عرض رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون مجمل هذه الملفات، مع رئيس مجلس الوزراء نواف سلام وفي شكل خاص التطورات الأمنية الأخيرة في ضوء الاعتداءات الإسرائيلية على بلدات وقرى جنوبية وبقاعية، والاتصالات الجارية لمعالجة هذه التطورات. كما عرض الرئيسان لمسار مناقشة مشروع قانون موازنة 2026، إضافة الى الأوضاع العامة. وبحث الرئيس عون مع قائد الجيش العماد رودولف هيكل الأوضاع الأمنية في البلاد، واطلع منه على تفاصيل الاعتداءات الإسرائيلية امس، على بلدات وقرى جنوبية، وعلى ما حققه الجيش في مجال مكافحة المخدرات في ضوء العمليات النوعية التي حصلت خلال الأيام الماضية في اطار القضاء على هذه الآفة وتوقيف المرتكبين.
على الخط الانتخابي، تواصلت السجالات حول القانون وتعديلاته، وفي السياق، توجّه رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الى رئيس مجلس النواب نبيه بري بالقول: “تقول إن لديكم مشروعاً انتخابياً آخر استكمالاً لما تمّ التوافق عليه في “الطائف”. ونحن بدورنا جاهزون لمناقشة أي اقتراح لديكم، ولكن بشرط واحد: ألّا تتحوّل اللجنة الفرعية إلى مقبرة للمشاريع، وأن يُحدَّد لها وقت قصير جداً نظراً لضيق المهل الفاصلة عن الانتخابات. وبعدها تُحال المشاريع كلها من اللجنة إلى الهيئة العامة لمجلس النواب، والتي يعود لها أن تصوّت وتُقرّ ما تراه مناسباً. هكذا تنتصر الديمقراطية، من خلال تعدّد الآراء، وإجراء النقاش، واتخاذ القرار في المكان الصالح: أي الهيئة العامة لمجلس النواب”.
"الشرق":
يشارك رئيس الجمهورية جوزيف عون في اعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، حيث من المنتظر ان يلقي كلمة لبنان الأربعاء المقبل والتي ستكون محطة سياسية بالغة الأهمية من قبل الدول المشاركة لما ستتضمنه من مواقف قد تبدل المقاربة الدولية والعربية مع لبنان.
وبحسب مصادر مطلعة في واشنطن فان الرئيس عون سيشارك في الاستقبال الرسمي الذي يقيمه الرئيس الأميركي دونالد ترامب على شرف رؤساء الوفود المشاركة في اعمال الجمعية، وستكون له سلسلة لقاءات ودردشات مع عدد من الرؤساء والشخصيات الاجنية والعربية، حول آخر المستجدات والتفاهمات الدولية والاقليمية.
صحيح ان زيارة الرئيس عون هي الاولى الى نيويورك كرئيس للبلاد، الا انها تشكل محطة سياسية وديبلوماسية لافت في ظل استمرار التوتر الامني في المنطقة، والحراك الدولي والاقليمي الحساس والدقيق للغاية.
اما لبنانيا فقد اعتبرت المراجع اعلاه ان مشاركة عون في اعمال الجمعية هذا العام تأتي بعد المقاطعة او الاعتكاف الدولي والعربي تجاه لبنان جراء مساندته حرب غزة، والفراغ الذي أحدث ازمات سياسية واقتصادية على البلاد…
كذلك فان الزيارة تأتي بعد القرارات الجريئة التي انخذتها الحكومة اللبنانية في مسالة حصرية سلاح حزب الله، والمنظمات الفلسطينية بيد الدولة، وما تبعته من قرارات واجراءات أخرى لاعادة تقوية الدولة وبسط سيادتها الكاملة.
ونفت المراجع اعلاه ان تقعد قمة لبنانية اميركية بين الرئيسيين ترامب وعون، الا انها إعادة التأكيد على مشاركة عون في الاستقبال الرسمي حيث ستكون له دردشة او محادثات جانبية مع ترامب.
وقالت المصادر التي لم تشا ذكر اسمها ان عودة لبنان الى المجتمع الدولي قد يساهم الى حد كبير في إعادة لبنان على السكة الدولية، كما سيساهم ايضا في تعزيز وتسهيل الدعم له، والدفع في استنهاضه على المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية كافة.
في المقابل اشارت معلومات سياسية مطلعة في بيروت ان كلمة الرئيس عون ستكون بمستوى الكلمة التي ألقاها في القمة العربية الاستثنائية التي عقدت في قطر، والتي لاقت ترحيبا كبيرا دوليا وعربيا. وبالتالي فمن المنتظر ان تتصدر كلمة عون الاهتمام الخارجي لما ستتضمنه من مواقف جريئة وثابته منطلقة من خطاب القسم، وصولا الى القرارات التي اتخذت على صعيد استعادة الدولة هيبتها على كامل أراضيها، من قرارات حصرية السلاح الى الإصلاحات الدولية المطلوبة اقتصاديا.
واكدت ان عون سيطالب بضرورة الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها المتكررة على لبنان وتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار، كما الانسحاب من احتلال النقاط الخمس الاستراتيجية.
قمة فرنسية لبنانية
أما اوروبيا، فقد علمت «الشرق» من مصدر اوروبي رفيع، ان قمة فرنسية – لبنانية ستعقد بين الرئيسيين ايمانويل ماكرون وجوزف عون، على هامش اعمال الجمعية. ونقلت المصادر عن مقربين من الاليزيه ان احتمال عقد هذا اللقاء بات مؤكدا. وان المبعوث الفرنسي جان ايف لودريان نصح الرئيس ماكرون بالاجتماع مع عون في نيويورك نظرا للاجواء الايجابية والمتقدمة التي لمسها لودريان خلال زيارته الأخيرة الى لبنان.
وقالت ان ما أنجزته الحكومة على الصعيدين السيادي والإصلاحي يستحق كل دعم ومتابعة. أما فيما يتعلق بمؤتمر الدعم للجيش، فقد اكدت المراجع اعلاه ان الرئيسان ماكرون وعون سيتبادلان هذا الامر، وانه من المرجح ان يخلص الى تعيين موعد هذا المؤتمر المهم. ورجحت المصادر ان يعقد هذا المؤتمر في 10 و11 تشرين الثاني المقبل في السعودية. انما يبقى تحديد القرار النهائي للرئيسيين.
اما فيما خص مؤتمر اعادة الإعمار، فان هذا الأمر مرتبط بالاتفاق الذي سيعقد مع صندوق النقد الدولي والتصويت الفعلي على قانون الفجوة المالية وذلك قبل نهاية العام الحالي.
"الشرق الأوسط":
يعيش لبنان واللبنانيون مرحلة من الخوف والترقب لما ستحمله الأيام المقبلة بعد التصعيد الإسرائيلي على لبنان، والذي تمثّل مساء الخميس في تحذيرات وهجوم واسع على عدد من بلدات الجنوب، مع استمرار الانتهاكات التي استهدفت الجمعة سيارة في بلدة تبنيت بالقرب من المستشفى الحكومي، وأدت إلى مقتل شخص وإصابة 11 آخرين، وشاحنة لنقل المياه في المنطقة الواقعة بين أنصار وكوثرية الرز حيث أفيد بقتل شخص، كما جرى استهداف سيارة قرب بلدة حاروف في قضاء النبطية.
ورغم أن اللبنانيين يعيشون منذ اتفاق وقف إطلاق النار في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، حالة من عدم الاستقرار نتيجة الغارات المتنقلة في لبنان، وإن كانت تتركز بشكل أساسي بين الجنوب والبقاع، فإنهم يشعرون اليوم بأن مؤشرات الحرب تزداد يوماً بعد يوم، وإن كان من الصعب حسم هذا الموضوع الذي يرتبط بعدد من العوامل التي تتبدّل وتتفاوت وتيرتها بين يوم وآخر.
المخاوف من التصعيد تتعاظم
«لا شكّ في أن المخاوف من التصعيد عادت لتتعاظم مع التصعيد الإسرائيلي الأخير على جنوب لبنان»، وفق ما تقول مصادر وزارية لـ«الشرق الأوسط»، مشيرة إلى أن معظم الأماكن التي استُهدفت في غارات الخميس تقع في جنوب الليطاني؛ أي حيث وجود وانتشار الجيش اللبناني، وبالتالي «كان يُفترض على الإسرائيلي، إذا صحّ ما يقوله من أن هناك بنية تحتية لـ(حزب الله)، أن يبلّغ لجنة مراقبة اتفاق وقف إطلاق النار، لتبلّغ بدورها الجيش اللبناني الذي تقع عليه مهمّة الكشف على المواقع وفق ما ينص عليه الاتفاق، لكن هذا لم يحصل، ولم نعلم سبب هذا التصعيد الذي ترافق مع حرب نفسية». من هنا، تلفت المصادر إلى أن «لبنان سيطرح هذا الموضوع في اجتماع لجنة المراقبة الذي يُفترض أن ينعقد يوم الأحد المقبل بحضور الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس، علّنا نحصل على إجابات واضحة».
استراتيجية مستمرة بين الأهداف العملية والنفسية
المخاوف نفسها يعبّر عنها كل من العميد المتقاعد حسن جوني، ورئيس مركز «الشرق الأوسط والخليج للتحليل العسكري - أنيجما»، رياض قهوجي؛ إذ يعتبران أن التصعيد وارد، وإن كان لا يمكن الحسم به.
ويقول جوني لـ«الشرق الأوسط»: «هذه الانتهاكات التي تتفاوت حدّتها بين يوم وآخر تأتي ضمن استراتيجية إسرائيل التي تعتمدها منذ الاتفاق في نوفمبر الماضي الذي لم تلتزم به، لكن اللافت اختلاف نمط الخروقات والاعتداءات يوم الخميس عما كان عليه في الفترة السابقة، وذلك بالعودة إلى الإنذارات والإخلاءات». من هنا، يضيف جوني: «البعد والتأثير النفسي كان مطلوباً من قبل إسرائيل على القدر نفسه من التأثير العملي لهذه الضربات الجوية إذا كان هناك فعلاً أهداف عملانية كما يزعمون»، ويوضح: «مما لا شك فيه أن هذه التحذيرات تعكس مناخاً سلبياً يؤدي إلى عدم الاستقرار، خاصة في مناطق الجنوب والبقاع حيث يريد الإسرائيلي أن يثير الرعب على مساحة واسعة».
واقع قائم إلى حين الانتهاء من سلاح «حزب الله»
وفي حين يعتبر قهوجي أن احتمالات التصعيد تبقى واردة، يرجّح في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن يبقى الواقع الحالي قائماً إلى حين إقفال ملف «حزب الله» والانتهاء من سحب سلاحه، وهو الأمر الذي «لا يمكن للبنان التراجع عنه مع كل الضغوط التي يتعرض لها من المجتمع الدولي».
ويقول: «احتمال التصعيد لا شك أنه وارد، لا سيما إذا تمنّع (حزب الله) عن التعاون مع الجيش، ووضع عراقيل، وأخذ خطوات تصعيدية لمنع الجيش من سحب السلاح»، ويضيف: «إذا لم يحصل تصعيد سيبقى الوضع على ما هو عليه الآن، مع بعض الهجمات المكثفة التي نشهدها بين فترة وأخرى كما حصل سابقاً، وهو ما يعتبر الإسرائيلي أنه يدخل في سياق الضربات الاستباقية التي يعتبرها ضمن اتفاق وقف النار الذي يعطيه الحق أن يستهدف أي تحركات للحزب إلى أن يتم الانتهاء من موضوع حصرية السلاح وسحب سلاح الحزب».
بين الحركة السياسية والتصعيد الميداني
وهذه الاستراتيجية نفسها يتحدث عنها جوني، معتبراً أن ما يحصل يدخل في سياق استراتيجية الاعتداءات المتكررة، لكنه يؤكد أنه لا يمكن فصله عن «اللحظة السياسية التي نعيشها»، لجهة قرارات الحكومة المرتبطة بحصرية السلاح، وخطة الجيش اللبناني لسحب سلاح «حزب الله»، ورفض الحزب لهذا الأمر؛ إذ إن «كل ما يصدر عن الإسرائيلي يؤخذ كردة فعل على كل هذه التطورات المرتبطة بـ(الورقة الأميركية) وبهدفه الأساسي، وهو سلاح (حزب الله)، وعلى كل المناخ السياسي في لبنان».
من هنا، يعتبر أنه «لا يمكن الحسم بما سيكون عليه الوضع في المرحلة المقبلة، وما إذا كان سيسجل تصعيد عسكري»، ويقول: «ربما يكون بداية تصعيد، أو استمراراً وتكراراً لما حصل، لكن من الصعب التوقع اليوم؛ لأن هناك تداخلاً بين الحركة الدبلوماسية الأميركية والعمل الميداني العسكري، وبالتالي لا نستطيع أن نقرأ بعيداً، بل كل يوم بيومه».
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا