افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الأحد 21 سبتمبر 2025

الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Sep 21 25|07:42AM :نشر بتاريخ

"النهار":

مع أن لا مؤشرات توحي بوجود رابط مباشر بين الزيارة التي يقوم بها الموفد السعودي مستشار وزير الخارجية السعودي المكلف الملف اللبناني الأمير يزيد بن فرحان لبيروت ووصول الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس إلى بيروت للمشاركة في اجتماع لجنة الإشراف على تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل اليوم في الناقورة، اتخذ تزامن وجود الموفدين دلالات مهمة لجهة ما يحظى به الوضع اللبناني من متابعات خارجية أساسية من دول نافذة كالولايات المتحدة الأميركية والسعودية.

وإذ تردد أن بن فرحان نقل إلى رئيس الجمهورية العماد جوزف عون الذي التقاه مساء الجمعة قبيل سفر الرئيس البارحة إلى نيويورك رسالة من القيادة السعودية فإن التقديرات تركزت على التحرك الديبلوماسي البارز الذي سيجري الأسبوع الطالع في نيويورك خصوصاً لجهة اضطلاع السعودية بدور محوري مع فرنسا لرعاية مؤتمر إعلان الدولتين، فضلاً عن المتابعة السعودية للوضع في لبنان لجهة تنفيذ قرارات الحكومة بحصرية السلاح.  

وكان رئيس الجمهوريّة العماد جوزف عون ترافقه زوجته السيدة نعمت عون، غادر لبنان ظهر امس إلى نيويورك، حيث من المقرّر أن يلقي كلمة لبنان أمام الجمعيّة العامّة للأمم المتّحدة الاثنين المقبل.

وسيتطرق الرئيس عون، الذي يجري سلسلة لقاءات مهمة في نيويورك، في كلمته، وخلال اجتماعاته، إلى الوضع في لبنان، داعياً المجتمع الدولي إلى مضاعفة الضغوط على إسرائيل للانسحاب من الأراضي التي تحتلها جنوباً، وتحرير الاسرى ووقف خروقاتها لاتفاق وقف النار، خاصة أن لبنان يلتزم الاتفاق وأقر خطة لحصر السلاح. كما سيطلب الرئيس عون دعم العواصم الكبرى للجيش وللبنان وإعادة الإعمار فيه، خاصة أنه وضع قطار الإصلاحات على السكة، ويُفترض أن تقر حكومتُه مشروعَ الموازنة في الأيام المقبلة حيث يعقد مجلس الوزراء جلسة جديدة لمتابعة مناقشتها الاثنين.

وفي سياق الترددات السلبية التي أثارتها دعوة الأمين العام ل"حزب الله " الشيخ نعيم قاسم للسعودية إلى فتح حوار مع الحزب واضعاً حزبه في مستوى المملكة ومتجاهلاً كل الأصول ووجود دولة لبنانية، جاء الرد الضمني السعودي على قاسم عبر محطة "سكاي نيوز" التي نقلت عن مصادر مطلعة على الموقف السعودي قولها بشأن كلام الأمين العام لحزب الله: "العلاقة هي من دولة إلى دولة  وإذا كان حزب الله جاداً بشأن فتح صفحة جديدة مع المملكة فعليه أن يلتزم بقرارات الدولة اللبنانية".

ومواقف المملكة من التطورات اللبنانية كلها، حضرت في جولة مستشار وزير الخارجية السعودي، الأمير يزيد بن فرحان، الذي وصل مساء الجمعة  إلى بيروت والتقى رئيس الجمهورية. وأشارت معلومات إلى ان بن فرحان باق في لبنان لأيام عدة سيلتقي خلالها رئيس الحكومة نواف سلام وانه التقى أمس عدداً كبيراً من النواب والشخصيات من بينهم معاون الرئيس نبيه بري علي حسن خليل وجرى اتصال هاتفي بينه وبين بري. 
كما يشارك بن فرحان يوم الثلاثاء المقبل بمناسبة العيد الوطني للمملكة في استقبال للسفارة السعودية في فندق فينيسيا. 

وفي السياق، ترددت معلومات عن احتمال اجتماعه مع المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس خلال زيارتها السريعة للبنان التي تقتصر اليوم على مشاركتها  في اجتماع لجنة "الميكانيزم" في الناقورة.
في المقابل، "حزب الله" الذي وجه الدعوة إلى المشاركة في  الحفل المركزي الذي يقام عند الرابعة والنصف من عصر السبت 27 أيلول في الذكرى السنوية الأولى لاغتيال أمينيه العامين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين، مضى في معزوفة  رفضه تسليم السلاح.

وشدد رئيس "تكتل بعلبك الهرمل" النائب حسين الحاج حسن على ضرورة "الثبات والتمسك بخيار المقاومة، في ظل الاعتداءات الإسرائيلية المتواصلة". ورأى أن "التمسك بخيار المقاومة، ودعمه وحمايته من الهجمات السياسية والإعلامية، وتطويره في إطار رؤية استراتيجية وطنية شاملة، لم يعد خيارًا، بل ضرورة وطنية لمواجهة الأخطار المحدقة".

 

 

 

"الديار":

ضغوط عسكرية تمارسها إسرائيل على لبنان حيث شهدت الأيام الماضية تصاعدًا ملحوظًا في الاعتداءات على جنوب لبنان في خرقٍ فاضحٍ لاتفاق وقف إطلاق النار الموقّع العام الماضي. فقد شنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي سلسلة غارات جوية منسقة استهدفت ما وصفه بـ«فرقة رضوان» التابعة لحزب الله، وهي وحدة عمليات خاصة من النخبة تُصر إسرائيل على أنها تسعى لإعادة بناء بنيتها التحتية في المنطقة الحدودية.

في الوقائع، شهد جنوب لبنان خلال الساعات الـ 24 الماضية تجربة مؤلمة أخرى على تمادي العدو الاسرائيلي في زعزعة استقرار المنطقة وقمع دول الجوار. فقد شن الطيران الإسرائيلي موجة جديدة من الغارات الجوية على ما يطلق عليه باطلًا «البنية التحتية العسكرية لحزب الله»، في انتهاك سافر لسيادة لبنان. وتشير التقارير الأولية إلى أن الهجمات استهدفت مناطق سكنية وزراعية، وأسفرت عن وقوع إصابات في صفوف المدنيين. وتأتي هذه الغارات بعد تحذير الناطق باسم جيش الاحتلال أفخاي أدرعي لسكان بعض القرى الجنوبية بالتهيئة للإخلاء. وبحسب وكالة الأنباء الوطنية وقعت أضرار مادية وبشرية كبيرة في هذه الغارات، حيث استشهد على الأقلّ مواطنان لبنانيان وأصيب العديد من السكان الأبرياء في غارة جوية إسرائيلية أخرى استهدفت بلدة تبنين. وندد الجيش اللبناني بهذه الغارات واعتبرها انتهاكًا لاتفاق وقف إطلاق النار، وحذر من أنها تعرقل جهود الجيش اللبناني لتنفيذ خطة حصر السلاح جنوب نهر الليطاني.

وبحسب مصادر عسكرية، هذه الغارات ليست مجرد حوادث عابرة، بل هي جزء من استراتيجية إسرائيلية طويلة الأمد تنفذها الدولة العبرية منذ وقف إطلاق النار في أواخر عام 2024. ويُعدّ هدف إسرائيل المعلن، أي منع حزب الله من إعادة بناء قوته العسكرية على حدودها، ذريعة مكررة لا أسس عسكرية أو استخبارتية لها. وتضيف المصادر أن حجم الغارات الأخيرة يُشير إلى موقف إسرائيلي أكثر عدوانية. وبذلك، تعاود إسرائيل إدخال المنطقة في دوامة عنف جديدة هدفها الأساسي منع الاستقرار في الدول المجاورة لها.

سياسيًا، ندّد رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون بالاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة، معتبرًا صمت الدول الضامنة لعدم إقامة هدنة بمنزلة فشل ذريع! كذلك الأمر من جهة رئيس الحكومة نواف سلام الذي ندّد أيضًا بالاعتداءات الإسرائيلية، مشككًا في جدية إسرائيل في السعي للسلام. من جهته، طالب رئيس المجلس النيابي نبيه برّي المُجتمع الدولي بالتدخل لوقف المجازر الإسرائيلية.

اتفاقية الدفاع السعودي الباكستاني

إلى هذا، شهد العالم حدوث اتفاق تاريخي بين المملكة العربية السعودية وباكستان. هذا الاتفاق يتناول الدفاع الاستراتيجي المشترك بين البلدين وينص على اعتبار أي عدوان على إحدى الدولتين عدوانًا على الدولتين، وبالتالي يشكل إطارًا عسكريًا يرسّخ تحالفًا أمنيًا تاريخيًا بين البلدين، ويضفي عليه طابعًا قانونيًا ملزمًا. ويُعدّ هذا الاتفاق نتيجة لتفاقم حالة عدم الاستقرار في المنطقة. فبالتحالف مع باكستان، صاحبة الأسلحة النووية والتي تمتلك أحد أقوى الجيوش خبرة واستعدادًا في العالم، رفعت السعودية من مستوى قدراتها الأمنية بشكل ملحوظ.

وبحسب مصادر سياسية مطّلعة، هذا الاتفاق يرسخ العلاقة القائمة بين البلدين ويرتقي بها إلى مستوى أعلى. فبينما كانت باكستان تُعدّ حليفاً استراتيجياً للمملكة العربية السعودية، حيث كانت توفر لها التدريب العسكري والقوات العسكرية، فضلاً عن ضمان أمنها النووي عملياً، فإن هذا الاتفاق الجديد يُحول هذا التعاون غير الرسمي إلى إطار مؤسسي رسمي. ويمثل هذا خطوة منطقية لكلا البلدين. فبالنسبة للسعودية، تُعدّ هذه الاتفاقية استجابة واضحة لتضاؤل ​​الثقة في الولايات المتحدة كضامن أمني وحيد لها. ويبدو أن الهجوم الإسرائيلي الأخير على الدوحة، الذي لم تَدينه واشنطن علناً، كان نقطة تَحوّل.

وتُضيف المصادر أن الهجوم الأخير على الدوحة، أكد على محدودية نظام الأمن القائم على قوة خارجية واحدة. وبترسيخ علاقتها مع باكستان، الدولة النووية، تُحقق الرياض رادعاً قوياً. أما بالنسبة لباكستان، فتمثل الاتفاقية انتصاراً استراتيجياً، فهي لا تُعزز دورها كحليف استراتيجي لمنطقة الخليج فحسب، بل توفر لها أيضاً دعماً مالياً وسياسياً بالغ الأهمية. كما أنها تُعيد توازن علاقتها مع السعودية، من علاقة اعتماد اقتصادي إلى «شراكة» استراتيجية، وترفع مكانتها الإقليمية وتُعطيها دفعة قوية في مواجهة عزلتها الجيوسياسية.

وتتمثل أهمية هذا الاتفاق في تأثيره الكبير بالشرق الأوسط حيث يُنظر إليه كونه مصدر قوة جديد، قد يمهد الطريق لتشكيل «ناتو إسلامي» أوسع قد يضم دولًا خليجية أخرى وحتى دولًا عربية شرق أوسطية مثل سوريا والأردن. وبعيدًا عن الانحيازات والاصطفافات، لا يمكن بعد اليوم تجاهل هذه القوة في المعادلات الجيوسياسية القائمة في منطقة الشرق الأوسط وجنوب آسيا. وبالتالي ستكون الآثار المترتبة على الاتفاق في منطقة الشرق الأوسط متعددة الأبعاد، ومن المرجح أن تغير من ديناميكيات المنطقة. وعلى الرغم من تأكيد كل من الرياض وإسلام آباد أن الاتفاق لا يستهدف دولة معينة، فإن هذا الاتفاق يُمثّل تحدياً صعباً لاستراتيجية إسرائيل، ويضيف عاملاً جديداً من عوامل المخاطر والغموض. فبموجب هذا الاتفاق، تُعزز السعودية علاقاتها الأمنية مع باكستان، وهي دولة معادية لإسرائيل بشكل علني وداعمة للقضية الفلسطينية.

من الناحية المنطقية والموضوعية، فإن أثر هذا الاتفاق في إسرائيل عميق ومتعدد الأبعاد من ناحية أنه يخلق مأزقاً جديداً في مجال الردع. إذ يتعين الآن على إسرائيل، التي لطالما اعتبرت القوة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط، التعامل مع احتمال أن تستدعي عملياتها العسكرية استجابة من دولة نووية. وبالرغم من غموض الاتفاق بشأن ما إذا كان السلاح النووي الباكستاني جزءاً منه، فإن هذا الغموض نفسه يُعدّ عاملاً رادعاً قوياً. لأول مرة، يجب على إسرائيل التخطيط لمستقبل يمكن فيه اعتبار أي هجوم تقليدي، كضربة في دولة خليجية مثلاً، اعتداءً على باكستان، مما قد يستدعي رد فعل باكستاني. أيضًا، يُضعف هذا الاتفاق جهود إسرائيل الديبلوماسية الإقليمية. فقد كانت إسرائيل والسعودية تجريان محادثات سرية منذ سنوات بهدف إمكان توقيع اتفاقية لتطبيع العلاقات. ويوقف هذا الاتفاق الجديد هذه العملية. وبالتنسيق الرسمي مع باكستان في ظل هذا التوتر الإقليمي، تُرسل السعودية رسالة مفادها أنها تُولي الأولوية للتضامن الإسلامي ومصالحها الأمنية الخاصة على اتفاقية التطبيع مع إسرائيل، التي كانت مشروطة بتحقيق تقدم في القضية الفلسطينية على اساس حل الدولتين وحدود ١٩٦٧.

على صعيدٍ أخر، يُعدّ هذا الاتفاق ضربة رمزية ونفسية لإسرائيل. فالتوقيت الذي تم فيه توقيع الاتفاق، بعد العملية الإسرائيلية الكبرى في قطر، يُرسل رسالة واضحة. إذ يؤكد هذا الاتفاق أن العمليات العسكرية الإسرائيلية لا تنجح في تحقيق أهدافها، بل تدفع الدول إلى تكوين تحالفات أمنية جديدة لمواجهة العدوان الإسرائيلي. وهذا يمكن أن يفسَّر على أنه دليل على أن «حرية التصرف» الإسرائيلية في المنطقة باتت أو سوف تصبح مقيدة.

الردّ الإسرائيلي

وبالتالي، من المتوقّع أن يتجلى رد فعل إسرائيل في صمت رسمي. فإسرائيل، وحتى ساعة كتابة هذا المقال، لم تُصدر أي بيان رسمي بشأن الاتفاق، وبالتالي يُعد هذا خياراً منطقياً لتجنب تصاعد الأوضاع، ومنع اعتبار الاتفاق استجابة مباشرة لأفعال إسرائيل.

ويتوقّع مصدر سياسي لبناني أن تعمد إسرائيل إلى تكثيف تواصلها الديبلوماسي مع حلفائها، وبخاصة الولايات المتحدة الأميركية والهند، لمناقشة تَبِعات هذا الاتفاق بالإضافة إلى العملّ على تقييم سرّي لاستراتيجية إسرائيل في المنطقة. وهنا تكمن أهم التغييرات. من المتوقع أن تقوم إسرائيل بتسريع تحديثات دفاعاتها الصاروخية المُتقدّمة («القبة الحديدية» و»سار 3») وذلك استعدادًا لأي تهديد صاروخي محتمل من اتجاهات جديدة وغير متوقعة. أيضًا من المتوقّع أن تُعزّز إسرائيل «شراكاتها» مع حلفائها الحاليين، بما في ذلك تقوية علاقاتها العسكرية والاستخباراتية مع الولايات المتحدة وتعاونها الدفاعي مع الهند، التي تنظر هي الأخرى إلى اتفاق السعودية وباكستان بحذر.

على صعيد أخر، حذّر محللون إسرائيليون من أن الاتفاق خلق «مصفوفة تهديد موسعة». ومن المنطقي أن يجبر هذا تل أبيب على توخي مزيد من الحذر قبل القيام بأي إجراء عسكري أحادي في دول الخليج. فقد زاد خطر اندلاع نزاع أوسع نطاقاً بشكل كبير، مما قد يدفع إسرائيل إلى اتباع نهج أكثر تحفظاً في عملياتها الإقليمية.

ويُضيف المصدر أن هذا الأمر سيؤدي دورًا محوريًا في القضية الفلسطينية من باب أن حلّ الدولتين الذي لطالما نادت به المملكة العربية السعودية ورفضته إسرائيل، سيعود ليكون أساس التفاوض في القضية الفلسطينية.

قراءة ثاقبة لحزب الله

هذا الواقع يُشير إلى حقبة جديدة غير متوقعة لأمن إسرائيل، إذ لم يعد بإمكانها التصرّف بحرّية من باب أن الاتفاق فرض نفسه كعامل أساسي في الفكر الاستراتيجي الإسرائيلي، محولاً إسرائيل من موقع الهيمنة العسكرية المطلقة إلى موقف يتسم بالحذر والتروي في ردودها.

من هنا تأتي دعوة أمين حزب الله الشيخ نعيم قاسم إلى فتح صفحة جديدة مع المملكة العربية السعودية، باعتبار أن المعطيات الجديدة التي قرأتها قيادة حزب الله بشكلٍ جيّد، قد تفرض واقعًا لطالما نادى به الحزب، ألا وهو ردع الكيان الصهيوني عن اعتداءاته، سواءً على لبنان أو سوريا أو فلسطين أو أي دولة عربية أخرى. وبحسب المصدر السياسي، حزب الله لا يكنّ العداء إلا للعدو الإسرائيلي، وهو يتطلّع إلى تحصين الوضع العربي ضد التهديدات الإسرائيلية قبل كل شيء، ومن هنا تأتي دعوته إلى توحيد الجهود في وجه العدوان الغاشم. 

 

 

 

"الأنباء الإلكترونية":

في وقت انشغل فيه اللبنانيون بمتابعة الحراك الديبلوماسي المكثف الذي يشهده لبنان بين انتظار وصول الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس المتوقع اليوم، والحراك اللافت للموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان الذي فاحت منه رائحة إيجابية في ما يتعلق بالمساعدات والاستثمارات السعودية في لبنان المشروطة بتحقيق الإصلاحات وحصر السلاح بيد الدولة، كانت المشهدية في قصر المختارة استثنائية، حيث احتشد القياديون والمناصرون والمنتسبون والمنتسبات الجدد في حفل قسم اليمين، في لوحةٍ جسّدت التزامهم بخطّ الحزب ونهجه. المناسبة لم تكن مجرد احتفال تنظيمي، بل عكست عمق الوفاء للمختارة، واستمرارية المسيرة السياسية والوطنية التي أرساها الحزب عبر عقود، لتؤكد أنّ الانتماء يتجدّد مع كل جيل، وأنّ الإرث الحزبي باقٍ في الوجدان والعمل.

جنبلاط: المشوار طويل

وفي المناسبة، توجه رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي النائب تيمور جنبلاط، بكلمة شدد فيها على أن اليوم تبدأ مسيرة كل شخص من المنتسبين الجدد لنُكمل معاً طريق النضال، طريق كلّ من سبق وحمل راية الحزب والعمل المباشر الذين ناضلوا وسقط منهم الشهداء، ولا يزال الحزب مستمر معهم ومعكم بكل أجياله. 

جنبلاط استشهد بقول المعلم الشهيد كمال جنبلاط "إذا كان عليكم أن تختاروا بين الحزب والضمير فاختاروا الضمير"، لافتاً إلى أنّ الكلّ يستخدم هذا القول بشكل خاطئ، أنتم اليوم تختارون حزبكم لأنه أثبت على مدى السنوات أنه صوت الضمير وصوت العقل

ولفت جنبلاط إلى أنَّ الظروف اليوم صعبة والتحديات قاسية، وباختياركم للحزب أنتم تختارون التحدي، تختارون العمل لأجل الخير العمل لأجل المستقبل، الدولة، العدالة الاجتماعية والوطن.

وأضاف أن المشوار طويل سوياً، سنخطئ ونفشل ونخسر، لكننا سنستمر وننهض ونضحي لان هذه هي السياسة في الشرق الاوسط، مذكراً بأن الرئيس وليد جنبلاط كان في السابعة والعشرين من عمره حين تسلّم قيادة الحزب التقدمي الاشتراكي بعد اغتيال كمال جنبلاط، وارتدى عباءة المسؤولية والكرامة والواجب، وكان أول ما فعله على عتبة الأربعين يوماً زيارته إلى الشام ولقائه حافظ الاسد، مضحياً بمشاعره وموقفه السياسي لانه يعي أن الحوار هو الطريقة الوحيدة لحل كل المشاكل السياسية والاجتماعية.

حركة دبلوماسية 

في ظلّ العدوان الاسرائيلي المستمر على لبنان، والذي توسعت رقعته في الأيام الماضية، يشهد الداخل اللبناني حركة دبلوماسية لافتة. فمن  الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس إلى الموفد السعودي الأمير يزيد بن فرحان تتعدد اللقاءات والأوقات، إنما المطالب موحدة والوجهة واحدة.

دعم سعودي

التوقيت البارز لبن فرحان، جاء عبر زيارة رئيس الجمهورية والمعاون السياسي للرئيس نبيه بري النائب علي حسن خليل، ورئيس الحكومة نواف سلام. وما دليل هذه الجولة إلّا اهتمام سعودي وحرص من المملكة على دعم العهد الجديد واستعادة الدولة الآمنة لشعبها، مع التأكيد أن السلاح يجب أن يكون حصريًا بيد الشرعية، وفق ما تفيد مصادر متابعة.

وفي السياق، تشدد المصادر عبر "الأنباء" الإلكترونية على أنَّ مروحة اللقاءات تمحورت بالتزامن مع عودة الدولة إلى لبنان، حول عودة لبنان إلى الحضن العربي أيضاً، إذ إن بن فرحان أكد جهوزية المستثمرين العرب وترقب عودتهم عندما تصبح الأمور في مسارها، على أن تنجز خطة حصر السلاح أولاً، وتطبيق الإصلاحات، إذ إن ما من حديث عن مؤتمرات دعم للبنان ما لم يُنفذ المطلوب منه.

المصادر لفتت إلى أن اللقاءات اتسمت بالإيجابية تحديداً الاتصال مع الرئيس بري وتقدير دوره في المرحلة الأخيرة.

لبنان إلى نيويورك

توازياً، تتجه الأنظار إلى اللقاءات التي سيعقدها رئيس الجمهورية جوزاف عون في نيويورك على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث سيلقي كلمةَ لبنان بهدف حشد الدعمِ والتأييد للموقف الداخلي في ظل الأوضاع التي شهدها البلد وتشهدها المنطقة على حدٍ سواء.

في الإطار، أشارت المعلومات إلى أن كلمة عون ستركز على ضرورة وقف الأعمال العدائية وتطبيق القرار 1701، كما التأكيد أن الجيش اللبناني يقوم بواجبه بالتنسيق مع لجنة "الميكانيزم". 

اجتماع "الميكانيزم" بحضور أورتاغوس

في ظل التفلت الاسرائيلي، والاعتداءات المتواصلة على لبنان، وعلى وقع الرسائل الاسرائيلية النارية، تشارك الموفدة الأميركية مورغان أورتاغوس اليوم الأحد في اجتماع لجنة "الميكانيزم" في الناقورة.

 وكما في المرة السابقة، تعقد أورتاغوس اجتماعات أمنية وعسكرية. ووفق مراقبون، فإن أميركا تبعث برسالة مفادها أن تنفيذ خطة الحكومة لحصر السلاح ما عاد رهن الطبقة السياسية وإنما بات في عهدة الجيش اللبناني، إلّا أن المخاوف من عودة الحرب المدمرة تبقى سيّدة الموقف، لذا فإنَّ المطلوب من اللجنة القيام بمهامها التي شكلت من أجلها وهي منع العدوان، والعمل على تأمين الانسحاب الإسرائيلي حتى الحدود الدولية كما نص الاتفاق.

 

 

 

" الشرق الأوسط":

بينما وسّع الجيش الإسرائيلي هجومه على مدينة غزة، فدمر وهدم مزيداً من الأبنية، وقتل المزيد من الفلسطينيين في سلسلة هجمات، لجأت حركة «حماس» إلى استخدام سلاح «الأسرى» لديها للضغط على إسرائيل، فهددتها «كتائب القسام» التابعة للحركة بخسارة كل أسراها الأحياء والأموات، ملوّحة بأنهم سيلقون مصير الطيار رون آراد الذي أسر في لبنان عام 1986 ثم اختفى.

ويوجد في قطاع غزة 48 أسيراً إسرائيلياً يعتقد أن غالبيتهم موجودون فعلاً في مدينة غزة.

ونشرت «كتائب القسام»، أمس، ما وُصف بأنه «ملصق وداعي» للأسرى الإسرائيليين لديها. وقالت عبر قناتها بمنصة «تلغرام»، في تعليق على الصورة التي نشرتها: «بسبب تعنت (رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو) وخضوع (رئيس الأركان إيال زامير)، صورة وداعية إبان بدء العملية البرية في غزة». وجمع التصميم صوراً لجميع الأسرى الـ48 المتبقين، ومُنح كل منهم اسم «رون آراد» ورقماً.

ورون آراد طيار إسرائيلي سقطت طائرته في أكتوبر (تشرين الأول) عام 1986 في جنوب لبنان، والاعتقاد في إسرائيل أنه توفي في السجن منذ فترة طويلة، في مكان غير معروف.

في غضون ذلك، استعرض الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، في اتصال هاتفي، أمس، نتائج المؤتمر الدولي الرفيع المستوى لتسوية قضية فلسطين بالوسائل السلمية وتنفيذ «حل الدولتين» الذي تترأسه السعودية مع فرنسا.

 

 

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : الصحف اللبنانية