افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الاحد 28 سبتمبر 2025
الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Sep 28 25|07:20AM :نشر بتاريخ
النهار
لم يتبدل شيء يذكر في مشهد الأزمة التي افتعلها "حزب الله " في تظاهرة الروشة وما نشأ عنها من تداعيات في يوم احياء الذكرى السنوية الأولى لاغتيال أمينه العام السابق السيد حسن نصرالله . بل ان الشيء الوحيد الجديد الذي برز من خلال كلمة الأمين العام الحالي للحزب الشيخ نعيم قاسم بدأ بمثابة تكرار للتعنت في موقف التمسك بالسلاح ومهاجمة الحكومة تحت رعاية مباشرة من ممثل ايران في ذكرى اغتيال زعيمه الكبير وسط احتشاد الآلاف حول ضريحه في حارة حريك عصر امس.
واما في الجانب السياسي والأمني الداخلي المتصل بترددات ما بات يصطلح على تسميته في بعض الكواليس بأزمة التقصير حيال ما جرى في الروشة مساء الخميس الماضي ، فان جمودا ساد المشهد امس فيما يستبعد ان يطرأ أي جديد قبل مطلع الأسبوع اذ ان الاثنين ثمة جلسة تشريعية لمجلس النواب وبعدها ينتظر ان يكون اجتماع تقويمي لكل مجريات ما حصل بين رئيس الجمهورية العماد جوزف عون الذي عاد امس من نيويورك ورئيس الحكومة نواف سلام ما لم يعقد هذا الاجتماع اليوم الأحد وفق بعض التقديرات للبحث في آلية معالجة الترددات السلبية التي تركتها على صورة السلطة كلا . ولا تخفي أوساط معنية ان هذه الترددات نالت من صورة السلطة في توقيت حرج للغاية بما يوجب المسارعة إلى تدارك الامر خصوصا ان السلطة كانت تواجه قبل حادث الروشة تداعيات موقف أميركي بدأ يكثف اطلاق الإشارات السلبية في اتجاه المسؤولين فكيف بعد المؤشرات السلبية الإضافية والمؤذية التي تراكمت بفعل انتكاسة السلطة الأمنية في الروشة.
واما خطاب "حزب الله" في ذكرى اغتيال زعيمه فلم يختلف عما دأب عليه يوميا في الأشهر الأخيرة ومنذ قرارات الحكومة المتصلة بحصرية السلاح . وفي الاحتفال الحاشد الذي أقيم امس اعتبر الشيخ نعيم قاسم في كلمته أنّه "منذ انتهاء الحرب ونحن في حالة تسابق بين العدو الذي يعمل لإنهاء المقاومة وبين المقاومة وجيشها وشعبها التي تسير لمنع تحقيق أهداف إسرائيل"، وقال: "استمرت إسرائيل بعدوانها بعد اتفاق وقف إطلاق النار ودعمتها الولايات المتحدة لتحقّق في السياسة ما لم تحقّقه في الميدان". وتوجه قاسم للحكومة: "ارتكبتم خطيئة عندما قررتم نزع سلاح المقاومة فصححوا هذه الخطيئة". واعتبر أنّ الخطر الإسرائيليّ الأميركيّ على لبنان خطر وجوديّ ونزع السلاح يعني نزع القوة تلبية لمطلب إسرائيل ولتحقيق أهدافها ولن نسمح بنزع السلاح وسنواجه بمعرة كربلائية”.
وقال: "حاضرون في أيّ دفاع في مواجهة إسرائيل وإنجازاتنا كانت في حالة تسابق مع المشروع الإسرائيليّ إذ إنّنا استطعنا أن نبقى في الميدان". وأضاف: “يريدون من الجيش اللبنانيّ مقاتلة أهله لكننا نشد على أيدي الجيش في مواجهة العدو”. وطالب بتطبيق اتفاق الطائف "الذي يدعو إلى تحرير الأراضي اللبنانية من الاحتلال الإسرائيليّ إذًا المطلوب أوّلًا التحرير بالاستعانة بالمقاومة.
كما دعا الحكومة إلى "القيام بواجبها بدل التلهي بأمور جانبية ولتتحمل مسؤوليتها في إعادة الإعمار فعليها أن تضع بند السيادة الوطنية على جدول أعمالها”.
واصدر "حزب الله" بيانا منفصلا في الذكرى قال فيه "إنّ قيادة حزب الله تعاهد الشهيد الأسمى والأقدس والأغلى في مسيرتنا المليئة بالتضحيات والشهداء أن تواصل جهادها في مواجهة العدو وإسنادًا لغزة وفلسطين ودفاعًا عن لبنان وشعبه الصامد والشريف.
وإلى المجاهدين الشرفاء وأبطال المقاومة الإسلامية المظفرين والمنصورين وأنتم أمانة السيد الشهيد المفدى، وأنتم إخوانه الذين كنتم درعه الحصينة ودرة تاج البطولة والفداء، إنّ قائدنا سماحة السيد ما زال بيننا بفكره وروحه وخطه ونهجه المقدس، وأنتم على عهد الوفاء والالتزام بالمقاومة والتضحية حتى الانتصار".
ولم تشأ إيران إلا اثبات حضورها المباشر في الذكرى فحط امين المجلس الأعلى للأمن القومي علي لاريجاني في بيروت وتقدم المشاركين في الاحتفال بعدما جال نهارا على عين التينة والسرايا. وبدا لافتا انه تعمد التأكيد علنا ان طهران تقف وراء محاولة "حزب الله " التقارب مع السعودية اذ قال بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري : "أشيد بمبادرة الشيخ نعيم قاسم وادعمها، السعودية دولة شقيقة لنا وهناك مشاورات بيننا وبينها ومثلما قلت اليوم هو يوم التعاون، إذ نحن بمواجهة عدو واحد لذلك فإن موقف قاسم موقف صائب تماماً، أعتقد أن هذه الخطوة هي خطوة في الإتجاه الصحيح لدعم واراحة الشعب اللبناني، حزب الله حركة أصيلة في لبنان والعالم الإسلامي وما يهمه هو رفاهية الشعب اللبناني، وهو يمثل سداً منيعاً أمام الكيان الإسرائيلي، ويضحي بنفسه من أجل راحة الناس، لذلك فإن أي تطور سياسي يأتي في سياق دعم الشعب اللبناني ورفاهيته وتقدمه فنحن نرحب به" . ورداً على سؤال حول الدور الذي يمكن أن تلعبه ايران في تقريب وجهات النظر بين السعودية و"حزب الله" وعما قاله الموفد الاميركي توم باراك عن تدفق الأموال للحزب، أجاب لاريجاني "أعتقد أن هذا الموقف صدر عن السيد توم باراك بسبب الغضب ربما ولا تنسوا أنه غضب في لبنان مرة سابقاً، لكن في ما يتعلق بالتقارب بين حزب الله والسعودية إننا نعتبر ان كان هناك تعاونا وتقاربا بين الجانبين فهذا موقف صحيح، وذلك بسبب وجود عدو مشترك، فضلاً عن ذلك فإن السعودية دولة مسلمة وحزب الله هو حركة اسلامية اصيلة، ولذلك يجب أن لا تكون هناك خلافات بين الجانبين تصل الى مرحلة فجوة أو الشرخ بين الطرفين".
وفي السرايا حيث التقى والوفد المرافق، رئيس الحكومة نواف سلام شدّد سلام على أنّ "استقامة العلاقات اللبنانية – الإيرانية ينبغي أن تقوم على أسس الاحترام المتبادل لسيادة كل من الطرفين وعدم التدخل في الشؤون الداخلية".
في الاثناء، بقيت ترددات تظاهرة الروشة تتفاعل سياسيا، وحضرت ضمنا، في المواقف الرئاسية، من ذكرى اغتيال نصرالله وصفي الدين. فقد دعا رئيس الجمهورية العماد جوزف عون، الذي عاد امس الى بيروت من نيويورك، إلى ان تكون الذكرى، مناسبة للتأكيد على أن "حماية التضحيات التي يقدمها أبناء هذا الوطن، على اختلاف انتماءاتهم والوفاء لها ، لا تكون إلا بوحدة الموقف، والتفاف الجميع حول مشروع الدولة الواحدة، القوية، العادلة. ذلك إن الأخطار التي تتهدد لبنان اليوم، من أمنية وسياسية واقتصادية، لا يمكن التصدي لها إلا من خلال التكاتف الوطني، والابتعاد عن الانقسام، والتأكيد أن لا حماية حقيقية إلا تحت سقف الدولة اللبنانية، التي وحدها تمتلك الشرعية، ووحدها تضمن الأمان لجميع اللبنانيين، من دون تمييز أو تفرقة". وأعرب الرئيس عون عن أمله في "أن تكون هذه الذكرى الأليمة محطة للتلاقي، ولترسيخ الإيمان بأن لا خلاص للبنان إلا بدولة واحدة، وجيش واحد، ومؤسسات دستورية تحمي السيادة وتصون الكرامة. حمى الله وطننا من كل شر".
من جانبه، قال الرئيس نبيه بري في كلمة وجدانية، متوجها لنصرالله والشهداء: "لا نهايات أنتم البدايات، معنا ستبقون حتى آخر النهايات من اجل حفظ لبنان ودرء الفتن عنه وصون كرامة الإنسان فيه وحماية السلم الأهلي هو أفضل وجوه الحرب مع الشر المطلق إسرائيل".
ولكن رئيس "التيار الوطني الحر" النائب جبران باسيل لم يفوت فرصة التصويب على الحكومة قائلا " نحن أمام سلطة عاجزة في ملف السيادة وأكبر برهان ما حصل في الروشة، فكان بالحري بكم إما أن تقبلوا بأن هذه الصخرة لكل اللبنانيين ولهم الحق أن يعكسوا أي صورة يريدونها عليها ويضعون صور كل شهداء لبنان أو أن تكونوا عند كلمتكم. وأضاف: وضعتم أنفسكم في موقف حرج وتريدون أن ترموا فشلكم على الجيش بوضعه بمواجهة شعبه، عالجوا المشكلة ولا ترموا فشلكم على الجيش. طالبنا بورقة حكومية لبنانية لكنهم خضعوا لورقة خارجية واتخذوا قرارا غير قادرين على تنفيذه".
الأنباء الالكترونية
يعيش البلد أسابيع حرجة مع تصاعد وتيرة الضغوط الدولية عليه للدفع نحو تنفيذ قرار حصر السلاح، في حين يتصلّب موقف حزب الله أكثر، مدعوماً بقرار إيراني بالعودة إلى الساحة اللبنانية من بوابة إعادة تعويم "الحزب" كورقة لا يزال يعتبرها رابحة على طاولة المفاوضات.
المواجهة بين "الحزب" والحكومة قد لا تنتهي عند مشهد الروشة، في حين تتجه الأنظار، بحسب معلومات جريدة الأنباء الالكترونية، إلى موقف رئيس الحكومة نواف سلام مطلع الأسبوع، حيث لا مواعيد على جدول أعمال السراي يوم الاثنين، بحجة التزام سلام بالجلسة التشريعية المرتقبة.
إلا أن المعلومات تؤكد أن رئيس الحكومة مصرّ على إعادة الاعتبار للقرار الرسمي الذي كُسر يوم الجمعة.
عامٌ على الاغتيال
بالتزامن، شكلت ذكرى مرور عام على اغتيال الأمين العام السابق لحزب الله السيد حسن نصرالله، فرصة جديدة لجمهوره للتعبير، بعد أشهر صعبة دفع خلالها "الحزب" فاتورة غالية على مستوى حضوره العسكري والميداني، والأضرار الكبيرة التي خلّفتها الحرب الأخيرة من دمار واغتيالات.
فقد شخصت الأنظار، السبت، إلى الاحتفال الرسمي الذي أقامه حزب الله حيث شكل الحدث الأبرز على الساحة الداخلية، بمشاركة لافتة لأمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني وشخصيات سياسية وحزبية وسط حشد شعبي واسع.
وخلال المناسبة أطلق الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم سلسلة مواقف تصعيدية وعالية اللهجة، مواكبةً للمرحلة، بالقول: لن نترك الساحة ولن نسلم السلاح، لافتاً إلى أن حزب الله يعيش زمن الانتصارات العظيمة.
وتوجه قاسم للحكومة قائلاً ارتكبتم خطيئة بنزع سلاحنا، محذراً من أن السفينة ستغرق بالجميع.
بين لاريجاني وبراك
وبالتزامن مع ذكرى نصرالله، حط لاريجاني في بيروت بقصد المشاركة في إحياء الذكرى، حيث كانت لقاءات مع رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام. وأشاد لاريجاني بمبادرة قاسم تجاه السعودية، لافتاً إلى مشاورات بين البلدين في هذا الصدد، واصفاً موقف قاسم بالصائب تماماً لدعم وإراحة الشعب اللبناني.
تصريحات لاريجاني قابلتها مواقف عدّة أطلقها المبعوث الأميركي توم برّاك، لافتاً إلى أن اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرمه لبنان يتضمن شروطا لم تتحقق حتى الآن، مشيراً إلى أنّ لبنان يقول إن إسرائيل لا تلتزم بالاتفاق وإسرائيل تقول نفس الشيء والمشكلة أنهما لا يتحاوران".
ورأى برّاك أن المشكلة تكمن في أن إسرائيل ترى أن اتفاق وقف إطلاق النار لا ينفذ وأن حزب الله يعيد بناء قدراته، مشدداً على أن إذا أراد اللبنانيون دولة واحدة وجيشًا واحدًا فعليهم نزع سلاح حزب الله ومنع نشوب حرب أهلية.
مقدّرات "الحزب"
وفي قراءة لواقع "الحزب" بعد عام من الاغتيال، استذكر العميد المتقاعد ناجي ملاعب ما حصل منذ السابع والعشرين من أيلول 2024، لافتاً إلى أنَّ عملية البيجر قضت على الكثير من الإداريين ومن لوجستيات الحزب ما أعاق عمله بشكل كبير، رغم الحديث عن انه تعافى وعاد إلى موقعه مبدئياً.
ملاعب أشار في حديث لجريدة "الأنباء" الإلكترونية إلى اغتيال قادة الحزب على المستويات الثلاثة، ثمَّ العملية البرية واستبسال المقاومة أمام العدو، ما جعلها تفقد الكثير من قادتها وعناصرها ومازال هناك تحت الركام عدد من المفقودين لم يعرف مكانهم بعد.
وفي الإطار، شدد ملاعب على رسالة إسرائيل الواضحة، باعتبارها حققت أمناً استباقياً مهماً وكبيراً بفضل الدول الغربية، وما وضعته بين أيديها من عمليات تجسس ومخابرات، لافتاً إلى أن هذا الوضع أوصل حزب الله إلى ما آلت إليه الأمور، إلّا أنَّ تشييع نصرالله أثبت أن الحزب لا يزال على متسوى من التنظيم ولازالت بيئته موجودة وتثق به، وبالتالي فهذا المشهد خذل كل من اعتقد أن حزب الله انتهى. أمّا المحطة الأخرى فكانت الانتخابات البلدية حيثُ أثبت الثنائي أن صدقه ومصداقيته مع البيئة الشيعية وعلاقته القوية والمتماسكة معها، ركيزة أساسية لوفائها، وكانت المبادرة بالمقابل عبر إرسال 1200 مهندس إلى كل من الجنوب والضاحية والبقاع للكشف على المنازل والتعويض على المتضررين فيما الدولة لم يكن باستطاعتها سوى فتح الطرقات، كما أنه لم يلحق بالموازنة أي بند يتعلق بملف إعادة الإعمار.
المحور انتهى ولكن!
وفي وقتٍ، شكل خطاب قاسم تحدياً واضحاً لقرارات الحكومة الأخيرة بما يتعلّق بحصرية السلاح، لفتَ ملاعب إلى الجمع الذي شارك في المناسبة، إذ يبدو أن البيئة فعّلت أن يكون هذا الخطاب قوياً لهذه الدرجة، فالحضور القوي والتنظيم منحا الثقة لقاسم بالتحدي، مشيراً إلى أن حزب الله بما تبقى لديه من أسلحة ومن إرادة، أصبحَ خارج الخدمة ودوره انتهى، وفي حال لم يسلم السلاح للدولة فهو يغامر بشكل كبير.
وإذ رأى ملاعب أن محور المقاومة انتهى، لكن رأس المحور لا يزال يحتفظ بأسلحة تزعج إسرائيل، ذكر ان من سلح حزب الله، ومن يحتفظ بالاسلحة ومن يفعّل هذه الاسلحة هي إيران، وكل ما تفعله أميركا تحديداً وإسرائيل هو سلوك طريق القضاء على أي تهديد مستقبلي لإسرائيل.
ملاعب تطرق إلى مشاركة لاريجاني، لافتاً إلى أن زيارته اليوم كما سابقاتها، إذ ما لم يتم التوصل إلى انهاء الوضع القائم بين إيران وأميركا فلا أمل من فتح كوة دبلوماسية، وشهدنا خطاب نعيم قاسم بنفس الاتجاه، وهكذا سيبقى طالما أن الامور لم تتغير بين الولايات المتحدة وإيران.
الديار
بينما وُضعت معالجة تداعيات حادثة الروشة في عهدة الاجهزة الامنية والقضائية بعد الاجتماع الوزاري الموسّع في السراي، أرخت ذكرى استشهاد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله بظلالها على الساحة المحلية، حيث اتجهت الانظار الى الاحتفال الذي اقامه حزب الله في المناسبة، في الضاحية الجنوبية، والى الكلمة التي القاها الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم، وما تضمنته من مواقف كان أبرزها إعلانه ان المقاومة تعافت «جهادياً».
كل ذلك، في وقت وصل الى بيروت للمشاركة في ذكرى نصرالله وخلفه السيد هاشم صفي الدين، أمينُ المجلس الاعلى للأمن القومي الايراني علي لاريجاني، حيث أشاد، قبيل ساعات من دخول العقوبات الأممية على ايران حيز التنفيذ مجددا، بمبادرة حزب الله تجاه السعودية، مؤكدا ان «الحزب لا يحتاج الى مساعدة من احد».
رحيل السيد
لا يُستشهد القادة بل يُخلّدون في الذاكرة، والسيد حسن نصر الله، أمين عام حزب الله السابق، هو نبراس المقاومة وصوت الحقّ الذي لم يخضع. وبعيدًا عن السياسية، رسّخ السيد نصر الله صورة «القائد الرمز»، حيث جسّد خطابُه أيقونةً شعبيةً في عيون أنصاره، وخصمًا لا يُمكن تجاوزه في نظر خصومه. وبدل أن يُنهي اغتياله هذه الصورة، حوّلها إلى حالة وجدانية حيّة، تتجدّد مع كل استحضار لخطاباته ورمزيته الحاضرة في كل مناسبة وطنية.
في ذكرى استشهاده، تستذكر جريدة الديار وقوفه الشامخ في وجه الغطرسة، وقيادته الحكيمة التي وحّدت الشعب خلف سلاح المقاومة. دمه الطاهر سقى تراب لبنان حريّة وعِزّة، وصوته ما زال يصدح: «لن نركع».
وفي هذه المناسبة الحزينة، أصدر رئيس مجلس النواب نبيه بري بيانًا رثى فيه السيد حسن نصر الله بكلامٍ مؤثّر جدًا. ومما قاله الرئيس برّي: «في يوم رحيلك أنت كما أنت... كما كل الشهداء، ضمائر حية توقظون أرواحنا من جديد... لنصحو أكثر وحدة وأملاً... وعشقاً أكبر للأرض وللوطن والهوية للإنسان وللبنان... للحق والحرية ولفلسطين، اليس السيد المسيح (عليه السلام) مشى درب الجلجلة من هناك فكانت قيامته قيامة للأمل والرجاء؟». وأضاف، «أيها الكربلائي الذي إستنهض من دم الحسين وصبر زينب (عليهما السلام) اليقين كل اليقين... نعم أيها الأسمى في الحياة والشهادة... والأصدق في القول، والأوضح في الموقف، والأنبل في التضحية والوفاء، لقد فزت بالحسنيين النصر والشهادة، وأسقطت بشهادتك الأقنعة عن الوجوه وقد «رُفعت الأقلام وجفت الصحف». وختم بالقول «سلام عليكم حيث أنتم، نشهد أنكم قد اديتم الامانة، وجاهدتم في الله حق الجهاد حتى أتاكم اليقين من ربكم شهادة ولا أسمى أحياء عند الله ترزقون، والى جوار الانبياء والاولياء وحسن أولئك رفيقا».
ولحظة إستشهاد السيد حسن نصر الله أي في الساعة السادسة وواحد وعشرين دقيقة مساءً، تمّ إضاءة الشموع ورُفعت صور السيد نصر الله في الضاحية وعدد من المناطق، في مشهد رمزي يراد له إعادة التذكير بالحدث الذي غيّر مسار المعادلة الداخلية والإقليمية.
عون – سلام:
صراع مراكز القوة
هذا وبالعودة الى الأزمة التي اندلعت بعد فعالية اضاءة صخرة الروشه والصراع الذي نشب بين رئيس الحكومة نواف سلام ورئيس الجمهورية بالوكالة عبر وزير الدفاع. والردّ الرئاسي على رئيس الوزراء نواف سلام جاء من خلال مكتب وزير الدفاع الوطني اللواء ميشال منسى الذي أصدر بيانًا جاء فيه: «إن المهمة الوطنية الاساسية التي يضطلع بها الجيش اللبناني دائما هي درء الفتنة ومنع انزلاق الوضع الى مهاوي التصادم وردع المتطاولين على السلم الاهلي وترسيخ دعائم الوحدة الوطنية. لقد بذل الجيش اللبناني الدماء والارواح والاصابات والاعاقات في سبيل الارض والعلم والكرامة وشرف الانتماء لهذا الوطن ولم ينتظر شكوراً ولا زهوراً من أحد، لكن كرامة عسكرييه وضباطه الفخورين الجسورين الميامين تأبى نكران الجميل وتأنف التحامل الظالم وتأسف لالقاء تبعات الشارع على حماة الشرعية والتلطي وراء تبريرات صغيرة للتنصل من المسؤوليات الكبيرة. إن للجيش اللبناني وطناً يصونه ورئيساً يرعاه وقائداً يسهر عليه وشعباً يحبه ويرى فيه الامل الباقي بعد الله ولبنان».
على كل الأحوال، تُشير المعلومات إلى أن هذا الخلاف تمّ إستيعابه من خلال وساطة عملت على تقريب وجهات نظر الفريقين مع التركيز على عدم ترك المجال لتفاعل الاحداث سلبياً.
كلمة قاسم
فقد أشار الأمين العام لـ»حزب الله» الشّيخ نعيم قاسم، في كلمته خلال الحفل المركزي الّذي اقامه الحزب، إحياءً للذّكرى السّنويّة الأولى لاغتيال الأمينَين العامَّين السّابقَين لـ»حزب الله» السيّدَين حسن نصرالله وهاشم صفي الدين ورفاقهما، إلى أنّ «رحيل السيّد نصرالله مفجع، لكنّ نوره ساطع. غادر الدّنيا مكانًا فأشرق عليها عليائه، وكان القائد فأصبح ملهمًا للقادة».
وقال قاسم بأنّه «بعد الاتفاق إلى الآن، مرّت عشرة أشهر، كنّا خلالها في حالة تسابق: العدو يسير مع من يؤيّده بسرعة من أجل تحقيق هدفه مجدّدًا، والمقاومة وشعبها وجيشها والّذين يؤيّدونها يسيرون أيضًا بسرعة معيّنة، من أجل أن تمنع إسرائيل من تحقيق هدفها، ومن أجل أن ترمّم وضعها».
وركّز على أنّهم «ساروا في هذا الاتجاه: ضغط عسكري، ضغط سياسي، ضغط اجتماعي، وبكلّ الوسائل، حتى تحريك أدوات الدّاخل في لبنان، من أجل أن يهزموا هذه المقاومة الّتي استطاعت أن تقف على رجليها».
ورأى قاسم أنّ «حزب الله عَلَمٌ في بناء الدّولة، وحضور قوي وواثق. لدينا حضور اجتماعي مهم في مساعدة النّاس على المستوى الصّحي والتربوي والاجتماعي ومعالجة الفقر، وكلّ هذا يبرز حالة تماسك عظيم مع النّاس. كما حصل لدينا التعافي الجهادي. نحن نتقدّم، ونُرمّم، وحاضرون لأيّ دفاع في مواجهة العدو الإسرائيلي».
ودعا الحكومة إلى أن «تقوم بواجبها، بدل أن تتلهى بأمور جانبيّة قشريّة لا قيمة لها. فلتقم الحكومة بواجبها، وخاصّة بإعادة الإعمار، وأن تضع في الموازنة موازنةً للإعمار، مهما كانت قليلة ومهما كانت بسيطة. يجب أن تفتح الباب وأن تنطلق، وبعدها من خلال التبرّعات ومن خلال الدّول ومن خلال وسائل مختلفة نستطيع أن نحقّق الإعمار».
جولة لاريجاني
وقبيل الذكرى التي شارك فيها رئيسُ الحكومة نواف سلام ممثلا بوزير العمل محمد حيدر، حط لاريجاني في بيروت وجال على عين التينة والسراي. وقال بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري ردا على سؤال: أشيد بمبادرة الشيخ نعيم قاسم وادعمها، السعودية دولة شقيقة لنا وهناك مشاورات بيننا وبينها ومثلما قلت اليوم هو يوم التعاون، إذ نحن بمواجهة عدو واحد لذلك فإن موقف قاسم موقف صائب تماماً، أعتقد أن هذه الخطوة هي خطوة في الإتجاه الصحيح لدعم واراحة الشعب اللبناني، حزب الله حركة أصيلة في لبنان والعالم الإسلامي وما يهمه هو رفاهية الشعب اللبناني،وهو يمثل سداً منيعاً أمام الكيان الإسرائيلي، ويضحي بنفسه من أجل راحة الناس، لذلك فإن أي تطور سياسي يأتي في سياق دعم الشعب اللبناني ورفاهيته وتقدمه فنحن نرحب به.
ورداً على سؤال حول الدور الذي يمكن أن تلعبه ايران في تقريب وجهات النظر بين السعودية و»حزب الله» وعما قاله الموفد الاميركي توم باراك عن تدفق الأموال للحزب، أجاب لاريجاني «أعتقد أن هذا الموقف صدر عن السيد توم باراك بسبب الغضب ربما ولا تنسوا أنه غضب في لبنان مرة سابقاً، لكن في ما يتعلق بالتقارب بين حزب الله والسعودية إننا نعتبر ان كان هناك تعاون وتقارب بين الجانبين فهذا موقف صحيح، وذلك بسبب وجود عدو مشترك، فضلاً عن ذلك فإن السعودية دولة مسلمة وحزب الله هو حركة اسلامية اصيلة، ولذلك يجب أن لا تكون هناك خلافات بين الجانبين تصل الى مرحلة فجوة أو الشرخ بين الطرفين».
بعدها توجه لاريجاني الى السراي حيث التقى والوفد المرافق، الرئيسَ سلام. وقد جرى استعراض آخر المستجدات في المنطقة والعلاقات الثنائية بين البلدين، حيث شدّد سلام على أنّ استقامة العلاقات اللبنانية – الإيرانية ينبغي أن تقوم على أسس الاحترام المتبادل لسيادة كل من الطرفين وعدم التدخل في الشؤون الداخلية.
الرئيس عون
في الاثناء، بقيت تطورات الروشة تتفاعل سياسيا، وحضرت وإن في صورة غير مباشرة، في المواقف الرئاسية، من ذكرى اغتيال نصرالله وصفي الدين، فقد دعا رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، الذي عاد الى بيروت آتيا من نيويورك، إلى ان تكون الذكرى، مناسبة للتأكيد على أن «حماية التضحيات التي يقدمها أبناء هذا الوطن، على اختلاف انتماءاتهم والوفاء لها ، لا تكون إلا بوحدة الموقف، والتفاف الجميع حول مشروع الدولة الواحدة، القوية، العادلة. ذلك إن الأخطار التي تتهدد لبنان اليوم، من أمنية وسياسية واقتصادية، لا يمكن التصدي لها إلا من خلال التكاتف الوطني، والابتعاد عن الانقسام، والتأكيد أن لا حماية حقيقية إلا تحت سقف الدولة اللبنانية، التي وحدها تمتلك الشرعية، ووحدها تضمن الأمان لجميع اللبنانيين، من دون تمييز أو تفرقة». وأعرب الرئيس عون عن أمله في «أن تكون هذه الذكرى الأليمة محطة للتلاقي، ولترسيخ الإيمان بأن لا خلاص للبنان إلا بدولة واحدة، وجيش واحد، ومؤسسات دستورية تحمي السيادة وتصون الكرامة. حمى الله وطننا من كل شر».
جلسة تشريع
وعشية جلسة تشريعية الاثنين المقبل، سيغيب عنها قانون الانتخاب وتعديلاته المطروحة من قبل 61 نائبا، قال باسيل «ان المنتشرين حصلوا على حقّهم بالانتخاب في عهد الرئيس العماد عون، داعياً إلى عدم انتزاع حقّهم بنواب الانتشار، فيما أسف عضو اللقاء الديمقراطي النائب بلال عبدالله «لعدم ادراج قانون الانتخاب على جدول أعمال الجلسة التشريعية».
خطة ترامب لإنهاء الحرب في غزّة
إلى هذا كشفت وسائل إعلام أميركية وإسرائيلية تفاصيل خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب المكوَّنة من 21 بنداً، والتي تهدف إلى إنهاء الحرب في قطاع غزة وتهيئة الأرضية لقيام دولة فلسطينية مستقبلية. وأشارت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» إلى أن الخطة عُرضت مؤخراً على عدد من الدول العربية والإسلامية، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك. ولفتت الصحيفة إلى أن الخطة تمثّل انعطافاً لافتاً في موقف إدارة ترامب، إذ تدعو الفلسطينيين إلى البقاء في غزة خلافاً لما أثاره ترامب في شباط الماضي حين تحدّث عن نيّة واشنطن «السيطرة على القطاع» وإعادة توطين سكانه خارجه.
وتشمل الخطة سلسلة إجراءات سياسية واقتصادية وأمنية، من بينها وقف العمليات العسكرية الإسرائيلية، تبادل الأسرى، تشكيل حكومة فلسطينية انتقالية، إطلاق عملية إعادة إعمار واسعة للقطاع، واتخاذ خطوات تمهيدية نحو إقامة دولة فلسطينية. ورغم أن بعض بنود الخطة قد تبدو جذابة للفلسطينيين خاصة تلك المرتبطة بإعادة الإعمار والرؤية المستقبلية للدولة، إلا أنها تحوي على شروط صعبة منه
نزع سلاح حماس واستبعادها من أي دور حكومي.
صندوق النقد والإرادة السياسية
على الصعيد الاقتصادي، تُشير المصادر الاقتصادية إلى أن الاتفاق مع صندوق النقد الدولي لا يزال بعيدًا. وهذا ما يؤكّده أحد النواب في مجالسه الخاصة إذ يعتبر أن قطوع قانون الفجوة المالية هو قطوع كبير ومن الممكن الوقوع في أزمة سياسية على فترة ستّة أشهر من الانتخابات النيابية. ويُضيف النائب أن المزايدات ستكون العامل البارز في المرحلة المُقبلة خصوصًا أن الثمن السياسي قد يكون باهظًا لمن تؤول له نفسه من النواب التصويت على قانون قد يؤدّي إلى شطب الودائع.
الشرق الأوسط
رفض أمين عام «حزب الله»، نعيم قاسم، تسليم سلاحه للدولة اللبنانية، قائلاً في الذكرى السنوية لاغتيال سلفه حسن نصر الله: «لن نسمح بنزع السلاح، وسنواجه مواجهة كربلائية لأنَّنا في معركة وجودية».
وأحبط تصعيد قاسم الجهود اللبنانية والدولية العازمة على تنفيذ حصرية السلاح بيد المؤسسات الشرعية، إذ رأى أنَّ «الخطر الإسرائيلي - الأميركي على لبنان، خطر وجودي على المقاومة ولبنان»، لافتاً إلى أنَّ نزع السلاح «يعني نزع القوة تلبيةً لمطلب إسرائيل وتحقيق أهدافها».
وأكَّد أنَّ لبنان «نفّذ ما عليه من القرار 1701، فلتُنفّذ إسرائيل ما عليها»، مُطالباً الحكومة اللبنانية بالتراجع عن قرارها بـ«حصرية السلاح».
وأتت تصريحات قاسم على وقع زيارة قام بها أمين عام المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي لاريجاني، إلى بيروت للمشاركة في الذكرى، فالتقى على هامشها برئيس البرلمان نبيه بري، ورئيس الحكومة نواف سلام الذي كرّر أمامه رغبة لبنان «بعلاقات احترام متبادل».
وقالت مصادر لبنانية لـ«الشرق الأوسط»، إنَّ سلام ردّ على المسؤول الإيراني الذي أبدى «رغبة بتحسين العلاقات وتطويرها»، بقوله: «نحن أيضاً نريد تحسينها، لكن في كل مرة تزورنا تسبقك تصريحات إيرانية فيها تدخّل بالشأن اللبناني، ولا يُفهم منها رغبة في تطويرها».
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا