الأنباء: إسرائيل تنتقل من التهديد إلى التنفيذ.. مساعٍ دولية لتجنب الحرب

الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Nov 25 25|09:57AM :نشر بتاريخ

 تراقب الأوساط السياسية الداخلية بحذر شديد سياسة التصعيد الإسرائيلية التي دخلت مرحلة جديدة باستهدافها الضاحية الجنوبية مجدداً واغتيال رئيس أركان “حزب الله” هيثم الطبطبائي، والتي ترى بعض المصادر فيها خرقاً للخطوط الحمر التي جرى إعادة رسمها بمسعى أميركي بعد قرار الحكومة سحب السلاح غير الشرعي من كامل الأراضي اللبنانية وتكليف الجيش اللبناني تنفيذ قراراتها وإيداعها تقريراً شهرياً عن مراحل تنفيذ خطته. وتعتبر المصادر أن العملية تحمل رسائل عدّة سياسية وأمنية في وجه المبادرة الأخيرة التي أطلقها رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون في كلمة الاستقلال حين جدّد تعهده العمل على حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية، داعياً المجتمع الدولي إلى التدخل لوقف هجمات إسرائيل المتواصلة منذ وقف إطلاق النار في 27 نوفمبر 2024. وكررت إسرائيل ما سبق أن فعلته قبل أسابيع عندما طرح الرئيس عون مبادرته التفاوضية، فكان جوابها بالنار عبر قصف عنيف طال البقاع والجنوب. والآن، بعد يومين من إطلاق مبادرته لوضع حل مستدام للأزمة مع إسرائيل وتثبيت الاستقرار، أتى الرد مرة جديدة بضرب الضاحية الجنوبية.

فرنسا قلِقة
في هذا السياق، وعشية استقبال الخارجية الفرنسية وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي لإجراء مباحثات متعددة الأبعاد، ومن ضمنها الملف اللبناني وسلاح “حزب الله”، أعربت السفارة الفرنسية في بيروت عن قلقها “البالغ من الضربة الإسرائيلية التي استهدفت بيروت الأحد، مما يزيد من خطر التصعيد، في سياق يشهد أصلاً توترات شديدة”، وفق ما جاء في بيان مقتضب نُشر على حساب السفارة عبر منصة “إكس”.

وزير الخارجية المصري في بيروت
في المقابل، يصل إلى بيروت اليوم وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي للقاء المسؤولين، استكمالاً للمسعى الذي كان بدأه قبل أسابيع رئيس الاستخبارات المصرية، اللواء حسن رشاد، سعياً إلى التهدئة وعدم التصعيد.

مصادر سياسية مطلعة رأت في اتصال مع “الأنباء” أن اغتيال الطبطبائي في وسط الضاحية الجنوبية يشير إلى أن إسرائيل “أنهت مرحلة التهديد والوعيد، وأطلقت مرحلة التنفيذ العملي والفعلي للتصعيد الذي تلوّح به منذ أسابيع”، ردًّا على ما تقول إنه “حزب الله يعيد بناء قدراته العسكرية، ولبنان الرسمي لا يردعه ولم يُلزمه بتفكيك هيكليته العسكرية كما جاء في اتفاق وقف النار”.

واعتبرت المصادر أن اغتيال الطبطبائي يلبي مطالب الولايات المتحدة التي تضعه على لائحة الإرهاب والملاحقة، وبالتالي فإن تلك العملية ستزيد من الضغط الأميركي على لبنان لا العكس، وهذا يعزز عودة واشنطن لتأييد مطالب إسرائيل وخياراتها: إمّا “نزع سلاح الحزب قبل التفاوض”، أو “توسّع الحرب والضربات قبل التفاوض”.

وأضافت: “لا يمكننا أن نضمن إسرائيل. يوم أول من أمس أبلغوا لجنة الميكانيزم أنهم سينفذون العملية، وأن طابعها محصور باغتيال الشخصية المستهدفة، لكن في ظل كل الوقائع والتصريحات المتصاعدة، لا يمكن الحسم بما سيكون عليه الوضع في المرحلة المقبلة، خصوصاً أن حزب الله يزيد من تشدده وتصعيده”.

وأشارت إلى أن كلمة رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله، علي دعموش، خلال تشييع الطبطبائي، لم تخرج عن السقف السياسي الذي يعلنه الحزب، مؤكدة أنهم ليسوا معنيين بأي طرح أو مبادرة قبل وقف الاعتداءات والاستباحة والتزام العدو الإسرائيلي بموجبات اتفاق وقف إطلاق النار. وأضافت أن تجديد دعموش رفض تسليم سلاح الحزب أو التراجع عن خيارات المقاومة لا يعني بالضرورة أن الحزب سيقوم بالرد على عملية اغتيال الطبطبائي.

رئيس الأركان الإسرائيلي يتفقد الجبهة الشمالية
وفي سياق التصعيد المستمر، تفقّد رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير منطقة الفرقة 210 خلال تمرين مفاجئ في المنطقة للتعامل مع حادث طارئ ومفاجئ، بحسب ما نشره المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي. واطلع زامير على “الاستعدادات على الحدود اللبنانية”، وأوعز بالحفاظ على الجاهزية العملياتية المتزايدة في ضوء “عملية القضاء على قائد أركان حزب الله”. وقال زامير: “المنطقة ساخنة، والتأهب في ذروته”.

وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأن الجيش يواصل الاستعداد لما يُعرف بـ “جولة إضعاف” حزب الله، ويكثّف الهجمات ضد تعاظم قدرة الحزب وإعادة تأهيله. وأعلنت الإذاعة أن الجيش قرّر تعزيز منظومة الدفاع الجوي في الشمال ورفع مستوى الجهوزية بشكل كبير.

وأوضحت أنه بعد تقييمات الوضع، قدّر المختصون عدة احتمالات لردّ “حزب الله”، منها إطلاق رشقات صاروخية نحو الجبهة الداخلية، أو محاولة التسلل إلى داخل إسرائيل، أو نحو مواقع الجيش الإسرائيلي داخل لبنان، أو تفعيل الحوثيين لعملية ضد إسرائيل، نظراً إلى قرب هيثم الطبطبائي من الحوثيين.

وتوازياً، صرّح مصدر أمني إسرائيلي بأنه يمكن إضعاف “حزب الله” بشكل كبير لسنوات طويلة بقتال لأيام فقط، مؤكداً أن حكومة لبنان لن تقوم بمهمة إضعاف الحزب، وأن إسرائيل “لن تنتظر”، معتبراً أنه إذا لم تُضعف إسرائيل “حزب الله” قبل نهاية العام، فسيفاجئ تل أبيب في توقيته. وشدّد على أن جولة الإضعاف يجب أن تُنجز قبل نهاية العام.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : جريدة الأنباء الالكترونية