البناء: الاحتلال يغتال أبو علي طبطبائي أحد أبرز قادة المقاومة بعدوان استهدف الضاحية

الرئيسية صاحبة الجلالة / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Nov 25 25|10:12AM :نشر بتاريخ

نفذ جيش الاحتلال عدواناً إجرامياً على ضاحية بيروت الجنوبية استهدف أحد أبرز قادة المقاومة هيثم طبطبائي (أبو علي) بواسطة غارة شنتها طائرات مسيّرة على شقة في شارع معوض في منطقة حارة حريك، وتعتبر العملية أول استهداف للضحية منذ شهر حزيران الماضي، وأول استهداف لشخصية من الصف القياديّ الأول للمقاومة منذ اتفاق وقف إطلاق النار، وفيما حملت الغارة رسالة تصعيدية في سياق التهديدات المتواصلة من واشنطن وتل أبيب بحرب شاملة يشنها الاحتلال ما لم تقم الدولة اللبنانية بنزع سلاح المقاومة، بالرغم من ترابط الخطوات المتبادلة التي نص عليها اتفاق وقف إطلاق النار والتزم به لبنان كدولة ومقاومة، بينما لم ينفذ الاحتلال أي بند من بنود الاتفاق، وبقي يواصل الاعتداءات وعمليات التوغل ويوسّع نطاق احتلاله داخل الأراضي اللبنانية، وفق اعترافات اليونيفيل التي وثقت أكثر من 7000 خرق إسرائيلي لاتفاق وقف إطلاق النار، أكدت الدولة اللبنانية على لسان رئيس الجمهورية أن «استهداف الكيان الإسرائيلي للضاحية الجنوبية من بيروت بالتزامن مع ذكرى الاستقلال، يمثل «دليلاً جديداً على عدم اكتراث «إسرائيل» بالدعوات المتكررة لوقف اعتداءاتها على لبنان، ورفضها تطبيق القرارات الدولية وكل المساعي والمبادرات المطروحة لوضع حد للتصعيد وإعادة الاستقرار ليس فقط إلى لبنان بل إلى المنطقة بأسرها». مضيفاً «إن لبنان، الذي التزم بوقف الأعمال العدائية منذ ما يقارب سنة، وقدّم المبادرة تلو المبادرة، يجدد دعوته للمجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته والتدخل بقوة وجدية لوقف الاعتداءات على لبنان وشعبه، منعاً لأي تدهور يُعيد التوتر إلى المنطقة من جهة، وحقناً لمزيد من الدماء من جهة أخرى».

الضغط على لبنان للتنازل عن موقفه الداعي لتطبيق الالتزامات الإسرائيلية وفقاً لنص اتفاق وقف إطلاق النار، يتم بالتزامن مع تصاعد لهجة الحرب والتهديد بما يقول الأميركيون للبنانيين إن كلفته سوف تكون أعلى من كلفة الحرب الأهلية التي يخشاها لبنان إذا استجاب للطلبات الأميركية، بينما يتساءل لبنانيون آخرون يتقدّمهم الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، عما إذا كان التفاوض ونزع السلاح سوف يفتحان الطريق للانسحاب الإسرائيلي، ويضيف آخرون أن مبرر السؤال يزداد في ضوء النتائج العكسية التي تقولها التجربة السورية المماثلة في تلقي الاعتداءات الإسرائيلية دون سلاح مقاومة ورغم السير بالتفاوض.

المقاومة التي لم تجب على سؤال كيفية تعاملها مع الرد على العملية، قالت بلسان رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله الشيخ علي دعموش، إن المقاومة غير معنية بأي مبادرات جديدة أو طرح جديد، قبل تنفيذ «إسرائيل» موجباتها التي نصّ عليها اتفاق وقف إطلاق النار، بوقف الاعتداءات وتحقيق الانسحاب، بينما كان الاحتلال يعلن عن إجراءات وقائية في شمال فلسطين المحتلة تحسباً لما وصفه الاحتلال بالتحسب لفرضية الرد.

وشيّع حزب الله وجمهور المقاومة القائد الجهادي الكبير السيد هيثم علي الطبطبائي (أبو علي) ورفاقه الشهداء الذين ارتقوا جرّاء الغارة «الإسرائيلية» الغادرة التي استهدفتهم في الضاحية الجنوبية لبيروت.

وقال رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله، الشيخ علي دعموش في كلمة خلال مراسم التشييع في الضاحية الجنوبية «إن السيد أبو علي كان يتواجد في أي مكان يُطلب منه أن يكون فيه، لأنه نذر حياته للمقاومة. كان يقتحم الموت بالموت، ولم يتعب يوماً من حمل السلاح في مواجهة العدوان». وأكد أنّه «من أبرز القادة الجهاديين الذين أداروا معركة أولي البأس بكلّ شجاعة واقتدار».

وشدّد الشيخ دعموش على أن العدوّ «الإسرائيلي» «اغتال أبو علي لينال من عزيمة المقاومة وإرادتها، لكن هذا الهدف لن يتحقق»، موضحاً أنّ المقاومة «جماعة تنتمي إلى عقيدة إيمانية وهوية وطنية وتاريخ عريق في النضال، ولن تتراجع أمام التضحيات».

وأكد أنّ الشهيد الطبطبائي «لطالما تحسّر شوقاً للّحاق بالشهداء الذين سبقوه»، وأن دماءه ودماء رفاقه «ستزيد المقاومة صلابة وثباتاً في مواجهة العدوان واستشهاد القائد أبو علي لن يُعيد المقاومة إلى الوراء أو يثنيها عن استكمال ما بدأه الشهيد القائد ولن يدفعنا للاستسلام أبداً، بل إنّ دم الشهداء سيزيدنا عزماً وإرادة وتمسكاً بصوابيّة القرار لأننا من أتباع الإمام الحسين (ع)»، وأوضح أنّ استشهاد القائد أبو علي لن يُعيد المقاومة إلى الوراء أو يثنيها عن استكمال ما بدأه الشهيد القائد ولن يدفعنا للاستسلام أبداً، وأن المقاومة لديها مَن يستطيع تولي المسؤوليات أيّاً تكن التضحيات.

ورأى الشيخ دعموش أنه «من واجب الدولة حماية مواطنيها وسيادتها، وعلى الحكومة وضع خطط لذلك ورفض الإملاءات والضغوط الخارجية»، مشدداً على أنّ «كلّ التنازلات التي قدّمتها إلى الآن الحكومة لم تثمر ولم تؤدّ إلى أي نتيجة ولسنا معنيين بأي طروحات طالما أن العدوّ لا يلتزم باتفاق وقف إطلاق النار».

وتوجّه الشيخ دعموش للعدو بالقول: «على الصهاينة أن يبقوا قلقين لأنهم ارتكبوا خطأً كبيراً، معاهداً الشهداء باستكمال الطريق الذي بدأوه والبقاء في الميدان».

ويطلّ الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم في 27 تشرين الحالي بمناسبة مرور عام على اتفاق وقف الأعمال العدائية. ووفق معلومات «البناء» فإنّ الشيخ قاسم سيحدد خلال الخطاب موقف الحزب من اغتيال القيادي الطبطبائي والخيارات المتاحة وكيفية المواجهة والردّ، ويرسم طبيعة المرحلة المقبلة والأخطار المحتملة على لبنان والمنطقة.

وكان حزب الله نعى في بيان، الشهيد الطبطبائي، «لقد منّ الله عليه بوسام الشهادة الرفيع، وإن شهادته العظيمة ستضفي ‏أملاً وعزيمة وقوة لإخوانه ‏المجاهدين وإصرارّا على متابعة الطريق، كما كان في حياته مصدر ‏قوة وإلهام لهم. وسيحمل ‏المجاهدون دمه الطاهر كما حملوا دماء كلّ القادة الشهداء، ويمضون ‏قدماً بثبات وشجاعة ‏لإسقاط كل مشاريع العدو الصهيونيّ وراعيته أميركا».‏

وأشارت مصادر سياسيّة مطلعة على موقف المقاومة لـ»البناء» إلى أن عملية الاغتيال أكان المكان وحجم القيادي المستهدف، يحمل رسائل عدة كسر خط أحمر (استهداف الضاحية الجنوبيّة في منطقة سكنيّة ومن دون إنذار)، وبالتالي فرض قواعد اشتباك جديدة، ورسالة لحزب الله بأنه سيبقى ضمن دائرة النار ولن يستطيع حماية قياداته ولا بيئته ولن تسمح «إسرائيل» بأن يعمل الحزب على الترميم في بيئة أمنية آمنة، والرسالة الثالثة ردّ بالنار على الدولة اللبنانيّة بعد أقلّ من 48 ساعة على خطاب رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون ومبادرته حول التفاوض لإنهاء الاحتلال ووقف العدوان وحصرية السلاح بيد الدولة، وتريد «إسرائيل» القول إنها غير معنية بأي مبادرة أو تفاوض ولا وقف الحرب والضربات قبل تنازل لبنان والرضوخ لشروطها الأمنية والسياسية.

ورغم أهميّة الضربة من الوجهة الأمنية والاستخبارية، غير أن المصادر رأت أن الضربة لها وظيفة سياسية لا عسكرية، لأنّ «إسرائيل» تدرك أنّ اغتيال القيادات لن يغير الواقع ولن يؤدي إلى استسلام الحزب، لأنّ هناك آلاف القيادات التي تمتلك الخبرة والتجربة والمخوّلة تسلّم مواقع ومناصب قيادية كبيرة، لكن الهدف سياسيّ، هو دفع الدولة اللبنانية وتحت ضغط استمرار الضربات، على اتخاذ قرار بسحب السلاح، كما حصل في قراري 5 و7 آب الماضي، وبالتالي الصدام مع المقاومة.

وشدّدت المصادر على أنّ المقاومة تدرس كافة الخيارات بميزان من ذهب ولن تنجرّ خلف مخطّطات الاحتلال الذي لا يحتاج إلى ذريعة لشن عدوان كبير على لبنان، ولذلك ردّ المقاومة المزيد من الصبر والصمود واستيعاب الصدمات واستكمال عملية الترميم، وإحباط الهدف السياسيّ للغارات والضربات، وعدم الانجرار إلى صدام مع الدولة بل المزيد من تنسيق الخطوات معها لكيفيّة مواجهة الخطر والعدوان الإسرائيلي، والعمل على تضييق مساحة الاختلاف مع الدولة إلى الحد الأقصى.

وأثارت عملية الاغتيال أجواء تشاؤميّة في شمال فلسطين المحتلة أعادت معها أجواء حرب العام الماضي، إذ أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بأنّه تمّ فتح الملاجئ في بلدات على الحدود مع لبنان بسبب التوتر إثر عمليّة اغتيال القائد العسكري في حزب الله هيثم الطبطبائي.

وأعلن جيش الاحتلال أن رئيس الأركان ايال زامير تفقد أمس منطقة الفرقة 210 خلال تمرين مفاجئ في المنطقة للتعامل مع حادث طارئ ومفاجئ. وتابع البيان أن رئيس الأركان «اطلع على الاستعدادات على الحدود اللبنانية وأوعز بالحفاظ على الجاهزيّة العملياتيّة المتزايدة في ضوء عملية القضاء على قائد أركان حزب الله». وكان جيش الاحتلال أعلن بدء مناورات على مستوى قيادة الأركان للتعامل مع حالة حرب.

وأوضح مصدر أمني إسرائيلي أنّ «جولة الإضعاف لحزب الله يجب أن تُنجز قبل نهاية العام»، مشيراً إلى أنّ «حكومة لبنان لن تقوم بهذه المهمة، ولن ننتظر». ورأى المصدر أنه «إذا لم نضعف حزب الله قبل نهاية العام فسيفاجئنا في التوقيت»، لافتاً إلى أنه «يمكن إضعاف الحزب دراماتيكيّاً لسنوات طويلة بقتال لأيام فقط».

في المواقف الدوليّة، اعتبرت وزارة الخارجية الفرنسية «أن الضربة الإسرائيلية في بيروت أمس، تعزّز مخاطر التصعيد بالمنطقة»، وشدّدت على أهمية اللجوء إلى آلية مراقبة وقف إطلاق النار بين «إسرائيل» ولبنان.

في غضون ذلك، يصل وزير الخارجية المصرية بدر عبد العاطي إلى بيروت اليوم لاستكمال المسعى المصري الذي كان بدأ بزيارة رئيس الاستخبارات المصرية إلى لبنان منذ أيام.

ووفق مصادر دبلوماسية عربية لـ»البناء» فإنّ التحرك المصري جاء بناء على شعور القيادة المصرية بخطر كبير على لبنان من العدو الإسرائيلي، والبحث عن سبل تفاوضية دبلوماسية لتفادي أي عدوان كبير على لبنان، ومساعدة الدولة اللبنانية على إيجاد الحل للواقع الحالي. لكن المصادر لفتت إلى أنّ مصر لا تملك العصا السحرية والأمر يحتاج إلى تعاون كافة الأطراف. ونفت المصادر وجود مبادرة مصرية متكاملة كما أشيع في الإعلام، بل اقتراحات طرحتها على الجانبين اللبناني والإسرائيلي، وتنتظر الردّ عليها وستستكمل وساطتها على هذا الأساس.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : البناء