افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الأربعاء 26 نوفمبر 2025
الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Nov 26 25|09:28AM :نشر بتاريخ
"النهار":
عشية مرور ذكرى سنة كاملة، غداً، على سريان "اتفاق وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل" في 27 تشرين الثاني 2024، بدا لبنان في ذروة مرحلة يحفها الغموض والقلق، وسط تصاعد المخاوف من جولات حربية جديدة أو عملية واسعة لا تزال كل مؤشراته تنذر اللبنانيين بأن صفحة الحروب لم تطو بعد. ولعل مقاربة رئيس الحكومة نواف سلام لما وصفه بتصعيد حرب الاستنزاف من طرف واحد عكست حالة السلطة السياسية تحت هذه الظروف. ومع ذلك، ربما تكون الأجواء التي بدأت تدخلها البلاد استعداداً للزيارة التاريخية التي سيقوم بها البابا لاوون الرابع عشر للبنان من الأحد إلى الثلاثاء المقبلين، عامل تخفيف كبيراً للقلق والمخاوف وتطوراً دافعاً بقوة نحو إحلال الاستقرار والسلام وفق ما تسود الآمال العريضة معظم اللبنانيين، على صعوبة وتعقيد تحقيق هذه الآمال. ومع ذلك بدأ “مزاج” اللبنانيين بالتبدل أمس، في ظل إبراز الاستعدادات لزيارة البابا من جهة، والساعات الماطرة بل الفيضان المطري الذي أغرق قبل الظهر بيروت ومداخلها وضواحيها بفعل العواصف الرعدية وكثافة الأمطار وسرعة الرياح التي هبّت لأقل من ساعات، كانت كفيلة بإغراق الطرق بالمياه وتحويل مناطق كثيرة إلى بحيرات عائمة، ما أدى إلى زحمة سير خانقة على مختلف الطرق في فترة قبل الظهر.
وفي غضون ذلك، ظلت تداعيات عملية اغتيال إسرائيل القائد العسكري الأول والرجل الثاني في "حزب الله" قائد أركانه هيثم الطبطبائي الأحد، وما يمكن أن يعقبها من تصعيد إسرائيلي ضد لبنان، ترخي بظلالها على الساحة اللبنانية. وترقبت الأوساط المعنية وصول وزير الخارجية المصرية بدر عبدالعاطي إلى بيروت، في إطار المساعي الدولية لمنع تدهور الوضع العسكري، في حين قال وزير الخارجية الألمانية أنه "يجب دعم الحكومة اللبنانية لنزع سلاح "حزب الله".
وبدا لافتاً ما كتبه الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط عبر حسابه على "أكس" قائلاً: "كفانا إملاءات أميركية او إيرانية على حساب وحدتنا الداخلية، وكفانا حسابات سياسية ضيقة" .
ولم يخفِ رئيس الحكومة نواف سلام أن لبنان يتعرض لحرب استنزاف. وهو عقد مؤتمراً صحافياً في مرفأ بيروت الذي تفقده أمس، وذكر بدايةً ضحايا انفجار مرفأ بيروت وتمنّى أن تتحقّق العدالة قريبًا، وقال: "أنا آخر من سيتدخّل في عمل القضاء، ولكن هذا حقّ الضحايا وحقّنا جميعًا في أن نرى العدالة في أقرب وقت".
وعما إذا كان حان الوقت لاستئناف العمل في ملف انفجار المرفأ، أجاب: "لا يمكن القول إنّ القضاء متوقّف، فهو يقوم بعمله. صحيح أنّه مرّ بفترة تعطّل، لكن منذ تولّي حكومتنا نوفّر كل الدعم الذي يطلبه القضاء لاستمرار التحقيق في انفجار مرفأ بيروت. ولا أعرف متى ينتهي التحقيق، لكنّي أتمنى، أنا وأهالي الضحايا، أن تكون العدالة قريبة، وقريبة جدًا".
أما في ما يتعلّق بالوضع في الجنوب، فأوضح أنّ للحكومة خطة وضعها الجيش اللبناني، ويتم تنفيذها شهرًا بعد شهر بناءً على التقارير التي يتقدّم بها الجيش، مؤكدًا استمرار التعاون مع القيادة العسكرية. وأشار إلى أنّه التقى أول من أمس بقائد الجيش لأكثر من ساعة وبحثا في هذا الموضوع. وفي ما يخصّ الاعتداء الإسرائيلي الأخير على الضاحية الجنوبية لبيروت، قال "إنّ من الواضح أنّ إسرائيل تعتمد خطًّا تصعيديًا"، مضيفًا: "لقد قلت أمس إنّنا سنعمل على حشد المزيد من الدعم العربي والدولي لوقف هذه الاعتداءات وللعمل على الانسحاب الإسرائيلي".
وعن خطة طوارئ في حال نشوب الحرب، قال: "نحن في حالة حرب تتصاعد وتيرتها، وقد اتّخذت طابع حرب الاستنزاف من طرف واحد. ونحن نتّخذ الاحتياطات لمواجهة أي عمليات تصعيد، وكل ما قد ينجم عنها على الصعد الإنسانية والاجتماعية وغيرها".
وفي المقلب الآخر من المشهد السياسي، توقعت مصادر نيابية وسياسية مطلعة أن ينفجر لغم قانون الانتخاب بعد زيارة البابا للبنان. ولفتت إلى أن احتقاناً واسعاً يسود مختلف القوى السياسية حيال ما آلت إليه عملية استهلاك الوقت ومنع إحالة مشروع قانون الحكومة لتعديل قانون الانتخاب، ما ينذر بانفجار سياسي وشيك.
وفي هذا السياق، بدا لافتاً أن رئيس لجنة الإدارة والعدل النائب جورج عدوان وزّع انتقاداته أمس على رئيسي مجلس النواب والحكومة، غامزاً من قناة اتهامهما بالتواطؤ على تأخير إرسال مشروع الحكومة إلى المجلس. وقال عدوان، إنه "بعدما أرسلت الحكومة مشروع قانون معجّل، بات الرئيس نبيه برّي ومجلس النواب مسؤولين عن أيّ خلل بموعد الانتخابات". وقال: "كنّا نأمل إحالة مشروع القانون المعجّل بشأن الانتخابات على الهيئة العامة مباشرةً وليس بعد 20 يوماً، وهذا يظهر كم كان نواف سلام متحمساً للموضوع". وأضاف عدوان: "النّهج الجديد ليس إلا استمرارية للنّهج القديم وعدم احترام مسار العجلة يُعرقل التحضير للانتخابات".
واعتبر أن "الحملة على غير المقيمين تهدف لمنعهم من التصويت وهذا أمر غير عادل أضعه بين أيدي جميع اللبنانيين، والتأخير الذي حصل من قبل سلام وبرّي ومجلس النواب يجب أن يدفع الجميع إلى بذل كلّ الجهود لتغيير النّهج القائم".
أما في الاستعدادات الناشطة لزيارة البابا، فأعلنت اللجنة الرسمية المنظمة للزيارة أمس، الترتيبات الأمنية والتنظيمية والإعلامية في مؤتمر صحافي عقدته في قصر بعبدا. وعرض رئيس أركان لواء الحرس الجمهوري العميد الركن مارون إبراهيم، الإجراءات الأمنية والتنظيمية الخاصة بالقداس البابوي في الواجهة البحرية، فأوضح أن وسط بيروت سيشهد اقفالاً تدريجياً للحركة المرورية وذلك وفق مراحل، كما عرض خطة نقل المشاركين إلى القداس البابوي. وعرض رئيس شعبة العلاقات العامة في قوى الأمن الداخلي العميد جوزف مسلم الترتيبات الأمنية المرافقة للزيارة، والجدول الزمني لمحطاتها. وعرض رئيس مكتب الإعلام في رئاسة الجمهورية، ورئيس اللجنة الإعلامية للزيارة رفيق شلالا الترتيبات الإعلامية، وأوضح أن مهلة تسجيل الإعلاميين قد انتهت في العشرين من الشهر الجاري، وبلغ عدد الإعلاميين المسجلين 1350 إعلامياً بين محررين ومصورين وتقنيين من لبنانيين وعرب وأجانب، ولفت إلى أن المركز الإعلامي للزيارة سيكون في فندق فينيسيا، وقد تم تجهيزه بمختلف التقنيات المطلوبة.
"الأخبار":
العدوان الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية الأحد الماضي، واغتيال القائد العسكري في حزب الله، الشهيد علي الطبطبائي، أعادا إلى الواجهة هواجس الأوساط السياسية من دخول لبنان في مربّع التهديد الأعلى. وقد عبّر رئيس مجلس النواب، نبيه بري، عن هذه المخاوف أمس، بقوله إنّ «استهداف حارة حريك، تطوّر شديد الخطورة يبيّن أن لا ضمانات حقيقية لحماية بيروت وضاحيتها».
وبحسب معلومات «الأخبار»، لم تُسجَّل في الساعات الماضية أي تطوّرات على مستوى الاتصالات، بانتظار ما سيكشف عنه وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، الذي وصل إلى بيروت أمس، ويبدأ اليوم جولة على الرؤساء الثلاثة، إضافة إلى اجتماع طلب عقده مع قيادة حزب الله. ويُشار إلى أنّ الوفد المرافق له لا يضمّ أي شخصية من المخابرات المصرية، خلافاً لما أُشيع.
وفي هذا السياق، تبلّغت الجهات الرسمية مساء أمس، موعد زيارة جديدة للموفدة الأميركية، مورغان أورتاغوس إلى بيروت، في اليوم التالي لانتهاء زيارة البابا. وأفادت مصادر متابعة بأنّ «الكلام الأميركي مع لبنان الرسمي متوقّف حالياً، وأنّ كلمة السرّ للمرحلة المقبلة سيتبلّغها الرئيس جوزاف عون، من السفير الأميركي المعيّن حديثاً ميشال عيسى، الذي نُقِل عنه أنه سيشدّد على أنّ واشنطن، تنتظر تنفيذ القرارات التي اتّخذتها الحكومة في 5 آب الماضي، وأنّ التنفيذ بالنسبة إلى الإدارة الأميركية أهمّ من القرار نفسه، وأنّ الموقف الأميركي حاسم ولا تراجع عنه».
في موازاة ذلك، تلقّى رئيس الجمهورية أمس، رسالة تهنئة من نظيره الأميركي، دونالد ترامب، بمناسبة عيد الاستقلال، عبّر فيها عن تطلّعه إلى «تعميق الشراكة بين الولايات المتحدة ولبنان»، مشيداً بـ«القرارات الشجاعة التي اتّخذتها الحكومة»، ومؤكّداً رغبته في «تعزيز التعاون بين البلدين بينما نسعى معاً إلى بناء مستقبل أكثر إشراقاً للأجيال المقبلة».
وتأتي هذه الرسالة في ظلّ تصاعد الضغوط الأميركية - الإسرائيلية على لبنان، وتزايد التصريحات التي تنتقد المؤسسة العسكرية والدولة اللبنانية لعدم حسمهما «المهمّة الموكلة إليهما» بنزع سلاح المقاومة. وفي هذا الإطار، يؤكّد مطّلعون أنّ «الرسالة بروتوكولية لا أكثر، شأنها شأن الرسائل التي تلقّاها عون من عدد من الدول، وآخرها من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي»، محذّرين من «منحها حجماً إعلامياً مبالغاً فيه أو اعتبارها مؤشراً إيجابياً على تبدّل النظرة الأميركية تجاه لبنان».
وبحسب المصادر، فإنّ عون «كان يشكو قبل ساعات من وصول الرسالة من عدم تلقّيه أي جواب أميركي على مبادرته الأخيرة»، مضيفةً أنّ «المعطيات المتوافرة تشير إلى أنّ إسرائيل غير معنية بالتفاوض أو الوصول إلى حلّ».
وفي موازاة ذلك، تواصلت موجة التهويل الخارجي باتجاه لبنان. إذ اعتبر وزير خارجية ألمانيا، يوهان دافيد فاديفول، أنّ «ما تقوم به إسرائيل ضدّ حزب الله، يندرج في إطار الدفاع المشروع عن النفس». ولفت، في أثناء مؤتمر صحافي في عمّان مع وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، إلى «ضرورة دعم الحكومة اللبنانية لنزع سلاح حزب الله». من جهته، شدّد الصفدي على أنّ «هناك اتفاقاً لوقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، وعلى جميع الأطراف الالتزام به»، مؤكّداً أنّ «على إسرائيل احترام سيادة لبنان ووقف خروقاتها وتوغّلها داخل أراضيه».
واللافت هو النشاط المكثّف للدبلوماسيين الأجانب في بيروت، والذي يأخذ طابع التهويل الفعلي. فبينما تخلو اللقاءات الرسمية للسفراء من أي حديث مباشر عن خطورة الوضع، تحمل الجلسات الأهمّ، تلك التي تُعقد بعيداً عن الإعلام، معطيات بالغة الحساسية.
وآخر ما تسرّب في هذا السياق ما نُقل عن السفير البريطاني في لبنان هايمش كاول، بأنّ «الأجواء في إسرائيل سلبية جدّاً، وكانت هناك تحضيرات لتوجيه ضربة كبيرة إلى لبنان قد لا تقتصر على أهداف تابعة لحزب الله»، وهو أثار بلبلة واسعة لدى أوساط سياسية سارعت إلى جمع المعلومات، خصوصاً أنه تلاقى مع «تحذيرات على شكل نصائح» نقلتها المنسّقة الخاصة للأمم المتحدة جانين بلاسخارت، ومفادها أنّ «إسرائيل، في حال تعرّضها لعمليات من جانب حزب الله، قد تقدم على ضربة واسعة تستهدف مراكز تابعة للدولة اللبنانية وليس حزب الله وحده».
وعلمت «الأخبار» من مصادر دبلوماسية، أنّ الأميركيين «يتعمّدون ضخّ الأخبار المتعلّقة بالوضع الأمني»، وهم أنفسهم من يكرّر القول إنّ «إسرائيل، حصلت على تفويض أميركي - غربي يتيح لها القيام بما تراه مناسباً لمواجهة تهديدات حزب الله». وبحسب المصادر، تبحث إسرائيل في «احتمال شنّ حملة جوّية واسعة جدّاً على لبنان، تكون أشدّ وأقسى ممّا جرى في السابق»، وأنّ المسألة باتت مسألة وقت فقط، وأنّ الاعتبار الوحيد القابل للتأثير حالياً هو موعد زيارة البابا إلى لبنان.
وبحسب ما يُنقل عن الجانب الأميركي، فإنّ إسرائيل «قدّمت إلى جميع الأطراف المعنيّة بملف لبنان معلوماتٍ استخبارية مُحدَّثة ومدعّمة بالأدلّة، تُظهر أنّ حزب الله، نجح في منع الجيش اللبناني من تنفيذ مهمة نزع سلاحه»، وأنّ الحزب «يسير بوتيرة متسارعة في إعادة بناء قدراته العسكرية، ويصنّع المسيّرات والصواريخ في مواقع مختلفة داخل لبنان».
وفي السياق نفسه، تشير مصادر دبلوماسية إلى أنّ «أحداً في العالم لم يُصدم بعملية الاغتيال التي نُفّذت في بيروت الأحد الماضي»، مؤكّدة أنّ إسرائيل «تحظى بضوءٍ أخضر لتنفيذ عمليات تستهدف تحييد كل من تراه خطراً على أمنها وسكان شمالها، حتى لو كان الهدف يقع في بيروت».
"الجمهورية":
فيما غرقت شوارع بيروت وضاحيتها الجنوبية في «أول شتوة» وتسببت سيولها بإغلاق أنفاق وبعضها تسرّب إلى مبنى وزارة العمل في الشياح، فإنّ البلاد تتّجه إلى أن تشهد سيولاً سياسية، تؤسس لها جملة من التطورات المحلية والإقليمية والدولية، في الوقت الذي اكّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب لرئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، «انّ لبنان موجود على مفترق طرق تاريخي، مع فرصة لرسم مسار نحو مزيد من الاستقرار والازدهار الاقتصادي للبنان وشعبه». مشيداً بـ»القرارات الشجاعة التي اتخذتها هذه الحكومة»، ومتطلعاً «إلى تعميق الشراكة بين بلدينا، بينما نسعى معاً لبناء مستقبل أكثر إشراقاً للأجيال القادمة». وفي سياق الحراك الداخلي، يُنتظر ان يزور النائب علي حسن خليل الرياض، موفداً من رئيس مجلس النواب نبيه بري، الذي كان أوفده أخيراً إلى طهران.
فقد تلقّى الرئيس عون أمس برقية تهنئة بعيد الاستقلال من ترامب قال فيها: «بالنيابة عن شعب الولايات المتحدة، أتقدّم بأصدق التهاني لكم ولشعب لبنان بمناسبة الذكرى الثانية والثمانين لاستقلال بلدكم. يُجسّد هذا اليوم احتفاءً بالتاريخ الغني للبنان، وثقافته النابضة، وروح شعبه المتأصلة. إنّ لبنان موجود على مفترق طرق تاريخي، مع فرصة لرسم مسار نحو مزيد من الاستقرار والازدهار الاقتصادي للبنان وشعبه. وأشيد بالقرارات الشجاعة التي اتخذتها هذه الحكومة، وأتطلع إلى تعميق الشراكة بين بلدينا بينما نسعى معاً لبناء مستقبل أكثر إشراقاً للأجيال القادمة».
كذلك تلقّى الرئيس عون برقية تهنئة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أشار فيها إلى «انّ العلاقات بين روسيا ولبنان تتسم تقليدياً بطابع ودّي». وقال: «أنا على ثقة بأنّها ستستمر في التطور لمصلحة شعبينا، ولمصلحة تعزيز الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الاوسط. وأود أن اؤكّد انّ روسيا لا تزال ثابتة في دعمها لسيادة لبنان وسلامة اراضيه ووحدته الوطنية، وتعتبر أي تدخّل خارجي في الشؤون الداخلية لبلدكم امراً غير مقبول».
المبادرة المصرية
وفي خضم استمرار التصعيد الإسرائيلي الذي يتصاعد حيناً ويخف أحياناً، تستمر الحركة السياسية الديبلوماسية ناشطة في اتجاه لبنان ومحلياً، ومع عواصم القرار الإقليمية والدولية المهتمة بالشأن اللبناني لمنع انزلاق الوضع إلى الحرب التي تهدّد بها إسرائيل. وفي هذا الإطار تندرج زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الذي وصل إلى بيروت مساء أمس، ليبدأ اليوم جولته على المسؤولين اللبنانيين، في زيارة تأتي بعد المقترحات التي كان حملها إلى لبنان قبل أسابيع مدير المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد، على أن يبحث فيها وتُبحث فيها القاهرة لاحقاً مع الجانب الإسرائيلي.
وبُعيد وصول عبد العاطي، تلقّى عون اتصالاً من نظيره المصري عبد الفتاح السيسي، هنأه فيه بالذكرى الـ82 للاستقلال، مجدّداً له «دعم جمهورية مصر العربية للبنان وتضامن الشعب المصري مع الشعب اللبناني الشقيق في الظروف الراهنة التي يمّر فيها».
ويُرتقب اليوم أن تتركّز الأنظار سياسياً إلى المحادثات التي سيجريها عبد العاطي مع المسؤولين اللبنانيين، حيث انّها ترتدي أهمية خاصة، نظراً إلى التوقيت والسياق السياسي اللذين تتمّ خلالهما. وأشارت المعلومات المتوافرة من مصادر ديبلوماسية، إلى أنّ الوزير المصري يحمل ورقة للنقاش مع أركان السلطة والقوى السياسية كافة، وقد تشمل «حزب الله» أيضاً، وهي تشكّل استكمالاً للأفكار التي حملها قبل فترة رئيس المخابرات المصرية اللواء حسن محمود رشاد، بل هي تأطير لها في مبادرة متكاملة.
ويراهن لبنان الرسمي على هذه المبادرة لمواجهة الاحتمالات التصعيدية الإسرائيلية التي باتت مرجحة في المرحلة المقبلة، ويجري التمهيد لها بحملة سياسية وإعلامية شرسة ضدّ «حزب الله» والحكومة اللبنانية، كما ظهرت ملامحها في توسيع عمليات الإستهداف لتشمل ضاحية بيروت الجنوبية مجدداً، من خلال اغتيال القيادي في «الحزب» هيثم علي الطبطبائي.
خليل إلى الرياض
إلى ذلك، ومن معادلة «الرجعة إلى الوراء امر مستحيل»، من هذه المعادلة ينطلق مصدر سياسي بارز في توصيف المرحلة، ويقول لـ«الجمهورية»: «أصبحت كل اللعبة على المكشوف والوقائع الميدانية تغيّر الخيارات وتفرض إعادة تموضع حساسة ودقيقة، فالمنطق يقول إنّ هناك فريقاً سياسياً في لبنان أصبح في موقع حرج، لكنه مستمر في المواجهة ولن يقبل الاستسلام، صحيح انّه فَقَد أوراق قوة كبيرة، لكن هذا لا يعني انّه انتهى، او يمكن تجاوزه في صياغة الحلول». ويكشف المصدر «انّ التطور المستجد يكمن في انّ النقاش اصبح متقدّماً جداً مع الأطراف السياسية المعنية، وانّ الأفكار جارٍ تطويرها بالمباشر، على أساس مقاربات مختلفة كلياً عن أي مرحلة سابقة، وهذا ما استدعى زيارة النائب علي حسن خليل المعاون السياسي لرئيس مجلس النواب نبيه لطهران، والذي يستعد في الخطوة التالية لزيارة الرياض، في استكمال لنقاش جدّي بدأ يتطور في محاولة للخروج من المراوحة القائمة ومبنية على تعزيز عمق العلاقات العربية، خصوصاً مع الطائفة الشيعية».
ويؤكّد المصدر «انّ حزب الله ليس بعيداً من هذه الأفكار، خصوصاً انّه سبق أن مدّ يده للحوار مع المملكة العربية السعودية، كما انّ إيران لن تعرقل، على العكس، ستلعب دوراً بارزاً في هذا السياق». اذ يؤكّد المصدر «انّ الأمور إذا ما سارت في شكل صحيح ونيات سليمة، فإنّ الحل يمكن ان يسبق التصعيد الكبير المحتمل الذي يهدّد به العدو».
الرئيس القبرصي
في غضون ذلك، يزور الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس لبنان اليوم، وقال لوسائل إعلام قبرصية أمس، إنّ زيارته ستتضمّن الإعلان عن «مسألتين مهمّتين»، موضحًا أنّه سيكشف عنهما من بيروت مباشرة، من دون الخوض في التفاصيل بسبب «حساسية سياسية» تحيط بالملفّين.
وامتنع خريستودوليدس عن توضيح طبيعة الخطوات المرتقبة، ما يرفع منسوب التكهنات حول ما تحمله الزيارة، سواء على مستوى التعاون الثنائي أو الملفات الإقليمية المرتبطة بشرق المتوسط.
«الجيش قوي»
في غضون ذلك، قال قائد الجيش العماد رودولف هيكل في جلسة حوارية مع الطلاب في جامعة الروح القدس – الكسليك لمناسبة عيد الاستقلال «إنّ رسالة الجيش هي حماية لبنان أرضاً وشعباً وهويةً، وتأمين الأمن لجميع أبنائه، باعتباره مقوّماً أساسياً لبقاء الوطن».
وشدّد هيكل على أهمية الوحدة والتضامن بين اللبنانيين لتجاوز الظروف الصعبة، داعياً الشباب إلى الإيمان بلبنان والالتفاف حول مؤسساته. وقال: «الجيش قوي ولا خوف عليه، وهو قادر على الصمود في وجه العواصف، ويضع نصب عينيه الدفاع عن لبنان بكل مكوّناته. والمؤسسة العسكرية تنظر بعين واحدة إلى جميع اللبنانيين، وتؤدي واجبها بشفافية واحتراف رغم التضحيات الكبيرة».
وتفاعل قائد الجيش مع أسئلة الطلاب التي تطرقت إلى الهواجس الوطنية والشبابية والمستقبل الاقتصادي والأمني، فشدّد على «الدور الحيوي للجيل الجديد في بناء مستقبل أفضل للبنان».
أورتاغوس و«الميكانيزم»
في هذه الأثناء، أبلغت مصادر رسمية مطلعة إلى «الجمهورية»، انّه من المحتمل أن تزور مورغان أورتاغوس لبنان قريباً. واشارت إلى انّ اورتاغوس قد تأتي للمشاركة في الاجتماع المقبل للجنة «الميكانيزم»، مستبعدة ان تكون لها لقاءات مع المسؤولين السياسيين الكبار، علماً انّها لم تطلب بعد أي مواعيد، اقلّه حتى الآن.
تغريم وزراء اتصالات
من جهة ثانية، للمرّة الاولى بتاريخ ديوان المحاسبة، وبقرار جريء، أصدرت الغرفة الأولى في ديوان المحاسبة برئاسة القاضي عبد الرضا ناصر وعضوية القاضيين محمد الحاج وجوزف كسرواني، حكماً هو الأول من نوعه في تاريخ الجمهورية، بفرضه عقوبات مالية مشدّدة على عدد من وزراء الاتصالات السابقين، ملزماً إيّاهم بردّ مبالغ ضخمة إلى الخزينة عبر سندات تحصيل بلغت 36.5 مليون دولار، مع احتمال إضافة نحو 20 مليون دولار أخرى تبعاً لنتيجة الدعوى المتعلقة بمبنى قصابيان. وتكمن أهمية القرار في التحوّل الذي أحدثه في دور الديوان، إذ انتقل من مرحلة إعداد التقارير ورفعها إلى المجلس النيابي إلى ممارسة سلطته القضائية مباشرة بحق الوزراء.
وشكّل هذا الحكم محطة مفصلية غير مسبوقة في مسار الرقابة المالية في لبنان، بعدما بقيت المسؤولية السياسية في لبنان بمنأى عن أيّ مساءلة فعلية وحاسمة.
وفي تفاصيل الحكم، حدّد ديوان المحاسبة الضرر المحقق الذي تحمّلته الخزينة نتيجة صفقة «قصابيان» بنحو 10.8 ملايين دولار حتى 28 آذار 2023. وأشار إلى احتمال ارتفاع الخسائر إذا ثبت وجود تكاليف إضافية لم تُكشف بعد، ومنها أتعاب المحامين في الدعاوى الجارية.
وأظهر تقرير «دار الهندسة» أنّ المبنى المستأجر غير صالح للاستعمال، و«غير آمن»، وهو ما يناقض ما ورد في العقد من أنّ «ميك 2» عاينت العقار معاينة نافية للجهالة. وقد تمّ إنفاق 10.8 ملايين دولار دون أيّ منفعة، فضلاً عن تكاليف إضافية لم تُحتسب مثل الضرائب والرسوم ومصاريف التقاضي.
إلى ذلك، تبيّن أنّ مبنى الباشورة لم يكن منجزًا عند توقيع عقد الإيجار، رغم أنّه صنّف «Core and Shell»، ولم تجر أيّ مناقصات لاستكماله، وكانت أسعار التجهيزات أعلى بنسبة 20% من أسعار السوق. أمّا عقد الشراء الذي وافق عليه شقير، فقد حدّد ثمنه دون الاستعانة بالخبراء أو مراجعة السجلات العقارية. وتمّ تحرير العقد بنسخة واحدة محفوظة لدى محامي الجهة البائعة، وهو نفسه محامي عقد الإيجار. كذلك تبيّن وجود رهونات على المبنى لمصلحة «فرنسبنك» بقيمة 73.7 مليون دولار، وأنّ «ميك 2» سدّدت مبالغ مرّتين بين الإيجار والشراء. وتوقفت الشركة لاحقاً عن تسديد الأقساط، ما دفع الشركة المالكة إلى رفع دعوى لفسخ العقد وإخلاء المبنى. في المقابل، طلب القرم من وزارة المال تمويل 45 مليون دولار لتسوية الملفّ، رغم غياب التحقق من الجدوى الفعلية لهذه الخطوة.
وأورد القرار معلومات عن شكوى، من المدير العام السابق لـ«تاتش» وسيم منصور، أمام قاضي التحقيق الأول في بيروت، تتعلق بشبهات رشى وتبييض أموال مرتبطة بالشركتين AC Realty و1526 BC اللتين تأسّستا قبل توقيع عقد الإيجار بأسابيع قليلة، وتبيّن حصول إحداهما على قرض بقيمة 22.17 مليون دولار، رغم رأسمالها المتواضع.
وغرّم الديوان كلّاً من الوزراء الصحناوي والجرّاح والقرم وشقير بالحدّ الأقصى للمادتين 60 و61 من قانون تنظيم ديوان المحاسبة، وطلب من وزير الاتصالات إصدار سندات تحصيل بحقهم كالآتي: الصحناوي: 8.07 ملايين دولار، الجراح: 11.3 مليون دولار، شقير: 11.3 مليون دولار، القرم: 4.92 ملايين دولار، وأعفى الوزير بطرس حرب من العقوبة لأنّه جنّب الخزينة ضرراً يقارب 20 مليون دولار من خلال فسخ عقد إيجار مبنى قصابيان، أمّا طلال حواط فغُرّم مع وقف التنفيذ لعدم ثبوت سوء النيّة.
كذلك طلب الديوان من وزير الاتصالات استيفاء تعويض بقيمة 2.75 مليون دولار من شركة زين، نتيجة مخالفة رئيس مجلس إدارة «ميك 2» السابق تعليمات الوزير حرب بشأن فسخ عقد الإيجار.
"الديار":
لم يحتج المشهد اللبناني أكثر من ساعات قليلة بعد اغتيال هيثم طبطبائي، حتى انفجرت دفعة واحدة كل التصدعات الداخلية، من جهة، وموجات الضغط الخارجية، من جهة ثانية. فالعملية التي شكلت تحولا استراتيجيا في ميزان الصراع بين حزب الله وإسرائيل، سرعان ما تحولت إلى كرة نار داخلية، أظهرت هشاشة الاصطفافات وتناقض الحسابات، معيدة إنتاج خطاب سياسي متوتر ومتشنج، لا يشبه سوى المراحل التي تسبق العواصف الكبرى، في لحظة تنذر بأن ما بعد الاغتيال ليس كما قبله، وأن البلاد دخلت مرحلة اختبار جديدة عنوانها، منع الانهيار السياسي من اللحاق بالانفجار الأمني.
في موازاة ذلك، جاءت الضغوط الدولية غير المسبوقة في حدتها وتزامنها، لتزيد «الطين بلة». فواشنطن مستمرة في رفع نبرة التهديد، وباريس دخلت مرحلة القلق الصريح على «مبادرتها»، والقاهرة أطلقت إشارات تحذير حول مصير التهدئة التي تعمل عليها، فيما العالم ينظر إلى لبنان بعيون أكثر توترا، ما يعيد الى الواجهة السؤال الاساسي عما اذا كان لا يزال لبنان قادراً على البقاء خارج الحرب، أم أن الزمن الإقليمي يجره اليها رغماً عنه.
هكذا، تتداخل خطوط النار مع خطوط السياسة، فالتصعيد الداخلي لم يعد مسألة سجال أو مواقف، بل جزءا من لوحة إقليمية أوسع ترسم حدودها بالنار، اذ بات واضحا أن الاغتيال فتح الباب على مرحلة لا تشبه سوى نفسها، حيث يتارجح لبنان على حبلي الضغوط الدولية والانقسام الداخلي، فيما تسير ساعة الوقت بسرعة أكبر من قدرة السلطة على اللحاق بها.
قلق دولي
مصادر ديبلوماسية مواكبة اشارت، الى ان تل ابيب «نجحت» خلال الساعات الماضية في اعادة خلط الأوراق السياسية والديبلوماسية في لبنان، وتعقيدها، خصوصاً تلك المرتبطة بالمبادرتين الفرنسية والمصرية، اللتين تشكلان اليوم الإطارين الأكثر جدية لاحتواء التصعيد بين لبنان وإسرائيل، اذ يبدو واضحا أن باريس والقاهرة تلقتا الضربة باعتبارها رسالة مباشرة إليهما، متابعة، ان المبادرتين، على اختلاف مساريهما، انطلقتا من فرضية أساسية مفادها أن مستوى الاشتباك الحالي قابل للضبط، وأن الأطراف، رغم سقوفها الاعلامية العالية، لا تزال مستعدة للذهاب نحو تفاهمات توقف الانفجار، لكن اغتيال طبطبائي، نسف هذه الفرضية أو على الأقل هزّها بقوة.
التحرك الفرنسي
ورأت المصادر ان التحرك الفرنسي، الذي انطلق من الرهان على «تدرج هادئ» في التفاوض حول الانسحاب الإسرائيلي وتعديل قواعد الاشتباك، بات اليوم أمام معادلة مختلفة، اذ ان «الثنائي الشيعي»، الذي كان يتعاطى مع الأفكار الفرنسية من موقع براغماتي، على ما بينته اللقاءات والاتصالات المباشرة بين الفريقين، علنا وفي السر، مضطر إلى رفع سقفه السياسي والأمني، وبالتالي، فإن أي نقاش حول ترتيبات جنوب الليطاني أو آليات وقف النار سيخضع لإعادة تموضع شاملة، ما يعني عمليا تباطؤ المبادرة وربما تجميدها مرحليا في انتظار جلاء المشهد.
المبادرة المصرية
أما المبادرة المصرية، ذات الطابع الإقليمي الأوسع والمتصلة مباشرة بمسار غزة، فتبدو الأكثر تأثراً، على ما ترى المصادر، فالقاهرة التي كانت تعمل على مزيج من الضغوط والضمانات لاحتواء الجبهة اللبنانية ودمجها في مسار تهدئة شامل، بعد نجاح رئيس مخابراتها في تحقيق مكاسب تدعم تحركه، نتيجة ليونة كبيرة في مواقف «الثنائي الشيعي»، دفعت بالقيادة المصرية الى ارسال وزير خارجيتها، الذي وصل الى مطار رفيق الحريري الدولي مساء امس، لاستكمال المباحثات، حيث على جدول اعماله لقاء مع شخصية بارزة ومهمة في «الثنائي»، تلقفت بقلق الاشارة الاسرائيلية، المدعومة اميركيا، بتوسيع هامش الضغط على جبهتي حزب الله وإيران، وهو ما يضع مسعى القاهرة امام معضلة اساسية حول كيفية دفع الاطراف نحو «صفقة شاملة»، فيما تل أبيب تختار التصعيد المدروس بدل التهدئة، متكئة الى «قبة باط» اميركية واضحة.
الخطر الاميركي
فالعلاقات اللبنانية- الأميركية تشهد واحدة من أكثر مراحلها حساسية منذ سنوات، ذلك ان التصعيد الذي تظهره واشنطن تجاه بيروت لم يعد مجرد رسائل ضغط متفرقة، بل مقاربة متكاملة تتعامل مع لبنان بوصفه ساحة متداخلة مع أمن إسرائيل وحسابات المنطقة، لا كحليف تقليدي أو شريك مستقر، وفقا للمصادر، التي كشفت ان مسؤولون في البيت الابيض اكدوا لاكثر من جهة، ان لا مخططات حاليا للرئيس ترامب للقاء نظيره اللبناني، كما ان الاتصالات الجارية في ما خص ملف زيارة قائد الجبش العماد رودولف هيكل، ما زالت تراوح مكانها، دون احداث أي تقدم، خصوصا في شقها المتعلق بوزارة الخارجية والكونغرس.
واضافت المصادر ان خطورة الموقف الأميركي حاليا، تتمحور حول ثلاث نقاط: اولا، الاستياء المتراكم من استمرار نفوذ حزب الله داخل الدولة ومن غياب أي تقدم في ملف ضبط الحدود الجنوبية أو تنفيذ القرار 1701، ثانيا، الرغبة الأميركية الواضحة في إعادة رسم قواعد اللعبة السياسية الداخلية وتوازناتها، أما ثالثاً، فمرتبط بالمزاج الأميركي الداخلي نفسه، حيث يزداد الضغط من الكونغرس ومراكز النفوذ لربط أي دعم للبنان بسلوك سياسي وأمني محدد.
وتخلص المصادر الى ان الاغتيال لم يسقط المبادرتين، لكنه بالتأكيد أخرجهما من إيقاعهما الطبيعي، فباريس اليوم في موقع المراجعة، والقاهرة في موقع الإرباك، بينما ينتظر الجميع طبيعة رد حزب الله لتحديد الاتجاه، سواء نحو تسوية جديدة بشروط مختلفة، أو نحو مرحلة مفتوحة من الكباش الإقليمي.
رسالة ترامب
وكان أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في برقية تهنئة وجهها إلى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون لمناسبة ذكرى الاستقلال، تطلعه الى تعميق الشرْكة بين الولايات المتحدة ولبنان «بينما نسعى معا لبناء مستقبل اكثر اشراقاً للأجيال المقبلة».
ولفت ترامب، في البرقية التي نشرتها رئاسة الجمهورية، إلى أنّ «بالنيابة عن شعب الولايات المتحدة، أتقدم بأصدق التهاني لكم ولشعب لبنان بمناسبة الذكرى الثانية والثمانين لاستقلال بلدكم. يُجسد هذا اليوم احتفاءً بالتاريخ الغني للبنان، وثقافته النابضة، وروح شعبه المتأصلة».
وأضاف: «لبنان موجود على مفترق طرق تاريخي، مع فرصة لرسم مسار نحو مزيد من الاستقرار والازدهار الاقتصادي للبنان وشعبه. وأشيد بالقرارات الشجاعة التي اتخذتها الحكومة».
حزب الله - الرياض
غير ان الأثر الأعمق لما حصل، يتوقع ظهوره في مسار الانفتاح بين الثنائي والسعودية، الذي كان بدأ قبل فترة مع «لقاء ليلي» جمع موفد المملكة الى بيروت مع مسؤول في الثنائي، طلب من بعده الامير يزيد بن فرحان من مجموعة اعلاميين اجتمع بهم في لقاء يعقده للمرة الاولى، تخفيف النبرة والتصعيد ضد الثنائي وطهران، كنتيجة لتطور المسار البطيء بين الطرفين، على ما تؤكد اوساط متابعة، التي اكدت ان المداولات الهادئة، المباشرة أحياناً وغير المباشرة غالباً، كانت تسعى إلى بناء أرضية جديدة للعلاقة، تستند إلى تهدئة إقليمية أوسع، وإلى إعادة ترتيب التوازنات داخل لبنان بما يتناسب مع مرحلة ما بعد تسوية اليمن والتفاهمات السعودية - الإيرانية.
وتتابع الاوساط، يبدو ان اسرائيل نفذت من ثغرة دقة التوقيت وتداخل الملفات بين بيروت وغزة وطهران، لتستهدف باغتيالها، هذا المسار، حيث يتوقع ان يزور موفد سعودي خاص بيروت خلال الايام المقبلة لمتابعة التواصل مع الثنائي، رغم ان الاغتيال اعاد تسليط الضوء على المعادلة التي تدركها السعودية جيداً بان أي تحرك تجاه الثنائي لن يصبح ذا جدوى إذا كان لبنان نفسه يدخل مرحلة تصعيد قد تطيح كل الهدن السياسية التي يجري العمل عليها، كما ان الثنائي يدرك أن أي علاقة مستقرة مع الرياض تتطلب بيئة إقليمية أقل توترا، وهو ما لا توفره اللحظة الراهنة.
وتختم الاوساط بان الانفتاح السعودي على الثنائي لم يسقط، لكنه بالتأكيد دخل مرحلة اختبار صعبة فرضتها التطورات الاخيرة، فإذا نجح الطرفان في منع الاغتيال من التحول إلى منعطف تصادمي، قد يستأنف المسار لاحقا بزخم أكبر، أما إذا توسعت دائرة ردود الفعل، فإن النافذة الضيقة التي فتحت قبل مدة قد تغلق من جديد، في انتظار ظروف إقليمية جديدة.
الانتخابات النيابية
على صعيد آخر، انتخابيا، وسط موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري وتمسكه بالقانون الحالي كما هو، اشارت اوساط نيابية الى ان الامانة العامة في مجلس النواب تسلمت مشروع الحكومة المعجل المكرر لتعديل قانون الانتخابات، مرجحة ان يقوم رئيس المجلس بإحالته الى اللجنة الفرعية لدرسه ومناقشته.
ورات الاوساط ان المعارضة تتجه في حال اصرار المجلس النيابي، على موقفه، للضغط على رئيس الجمهورية لاتخاذ الخطوات الضرورية، رغم ادراكها ان الامور قد لا تكون محسومة النتائج، ملمحة الى ان الخارج يراقب مواقف الاطراف في هذا الملف ويتجه الى اتخاذ الخطوات التي يراها مناسبة.
الى ذلك، اشارت مصادر وزارية، الى ان اللجنة المنبثقة من وزارتي الخارجية والمغتربين والداخلية والبلديات، تواصل عقد اجتماعاتها الدورية أسبوعيا، في إطار تحضير وتجهيز الترتيبات اللوجستية اللازمة للانتخابات، لا سيما ما يتعلّق بآلية اقتراع المغتربين في الخارج، وفقًا لأحكام القانون النافذ الذي يعتمد النظام الانتخابي على أساس الدوائر ال16، حيث شارفت اللجنة على انهاء تقريرها المفصل حول المقترحات المتعلقة بتقسيم الدوائر ال 16 وتوزيع مقاعدها وآليات التنفيذ اللوجستي، خلال الأسبوعين المقبلين ليرفع إلى الوزيرين المعنيين، تمهيدا لاحالته إلى مجلس الوزراء، وذلك لبحثه في أقرب جلسة حكومية واتخاذ القرار المناسب بشأنه، كاشفة ان اقتراح اللجنة يتمحور حول استحالة تنفيذ انتخابة الدوائر ال16، وهو ما تضعه مصادر سياسية في اطار جولة تصعيد جديدة، خصوصا في حال تبني الحكومة وجهة النظر التي تقول بعجزها عن تأمين الانتخابات في الدوائر ال16.
زيارة البابا
ورغم مشهد غرق الطرقات والمستشفيات والوزارات بأمطار تشرين، واحتمالات غرق لبنان بحرب جديدة، تقدمت زيارة البابا لاوون الرابع عشر مشهد الاهتمام الرسمي والشعبي، اذ عقدت اللجنة الرسمية المنظمة للزيارة مؤتمرا صحافيا، أطلعت خلاله المواطنين والإعلاميين على الترتيبات اللوجستية والأمنية والإعلامية.
على خط مواز، علم ان لبنان كثف من حركة اتصالاته بالعواصم المعنية للضغط على اسرائيل لوقف عملياتها خلال فترة وجود البابا في لبنان، الا ان الاخيرة تمتنع حتى الساعة عن التعهد بذلك، رغم تدخل اكثر من جهة فاعلة، نصحت بيروت باتخاذ تدابير مشددة واستثنائية، وهو ما اكدت عليه الجهات المواكبة للتحضيرات، والتي رجحت مشاركة نحة 120 الف شخص في قداس الواجهة البحرية، الى جانب اكثر من 500 شخصية رسمية، وتغطية 1200 صحافي من لبنان والعالم.
محاكمة فضل شاكر
في الملف القضائي، وفيما كانت الانظار متجهة نحو الجلسة الاولى لاستجواب فضل شاكر، امام هيئة المحكمة العسكرية، جاءت المفاجأة بتأجيل الجلسة بعد اقل من نصف ساعة من انعقادها الى شباط المقبل، بطلب من محاميته، «كونها لم تتطلع على كامل ملفاته القضائيّة»، رغم اعتراضها على الاجل البعيد لموعد الجلسة المقبلة، علما انها كانت طالبت رئيس المحكمة بان تكون الجلسات سرية، الا ان العميد وسيم فياض رفض طلبها.
وكانت مجموعة خاصة من مديرية المخابرات، قد قامت باحضار شاكر من مقر توقيفه في وزارة الدفاع الى المحكمة العسكرية، وسط تدابير أمنية مشدّدة اتخذتها الشرطة العسكرية في محيط المحكمة، حيث دخل قاعة المحكمة، طليق اليدين، يرتدي قميصا أبيض اللون، وذقن مشذبة، ونظارات سوداء اللون، وقد بدت عليه علامات «الضعف».
«الشتوة الاولى»
ومع اول «شتوة»، استفاق اللبنانيون على شوارع وطرق رئيسية قد تحولت الى انهار ومستنقعات، خصوصا عند مداخل العاصمة جراء غزارة الأمطار وتشكل سيول جارفة كما ظهر في مقاطع الفيديو التي انتشرت عبر وسائل التواصل الاجتماعي، والتي ادت الى إقفال نفق طريق المطار وتشكلت السيول وصولاً إلى أوتوستراد خلدة المؤدي إلى صيدا جنوباً، كما اجتاحت الأمطار مبنى وزارة العمل، ما أدى إلى محاصرة الموظفين والمواطنين داخل المبنى.
من جهتها، أعلنت غرفة التحكم المروري عن إقفال عدد من الطرق أمام السيارات والمواطنين نتيجة تجمع مياه الأمطار في منطقة الاوزاعي - نفق كوستا براڤا، وصعوداً باتجاه مستديرة الجندولين، تقاطع الرحاب المشرفية، وأظهرت مقاطع الفيديو تشكل سيول جارفة في محلة سوق صبرا ما أعاق حركة المرور ودفع الباعة والمواطنين إلى التوقف على جانبي الطريق والأرصفة المرتفعة، كما غرق القسم الأكبر من سوق الأحد في منطقة سن الفيل، وتسببت الأمطار الغزيرة أيضاً بغرق جسر الرينع، ما أدى إلى توقف شبه كامل لحركة المرور في المنطقة. وامتدت آثار الفيضانات إلى الأشرفية طلعة ساسين، حيث شهدت الشوارع اختناقًا مروريًا شديداً بسبب تجمع المياه وصعوبة تحرك السيارات.
مصادر وزارة الاشغال، اكدت ان كمية الامطار الكبيرة التي تساقطت في غضون 20 دقيقة، تسببت بتجمع المياه على الطرقات العامة، نتيجة البنية التحتية المترهلة، وقلة مسؤولية المواطنين من خلال الرمي العشوائي للنفايات على الطرقات، ما خلق «ارباكا» تسبب بازمة، نجحت الوزارة في معالجتها بسرعة، مشيرة الى انه عندما تتخطّى غزارة الأمطار التوقعات فمن الطبيعي أن تتجمع المياه وهذا امر طبيعي يحصل في كل البلدان، كاشفة ان الوزارة وضعت خطط طوارئ، بالتعاون مع وزارات اخرى، للتعامل مع أي «وضع مناخي غير استثنائي» خلال زيارة البابا، الاسبوع المقبل، خاتمة بان المهم ليس تشكل السيول بحد ذاته بل الوقت اللازم لحل المشكلة.
"نداء الوطن":
بعد أيام مثقلة بالتطورات السياسية والأمنية، تلقى لبنان دفعة مطرية متأخرة بعد شحّ طال مداه. وبينما غمرت المياه الشوارع وبعض الوزارات والمؤسسات، ظلّت قنوات التواصل بين بعبدا و"حزب الله" مفتوحة، في محاولة لاحتواء تداعيات اغتيال هيثم علي الطبطبائي. وعلمت "نداء الوطن" أن رئيس الجمهورية جوزاف عون، باشر سلسلة اتصالات مع الضاحية، لمنعها من التهوّر وسلوكِ طرقاتٍ مدمّرة. في المقابل، لا تزال أبواب الهيئة العامة لمجلس النواب موصدة بوجه مشروع القانون المعجّل الذي أرسلته الحكومة، بعدما بات واضحًا أن رئيس المجلس نبيه برّي سيزجّه في زنزانة اللجان.
قرار تاريخي لديوان المحاسبة
إزاء هذه الأجواء القاتمة التي تظلّل أكثر من ملفّ، برز ضوءٌ قضائي في نفق دولة القانون المرتجاة، حيث أصدر ديوان المحاسبة حكمًا غير مسبوق قضى بفرض عقوبات مالية مشدّدة على عدد من وزراء الاتصالات السابقين، ملزمًا إيّاهم بردّ مبالغ ضخمة إلى الخزينة العامة، وفقًا للدعوى المتعلقة بمبنى قصابيان (أنظر الصورة المرفقة). وأعفى "الديوان" الوزير السابق بطرس حرب من العقوبة، وأوقف تنفيذ العقوبة بحق وزير الاتصالات السابق طلال حوّاط. ويُعدّ هذا القرار سابقة لما يمثله من تحوّل نوعي في دور الديوان، من مراقب ورافع للتقارير إلى المجلس النيابي، إلى جهة قضائية تُحاسب وتستردّ المال العام.
رسائل دعم ونُصح
في هذا السياق الإيجابي، وعلى عكس قرع طبول الحرب عند الحدود الجنوبية، يعزز لبنان اليوم صداقته الاستراتيجية مع جارته البحرية قبرص، بعد أن حطّ وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي في بيروت أمس. وتزامن وصول الأخير مع اتصال أجراه الرئيس عبد الفتاح السيسي بالرئيس جوزاف عون، شدد خلاله على دعم مصر سياسة الحكومة اللبنانية في حصر السلاح بيد الدولة.
وتجلت رسائل الدعم والنُصح الدولية، في برقية التهنئة التي وجهها الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى نظيره اللبناني لمناسبة ذكرى الاستقلال، مؤكدًا تطلعه إلى تعميق الشراكة بين الولايات المتحدة ولبنان "الموجود على مفترق طرق تاريخي، مع فرصة لرسم مسار نحو مزيد من الاستقرار والازدهار الاقتصادي للبنان وشعبه".
ومع وضع اللمسات التنظيمية الأخيرة لاستقبال الحبر الأعظم، أكدت مصادر بكركي لـ "نداء الوطن" أن زيارة البابا لاوون الرابع عشر، تعكس مكانة لبنان الخاصة لدى الفاتيكان، وتشكل فرصة نادرة ينبغي على المسؤولين استثمارها بما يليق بهذا التقدير الدولي. وشددت على ضرورة التخلي عن سياسة المحاور ورهن القرار الوطني، داعية إلى الوعي لقيمة لبنان ودوره التاريخي. ولفتت إلى أن الأيام الثلاثة التي سيقضيها البابا ستكون مساحة للصلاة والتأمل، وفرصة للانتفاض على الواقع، والتمسك بوجه لبنان الحقيقي كدولة رسالة، والخروج من العتمة نحو بناء الدولة وصون الكيان.
لبنان وقبرص يرسمان المستقبل
في ظلّ العلاقات التاريخية والمتينة بين لبنان وقبرص، التي لم تشُب صفحاتها البيضاء الطويلة سوى سحابة عابرة تمثلت في التهديد الذي وجّهه الأمين العام السابق لـ "حزب الله" السيد حسن نصرالله، خلال حرب الإسناد، حين حذر نيقوسيا من فتح أجوائها ومطاراتها أمام الطيران الإسرائيلي واعتبر ذلك موقفًا عدائيًا، يستقبل رئيس الجمهورية جوزاف عون، عند الساعة الحادية عشرة والنصف من ظهر اليوم، الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس والوفد الوزاري المرافق له في زيارة عمل قصيرة، تهدف إلى تعزيز العلاقات الثنائية بين لبنان وقبرص وتثبيت إطار التعاون السياسي والاقتصادي والاستراتيجي بين البلدين. ومن المتوقع أن تتضمن الزيارة جلسة عمل موسعة بحضور الوزراء المعنيين، أبرزهم وزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني، حيث ستناقش ملفات جوهرية تمس الأمن البحري والاقتصادي والسياسي.
وأفادت مصادر "نداء الوطن" بأن أبرز بنود زيارة الرئيس القبرصي، توقيع اتفاقية ترسيم الحدود البحرية مع لبنان، بعد إنجازها من اللجنتين المعنيتين وموافقة مجلس الوزراء، تمهيدًا لتعزيز السيادة اللبنانية واستثمار الموارد الطبيعية في المنطقة الاقتصادية الخالصة.
كما ستتناول المباحثات تعزيز التعاون الثنائي، خصوصًا في المجالات الاقتصادية والاستثمارية، إلى جانب بحث دور الاتحاد الأوروبي في دعم تنفيذ القرار 1701 وترسيخ الاستقرار الحدودي. وتشير المعطيات إلى أن لبنان وقبرص ينظران في هذه الزيارة فرصة لتعميق الحوار السياسي وتطوير الشراكات الاستراتيجية، خصوصًا في ظل استعداد قبرص لتولي رئاسة الاتحاد الأوروبي خلال الفترة المقبلة، ما يتيح للبنان تعزيز حضوره في الساحة الأوروبية والاستفادة من الدعم المؤسساتي والسياسي الذي توفره بروكسل.
وسيتم خلال اللقاء التطرق إلى ملفات أخرى ذات اهتمام مشترك، منها التعاون في مجالات النقل والمواصلات والموانئ البحرية، بالإضافة إلى مناقشة سبل تعزيز المبادلات التجارية والاستثمارات الثنائية، في وقت تشهد فيه المنطقة تطورات سياسية وأمنية دقيقة تتطلب توحيد الجهود للحفاظ على الاستقرار وتعزيز أطر التعاون الإقليمي.
وأكدت المصادر أن توقيت الزيارة القصيرة للرئيس القبرصي يعكس الحرص المتبادل على ترجمة الاتفاقات السابقة إلى خطوات عملية ملموسة، بما يضمن استثمار الإمكانات المشتركة وحماية المصالح الوطنية لكل من لبنان وقبرص. كما إن هذه الزيارة تأتي في سياق سعي بيروت لإيجاد قنوات دبلوماسية وداعمة لتحقيق الاستقرار السياسي والاقتصادي، وتوطيد أطر التعاون مع شركاء دوليين وإقليميين قادرين على تقديم الدعم الفعلي، لا سيما في الملفات المتعلقة بالموارد الطبيعية والأمن البحري.
الجامعة اللبنانية على طاولة السراي
بالعودة إلى الملفات الداخلية، يعقد مجلس الوزراء غدًا الخميس جلسته العادية في السراي الكبير برئاسة رئيس الحكومة نواف سلام، ويبحث جدول أعمال يضم عشرين بندًا تتنوع بين قضايا إدارية ومالية وتعليمية، لكن يبرز منها البند الحادي عشر الذي يتعلق بعرض وزيرة التربية والتعليم العالي موضوع التفرغ في الجامعة اللبنانية.
وأشارت مصادر "نداء الوطن" إلى أن هذا العرض لا يعني إقرار ملف التفرغ بشكل نهائي، بل يقتصر على تقديم عرض شامل للحاجات الأكاديمية والإمكانات المالية المتاحة، ما يسمح لمجلس الوزراء بتقييم الوضع ووضع الإطار العام للتفرغ الأكاديمي في الجامعة.
وأكدت المصادر، أن الهدف من العرض هو تمهيد الطريق لإصدار قرار لاحق يحدد كيفية تطبيق التفرغ، سواء دفعة واحدة أو على مراحل، بما يتناسب مع الواقع المالي والإداري للجامعة. ويشير ذلك إلى توجه بأن تكون الإجازة مفتوحة، أي أن قرار التفرغ المرتقب سيتيح للجامعة تفريغ عدد من الأساتذة سنويًا، وفقًا لمن يُحالون على التقاعد، بما يضمن استمرار الكفاءة التعليمية وتحقيق الانسجام بين الحاجة الأكاديمية والإمكانيات المالية.
ويعتبر هذا البند خطوة أساسية ضمن جهود الحكومة لتطوير الجامعة اللبنانية وتقديم حلول عملية لمشكلة التفرغ، والتي لطالما شكلت تحديًا أمام الإدارة الجامعية بسبب محدودية الموارد وضغط الحاجة إلى الحفاظ على جودة التعليم الجامعي. ويأتي العرض الوزاري في سياق متابعة الحكومة لواقع الجامعة، ومحاولة إيجاد صياغة عملية تسمح بالاستفادة القصوى من الإمكانيات المتاحة دون التأثير على سير العملية التعليمية.
وختمت المصادر أن مجلس الوزراء سيطلب من رئاسة الجامعة إعداد اقتراحات حول ملف التفرغ، تمهيدًا لاتخاذ قرار نهائي يراعي حاجات الجامعة وقدراتها المالية، في إطار رؤية أشمل لتطوير أدائها. وتأتي هذه الخطوة كمؤشر إلى اهتمام الحكومة بإيجاد حلول واقعية توازن بين متطلبات التفرغ الأكاديمي والموارد المتاحة، بما يضمن جودة التعليم واستدامة الكفاءة في مختلف الكليات.
"الأنباء" الالكترونية:
يتريّث "حزب الله" في اتخاذ قرار الردّ على الاستهداف الإسرائيلي لرئيس أركانه هيثم الطبطبائي. وقد لا يذهب الى الرد العسكري، إنما السياسي، بناء على نصائح لبنانية وإيرانية، وفق ما أشار مصدر مطلع الى "الأنباء الالكترونية".
وفي الوقت الذي يحاول رئيس الجمهورية جوزاف عون تجنيب لبنان أي مخاطر، وتحديداً بطرحه التفاوضي الأخير، أتى الرد الإسرائيلي بالتصعيد العسكري، لا سيما أن أي حرب مماثلة للحرب الإسرائيلية الأخيرة تنبئ بما هو أخطر من رسالة استهداف الطبطبائي.
وبالمقابل، بدت لافتة رسالة تهنئة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الى الرئيس عون، لمناسبة عيد الإستقلال، بتوقيتها ومضمونها، إذ أشار الى أن لبنان "موجود على مفترق طرق تاريخي، مع فرصة لرسم مسار نحو مزيد من الاستقرار والازدهار الاقتصادي للبنان وشعبه". وأشاد ترامب في رسالته "بالقرارات الشجاعة التي اتخذتها الحكومة اللبنانية".
سقوط الاتفاق!
وفي سياق متصل، من الواضح ان إتفاق السلام الذي وقّع في شرم الشيخ قد فشل، في ظل استمرار استباحة العدو الاسرائيلي لغزة، وتأجيل مؤتمر إعمار القطاع بحسب ما كشفت مصادر مصرية، بالاضافة الى استمرار التوسع الاستيطاني الاسرائيلي في الضفة العربية.
من هنا، فإن المشهد العام في المنطقة لا يدفع الى أي بارقة أمل بكبح جماح الغطرسة الاسرائيلية والمضي في أعمال العنف العسكري والتمدد السياسي، بغطاء أميركي.
بري يحذّر!
ووسط كل ذلك، صدر الموقف التحذيري من رئيس مجلس النواب نبيه بري بأن أخطر ما في الاعتداء على حارة حريك هو أنّه أعاد الضاحية الجنوبية وبيروت إلى دائرة الاستهدافات الإسرائيلية، محذراً من أن هذا التطوّر "شديد الخطورة ويؤكّد غياب أي ضمانات حقيقية لحماية العاصمة وضاحيتها".
واذ رأى مصدر مراقب عبر "الأبناء الإلكترونية" أن كلام الرئيس بري وتحديداً المتعلق بغياب أي ضمانات لحماية بيروت وضاحيتها، من الممكن أن يؤشر الى رسائل خطيرة وصلت الى الدولة اللبنانية بعدم تحييد المرافق الحيوية والبنى التحتية في العاصمة، أشار الى أن ذلك يجعل اللبنانيين يعيشون في حالة من عدم الاستقرار، وكذلك التأثير على الموسم السياحي.
الدفاع السلبي!
ومن الواضح أن رد "حزب الله" مستبعد، وذلك لعدة إعتبارات عسكرية إستراتيجية وسياسية على رأسها عدم خرق اتفاق وقف الأعمال العدائية.
وأعلن نائب رئيس المكتب السياسي لـ "حزب الله" محمود قماطي في تصريح صحافي بعد العملية الإسرائيلية أن "التصدي للمعادلة التي يحاول العدو رسمها وجعلها أمراً واقعاً يحتاج الى معادلة قوة مضادة ترسمها الدولة والجيش والمقاومة معاً وتسقط معادلة الاستباحة والمعادلات السياسية لم تعد تنفع وكل الخيارات مفتوحة".
وفي السياق، رأى الخبير العسكري العميد المتقاعد حسن جوني في حديث الى "الأنباء الإلكترونية"، أن الحزب لن يقوم بأي رد عسكري سواءً من قبله أو من خلال أي صيغة أخرى، "لأن ذلك سيؤدي الى شن إسرائيل هجمات عنيفة مكثّفة وبدء مرحلة جديدة من الحرب"، لافتاً الى أن "حزب الله" غير جاهز الآن للدخول في حرب، وسيتم احتواء الاغتيال والتركيز على الدفاع السلبي وليس الدفاع الإيجابي.
وشرح جوني أن المقصود بالدفاع السلبي الاحتماء والاختباء ورفع درجة الحماية من التهديدات والثغرات الأمنية وغير الأمنية، مشيراً في هذا السياق الى أنه "يضغط على الدولة أكثر ويحمّلها المسؤولية".
ورأى أن معادلة الردع سقطت منذ نهاية الحرب، كما أن مسألة الرد إذا كانت ستحصل ستشعل الحرب، ولن تقوم هذه المرة الا بشكل إقليمي وحاسم ولمرة نهائية.
البابا والجنوب؟!
التحضيرات جارية على قدم وساق لزيارة البابا لاوون الرابع عشر، اذ أعلن امس الحرس الجمهوري عن الإجراءات الأمنية خلال زيارة خليفة مار بطرس إلى لبنان. والظاهر أن برنامج زيارة البابا سيكون حافلاً ومن أبرز المحطات موقع انفجار مرفأ بيروت، في الوقت الذي ينتظر فيه أهالي الضحايا والرأي العام نتائج التحقيقات. وعلى خطٍ موازٍ، طرحت بعض الأوساط سؤالاً، لماذا لا يزور الحبر الأعظم الجنوب الجريح؟
"اللواء":
ثلاثة أيام فاصلة، قبل وصول بابا الفاتيكان لاون الرابع عشر، استبقتها اللجنة المنظِّمة باعلان برنامج الزيارة، من المحطة الاولى الى المحطة الأخيرة.
ويراهن لبنان الرسمي والسياسي والروحي على الزيارة، علّها تكرِّس الوحدة وتمهد لاستقرار دائم نظراً للسلطة المعنوية للبابا.
وبانتظار اتضاح مهمة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، والنتائج التي يمكن ان تسفر عنها، كاد المسؤولون ان يغرقوا مجدداً في البرك التي حاصرت المنازل والوزارات، مع الشتوة الاولى، التي تميزت بالتدفق المائي والغزارة المطرية، لتعوِّض معاناة من العام الماضي ولتخلّف ازدحاماً مرورياً، وتحبس المواطنين لساعات في السيارات، على نحو ما حصل في الضواحي الجنوبية لبيروت، بما فيها الدخول الى وزارة العمل في المشرفية.
وقد وصل الوزير عبد العاطي، الى بيروت مساء امس الى مطار بيروت واستقبله وزير الاعلام بول مرقص، ليبدأ محادثاته اليوم، من حيث انتهى رئيس المخابرات العامة المصرية حسن رشاد قبل اكثر من اسبوعين وذلك بعد مشاورات اجراها مع وزراء خارجية المملكة العربية السعودية وقطر وفرنسا.
وتحدثت المعلومات عن وصول موفد قطري الى بيروت لهذه الغاية..
وكشفت مصادر ان الوزير عبد العاطي، حصل على غطاء ايراني لمهمته، لجهة اقناع حزب الله، بما رفضه في محادثات رشاد في الزيارة السابقة.
وقالت مصادر سياسية مطَّلعة لـ«اللواء» انه مع زيارة الوزير عبد العاطي إلى بيروت وبدء لقاءاته مع المسؤولين اللبنانيين ينطلق الحراك المصري الديبلوماسي الذي يركز على أهمية خفض التوتر في لبنان والعمل على كيفية تحضير أرضية مؤاتية لدخول مصر في مسألة الوساطة بين لبنان واسرائيل في ملف التفاوض.
واشارت هذه المصادر الى ان هذا الحراك هو قرار مصري للمساهمة في الحل على غرار ما جرى في غزة ، وأكدت ان هذه الزيارة هي إستكمال لجولة رئيس استخبارات مصر اللواء حسن رشاد في بيروت الشهر الفائت ، لافتة الى ان هذا الحراك قد يُكتب او لا يُكتب له النجاح في انتظار استئناف النقاط المتصلة به او آليته.
على ان الاخطر، عشية وصول الوزير عبد العاطي هو ما كشفته صحيفة معاريف عن استعداد اسرائيلي لحرب في لبنان وغزة.
واعتبر سفير مصر في بيروت علاء موسى ان دور الوزير عبد العاطي هو تجنيب لبنان اي عدوان اسرائيلي، قائلاً ان اتصالاتنا تشمل الولايات المتحدة وكل دول القرار لهذه الغاية.
وحسب المعلومات فإن الوزير عبد العاطي سيكون ضيف رئيس الحكومة على الغداء اليوم. يحمل افكارا ومقترحات للتهدئة عبر المفاوضات، بحيث اذا وافقت الاطراف المعنية على مبدأ التفاوض تستضيف القاهرة الوفود أسوة بماجرى في اتفاق وقف الحرب في غزة. والذي لم تلتزم به اسرائيل بالكامل.
واستبق عبد العاطي حراكه بإتصالات شملت فرنسا والسعودية وقطر وايران، ولعل تواصله مع ايران بالتحديد شجعه على استئناف المبادرة. هذا بالتوازي مع جهد مصري وقطري وفرنسي لتفعيل عمل لجنة الاشراف على وقف الاعمال العدائية (ميكانيزم) لوقف التصعيد الاسرائيلي.
ومن المقرر ان يلتقي عبد العاطي الرؤساء الثلاثة ويستقبل عددا من النواب في مقر السفارة المصرية في بيروت. ورجحت المعلومات ان يلتقي وفدا من حزب الله.
ومع وصول الوزير عبد العاطي، تلقَّى الرئيس عون اتصالا هاتفيا من الرئيس المصري هنأه فيه بالذكرى الـ82 للإستقلال، «مجدداً له دعم مصر للبنان وتضامن الشعب المصري مع الشعب اللبناني الشقيق في الظروف الراهنة التي يمر بها».
وفي تطور آخر افيد انه سيجري اليوم توقيع اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وقبرص في القصر الجمهوري والذي وافقت عليه الحكومة اللبنانية برغم ما اثير حوله من اعتراضات وملاحظات، ويوقع عن لبنان وزير الاشغال العامة والنقل فايز رسامني، بحضور وفد قبرصي رفيع المستوى.
ترامب وبوتين لعون
بالمقابل، وجّه الرئيس الأميركي دونالد ترامب برقية تهنئة إلى الرئيس جوزاف عون لمناسبة ذكرى الاستقلال، جاء فيها:«عزيزي السيد الرئيس، بالنيابة عن شعب الولايات المتحدة، أتقدم بأصدق التهاني لكم ولشعب لبنان بمناسبة الذكرى الثانية والثمانين لاستقلال بلدكم. يجسد هذا اليوم احتفاءً بالتاريخ الغني للبنان، وثقافته النابضة، وروح شعبه المتأصلة. إن لبنان موجود على مفترق طرق تاريخي، مع فرصة لرسم مسار نحو مزيد من الاستقرار والازدهار الاقتصادي للبنان وشعبه. وأشيد بالقرارات الشجاعة التي اتخذتها هذه الحكومة، وأتطلع إلى تعميق الشراكة بين بلدينا بينما نسعى معاً لبناء مستقبل أكثر إشراقاً للأجيال القادمة».
كما تلقَّى الرئيس عون برقية تهنئة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اشار فيها الى ان العلاقات بين روسيا ولبنان تتسم تقليدياً بطابع ودي. وقال: أنا على ثقة بأنها ستستمر في التطور لصالح شعبينا، ولصالح تعزيز الامن والاستقرار في منطقة الشرق الاوسط. وأود ان اؤكد ان روسيا لا تزال ثابتة في دعمها لسيادة لبنان وسلامة اراضيه ووحدته الوطنية، وتعتبر اي تدخل خارجي في الشؤون الداخلية لبلدكم أمراً غير مقبول.
الرئيس القبرصي في بيروت اليوم
وقال الرئيس القبرصي نيكوس خريستوليدس ان زيارته الى لبنان اليوم ستتضمن الاعلان عن «مسألتين مهمتين» موضحاً انه سيكشف عنهما من بيروت، ومنها ترسيم الحدود البحرية.
مجلس الوزراء: تنظيم عودة النازحين وتفريغ أساتذة
ويعقد مجلس الوزراء جلسة عند الثالثة من بعد ظهر غد الخميس في السراي الكبير لبحث جدول اعمال من 20 بنداً، ابرزها اقتراح قانون يرمي الى تنظيم عودة النازحين السوريين، وتعيينات في وزارة الثقافة، وعرض وزيرة التربية والتعليم العالي موضوع التفرُّغ في الجمعة اللبنانية.
سلام في المرفأ: العدالة حق لضحايا الإنفجار
وعلى خط جهود الحكومة لتطوير المرافق العامة، أكد رئيس الحكومة نواف سلام بعد جولة تفقدية في مرفأ بيروت أن العدالة حق لضحايا انفجار المرفأ وحق جميع اللبنانيين. وقال:«نعمل في الحكومة على نهوض الاقتصاد في لبنان والركن الأساس لأيّ عمليّة هو تطوير مرفأ بيروت». وشدد سلام على ان هناك رؤية للمرفأ يجب تحديثها مع آليات العمل تشمل إعادة بناء الصوامع وتنفيذ مجموعة من الخطوات الداخلية التطويرية إضافة إلى العمل على وضع مرفأ بيروت على خارطة المواصلات في المشرق العربي.
أضاف:«كلّي ثقة بمجلس إدارة المرفأ لدفع عمليّة تطويره واتفقت مع البنك الدولي على وضع دراسة لمسألة المواصلات بين لبنان والمحيط العربي عبر المرافئ والموانئ الجويّة وخطوط المواصلات البريّة، أي الطرقات والتفكير بإعادة تشغيل سكك الحديد».
أما وزير الاشغال فايز رسامني فأشار الى ان سلة الاهداف واضحة وقال:«وعدت سلام كما طلب مني ان يكون التركيز على المرفأ وجهودنا ستنصب على المرفأ وسنعمل على توحيد الأمن مع شباك موحد للجمارك والهدف ان نزيد ايرادات الخزينة».
أضاف:«كلّ جهودنا تنصبّ على مرفأ بيروت و«منعرف شو ممكن يطلع من المرفأ» والخطة واضحة وبعد 100 يوم سنُعيد عرضها على الإعلام». وأكد أننا مستعدّون أن نضع في مجلس الوزراء كلّ أسبوع قراراً لدعم خطّة النهوض بمرفأ بيروت.
ترتيبات زيارة البابا
وأوضحت اللجنة الرسميّة المنظمة لزيارة البابا أنّ على المواطنين الوصول عند الخامسة صباحًا للمشاركة بالقداس في بيروت.وطلب رئيس أركان لواء الحرس الجمهوري التعاون مع الأجهزة الأمنية عند وصول البابا إلى لبنان والحضور باكرًا لتجنب الازدحام وطلب من الجمهور عدم إحضار مواد قابلة للاشتعال وحمل علم الفاتيكان أو علم لبنان فقط مع منع استخدام الدرون في منطقة تواجد البابا.وكشف أنه سيكون هناك تفتيش في كل النقاط المحيطة بالبقعة التي سيتواجد فيها قداسة البابا وعلى طول المسالك التي سيمرّ عليها بالاضافة الى عناصر أمنية مُجهّزة وسيخضع المشاركون المتواجدون في الأماكن العامة بالقرب من البابا لعمليات تفتيش.
وأشار رئيس العلاقات العامة والاعلام في قوى الامن الداخلي العميد جوزيف مسلّم الى أنّه في اليوم الأول سيصل قداسة البابا إلى المطار ثم يتوجّه إلى القصر الجمهوري وبعدها إلى السفارة الباباوية، وستغلق الطريق فقط قبيل مرور الموكب البابوي ويُعاد فتحها بعد مروره.وقال: سنزودكم أرقام غرف العمليات لأي استفسار.
وكشف مدير مكتب الإعلام في القصر الجمهوريّ رفيق شلالا ان ١٣٥٠ إعلاميًا من لبنان والعالم سُجّلوا للمشاركة في تغطية زيارة البابا. وان ما يفوق 120 الفاً سيشاركون في القداس، وفي حال كان الطقس ماطراً ننصح الحاضرين بإحضار ما يقيهم من الأمطاروالتزود بالشماسي.
وأوضح ان فندق فينيسيا سيوضع بتصرف الاعلاميين ومنه سينتقلون بباصات الى اماكن زيارات البابا ويعودون فيها.وطلب من وسائل الاعلام اعتماد مندوب واحد فقط بعدما تقدمت بعض الوسائل بأٍسماء 20 شخصاً للوسيلة الواحدة!
عدوان: الكرة في ملعب بري
انتخابياً، برغم السجال المستمر حول قانون الانتخاب واقتراع المغتربين، بدا ان القوى السياسية سلمت بالأمر الواقع لجهة اجراء الانتخابات على اساس القانون النافذ، فتابعت جولاتها الانتخابية وتحضير الماكينات ومحاولة استقطاب مزيد من الاصوات.
واعتبر رئيس لجنة الإدارة والعدل النائب جورج عدوان أنه «بعدما أرسلت الحكومة مشروع قانون معجّل بات برّي ومجلس النواب مسؤولين عن أيّ خلل بموعد الانتخابات.
وقال:«كنّا نأمل إحالة مشروع القانون المعجّل بشأن الانتخابات على الهيئة العامة مباشرةً وليس بعد 20 يوماً، وهذا يظهر كم كان نواف سلام متحمسا للموضوع».
وأضاف عدوان: النّهج الجديد ليس إلا استمرارية للنّهج القديم وعدم احترام مسار العجلة يُعرقل التحضير للانتخابات.
وتابع عدوان: الحملة على غير المقيمين تهدف لمنعهم من التصويت،وهذا أمر غير عادل أضعه بين أيدي جميع اللبنانيين والتأخير الذي حصل من قبل سلام وبرّي ومجلس النواب يجب أن يدفع الجميع إلى بذل كلّ الجهود لتغيير النّهج القائم.
ديوان المحاسبة: محاسبة وزراء الاتصالات
وفي خطوة رقابية بالغة الاهمية، ابلغ ديوان المحاسبة الامانة العامة لمجلس النواب قراره القضائي المتعلق بالتجاوزات والمخالفات الى الوزراء السابقين للاتصالات: نقولا الصحناوي، وبطرس حرب وجمال الجراح وغيرهم..
واعتبر الديوان ان قرار فسخ عقد الايجار لمبنى قصابيان، الذي اتخذه حرب جنب الخزينة فعلياً اضراراً مالية كبيرة تقدر بحوالى عشرين مليون دولار، لو استمر العمل بعقد الايجار الذي لم يحقق اي منفعة للدولة.
وقررت الهيئة اعفاء حرب من العقوبات عملاً بصراحة المادة 62 من قانون تنظيم ديوان المحاسبة.
ودان الديوان الوزير صحناوي نتيجة استئجاره مبنى قصابيان محملاً اياه مسؤولية الاضرار اللاحقة بالخزينة العامة، والتي تبلغ في حدّها الادنى 8.781.400 مليون دولار اميركي، وطلب من وزير الاتصالات الحالي اصدار سند تحصيل بهذا المبلغ بحق الوزير نقولا صحناوي.
كما شملت الطلبات الوزراء السابقين:جمال الجراح،ومحمد شقير،وجوني قرم،وطلال حواط.
جنبلاط لوقف الاملاءات
في المواقف، كتب النائب السابق وليد جنبلاط عبر حسابه على محطة X: كفانا إملاءات اميركية او ايرانية على حساب وحدتنا الداخلية، وكفانا حسابات سياسية ضيقة.
كلمة لقاسم الجمعة
ومن المتوقع ان يعلن الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم موقفاً بعد ظهر الجمعة في كلمة تأبينية له للشهيد هيثم طبطبائي، الذي اغتيل مع اربعة من مساعديه في شقة في الضاحية الجنوبية قبل يومين.
قنابل فوسفورية وتوسيع الضربات
ميدانياً، تعرضت المنطقة بين بلدتي رميش ويارون الى تساقط قذائف فوسفورية، وواصلت الطائرات المعادية التحليق في غير منطقة، كذلك واصل الاحتلال تسريب التهديدات بتوسيع الضربات للبنان.
"البناء":
أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب التراجع عن خطته لإنهاء الحرب الأوكرانية التي تضمنت دعوة أوكرانيا للالتزام بالتخلي عن شرق أوكرانيا لروسيا والتعهد بعدم السعي للانضمام إلى حلف الناتو وتفكيك أسلحتها التي تشكل تهديداً لروسيا، وجاء الحديث الأميركي عن تعديل الخطة بعد جولة محادثات أميركية أوروبية أوكرانية في جنيف قال الأوكرانيون إنهم نجحوا خلالها بإضافة تعديلات تخفف وطأة الخطة الأميركية بنسختها الأصلية عليهم، بينما أصرّ الأوروبيون على نشر قواتهم في أوكرانيا تحت شعار تقديم ضمانة لأوكرانيا بوجه أي خطر روسي قادم، ورفضت المصادر الروسية التعليق على التعديلات التي قالت إنها لم تتسلم نسخة عنها وعندما يحدث ذلك سوف تقول رأيها فيها، بينما رأت مصادر متابعة أن هذا الارتباك الأميركي المستمر منذ تسلم ترامب للحكم يعبّر عن إدراك واشنطن أن الهزيمة في أوكرانيا وقعت ودور التفاوض تخفيف الخسائر بالاعتراف بالهزيمة، وبالمقابل إدراك واشنطن أن لا إمكانية لفرض الرؤية الأميركية بوجه معارضة أوكرانيا وأوروبا، ولذلك تقدّم أميركا المبادرات التي تعتقد أنها تضمن التزاماً روسياً بوقف الحرب، وعندما تصطدم برفض أوكرانيا وأوروبا تتراجع بانتظار جولة حرب جديدة ربما تنضج أوروبا وأوكرانيا لقبول ما لم يكن مقبولاً من قبل.
في سورية خرجت تظاهرات حاشدة في مدن الساحل وخصوصاً جبلة واللاذقية وطرطوس، وجاءت التظاهرات تحت شعار الدعوة للإفراج عن المعتقلين، بناء على نداء المرجع الديني العلوي الشيخ غزال غزال، وبينما حشدت القوات الأمنية وطوقت التظاهرة بقيت التظاهرة سلمية حتى انفضاضها بدعوة من الشيخ غزال، بينما تحدّثت وسائل التواصل الاجتماعي عن خروج مظاهرات مضادة، بدا أن الحكم الجديد يتعامل بطريقة يريد عبرها إثبات تعلّمه درس التجربة السابقة وعدم المجازفة بفعل ما يحرّك الغرب وشوارعه خصوصاً ضدّ رفع العقوبات، ووصف صحافيون المشهد بما يشبه صلاة العيد عام 1983 في بيروت التي قادها المفتي حسن خالد وشكلت بداية نهوض شعبي في مواجهة نظام حكم أمين الجميل الذي كانت تحت سلطته قوات الجيش الذي درّبه له الأميركيون، ووضعوا من خلفه المارينز، وهم يعتقدون أن هذا كافٍ لاحتواء أي معارضة وتحييدها، لكن النتيجة كانت انهيار معسكر الجميل ومعه القوات اللبنانية ومن خلف كل ذلك المارينز والاحتلال الإسرائيلي.
في لبنان وصل وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي وسط حديث لبناني عن مبادرة مصرية وسط تكرار الكلام عن احتمالات لإحياء اللجنة الخماسية التي كانت قائمة قبل الانتخابات الرئاسية، وكانت تضمّ السعودية وقطر ومصر وفرنسا وأميركا، بينما قالت مصادر متابعة إن الوزير المصري يحمل مسعى للتهدئة يقوم على تجزئة ملفات سلاح المقاومة والانسحاب الإسرائيلي، عبر اعتراف حزب الله بأنه في وقت لاحق لا بدّ من قبول نزع السلاح، ولو باشتراط ذلك بتوفر عدد من الشروط، ومقابلها الحصول على موافقة إسرائيلية مبدئية بالانسحاب من كل الأراضي اللبنانية، وترك أمر موعد وشروط الانسحاب للتفاوض، وتنقل المصادر خشية لبنانية من أن يؤدي التفريط بالاتفاق السابق وبالقرار 1701 طلباً لاتفاق جديد، قفزة في المجهول وما دام التفاوض الذي أنتج اتفاق وقف إطلاق النار يصبح بلا قيمة فلم التفاوض مجدداً؟ وما هي ضمانة عدم الوقوع بما أصاب الاتفاق الذي تمّ توقيعه قبل سنة، ولذلك فإن الموقف اللبناني لا يزال عند ثوابته، فلتطبق “إسرائيل” الاتفاق، وبعدها يمكن الحديث بالتفاوض وسواه.
تتجه الانظار إلى الحراك الدبلوماسي الدولي تجاه لبنان بالتوازي مع استكمال لبنان تحضيراته لاستقبال البابا لاوون الرابع عشر يوم الأحد، إلا أن كل الزيارات المرتقبة والتي بدأت أمس، مع وصول وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي إلى بيروت لم تحجب القلق من التصعيد الإسرائيلي لا سيما بعد اغتيال تل أبيب للمسؤول العسكري في حزب الله هيثم الطبطبائي.
وقالت صحيفة جيروزاليم بوست، «يأتي اغتيال طبطبائيّ ليصيب حزب الله في وقتٍ تتأرجح فيه معادلةٌ معقّدة. فإذا اختار حزب الله الردّ على «إسرائيل»، فإنّه يخاطر بخسارة الإنجازات التي حقّقها منذ وقف إطلاق النار، ويصبّ في مصلحة «إسرائيل» التي تسعى إلى تعميق موجات الهجمات ضدّه. ومن ناحيةٍ أخرى، فإنّ عدم الردّ من شأنه أن يظهر ضعفًا كبيرًا، ويضرّ بصورة حزب الله في لبنان، وربّما يؤدّي حتى إلى نشوء جيوبٍ من التمرّد الداخليّ داخل المنظمة». ويرى التقرير أنّه «من الصعب أيضًا تصوّر أن تسارع طهران إلى مساعدة حزب الله والدخول مجدّدًا في دوّامة المواجهة المباشرة مع إسرائيل». ويكمل التقرير «حتى لو انضمّ الحوثيّون إلى الحملة إلى جانب حزب الله، فلن يتمكّنوا من توفير الدعم اللازم له ضدّ «إسرائيل». وحتى حركة حماس والجهاد الإسلامي، في وضعهما الراهن، غير مهتمّتين باستئناف القتال ضدّ «إسرائيل» في قطاع غزّة. لذلك، من المتوقّع أن يؤثّر انفراد حزب الله في أيّ حملةٍ محتملة على قراره بشأن نطاق الردّ المرتقب».
وفي السياق نفسه، تتّجه الأنظار إلى هويّة الشّخصيّة التي ستتولّى هذا الموقعَ الحسّاس، في ظلّ ترجيحاتٍ بدخول عدّة أسماء في «سباق الخلافة»، وذلك وفق تقديراتٍ إسرائيليّة أوردتها صحيفة «إسرائيل هيوم».
وتشير الصّحيفة إلى أنّ الاختيارَ المقبل سيكون على الأرجح بين قادةٍ عسكريّين وأمنيين بارزين داخل الحزب، بما يعكس مزيجًا من الخبرة العمليّاتيّة والسّياسيّة اللازمَتَيْن لهذا المنصب الحسّاس.
ووفق «إسرائيل هيوم»، يتصدّر محمّد حيدر، المعروف بلقب «أبو علي» والبالغ من العمر 66 عامًا، قائمةَ المرشّحين، إذ تصفه الصّحيفة بأنّه «مستشارٌ عسكريّ» داخلَ الحزب، وتذكر أنّه نجا من محاولة اغتيالٍ خلال الحرب الأخيرة.
كما تفيد الصّحيفة بأنّ حيدر شغلَ سابقًا مقعدًا نيابيًّا ضمن كتلة «الوفاء للمقاومة» بين عامَي 2005 و2009، ما يمنحه خبرةً سياسيّةً وعسكريّةً مجتمعة، وتشير إلى أنّ نفوذَه تزايدَ بعد مقتل كلٍّ من عماد مغنية عام 2008 ومصطفى بدر الدين عام 2016.
وتضيف «إسرائيل هيوم» أنّ طلال حميّة، المعروف أيضًا بلقب «عصمت مزاراني»، يشغل منصبَ رئيس وحدة 910 المكلّفة بالعمليّات الخارجيّة لحزب الله، لافتةً إلى أنّ مكتب «مكافآت من أجل العدالة» الأميركي كان قد أعلنَ مكافأةً قدرها 7 ملايين دولار مقابل أيّ معلوماتٍ تؤدّي إليه، في دلالةٍ على أهمّيّته على المستوى الدوليّ.
وتصف الصّحيفة حميّة بأنّه «الشّبح»، نظرًا لندرة ظهوره العلنيّ، وتقول إنّ الحزب قد يختار خليفةً من الوحدات الجغرافيّة العاملة في جنوب لبنان، مثل وحدتَيْ «عزيز» و»ناصر»، أو وحدة «بدر».
كما يبرز، وفق «إسرائيل هيوم»، اسم خضر يوسف نادر، رئيس وحدة الأمن 900 المكلّفة بمكافحة التجسّس الداخليّ ومراقبة التحرّكات السياسيّة والجهات الأجنبيّة ضمن البيئة الحاضنة للحزب، لكنّ حظوظَه تبدو أقلّ مقارنةً بالمرشّحين الآخرين، نظرًا لطبيعة موقعه الأمنيّ الداخليّ.
وتضيف الصّحيفة أنّ تقديراتٍ في الأوساط الإسرائيليّة تتحدّث عن احتمال أن تلعبَ طهران دورًا مباشرًا في اختيار خليفة الطبطبائي، وربّما تسمية قياديٍّ من «قوّة القدس» لتولّي المنصب بصورةٍ مؤقّتة، ولا سيّما بعد أن أرسلت إيران عددًا من جنرالاتها إلى لبنان خلال الحرب الأخيرة، وقتل أحدهم إلى جانب الأمين العامّ لحزب الله حسن نصر الله.
وفي سياق متصل، تتوالى التعليقات على اغتيال القيادي في حزب الله هيثم الطبطبائي، حيث رأى رئيس البرلمان الإيراني، محمد باقر قاليباف، أن «يد العدوان الصهيوني تطال كل المنطقة والسبيل لقطعها هو المقاومة»، وأضاف «يواصل حزب الله القويّ في لبنان مسيرته بقوة، والأجيال التي سبقت الحاج أبو علي وبعده حاضرة في الميدان لتعزيز هذا المسار»، ومشدداً على أنه «لا يمكن استمرار هذا الوضع؛ فصبر المقاومة له حدود. المقاومة تُقرّر بحكمة، لكنها تُمارس بشجاعة؛ ليست عدوانية، بل ستُقاتل عند الضرورة».
مع وصول وزير الخارجية المصرية بدر عبدالعاطي أمس، إلى بيروت، في إطار المساعي الدولية لمنع تدهور الوضع العسكري، اتصل الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي بالرئيس جوزاف عون عون مجدداً له دعم مصر للبنان وتضامن الشعب المصري مع الشعب اللبناني في الظروف الراهنة التي يمر بها.
وتأتي زيارة عبد العاطي استكمالاً للحراك المصريّ المكثّف الهادف إلى محاولة إيجاد حلّ بين لبنان و»إسرائيل»، وقد ارتكز آخره على الجولة التي قام بها رئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، اللواء حسن رشاد، في بيروت يوم 28 تشرين الأول الماضي، وطرح خلالها أفكاراً لاحتواء التصعيد، من دون الإعلان رسمياً عن تفاصيلها. ويلتقي الوزير المصري خلال زيارته التي تستمر يوماً واحداً رئيس الجمهورية جوزاف عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام.
ووجّه رئيس الولايات المتّحدة الأميركيّة دونالد ترامب برقيّة تهنئة إلى الرئيس عون في مناسبة عيد الاستقلال. وأكّد ترامب تطلعه إلى تعميق الشراكة بين الولايات المتحدة ولبنان بينما نسعى معاً لبناء مستقبل أكثر إشراقاً للأجيال القادمة.
واعتبر وزير خارجيّة ألمانيا يوهان دافيد فاديفول أن «ما تقوم به «إسرائيل» ضدّ حزب الله يندرج ضمن نطاق الدفاع المشروع عن النفس». ولفت فاديفول، في مؤتمرٍ صحافيٍّ في عمّان مع وزير الخارجيّة الأردني أيمن الصفدي، إلى أنّه «يجب دعم الحكومة اللبنانيّة لنزع سلاح حزب الله». وأشار وزير خارجيّة إلى أنّه «يوجد اتّفاقٌ لوقف إطلاق النار بين لبنان و»إسرائيل»، وعلى جميع الجهات الالتزام به ووقف الأعمال التصعيديّة»، وقال: «على «إسرائيل» احترام سيادة لبنان والتوقّف عن التوغّل في أراضيه». ولفت الصفدي، إلى «أنّنا ندعم الدولة اللبنانيّة في جهود فرض سيطرتها الكاملة على أراضيها، وأن تكون حصرية السلاح في يدها».
من المتوقّع أن يصل الرّئيس القبرصيّ نيكوس خريستودوليدس إلى بيروت اليوم، في زيارةٍ رسميّةٍ يبحث خلالها مع رئيس الجمهوريّة اللبنانيّة آليّات توقيع اتّفاقيّة ترسيم الحدود البحريّة بين لبنان وقبرص، بعد إقرار الحكومة اللبنانيّة مشروع الاتّفاقيّة وإحالته إلى رئاسة الجمهوريّة. ويقيم رئيس الجمهوريّة مأدبة عشاءٍ رسميّة على شرف الضيف القبرصيّ في قصر بعبدا، ينتظر أن تتوّج بإعلان التفاهم النهائيّ حول صيغة الاتّفاق، تمهيدًا لتوقيعه بين الوفدين اللبنانيّ والقبرصيّ.
على خط آخر، عقدت اللجنة الرسميّة المنظمة لزيارة البابا لاون الرابع عشر مؤتمراً صحافياً، أطلعت خلاله المواطنين والإعلاميين على الترتيبات اللوجستية والأمنية والإعلامية، المتعلقة بالأماكن التي سيزورها قداسة البابا وخطط السير على الطرق التي سوف يسلكها موكب قداسته خلال الأيام الثلاثة من زيارته التي تبدأ الأحد المقبل، وذلك في قاعة الشرف في لواء الحرس الجمهوري – المبنى رقم 4 في القصر الجمهوري في بعبدا. وأوضحت اللجنة أنّ 21 طلقة مدفعية ستُطلق عند وصول البابا إلى لبنان مشيرةً إلى أنّ على المواطنين الوصول عند الخامسة صباحًا للمشاركة بالقداس في بيروت. وطلب رئيس أركان لواء الحرس الجمهوري التعاون مع الأجهزة الأمنية عند وصول البابا إلى لبنان والحضور باكرًا لتجنّب الازدحام وطلب من الجمهور عدم إحضار مواد قابلة للاشتعال وحمل علم الفاتيكان أو علم لبنان فقط مع منع استخدام الدرون في منطقة حضور البابا…
انتخابياً، اعتبر رئيس لجنة الإدارة والعدل النائب جورج عدوان أنّه «بعدما أرسلت الحكومة مشروع قانون معجّل بات رئيس مجلس النواب نبيه برّي ومجلس النواب مسؤولين عن أيّ خلل بموعد الانتخابات. وقال «كنّا نأمل إحالة مشروع القانون المعجّل بشأن الانتخابات على الهيئة العامة مباشرةً وليس بعد 20 يوماً، وهذا يظهر كم كان نواف سلام متحمسا للموضوع». وأضاف عدوان: النّهج الجديد ليس إلا استمرارية للنّهج القديم وعدم احترام مسار العجلة يُعرقل التحضير للانتخابات. كما أشار إلى أن «45 ألف شيعي تسجّلوا عام 2022 للمشاركة بالانتخابات في مقابل 41430 تسجّلوا عام 2025 أي أن نسبة الشيعة المسجلين ارتفعت 8% عن المرة السابقة». وتابع عدوان: «الحملة على غير المقيمين تهدف لمنعهم من التصويت، وهذا أمر غير عادل أضعه بين أيدي جميع اللبنانيين والتأخير الذي حصل من قبل سلام وبرّي ومجلس النواب يجب أن يدفع الجميع إلى بذل كلّ الجهود لتغيير النّهج القائم».
وعلى خط جهود الحكومة لتطوير المرافق العامة، أكد رئيس الحكومة نواف سلام بعد جولة تفقديّة في مرفأ بيروت أن العدالة حق لضحايا انفجار المرفأ وحق جميع اللبنانيين. وقال «نعمل في الحكومة على نهوض الاقتصاد في لبنان والركن الأساس لأيّ عمليّة هو تطوير مرفأ بيروت». وشدّد سلام على أن هناك رؤية للمرفأ يجب تحديثها مع آليات العمل تشمل إعادة بناء الصوامع وتنفيذ مجموعة من الخطوات الداخليّة التطويرية إضافة إلى العمل على وضع مرفأ بيروت على خريطة المواصلات في المشرق العربيّ. أضاف «كلّي ثقة بمجلس إدارة المرفأ لدفع عمليّة تطويره واتفقت مع البنك الدوليّ على وضع دراسة لمسألة المواصلات بين لبنان والمحيط العربي عبر المرافئ والموانئ الجويّة وخطوط المواصلات البريّة أي الطرقات والتفكير بإعادة تشغيل سكك الحديد». أما وزير الأشغال فايز رسامني فأشار إلى أن سلة الأهداف واضحة، وقال: «وعدت سلام كما طلب منّي أن يكون التركيز على المرفأ وجهودنا ستنصبّ على المرفأ وسنعمل على توحيد الأمن مع شباك موحّد للجمارك والهدف أن نزيد إيرادات الخزينة». أضاف «كلّ جهودنا تنصبّ على مرفأ بيروت و»منعرف شو ممكن يطلع من المرفأ» والخطة واضحة وبعد 100 يوم سنُعيد عرضها على الإعلام». وأكد أننا مستعدّون أن نضع في مجلس الوزراء كلّ أسبوع قراراً لدعم خطّة النهوض بمرفأ بيروت.
"الشرق":
بين مشهد غرق الطرقات والمستشفيات والوزارات بأمطار تشرين، واحتمالات غرق لبنان بحرب جديدة، من جهة، ومشهدٍ أكثر اشراقا تُجسّده الزيارةُ المرتقبة للحبر الاعظم الى بيروت نهاية الاسبوع المقبل، من جهة ثانية، توزّع الاهتمام الرسمي والشعبي امس.
عبد العاطي
ومساء امس وصل وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي إلى مطار رفيق الحريري الدولي – بيروت، حيث كان في استقباله في صالون الشرف وزير الإعلام المحامي د. بول مرقص، السفير المصري علاء موسى، مديرة المراسم في وزارة الخارجية اللبنانية السفيرة رلى نور الدين، ووفد من السفارة المصرية في لبنان.
وغادر الوزير المصري من دون الادلإء بأي تصريح.
ويشار إلى أن زيارة الوزير المصري تستمر يوما واحدا يلتقي خلالها رؤساء الجمهورية العماد جوزاف عون ومجلس النواب نبيه بري والحكومة نواف سلام.
الرئيس القبرصي
من جهة ثانية، من المتوقّع أن يصل الرّئيس القبرصيّ نيكوس خريستودوليدس إلى بيروت اليوم، في زيارةٍ رسميّةٍ يبحث خلالها مع رئيس الجمهوريّة اللبنانيّة آليّات توقيع اتّفاقيّة ترسيم الحدود البحريّة بين لبنان وقبرص، بعد إقرار الحكومة اللبنانيّة مشروع الاتّفاقيّة وإحالته إلى رئاسة الجمهوريّة.
وقال الرئيس نيكوس خريستودوليدس في حديث إلى وسائل إعلام قبرصية إن زيارته إلى لبنان اليوم الأربعاء ستتضمّن الإعلان عن “مسألتين مهمّتين”، موضحًا أنه سيكشف عنهما من بيروت مباشرة، من دون الخوض في التفاصيل بسبب “حساسية سياسية” تحيط بالملفّين.
وفي تصريح أدلى به للصحافيين امتنع خريستودوليدس عن توضيح طبيعة الخطوات المرتقبة، ما يرفع منسوب التكهنات حول ما تحمله الزيارة، سواء على مستوى التعاون الثنائي أو الملفات الإقليمية المرتبطة بشرق المتوسط.
وتأتي زيارة الرئيس القبرصي في ظل حراك متزايد بين البلدين، وسط ترقّب لبناني لما قد يعلنه من مبادرات أو مواقف جديدة خلال وجوده في بيروت.
زيارة البابا
على صعيد آخر عقدت اللجنة الرسمية المنظمة لزيارة الأب الأقدس البابا لاون الرابع عشر مؤتمرا صحافيا، أطلعت خلاله المواطنين والإعلاميين على الترتيبات اللوجستية والأمنية والإعلامية، المتعلقة بالأماكن التي سيزورها قداسة البابا وخطط السير على الطرق التي سوف يسلكها موكب قداسته خلال الأيام الثلاثة من زيارته التي تبدأ الاحد المقبل، وذلك في قاعة الشرف في لواء الحرس الجمهوري- المبنى رقم 4 في القصر الجمهوري في بعبدا. وأوضحت اللجنة أنّ 21 طلقة مدفعية ستُطلق عند وصول البابا إلى لبنان مشيرةً الى انّ على المواطنين الوصول عند الخامسة صباحًا للمشاركة بالقداس في بيروت. وطلب رئيس أركان لواء الحرس الجمهوري التعاون مع الأجهزة الأمنية عند وصول البابا إلى لبنان والحضور باكرًا لتجنب الازدحام وطلب من الجمهور عدم إحضار مواد قابلة للاشتعال وحمل علم الفاتيكان أو علم لبنان فقط مع منع استخدام الدرون في منطقة تواجد البابا…
المبادرة المصرية
في مقابل الزيارة التي يتعطش اليها لبنان علّها تُخرجه من محنه الأمنية والاقتصادية والمعيشية… بقيت ظلال عملية اغتيال اسرائيل الرجلَ الثاني في حزب الله قائد اركانه هيثم طبطبائي الاحد، وما يمكن ان يعقبها من تصعيد اسرائيلي ضد لبنان، ترخي بظلالها على الساحة اللبنانية. ومع وصول الوزير عبدالعاطي الى بيروت، في اطار المساعي الدولية لمنع تدهور الوضع العسكري، وفي حين قال وزير الخارجية الألمانية ان “يجب دعم الحكومة اللبنانية لنزع سلاح “حزب الله”، الغموضُ لا يزال يكتنف خطوات الحزب في المرحلة المقبلة، بعد الصفعة التي تلقاها، بينما يبدو سيناريو عدم رده الاكثر ترجيحا، لمعرفته بأنه غير جاهز للدخول في مواجهة جديدة مع اسرائيل، بحسب ما تقول مصادر عسكرية لـ”المركزية”.
معادلة معقّدة
في الميدان، أطلقت مدفعية الجيش الاسرائيلي قذائف فوسفورية عند أطراف بلدتي رميش ويارون في قضاء بنت جبيل. اما الاعلام العبري وتحديدا صحيفة جيروزاليم بوست، فقالت “يأتي اغتيال طبطبائي ليصيب حزب الله في وقتٍ تتأرجح فيه معادلةٌ معقّدة. فإذا اختار حزب الله الردّ على إسرائيل، فإنّه يخاطر بخسارة الإنجازات التي حقّقها منذ وقف إطلاق النار، ويصبّ في مصلحة إسرائيل التي تسعى إلى تعميق موجات الهجمات ضدّه. ومن ناحيةٍ أخرى، فإنّ عدم الردّ من شأنه أن يظهر ضعفًا كبيرًا، ويضرّ بصورة حزب الله في لبنان، وربّما يؤدّي حتى إلى نشوء جيوبٍ من التمرّد الداخلي داخل المنظمة”. ويرى التقرير أنّه “من الصعب أيضًا تصوّر أن تسارع طهران إلى مساعدة حزب الله والدخول مجدّدًا في دوّامة المواجهة المباشرة مع إسرائيل”. ويكمل التقرير “حتى لو انضمّ الحوثيّون إلى الحملة إلى جانب حزب الله، فلن يتمكّنوا من توفير الدعم اللازم له ضدّ إسرائيل. وحتى حركة حماس والجهاد الإسلامي، في وضعهما الراهن، غير مهتمّتين باستئناف القتال ضدّ إسرائيل في قطاع غزّة. لذلك، من المتوقّع أن يؤثّر انفراد حزب الله في أيّ حملةٍ محتملة على قراره بشأن نطاق الردّ المرتقب”.
بين الاصيل والوكيل
من جانبه، وغداة تأكيد الحرس الثوري الايراني ان “ردا ساحقا على الاغتيال، ينتظر المعتدي في الوقت المحدد”، كتب النائب وضاح الصادق على منصة “اكس”: بين بيان الأصيل، الحرس الثوري الإيراني، والوكيل حزب الله بعد اغتيال الطبطبائي، يبقى السؤال: ما نفع السلاح سوى الدمار الداخلي وعرقلة بناء دولةٍ تحمي أرضها وشعبها؟
مسؤولية بري
انتخابيا، اعتبر رئيس لجنة الإدارة والعدل النائب جورج عدوان أنه “بعدما أرسلت الحكومة مشروع قانون معجّل بات الرئيس نبيه برّي ومجلس النواب مسؤولين عن أيّ خلل بموعد الانتخابات. وقال “كنّا نأمل إحالة مشروع القانون المعجّل بشأن الانتخابات على الهيئة العامة مباشرةً وليس بعد 20 يوما وهذا يظهر كم كان نواف سلام متحمسا للموضوع”.
"الشرق الأوسط":
يترقب اللبنانيون والمجتمع الدولي ما إذا كان «حزب الله» سيبادر للرد الفوري على إسرائيل بعد اغتيالها العضو البارز في مجلسه الجهادي هيثم علي الطبطبائي وأربعة من رفاقه في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت، أم أنه يفضل التريث محتفظاً لنفسه بالتوقيت المناسب للرد لتفادي استدراجه للفخ الذي تنصبه إسرائيل بتهديدها بتوسعة الحرب؟ وبالتالي ينأى بنفسه عن الرد بحسب التوقيت الإسرائيلي في ضوء استنفارها لوحداتها العسكرية لتكون على أهبة الرد الفوري.
وعلمت «الشرق الأوسط»، من مصادر سياسية، أن التواصل بين قيادة «حزب الله» وأركان الدولة لم ينقطع منذ حصول الاغتيال للتداول في مرحلة ما بعده عسكرياً وسياسياً، في ضوء النصائح المحلية والخارجية التي أُسديت لقيادته بعدم الرد لمنع إسرائيل من استكمال مخططها الناري، وإفساحاً في المجال أمام توفير الدعم للمبادرة التي أطلقها رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون بدعوة إسرائيل للتفاوض السلمي وصولاً لتطبيق اتفاق وقف الأعمال العدائية تنفيذاً للقرار 1701.
بانتظار الظروف
ورجّحت المصادر أن قيادة الحزب تميل للتعاطي بإيجابية مع هذه النصائح ولن تنجر لاستدراجها، وتوقفت أمام البيان الصادر عن «الحرس الثوري» الإيراني وفيه أنه «يحق لمحور المقاومة و(حزب الله) الانتقام لدماء مقاتلي الإسلام الأبطال، وأن حقهم محفوظ في الموعد الذي يقرره، ليكون الرد قوياً بانتظار المعتدي الإرهابي»، ما اعتُبر دعوة للتريث ريثما تسمح الظروف بانتقامه منها.
ولفتت إلى أن الحزب يدرس الرد سياسياً على إسرائيل على الأقل حالياً، آخذاً في الاعتبار نصيحة «الحرس الثوري». وقالت إنه سيلتفت إلى الداخل بمطالبته الدولة اللبنانية بتوفير الأمن والحماية لأبنائها، وهذا ما ركز عليه رئيس مجلسه التنفيذي الشيخ علي دعموش في كلمته في تشييع الطبطبائي واثنين من رفاقه.
وقالت المصادر إن تريث الحزب في الرد يتيح له تمرير رسالة إلى الداخل والمجتمع الدولي يؤكد فيها بأنه باقٍ على التزامه بوقف النار منذ صدوره في 27 نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 برعاية الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا، فيما تمتنع إسرائيل عن تطبيقه، رغم أن التزامه، كان ولا يزال، موضع تساؤل بداخل حاضنته الشعبية.
وأكدت أنه على تفاهم في تريثه مع حليفه رئيس المجلس النيابي نبيه بري بتحميله لجنة الرقابة الدولية المشرفة على تطبيقه مسؤوليةً بسؤالها عن الضمانات لمنع إسرائيل من توسعة الحرب.
«الهدنة البابوية»
ولفتت إلى أن الحزب ليس في وارد استدراج إسرائيل للرد رغبة منه باحترام «الهدنة البابوية» التي يُفترض أن ينعم بها لبنان وهو يستعد لاستقبال البابا لاوون الرابع عشر، وإتاحة المجال أمام اللبنانيين على اختلاف طوائفهم للاحتفاء به، وهذا ما يسبب إحراجاً لإسرائيل في حال أقدمت على توسعة الحرب.
وأضافت أن الحزب أودع موقفه بتريثه في الرد لدى إيران لعلها توظفه بتحسين شروطها بالتلازم مع استئناف مفاوضاتها مع الولايات المتحدة، كونها الأقدر على ضبط أدائه وتقديمها للضمانات بحمايتها لاتفاق وقف الأعمال العدائية تطبيقاً للقرار 1701، في حال استجابت إسرائيل للضغوط الأميركية لوقف توسعتها للحرب وبغطاء أميركي للتسليم بشروطها بدخول لبنان في مفاوضات مباشرة، رغم أن أمين عام الحزب الشيخ نعيم قاسم لم يتردد في قوله إنه لا خطر على المستوطنات في شمال فلسطين، وإن قدرات الحزب العسكرية هي الآن دفاعية وليست قتالية أو هجومية.
رسالة لواشنطن
ورأت أن قاسم أراد تمرير رسالة لواشنطن بأنه الضامن لأمن المستوطنات بالشراكة مع إيران، لعلهما يتمكنان من رفع الضغوط المحلية والخارجية على الحزب بدعوته لتسليم سلاحه التزاماً منه بالبيان الوزاري لحكومة الرئيس نواف سلام ومشاركته فيها بوزيرين. وقالت إنه يختار الرد على إسرائيل باعتماده التوقيت الإيراني، رغبة منه بتقوية موقف إيران وتعبيد الطريق أمام إشراكها في المفاوضات لإنهاء الحرب.
تجنب المغامرة
إلا أن المصادر قالت إن تجنّب الحزب الرد الفوري من شأنه أن يقوي موقف خصومه في الداخل بمطالبته بتسليم السلاح وحصريته بيد الدولة، طالما أنه يمتنع عن استخدامه للضرورة دفاعاً عن النفس، كما يدّعي، فإنها في المقابل تتعاطى مع تريثه من زاوية أن قيادته تتجنب بموقفها العاقل، في حال استمرت عليه، الدخول في مغامرة غير محسوبة النتائج، أسوة بتلك التي أصابته بإسناده لغزة متفرداً بقراره.
وقالت إن الحزب يبالغ في حديثه باستعادته لقدراته العسكرية لطمأنة حاضنته، وهو بذلك يوفر الذرائع لإسرائيل للتمادي باعتداءاتها وخروقها، مع أنها ليست بحاجة إليها. وكشفت أن الكلام الإسرائيلي عن تهريب السلاح عبر سوريا إلى الحزب ليس دقيقاً، وأن ما حملته الموفدة الأميركية مورغن أورتاغوس من إسرائيل، في هذا الخصوص، يأتي في سياق تبريرها لمواصلة عدوانها، لأنها لم تزودها بأدلة تثبت فيها اتهاماتها للحزب، واكتفت بنقل رسائلها إلى أركان الدولة بإحاطتهم بشكوى إسرائيل التي بقيت في العموميات.
تحولات المنطقة
وأكدت أن الحزب بدراسته لموقفه بالرد الفوري على إسرائيل أو تفضيله التريث، يأخذ في الاعتبار التحولات في المنطقة ولبنان، ولم يعد في مقدوره تأمين المعابر لاستيراد السلاح من إيران بسقوط النظام السوري، حتى إنه يشكو من الإجراءات المؤدية لتجفيف مصادر الدعم المالي الإيراني، كما كان يحصل في السابق، نظراً للإجراءات التي اتُّخذت بحق «مؤسسة القرض الحسن» التابعة له والتدابير المشددة لمنع إيصال الإمداد المالي الإيراني له.
وكشفت أن الحزب أعاد تنظيم ما تبقى من قدراته العسكرية وأدرجها كأساس في خطته الدفاعية، آخذاً في الاعتبار عدم إيصال السلاح الإيراني إليه بسقوط النظام السوري. ورأت أن الظروف التي أتاحت له الصمود في مواجهات عدة خاضها مع إسرائيل وأبرزها «تصفية الحساب» عام 1993، و«عناقيد الغضب» 1996، و«حرب تموز/ يوليو» 2006 لم تعد قائمة، وحظيت في حينها بتأييد شعبي واحتضان فرنسي، بخلاف إسناده لغزة الذي قوبل برفض دولي وعربي امتداداً إلى الداخل، ولم يعد له من حليف سوى بري مع اشتداد الضغوط في الداخل والخارج للتسليم بحصرية السلاح بيد الدولة وفق الخطة التي أعدتها قيادة الجيش وتبنتها الحكومة.
حجم الاغتيالات
وتوقفت أمام حجم الاغتيالات التي نفذتها إسرائيل لأبرز قيادات الحزب السياسية والعسكرية، وعلى رأسها أميناه العامان السابقان حسن نصر الله وهاشم صفي الدين. وقالت إن إسناده لغزة أدى لإطاحة إسرائيل بقواعد الاشتباك وبتوازن الردع بخلاف المواجهات التي حصلت حتى حرب تموز (يوليو)، وبانكشافه على نطاق واسع أتاح لإسرائيل تسجيل خروقات أمنية استخباراتية، من دون أن يتمكن من توفير الحماية لجميع الذين سقطوا، والتي تصدّرت مراجعاته النقدية لسد الثغرات التي استفادت منها إسرائيل باستهدافها لقياداته وملاحقتها لمحازبيه كما يحصل الآن في الجنوب امتداداً للبقاع.
عزلة ومحاصرة
فالحزب بحاجة ليعيد ترميم صفوفه وترتيب بيته الداخلي، إضافة إلى أنه يعاني من العزلة التي تحاصره في الداخل بمطالبته الالتزام بحصرية السلاح، ولم يعد له من حليف سوى بري، وبالتالي يدخل الآن في مرحلة عنوانها شراء الوقت، وهذا ما يفسر تريثه في الرد الفوري في حال صحت توقعات القيادات التي تتواصل معه.
وبموقفه هذا قوبل بتفهُّم من «الحرس الثوري»، وهو بمثابة غطاء إيراني له ويأتي في سياق مراعاته للمزاج الشيعي العام الذي يتطلع لإعمار البلدات المدمرة، خصوصاً أن مجرد ردّه سيرفع من منسوب النزوح الذي لا قدرة للحزب على استيعابه كما يجب.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا