خاص ايكووطن: المعالم الأثرية التي تزخر بها المناطق التركية شبيهة بمعالم مدينة طرابلس ..في تركيا عناية واهتمام وفي طرابلس إهمال ونسيان 

الرئيسية حصري / Ecco Watan

الكاتب : روعة الرفاعي
Mar 03 24|17:53PM :نشر بتاريخ

ايكووطن - من بورصة التركية - روعة الرفاعي 

لم تكن الرحلة الى تركيا هذه المرّة كسابقاتها حيث البحث عن الراحة والإستجمام حينما بدأت تلوح في المخيلة فكرة مدى التشابه فيما بين الآثار والمراكز التراثية التي تزخر بها المدن التركية ومنها مدينة بورصة حيث الخانات والمساجد والأسواق تماماً كالتي في مدينة طرابلس داخل أحيائها الشعبية والتي تضج بالخانات  المهملة والحمامات والمدارس الدينية الأثرية المملوكية المتروكة لقدرها ومصيرها المر، فبينما الخانات تحوّلت الى أسواق مهمة في بورصة ومقاهي تستقطب السياح من كل أصقاع الأرض، نجد الخانات في طرابلس مقفلة بعدما نبتت الحشائش داخلها كدليل على الإهمال أو هي خضعت للترميم لكن وبالرغم من جماليتها أقفلت وضاع المفتاح في أدراج الوزارات المعنية والأسباب تبقى مجهولة لماذا لا يتم إفتتاحها وتحويلها الى مراكز سياحية يمكن الإستفادة منها ؟؟؟!!! 
بين المدن التركية والأحياء الشعبية في طرابلس أوجه شبه كثيرة وربما لهذا السبب قامت الحكومة التركية بترميم " المولوية" عند قلعة طرابلس وبالرغم من أهميتها هي بلا أي برنامج مطروح والبلدية لا تأتي على ذكرها ولا حتى الجمعيات التي تدّعي الحرص والغيرة على آثار طرابلس، وعلامات الإستفهام التي كانت تطرح سابقاً لم يعد من داعٍ لها حيث الصورة باتت أوضح اليوم " ما من قرار سياسي" لإنقاذ طرابلس ومعالمها التراثية وما من نية للنهوض بها وبمرافقها بل بالعكس فإن من يسعى لذلك " يحارب ويجابه" بكل أنواع الأسلحة ومن كل الجهات الأمنية والسياسية. 
في تركيا آثار وفي طرابلس آثار لكن هناك قادة ورؤساء بلديات يسعون لتطوير بلدهم بالرغم من كل الأزمات، بينما في طرابلس فالغلبة دائماً لمن يسعى لدمارها وتشويه صورتها ومن ثمّ تخلُّفها، فهل تنهض طرابلس يوماً وتستفيق من كبوتها ؟؟؟!


بيئة طرابلس تشبه البينة التركية 

وللإطلاع أكثر على المزايا التي تساهم في تطور المدن التركية وكيفية الإستفادة منها كان لموقع "ايكو وطن" لقاء مع أستاذ اللغة العربية في جامعة " بورصة أولوداغ" قسم كلية الأدب العربي الدكتور يوسف بولوتلو والذي قال حول أوجه الشبه بين البلدين :"تاريخيّاً لبنان هو المنطقة الأقرب لتركيا ويشكلان منطقة واحدة، وهناك تشابه من ثلاث نواحٍ جغرافية وقد زرت مدينة طرابلس ووجدت بأنها بيئة تشبه البينة التركية سيما وقوعها على البحر الأبيض المتوسط، كما أن هناك التشابه البشري مما يعني تشابها ثقافيا ، الشيء الثاني أن هذا المنطقة يجمعها البعد الديني وهذا بالفعل ما يجمعنا ومدينة طرابلس والتي لا نشعر بأننا غرباء ونحن نزورها". 
وأضاف:" هناك في طرابلس أيضاً الخانات والمساجد والأماكن الأثرية التاريخية والتي تشبه الى حد كبير تلك الموجودة في مناطق ومدن تركية، الدولة العثمانية كانت تعطي الإهتمام الكبير لطرابلس كونها تشكل البوابة للبحر الأبيض المتوسط لذلك نجد آثارا عثمانية وأحياناً آثار اممزوجة بين المملوكي والعثماني كالجامع المنصوري الكبير في طرابلس، وطرابلس الشّام هو اسم من العصر العثماني ليتم فصلها عن طرابلس الغرب في ليبيا ".
وتابع:" بشكل عام لقد وجدت الشعب الطرابلسي واللبناني عامة يتمتع باللطف في التعامل وهي ميزة مهمة جدا"، وأشير الى أن هذه الصفات وجدتها في كل المناطق اللبنانية المسيحية والإسلامية ، حتى الكنائس أثرية ومهمة وبالفعل هناك تقارب كبير بيننا، الأمر الثالث أن طرابلس مميزة عن بقية المدن اللبنانية كونها تجمع بين البحر والجبال وهذا من شأنه إن عملت عليه الدولة والأطراف السياسية أن يجذب السياح بشكل كبير ، هذا فضلاً عن السياحة الدينية لجهة المساجد والكنائس القديمة والأماكن المقدسة، بالفعل هي منطقة تحتاج للإعتناء والإستثمار الجيد والخدمات البلدية ". 


تركيا والانتخابات 


وعن تركيا يقول بولوتلو:"نحن بانتظار الإنتخابات البلدية والتي تختلف عن الرئاسية كونها تطال المجتمع في الصميم، والأحزاب حينما ترشح الأحزاب رؤساء البلديات يقومون بإحصائيات لمعرفة نظرة الشعب للمرشح ومعرفة صحة إختياره لهذا المرشح أو ذاك ، على سبيل المثال في مدينة "أورفا" إختار حزب العدالة مرشحاً مختلفاً عن الرئيس السابق لكن لم يستطع الحصول على القبول مما دفع الحزب الى تغيير الخطة في اللحظة الأخيرة، نستطيع أن نقول للأحزاب دور كبير في الإنتخابات المحلية لكن بنفس الوقت هو يختار المرشح وفقاً لرغبات الشعب". 
وأضاف:"الرئيس أردوغان اُنتخب  في البدايات رئيساً لبلدية إسطنبول وحينما نجح في عمله ترشح للإنتخابات الرئاسية، وطبعاً هناك الكثير من رؤساء البلديات الذين يطمحون لرئاسة الجمهورية كون البلدية طريقا لتحقيق هذا الهدف، لذلك هذه الإنتخابات بالنسبة للشعب التركي مهمة جداً فإن خسر حزب المعارضة يبقى لحزب العدالة السلطة والقوة".

النظام الاقتصادي في تركيا 

وعن الأزمات الإقتصادية يقول الدكتور بولوتلو :" الوضع الحالي ليس كما يرام،فمنذ العام الفين واثنين  ولغاية العام الفين وسبعة عشر  كان الاقتصاد في أوجه لكن مع تغيير النظام والذي بات رئاسياً حصرياً إجتمعت السلطات بيد القوى الواحدة مما أدى الى أن رئاسة الجمهورية تقرر كل شيء يتعلق بالإنتخابات وبالحروب وهكذا لا بد من التراجع ومع الكورونا وتغيير النظرة الاقتصادية مع تخفيض الربا الذي أصر عليه الرئيس أردوغان أدى الى أزمة كبيرة ، وأعتقد أنه بعد الإنتخابات البلدية سيرتفع الدولار أكثر، والرئيس أردوغان أدرك خطأه وهو يعمل على رفع الربا لكن ذلك أثر كثيراُ على شعبية أردوغان وهو ما ظهر جلياً في الانتخابات النيابية الأخيرة ". 
وإستطرد:" بعد الانتخابات الرئاسية بدأوا بالتغيير لكن الخروج من الأزمة يحتاج للوقت وسياسة مالية محكمة وأتوقع إننا نحتاج لما يقارب السنتين، وليس الزلزال هو السبب الرئيسي ولا الكورونا وإنّما الأنظمة الجديدة والتدخلات في نظام البنك المركزي مما خلق عدم ثقة لدى المستثمرين والتجار وهروب رؤوس الأموال الى الخارج وسرعة في عملي هبوط قيمة الليرة التركية ".
وأشار بولوتلو الى أن " البنك المركزي يطلق مبالغ كبيرة من الدولار بهدف تثبيته وبعد الانتخابات لن يتم ضخ الدولار في السوق وبطبيعة الحال سيرتفع لكن في حال الإستمرار بالسياسة المالية الجديدة قد نخرج من هذه الأزمة، الآن نلاحظ بأن التضخم يهبط في كل دول العالم بعد كورونا ، لكن السياسة عندنا تتحمل ستين بالمئة  من الأزمة".

تركيا والحرب على غزة 

وعن العدوان الإسرائيلي على غزة يقول بولوتلو:" طبعاً لا نقبل بما يجري الغزاويون هم أصل الوطن وكشعب لهم الحق في الدفاع عن أنفسهم ولهم حق العيش بحرية كبقية الشعوب، وأي شخص لا يقبل بما يحصل وإسرائيل لا يحق لها محاصرة الفلسطينيين ونحن نقول لا وجود لإسرائيل في فلسطين ولا يحقّ لهم بالأرض!!! لكن وبسبب الأزمة الاقتصادية التركية فإن تركيا لم تتخذ أي موقف صارم وتصريحاتها فقط سياسية وفعلياً لم يتم طرد السفير وقطع العلاقات ، كنا ننتظر من حكومتنا إتخاذ مواقف أكثر صرامة لكن وللأسف لم يتم الأمر في هذا اليوم الفاصل والمهم وكل الشعوب العربية لم تقم بخطوات مهمة ليبقى الفلسطيني وحده في هذه المعركة المصيرية". 
وختم الدكتور بولوتلو:" أشدد على التشابه بين تركيا ولبنان لجهة وجود الأحزاب والأديان والتي تتحكم بالسلطة فإن كانت أحزاب علمانية تبث الرعب في نفوس المواطنين من الأحزاب المتشددة والعكس صحيح، بدلاً من أن يتغنى كل طرف بإنجازاته المهمة على الأرض وهذا ما يجب أن يتغير كي تتمكن الدول من التطور بعيداً عن الفساد المالي والسياسي لذا ينبغي على الدول الوعي والإختيار على أساس الخدمات وليس الطائفية والدين ".

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : ايكو وطن-eccowatan