افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الثلاثاء 27 أغسطس 2024

الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Aug 27 24|08:26AM :نشر بتاريخ

"النهار":

بدا واضحاً، غداة ردّ “حزب الله” على اغتيال القائد العسكري لديه فؤاد شكر والمواجهة التي حصلت بينه وبين إسرائيل فجر الأحد الماضي، أن الوضع الميداني في جنوب لبنان وعلى الجبهة المفتوحة مع إسرائيل منذ 8 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، قد عاد إلى ستاتيكو أو معادلة ما قبل الأحد، أي إلى الاستمرار في معادلة “المشاغلة” المضبوطة بقواعد اشتباك “مرنة”. وهذا يعني بوضوح أن الاستنزاف الطويل المدى، المرتبط بحرب غزة، سيبقي مصير الجنوب وعبره البلاد بأسرها عرضة لتداعيات هذه المعادلة القسرية وتطوراتها إلى أن تظهر معالم جدية لتسوية توقف الحرب في غزة.

ومع أن الساعات الأخيرة شهدت انحساراً لافتاً في المواجهات قياساً بالفترة الأخيرة، فإن عودة سلسلة الغارات الإسرائيلية الكثيفة التي استهدفت عدداً من القرى ناهيك عن تحريك “حزب الله” مسيّرات في عملية استهداف، أظهر ميدانياً على الأقل أن المجريات الحربية التي حصلت صباح الأحد الماضي انحصرت برد الحزب وردّ إسرائيل على الرد، فيما تصرّف الجانبان أمس كأن العودة إلى الستاتيكو الميداني تجاوزت حالة الاستنفار الضخمة التي سبقت وواكبت مجريات الأحد لتعود الوقائع الى “رتابة” المواجهات التقليدية كما كانت قبل الأحد الماضي.

وفي ما يعتبر الاستهداف الأول بعد تطورات الأحد الماضي، استهدفت مسيّرة إسرائيلية بصاروخين سيارة رباعية الدفع من نوع هوندا عند أوتوستراد الشمّاع، بين حارة صيدا وعبرا. وأشارت المعلومات إلى أن لا اصابات في الغارة الإسرائيلية، إذ أن المستهدف نجا قبل حدوث الضربة وهو القيادي في “حماس” نضال حليحل. أما على الحدود، فاستهدفت غارات إسرائيلية بلدتي علما الشعب وطيرحرفا والمنطقة الواقعة بين الطيبة والعديسة وبلدة كفركلا. ونفذت مسيّرة غارة على بلدة حانين.

وخرق الطيران الحربي الإسرائيلي جدار الصوت فوق مختلف الأراضي اللبنانية. وجدّد الطيران الحربي الإسرائيلي بعد الظهر ومساء غاراته التي استهدفت دير سريان وزوطر الغربية وكفركلا ونهر الخردلي وأطراف يحمر الشقيف وأطراف الناقورة. وفي المقابل، أعلن “حزب الله”، “استهداف ‌‌‌التجهيزات التجسسية في ‏موقع راميا بمحلّقة إنقضاضية والاصابة مباشرة”.

وفي هذا السياق جدّد “حزب الله” التأكيد أنه لا يريد الحرب الشاملة. وقال الوزير السابق محمد فنيش إن الردّ على اغتيال شكر “أتى في إطار معاقبة العدو وإلزامه العودة إلى قواعد الاشتباك”، مشيراً إلى أنّ “المقاومة تمتلك من القدرات ما يجعلها مستعدّة لكل الاحتمالات، وهي لا تريد خوض حرب شاملة لأن أهدافها ليست كذلك، لكن إذا ما حاول العدو أن يتجاوز الحدود أو يتمادى أو يستهدف المدنيين، فالمقاومة مستعدة للردّ وهي حاضرة وجاهزة لكلّ احتمال”.

وهاجم من تحدث عن حرب شاملة مقبلة، قائلاً: “أما أولئك الذين روّجوا لإمكان الوصول إلى حرب شاملة، وأنّ الأيام الآتية قد تشهد مثل هذه الحرب، فنقول لهم: كُفّوا عن مثل هذه التحليلات، سواء بغرض تثبيط العزائم أو التهويل أو التخويف، لأنّنا تجاوزنا كل هذه المراحل، وحواجز الخوف قد سقطت، والخشية من العدو قد أصبحت من الماضي”.

أما إسرائيل، فأعلنت عبر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هليفي أن “مهمتنا واضحة وهي إعادة سكان الشمال إلى منازلهم بأمان في أسرع وقت ممكن”. وقال خلال جولة له على الحدود الشمالية مع لبنان: “مصممون على مواصلة إلحاق الضرر بـ”حزب الله” والقضاء على قياداته”. وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية عن اطلاق نحو 20 صاروخاً من لبنان في اتجاه بلدات إسرائيلية على الحدود الشمالية تزامناً مع الإعلان عن زيارة رئيس الأركان الإسرائيلي ونظيره الأميركي للحدود.

التحرك الديبلوماسي

اما في المقلب الديبلوماسي من المشهد، فتوقعت أوساط ديبلوماسية أن تنشط التحركات مجدداً على خلفية السعي إلى إبقاء الوضع ضمن الضوابط وعدم اتساع التوتر خصوصاً بعد التمديد المرتقب للقوات الدولية العاملة في الجنوب “اليونيفيل” بما يطلق دورة جهود جديدة لإحياء تنفيذ القرار 1701 .

كما أن معلومات لـ”النهار” أشارت إلى أنه من غير المستبعد أن يزور بيروت في الأيام القليلة المقبلة رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي سي كيو براون الذي يقوم منذ أيام بجولة على بعض بلدان المنطقة، وذلك لإجراء محادثات مع قائد الجيش اللبناني العماد جوزف عون تتناول الوضع في الجنوب والمنطقة والدعم الأميركي للجيش اللبناني.

وفي اطار التحركات الديبلوماسية، برز أمس لقاء بين السفير السعودي وليد بن عبد الله بخاري في مقر إقامته في اليرزة والسفير الفرنسي لدى لبنان هيرفيه ماغرو جرى خلاله البحث في أبرز المستجدات السياسية الحاصلة على الساحتين اللبنانية والإقليمية، خصوصاً في ظل التطورات الأخيرة التي شهدتها الساحة الجنوبية. ولا يُستبعد أن يكون هذا اللقاء مؤشراً لتجديد المساعي السعودية الفرنسية المشتركة حول الواقع اللبناني بشقيه المتعلقين بالوضع على الحدود الجنوبية للبنان مع إسرائيل وبالأزمة الرئاسية العالقة والجامدة منذ مدة طويلة.

تزامن ذلك مع معلومات تؤكد أن فرنسا قدمت الصيغة النهائية لقرار التجديد لـ”اليونيفيل” على أن توضع باللون الأزرق وتقرّ في مجلس الأمن الدولي الخميس المقبل من دون تعديلات جوهرية مبدئياً. وفي اطار استكمال الاستعدادت والتحركات الحكومية في هذا الإطار اجتمع أمس وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بو حبيب مع سفراء فرنسا، الصين، إسبانيا، وايطاليا والقائمَين بأعمال سفارتي روسيا والمملكة المتحدة، وذلك في إطار متابعته الحثيثة لمسار التمديد للقوات الدولية، التي تنتهي ولايتها نهاية شهر آب (أغسطس) الجاري، وعرض معهم المفاوضات الجارية حالياً في مجلس الأمن بشأن التمديد لقوات الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان لسنة أخرى. وكان بو حبيب ناقش أيضاً في اتصال هاتفي مع سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان ليزا جونسون آخر مستجدات تمديد ولاية اليونيفيل.

وأعاد الوزير بو حبيب تأكيد موقف لبنان “الثابت للتمديد لـ”اليونيفيل” لسنة أخرى، ومن دون إدخال أي تعديلات على قرار التمديد”. كما استقبل وزير الخارجية سفيرة قبرص لدى لبنان وتم عرض التطورات الأمنية في لبنان والمنطقة، والمساعي الجارية للتوصل الى وقف لاطلاق النار في غزة، إضافة الى مسألة التمديد للقوات الدولية.

وفي حين أعتبر وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس أن “التصعيد في لبنان مقلق للغاية”، مؤكدًا الحاجة الملحة لوقف إطلاق النار في غزة، تلقى بو حبيب اتصالاً هاتفياً من مفوض السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عرضا خلاله التطورات الميدانية في جنوب لبنان والمنطقة. وأعرب بوريل عن تأييده لموقف لبنان المطالب بالتطبيق الفوري لقرار مجلس الأمن رقم 1701.

وأسف الوزير بو حبيب وبوريل “لعدم تحقيق انفراجة في الجولة الجديدة من المفاوضات التي تقودها الولايات المتحدة وقطر ومصر للتوصل إلى وقف لاطلاق النار في غزة، والتي عقدت في القاهرة بعد الجولة الأولى في الدوحة. وأكدا أهمية استمرار الجهود والمساعي لايقاف اطلاق النار في غزة باعتباره المدخل الأساس لوضع حد للتصعيد الدائر في المنطقة وتجنيبها حرباً شاملة. وشدّد الوزير بو حبيب على ضرورة أن يمارس الاتحاد الأوروبي ضغوطاً على إسرائيل لتوقف عدوانها المستمر على لبنان وتلتزم بتنفيذ القرار 1701”.

 

 

 

 "الأخبار":

رغم أن كل وسائل الإعلام الرئيسية في كيان الاحتلال تبنّت رواية الجيش عن الضربة الاستباقية فجر الأحد، إلا أن الانتقادات التي كالها المعلّقون لرئيس حكومة العدو وللناطق باسم الجيش دلّت على استمرار أزمة الثقة، خصوصاً أن كثيرين وجدوا أن الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عرف كيف يدير الدفّة في خطابه عن عملية «يوم الأربعين». والخلاصة المشتركة بين كل ما قاله المسؤولون والمعلقون في الكيان هي أن حزب الله لا يبدو مردوعاً، ومستمر في حرب الاستنزاف حتى يتوقف القتال في غزة.

وعبّر الخبير الأمني يوسي ميلمان عن هذا الموقف بوضوح في مقال له جاء فيه: «لقد أوضح الأمين العام لحزب الله نصرالله ما حدث هذا الصباح. إنه عدو قاس، لا يعترف بحق إسرائيل في الوجود». فيما رأى المحلل الإسرائيلي بن كاسبيت، في مقال في موقع «والا»، أن نتنياهو لجأ مرة أخرى إلى «الخيار السهل، وبدلاً من اختيار التحركات القوية التي من شأنها استعادة الردع الإسرائيلي، وإعادة سكان الجليل الأعلى إلى منازلهم، فضّل عملية تعطيل ناجحة، ولكن محدودة». وأعرب عن شكوكه في «قدرة الحكومة الإسرائيلية على الدخول في مواجهة مفتوحة مع حزب الله».

وكتب المحلل والخبير الإسرائيلي نير كيبينيس، في الموقع نفسه، أن «الحكومة بالتعاون مع الجيش تؤجل المواجهة الحتمية، وسندفع جميعاً الثمن غالياً كما في الجنوب». وأشار العميد المتقاعد داني فان بيرن، في صحيفة «معاريف» إلى وجود «فرصة تاريخية للدخول في مواجهة شاملة»، مشدداً على أن «المواجهة مع إيران لا يمكن تأجيلها (…) ويجب علينا أن نفهم مصالح جميع الأطراف في المعادلة، وأن نحقق فقط مصالح إسرائيل. وفي الواقع الحالي، فإن العمل العسكري القوي وحده هو يضمن ذلك»، معتبراً «أن الفرصة الآن سانحة لتوجيه ضربة قوية إلى إيران وحزب الله، قبل حصول طهران على برنامجها النووي، واستعادة حلفائها لقوتهم».

وذهب الضابط السابق في «الشاباك» موشيه بوزيلوف إلى ضرورة تجنب الدخول في حرب مفتوحة مع إيران وحزب الله. وقال في مقال في «معاريف»: «نحن في حرب مسرحية، حيث يختبر كل طرف حدود قدرة الطرف الآخر على التحمل. إذا استمرت إسرائيل في العمل بنموذج الضربات الوقائية الدقيقة، مع الحفاظ على التنسيق السياسي مع الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي، فهناك فرصة جيدة لتجنب حرب شاملة». ومع ذلك، توقّع بوزيلوف أن «تدفع واشنطن باتجاه التصعيد مع إيران، من خلال توجيه ضربة إليها باعتبارها راعية للإرهاب، وهو ما قد يدخل المنطقة في حرب مفتوحة».

ونقلت صحيفة «نيويورك تايمز» في تقرير لمراسلتها في القدس إيزابيل كيرشنر، أن الكثير من الإسرائيليين «استيقظوا صباح الأحد ليجدوا أنه على الأقل في الأمد القريب، بدا أن الهجوم الذي طال انتظاره قد انتهى قبل أن يبدأ تقريباً». وأضافت أنه «سرعان ما أعلنت إسرائيل وحزب الله عن نوع من الانتصارات: إسرائيل بسبب ضرباتها الاستباقية قبل الفجر ضد ما قال الجيش إنها آلاف منصات إطلاق الصواريخ التابعة لحزب الله في جنوب لبنان، وحزب الله بسبب إطلاقه اللاحق لوابل من الصواريخ والمُسيّرات على شمال إسرائيل، والتي قال الجيش الإسرائيلي إنها قتلت ضابطاً بحرياً. وبحلول وقت الإفطار، كان الجانبان يستخدمان لغة الاحتواء».

وحذّر الصحافي المخضرم إيهود يعاري من أنه «قد تكون هناك مراحل. يمكن أن يكون هناك تصعيد تدريجي». وقال إن «إسرائيل ركّزت على إحباط التهديد للقوات والمدنيين الإسرائيليين من ترسانة حزب الله من الصواريخ والمُسيّرات، وليس أصولها أو بنيتها التحتية الأوسع».

إلى ذلك، خلصت دراسة لمعهد دراسات الأمن القومي إلى أنه «في هذه المرحلة، ليس من الواضح ما إذا كان حزب الله سيكتفي بهذا الرد، أم أنه سيحاول شن هجوم واسع النطاق آخر في المستقبل. ومع ذلك، من المرجّح أن يواصل الحزب حرب الاستنزاف المحدودة في الشمال حتى يتم التوصل إلى وقف إطلاق النار في الجنوب».

وكتب سيث جيه فرانتزمان أن حزب الله «لا تردعه أي خطوة. ورغم كل ما يتعرض له من ضربات قاسية، يبدو أنه قادر على تعويض خسائره وغير مردوع». وأضاف: «حتى الآن، يبدو أن حزب الله مرتاح إلى هذا النوع من الصراع، حيث يملي هو وتيرة ووقت ومكان الهجوم»، مشيراً إلى أن «السؤال في إسرائيل الآن، هو ما إذا كان يمكن ردع حزب الله، ومتى قد يحدث ذلك، وسط شعور بأن إسرائيل أرادت خلال الأشهر السبعة الماضية تحويل التركيز إلى الشمال. لكن الحرب في غزة لا تزال تتطلب التركيز لأن حماس تواصل هجماتها».

 

 

"الجمهورية":

بقدرة قادر مرّ القطوع الحربي أمس الأول الأحد، واما نتائج ما حصل فيه وحجم ما خلّفه، فمتروكة للايام لتفصح عنها. ولكن السؤال الذي يشغل اللبنانيين وغير اللبنانيين: هل انتهى الأمر عند هذا الحد، ورُحِّل شبح الحرب عن الاجواء الى غير رجعة، أم أنّه ينتظر لحظة تصعيدية جديدة ينطلق فيها نفير الحرب من جديد؟


مع استمرار تدحرج كرة النار، واحتدام المواجهات القاسية وتراكم الاحتمالات على حافة الهاوية، فإن الجواب في عهدة الآتي من الايام وما تخبئه من انفراجات او انفجارات. الا أنّ التطوّر الأبرز الذي طفا في الساعات الاخيرة على سطح جبهة الجنوب اللبناني، تجلّى في الرسائل المباشرة سواء من «حزب الله» او اسرائيل، التي اعقبت ما سمته اسرائيل الهجوم الاستباقي، وردّ الحزب على اغتيال أحد أكبر قيادييه فؤاد شكر، بأنّهما لا يرغبان في تدحرج هذه المواجهات إلى حرب واسعة تلقي المنطقة برمّتها في مهب سيناريوهات شيطانية وأكلاف تدميرية مرعبة فوق التوقعات.

وعلى الرغم من محافظة «حزب الله» واسرائيل على نبرة عالية من التصعيد والوعيد، إلّا أنّ ذلك لا يغيّر في حقيقة أنّ تلك الرسائل كانت - بإعلان اسرائيل انتهاء ما سمّته الهجوم الإستباقي، وإعلان «حزب الله» إنتهاء «عمليّة الأربعين» - شديدة الصّراحة والوضوح لناحية ما بدا أنّه حصرٌ لمواجهات الأحد، برغم عنفها الشديد واتساع رقعتها، في نطاق محدود وضمن حدود ما حصل وتحت السيطرة.

قواعد الاشتباك

اليوم الحربي الأحد الماضي، بالشكل الذي انته فيه، لم يطفىء النار، بل ابقى جمرها مشتعلا فوق الرماد وتحته على طول خط الحدود الجنوبية، ولكن ما بدا جليا على خطّ التقديرات والتحليلات، أنّها قرأت فيه خاتمة مريحة، تجلّت في رغبة غير معلنة من قبل «حزب الله» والجيش الاسرائيلي في العودة الى الانخراط مجددا ضمن قواعد الاشتباك، او بمعنى أدق ضمن ما تبقى من قواعد الاشتباك التي حكمت المواجهات بينهما منذ احد عشر شهرا. وأمّا تطوّر الأمور سواء في اتجاه التبريد او التصعيد، فمرهون أولا بمجريات الميدان العسكري وما قد يستجد فيه، وثانيا بما قد يطرأ من مستجدات على خطّ المفاوضات الرامية الى صياغة صفقة تبادل بين اسرائيل وحركة «حماس» وانهاء الحرب في غزة.

الكلمة حتى الآن هي للميدان العسكري، الذي يبدو أنّه سيبقى مفتوحاً لمدى طويل، في ظلّ مراوحة المفاوضات في دائرة المماطلة والفشل، وانعدام أيّة مؤشّرات حول اختراق ايجابي في المدى المنظور. إلّا أنّ اللافت للإنتباه في هذا السياق كانت الحركة الديبلوماسيّة المكثفة التي واكبت وأعقبت مواجهات الأحد.


وبحسب معلومات موثوقة لـ»الجمهورية» فإنّ القنوات الديبلوماسيّة الأميركية بدت في حال استنفار ملحوظ حيث توزّعت الإتصالات في غير اتجاه وعكست مخاوف جديّة لدى واشنطن من انحدار جبهة الجنوب اللبناني الى واقع خارج عن السيطرة، يشكل مفتاحا لحرب واسعة تشمل المنطقة برمتها.

وكشفت مصادر المعلومات أنّ واشنطن مارست ضغوطاً بصورة متزامنة على الخطّين اللبناني والإسرائيلي لكبح التصعيد وتجنب الوقوع في خطأ الحرب، وتأكيد حاجة الجانبين الى الإنخراط في مسار الحلّ الديبلوماسي. وعلى الخط نفسه كانت خطوط التواصل غير المباشر بين واشنطن وطهران مفتوحة عبر طرف ثالث لم تحدّد المصادر ما اذا كان الطرف الثالث قطر أو عُمان.

وعلى المنوال ذاته، تضيف المصادر عينها، تحرّك الفرنسيون الذين بدوا متهيّبين من سقوط لبنان والمنطقة في حال من عدم الإستقرار ووجهوا رسائل تحذيرية مباشرة من الإنزلاق إلى حرب عواقبها وخيمة على كلّ الاطراف. إضافة الى البريطانيين الذين عبروا عن قلق متزايد من تصاعد التوتر وحثوا جميع الأطراف على أن تساهم في خلق مناخات تجنّب منطقة الشرق الأوسط تصعيدا خطيرا».

وتلفت المصادر الى «أنّ النقطة المركزية التي ركزت عليها الاتصالات الديبلوماسية، كانت من شقين؛ الأول هو أن احتمالات الحرب الواسعة اكبر ممّا كانت عليه في الأشهر الماضية، ما يعزّز الحاجة الى تجنّبها بكلّ الوسائل، وأهميّة إنصياع كلّ الأطراف إلى ضبط النفس، وتحديداً من قبل «حزب الله» وعدم التسبب باشعال الحرب، وهذا يضع الجانب اللبناني أمام مسؤولية ثني الحزب عن الاقدام على أيّة خطوات تصعيدية تتعارض مع مصلحة لبنان وتفاقم المخاطر عليه.


واما الشق الثاني، تضيف المصادر، فهو التأكيد على أنّ نزع فتيل الحرب على جبهة جنوب لبنان، يبقى مستعصيا طالما ان الحرب في قطاع غزة ما زالت مستمرة. وثمة تقاطع بين الديبلوماسيين الغربيين على أن هذه الحرب اصبحت بلا أفق، والاميركيون على وجه الخصوص يؤكدون أنه آن الأوان لوقف الحرب، وصار من الملح على اسرائيل وحركة «حماس» الوصول الى وقف فوري لاطلاق النار والانخراط في تسوية تؤدي الى انهاء الحرب واطلاق سراح الاسرى الاسرائيليين.

تحذير

وفي وقت يستعد فيه مجلس الامن الدولي الى تمديد مهمة اليونيفيل في 31 آب الجاري لسنة جديدة، من دون تغيير في مهامها المنصوص عليها في التمديد السابق في العام الماضي، ما زالت تحذيرات اليونيفيل تتوالى من أن الاعمال العدائية على جانبي الخط الازرق شهدت تحولا خطيرا في الآونة الأخيرة، يعزز القلق من أن استمراره بالوتيرة التصاعدية الملحوظة أن يخلق واقعاً خطيراً يهدّد حياة المدنيين على جانبي الخط الازرق. فيما برزت رسالة عاجلة من الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريش يعبر فيها عن قلق بالغ من التصعيد ويدعو الى خفض التصعيد ويحث على وقف الاعمال القتالية.

طلب مستغرب

الى ذلك، وفي موازاة الدعوات الدولية، وخصوصا من اليونيفيل والامم المتحدة، الى ضرورة التزام الاطراف بالقرار 1701، عبّر مسؤول كبير عن استغرابه لتركيز هذه الدعوات في اتجاه لبنان حصرا، من دون أن تتوجّه اي دعوة جدية الى اسرائيل للامتثال لهذا القرار. وابلغ المسؤول عينه الى «الجمهورية» قوله: ان محادثة جرت في الآونة الأخيرة بيني وبين مسؤول غربي رفيع المستوى، وانني في معرض تأكيدي على التزام لبنان بالقرار 1701 بكل مندرجاته، سألته عما اذا كانت ثمة ضمانات بالتزام اسرائيل بهذا القرار ووقف خروقاتها له التي تجاوزت الـ35 الف خرق، فلم ألق منه جوابا واضحا، سوى القول ان بلاده تحث جميع الاطراف على احترام القرار 1701. مع الأسف، لا توجد معايير موحدة بالنسبة الى القرارات الدولية، بل هناك معيار واحد خلاصته انهم يطلبون منا ما لا يجرؤون على ان يطلبوه من اسرائيل».

الحل الديبلوماسي

في سياق متصل، قال مصدر ديبلوماسي لـ»الجمهورية» انه لا يستبعد ان تشهد بيروت زيارات لعدد من الموفدين الاجانب في وقت لاحق من الشهر الجاري، وحتى اواسط الشهر المقبل، وذلك بهدف ربط جبهة الجنوب بمسار الحل الديبلوماسي.

وكشف المصدر عينه عن «معلومات أميركية تفيد بأن واشنطن على اعتقاد راسخ بأن احتمالات الحل الديبلوماسي باتت اقوى مما كانت عليه قبل اسابيع قليلة، وأنّ واشنطن تدرس خطة للتحرك في هذا الاتجاه في المدى المنظور».

وبحسب المعلومات فإن الدافع الأساس للتحرّك الأميركي المقبل، هو محاذرة اسرائيل و»حزب الله» الدخول في حرب واسعة، وهو ما اعتبرته واشنطن علامة ايجابية تشجع على مواصلة التحرّك لوضع أسس لحلّ ديبلوماسي يوفّر الأمن والاستقرار على الجانبين اللبناني والاسرائيلي من الحدود، ويؤمن عودة النازحين من البلدات الجنوبية والمستوطنات الى بيوتهم بأمان. على أن يشكل هذا الحلّ الخطوة التالية أو الملازمة للإتفاق المرتقب على وقف إطلاق النار في قطاع غزة، والذي ما زالت واشنطن تعتقد أنّ فرصه قوية جدا.

واشار المصدر الى انّ واشنطن مازالت تخشى من سقوط المنطقة في حرب، الا انها بعد تطورات الاحد الماضي باتت تقلل من احتمالات الحرب الواسعة على جبهة لبنان، مستندا بذلك الى ما نقلته صحيفة «وول ستريت جورنال» عن مسؤولين اميركيين بأنّ ادارة الرئيس جو بايدن تقدّر انّ اسرائيل و»حزب الله» لن ينخرطا قريباً في قتال كبير. وقال: أكد لنا الأميركيون أنّهم يعتقدون انّ فرص نشوب حرب ضئيلة، فيما فرص اطفاء التوترات كبيرة. وفي هذا السبيل ينصب العمل مع الشركاء في المنطقة على بلورة تسوية في غزة تدرك واشنطن انّ مفاعيلها ستشمل لبنان بالدرجة الاولى وتمتد تلقائيا الى ايران وسائر الجبهات المفتوحة ضد اسرائيل.

 

 

 

"الديار":

على توقيت الجبهة الاساسية تحركت جبهة الاسناد، فرد حزب الله على اغتيال قائده العسكري فؤاد شكر، في ذكرى اربعينية الامام الحسين، مع ما تحمله معها من معان. رد احاط به الكثير من الغموض، سواء لجهة هدفه الرئيسي، الذي بقي مسار تكهنات، ام لجهة طبيعة الاضرار اللاحقة باسرائيل، مع انتقال المواجهة الى داخلها، وسط مطالبات بمعرفة حقيقة ما جرى، خصوصا بعد اطلالة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله.

مصادر ديبلوماسية في بيروت كشفت ان حزب الله قرر التحرك، بعد ان بلغته الاشارات من غزة عن ان المفاوضات فشلت في تحقيق اي تقدم، مشيرة الى ان قوات الحرس الثوري كانت في صورة التحرك، وكذلك القوات الاميركية المنتشرة في المنطقة التي وضعت في حال استنفار قبل يومين، بناء على معلومات استخباراتية دقيقة حصلت عليها، وهو ما دفع برئيس هيئة الاركان المشتركة الى زيارة اسرائيل، والاشراف على العملية التي نفذتها، خوفا من انفلات الوضع.

ورات المصادر ان المعلومات الاستخباراتية المتوافرة، تؤكد ان الضربات لم تنته وان الجيش الاسرائيلي يعد لموجة ثانية من الهجمات قد تكون رقعتها اوسع هذه المرة، واصفة ما حصل يوم الاحد بانه عملية اختبار من كلا الطرفين، لمدى جهوزية الطرف المقابل، وقدرته على احتواء الضربات وتحملها، معتبرة ان انه اذا ما واصلت اسرائيل العمل بنموذج الضربات الوقائية المحددة، مع الحفاظ على تنسيقها السياسي والعسكري مع الولايات المتحدة والناتو، ستنجح في تجنب الحرب الشاملة كبيرة، داعية الى عدم التسرع في حسم مصير تلك الحرب، اذ من المفيد درس العوامل المختلفة التي تؤثر في استمرار الصراع.

في هذا الاطار يقدم ما نشرته القناة 12 الاسرائيلية، من تسجيل صوتي لنقاش بين رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو واهالي الرهائن لدى حماس، مؤشرا لما قد تكون عليه الاوضاع، اذ حاول خلاله اقناعهم بضرورة التركيز على دفاع اسرائيل عن نفسها في مواجهة ايران وحزب الله، اكثر من التوصل الى صفقة للافراج عن الرهائن، متابعا «ايران تخطط لابادتنا وحزب الله يخطط لابادتنا، انهم في حلقة حولنا، ونحن نقول اننا لن نذهب مثل الخراف الى المسلخ».

كلفة العملية الاسرائيلية

وفيما انتقلت المواجهة الى الداخل الاسرائيلي، خصوصا بعد اطلالة الامين العام لحزب الله وتفنيده للعملية التي نفذها حزب الله، في اطار رده على اغتيال القائد في صفوفه فؤاد شكر، ارتفعت الاصوات الاسرائيلية المطالبة بمعرفة حقيقة ما حصل والاهداف النوعية التي استهدفها الحزب، وحقيقة ما حصل في البحر وادى الى اصابة مركب من نوع «ديفورا» ومقتل احد افراد طاقمه، علما ان ساعات المساء ورغم كل الاجراءات المتخذة سقط صاروخان في تل ابيب مصدرهما قطاع غزة.

وكانت معلومات اسرائيلية كشفت عن ان الضربة الاستباقية التي تزعم اسرائيل انها وجهتها الى حزب الله، قد بلغت كلفتها على اقتصادها حوالى 120 مليون دولار أميركي، اذ اشار مسؤول كبير في الصناعات الدفاعية الإسرائيلية الى انه تم استخدام حوالى 4 آلاف قنبلة من طراز «جيه دي إيه إم «كلفة الواحدة 25 ألف دولار، فيما كلفة تشغيل حوالى 100 طائرة مقاتلة لمدة 6 ساعات 18 مليون دولار، كما ان تشغيل الطائرات المسيرة لمدة 12 ساعة يكلف حوالى 1.08 مليون دولار، هذا دون ذكر الخسائر التي نتجت من القصف.

في المقابل لم تتخط كلفة هجوم الحزب من صواريخ كاتيوشا وطائرات مسيرة اكثر من عشرة ملايين دولار، غطت فيها رقعة عمليات جغرافية بلغت حدود ال 1500 كلم2، فيما رقعة عمليات اسرائيل لم تتخط مئة كلم2.

عودة لقواعد الاشتباك

«اوساط عسكرية» مواكبة للعملية اشارت الى انه من الواضح وفقا لكثافة النار التي استخدمها الجيش الاسرائيلي، وفقا لما ورد في اعلامه، ان الاخير لم يكن يعرف بالضبط ماهية خطة حزب الله الهجومية والاهداف التي خطط لضربها او التوقيت الدقيق لها، رغم ان الاهداف التي تحدث عنها الامين العام، وتحديدا مقر الوحدة 8200، التي تؤدي دورا اساسيا في الحرب الحالية، كان من ضمن بنك الاهداف الذي تحسبت له تل ابيب، واعتبرت احتمالية مهاجمته عالية جدا، وفقا «للمواصفات» التي حددها حزب الله، مشيرة الى ان المعلومات الاستخباراتية الاميركية أدت دورا اساسا في توجيه التحرك الاسرائيلي، الذي بدا قبل نصف ساعة من انطلاق الهجوم من لبنان.

وتابعت الاوساط ان حزب الله تمكن من خداع الاسرائيلي، مستخدما الثغر نفسها والتكتيكات نفسها التي لم تنجح اسرائيل في سدها حتى الساعة، خصوصا ان الحزب استخدم هذه المرة في هجومه مسيرات جديدة انطلقت من اكثر من مكان منها من البقاع، والتي لم تتمكن منظومات الدفاع الجوي الاسرائيلي من رصدها، رغم وجود عشرات المقاتلات في الجو، كما ان حزب الله تعمد عدم ادخال سلاح دفاعه الجوي في المعركة لعدم كشفه، في ظل كثافة وجود الطيران في الجو.

وختمت الاوساط، بان القصف الاسرائيلي كان مدروسا، وكذلك اهداف حزب الله، وهو ما جعل الامور تعود الى ما كانت عليه قبل الرد، اي عودة العمل الى قواعد الاشتباك السابقة، معتبرة ان الامور ستسير وفقا للوتيرة الجديدة الى ان تنجز الانتخابات الاميركية، وتحسم هوية الرئيس في البيت الابيض، عندئذ ستدخل المنطقة وقواعد اللعبة فيها مرحلة جديدة.

رسالة اميركية لبيروت

الى ذلك، يتوقع ان يصل الى بيروت رئيس هيئة الاركان المشتركة للجيوش الاميركية، الجنرال تشارلز براومن، في اطار الجولة التي يقوم بها على عدد من دول المنطقة حاملا معه اكثر من رسالة، ابرزها التشديد على «الشراكة» الاستراتيجية والعلاقة المتينة مع الجيش اللبناني، منذ الحرب على الارهاب، معيدا التاكيد على الدعم الاميركي للجيش اللبناني، خصوصا في الفترة المقبلة حيث يتوقع ان يكون للجيش اللبناني الدور الاساس في حفظ الاستقرار جنوبا في اطار ما نص عليه القرار 1701.

وفي هذا الاطار، كشفت مصادر مطلعة ان الجنرال الاميركي، وقبله قائد القيادة الوسطى، نقلا رسائل واضحة لاسرائيل حذرتها من التعرض للجيش اللبناني، باعتباره من الخطوط الحمر بالنسبة للادارة الاميركية، ورمزا للدولة اللبنانية، التي تعمل واشنطن على تحييدها عن اي ضربات اسرائيلية، خصوصا في ظل الاوضاع الراهنة التي تعاني منها والازمات الاقتصادية المتلاحقة التي تمر بها.

التطورات الميدانية

في التطورات الميدانية، استهدفت مسيّرة اسرائيلية بصاروخين سيارة رباعية الدفع من نوع هوندا CR-V عند اوتوستراد الشمّاع، بين حارة صيدا وعبرا، مستهدفة القيادي في حماس نضال حليحل، الذي نجا من الهجوم بعد خروجه من السيارة، قبل استهدافها بلحظات، فيما استهدفت الغارات على الحدود بلدتي علما الشعب و طيرحرفا والمنطقة الواقعة بين الطيبة والعديسة وبلدة كفركلا. كما نفذت مسيرة غارة على بلدة حانين، في حين خرق الطيران الحربي الاسرائيلي جدار الصوت فوق مختلف الاراضي اللبنانية.

التجديد لليونيفيل

وفي ملف مرتبط، افيد ان فرنسا قدمت الصيغة النهائية لقرار التجديد لليونيفيل، خلال الساعات المقبلة على أن توضع باللون الازرق وتقرّ الخميس من دون تعديلات جوهرية مبدئياً. اما في الداخل، فاجتمع وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بو حبيب مع سفراء فرنسا، الصين، إسبانيا، وايطاليا والقائمَين بأعمال سفارتي روسيا والمملكة المتحدة، وذلك في إطار متابعته الحثيثة لمسار التمديد، بعدما اشارت مصادر حكومية الى ان الاتصالات مع الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين تمكنت من تحقيق خرق كبير في الموقف الاميركي، وتراجع عن مطالب كانت واشنطن حاولت تمريرها.

التمديد لصعب

في سياق آخر، ينتظر ان يصدر مجلس الشورى الدولة قراره اليوم في ما خص دعوى الطعن المقدمة من العميد الركن ادغار لاوندس، قائد قطاع جنوب الليطاني، ضد قرار وزير الدفاع الوطني بالتمديد لعضو المجلس العسكري اللواء بيار صعب (كاثوليكي) مع قرب احالته الى التقاعد في غضون ايام، حيث يتوقع وفقا لمصادر قانونية ان يرد المجلس الدعوى شكلا، وهو ما سيكون له تداعياته على المواجهة القائمة بين وزير الدفاع وقائد الجيش، خصوصا في حال اخذ مجلس الشورى بقرار الوزير لجهة تاييد التمديد للواء صعب، والذي سيشكل مؤشرا مهما لما ستكون عليه الامور خلال الفترة المقبلة.

علما انه في حال احالة اللواء صعب على التقاعد، وعدم حسم موضوع رئيس الاركان، في ظل غياب التعيينات، يصبح المجلس العسكري، مؤلفا من عضوين هما قائد الجيش العماد جوزاف عون، وامين سر المجلس الاعلى للدفاع (العضو السني) اللواء محمد مصطفى، الذي شمله ايضا قرار التمديد للوزير، رغم ان ما زال امامه وقت قبل احالته الى التقاعد. وهنا تطرح الاشكالية من جديد حول شرعية قرارات المجلس العسكري وكيفية ادارته والتصويت، وهي امور سبق وطرحت خلال ولاية قائد الجيش السابق العماد جان قهوجي.

امن الدولة

وليس بعيدا، زار وفد من المديرية العامة لامن الدولة، برئاسة اللواء طوني صليبا وعضوية نائبه العميد حسن شقير دمشق، حيث اجروا سلسلة من الاتصالات تناولت وضع النازحين السوريين، في ظل تكليف المديرية متابعة الامر مع المحافظين والقائمقامين، فضلا عن بحث عدد من الملفات الامنية ذات الاهتمام المشترك.

المرفأ

في سياق آخر، دعا البابا فرنسيس إلى «الحقيقة والعدالة» في ما يتعلق بالانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت قبل أربع سنوات وأدى إلى مقتل أكثر من 220 شخصا وإصابة أكثر من 6500 آخرين. وقال خلال استقباله أفرادا من عائلات الضحايا: «معكم أطالب بالحقيقة والعدالة اللتين لم تتحققا بعد، الحقيقة والعدالة. كلنا نعلم أن الموضوع معقد وشائك، وأن قوى ومصالح متضاربة تؤثر فيها».

 

 

 

"اللواء":

بعد يوم وأكثر على ردّ حزب الله على قصف الضاحية الجنوبية، واغتيال القيادي العسكري فؤاد شكر، برز السؤال مساء أمس: هل استهدف حزب الله بقصفه مستوطنات الشمال زيارة رئيس الاركان الاسرائيلي هاريسي هليفي ورئيس اركان الجيش الاميركي الجنرال تشارلز براون الى المستوطنات للاطلاع على مجريات المواجهة بعد فجر الاحد الماضي؟

مجريات الوقائع، تؤكد ان تسلل سرب من الطائرات المسيَّرة الى داخل اسرائيل يدعم فرضية الاستهداف، حيث تم ايضاً اطلاق 20 صاروخاً باتجاه المستوطنات الشمالية، حيث دوت (معاريف) صافرات الانذار في مستوطنات ايليت هشاجر، مشمار غوردان، حانيت، شلومي، جادوت، ايموكا وصولاً الى عرب العرامشة، ليمان ويعارا، قوبلت بصواريخ اعتراضية.

وفيما امتنعت دوائر الاحتلال عن كشف المزيد من المجريات، نقل عن هاليسي، من على الحدود مع لبنان قوله: مهمتنا واضحة، وهي اعادة سكان الشمال الى منازلهم بأمان في اسرع وقت ممكن.

وكان رئيس الاركان الاسرائيلي اعلن تصميمه على إلحاق الضرر بحزب الله والقضاء على قياداته.

يبدو ان المواجهات في جبهة الجنوب ستستمر بلا افق حتى التوصل الى وقف لإطلاق النار ولو مؤقت في غزة، اذا تمكنت الادارة الاميركية من فرض الاتفاق على رئيس حكومة اسرائيل نتنياهو، لذلك التصعيد وارد في اي لحظة ولو ان المواجهات اليومية في جبهة الجنوب عادت امس بعد رد الحزب على اغتيال القائد الشهيد فؤاد شكر الى طابعها السابق من قصف وقصف مضاد ضمن قواعد الاشتباك.

لكن يُخشى من استمرار العدو الاسرائيلي في خرق هذه القواعد مجدداً كما حصل امس بالغارة على سيارة في منطقة عبرا قرب مدينة صيدا بإستهداف مسيَّرة احد مسؤولي حركة حماس، وهو عدوان لا يمر ببساطة بل سيستدعي رداً قوياً من الحزب ولو بقي ضمن قواعد الاشتباك عبر استهداف اهداف عسكرية. انما الخشية هي من اي خطأ في حسابات اسرائيل، بخاصة بعدما اعلنت وسائل اعلام عبرية امس، ان جيش الاحتلال الاسرائيلي «قد يشنّ هجوماً استباقياً آخر ضد حزب الله هذا الأسبوع»، ما يعني ان لا افقاً واضحاً في مسار المواجهات فقد تخف وقد تتطور وفق حسابات حكومة الاحتلال.

الخماسية: لا إهمال للملف الرئاسي

وفي سياق متصل، اوضح مصدر دبلوماسي متابع عن قرب لحركة اللجنة الخماسية العربية – الدولية لـ «اللواء»، ان اللجنة لم تهمل موضوع الاستحقاق الرئاسي في لبنان، لكن دولها كانت منهمكة خلال الاشهر القليلة الماضية بمتابعة محاولات وقف الحرب في غزة وانعكاسها التلقائي على وقف مواجهات جبهة الجنوب اللبناني. وقالت المصادر: ان اللجنة كانت مستغرقة بالعاجل وهو وقف الحرب في غزة، وفي المهم وهو تصاعد المواجهات في الجنوب، وماجرى قبل يومين (رد حزب الله على اغتيال القائد الشهيد فؤاد شكر) يؤكد اهمية استمررا السعي لوقف الحرب في غزة حتى يتوقف اطلاق النار في الجنوب.

اضاف المصدر: في حال وفّقت اللجنة في تهدئة الاوضاع في غزة والجنوب، تعيد الاهتمام بملفات لبنان واولها ملف الاستحقاق الرئاسي وملفات ومواضع لبنانية اخرى مهمة ايضاً.

وفي سياق حركة اللجنة، استقبل سفير المملكة العربية السعودية في لبنان الدكتور وليد بن عبدالله بخاري، في مقر إقامته في اليرزة، السفير الفرنسي لدى لبنان هيرفي ماغرو. وهما سفيرا الدولتين في اللجنة الخماسية العربية – الدولية.

وجرى خلال الاستقبال البحث في أبرز المستجدات السياسية الحاصلة على الساحتين اللبنانية والإقليمية، خاصة في ظل التطورات الأخيرة التي شهدتها الساحة الجنوبية، بالإضافة إلى سبل تعزيز التعاون بين البلدين الصديقين في كافة المجالات.

التجديد باللون الأزرق

واستمر الاهتمام الاوروبي والدولي بالوضع في لبنان، فتلقى الوزير عبد الله بو حبيب اتصالاً من مفوض السياسة الخارجية للاتحاد الاوروبي جوزيب بوريل، تناول فيه مطالب لبنان في ما خص التجديد لليونيفيل وتطبيق القرار 1701.

وكان الوزير بو حبيب ناقش أيضا في اتصال هاتفي مع سفيرة الولايات المتحدة الاميركية لدى لبنان آخر مستجدات تمديد ولاية اليونيفيل.

وأعاد الوزير بوحبيب تأكيد موقف لبنان» الثابت للتمديد لليونيفيل لسنة أخرى، ومن دون إدخال أي تعديلات على قرار التمديد».

يشار الى ان فرنسا قدمت الصيغة النهائية لقرار التجديد لليونيفيل، على ان توضع باللون الازرق وتقرّ الخميس من دون ادخال تعديلات جوهرية.

ولاحظت نائبة المتحدث باسم اليونيفل كانديس ارديل ان سكان جنوب لبنان تنفسوا الصعداء، بعد تطورات الامس، وذكرت ان الهدوء عاد الى الحياة، وبات التوتر في الجنوب اقل حدة، مشيرة الى ان اليونيفيل ستطبق قرار مجلس الامن، وستستمر بمهامها بموجب القرار 1701 وبالتنسيق مع الجيش اللبناني.

الموازنة.. والمواجهة

مالياً، ومن دار الفتوى بعد لقاء المفتي الشيخ محمد رشيد قباني اعلن وزير المالية يوسف خليل ان موازنة 2025 ستكون امام مجلس الوزراء في الايام القليلة، بعدما بلغنا مرحلة وضع اللمسات الاخيرة عليها.

وقبل احالة الموازنة الى المجلس النيابي، على ان تقر اولاً في مجلس الوزراء، وصفت النائب غادة ايوب، وهي عضو في «تكتل الجمهورية القوية» (حزب القوات اللبنانية) الموازنة بالوهمية، متحدثة عن مواجهة مستمرة.

الكهرباء

كهربائياً، من المفترض ان تكون الباخرة التي اشتراها لبنان وصلت الى حيث سيجري فحصها، وبالتالي تجهيزها للتوزيع على معامل الانتاج في الزهراني ودير عمار، مع الاشارة الى ان باخرة الفيول الجزائري تصل الاسبوع المقبل محملة بـ32 الف طن من الفيول، يرجح استبدالها او بيعها مما يعني تأخير الاستفادة.

وفي لقاء اعلامي حضره السفير الجزائري رشيد بلباقي، اعتبر وزير الطاقة والمياه وليد فياض ان هبة الرئيس الجزائري عبد الميجد بتون ستساعد في تعددية المنظومة الطاقوية في لبنان، مشدداً على ان تفتح هذه المبادرة آفاق التعاون بين البلدين، لتشمل الغاز وغيره.

واعتبر ان الازمة سببها الانهيار المالي الذي يعانيه البلد، كاشفاً ان العراق يزود لبنان بالمحروقات الكافية لتوليد 600 ميغاوات، وقال: نحتاج في هذه المرحلة الى 600 ميغاوات اضافية لتصل الى 1200 ميغاوات، مما يمكننا من تنفيذ خطة الطوارئ للنهوض بقطاع الكهرباء وزيادة ساعات التغذية بالتيار.

الوضع الميداني

ميدانياً، ما ان اعلن عن زيارة لرئيس اركان الجيش الاسرائيلي برفقة رئيس اركان الجيش الاميركي، حتى انهالت القذائف والصواريخ على شمال اسرائيل، بالوقت الذي قصفت القوات الاسرائيلية بالغارات الحي الشرقي من بلدة ميس الجبل، ونهر الخردلي ووادي زوطر ودير سريان ووادي الحجير، والمنطقة بين حداثا ورشاف والحرش الممتد بين حداثا ورشاف والطريري.

وذكرت «يديعوت احرنوت» ان منظومات الدفاع الجوي تطلق صواريخ لاعتراض مسيَّرات اطلقت من لبنان باتجاه مستعمرات الشمال.

وحسب ما نقلت «يديعوت احرنوت» اندلع حريق في «اييليت هشاحر» من جراء صواريخ حزب الله على سهل الحولة.

وكان العدو الاسرائيلي عمد الى التصعيد عند ساعات الظهر حيث بدأ باستهداف سيارة في صيدا عند مدخل عبرا تعود الى احد قياديي الفصائل الفلسطينية الا انه نجا واصيب بجراح طفيفة، واكمل العدو مسلسل العدوان على القرى الجنوبية مستهدفا طير حرفا والطيبة وغيرهما، فيما ردت المقاومة باستهداف مواقع جيش العدو في الاراضي الفلسطينية المحتلة.

وافادت الزميلة ثريا حسن زعيتر أن مسيّرة اسرائيلية معادية استهدفت بصاروخين سيارة رباعية الدفع من نوع هوندا CR-V عند اوتوستراد الشمّاع، بين حارة صيدا وعبرا، بعد ظهر امس واشارت المعلومات الى ان لا اصابات في الغارة الاسرائيلية اذ ان المستهدف نجا قبل حدوث الضربة.

وقد نجا سكان مبنى لين على أوتوستراد الشماع نتيجة العدوان الصهيوني على السيارة في صيدا، حيث قصفت المسيَّرة صاروخين، وقع واحد على سطح المبنى والآخر على السيارة.

وأفادت المعلومات الأولية أن الشخصية المستهدفة فلسطينية من قادة حماس. كان قد ركن سيارتة قرب السوبرماركت تاركا الهاتف بداخلها ما أدى إلى استهدافها ونجاته.

لبنان يودِّع سليم الحص باستذكار استقامته الوطنية

ودّع لبنان الرسمي والسيايس والشعبي الرئيس سليم الحص، وأمّ الصلاة على جثمانه مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان بحضور الرئيس نجيب ميقاتي، وممثل الرئيس نبيه بري النائب محمد خواجه، والرئيسين فؤاد السنيورة وحسان دياب والوزير السابق محمد المشنوق ممثلاً الرئيس تمام سلام، والنائب السابق محمد الحجار ممثلاً الرئيس سعد الحريري.

كما مثل النائب محمد رعد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.

وكانت الحكومة أقامت مأتماً رسمياً للرئيس الراحل، ونقل الجثمان ملفوفاً بالعمل اللبناني ومحمولاً على عربة مدفع، بمواكبة من قوى الأمن الداخلي في موكب انطلق من مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت الى مسجد مقام الإمام الأوزاعي، وأقيمت مراسم التشييع في باحة المسجد عند وصول الجثمان، حيث أدت كتيبة من قوى الأمن الداخلي التحية للفقيد وعزفت موسيقى لحن الموتى.

ثم أمّ المفتي الصلاة على جثمان الفقيد، ووري الثرى في مدافن العائلة في جوار مقام الامام الاوزاعي، ووضعت الاكاليل من الزهور على الضريح.

وتقبل الرئيس ميقاتي والمفتي دريان وابنته وداد وحفيده سليم رحال التعازي في باحة المسجد.

وتتقبّل العائلة التعازي اليوم وغداً في مسجد الخاشقجي.

 

 

 

 "الأنباء" الالكترونية:

مع استمرار العدوان الإسرائيليّ على القرى الجنوبية، والذي طالَ أمس الإثنين مدينة صيدا، إثر استهداف سيّارة بمسيّرة ونجاة المستهدف القيادي في "حماس" نضال حليحل، تضاربت المعلومات والتحليلات التي واكبت خطاب الأمين العام لحزب الله حسن نصرالله، عقب ردّ "الحزب" على إسرائيل فجر الأحد الفائت.

 ومع تأكيد نصرالله أن الهجوم الصاروخي على قاعدة غليلوت العسكرية قرب تل أبيب حقق أهدافه، إلّا أنَّ العدو يصّر على مزاعمه بالقول إن القبة الحديدية اعترضت كلّ الصواريخ والمسيّرات التي أطلقت من جنوب لبنان باتجاه فلسطين المحتلة وأن الهجوم الذي نفذه حزب الله كان فاشلاً. 

في السياق، تحدثت مصادر أمنية مواكبة عن معادلتين لا يمكن التنكر لهما، الأولى أنَّ حزب الله برّر بوعده لجهة الانتقام لاغتيال أبرز قيادييه فؤاد شكر على قاعدة عسكرية بالقرب من تل أبيب وهذا بحدّ ذاته يعتبر إنجازاً كبيراً، إذ إنَّ وصول صواريخ "الحزب" إلى العمق الإسرائيلي يُعدّ إشارة واضحة الى توازن القوة بينه وبين العدو، فالأخير فشل، بعد عشرة أشهر من العدوان على إضعافه كما وعد في بداية الحرب، بخلاف الجيش الإسرائيلي الذي أجرى عمليات تبديل لأكثر من لواء عسكري بعد أن انهارت معنوياتهم.

أمّا المسألة الثانية، فتعود بالنسبة للمصادر، إلى كونها تتمثل بالرد والرد على الرد، الذي بقي ضمن قواعد الاشتباك وهذه سابقة بالعلم العسكري يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار، والأمر اللافت أيضًا في خطاب نصرالله، كان بمناشدته السكان الجنوبيين العودة إلى منازلهم وقراهم والعيش بسلام، بعد أن أصبح هناك قوة تحميهم.

المصادر استبعدت في حديث لـ"الأنباء" الإلكترونية الحديث عن صفقة بين الطرفين، ورأت أن ما جرى هو انعكاس إيجابي للمفاوضات الجارية في الدوحة وفي القاهرة رغم أنها ما زالت عالقة عند معبر فيلادلفيا.

في المواقف، لفتَ النائب الياس جرادي إلى أن المستجدّات الأخيرة كان يجب أن تحدث، لأن الرد على اغتيال شكر كان يجب أن يحصل لإثبات الوجود ووفاء لهذا القيادي الكبير، مشيراً في حديث لـ"الأنباء" الإلكترونية إلى أنَّ أهميته كبيرة جداً رغم اختلاف القراءات لدى البعض. 

جرادي ذكّر بما سبق وقاله بأن الضغط الحاصل مرده إما الذهاب نحو هدنة مستدامة، أو الحرب الشاملة، معتبراً أنَّ  ما شاهدناه هو جزء من العاصفة قبل الهدوء وليس العكس، مؤكداً أننا ما زلنا في المعادلة عينها.

وفي مؤشرٍ خطير يدلّ على نيّة العدو بإطالة الحرب، مع إعلانه تمديد إقامة النازحين من مستوطنات حدودية مع لبنان وغزة في الفنادق حتى نهاية العام، تبقى الأنظار شاخصة إلى مفاوضات الهدنة وما إذا كانت الوساطة الدولية ستنجح في إنجاز إتفاق وقف إطلاق نار لتجنّب شرارة حرب شاملة وتحييد المنطقة عن الصراعات الكبرى.

 

 

 

"البناء":

بقي رد حزب الله على اغتيال القيادي الكبير في المقاومة فؤاد شكر واستهداف الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت، وتداعيات هذا الرد ورصد ردود الفعل عليه هو الحدث الأبرز، وكان اللافت في التعليقات هو ما ظهر على المستويين الأميركي والإسرائيلي، باعتبارهما المعني الأول بالرد. فمن جهة كان البيت الأبيض قد أعلن في بيانات مواكبة لارسال الحشود الأميركية الى المنطقة انها آتية لردع أعداء «إسرائيل» في إيران وحزب الله عن استهدافها، وتقديم كل الدعم اللازم للدفاع عنها إذا تعرّضت للهجوم، ومن جهة ثانية قال البنتاغون في أكثر من تصريح أنه على تنسيق على مدار اللحظة مع قيادة جيش الاحتلال استعداداً للردود المتوقعة. وبالأمس كشف البنتاغون عن قيامه بتزويد جيش الاحتلال بمعلومات استخبارية تتصل برد حزب الله. وترجمت واشنطن مقاربتها للرد بخطوتين، الأولى زيارة رئيس أركان جيوشها جبهة الشمال برفقة رئيس أركان جيش الاحتلال، حيث استقبلتهما المقاومة وودعتهما بالنيران، عبر وجبات من الصواريخ والطائرات المسيرة، والثانية كانت صدور تصريح عن البيت الأبيض اعترف فيه بقوة الرد، وقال إن «هجوم حزب الله كان كبيراً ومختلفاً في نطاقه عما كنا نراه يومياً».

على مستوى الكيان لا يزال الذهول هو السمة المشتركة في تعليقات قادة الكيان، الذي توافقوا منذ أمس على الإعلان عن عدم نية الذهاب الى الحرب رغم عشرات التصريحات والمواقف التي كانت تردّد دائماً أنها تعطي مجالاً لحل دبلوماسي لوقف تهديد حزب الله عبر الحدود لكنها سوف تتصرّف عسكرياً بعد أسبوع أو أسبوعين إذا لم تفلح المساعي الدبلوماسية بوقف هذا التهديد. وكان هذا الكلام لازمة يكرّرها وزير الحرب يوآف غالانت، الذي قال إنه سوف يعيد لبنان الى العصر الحجري، وإن على لبنان أن يدفع ثمن عدم لجم قوة حزب الله عن تهديد الكيان. وكان رئيس حكومة الكيان بنيامين نتنياهو يقول إن قضية مستوطني الشمال يجب أن تحل قبل حلول الموسم الدراسي اما عبر الوساطة الدبلوماسية أو عبر قيام جيش الاحتلال بعملية عسكرية تبعد حزب الله الى ما وراء الليطاني، والتهديد بتدمير الضاحية على الأقل والقيام بعملية برية كبرى تبعد حزب الله الى ما وراء الليطاني كان محور الخطاب الإسرائيلي لعشرة شهور مضت، ليحل مكانه فجأة الحديث عن عدم الرغبة بالحرب والتصعيد، ثم يقول رئيس الأركان خلال زيارته المشتركة مع رئيس الأركان الأميركي إن تأمين المستوطنين هو هاجس قيادة الكيان وإن المواجهة مع حزب الله مستمرة، لكن مع عدم التهديد بالحرب وذكر الليطاني والعصر الحجري، بينما كان غالانت أكثر وضوحاً بقوله، إن الحرب على حزب الله سوف تأتي في المستقبل البعيد ولكن ليس الآن. وتوقفت مصادر متابعة أمام هذا التحول الكبير في موقف الاحتلال ووضعته في سياق تداعيات رد المقاومة واستهدافاته، ووضعه الأمور بين احتمالي الاحتواء بالتراجع عن العنتريات، او اعتباره فرصة ترجمة التهديدات بالذهاب الى الحرب، ويبدو أن الكيان قد فضل الذهاب الى الخيار الأول في ضوء المعطيات التي تجمعت عنده حول ما يمكن ان ينجم عنها في ضوء ما كشفه الرد من خفايا وأسرار لم تكشف لكن قيادة الكيان باتت تعلمها، كما تعلم محدودية القدرة على التعامل مع قوة المقاومة.

بعدما حبست المنطقة أنفاسها عقب الرد النوعي لحزب الله في عمق الكيان الإسرائيلي وشماله على اغتيال القيادي السيد فؤاد شكر، أرخى خطاب الأمين العام للحزب السيد حسن نصر الله بظلاله على المشهد الميداني والسياسي فاتحاً الباب أمام سيل من التحليلات والتأويلات عما قصده السيد بكلامه حول «الرضى» عن نتائج ردّ المقاومة، ما يضع الرد الثاني خياراً واقعاً ما يبقي زمام المبادرة بيد الحزب مقابل مزيد من الحرب النفسية والاستنزاف للكيان.

ووفق خبراء في الشؤون العسكرية والاستراتيجية لـ»البناء» فإن مجرد وصول معظم الصواريخ والمسيّرات الى أهدافها لا سيما على قاعدة «مرغليوت» هو إنجاز استخباري وعسكري وتكنولوجي لحزب الله بمعزل عن حجم الأضرار والإصابات، فوصول الصواريخ والمسيرات الى هذه المناطق الحساسة والمواقع الاستراتيجية يضرب مفهوم الأمن في «إسرائيل» وكشف ضعفها وعجزها عن الاستمرار في جولة الحرب الجوية والإعلان بشكل سريع عن انتهاء العمليات الجوية، ما يكشف خوف «إسرائيل» من خوض مواجهة مفتوحة أو شاملة مع حزب الله.

ورجح الخبراء أن تكون مسيرات حزب الله قد وصلت الى الهدف المحدّد وألحقت خسائر بالطاقم العسكري الموجود رغم اتخاذ الجيش الإسرائيلي إجراءات مشددة واستثنائية في جميع القواعد والمراكز العسكرية الاستراتيجية وعلى رأسها وزارات الدفاع والأمن القومي والأجهزة الأمنية لا سيما الموساد وأمان، إذ طلب رئيس الموساد من جميع الوزراء وقادة الأجهزة الأمنية والاستخبارية منع السفر والانتقال والحصول على تصريح منه قبل التنقل من مكانهم المخصّص لهم. وشدد الخبراء على أن رد حزب الله سيترك تداعيات كبرى على «إسرائيل» لا سيما على أجهزة الاستخبارات التي عجزت أولاً عن معرفة توقيت هجوم حزب الله بدقة وفشلت بإسقاط أغلب الصواريخ والمسيرات وبتحديد أماكن المنصات التي أطلقت الصواريخ والمسيرات، وبالتالي فإن كل القدرات الإسرائيلية والدعم الأميركي والغربي لم ينجح بحماية «تل أبيب» ولا حتى شمال فلسطين المحتلة.

وفيما يفرض جيش الاحتلال رقابة مشددة على الإعلام الذي انشغل بقراءة رد حزب الله وتداعياته الكبيرة على الكيان. إذ ذكرت صحيفة «معاريف» «الإسرائيلية» أنّ أكثر من 320 قذيفة صاروخية أطلقها حزب الله صباح أمس الأحد على مستوطنات شمال فلسطين المحتلة وخط المواجهة، معتبرة أن هذا جزء من الرد على اغتيال فؤاد شكر (القائد الجهادي الكبير) قبل أقل من شهر.

ولفتت الصحيفة إلى أنه «وفي خطوة مسبقة وشديدة، أعلن رؤساء السلطات في الشمال، موشيه دافيدوفيتش، دافيد أزولاي وغيورا زلتس، عن وقف كل التواصل مع كل الجهات الحكومية. وأفاد الثلاثة في تصريح شديد أنه بدءًا من الآن سنقطع كل الاتصالات مع كل الجهات الحكومية إلى حين إيجاد حل كامل لسكان الحدود الشمالية، حل يتضمن أمناً كاملاً لإعادة الذين تم إجلاؤهم إلى منازلهم، وضمان سلامة كل السكان والمصادقة على خطة اقتصادية لترميم الشمال».

وأشارت الصحيفة إلى أنه «إضافة لذلك، فإنّ مئات من سكان الشمال الذين تمثلهم هيئة «نقاتل من أجل الشمال» قالوا أمس، لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الأمن (الحرب) يوآف غالانت الذين أداروا الرد على الهجوم من المقر القيادي تحت الأرض في الكريا: منذ عشرة أشهر نحن نعاني من عشرات ومئات الصليات الصاروخية، كل يوم تقريبًا حتى الآن، من دون رد جوهري، عدا عن تصفيات مركّزة وهجمات لا تنتج ردعًا».

واعتبرت «معاريف» أن حزب الله نجح حتى الآن في إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة وهو لا يزال يلحق أضرارًا بمستوطنات الشمال. ولفتت الصحيفة الى أنه «في ساحة الإصابة في عكا تضررت عشرات الشقق السكنية والمنازل الخاصة من إصابة مباشرة – على ما يبدو لصاروخ اعتراضي، فيما أصيبت امرأة بجروح طفيفة. وفي مستوطنة مانوت في الجليل الغربي أصيب مبنى، وسُجّلت إصابات مباشرة على الطريق وفي مناطق أخرى. في عكا تضرّرت منازل كثيرة. نوافذ كثيرة في المنطقة تحطّمت، والشظايا دخلت إلى بعض المنازل». واعتبرت «معاريف» أن حزب الله نجح حتى الآن في إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة وهو لا يزال يلحق أضرارًا بمستوطنات الشمال.

وبيّنت الصحيفة أن رئيس مجلس المطلة، دافيد أزولاي قال: «دائمًا نحن هكذا، المزيد والمزيد من الصواريخ. كل ما يمر من الجنوب إلى الشمال وبالعكس يمر فوق المطلة، نحن ساحة للعب. معظم الصواريخ المعترضة فوقنا. توجد هنا مساحة كاملة من الأرض قرّرت «إسرائيل» التخلي عنها من دون أي قرار من الكنيست، وبرأيي، هذا مخالف للقانون ويجب على المستشارة القانونية فحص هذا الأمر».

وذكر متحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، «أننا لم نشارك في الضربات الاستباقية التي شنتها «إسرائيل» ضد مواقع حزب الله يوم الأحد». لكن المتحدث أعلن أنّ «واشنطن زوّدت إسرائيل بمعلومات استخبارية ودعم يتعلق بالاستطلاع لرصد هجمات حزب الله».

وزار رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة تشارلز براون، قيادة المنطقة الشمالية التابعة لجيش الاحتلال برفقة رئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هليفي، بحسب ما جاء في بيان صدر عن جيش الاحتلال.

وفي أعقاب الزيارة، قال هليفي، «انتهيت للتوّ من زيارة مع رئيس هيئة الأركان المشتركة للجيش الأميركي في القيادة الشمالية. نحن نعزز التعاون العملياتي لمواجهة التحديات والتهديدات في الشرق الأوسط».

وأفادت قناة «الجزيرة»، عن «هجوم بمسيّرات وصواريخ على شمال «إسرائيل» تزامنًا مع الإعلان عن زيارة لرئيس الأركان الإسرائيلي هرتسي هاليفي ونظيره الأميركي تشارلز براون إلى الشمال».

وذكرت القناة 12 الإسرائيلية، أنّ «منظومات الدفاع الجوي تطلق صواريخ اعتراضية قرب مدينة نهاريا شمالي «إسرائيل»». وأشارت القناة 14 الإسرائيلية، إلى «انفجار طائرتين مسيّرتين في منطقة ايليت هشاحر في الجليل الأعلى».

ميدانياً، استهدفت مسيّرة اسرائيلية بصاروخين سيارة رباعية الدفع من نوع هوندا CR-V عند اوتوستراد الشمّاع، بين حارة صيدا وعبرا. واشارت المعلومات الى ان لا اصابات في الغارة الاسرائيلية اذ ان المستهدف نجا قبل حدوث الضربة وهو القيادي في حماس نضال حليحل.

على الحدود، استهدفت غارات إسرائيلية بلدتي علما الشعب وطير حرفا والمنطقة الواقعة بين الطيبة والعديسة وبلدة كفركلا. ونفذت مسيّرة غارة على بلدة حانين. أيضاً، خرق الطيران الحربي الاسرائيلي جدار الصوت فوق مختلف الأراضي اللبنانية.

في المقابل، أعلن حزب الله «استهداف ‌‌‌التجهيزات التجسسية في ‏موقع راميا بمحلقة انقضاضية والإصابة مباشرة».

رسمياً، اجتمع وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب مع سفراء فرنسا، الصين، إسبانيا، وإيطاليا والقائمَين بأعمال سفارتي روسيا والمملكة المتحدة، وذلك في إطار متابعته الحثيثة لمسار التمديد لليونيفيل، التي تنتهي ولايتها نهاية شهر آب الحالي، وعرض معهم المفاوضات الجارية حالياً في مجلس الأمن بشأن التمديد لقوات الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان لسنة أخرى. وكان الوزير بو حبيب ناقش أيضاً في اتصال هاتفي مع سفيرة الولايات المتحدة الاميركية لدى لبنان آخر مستجدات تمديد ولاية اليونيفيل. وأعاد الوزير بو حبيب تأكيد موقف لبنان «الثابت للتمديد لليونيفيل لسنة أخرى، ومن دون إدخال أي تعديلات على قرار التمديد». كما استقبل وزير الخارجية سفيرة قبرص لدى لبنان وتم عرض التطورات الأمنية في لبنان والمنطقة، والمساعي الجارية للتوصل الى وقف لإطلاق النار في غزة، إضافة الى مسألة التمديد لقوات اليونيفيل.

وفي حين اعتبر وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس أن «التصعيد في لبنان مقلق للغاية»، مؤكدًا على الحاجة الملحّة لوقف إطلاق النار في غزة، تلقى بو حبيب اتصالاً هاتفياً من مفوّض السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عرضا خلاله التطورات الميدانية في جنوب لبنان والمنطقة. وأعرب بوريل عن تأييده لموقف لبنان المطالب بالتطبيق الفوري لقرار مجلس الأمن رقم ١٧٠١. وأسف الوزير بو حبيب وبوريل لعدم تحقيق انفراجة في الجولة الجديدة من المفاوضات التي تقودها الولايات المتحدة وقطر ومصر للتوصل الى وقف لإطلاق النار في غزة، والتي عقدت في القاهرة بعد الجولة الأولى في الدوحة. وأكدا أهمية استمرار الجهود والمساعي لإيقاف إطلاق النار في غزة باعتباره المدخل الأساس لوضع حد للتصعيد الدائر في المنطقة وتجنيبها حرباً شاملة. وشدد الوزير بو حبيب على ضرورة أن يمارس الاتحاد الأوروبي ضغوطاً على «إسرائيل» لتوقف عدوانها المستمر على لبنان وتلتزم بتنفيذ القرار ١٧٠١.

أكدت نائبة المتحدّث باسم قوّات اليونيفيل كانديس أردِيل أن سكان الجنوب تنفّسوا الصعداء بعد تطورات الأمس وما شهدوه فجر الأحد من ردّ لحزب الله على «إسرائيل»، قائلةً: اليوم عاد الهدوء إلى الحياة وباتت وتيرة التوتر في الجنوب أقل حدة.

وأشارت مصادر «البناء» الى أن التوجه الى التمديد للقوات الدولية في الجنوب وفق الصيغة القائمة من دون أي تعديلات، كاشفة أن صيغة فرنسيّة طرحت في وقت سابق تضمنت تعديلات في الجانب التقني والاستعلامي ما يعزّز تحرّك القوات الدوليّة وجمع المعلومات لكن تمّ رفض الأمر وأصرّ الجانب اللبناني على التمديد وفق الصيغة القائمة والتشديد على إعلام الجيش اللبناني بخريطة تحرك دوريات اليونفيل في الجنوب لتفادي الحوادث الأمنية.

وذكرت سفيرة كندا في لبنان كندا ستيفاني ماكولم، أنّ «كندا تدعم بشدة ولاية اليونيفيل والدور الذي تلعبه في جنوب لبنان لضمان ومراقبة وتسجيل انتهاكات قرار مجلس الأمن رقم 1701، ونأمل بشدة أن يقوم مجلس الأمن بتجديد الولاية لسنة أخرى»، مضيفة «نؤيد التنفيذ الكامل للقرار 1701 وما زلنا ندعمه بالكامل».

وردًا على سؤال حول مشاركة كندا في إعادة إعمار الجنوب جراء الاعتداءات الإسرائيلية، ذكرت «أننا سننتظر لنرى ما هي الخطة وما الذي خططت له الدولة اللبنانية لإعادة الإعمار حيث يحتاجون إلى المساعدة، وبالتأكيد كما كنا في الماضي نتطلع إلى أن نكون من كبار المانحين لمساعدة لبنان في تنفيذ تلك الخطط بما في ذلك إعادة الإعمار».

على صعيد آخر، ودّع لبنان الرئيس سليم الحص، الذي وافته المنيّة عن 95 عاماً.

وأقامت الحكومة اللبنانية مأتماً رسمياً للرئيس الحص، ونقل جثمانه مجللاً بالعلم اللبناني ومحمولا على عربة مدفع، بمواكبة من قوى الأمن الداخلي في موكب انطلق من مستشفى الجامعة الأميركية في بيروت الى مسجد مقام الإمام الأوزاعي، وأقيمت مراسم التشييع في باحة المسجد عند وصول الجثمان، حيث أدت كتيبة من قوى الأمن الداخلي التحية للفقيد وعزفت موسيقى لحن الموتى، ثم أمّ مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان المصلين على جثمان الفقيد في المسجد في حضور رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي وممثل رئيس مجلس النواب النائب محمد خواجة والرئيس حسان دياب وممثلين عن الرئيس تمام سلام والرئيس سعد الحريري وممثل عن الأمين العام لـ»حزب الله» السيد حسن نصر الله رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد، ووري الثَّرى في مدافن العائلة.

وتقبل رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي ومفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان وابنته وداد وحفيده سليم رحال وآل الفقيد التعازي من الرسميين والشخصيات في باحة المسجد.

 

 

 

"الشرق":

انتهى اول امس شهر الانتظار الثقيل ، مع رد حزب الله على اغتيال قائده العسكري فؤد شكر نهاية تموز الماضي. شهر أرعب نصف اللبنانيين، باعتبار ان نصفا آخر لم يعد مؤمنا بالحرب وجدواها ولا بـ»فزّاعة» الحرب الشاملة التي «هشّلت» المغتربين وأعدمت اقتصاد لبنان وسياحته في موسم الصيف الذي كان واعداً ولم يعد.النصف هذا بات على يقين ان «مسرحية» تدور بين المتصارعين تُدرَس خطواتها ويُنسق اطلاق صواريخها وتُحدد امكنة غاراتها على يدّ مخرج يدير اللاعبين على مسرح المواجهات «والعترة عاللي بروح».

ردَّ الحزب بصواريخه الـ350 على الاغتيال، فأطل امينه العام السيد حسن نصرالله وطمأن اللبنانيين القلقين «استريحوا وعودوا الى منازلكم واعمالكم»، ولكن اي منازل هذه وقد تدمر معظمها في الجنوب، واي اعمال تلك التي تجمدت منذ قرر الحزب فتح جبهة اسناد غزة، واي اشغال بعدما وضع البلاد كلها على فوهة بركان، فلم تعد تعمل سوى اعصابهم القلقة وتشتغل سوى قلوبهم المتحسرة على وطن لم يتمكن ابناؤه المُهَجرين قسراً من زيارته وشبابه المغترب من رؤية امهات واباء انتظروا عطلة الصيف لمعانقة اولادهم فحُرموا منها؟

ووسط شكوك برد ايراني على اغتيال اسماعيل هنية، وغداة رد الحزب وموقف امينه العام الذي اعلن فيه ان يمكن للبنانيين الآن اي يرتاحوا، ما يدل على طيه صفحة التصعيد الميداني، اتجهت الانظار الى استحقاق التجديد لليونيفيل.

التجديد لليونيفيل

امس، افيد ان فرنسا قدمت الصيغة النهائية لقرار التجديد لليونيفيل، خلال الساعات المقبلة على أن توضع باللون الازرق وتقرّ الخميس من دون تعديلات جوهرية مبدئياً. اما في الداخل، فاجتمع وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بو حبيب مع سفراء فرنسا، الصين، إسبانيا، وايطاليا والقائمَين بأعمال سفارتي روسيا والمملكة المتحدة، وذلك في إطار متابعته الحثيثة لمسار التمديد لليونيفيل، التي تنتهي ولايتها نهاية شهر آب الجاري، وعرض معهم المفاوضات الجارية حاليا في مجلس الأمن بشأن التمديد لقوات الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان لسنة أخرى. وكان الوزير بو حبيب ناقش أيضا في اتصال هاتفي مع سفيرة الولايات المتحدة الاميركية لدى لبنان آخر مستجدات تمديد ولاية اليونيفيل. وأعاد الوزير بو حبيب تأكيد موقف لبنان» الثابت للتمديد لليونيفيل لسنة أخرى، ومن دون إدخال أي تعديلات على قرار التمديد». كما استقبل وزير الخارجية سفيرة قبرص لدى لبنان وتم عرض التطورات الأمنية في لبنان والمنطقة، والمساعي الجارية للتوصل الى وقف لاطلاق النار في غزة، إضافة الى مسألة التمديد لقوات اليونيفيل.

بوريل يؤيد

ايضا، وفي حين أعتبر وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس أن «التصعيد في لبنان مقلق للغاية»، مؤكدًا على الحاجة الملحة لوقف إطلاق النار في غزة، تلقى بو حبيب اتصالا هاتفيا من مفوض السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عرضا خلاله التطورات الميدانية في جنوب لبنان والمنطقة. وأعرب بوريل عن تأييده لموقف لبنان المطالب بالتطبيق الفوري لقرار مجلس الأمن رقم 1701.

في الميدان

في الميدان، استهدفت مسيّرة اسرائيلية بصاروخين سيارة رباعية الدفع من نوع هوندا CR-V عند اوتوستراد الشمّاع، بين حارة صيدا وعبرا، بعد الظهر . واشارت المعلومات الى ان لا اصابات في الغارة الاسرائيلية اذ ان المستهدف نجا قبل حدوث الضربة وهو القيادي في حماس نضال حليحل.

على الحدود، استهدفت غارات إسرائيلية بلدتي علما الشعب و طيرحرفا والمنطقة الواقعة بين الطيبة والعديسة وبلدة كفركلا. ونفذت مسيرة غارة على بلدة حانين. ايضا، خرق الطيران الحربي الاسرائيلي جدار الصوت فوق مختلف الاراضي اللبنانية.

حزب الله

في المقابل، اعلن حزب الله «استهداف التجهيزات التجسسية في ‏موقع راميا بمحلقة إنقضاضية والاصابة مباشرة».

المرفأ

على صعيد آخر، دعا البابا فرنسيس إلى «الحقيقة والعدالة» في ما يتعلق بالانفجار الذي وقع في مرفأ بيروت قبل أربع سنوات وأدى إلى مقتل أكثر من 220 شخصا وإصابة أكثر من 6500 آخرين. وقال خلال استقباله أفرادا من عائلات الضحايا: «معكم أطالب بالحقيقة والعدالة اللتين لم تتحققا بعد، الحقيقة والعدالة. كلنا نعلم أن الموضوع معقد وشائك، وأن قوى ومصالح متضاربة تؤثر عليها».

الموازنة

ماليا، استقبل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى وزير المالية يوسف الخليل الذي قال بعد اللقاء «عرضت لسماحته للوضع الاقتصادي والمالي الذي بدأ يشق طريقه نحو الخروج من الأزمة والعودة الى الانتظام المالي الذي يستدعي من كل المؤسسات الدستورية التكامل في مجالي الإجراءات الحكومية والتشريعية. ويهمني ان أؤكد اننا ومن خلال التزامنا المواعيد الدستورية لإنجاز مشروع الموازنة قبل نهاية آب الحالي، فإننا اليوم نؤكد على هذا الالتزام بحيث ستكون موازنة ٢٠٢٥ أمام مجلس الوزراء في الأيام القليلة المقبلة بعدما بلغنا مرحلة وضع اللمسات الاخيرة عليها».

“القسّام” توقع قوة إسرائيلية من 23 عنصراً بكمين قاتل

الحرب على غزة .. خروج مستشفيات عن الخدمة وجيش الاحتلال يوسّع محور نتساريم

من جانب اخر وفي اليوم الـ325 للحرب على غزة، استمر جيش الاحتلال بارتكاب مجازره في القطاع، مخلفا عددا من الشهداء والجرحى، بينما أعلن خروج مستشفيات شمال القطاع عن الخدمة، وقام جيش الاحتلال بتوسيع محور نستاريم.

وقال مراسلون إن عددا من الشهداء والمصابين سقطوا في قصف إسرائيلي استهدف مدرسة تؤوي نازحين شمال مخيم النصيرات وسط القطاع.

وفي خان يونس جنوبي القطاع، سقط شهداء وجرحى في قصف إسرائيلي على منزل في بلدة عَـبَسان الكبيرة.

إنسانيا، أعلنت بلديات شمال قطاع غزة خروج مستشفيات شمال القطاع عن الخدمة، مشيرة إلى أن الاحتلال دمر محاصيل زراعية ومنشآت صناعية.

في غضون ذلك، قالت صحيفة “معاريف” إن الجيش الإسرائيلي وسع أخيرا محور نتساريم وسط قطاع غزة.

وبحسب الصحيفة، فقد أنشأ الجيش الإسرائيلي 4 مواقع عسكرية كبيرة في نتساريم لإقامة دائمة لمئات الجنود.

وبثت الجزيرة الاثنين مشاهد حصرية لكمين مركب نفذته كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- ضد قوة إسرائيلية بمنطقة القرارة شمال شرق خان يونس جنوبي قطاع غزة.

وقال أحد مقاتلي القسام الميدانيين في معرض التخطيط إلى الكمين، إن 23 جنديا إسرائيليا دخلوا إلى المبنى المستهدف، إضافة إلى وجود قوة خاصة إسرائيلية مسبقا في إحدى الغرف.

ولفت إلى أن توقعات المقاتلين تقدر قدوم قوات الاحتلال إلى منطقة ما بعد استهداف المبنى، حيث سيتم التعامل معها بعبوة ناسفة عبر تفخيخ عين أحد الأنفاق.

وبعد عملية رصد دقيقة، استهدف مقاتلو القسام المنزل بقذيفتين مضادتين للتحصينات والأفراد، حيث أظهرت المشاهد إصابة المكان بصورة مباشرة واشتعال النيران فيه.

وعقب ذلك، اقترب جنود إسرائيليون من عين النفق المفخخ، ومن ثم تم تفجيره.

وفي وقت سابق ، قالت القسام إن مقاتليها نفذوا كمينا محكما استهدف قوة إسرائيلية تحصنت بأحد المنازل بقذيفتين الأولى “تي بي جي” مضادة للتحصينات والأخرى مضادة للأفراد.

وأشارت القسام إلى أنه جرى تفجير عين نفق فخخت مسبقا في قوة إسرائيلية قوامها 5 جنود تقدمت للمكان، مؤكدة إيقاعها بين قتيل وجريح بمنطقة القرارة.

ودأبت القسام على استهداف آليات عسكرية إسرائيلية بقذائف مضادة للدروع، وقوات راجلة إسرائيلية بعبوات ناسفة وقذائف مضادة للأفراد، إلى جانب تنفيذها كمائن مركبة ناجحة وعمليات قنص وإغارة على مناطق وجود قوات الاحتلال.

 

 

 

"الشرق الأوسط":

عادت المواجهات في جنوب لبنان بين إسرائيل و«حزب الله» إلى ما كانت عليه قبل ردّ الحزب، الأحد، على اغتيال القيادي فؤاد شكر، من دون أن يتجاوز «قواعد الاشتباك» التي من شأنها أن تؤدي إلى توسّع الحرب. وهذا ما جدد مسؤولون في «حزب الله» تأكيده بالقول إن «المقاومة لا تريد خوض حرب شاملة».

وأعلن «حزب الله»، الأحد، أنه أطلق مئات المُسيَّرات والصواريخ على إسرائيل رداً على مقتل شكر بضربة إسرائيلية في الضاحية الجنوبية لبيروت في 30 يوليو (تموز)، وقال أمينه العام حسن نصر الله، مساء الأحد، إن الهجوم استهدف قاعدة «غليلوت» قرب تل أبيب، فيما أكد الجيش الإسرائيلي في المقابل، أنه أحبط «جزءاً كبيراً من الهجوم» ولم يتحدث عن وقوع إصابات.

لا هدوء ولا حرب شاملة

ويعكس الواقع الميداني عودة المواجهات إلى القواعد السابقة مع تسجيل، يوم الاثنين، عمليات متبادلة ضمن الإطار الذي تسير عليه المواجهات بين الطرفين منذ 11 شهراً، وبعد ما أعلنه صراحةً نصر الله في كلمة له بعد رد الحزب مساء الأحد، قائلاً: «في المرحلة الحالية يمكن للبنان أن يرتاح، والعدو أعلن أن ما جرى اليوم انتهى»، داعياً الأهالي إلى العودة إلى منازلهم، في إشارةٍ إلى سكان الضاحية الجنوبية لبيروت الذين غادروا منازلهم بعد اغتيال القيادي فؤاد شكر والتهديدات المتبادَلة بالتصعيد.

عن هذا الأمر يتحدث اللواء الركن المتقاعد الدكتور في العلوم السياسية عبد الرحمن شحيتلي، مؤكداً أن المعركة عادت إلى قواعد الاشتباك السابقة وأن احتمالات الحرب الشاملة تراجعت كثيراً.

ويقول شحيتلي لـ«الشرق الأوسط»: «حزب الله نفّذ بضربة نوعية ضد هدف عسكري من دون أن يستخدم أسلحة كبيرة أو يضرب أهدافاً كبيرة في إسرائيل كي لا يؤدي ذلك إلى حرب، وهو ما تعكسه مواقف الطرفين، وبالتالي فإن الوضع الميداني سيعود إلى ما كان عليه قبل عملية اغتيال شكر، بحيث سيكون سقفها وأهدافها والمساحة التي تدور فيها معروفة بانتظار ما ستؤول إليه مفاوضات الهدنة في غزة».

من هنا، يضيف شحيتلي: «الاتجاه السلبي للمفاوضات في غزة سيُبقي الوضع متوتراً على حاله في جنوب لبنان، أي لا وقف لإطلاق النار ولا حرب شاملة»، معتبراً أنه «لا يمكن لأحد أن يتحمل قرار الحرب ولا هي باتت اليوم مستبعدة ما لم يحصل أي أمر مفاجئ لم يكن في الحسبان».

«حزب الله»: لا نريد خوض حرب شاملة

جدّد «حزب الله» على لسان الوزير السابق محمد فنيش، التأكيد أنه لا يريد الحرب الشاملة.

وقال فنيش، خلال احتفال تكريمي لأحد مقاتلي الحزب، إن الردّ على اغتيال شكر «أتى في إطار معاقبة العدو وإلزامه العودة إلى قواعد الاشتباك»، مشيراً إلى أنّ «المقاومة تمتلك من القدرات ما يجعلها مستعدّة لكل الاحتمالات، وهي لا تريد خوض حرب شاملة لأن أهدافها ليست كذلك، لكن إذا ما حاول العدو أن يتجاوز الحدود أو يتمادى أو يستهدف المدنيين، فالمقاومة مستعدة للرد وهي حاضرة وجاهزة لكلّ احتمال».

وهاجم من تحدث عن حرب شاملة مقبلة، قائلاً: «أما أولئك الذين روّجوا لإمكانية الوصول إلى حرب شاملة، وأنّ الأيام الآتية قد تشهد مثل هذه الحرب، فنقول لهم: كُفّوا عن مثل هذه التحليلات، سواء بغرض تثبيط العزائم أو التهويل أو التخويف، لأنّنا تجاوزنا كل هذه المراحل، وحواجز الخوف قد سقطت، والخشية من العدو قد أصبحت من الماضي».

محاولة اغتيال

واستمرت، الاثنين، العمليات المتبادَلة بين «حزب الله» وإسرائيل في جبهة الجنوب بعد ساعات من الهدوء الحذر. وسجّلت محاولة اغتيال قيادي في حركة «حماس» في مدينة صيدا، وفق ما أشارت معلومات. وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بنجاة شخص في استهداف مُسيَّرة لسيارة رباعية الدفع على طريق فرعية في صيدا، مشيرةً إلى أن الشخصية التي نجت تنتمي لأحد التنظيمات الفلسطينية.

وطال القصف الإسرائيلي بلدات عدة في جنوب لبنان، فيما أعلن «حزب الله»، عن استهداف التجهيزات التجسسية في ‏موقع راميا بمحلّقة انقضاضيّة.

وشنّ الطيران الإسرائيلي غارات على بلدة كفركلا وعلى ساحة بلدة الطيبة وبلدة طيرحرفا في القطاع الغربي، كما خرق الطيران الإسرائيلي جدار الصوت على دفعتين فوق منطقة صيدا وشمال نهر الليطاني بمنطقة الزهراني.

وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، على حسابه على منصة «إكس»، إن «طائرات حربية تابعة لسلاح الجو استهدفت مباني عسكرية تابعة لـ(حزب الله) في منطقتي كفركلا وطير حرفا بجنوب لبنان»، كما قصفت بالمدفعية منطقتي شبعا وعيترون في جنوب لبنان.

بوريل وبوحبيب

أجمع كل من مفوض السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، ووزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال عبد الله بوحبيب، على ضرورة العمل على تطبيق القرار 1701.

وأعرب بوريل في اتصال بوزير الخارجية اللبناني، عن تأييده لموقف لبنان المطالب بالتطبيق الفوري لقرار مجلس الأمن رقم 1701، وأجمعا على أهمية استمرار الجهود والمساعي لإيقاف إطلاق النار في غزة بوصفه المدخل الأساسي لوضع حد للتصعيد الدائر في المنطقة وتجنيبها حرباً شاملة، وشدد بوحبيب على ضرورة أن يمارس الاتحاد الأوروبي ضغوطاً على إسرائيل لتوقف عدوانها المستمر على لبنان وتلتزم بتنفيذ القرار 1701.

كما أسف بوحبيب لعدم تحقيق انفراجة في الجولة الجديدة من المفاوضات التي تقودها الولايات المتحدة وقطر ومصر للتوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة.

من جهة أخرى، جدّد بوحبيب خلال لقائه سفراء فرنسا، والصين، وإسبانيا، وإيطاليا، والقائمَين بأعمال سفارتي روسيا والمملكة المتحدة، وفي اتصال مع سفيرة الولايات المتحدة الأميركية، موقف لبنان لجهة التمديد لقوات الأمم المتحدة العاملة في جنوب لبنان (يونيفيل) سنةً أخرى من دون إدخال أي تعديلات.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : الصحف اللبنانية