افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الجمعة 30 أغسطس 2024

الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Aug 30 24|08:43AM :نشر بتاريخ

"النهار":

لعلّ الداخل السياسي اللبناني كان ينتظر من يحفّزه على الاستفاقة على ملفات الأزمات الداخلية المعقدة والمركبة والمتراكمة الطبقات، فجاءت "عودة" التحركات الاحتجاجية للمودعين تذكيراً بكارثتهم لتشكل إحدى السبل الممكنة لهذه الاستفاقة. ذلك أنه عشية أيلول (سبتمبر) الاستحقاقات التربوية والمعيشية والاجتماعية الضاغطة، ناهيك عن أزمة الفراغ الرئاسي المستفحلة، لا تزال البلاد ترزح تحت طغيان ساحق للملف الميداني المتمثل بالمواجهات في الجنوب بين "حزب الله" وإسرائيل منذ 11 شهراً، ولا تظهر مؤشرات جدية كافية على إمكان "العودة" إلى الداخل وملفاته ولو تواترت في الأيام الأخيرة بعض المعالم الخجولة في موضوع الملف الرئاسي التي لا تستند بعد إلى معطيات جدية.

واستبعدت مصادر سياسية معنية حصول أي تحريك جدي للملف قبل جلاء مصير الحالة "التعبوية" الحربية التي لا تزال تطغى على الوضع في المنطقة، ولو أن "قطوع" الحرب الواسعة بين إسرائيل و"حزب الله" يبدو كأنه مرّ أو صار مستبعداً في الظروف الحالية على الأقل، ولكن ذلك لا يكفي لتبديد القلق والانشداد وسط تواصل المواجهات التي تبقي التصعيد وارداً في أي لحظة، كما أن عودة التعويل على إحياء المبادرة الفرنسية في الملف الرئاسي ستنتظر بدورها انتهاء أزمة تكليف الشخصية التي ستشكل الحكومة الجديدة في فرنسا وليس قبل ذلك.

ومن المتوقع أن تكتسب الكلمة التي سيوجّهها رئيس مجلس النواب نبيه بري غداً السبت في ذكرى تغييب الإمام موسى الصدر دلالات بارزة لجهة موقفه من الوضع الميداني في الجنوب وتنفيذ القرار 1701 بعد التطورات الأخيرة، كما من الأزمة الرئاسية التي يتوقع مطلعون أن يكون لبري موقفاً متطوراً منها بعد طول ترقب التزمه في الفترة الأخيرة.

في أي حال، فإن موقف القوى والكتل المعارضة من الأزمة الرئاسية سيبرز كمحور أساسي في الكلمة التي سيلقيها رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع بعد القداس السنوي الذي تقيمه "القوات" في "ذكرى شهداء المقاومة اللبنانية" مساء الأحد المقبل الأول من أيلول (سبتمبر) في معراب. ووصفت مصادر "القوات" كلمة جعجع بأنها ستكون "سياسية بامتياز بما تتضمنه من توصيف دقيق لواقع الحال عبر فشل السلطة، والحرب في الجنوب والانهيار والتغييب المتواصل لدور الدولة الفعلي".

وأشارت إلى أن الكلمة ستبرز "الإصرار على مواصلة مواجهة الأمر الواقع، ومواجهة محاولات التركيع والتيئيس والترويض ورفض تعويد الناس على فكرة أن الأمور في لبنان انتهت على ما هي عليه منذ نصف قرن. كما أنها ستتضمن تشريحاً لمعنى شعار القداس "الغدُ لنا" من خلال الإصرار على قيام دولة حرة ومستقلة تعيد الاعتبار لمعنى لبنان ودوره وكرامة الإنسان والتأكيد أن اليوم التالي للحرب يجب ألا يكون كاليوم الذي سبق هذه الحرب، والرؤية لمستقبل لبنان تكون مع من يملكون هذه الرؤية وليس مع من يبقون لبنان في الفوضى والخراب".

وأشارت المصادر "القواتية" إلى أن جعجع سيشدّد اكثر من أي وقت سابق على "ضرورة المصارحة والوضوح والشفافية وطرح الحقائق كما هي فوق الطاولة من أجل الخروج من التجربة الكارثية المستمرة منذ 50 سنة وتحديداً في الـ20 سنة الأخيرة، والتأكيد أن الحل ليس ملكاً لأي فريق، ولكن إبقاء لبنان في الفشل والفوضى ليس حقاً لأي فريق، ولذلك، يجب البحث المعمّق في التركيبة المثلى التي تعيد الاعتبار للبنان بحدوده ووحدته. كما سيشدّد على رفض الحرب التي لم تخدم غزة ويرفضها الشعب اللبناني ولم يكن للدولة رأي فيها، وتالياً رفض بأن يفرض أي فريق لبناني تحت أي ظرف موقفه ومرشحه وأن يضع يده على رئاسة الجمهوريّة وأن يمعن في التعطيل والتزوير".

بالعودة الى المشهد الداخلي، نفّذت أمس جمعية "صرخة المودعين" تجمّعاً في ساحة الشهداء أقدمت على أثره على إحراق مداخل عدد من المصارف وتكسير واجهاتها، احتجاجاً على الاستمرار في حجز أموال المودِعين. ونفّذت الجمعية اعتصامًا في ساحة الشهداء بالقرب من مسجد محمد الأمين، شارك فيه وزير المهجرين عصام شرف الدين والنائبان نجاة صليبا وملحم خلف، مؤكدين تأييدهم لمطالب المودِعين ووقوفهم إلى جانبهم. بعدها انطلق المودِعون في اتجاه منطقة الدورة حيث أضرموا النار أمام واجهة البنك اللبناني - الفرنسي، كما قاموا لاحقاً بتكسير واجهات البنك الإماراتي - اللبناني، وبنك بيروت، وبنك بيروت والبلاد العربيةBBAC والبنك اللبناني - السويسري الذي كان آخر محطة من تحرّك الجمعية امس.

الرئاسة في تحركات

اما على صعيد التحركات المتصلة بالأزمة الرئاسية، فالتقى مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى السفير المصري علاء موسى وتناول البحث ما يحدث في غزة وتأثيره على لبنان وجبهة الجنوب، وأوضح السفير أننا "تناولنا أهمية إعادة الزخم مرة أخرى الى الملف الرئاسي، واتفقنا على أهمية هذا الملف، وأنه بحاجة للتعامل معه بسرعة لأن التحديات المقبلة كبيرة للبنان ولكل المنطقة أيضاً، وبالتالي من الأولى أن يتعامل لبنان مع ملفاته الداخلية لكي تؤهله لمواجهة هذه التحديات واتفقنا على أنه في الفترة المقبلة سيتم إعادة الزخم في ما يخص الملف الرئاسي وإن كنا نحن كخماسية أو حتى أعضاء الخماسية يولون أهمية كبيرة لهذا الملف، وطبعاً ما حدث في المنطقة وجبهة الجنوب طغيا على هذه الأمور، لكن هذا لا يعني أن هذه الأمور على أهميتها لا نبحث فيها، وإن شاء الله الفترة المقبلة تشهد المزيد من التحرك الإيجابي في هذا الملف"، داعيا" الأطراف اللبنانية الى التجاوب مع هذا المسعى". وقال: "الامر بات ملحاً لإحداث شيء ملموس في هذا الملف، وعسى الفترة المقبلة نجد سبيلاً لإعادة الحوار مرة أخرى حول هذا الملف، والبحث في التفاصيل وصولاً لشيء ملموس لانتخاب رئيس جديد للجمهورية".

وفي السياق الرئاسي أيضاً وخلال زيارة راعوية قام بها أمس لمنطقة دير الاحمر، قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي: "يوماً ما ستنتهي الحرب، وسيكون لدينا رئيس للجمهورية وتستقر الأمور، وهناك مساع حثيثة لانتخاب رئيس للبنان، ورجاؤنا كبير بأن تعود الحياة الطبيعية إلى لبنان، وتنتهي الحرب، وتنتهي المأساة التي نعيشها". وتابع: "أنتم في دير الأحمر عشتم مشاكل وظروفا صعبة، وبعد ذلك عاشت دير الأحمر بفضل سيدة البرج التي صانت هذه البلدة، ورجاؤنا لا يتزحزح أبداً لا بالمسيح القائم من الموت، ولا بسيدة لبنان وبطوباويينا، وسنبقى ننظر إلى الأمام بالرغم من الإمكانات الضعيفة".

ميدانيات الجنوب

على الصعيد الميداني استمرت المواجهات في الجنوب ضمن وتيرة متوسطة، واستهدفت غارة إسرائيلية بعد الظهر منطقة كسارة العروش في مرتفعات جبل الريحان. وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه نفّذ غارات على مبانٍ عسكرية لـ"حزب الله" في كفركلا. وكان الطيران الحربي الإسرائيلي استهدف فجراً، بلدة كفركلا بأربع غارات عنيفة تسببت بهدم وتدميرعدد كبير من المنازل والمحال وقضت على حي بأكمله قبالة الجدار الفاصل، من دون تسجيل إصابات بشرية.

وعملت عناصر من الهيئة الصحية الإسلامية على فتح الطرق التي قطعت بسبب تراكم الانقاض. واستهدف القصف المدفعي الإسرائيلي نهاراً أطراف بلدة الوزاني والجبين ويارين وعيتا الشعب وحلّق الطيران الاسرائيلي في أجواء القطاعين الغربي والأوسط من الجنوب، كما خرق جدار الصوت فوق مختلف المناطق اللبنانية. واطلقت المدفعية الإسرائيلية قذائف على أطراف بلدة دير ميماس قرب بئر المياه تسببت باضرار في ألواح الطاقة الشمسية.

في المقابل، أعلن "حزب الله" تنفيذ هجوم بأسراب من المسيّرات الانقضاضية على مقر قيادة فرقة الجولان 210 في ثكنة نفح مستهدفة أماكن تموضع واستقرار ضباطها وجنودها وأصابت أهدافها بدقة. كما أعلن "حزب الله" استهداف انتشار للجنود الإسرائيليين في محيط مستعمرة كفريوفال وانتشار آخر في محيط مستوطنة كفريوفال وانتشار في محيط ثكنة زرعيت ومن ثم انتشار للجنود في محيط ثكنة دوفيف. كما استهدف مستوطنة المطلة مساء بعدد من صواريخ الكاتيوشا.

 

 

 

 "الأخبار":

 قالت جهات معنية إن مصادر موثوقة من داخل فلسطين المحتلة أبلغت عن أن 6 مسيّرات من السرب الذي أطلقته المقاومة يوم الأحد الماضي، ضمن عملية «يوم الأربعين» وصلت الى أهدافها في المنشأة الخاصة بوحدة الاستخبارات العسكرية (غليلوت) الواقعة في إحدى ضواحي تل أبيب. وقالت المصادر إن المسيّرات كانت مبرمجة لإصابة أهداف داخل المجمع الكبير، وإن قوات الاحتلال عمدت الى فرض طوق أمني بشعاع 4 كيلومترات ومنعت أحداً من الاقتراب من المنطقة، من مدنيين وعسكريين وإعلاميين.في هذه الأثناء، يستمر الجدال داخل حكومة العدوّ حيال التصرف مع جبهة لبنان. وقد أعلن مكتب رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أن «توسيع أهداف الحرب على جبهة لبنان أمر بديهي، ونتنياهو أكد ذلك مرات عدة». وقد جاء موقفه عقب زيارته السرية للقيادة الشمالية، أول من أمس، وإعلانه أن عودة سكان المستوطنات هي من أهداف الحرب، علماً أن وسائل الإعلام نقلت عنه كلامه عن العملية التي قام بها جيشه والتي ادّعى أنها أحبطت هجوماً كبيراً لحزب الله. وقال نتنياهو، أمام الضباط والجنود الذين التقاهم، إن إسرائيل «لم تقل كلمتها الأخيرة بعد»، في إشارة الى العمليات في مواجهة حزب الله

وجاءت تسريبات أمس ردّاً على إعلان وزير الحرب يوآف غالانت أنه يجري مشاورات حول توسيع أهداف الحرب في الشمال. وأنه بحث التفاصيل مع رئيس الأركان وكبار قادة المنظومة الأمنية. وقال غالانت إن «المهمة على الجبهة الشمالية لا تزال أمامنا، وخاصة العودة الآمنة للسكان. ولتحقيق هذا الهدف، يجب علينا توسيع أهداف الحرب، وسأطرح الموضوع على رئيس الوزراء والكابينت».

وفي وقت لاحق قال غالانت إنه حذّر الوزراء خلال جلسة الكابينت الأمني والسياسي من تصعيد إقليمي إن لم تقبل إسرائيل بصفقة التبادل. ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية أن غالانت «عرض وثيقة على الوزراء يدّعي فيها أن قبول صفقة التبادل سيبرّد ردّ إيران، كما سيتيح التوصّل إلى اتفاق على الجبهة اللبنانية».

وكانت مواقع إخبارية عبرية قد نقلت عن وزير التعليم الصهيوني يوآف كيش قوله، لمسؤولين محليين في المنطقة الشمالية، إن الحكومة تدرس خيارات جديدة للتعامل مع حزب الله، مشيراً الى أن أيلول المقبل سيكون شهر الحسم مع لبنان. كما تحدث الوزير السابق بيني غانتس مجدّداً عن الوضع في الشمال، وقال أمس إنه «أن تأتي متأخرا افضل من أن لا تاتي أبدا. لقد حان وقت التعامل مع حزب الله».

ميدانياً، هاجمت المقاومة الإسلامية أمس تجمّعات لجنود ‏العدوّ الإسرائيلي في محيط ثكنة زرعيت ومحيط مستعمرة ‏كفريوفال وبالقرب من ثكنة دوفيف وفي تلّة الطيحات. كما قصفت مبانٍ يستخدمها جنود العدو في مستوطنتي المطلة والمنارة، إضاقةً إلى موقعَي السماقة ورويسات العلم في مزارع شبعا.

 

 

 

"الجمهورية":

بعدما مدد مجلس الامن الدولي للقوات الدولية العاملة في الجنوب (اليونيفل) لسنة جددة متجاوبا مع ما طلبته الحكومة اللبنانية من دون ادخال اي تعديلات عليه بما يخل بقواعد الاشتبالك القائمة، ينتظر ان تبقى الاهتمامات منصبة على الوضع في الجنوب بعد رد حزب الله الاحد الماضي على اغتيال قائده العسكري فؤاد شكر من دون ان يعطي ذريعة لاسرائيل لشن حرب شاملة عليه، وذلك انتظارا للردين الايراني واليمني اللذين تجمع الاوساط المعنية على انهما سيكونان مدروسين لكي لا يقدما اي ذريعة لاسرائيل لتوسيع رقعة الحرب وتوريط الولايات المتحدة الاميركية فيها.

رسائل التمديد

غداة التمديد لقوات ("اليونيفيل") أجمعت مصادر حكومية وديبلوماسية عبر "الجمهورية" على تأكيد ارتياح رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الخارجية عبد الله بوحبيب الى اقرار هذا التمديد باجماع مجلس الأمن الدولي الذي لم يتحقق من قبل وخصوصا ان ما كان مطروحا اثار القلق الى حين صدور القرار على رغم من حجم التطمينات التي تبلغها لبنان من أكثر من جهة لم يحجب الخوف من تعديلات كانت محتلمة في ظل الظروف التي تمر بها منطقة انتشار هذه القوات على حدود لبنان الجنوبية والتي يمكن تلخيصها بالآتي:

• شكل التمديد من دون اي تعديلات على القرار في شكله ومضمون وتوقيته رسالة واضحة من المجتمع الدولي بضرورة الحفاظ على القوة الضامنة لاي اتفاق ينهي الوضع الشاذ في الجنوب اللبناني.

• يؤكد التمديد بهذه الطريقة تقديرا دوليا للمخاطر التي شرحها لبنان نتيجة اي مس بقواعد الاشتباك التي تتحكم بعمل القوات الدولية ودورها ذلك انه لم يعد هناك اي مخرج سوى هذا القرار مدخلا لأي حل يبعد الحرب الشاملة ويعيد تنظيم العلاقة بينها والجيش اللبناني.

• لم يعد هناك من بد امام لبنان سوى تثبيت التزامه بما قال به القرار ووقف التشكيك في اهمية الرعاية الدولية وفي دور هذه القوات وضرورة تطبيق مستلزمات القرار 1701 بما يفرضه من ضوابط على اللبنانيين وخصوصا الامنية والعسكرية منها والالتزام بها مهما كانت صعبة ومؤلمة بالنسبة الى بعض القوى.

• أثبتت الحركة الديبلوماسية الدولية التي واكبت القرار الحاجة الماسة الى انتخاب رئيس للجمهورية وهو ما أظهرته التحركات التي أطلقها ممثلو الخماسية الدولية والتي تجلت بتحركات السفيرين المصري والسعودي في الساعات الاخيرة على الساحة الداخلية إضافة الى الاستعدادات الجارية لإحياء عملها على رغم من المخاوف الناجمة من قرب دخول المجتمع الدولي في مدار الانتخابات الاميركية والشلل المحتمل حتى ما بعد موعدها في الخامس من تشرين الثاني المقبل.

الخماسية مجددا

وفي هذا السياق قال السفير المصري علاء موسى اثر زيارته مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان أمس انه بحث معه في " أهمية إعادة الزخم مرة أخرى للملف الرئاسي لاهميته والحاجة الى التعامل معه بسرعة لأن التحديات المقبلة كبيرة للبنان ولكل المنطقة أيضاً"، واضاف: "اتفقنا على ان في الفترة المقبلة سيتم إعادة الزخم الى الملف الرئاسي وإن كنا نحن كخماسية نولي أهمية كبيرة لهذا الملف، وطبعاً ما حدث في المنطقة وجبهة الجنوب طغيا على هذه الأمور، لكن هذا لا يعني أن هذه الأمور على أهميتها لا نبحث فيها، وإن شاء الله ستشهد الفترة المقبلة مزيداً من التحرك الإيجابي في هذا الملف"، داعيا" الأطراف اللبنانية الى التجاوب مع هذا المسعى"، وقال:"الامر بات ملحاً لإحداث شيء ملموس في هذا الملف، وعسى الفترة المقبلة نجد سبيلا لإعادة الحوار مرة أخرى حول هذا الملف، والبحث في التفاصيل وصولا لشيء ملموس لانتخاب رئيس جديد للجمهورية".

في غضون ذلك قال البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي خلال زيارة رعوية لبلدة دير الأحمر :"يوماً ما ستنتهي الحرب، وسيكون لدينا رئيس للجمهورية وتستقر الأمور، وهناك مساع حثيثة لانتخاب رئيس للبنان، ورجاؤنا كبير بأن تعود الحياة الطبيعية إلى لبنان، وتنتهي الحرب، وتنتهي المأساة التي نعيشها".

توسيع اهداف الحرب

على ان التمديد لقوات "اليونيفيل" لم يغير من الواقع السايد على الجبهة الجنوبية حيث استمرت المواجهات بين حزب الله واسرائيل وان كانت بدرجة اخف من اليومين الماضيين.

في هذه الاجواء زار رئيس الوزراء الاسرائيليّ بنيامين نتنياهو المنطقة الحدودية مع لبنان، حيث تلقى ملخصًا من قائد القيادة الشمالية أوري غوردين عن مسار المعركة مع "حزب الله". ولفت إلى "إحباط الهجوم المفاجىء" لـ"حزب الله"، قبل أيام، على حد قوله. مكرّر تأكيده "تدمير آلاف الصواريخ قصيرة المدى"، التي كانت تستهدف الجليل والجولان، كذلك المسيرات، التي أطلقها الحزب.

والى ذلك قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت بعد جلسة تقييم مع رئيس الأركان هرتسي هاليفي إنه "يجب توسيع أهداف الحرب في الجبهة الشمالية"، وأضاف: "لا تزال أمامنا مهمة العودة الآمنة لسكان الشمال". وأعلن أنه وافق على خطة للجيش للتأهب الشامل بدءا من الأسبوع المقبل لتشديد الإجراءات في المستوطنات الجنوبية والشمالية استعدادا لبدء العام الدراسي ، لافتا الى اننا سنزيد انتشار القوات في المستوطنات الشمالية والجنوبية لتأمين تنقلات طلاب المدارس.

ودعا غالانت إلى توسيع الأهداف المعلنة للحرب في قطاع غزة لتشمل تمكين السكان من العودة إلى مناطقهم في شمال إسرائيل. وأضاف: "مهمتنا على الجبهة الشمالية واضحة، ضمان عودة سكان مستوطنات الشمال إلى ديارهم بسلام. ومن أجل تحقيق هذا الهدف، لا بد من أن نوسع أهداف الحرب وأن نضم إلى الأهداف عودة سكان شمال إسرائيل إلى ديارهم في سلام".

وذكر بيان صادر لمكتب غالانت أنه قال: "لن يقلل هذا من التزامنا المطلق بتفكيك حماس وإعادة الرهائن".

من جهته، قال رئيس "معسكر الدولة "بيني غانتس: "حان وقت التعامل مع جبهة الشمال".

وفي السياق، علق ديوان رئاسة الوزراء الإسرائيلية بالقول: "توسيع أهداف الحرب على جبهة لبنان أمر بديهي ورئيس الوزراء نتنياهو أكد ذلك مرات عدة".

 

 

 

"الديار":

قطوع الرد ومن بعده التمديد لقوات الطوارئ الدولية، مرا وفقا للمتوقع، ليثبتا معهما قواعد الاشتباك التي كانت قائمة، اقله حتى الساعة، لتفتح معها الساحة على ديناميكية داخلية سياسية جديدة، عنوانها انتخابات رئاسة الجمهورية، التي اعيد تحريك ملفها، على ايقاع التغيير الحاصل في التوازنات النيابية، مع الازمة التي يشهدها التيار الوطني الحر، وتكتل لبنان القوي، تزامنا مع عودة الحركة الاعتراضية العنفية الى الشارع، مع نزول «صرخة مودعين» الى الساحة، عشية تهديد حراك العسكريين المتقاعدين بمنع انعقاد جلسات حكومة تصريف الاعمال، ما لم يحصلوا على مطالبهم، مع نهاية اسبوع تتصدره كل من عين التينة ومعراب.

كلمتا بري وجعجع

ووفقا للمصادر، فان كلمة رئيس المجلس النيابي نبيه بري يوم السبت، «ستكون محورية وتحاكي المشهد الممتد من غزة إلى لبنان وتداعياتها مروراً بالملفات الملحة»، دون التطرّق للملف الرئاسي تجنّباً لفتح سجال داخلي يزيد من أزمة التنافر الحاصلة داخلياً على خلفية الحرب عند الجبهة الجنوبية، «إلا أنه سيتطرّق إلى المبادرات الخارجية التي هبّت على لبنان وحملت الكثير من التحذيرات والتهديدات ليؤكد أن منطق الحق هو من سينتصر».

اما الاحد فستكون اطلالة لرئيس حزب القوات اللبنانية، في ذكرى شهداء المقاومة اللبنانية، لن يخرج فيها «عن الوضعية والازمات الحالية في البلد، وهو سيقارب مشكلة الحرب في الجنوب ومواقف الحكومة وملف الوجود السوري غير الشرعي»، وفقا لاوساط مطلعة، مستبعدة ان «يجر خطاب الرئيس بري رداً من جعجع».

ارتياح لبناني

في الانتظار، فان كلام رئيس هيئة الاركان المشتركة «الملغوم»، لم يمر مرور الكرام لبنانيا، اذ ادار المعنيون محركاتهم للوقوف على حقيقة تلك المواقف، ومدى دقتها واستنادها الى معلومات ومعطيات دقيقة، خصوصا ان المعطيات المتوافرة لدى المسؤولين اللبنانيين، كانت تسير في اتجاه معاكس، وهو ما ترجم في سلسلة اتصالات داخلية، مع اكثر من سفارة، وخارجية، مع عواصم القرار المعنية، والتي خلصت وفقا لمصادر مطلعة الى ان «القطوع» الذي مر على خير، لا يعني ابدا ان «الجرة ستسلم مرة»، فالوضع على الجبهة اللبنانية مركب ومعقد، كاشفة ان ثمة اجماعا خارجيا على ان الفترة المقبلة ستشهد شد حبال كبير، خصوصا في حال وقف اطلاق النار في غزة، وانطلاق مفاوضات التسوية على الجبهة الجنوبية، في توقيت اميركي حساس، مرجحة ان لا يترك الرد الايراني اي تداعيات على الجبهة اللبنانية.

التمديد لليونيفيل

وفي هذا الاطار تكشف المصادر ان رد حزب الله المدروس سهل على لبنان تسجيل نقطة في المرمى الاسرائيلي، مع ربحه ورقة التمديد للقوات الدولية وفقا للقرار السابق دون اي تعديلات، والذي جاء بعد اتصالات مكثفة قادها الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين، الذي استطاع ان يكسر «حدية صقور الادارة الاميركية» فيما خص طرح بعض التعديلات الاساسية، مرجحة ان يكون هوكشتاين قد سلف المستوى السياسي اللبناني موقفا، يرد له مع فتح صفحة المعالجات والحلول للصراع القائم،بما فيها اغلاق ملف الترسيم البري بين لبنان واسرائيل، والتي يامل الاخير ان تكون قبل نهاية ولاية الرئيس بايدن.

مصادر تؤكد اصابة قاعدة «غليلوت»

اكدت مصادر موثوقة جداً عن معلومات واردة من داخل الكيان الصهيوني إلى أن ست طائرات مسيرة تابعة لحزب الله على الأقل قد اخترقت الدفاعات الجوية الإسرائيلية بنجاح، وتمكنت من الوصول إلى أهدافها وإصابتها بدقة داخل قاعدة غليلوت العسكرية يوم الأحد الموافق 25 أغسطس 2024. ووفقًا للمصادر الموثوقة، فقد تم تنفيذ الهجوم بطريقة مدروسة للغاية، ما يشير إلى قدرة متطورة للتخطيط والتنفيذ لدى المقاومة.

وبعد العملية مباشرة، فرضت قوات الاحتلال الصهيوني طوقًا أمنيًا مشددًا حول قاعدة غليلوت، امتد بعمق عدة كيلومترات، حيث تم منع الاقتراب من القاعدة أو الدخول إليها سواء من المدنيين أو العسكريين، واستمر الإغلاق لعدة ساعات. ويُعتقد أن الهدف من هذه الإجراءات هو منع تسرب أي معلومات أو صور عن حجم الخسائر التي لحقت بالقاعدة، بالإضافة إلى محاولة التقليل من حالة الهلع التي قد تنتشر في صفوف الجيش الإسرائيلي وسكان المناطق المجاورة.

من الجدير بالذكر أن قاعدة غليلوت تعتبر من القواعد الاستراتيجية المهمة في إسرائيل، حيث تحتوي على منشآت حيوية ومعدات عسكرية متطورة، مما يزيد من أهمية العملية الأخيرة وتأثيرها على معنويات الجيش الإسرائيلي. ويعتقد أن هذا الهجوم قد يفتح الباب أمام مزيد من التحقيقات والتساؤلات حول فعالية أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية في التصدي للتهديدات الجوية غير التقليدية مثل الطائرات المسيرة.

الرد الايراني

واضافت المصادر ان ثمة مخاوف اميركية كبيرة من ان يكون رد ايران المنتظر من خارج اراضيها، رغم كشف احد مسؤولي البنتاغون ان الاعتقاد السائد ان «طهران تريد توجيه رسالة، الا انها لن تفعل شيئاً من شأنه توسيع رقعة الصراع»، لذلك وفي اطار الاجراءات الاحترازية تقرر ارسال سرب ثان من مقاتلات «اف22» الى المنطقة، فضلا عن نقل القوة البحرية الاميركية المتمركزة في البحر الاحمر الى قرابة السواحل الايرانية. لكن وفق المصادر، فإنه وكلما اقترب موعد الانتخابات الرئاسية الاميركية، ستخف الضغوط الاميركية على نتنياهو وتتراجع، بما ان ايا من الديمقراطيين او الجمهوريين لا يريد إغضاب اللوبي الاسرائيلي والناخب الاسرائيلي قبل الاستحقاق.

وذلك يعني ان ما لم يقبل به نتنياهو في الايام الماضية، سيبقى يرفضه في المرحلة المقبلة، عليه، وبما ان حماس ترفض هذه الشروط، فإن يمكن القول ان المساعي الدولية ستضعف وربما تتوقف في الايام القادمة، ما سيترك تداعياته في المشهدين الغزاوي والاقليمي.

وختمت المصادر بان طهران غير مستعدة في الوقت الراهن للتفريط بانجازاتها، خصوصا النووية، وهو ما دفع بالمرشد الى توجيه دعوة لواشنطن لفتح الحوار من جديد حول الملف النووي، في وقت عاد فيه محمد جواد ظريف عن استقالته وعين احد ابرز المفاوضين وزيرا للخارجية، في اطار الرسائل السياسية الواضحة، رغم ادراك طهران ان الوقت الحالي غير مناسب للعودة الى الطاولة، الا انه يكسبها الوقت الكافي لاحراز مزيد من التقدم في برنامجها، قد يعدل من شروط التفاوض لاحقا.

الجولان

في سياق متصل، وبعد الكثير من اللغط الذي اثارته زيارة الرئيس السوري الى موسكو، وما رافقها من تحليلات، وبعد ايام من كلام للرئيس الاسد، تحركت جبهة الجولان عسكريا، ما اوحى بان الفترة القادمة قد تشهد انضــمامها لســاحات الاسناد، مع اطلاق مسيرات من منطقة القنيطرة باتجاه الداخل الاسرائلي، فضلا عن صلية صواريخ، وتفجير عبوة ناسفة بقوة اسرائيلية، حيث اشارت المصادر الى ان التوقيت جاء لافتا، متوقعة ان تكون ساحة العمل خلف خطوط العدو، غامزة من قناة مواقف زعيم المختارة، واصطفافه الواضح الى جانب حزب الله، ما ازعج الغرب وواشنطن.

اشكالات الجبل

وليس بعيدا، تستمر الاتصالات لضبط الحوادث الامنية المتنقلة التي يشهدها الجبل، والتي اتخذت طابعا طائفيا، ما دفع «بالخصوم» الى التحرك العاجل للحفاظ على المصالحة التاريخية، ورسم قواعد ربط النزاع، وتنظيم الاختلاف القائم حول الموقف من الوضع على الحدود الجنوبية، حيث تؤكد اوساط القوات اللبنانية والحزب الاشتراكي، ان الاجواء ايجابية وان الاتصالات متقدمة وسريعة، وان الامور ذاهبة باتجاه الحلحلة، وهو ما اكدت عليه زيارة النائب ابو الحسن الى معراب، وزيارة النائب ابو عاصي لشيخ العقل.

الملف الرئاسي

في الملف الرئاسي، لفتت المواقف الصادرة من اكثر من جهة، مع توجيه النائب جبران باسيل نداء للبطريرك الراعي للمبادرة ، في وقت اعلن فيه السفير المصري، الذي بدا سلسلة من التحركات بهدف تحريك هذا الملف بداها من دار الفتوى ، بالتنسيق مع «خماسية باريس» انه حان الوقت للفصل بين الملف الرئاسي والوضع على الجبهة الجنوبية، تزامنا مع تحرك للمعارضة في الكواليس.

الراعي في دير الاحمر

وخلال زيارة رعوية لمنطقة دير الاحمر قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي «يوماً ما ستنتهي الحرب، وسيكون لدينا رئيس للجمهورية وتستقر الأمور، وهناك مساع حثيثة لانتخاب رئيس للبنان، ورجاؤنا كبير بأن تعود الحياة الطبيعية إلى لبنان، وتنتهي الحرب، وتنتهي المأساة التي نعيشها».

وتابع: «أنتم في دير الأحمر عشتم مشاكل وظروفا صعبة، وبعد ذلك عاشت دير الأحمر بفضل سيدة البرج التي صانت هذه البلدة، ورجاؤنا لا يتزحزح أبداً لا بالمسيح القائم من الموت، ولا بسيدة لبنان وبطوباويينا، وسنبقى ننظر إلى الأمام بالرغم من الإمكانيات الضعيفة».

ميتا تحظر حسابات

على صعيد آخر تداولت عدد من مجموعات «الواتساب» المقربة والتابعة لمحور المقاومة، معلومات مفادها ان شركة ميتا بدات في حظر حسابات مجموعات على واتساب تقوم بعرض صور خاصة على علاقة بما تعتبره «ميتا» بالمنظمات والميليشيات والجماعات المسلحة التابعة للمحور، داعية الى متابعة حساباتها عبر تطبيق «تيليغرام».

قصف وغارات

بالعودة الى التطورات على الجبهة الجنوبية، استهدفت غارة اسرائيلية بعد ظهر امس منطقة كسارة العروش في مرتفعات جبل الريحان، وكان الطيران الحربي الاسرائيلي استهدف بلدة كفركلا بأربع غارات. و تسببت الغارات الإسرائيلية العنيفة هذه بهدم وتدمير عدد كبير من المنازل والمحال وقضت على حي بأكمله قبالة الجدار الفاصل، من دون تسجيل إصابات بشرية. كذلك استهدف القصف المدفعي الاسرائيلي أطراف بلدة الوزاني. كما طال قصف مدفعي اسرائيلي اطراف الجبين ويارين وعيتا الشعب وحلّق الطيران الاسرائيلي في اجواء القطاعين الغربي والاوسط من الجنوب، كما خرق جدار الصوت فوق مختلف المناطق اللبنانية. واطلقت المدفعية الاسرائيلية قذائف على اطراف بلدة دير ميماس قرب بئر المياه تسببت باضرار في ألواح الطاقة الشمسية.

في المقابل، اعلن حزب الله «اننا نفذنا هجوماً بأسراب من المسيّرات الانقضاضية على مقر قيادة فرقة الجولان 210 في ثكنة نفح مستهدفة أماكن تموضع واستقرار ضباطها وجنودها وأصابت أهدافها بدقة».

صرخة المودعين

وامس، عادت الحركة المطلبية الى الشارع بعد انكفاء نتيجة الاوضاع التي تمر بها البلاد، اذ نفّذت جمعية «صرخة المودعين» إعتصامًا في ساحة الشهداء بالقرب من مسجد محمد الأمين، شارك فيه وزير المهجرين عصام شرف الدين والنائبان نجاة صليبا وملحم خلف، مؤكدين تأييدهم لمطالب المودعين ووقوفهم إلى جانبهم،قبل ان يتجه المودعون الى منطقة الدورة قاصدين المصارف فيها، حيث قاموا بـإضرام النار بواجهة مصرف اللبناني الفرنسي لأن على حد تعبيرها يمارس أعمالًا مجحفة بحق المودعين، كما قاموا لاحقاً بتكسير واجهات البنك الاماراتي اللبناني وبنك بيروت وبنك BBAC والبنك اللبناني السويسري، الذي كان آخر محطة من تحركهم.

 

 

 

"اللواء":

الانشغال الاسرائيلي العسكري في جبهتي غزة والضفة الغربية، في اطار ما يسمى «بالحرب الاستباقية» لم يمنع من الانشغال الاستطلاعي والاستخباراتي على جبهة لبنان، سواءٌ على مستوى القصف المدفعي والفوسفوري، او تحليق المسيَّرات المعادية فوق الجنوب وبيروت والبقاع..

وحسب خبير عسكري، فإن النشاط الاسرائيلي المحموم يصب في اطار «السعي الاستباقي» خشية ضربات قاتلة، استناداً لجبهة غزة المفتوحة منذ 7 ت1 (2023)، وجبهة شمال الضفة الغربية التي تدخل المعارك فيها اليوم الثالث.

وتوعد وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت بتوسيع الحرب الدائرة في الشمال.

ويأتي التصعيد الميداني، في وقت حقق فيه لبنان نجاحاً لافتاً في كسب معركة التمديد لليونيفيل.

وقالت مصادر دبلوماسية لـ«اللواء»: نجح لبنان ايضا في «معركة» التجديد لليونيفيل- اضافة الى استناده لقوة المقاومة- بفضل وحدة الموقف السياسي الرسمي من صيغة التمديد، بحيث ان سفراء دول مجلس الامن الدولي في بيروت الذين تواصلوا مع السلطات الرسمية قبيل اقرار الصيغة النهائية لقرار التجديد، سمعوا في عين التينة نفس الموقف الذي سمعوه في السرايا الحكومية وفي وزارة الخارجية، ما مكّن رئيس البعثة اللبنانية في نيويورك السفير هادي هاشم من مواكبة النقاشات في مجلس الامن بزخم وراحة وسلاسة نتيجة عدم وجود انقسام لبناني رسمي اوسياسي.

واوضحت المصادر: ان «معركة» التجديد كانت صعبة ايضا، بسبب الانقسام الدولي حول حرب اوكرانيا، فلم يمر قرار في مجلس الامن حول وقف الحرب نتيجة الخلاف الاميركي- الروسي الذي كان «فيتو» ايّاً منهما يُعطّل اي قرار. بينما مع لبنان صدر قرار التجديد لليونيفيل بالإجماع، ما يعني وجود توجه دولي كبير لمساعدة لبنان وإنقاذه مما يتخبط فيه، لكن المهم ان يبادر المسؤولون اللبنانيون الى ترتيب اوضاع البيت الداخلي اللبناني اولا عبر انتخاب رئيس للجمهورية لمعالجة كل الملفات الاخرى العالقة.

تحرك الخماسية

وعلى صعيد الاستحقاق الرئاسي، من المتوقع اسئتناف حراك اللجنة الخماسية العربية الدولية قريباً مع إعلان سفير جمهورية مصر العربية في لبنان علاء موسى من دار الفتوى بعد لقاء لمفتي الشيخ عبد اللطيف دريان، «ان الفترة المقبلة ستشهد المزيد من التحرك الإيجابي في الملف الرئاسي، داعيا «الأطراف اللبنانية الى التجاوب مع هذا المسعى لأن الامر بات ملحاً وعسى الفترة المقبلة نجد سبيلا لإعادة الحوار مرة أخرى والبحث في التفاصيل وصولا لشيء ملموس لانتخاب رئيس جديد للجمهورية».

اضاف موسى: وتناولنا أهمية إعادة الزخم مرة أخرى للملف الرئاسي، واتفقنا على أهمية هذا الملف، وانه بحاجة للتعامل معه بسرعة لأن التحديات المقبلة كبيرة للبنان ولكل المنطقة أيضاً، وبالتالي من الأولى أن يتعامل لبنان مع ملفاته الداخلية لكي تؤهله لمواجهة هذه التحديات . وإن شاء الله الفترة المقبلة تشهد المزيد من التحرك الإيجابي في هذا الملف.

كنعان يتهم عون بـ«تجاهل الحقائق»

سياسياً، وبعد كسر الجرة بين رئيس لجنة المال والموازنة النائب ابراهيم كنعان والتيار الوطني الحر، اتهم كنعان الرئيس ميشال عون (في معرض الرد على كلامه في صحيفة لبنانية صدر امس) بـ «تجاهل الحقائق المعروفة».

وقال: لقد تقدّم النائب كنعان وعدد من زملائه باقتراح قانون معجّل مكرر في 20 أيار 2020 للكابيتال كونترول بعدما تقاعست حكومة الرئيس حسان دياب في بداية الأزمة عن القيام بذلك، وفق ما تثبته محاضر مجلس الوزراء ووسائل الإعلام المكتوبة والمرئية والمسموعة طوال أسابيع، وصولاً الى سحبه من جدول أعمال جلسة 24 آذار 2020 ما سهّل تحويل ودائع المحظوظين.

وبعد رفض الهيئة العامة إقراره وإحالته مجدداً على اللجان النيابية، اقرّت لجنة المال والموازنة الاقتراح بالصيغة معدلة وفقاً لملاحظات صندوق النقد في 21 حزيران 2021.فكيف تكون لجنة المال ورئيسها لعبا دوراً في عدم الاقرار؟، ونحيل الرئيس عون الى ما يعرفه تماماً، واستند اليه، وقرأه في مقابلة أجراها بتاريخ ٢٧ تشرين الأول ٢٠٢٢ مع ال LBCI عن بعض من إنجازات لجنة المال والموازنة في عهده.

تحرك المودعين

على صعيد الودائع، واحتجاجاً علي ما وصفته «الخطط الشيطانية المطروحة من الحكومة والمصارف التي ستقضي على معظم الودائع» نفذت جمعية «صرخة المودعين» اعتصاماً وتحركاً بدءًا من ساحة الشهداء، قرب مسجد محمد الامين بمشاركة الوزير عصام شرف الدين والنائبين نجاة صليبا وملحم خلف.

وطالبت الجمعية بتغيير سعر سحب الدولار المصرفي ليصبح على السعر الرسمي.

بعدها انطلق المودِعون في اتجاه منطقة الدورة حيث أضرموا النار أمام واجهة البنك اللبناني - الفرنسي، كما قاموا لاحقاً بتكسير واجهات البنك الإماراتي - اللبناني، وبنك بيروت، وبنك بيروت والبلاد العربية BBAC ، والبنك اللبناني - السويسري الذي كان آخر محطة من تحرّك الجمعية امس.

ورفع المعتصمون لافتات «ترفض أي قانون لا يعيد حقوق المودعين»، وتطالب بـ«محاسبة الفاسدين واسترجاع الأموال المنهوبة».

وأعلنت جمعية «مصارف لبنان» في بيان، أن «المصارف تتعرض، مرة جديدة، لاعتداءات مغرضة من أصحاب المصالح الشخصية والهادفين إلى الاصطياد في الماء العكر على حساب المودعين»، مشيرة إلى أن «القاصي والداني المتمتع بحد أدنى من العقلانية وحسن التفكير يدرك أن الإضرار بممتلكات المصارف وخفض قيمة موجوداتها أو زيادة أعبائها ومطلوباتها يضعف من قدرتها على رد أموال المودعين»، متسائلة: «هل هذه هي الغاية التي يسعى إليها هؤلاء؟».

الوضع الميداني

ميدانياً، انتقل تحليق الطيران المعادي، (المسيَّرات) الى أجواء مشغرة في البقاع، كما استهدفت مرتفعات جبل الريحان، كما قصف الاحتلال بالقذائف الفوسفورية اطراف راشيا الفخار وكفرحمام وكفرشوبا وصولا الى اطراف حاصبيا.

وكان الاحتلال شن فجرا غارات على كفركلا، مما ادى الى تدمير عدد من المنازل والمحال.

واستهدف حزب الله مقر الفرقة 210 في ثكنة نفح في الجولان السوري وثكنة زرعيت ومواقع للاحتلال في مزارع شبعا.

واستهدف الحزب 10 مواقع.

واعلنت المقاومة الاسلامية عن استهداف جنود العدو في مستعمرة المطلة، وفي مستعمرة المنارة.

 

 

 

"الأنباء" الالكترونية:

تزامناً مع استمرار الحرب الهمجية التي تشنّها إسرائيل على قطاع غزة، تتصاعد العمليات التي تنفذها قوات الاحتلال في عدد من مدن وقرى الضفة الغربية، لاسيما في طولكرم حيث بلغت حصيلة العدوان على المدينة ومخيم نور شمس في جزئه الشرقي، سبعة عشر شهيدًا وعدداً كبير من الجرحى، الأمر الذي ينذر بما هو أخطر، لترافقها مع هجمات المستوطنين المدججين بالسلاح على القرى الفلسطينية في الضفة. كما واصلت جرافات الإحتلال تخريب البنى التحتية في طولكرم، فضلًا عن منع شرطة الإحتلال الطواقم الطبية من القيام بعملها. 

وفي غزة حيث المجازر الإسرائيلية متواصلة، كشفت صحيفة يديعوت أحرونوت نقلاً عن مصدر إسرائيلي أن جيش الاحتلال استحدث منصبا جديدا تحت مسمّى "رئيس الجهود الإنسانية - المدنية في قطاع غزة" وهو منصب يوازي رئيس الإدارة المدنية الإسرائيلية للضفة الغربية، ما يدل بالتالي على إصرار حكومة العدو على احتلال القطاع لفترة طويلة.

وعلى خط المفاوضات في الدوحة، فهي لم تسجل أي تقدم بفعل تعنت الجانب الإسرائيلي ورفضه الانسحاب من المعابر الرئيسية وفق مقترحات الوسطاء، ما يؤكد استمرار القرار بإفشال المفاوضات رغم ما يحكى عن ضغوط أميركية مزعومة. 

وعلى الجبهة الجنوبية في لبنان، لوحظ تراجع نسبي في المواجهات الميدانية مقارنة بالأيام الماضية. في وقت شكل قرار مجلس الامن الدولي بتمديد عمل قوات اليونيفل 12 شهراً إشارة يتيمة إلى البقاء النظري للقرار 1701.

في هذا السياق اعتبر النائب السابق ايلي ماروني في حديث لجريدة الأنباء الالكترونية أن التمديد لليونيفل هو استمرار للشرعية الدولية والمحافظة على الخط الأزرق وعلى لبنان، بعد أن أصبح وجود هذه القوات معنوي من أجل الاعتراف بحدود لبنان، مؤكداً أن تطبيق القرار 1701 وكافة القرارات التي صدرت عن المرجعية الدولية لا يتم إلا بموافقة الطرفين لبنان وإسرائيل، وسأل ماروني: "هل الطرفان، لبنان واسرائيل يريدان تطبيق الـ 1701؟ وهل سيتراجع حزب الله بعد كل المعارك التي خاضها بضعة كيلومترات الى الوراء، رغم أن تراجعه لا يقدم ولا يؤخر في ظل تطور الأسلحة الحديثة وقدرتها على تحقيق اهدافها بدقة أينما كان؟، وأين الدولة التي ستوافق على القرار 1701 وأين رئيس الجمهورية ليشرف على المفاوضات بشأنه؟"، معتبرا جراء كل ذلك أن "لا وجود مؤشرات تشي بأن هذا الملف قيد الحل".

 داخلياً رأى ماروني أنه "كلما استمرت لغة التمسك بترشيح سليمان فرنجية أو لا أحد غيره بمقابل رفض الفريق الآخر لهذا المرشح، وكلما كان شرط الحوار مقابل رفض الحوار، فلن يمكن الوصول إلى حل"، واعتبر أن "حزب الله يريد ثمناً بعد دخوله الحرب ويريد ضمانات من خلال رئيس جمهورية يرتاح إليه. وفي المقابل الفريق الآخر يريد المحافظة على سيادة لبنان. فهل مجلس النواب لديه القدرة على انتخاب الرئيس؟".

وفيما لا يخرج الا موقف الحزب التقدمي الإشتراكي والرئيس وليد جنبلاط للمطالبة بحل داخلي يحصّن لبنان في ضوء كل هذه المخاطر الإقليمية والمباشرة عليه، خصوصاً وأن الاحتلال الإسرائيلي لا يُؤمَن جانبه حيال النوايا والأفعال التي يرتكبها في الجنوب ومخططاته لتوسيع الحرب، فإن السؤال الأبرز مُوجّه إلى كل القوى السياسية المعطّلة لانتخاب الرئيس والحوار بشأن ذلك، حول ما إذا كان بقاء لبنان وبقاء الدولة يعنيها أم لا.

 

 

 

"البناء":

أكد الرئيس السوري الدكتور بشار الأسد في حوار مفتوح مع السفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية، وطاقم وزارة الخارجية والمغتربين، أن النظر لعملية طوفان الأقصى يجب أن يكون في سياق القضية الفلسطينية، وليس كحدث ميداني طارئ، وذلك في مواجهة ما تُحاول تكريسه الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون من أن طوفان الأقصى هو سبب التوترات الحاصلة اليوم. وأشار الرئيس الأسد إلى أن الفوضى التي صنعتها الولايات المتحدة الأميركية زادت من عدم الاستقرار في العالم، والصراع الدولي اليوم هو صراع اقتصادي – تكنولوجي، وخاصة أن الغرب بدأ يفقد سيطرته التقانية أمام الشرق، مما يسرّع بتشكل عالم جديد متعدّد الأقطاب، موضحاً أن المستقبل هو للشرق لأنه استطاع أن يحافظ على هويته ومبادئه، مُضيفاً: إن التطورات المتلاحقة تؤكد تصاعد هذا الصراع واستمراره مما سيخلق المزيد من الأزمات لجميع دول العالم وشعوبها.
في المنطقة حدث يخطف الأنفاس على إيقاع ما يجري في غزة، والحدث هو اجتياح جيش الاحتلال للضفة الغربية حيث تدور مواجهات ساخنة بين جيش الاحتلال ومجموعات المقاومة، وقد أدّى استشهاد قائد كتيبة طولكرم أبو شجاع إلى اشتعال المواجهات على مختلف جبهات القتال، ما اضطر الاحتلال الى الانسحاب من بعض النقاط التي توغل فيها، وكان اللافت إعلان كيان الاحتلال تعيين حاكم مدني للضفة الغربية، وهو ما قرأت فيه مصادر فلسطينية قراراً عملياً بإنهاء السلطة الفلسطينية، والتمهيد لفرض معادلة تربط أي اتفاق في غزة بالتسليم الأميركي والأوروبي والعربي بفرض سيطرته على الضفة الغربية، بينما المقاومة غير معنية بكل ذلك، وتخوض معادلات مستقبل الضفة وغزة من خلال المواجهات، ليكون السؤال موجهاً للسلطة الفلسطينية المهدّدة بالتهميش، وليس للمقاومة.
في جبهة لبنان، من جهة تأكيدات من مصادر موثوقة بأن التقارير الواردة من داخل فلسطين المحتلة تؤكد أن ستاً من الطائرات المسيّرة التي أطلقتها المقاومة نحو مقر الوحدة 8200 شمال تل أبيب قد أصابت هدفها مباشرة وألحقت به أضراراً مادية وبشرية جسيمة، لم تُعرف تفاصيلها بعد، لكنها قيد المتابعة، ما يفسّر حال الارتباك التي فرضت نفسها على قادة كيان الاحتلال لجهة الإعلان عن عدم النية بالذهاب للحرب، لكن في إطلاق كلام وشعارات حول مصير المهجّرين من مستوطنات الشمال يشكل وعوداً فارغة مع استمرار الاشتباكات العنيفة على الجبهة، مثل كلام وزير الحرب يوآف غالانت الذي قال أول أمس إن الحرب على حزب الله ليست الآن بل في المستقبل البعيد، وقام أمس بالإعلان عن حشد الجيش شمالاً تحت شعار تأمين فتح المدارس بعد يومين في أول شهر أيلول.

وفيما يترقب لبنان والمنطقة نتائج المفاوضات الجارية على خط الدوحة – القاهرة بين المقاومة الفلسطينية ووفد الاحتلال الإسرائيلي، تتجه الأنظار الى الرد المرتقب لباقي جبهات المقاومة لا سيما الرد الإيراني واليمني والعراقي، وسط تأكيد مصادر في محور المقاومة لـ”البناء” أن الردود الثلاثة آتية حتماً وستكون مفاجئة ولن تكون أقل قسوة من ردّ حزب الله.
وفيما يتجه العدو الإسرائيلي الى مزيد من التصعيد لا سيما في الضفة الغربية بعد انسداد أفق تحقيق انتصارات في غزة وسقوط الرهان على فرض معادلة جديدة في الجنوب على حزب الله، بقي ردّ المقاومة في لبنان ونتائجه على كيان الاحتلال وصنّاع القرار فيه، في صدارة الاهتمام.
وأكد مصدر مطلع في فريق المقاومة لـ”البناء” أن “الرد على اغتيال القائد الجهادي الكبير السيد فؤاد شكر حقق أهدافه الأساسية بمعزل عن الخسائر إذ ثبّت معادلة ردع جغرافية محددة: “تل أبيب مقابل الضاحية”، وبالتالي أعاد قواعد الاشتباك الى ما كانت عليه وأجهض خطة العدو بفرض قواعد اشتباك جديدة والضغط على حزب الله للتراجع عن إسناد غزة من الجنوب من خلال تجاوز الخطوط الحمر والتهديد بالحرب المفتوحة”، لكن المقاومة وفق المصدر لن توقف جبهة الإسناد مهما بلغت التضحيات ولن يستطيع العدو تغيير الوقائع الميدانيّة على الحدود بالقوة العسكريّة لاستعادة الأمن إلى مناطق الشمال وإعادة المستوطنين المهجرين اليها”، ولفت المصدر إلى أن “حزب الله اختار أهدافاً محدّدة ومدروسة للردّ على العدوان الإسرائيلي على الضاحية وليس رداً انفعالياً ومتهوّراً، وهو لم يستهدف المستوطنين المدنيين في كيان العدو ليس خوفاً بل لعدم منح حكومة الاحتلال ذريعة لتحريض الرأي العام الغربي وإعادة استقطابه لمصلحة “إسرائيل”، والسبب الثاني لحماية المدنيين في لبنان لا سيما في المدن”. وكشف المصدر أن “لدى قيادة المقاومة تأكيدات بوصول مسيّرات المقاومة الى مراكز الموساد في مرغليوت وسقوط خسائر”. وتساءل المصدر: لماذا لم تقدم “إسرائيل” أي دليل ينفي حصول خسائر أو صور حية وحديثة للقواعد المستهدفة أو على الأقل تنظيم جولة من إعلاميين يدورون في فلك الحكومة الاسرائيلية على هذه القواعد للتأكد من أنها لم تُصب بأي خسائر؟ ولماذا يفرض العدو رقابة عسكرية مشددة وطلب من الإعلام الالتزام بما يقوله الجيش؟
وفيما يتحدّث خبراء عسكريون عن احتمال أن تزوّد روسيا حزب الله بصور للأقمار الصناعيّة في الموقع المستهدَف في “تل أبيب”، تشير جهات استخبارية غربية لـ “البناء” الى أن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية منعت أيّ مسيّرة أو جسم جوي من التحليق فوق مركز الوحد الاستخبارية 8200 التي استهدفها حزب الله.
وفيما تميل تقديرات جهات معنية بالحرب الحالية، الى التشاؤم حيال نتائج المفاوضات في القاهرة والدوحة لكون نتنياهو لديه مزيد من الأوراق والهامش للمناورة في ظل إدارة أميركية باتت ضعيفة أشبه بالرجل العاجز ولم تعُد تملك أوراق قوة للضغط على حكومة نتنياهو الذي يستفيد من دخول الكنيست الإسرائيلي في إجازة حتى تشرين، وبالتالي لا يستطيع سحب الثقة من الحكومة، ما يعني وفق الجهات أن الحرب ستطول حتى العام المقبل ومفتوحة على كافة الاحتمالات.
واستبعدت الجهات نفسها أن يبادر العدوّ لشن عدوان واسع على لبنان لأسباب تتعلّق بقدرة جيش الاحتلال على القتال على جبهة ثانية، وعجز الجبهة الداخليّة عن تحمّل مواجهة أخرى مع حزب الله، إضافة الى وجود إرادة في البيت الأبيض ترفض توسّع الحرب في المنطقة لأسباب متعدّدة.
وزعم وزير الحرب الإسرائيلي يوآف غالانت، أنه “وافقت على خطة للجيش بدءاً من الأسبوع المقبل لتشديد الإجراءات في المستوطنات الجنوبية والشمالية”، وقال: “سنزيد انتشار القوات في المستوطنات الشمالية والجنوبية لتأمين تنقلات طلاب المدارس”.
وكشفت أوساط دبلوماسية أوروبية مطلعة لـ”البناء” أن “الولايات المتحدة الأميركية تمارس ضغوطاً مكثفة على حكومة “إسرائيل” لفرض اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى قبل دخول الولايات المتحدة مدار الانتخابات الرئاسية”، لافتة الى أن الولايات المتحدة لا تريد للحرب أن تتوسّع وبذلت جهوداً كبيرة في هذا الإطار مع كافة الأطراف وهي الآن أكثر اطمئناناً بعد ردّ حزب الله والرد الإسرائيلي بأن التصعيد المتبادل لن يأخذ المنطقة الى حرب واسعة النطاق. كما كشفت الأوساط أن دول الاتحاد الأوروبي تبذل جهوداً دبلوماسيّة مكثفة للضغط على حكومة “إسرائيل” لوقف الحرب على غزة، وهي اتخذت إجراءات في هذا الصدد أهمها فرض عقوبات على الوزراء المتطرفين في “إسرائيل” لا سيما وزيري الأمن القومي والمالية وستتخذ إجراءات إضافية، لكن المشكلة تكمن في أن الاتحاد الأوروبي ضمن 27 دولة وكل دولة تملك حق الفيتو على أيّ قرار ما يصعّب اتخاذ قرار تصعيديّ موحّد ضد “إسرائيل”. لذلك يبقى الضغط الأميركي بحسب الأوساط هو الأكثر تأثيراً ويأتي بالنتائج المطلوبة.
ميدانياً، استهدفت غارة إسرائيلية منطقة كسارة العروش في مرتفعات جبل الريحان. وزعم جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه نفّذ غارات على مبانٍ عسكرية لحزب الله في كفركلا وقصف بالمدفعية مواقع في يارين. وكان طيران الاحتلال الحربي استهدف بلدة كفركلا بأربع غارات من دون تسجيل إصابات بشريّة. وعملت عناصر من الهيئة الصحية الإسلامية على فتح الطرقات التي قطعت بسبب تراكم الأنقاض. كما استهدف القصف المدفعي الإسرائيلي أطراف بلدة الوزاني وأطراف الجبين ويارين وعيتا الشعب وحلّق الطيران الإسرائيلي في أجواء القطاعين الغربي والأوسط من الجنوب، كما خرق جدار الصوت فوق مختلف المناطق اللبنانية. وأطلقت المدفعية الإسرائيلية قذائف على أطراف بلدة دير ميماس قرب بئر المياه تسببت بأضرار في ألواح الطاقة الشمسية.
في المقابل، أعلن حزب الله “اننا نفذنا هجوماً بأسراب من المسيّرات الانقضاضية على مقر قيادة فرقة الجولان 210 في ثكنة نفح مستهدفة أماكن تموضع واستقرار ضباطها وجنودها وأصابت أهدافها بدقة”.
سياسياً، استقبل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى سفير جمهورية مصر العربيّة في لبنان علاء موسى، الذي أعلن بعد اللقاء أن “الفترة المقبلة ستتمّ إعادة الزخم في ما يخصّ الملف الرئاسي وإن كنا نحن كخماسية أو حتى أعضاء الخماسية يولون أهمية كبيرة لهذا الملف، وطبعاً ما حدث في المنطقة وجبهة الجنوب طغيا على هذه الأمور، لكن هذا لا يعني أن هذه الأمور على أهميتها لا نبحث فيها، وإن شاء الله الفترة المقبلة تشهد المزيد من التحرك الإيجابي في هذا الملف”، داعياً “الأطراف اللبنانية الى التجاوب مع هذا المسعى”.
وفي السياق نفسه، وخلال زيارة رعويّة لمنطقة دير الأحمر قال البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي “يوماً ما ستنتهي الحرب، وسيكون لدينا رئيس للجمهورية وتستقر الأمور، وهناك مساعٍ حثيثة لانتخاب رئيس للبنان، ورجاؤنا كبير بأن تعود الحياة الطبيعيّة إلى لبنان، وتنتهي الحرب، وتنتهي المأساة التي نعيشها”. وتابع: “أنتم في دير الأحمر عشتم مشاكل وظروفاً صعبة، وبعد ذلك عاشت دير الأحمر بفضل سيدة البرج التي صانت هذه البلدة، ورجاؤنا لا يتزحزح أبداً لا بالمسيح القائم من الموت، ولا بسيدة لبنان وبطوباويينا، وسنبقى ننظر إلى الأمام بالرغم من الإمكانيات الضعيفة”.

 

 

 

"الشرق":

واصل جيش الاحتلال الإسرائيلي لليوم الثاني على التوالي عمليته العسكرية في جنين وطوباس وطولكرم شمالي الضفة الغربية، والتي وصفها بالأوسع منذ عام 2002، حيث يرتفع عدد الشهداء والجرحى وسط تهجير لسكان بعض المناطق وحصار لمناطق أخرى.

وأفادت مصادر طبية فلسطينية باستشهاد 17 شخصا وجرح 22 آخرين منذ بداية العملية الأربعاء.

في الوقت نفسه، قال مراسلون إن قوات الاحتلال دهمت منازل في جنين، وأمرت سكانها بمغادرتها لمدة 4 أيام وسيطرت عليها.

وواصل جيش الاحتلال حصاره لجنين ومخيمها، كما دفع بتعزيزات عسكرية إلى محيط المخيم وقام بتجريف الشوارع والبنية التحتية.

ودفع الاحتلال أيضا بتعزيزات جديدة إلى الحي الشرقي في مدينة جنين، .

وأعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية توقف خدماتها في مدينة جنين بشكل كامل بسبب تضررها جراء العمليات العسكرية الإسرائيلية.

وقال الهلال الأحمر الفلسطيني إن غرفته المركزية فقدت الاتصال بمركز إسعاف جنين وطواقمه بشكل كامل نتيجة انقطاع الاتصالات.

وفي طولكرم،وسعت قوات الاحتلال اقتحاماتها لتشمل مخيمي طولكرم ونور شمس.

ودهم الجنود عشرات المنازل وأجروا تحقيقا ميدانيا مع عدد كبير من الفلسطينيين، وأغلقت جميع مداخل مخيم نور شمس.

“ثأرا لأبو شجاع”

من جانبها، أكدت فصائل المقاومة الفلسطينية أن مقاتليها يواصلون التصدي لقوات الاحتلال وآلياته بالرصاص والعبوات الناسفة.

وأعلنت كتيبة طولكرم التابعة لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي الخميس أن مقاتليها تمكنوا من الإيقاع بقوة إسرائيلية في كمين وذلك في إطار الرد على اغتيال قائد الكتيبة محمد جابر الملقب بـ”أبو شجاع” فجر امس.

وأوضحت الكتيبة في منشور عبر تليغرام أن المقاتلين أوقعوا قوة مشاة من جيش الاحتلال في كمين مركب في محور المنشية بمخيم نور شمس، “حيث تمكنت وحدة الهندسة من تفجير عبوة ناسفة شديدة الانفجار معدة مسبقا.. وفور انفجار العبوة قام مقاتلونا بالإغارة على القوة المستهدفة وإمطارها بزخات كثيفة من الرصاص مؤكدين وقوع قتلى وجرحى في صفوف قوات العدو”.

وقالت وسائل إعلام فلسطينية إنه تم رصد هبوط مروحية للاحتلال عند حاجز تسيناعوز غرب طولكرم عقب إعلان المقاومة الإيقاع بالقوة الإسرائيلية.

وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن اليوم أنه قتل أبو شجاع قائد كتيبة طولكرم و4 آخرين من أفراد الكتيبة في تبادل لإطلاق النار بمخيم نور شمس.

واعترف الجيش الإسرائيلي بإصابة جنديين بجروح متفاوتة، في حين أعلن الانتهاء من عمليته في مخيم الفارعة بمحافظة طوباس شمالي الضفة.

وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه قتل منذ بداية عمليته في الضفة 12 فلسطينيا في جنين وطولكرم، واعتقل أكثر من 10 مطلوبين.

 

 

 

 "الشرق الأوسط":

مَسَحَت غارات جوية إسرائيلية حياً سكنياً بأكمله في بلدة كفركلا الحدودية في جنوب لبنان، المقابلة لمستوطنة المطلة، إثر غارات متزامنة هي الأعنف التي تستهدف القرى الحدودية منذ مطلع الأسبوع، في حين دعا وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت إلى «توسيع الأهداف المعلنة للحرب في قطاع غزة لتشمل تمكين السكان من العودة إلى مناطقهم في شمال إسرائيل والتي تم إجلاؤها بسبب هجمات (حزب الله)».

وقال غالانت: «مهمتنا على الجبهة الشمالية واضحة؛ ضمان عودة (سكان) بلدات الشمال إلى ديارهم بسلام. ومن أجل تحقيق هذا الهدف، لا بد أن نوسع أهداف الحرب، وأن نضم (إلى الأهداف) عودة سكان شمال إسرائيل إلى ديارهم بسلام».

وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه نفّذ غارات على مبانٍ عسكرية لـ«حزب الله» في كفركلا، وهي غارات قالت وسائل إعلام لبنانية إن الطيران الحربي الإسرائيلي نفذها فجر الخميس، وبلغ عددها 4 غارات متزامنة.

وتسببت الغارات الإسرائيلية العنيفة في هدم وتدمير عدد كبير من المنازل والمحال التجارية. وذكرت وسائل إعلام محلية أن الغارات «قضت على حي بأكمله قبالة الجدار الفاصل» مع مستعمرة المطلة المقابلة في إسرائيل، لكن الغارات لم تؤدِّ إلى وقوع إصابات بشرية. وعملت عناصر من «الهيئة الصحية الإسلامية» على فتح الطرق التي قُطعت بسبب تراكم الأنقاض.

أعنف غارة

والغارات على كفركلا، هي الأعنف منذ يوم الأحد، حين أعلنت إسرائيل عن شنّ هجوم استباقي لإحباط رد «حزب الله» على اغتيال قائده العسكري فؤاد شكر، وجاءت بعد تصعيد من قِبل «حزب الله»، الذي أعلن حتى مساء الخميس عن تنفيذ 5 عمليات عسكرية ضد المواقع الإسرائيلية، إحداها بسرب من المسيّرات المفخخة أُطلقت باتجاه مقر قيادة «فرقة الجولان 210» في ثكنة «نفح»، مستهدفة ‏أماكن تموضع واستقرار ضباطها وجنودها، وفق ما قاله الحزب في بيان.

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد تحدثت عن اندلاع حرائق في هضبة الجولان السورية المحتلة، نتيجة سقوط مسيّرات أُطلقت من لبنان، كما أعلن الجيش الإسرائيلي عن «انفجار عدة طائرات مسيّرة في شمال الجولان، دون وقوع أضرار أو إصابات».

ودوّت صافرات إنذار في مواقع إسرائيلية قرب الحدود مع لبنان، وشملت مناطق في الجليل الأعلى والجليل الغربي، وقال الحزب في بيانات متعاقبة إن مقاتليه استهدفوا انتشاراً لجنود إسرائيليين في محيط مستعمرة ‏كفريوفال بالأسلحة الصاروخية، كما استهدفوا تجمعاً للجنود في محيط ثكنة «دوفيف» بالأسلحة الصاروخية، وآخر في محيط «تلة الطيحات».

إلى ذلك، قال رئيس مجلس مستوطنة المطلة، ديفيد أزولاي، في تصريحات لوسائل إعلام إسرائيلية: «لقد تضرر أكثر من 40 في المائة من منازل السكان بطريقة أو بأخرى، ولدينا تدمير جنوني للبنية التحتية. مع كل الحزن على هذا الدمار، سنقوم بترميمها. لكن لن نستطيع ترميم المجتمع»، مضيفاً: «أعتقد أن نحو 20 في المائة لن يعودوا، ويعتمد ذلك على كيفية انتهاء الأمر. وإذا انتهى الأمر بعد ضربة قوية لهم، فأنا أقدر أنهم سيعودون أكثر».

ولفت أزولاي إلى أن «هناك حزاماً أمنياً داخل أراضي إسرائيل، وهذا لم يحدث مطلقاً في السابق»، مشيراً إلى أنه «لا سياحة ولا زراعة في المطلة، كما أن الطلاب مشتتون في الداخل؛ كونه لن يُفتتح هذا العام موسم دراسي في المطلة، للمرة الأولى منذ 128 عاماً».

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : الصحف اللبنانية