افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الأحد 13 أبريل 2025

الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Apr 13 25|07:57AM :نشر بتاريخ

 النهار:

مع أن الحكم على الجولة الأولى من المفاوضات الأميركية الإيرانية غير المباشرة في مسقط أمس يبدو متعجلاً ومبكراً فإن ذلك لا يحجب انشداد أنظار الشرق الأوسط برمته وحتى معظم العالم إلى هذا التطور لما ينطوي عليه من أهمية مفصلية في مصير الشرق الأوسط. ولذا كان بديهياً أن يبدو لبنان معنياً أكثر من بلدان المنطقة كلها بترقب ما ستفضي إليه هذه المفاوضات وما ستتركه لاحقاً من تداعيات وانعكاسات عليه نظراً إلى ما يمثله "حزب الله" كأحد أبرز وأكبر أذرع إيران في المنطقة، وتالياً فإن الانعكاسات عليه مباشرة أو بشكل غير مباشر ستتسم بأهمية كبيرة.

مع ذلك فإن الحدث المحلي الأساسي سيحضر اليوم في حلول الذكرى الخمسين لاشتعال الحرب في لبنان في 13 نيسان 1975، علماً بأن البلد شهد موجة واسعة وكثيفة من المناسبات والمنتديات والمهرجانات إحياءً لهذه الذكرى.

وإذ شكلت الكلمة التي وجهها رئيس الجمهورية العماد جوزف عون إلى اللبنانيين في هذه الذكرى موقفاً بارزاً اختصر موقف الدولة "المتجددة" في ظل عهد عون الغضّ، من المقرر أن يعمّ الصمت لدقيقة، لبنانَ كله ظهر اليوم، بدعوة من رئيس الحكومة نواف سلام إحياءً للذكرى، تحت شعار "منتذكر سوا، لنبني سوا". وسيشارك سلام في لحظة الصمت من أمام نصب الشهداء في ساحة الشهداء بوسط بيروت.
أما أبرز ما تضمّنته كلمة الرئيس عون عشيّة الذكرى فتمثلت في تشديده على أن "من واجبنا أن نكون قد تعلّمنا من الخمسين سنة الفائتة، وأول الدروس هو أن العنف والحقد لا يحلّان أي مشكلة في لبنان، وأن حوارنا وحده كفيلٌ بتحقيق كل الحلول لمشاكلنا الداخلية والنظامية، فهذا وطن يتمتع بثوابت، وأولها أن لا أحد يُلغي الآخر فيه.

أما الدرس الثاني، فهو أنه كلّما استقوى أحد بالخارج ضد شريكه في الوطن، يكون قد خسر كما خسر شريكه أيضاً، وخسر الوطن. وقد أرتكبنا جميعاً هذا الخطأ، ودفعنا الثمن، وآن الأوان لكي نتعلّم من أخطائنا.
آن الأوان لنُدرك أنه مهما بلغت كلفة التسوية الداخلية بيننا، تبقى أقل بكثير علينا جميعاً وعلى لبنان من أي ثمن ندفعه للخارج.

أمّا الدرس الثالث، فقوامه أننا جميعاً في هذا الوطن، لا ملاذ لنا إلا الدولة اللبنانية. على مدى خمسين سنة من الحرب، ومئة عام من عمر لبنان الكبير، تأكّدنا أن لا الأفكار التي هي أصغر من لبنان، لها مكانتها في الواقع اللبناني، ولا الأوهام التي هي أكبر من لبنان قدمت أي خير لأهلنا ووطننا.

لهذا، أعلنّا جميعاً إيماننا بلبنان كوطن نهائي لنا جميعاً. وحين نقول: لا خلاص لنا إلا بالدول اللبنانية، فنحن نعني مؤسساتها، والتزامنا بعضنا ببعض، لنكون جميعاً متساوين، حتى في اختلافنا. فلا أحد منا خائف، ولا أحد منا يخيف. لا أحد منا ظالم، ولا أحد منا مظلوم. لا أحد منا غابن، ولا أحد منا مغبون. جميعنا، كما أردد وأكرر، نتظلل علماً واحداً، ونحمل هويةً واحدة. آن الأوان لكي نستخلص الدرس الأخير من هذه الخمسين سنة على 13 نيسان. آن الأوان لنقول جميعاً: الدولة وحدها هي التي تحمينا، الدولة القوية، السيدة، العادلة، الحاضرة اليوم، الدولة المنبثقة من إرادة اللبنانيين، والساعية بجدّ إلى خيرهم وسلامهم وازدهارهم. وما دمنا مجمعين على أن أي سلاح خارج إطار الدولة أو قرارها من شأنه أن يُعرّض مصلحة لبنان للخطر لأكثر من سبب، فقد آن الأوان لنقول جميعاً: لا يحمي لبنان إلا دولته، وجيشه، وقواه الأمنية الرسمية. وآن الأوان لنلتزم بمقتضيات هذا الموقف، كي يبقى لبنان".

 

الكتائب والذكرى
وعلى الصعيد السياسي أكّد رئيس حزب الكتائب اللبنانية سامي الجميل أن "على حزب الله أن يسلّم سلاحه بملء إرادته كما سلّم غيره السلاح فهذا واجب لبناء لبنان، ولسنا مستعدين لمناقشة جدوى تسليم السلاح لأن الأمر منصوص عليه في الدستور والقانون والاتفاقيات الدولية والأمر محسوم ولسنا مستعدين للحوار حول الموضوع، والنقاش الوحيد المطلوب بين الدولة بقيادة الرئيس جوزف عون والحكومة مباشرة مع حزب الله للكلام عن كيفية تسليم السلاح لا عن مبدأ تسليم السلاح".

وأضاف، خلال إحياء الكتائب ذكرى "انطلاق المقاومة اللبنانية" في الشياح في بيروت: "الهدف أن نستذكر كي نتعلّم وكي لا تتكرّر، ومهمة صعبة أن نفتح موضوع الحرب وأول مرة منذ 30 سنة نتكلم عن الموضوع ولكن هناك عبر، ولكن وجود السلاح غير الشرعي كان أساس نشوب الحرب وحان الوقت لأن نتعلّم أن وحدها الدولة من تحمي وهي قادرة على أن تعطي الأمان لأولادنا كي لا يضطروا لأن يعيشوا ما عاشه أهلنا. وأتوجه لحزب الله وأقول: "جربت وقاتلت ورأينا النتيجة وحان الوقت بعد تجربتك أن تقتنع بأسرع وقت أن لا بديل من الدولة" وندعو اللبنانيين إلى الالتقاء تحت سقف الجيش والدولة".

وشدّد على أنه "حان الوقت لجلسة صريحة لكيفية تسليم السلاح والآليات لا عن المبدأ وبعد أن ننهي ملف السلاح الذي هو شرط لبناء الدولة يجب أن نستعيد الثقة بين اللبنانيين، ونحن مستعدون لنسمع قصص الآخرين ونتقبل بعضنا بعضاً وهذا المدخل لبناء قصة مشتركة قصة لبنانية نبنيها معاً يداً بيد لنتعلم أن نعيش معاً بسلام وأمان من دون أن يحاول أحد إلغاء الآخر وتخوينه وهذا يتطلب جرأة، واليد الممدودة لا تعطي نتيجة إلّا إذا تقابلت بأيدٍ ممدودة، ونضع هواجسنا ونعترف بالتعددية ونبني قصة واحدة ونعترف بكل من استشهد دفاعاً عن لبنان وكما نعترف بمن دافع عن لبنان بوجه إسرائيل يجب أن نعترف بمن دافع عن لبنان بوجه السوري وندافع معاً عن لبنان إلى جانب جيشنا البطل".

وختم: "إلى اللبنانيين، تعالوا نفتح صفحة جديدة، ولقد أضعنا فرص بناء البلد ومن حقنا أن يكون لكل واحد رأيه ولكن واجبنا أن نحمي بعضنا بعضاً وبلدنا وواجبنا أن نضع أنفسنا تحت سقف الدولة وأن نفتح الصفحة الجديدة ونواكب مسار التجدد الحاصل على صعيد الحكومة وفخامة الرئيس والحكومة. والعالم ينظر إلينا ليساعدنا بعد أن نتحمل مسؤولياتنا وهي فرصة تاريخية لبناء بلد لأودلانا ولمستقبل الأجيال".

 

 

 

الديار:

تحل اليوم ذكرى 13 نيسان المشؤومة ، ولبنان ما زال في قلب العاصفة يواجه التحديات والمخاطر، لا سيما في ظل استمرار العدوان «الاسرائيلي» الذي يضرب عرض الحائط كل الاتفاقات والقرارات الدولية .

بعد مرور خمسين عاما على الحرب الاهلية، يتطلع اللبنانيون اليوم الى دفن مآسيها والافادة من دروسها ، آملين بان يقود العهد الجديد مسيرة الخلاص بروح الحوار والوفاق الوطنيين، بعيدا عن الخطابات التحريضية والفتنوية .

وعشية هذه الذكرى، وجه رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون كلمة الى اللبنانيين اكد فيها العهد لضحايا الحرب الاهلية المجنونة بعد خمسين عاما، وقال” نحن دفنّا الحرب الى الابد ، وممنوع ومستحيل ان نعود اليها او تعود الينا «.

وقال <: ان وحدتنا هي سلاحنا ، وسلاحنا هو جيشنا <، مؤكدا < آن الاوان ان نقول كلنا سويا انه لا يحمينا الا الدولة القوية السيدة العادلة الموجودة اليوم ، الدولة المنبثقة من ارادة اللبنانيين والجادة، لتحقيق خير وسلام وازدهار كل اللبنانيين. وطالما اننا مجمعون على ان اي سلاح خارج الدولة وخارج قرار الدولة، يمكن ان يعرض مصلحة لبنان للخطر لاكثر من سبب ، آن الاوان ان نقول جميعا لا يحمي لبنان الا دولته وجيشه وقواه الامنية الرسمية>.

وقال الرئيس عون < ان العنف والحقد لا يحلان اي مشكلة في لبنان ، وان حوارنا يحقق كل الحلول لكل مشاكلنا الداخلية والنظامية، لان هذا الوطن عنده ثوابت، واول ثابتة في لبنان ان لا احد يلغي احدا في هذا البلد».

واكد انه < كلما استقوى احد بخارج ما ضد شريكه بالوطن خسر هو وخسر شريكه وخسر الوطن . آن الاوان ان نتعلم انه مهما كانت كلفة التسوية الداخلية بيننا، تظل اوفر اكثر علينا جميعا وعلى لبنان ، من اي ثمن ندفعه للخارج «.

واضاف < ليس لنا الا الدولة اللبنانية ، لا الافكار التي هي اصغر من لبنان لها مطرح في الواقع اللبناني، ولا الاوهام التي هي اكبر من لبنان قدمت اي خير لاهلنا ووطننا».

وقال <ان الصواريخ المجهولة التي انطلقت من جنوب لبنان منذ فترة قريبة لم يعرف احد من وراءها، لكن كل اللبنانيين اكدوا انها ضد لبنان، وانها مؤامرة خبيثة على بلدنا تستهدف استقرار لبنان وامن اللبنانيين، لانها تقدم ذريعة اضافية للذي لا ينتظر ذريعة حتى يعتدي على لبنان، وتضع الدولة اللبنانية بموقع اضعف تجاه العالم، الذي معنا وتجاه اصدقائنا في العالم» .

وشكر المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى الذي تقدم باخبار قضائي ضد الذين اطلقوا الصواريخ ، معتبرا موقفه بانه «خطوة مهمة جدا ولها دلالاتها» .

 

اقرار قانون اصلاح المصارف

من جهة اخرى، اقر مجلس الوزراء بعد جلسة مطولة امس ، كما كان متوقعا ، مشروع قانون اصلاح المصارف، الذي يعتبر احد ابرز القوانين الاصلاحية المطلوبة من صندوق النقد الدولي. واعلن وزير الاعلام بول مرقص بعد الجلسة < ان هذه هي المرة الاولى التي تقر فيها الحكومة - اي حكومة - مشروع قانون اصلاح المصارف واعادة تنظيمها ، ونكون بذلك حققنا في غضون اسابيع قليلة، اي بعد اقرار مشروع قانون تعديل قانون السرية المصرفية ، رزمة اصلاحية يحتاجها لبنان واقتصاده وقطاعه المصرفي وخصوصا المودعين ، لا سيما صغار المودعين . كما يتقاطع مع متطلبات الاتفاق مع صندوق النقد الدولي>.

واوضح ان هذا القانون < يأتي بالآلية الضرورية للتصدي لاي تعثر مصرفي وبالضمانات اللازمة لحقوق المودعين ، ويعيد بناء القطاع المصرفي، ويعيد اليه دوره الائتماني في انعاش الاقتصاد>.

وقال : «بعد هذه الخطوة ستنكب الحكومة على اعداد مشروع قانون معالجة الفجوة المالية، الذي يسمح باعادة التوازن المالي» ، مشيرا الى «ترابط القوانين الاصلاحية الثلاثة : اصلاح المصارف ، السرية المصرفية ، ومعالجة الفجوة المالية» .

واعلن «تعليق تطبيق قانون اصلاح المصارف الى حين اقرار قانون معالجة الفجوة المالية» .

 

تعديل السرية المصرفية

في اللجان المشتركة الاربعاء

ويأتي اقرار مشروع قانون اصلاح المصارف امس، بعد اقرار مشروع قانون تعديل قانون السرية المصرفية ،الذي ستناقشه اللجان النيابية المشتركة في جلسة لها يوم الاربعاء المقبل . وقالت مصادر نيابية ان «النقاش سيتركز على التعديلات المطروحة، ومنها المفعول الرجعي لرفع السرية المصرفي لعشر سنوات» .

 

جلسة عامة في اول ايار؟

وقال لمصدر نيابي لـ<الديار> ان عقد جلسة عامة للمجلس قبل زيارة الوفد الرسمي اللبناني في 21 الجاري لواشنطن، لاجراء محادثاته مع صندوق النقد والبنك الدولي مستبعدة ، متوقعا عقدها في اول ايار المقبل ، والتي يتوقع ان تناقش ايضا اقتراح قانون ينص على المناصفة بين المسيحيين والمسلمين في مجلس بلدية بيروت، يجري العمل لتقيمه من بعض نواب بيروت ، لا سيما ان موعد الانتخابات البلدية في العاصمة هو في 18 ايار المقبل .

 

الوفد اللبناني الى المفاوضات

مع صندوق النقد والبنك الدولي

ومع اقرار مجلس الوزراء امس لمشروع قانون اصلاح المصارف، يتوجه الوفد الرسمي اللبناني المؤلف من وزيري المال والاقتصاد ياسين جابر وعامر البساط وحاكم مصرف لبنان الى واشنطن قبل نهاية الاسبوع، في زيارة تبدأ في ٢١ الجاري وتستغرق 5 ايام، يجري خلالها محادثات الربيع مع صندوق النقد والبنك الدولي .

وتندرج خطوة الحكومة امس وقبلها احالة مشروع قانون السرية المصرفية الى مجلس النواب، في اطار تعزيز موقف لبنان التفاوضي مع صندوق النقد ، للتوصل الى اتفاق معه في مرحلة لاحقة .

وقالت مصادر وزارية لـ «الديار» ان ما قامت به الحكومة والمفاوضات المنتظرة في واشنطن، يفتح الطريق للاتفاق على توفير الدعم المالي من صندوق النقد والبنك الدولي ، مشيرة الى ان هذا الاتفاق يحتاج الى فترة معينة، من الصعب تحديدها قبل المفاوضات المقبلة .

وفي السياق نفسه، قال مصدر وزاري لـ”الديار” بعد جلسة مجلس الوزراء امس، ان الوفد اللبناني الرسمي سيذهب الى واشنطن مزودا بملف، يتناول بشكل عام خطة الحكومة الاصلاحية، وبما حققته من خطوات في اطار انجاز القوانين الاصلاحية .

واضاف <من السذاجة القول ان صندوق النقد يتوقع من الحكومة الجديدة ان تكون انجزت القوانين الاصلاحية بشكل كامل ، لكن هناك اشارات قوية وخطوات ايجابية باشرت بها الحكومة فعلا لا قولا ، ومنها اقرار مشروع قانون اصلاح المصارف، لتصديقه من قبل مجلس النواب ، اضافة الى مشروع قانون تعديل قانون السرية المصرفية «.

واكد ان الآلية الجديدة للتعيينات الادارية التي اقرتها الحكومة، وتعيين حاكم جديد لمصرف لبنان، اضافة الى التعيينات الامنية تشكل خطوة ايجابية تعزز موقف لبنان التفاوضي مع صندوق النقد والبنك الدولي>.

 

كنعان الى واشنطن

وعلمت <الديار» ايضا، ان رئيس لجنة المال النيابية النائب ابراهيم كنعان سيتوجه ايضا الى واشنطن الخميس المقبل، بناء لدعوة رسمية لاجراء محادثات مع صندوق النقد والبنك الدولي حول الاصلاحات المالية والاقتصادية والتشريعات الاصلاحية .

ويجري كنعان لقاءات ومحادثات خلال الزيارة، مع مسؤولين في وزارتي الخارجية والخزانة الاميركيتين . كما علم انه سيلتقي ايضا الموفدة الاميركية مورغان اورتاغوس، ويجري معها محادثات تتركز على الاصلاحات المالية والاقتصادية في لبنان .

 

حوار الرئيس عون مع حزب الله

على صعيد آخر، علمت <الديار” من مصدر سياسي مطلع، ان الحوار غير المعلن بين رئيس الجمهورية العماد جوزف عون وحزب الله حول سلاح المقاومة، سيأخذ مزيدا من مساحة الاهتمام والمتابعة في المرحلة المقبلة ، لافتا في الوقت نفسه ان ليس هناك روزنامة زمنية محددة له، نظرا لارتباطه بعناصر وقضايا اساسية، تتعلق بتنفيذ اتفاق وقف النار والقرار 1701 من قبل العدو «الاسرائيلي» .

 

تنسيق مع بري وسلام

وكشف المصدر نفسه عن ان هذا الحوار يجري بالتنسيق والتعاون المستمرين بين الرئيس عون والرئيسين نبيه بري ونواف سلام ، مكررا القول ان بحث موضوع سلاح المقاومة مرتبط بطبيعة الحال، بجهود موازية ومستمرة لدى المجتمع الدولي والدول المؤثرة، لا سيما الولايات المتحدة، من اجل وقف الاعتداءات «الاسرائيلية» واستكمال الانسحاب «الاسرائيلي» من الاراضي اللبنانية، واستعادة الاسرى اللبنانيين وتثبيت الحدود البرية .

 

طاولة الحوار مستبعدة حاليا

واستبعد المصدر عقد طاولة حوار وطني برئاسة ورعاية رئيس الجمهورية في المرحلة الراهنة، لبحث موضوع استراتيجية الدفاع او الامن الوطني ، لافتا الى ان الظروف والاجواء المحمومة لا تشجع على القيام بهذه الخطوة ، كما ان هناك وجهة نظر تؤيد ان يتولى الرئيس عون، الذي يحظى بثقة عالية داخليا وخارجيا هذه المهمة اليوم بحوار مباشر مع حزب الله ، وربما يتوسع لاحقا تمهيدا لعقد حوار وطني موسع .

وحول مواقف بعض الاطراف لا سيما «القوات اللبنانية» التي تعارض فكرة الحوار، قال المصدر <ان ما قام ويقوم به الرئيس عون في هذا الشأن، ينسجم ما اكد عليه في خطاب القسم الذي حظي ويحظى بتأييد اللبنانيين والاطراف اللبنانية ، كما يحظى بتأييد خارجي>.

وفي هذا السياق ايضا، استبعد مصدر نيابي مطلع لـ<الديار» فكرة عقد طاولة حوار وطني حول موضوع سلاح المقاومة اليوم ، لافتا الى ان تولي الرئيس عون الحوار مع حزب الله هو المسار الافضل في هذه المرحلة ، فاما يتوج بقرار خطوات من خلال مؤسسات الدولة او يستكمل بعقد طاولة حوار وطني .

واضاف ان هذا التوجه بالحوار بين رئيس الجمهورية وحزب الله يعول عليه ، خصوصا ان الحزب ابدى انفتاحا لكل حوار يصب في اطار تعزيز قوة ومناعة لبنان ، ويساهم في وقف العدوان «الاسرائيلي» وانهاء احتلاله واعادة الاعمار والاسرى .

وقال المصدر النيابي < ان الرئيس عون يستطيع ادارة هذا الحوار بشكل مرن وهادىء بعيدا عن المزايدات والتشكيك ، وهو يتمتع بثقة داخلية وخارجية عالية تعزز تعامله مع هذا الملف الحساس>.

وكشف المصدر ان الموفدة الاميركية مورغان اورتاغوس في زيارتها الاخيرة للبنان، ابدت تفهمها لوجهة نظر الرئيس عون تجاه التعاطي مع موضوع سلاح حزب الله، ومحاذير ومخاطر فكرة نزعه بالقوة ، ولم تحدد جدولا زمنيا او موعدا محددا لحسم هذا الموضوع .

واوضح المصدر <ان الرئيس عون ينطلق في تعاطيه مع هذا الملف وغيره من الملفات من خطاب القسم ،الذي حظي بتأييد داخلي وخارجي <، مشيرا في هذا المجال الى العبارة التي وردت في الخطاب التي تقول <مناقشة سياسة دفاعية متكاملة كجزء من استراتيجية امن وطني على المستويات الديبلوماسية والاقتصادية والعسكرية، بما يمكن الدولة اللبنانية من ازالة الاحتلال «الاسرائيلي» ورد عدوانه عن كافة الاراضي اللبنانية>.

واوضح المصدر ان الرئيس عون شدد على كلمة < مناقشة <السياسة الدفاعية ، وبالتالي فان الحوار الذي بدأه ينسجم مع نص ومضمون خطاب القسم .

وحول طاولة الحوار قال المصدر ان الدعوة اليها غير مطروحة في الوقت الحاضر ، وربما تأتي في وقت لاحق ، بعد انضاج الظروف لعقدها وتخفيف حدة التوتر السياسي القائم . 

 

 

 

الأنباء الإلكترونية:

أولى خطوات الألف ميل بدأتها أميركا وإيران مع إتمام أولى أوراق المفاوضات غير المباشرة، في مسقط العمانية، بين وزير الخارجية الايراني عباس عراقجي وموفد الرئيس الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف عبر وزير الخارجية العُماني بدر البوسعيدي.

 

تفاؤل حذر 

تطوّر حذر تشهده المنطقة، مع ما سيحمله من تداعيات على المشهد الإقليمي وخصوصاً لبنان، فيما توجّهت أنظار العالم إلى ما ستؤول إليه نتائج المرحلة الأولى من المفاوضات التي تركّزت حول الملف النووي الإيراني ورفع العقوبات، على أن تُستكمل السبت المُقبل، في ظلّ ضبابية حول المكان الذي ستعقد فيه، وبتفاؤل حذر وفق مصادر مراقبة.

المصادر لفتت في حديث لـ"الأنباء" الإلكترونية إلى أنَّ المفاوضات سارت على أساس مبدأ الاحترام المتبادل، واصفةً الحوار بالبنّاء والمثمر، معتبرةً أنَّ أول مصافحة وحديث مباشر بين ويتكوف وعراقجي يأتي في إطار خطوة نحو الأمام ستنعكس إيجاباً لصالح الطرفين، في وقتٍ اعتبرَ وزير الخارجية الإيراني أنَّ الهدف ليس التفاوض من أجل التفاوض، بل الأولوية لتأمين مصالح إيران الوطنية من خلال الدبلوماسية والحوار بشأن القضايا النووية، ورفع العقوبات.

"قضايا بالغة التعقيد"، حسب ما وصفها البيت الأبيض عقب انتهاء المحادثات، لافتاً في تصريحاته إلى أنَّ ويتكوف أكّد لعراقجي أنّه تلقى تعليمات من ترامب لحل خلافات البلدين من خلال الحوار والدبلوماسية إن أمكن، مؤكداً أن الرئيس الأميركي يفضل الحل الدبلوماسي، معلناً الاستعداد لتقديم بعض التنازلات لما فيه مصلحة البلدين.

 

إرادة أميركية - إيرانية 

وفي السياق، اعتبرَ الصحافي والكاتب السياسي جورج شاهين أنَّه يمكن النظر إلى لقاء مسقط من حيث الشكل والتوقيت والمضمون، إذ أنه كما كان متوقعاً بحسب بعض المعلومات الدبلوماسية المُسربة بأنه مجرّد الإعلان عن هذا اللقاء من قبل ترامب لا يُمكن اعتباره شكلياً، وهذا التفاهم ما إن تم التوصل إليه يُعدّ تعبيراً عن إرادة مشتركة، خصوصاً بعد مماطلة من قبل إيران في عهد الرئيس الأميركي السابق جو بايدن.

شاهين لفتَ في حديث لـ"الأنباء" الإلكترونية إلى الحوار غير المباشر عبر غرفتين منفصلتين، حيثُ تمَّ تبادل أربع رسائل أساسية تتضمن عناوين تستعرض المواقف، لافتاً إلى أنَّ اللقاء المباشر عند انتهاء المفاوضات هو بمثابة المخرج الذي أرضى كلّ من الطرفين، بانتظار اللقاء الثاني المُرتقب يوم السبت المُقبل، متوقعاً أنه سيُعقد في مسقط أيضاً وسيتمّ الانتقال خلاله إلى الحوار المباشر.

وإذ رأى شاهين أنَّ النتيجة التي ستؤول إليها هذه المفاوضات ستكون إنجازاً إيرانياً - أميركياً، أِشار إلى أنَّ إيران تريد حماية ملفها النووي وإن كانت تقول إنها لا تريده لأغراض عسكرية، فالأميركيون لا يثقون ولا يصدقون التصريحات الإيرانية، معتبراً أنَّ ما من خشية لدى ترامب من حجم التخصيب النووي الإيراني، مع وجود شبه تفاهم بأن ما يتم تخصيبه من المفاعلات الإيرانية سيحفظ في مكان ما من العالم، إلّا أن الهم الأميركي يترتّب على الحقّ الذي أعطاه تفاهم تموز من العام 2015 لإيران بالتصرّف بأسلحتها الصاروخية والبالستية بعد 10 سنوات، أيّ في تموز من العام 2025، وهو الخطر الجديّ الذي رصده ترامب عندما جمّد الاتفاق آنذاك في منتصف الطريق في العام 2018. 

 

ذكرى أليمة وثقة بانطلاقة العهد

تزامناً، يستذكر اللّبنانيون اليوم ويلات الحرب الأهلية التي أثقلت تبعاتها كاهل البلد على مدى خمسين عاماً، تحت جناح انطلاقة عهد جديد، فلا يحمي لبنان إلاّ دولته، وجيشه، وقواه الأمنية الرسمية، وفق ما جاء على لسان رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون، الذي شدد على أن الدولة وحدها هي التي تحمينا، وطالما أننا مجمعون على أن أي سلاح خارج إطار الدولة أو قرارها من شأنه أن يُعرّض مصلحة لبنان للخطر لأكثر من سبب فقد آن الأوان لنلتزم بمقتضيات هذا الموقف، كي يبقى لبنان. 

بدوره، لفتَ عضو كتلة اللقاء الديمقراطي النائب أكرم شهيّب إلى أنَّ التبدّلات الداخلية والاقليمية تشي بأنَّ اللبنانيين تعلّموا من مساوئ مغامرات الدم وخيارات الحروب التي لم تجلب إلا الخراب والدمار للبنان واللبنانيين على اختلاف انتماءاتهم، مشيراً إلى أنَّ المرحلة اليوم تعود بنا إلى شعار: "لا غالب ولا مغلوب" الذي أُطلق آنذاك في تشرين الأول عام ١٩٥٨ بعد الأحداث التي شهدها ذاك العام.

شهيبّ رأى في حديث لـ"الأنباء" الإلكترونية أنَّ اليوم وبعد خسارة المحور الإيراني في المنطقة وانكفاءه، يعود لبنان إلى الحقيقة المتمثلة بأنّ الوطن للشعب الكلّه، ولا يمكن لأي محور مهما كبر وامتد أن يخطف لبنان ومصير اللبنانيين، خرج الوطن اليوم من تحت المطرقة الإيرانية والأخرى السورية، بعد أن دفع لبنان ثمناً باهظاً بمنطق وحدة الساحات وعلى طريق القدس. وتستمر المطرقة الإسرائيلية الدائمة التي يواجهها لبنان الرسمي. 

وختم شهيّب بالقول: في الذكرى الخمسين لاندلاع الحرب الأهلية، يختلف الواقع اللبناني عمَّا كان عليه عام ١٩٧٥، وهناك ثقة بالانطلاقة الوطنية الجديدة عبر العهد مع الرئيس جوزاف عون المُصمِّم على أن تنبثق الدولة من إرادة اللبنانيين دون سواهم، وقد تم استرجاع قرار السلم والحرب إلى الدولة اللبنانية.

 

الحكومة على خط الإصلاحات 

إلى ذلك، تسير عجلة العمل الحكومي بخطى ثابتة على خط الإصلاحات وإعادة انتظام مؤسسات الدولة. فبعد ثلاث جلسات متتالية، أقرَّت الحكومة قانون إصلاح القطاع المصرفي وإعادة تنظيمه. ووفق وزير الإعلام بول مرقص، فإن أموال المودعين، ولا سيما الصغار منهم، تمتّعت، في مشروع القانون الذي أقرّ، بالأولوية في حماية الودائع، ما يعكس جديّة الحكومة في إتمام الإصلاحات الفعلية أمام صندوق النقد والمجتمع الدولي على حد سواء.

 

 

 

 الشرق الأوسط:

انتهت المحادثات غير المباشرة و«حوار مباشر قصير» بين وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، والمبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، بتفاهم لإعادة هيكلة المسار التفاوضي. وقالت طهران إن الأجواء «إيجابية». وتستأنف المناقشات الأسبوع المقبل لوضع «الأطر العامة للاتفاق المحتمل».

وتبادل ويتكوف وعراقجي الرسائل ووجهات النظر، لمدة ساعتين، من مسافة قريبة، بينما تنقَّل بين الجانبين وزير الخارجية العماني بدر البوسعيدي. واستهدفت المحادثات النادرة في مسقط، إطلاق مفاوضات جديدة بشأن البرنامج النووي الإيراني الذي يشهد تقدماً سريعاً.

وأكد البوسعيدي أن المناقشات جرت في «جو ودي»، مشيراً إلى أن الهدف منها يكمن في إبرام «اتفاق عادل وملزم». وجاء في منشور لوزير الخارجية العماني بالإنجليزية على منصة «إكس»: «أنا فخور بأن أعلن أننا استضفنا اليوم في مسقط وزير الخارجية الإيراني الدكتور سيد عباس عراقجي، والمبعوث الرئاسي الأميركي ستيف ويتكوف، وقدنا وساطة لبدء حوار ومفاوضات بهدف مشترك هو إبرام اتفاق عادل وملزم».

وأضاف: «أود أن أشكر زميليَّ على هذه المشاركة التي تمت في جو ودي ساعد على تقريب وجهات النظر، وفي النهاية تحقيق السلام والأمن والاستقرار الإقليمي والعالمي»، وتابع: «سنستمر في العمل معاً وبذل المزيد من الجهود للمساعدة في الوصول إلى هذا الهدف».

وقال مصدر عماني لـ«رويترز»، اليوم السبت، إن المحادثات بين إيران والولايات المتحدة تركز على تهدئة التوتر في المنطقة، وتبادل السجناء، والتوصل إلى اتفاقات محدودة لتخفيف العقوبات على إيران مقابل كبح البرنامج النووي الإيراني. ونفت الخارجية الإيرانية أن يكون ملف السجناء ضمن المحادثات.

وقال التلفزيون الرسمي الإيراني إن المناقشات تناولت الملف النووي حصراً. وترفض طهران التفاوض حول قدراتها الدفاعية مثل برنامجها الصاروخي.

من جهته، أوضح عراقجي في تصريح للتلفزيون الرسمي أنه «في الجلسة المقبلة ستتم مناقشة الأطر العامة للاتفاق المحتمل»، ونوَّهَ بأن الطرفين «أبديا التزامهما بمواصلة هذه المحادثات للوصول إلى النتيجة المرجوة للطرفين». وأضاف: «تم الاتفاق على أن تتم الجولة الثانية من المحادثات يوم السبت المقبل».

وكان عراقجي قد قال للتلفزيون الرسمي عند وصوله إلى مسقط، إن «نيتنا التوصل إلى اتفاق عادل وشريف، منطلِقين من موقف متكافئ». وأضاف: «إذا دخل الطرف الآخر المحادثات من المنطلق ذاته، فإنّ هناك فرصة للتوصل إلى تفاهم أوّلي قد يُمهد لمسار تفاوضي بنّاء».

وبدورها، أفادت وزارة الخارجية الإيرانية بأن المسؤولَين عبرا عن «مواقف حكوماتهما بشأن القضايا المتعلقة بالبرنامج النووي السلمي الإيراني ورفع العقوبات غير القانونية المفروضة على إيران، في جو من البناء والاحترام المتبادل، عبر وزير الخارجية العماني».

وجاء في البيان الذي نقلته وسائل إعلام إيرانية: «انقضاء أكثر من ساعتين ونصف الساعة من المحادثات غير المباشرة، أجرى رؤساء وفدي إيران وأميركا محادثات قصيرة في أثناء مغادرتهما موقع اللقاء، وذلك بحضور وزير الخارجية العماني».

وبدورها، أفادت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري» عن مسؤول لم تذكر اسمه، بأن «أجواء المحادثات غير المباشرة بين إيران وأميركا إيجابية»، مشيراً إلى اتفاق الجانبين على استمرار المحادثات. بدورها، نقلت وكالة «إيسنا» الحكومية عن عضو في الفريق المفاوض النووي، أن «سير المحادثات بشكل عام كان جيداً».

 

هدف إيران الوحيد

وقبل نهاية المحادثات بوقت قصير، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، إسماعيل بقائي، للتلفزيون الرسمي، إن «هدف إيران الوحيد هو تأمين مصالحها الوطنية من خلال الدبلوماسية والحوار بشأن القضايا النووية ورفع العقوبات».

وصرح بقائي بأن «هدف الجمهورية الإسلامية واضح، هو تأمين المصالح الوطنية الإيرانية، ليس لدينا هدف آخر»، مضيفاً: «نحن نقدم فرصة حقيقية وصادقة للدبلوماسية لكي نتمكن من متابعة القضية النووية ورفع العقوبات من خلال الحوار».

وعقد عراقجي فور وصوله إلى عمان مشاورات مع نظيره العماني «قبل بدء هذه المفاوضات، حيث تبادلا الآراء حول كيفية سير العمل والتوقعات التي وضعها المضيف العماني»، وأطلعه على موقف طهران التي تصر على المحادثات «غير المباشرة» وتمسكها بوجود وسيط. وبينما تصف واشنطن المفاوضات بأنها مباشرة، وفقاً لبقائي.

ولفت المتحدث إلى أن الجانب الإيراني «نقل مجموعة من الآراء والمقترحات إلى الجانب الأميركي»، دون الخوض في التفاصيل.

ودافع بقائي عن سجل إيران في المفاوضات النووية. وقال: «الجميع يعرف سوابقنا. هذه المفاوضات دليل على عزم إيران في تأمين مصالح الشعب الإيراني عبر الوسائل الدبلوماسية. إنها اختبار للطرف الآخر ليظهر جديته. ولهذا، اليوم هو يوم مهم ومحدد، ويجب تقدير هذا النهج المسؤول والبناء من قِبل الجمهورية الإسلامية».

وأضاف بقائي أن «هذه المفاوضات هي بداية العملية، ومن الطبيعي أن يقدم الطرفان مواقفهما الأساسية عبر الوسيط العماني. لذلك، لا نتوقع أن تكون هذه الجولة من المفاوضات طويلة».

 

المفاوضات المطلوبة

من جانبها، قالت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، فاطمة مهاجراني، إن المفاوضات المطلوبة من إيران «تعني الحوار الدقيق، دون ضجيج. كل رسالة يجب أن تكون مكتوبة وواضحة أولاً؛ دون استعراضات، دون أي زوائد».

وأضافت على منصة «إكس» أن «هذا الإجراء يوقف الطريق أمام صناعة السرد غير المستند من قِبل معارضي المفاوضات». وتابعت: «إيران هي التي اختارت صيغة المفاوضات بنفسها؛ وهذا يعني العقلانية الدبلوماسية لهذا اليوم».

ورافق عراقجي وفداً يضم مساعد وزير الخارجية للشؤون السياسية مجيد تخت روانجي، ونائب وزير الخارجية للشؤون القانونية والدولية كاظم غريب آبادي، والمتحدث باسم وزارة الخارجية إسماعيل بقائي، وعدداً من المساعدين والخبراء الآخرين من وزارة الخارجية.

وقال بقائي لدى مغادرة الوفد طهران: «نغادر إلى مسقط برفقة مجموعة من أكثر الزملاء تمرساً وخبرة، وبمعية السيد وزير الخارجية. نحن مصممون على استخدام كل الإمكانات لحماية الاقتدار والمصالح القومية»، حسبما أوردت وكالة «تسنيم» التابعة لـ«الحرس الثوري».

وعشية المباحثات، أعلن علي شمخاني أن وزير الخارجية الإيراني يتوجه إلى عُمان بصلاحيات كاملة لإجراء مفاوضات غير مباشرة مع واشنطن، مؤكداً جاهزية طهران بمقترحات قابلة للتنفيذ، ومشدداً على أن التوصل إلى اتفاق حقيقي مرهون بجدية الولايات المتحدة.

«الخط الأحمر»

في المقابل، لم يتضح ما إذا كان وفد المبعوث الأميركي ضم خبراء مطلعين على القضايا النووية، خصوصاً الملف الإيراني.

وتوقف ويتكوف، الجمعة، لساعات في محطة موسكو، حيث أجرى مباحثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وأعلنت موسكو عدة مرات، الأسبوع الماضي، استعدادها للوساطة بين واشنطن وطهران، ودعت إلى حل الخلاف عبر السبل الدبلوماسية، مجددة معارضتها للحل العسكري.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن ويتكوف، أن «الخط الأحمر» للإدارة الأميركية هو منع إيران من إنتاج سلاح نووي، وأن تفكيك برنامجها النووي هو المطلب الأول.

وقال ويتكوف في إشارة إلى الرسالة التي ينوي إيصالها إلى الإيرانيين: «أعتقد أن موقفنا يبدأ بتفكيك برنامجكم. هذا هو موقفنا اليوم». وأضاف: «هذا لا يعني... أننا لن نجد طرقاً أخرى لمحاولة الوصول إلى حل وسط بين البلدين».

وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الجمعة، أن إيران «لا يمكنها امتلاك سلاح نووي»، وذلك قبيل محادثات السبت.

وقال ترمب للصحافيين على متن طائرة الرئاسة الأميركية «إير فورس وان»: «أريد أن تكون إيران دولة رائعة وعظيمة وسعيدة. لكن لا يمكنهم امتلاك سلاح نووي»، وذلك قبل ساعات من لقاء ويتكوف وعراقجي.

وقالت المتحدثة باسم الرئاسة الأميركية، كارولاين ليفيت، للصحافيين: «ستكون هذه محادثات مباشرة مع الإيرانيين، أريد أن يكون ذلك واضحاً تماماً»، مضيفة: «يؤمن الرئيس بالدبلوماسية والمحادثات المباشرة، والتحدث مباشرة في القاعة نفسها».

وتصاعدت النبرة، الخميس، بين الجانبين، إذ لوّحت طهران عن طريق شمخاني بـ«إجراءات رادعة» في حال تواصُل التهديدات بحقها، تصل إلى حد «طرد» مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بعدما حذَّر ترامب، الأربعاء، من عمل عسكري ضد إيران في حال عدم التوصل إلى اتفاق.

ورداً على ذلك، اعتبرت وزارة الخارجية الأميركية أن طرد طهران المفتشين الدوليين «سيشكل تصعيداً وخطأ في الحسابات من جانب إيران»، وأن «التهديد بعمل مثل هذا لا ينسجم بالطبع مع تأكيدات إيران بشأن برنامجها النووي السلمي».

وقال مسؤول إيراني لـ«رويترز» إن المرشد علي خامنئي، صاحب كلمة الفصل في هيكل السلطة المعقد في إيران، منح عراقجي «الصلاحيات الكاملة» في المحادثات. وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم الكشف عن هويته، بسبب حساسية الأمر «مدة المحادثات، التي ستقتصر على القضية النووية، ستعتمد على جدية الجانب الأمريكي وحسن نيته».

 

محادثات حذرة

وتتعامل إيران مع المحادثات بحذر، وتشك في إمكانية أن تؤدي إلى اتفاق، كما أنها متشككة تجاه ترامب، الذي هدد مراراً وتكراراً بقصف إيران إذا لم توقف برنامجها النووي.

وفي حين تحدث كل جانب عن فرص تحقيق بعض التقدم، فإنهما ما زالا بعيدين عن بعضهما بشأن صراع استمر لأكثر من عقدين من الزمن، كما لم يتفقا على ما إذا كانت المحادثات ستكون مباشرة كما يطالب ترامب، أو غير مباشرة كما تريد إيران.

وحذَّرت أجهزة الاستخبارات الأميركية بأن إسرائيل تدرس تنفيذ ضربات كبيرة ضد المنشآت النووية الإيرانية، خلال النصف الأول من العام الحالي، مستغلّةً حالة الضعف التي تمر بها إيران، نتيجة انتكاسات إقليمية لتفكك حلفائها، وسقوط حليفها الإقليمي الأبرز بشار الأسد، وضربات استهدفت «حزب الله» اللبناني، وسخط داخلي يزداد بسبب تدهور الوضعَين المعيشي والاقتصادي.

وسيفاقم الفشل المخاوف من اندلاع حرب أوسع نطاقاً في منطقة تُصدّر معظم نفط العالم. وحذّرت طهران الدول المجاورة التي تضم قواعد أميركية من أنها ستواجه «عواقب وخيمة» إذا شاركت في أي هجوم عسكري أميركي على إيران.

 

في أقرب وقت

تقول إيران دائماً إن برنامجها النووي مخصص لأغراض مدنية بحتة، لكن الدول الغربية تعتقد أنها تريد صنع قنبلة ذرية.

ويقولون إن تخصيب إيران لليورانيوم، وهو مصدر للوقود النووي، تجاوز بكثير متطلبات البرنامج المدني، وأنتج مخزونات بمستوى من النقاء الانشطاري قريب من ذلك المطلوب في الرؤوس الحربية.

وكان ترامب، الذي أعاد فرض حملة «أقصى الضغوط» على طهران منذ فبراير (شباط)، قد انسحب من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران و6 قوى عالمية في عام 2018 خلال ولايته الأولى، وأعاد فرض عقوبات صارمة على الجمهورية الإسلامية.

ومنذ ذلك الحين، حقق البرنامج النووي الإيراني قفزة إلى الأمام، بما في ذلك تخصيب اليورانيوم إلى 60 في المائة، وهي خطوة فنية من المستويات اللازمة لصنع القنبلة.

وقال وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، يوم الخميس، إنه يأمل أن تؤدي المحادثات إلى السلام، وأضاف: «كنا واضحين للغاية بشأن أن إيران لن تمتلك سلاحاً نووياً أبداً، وأعتقد أن هذا هو ما أدى إلى هذا الاجتماع».

وأرسلت الولايات المتحدة قاذفات استراتيجية إلى جزيرة دييغو غارسيا؛ كبرى جزر أرخبيل شاغوس في وسط المحيط الهندي. وأمر «البنتاغون» بتحريك أسطول بحري ليكون الثاني من نوعه، مع تصاعد العلميات العسكرية ضد جماعة الحوثي في اليمن، والتلويح بالخيار العسكري ضد طهران بشأن برنامجها النووي.

وقال وزير الدفاع الأميركي، بيت هيغسيث، إن إيران هي من يقرر ما إذا كانت الخطوة الأميركية الأخيرة بنشر قاذفات «بي2» في جزيرة دييغو غارسيا بالمحيط الهندي رسالة إلى طهران، معبراً عن أمله في أن تفضي المفاوضات الأميركية - الإيرانية بشأن برنامج طهران النووي إلى حل سلمي.

وتخشى القوى الغربية من تغيير مسار البرنامج النووي الإيراني، بعدما أكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن مخزون إيران من اليورانيوم بنسبة 60 في المائة بات يكفي لإنتاج 6 قنابل، إذا أرادت طهران رفع نسبة التخصيب إلى 90 في المائة المطلوب لإنتاج الأسلحة.

وفي حين تقول إيران إن أهدافها سلمية تماماً، وإن لها الحق في التخصيب إلى مستويات عالية لأغراض مدنية، تقول القوى الغربية إنه لا يوجد تفسيرٌ مدنيٌّ موثوقٌ به للتخصيب إلى هذا المستوى، وتقول «الذرية الدولية» إن أي دولة لم تفعل ذلك دون إنتاج قنبلة نووية.

ودعا رافائيل غروسي، مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلى التوصل سريعاً إلى اتفاق بشأن الملف النووي الإيراني. وأعرب في حديثه لقناة «سي إم جي» عن أمله في أن تساهم المحادثات في تقريب وجهات النظر وبناء توافق لحل الجمود السياسي، مشيراً إلى أن شروط الاتفاق قابلة للتفاوض. وصرح: «نحن بحاجة إلى اتفاق، ونحتاج إليه في أقرب وقت».

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : الصحف اللبنانية