افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الخميس 27 نوفمبر 2025

الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan

الكاتب : محرر الصفحة
Nov 27 25|09:01AM :نشر بتاريخ

"النهار":

سقطت كل المخاوف أو التقديرات الاستباقية التي ترددت طويلاً حيال احتمال إلغاء أو إرجاء زيارة البابا لاوون الرابع عشر للبنان ما بين الأحد والثلاثاء المقبلين، بسبب الأوضاع الشديدة الالتباس والتهديدات بعملية إسرائيلية واسعة في لبنان، وذلك حين أعلن البابا بنفسه أنه متوجه اليوم إلى تركيا ولبنان. إذ كتب على حسابه عبر منصة إكس: "سأتوجه غدًا (اليوم) إلى تركيا ثم إلى لبنان في زيارة لشعوب هذين البلدين العزيزين الغنيين بالتاريخ والروحانية. ستكون أيضًا فرصة لإحياء ذكرى مرور 1700 عام على مجمع نيقية ولقاء الجماعة الكاثوليكية والإخوة المسيحيين وأتباع الديانات الأخرى. أسألكم أن ترافقوني بالصلاة".
والحال أن العد العكسي لوصول البابا إلى مطار الرئيس رفيق الحريري الدولي بعد ظهر الاحد المقبل، انطلق وسط مشهد من الازدواجية القياسية التي تطبع وضع لبنان. فالزيارة تفتح باب الآمال العريضة بأن تشكل حافزاً ورافعة عملاقة لدفع مناخات دعم استقرار لبنان والحؤول دون تعريضه تكراراً لتجارب حربية مدمرة. وفي الوجه الآخر المعاكس تسابق الجهود والوساطات الديبلوماسية، كالوساطتين المصرية والفرنسية ما يخشى أن يكون قراراً إسرائيلياً نهائياً لا ينقصه سوى التوقيت في إطلاق عملية عسكرية واسعة ضد "حزب الله" في لبنان.
وتجسّدَ هذا السباق المحموم، في تزامن استئناف التحرك المصري في اتجاه لبنان أمس، مع حلول سنة على اتفاق وقف الاعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل. واكتسب كلام رئيس الجمهورية جوزف عون خلال استقباله السفير الأميركي ميشال عيسى دلالات بارزة، إذ حمّل عون السفير "شكره للتهنئة التي وجهها اليه الرئيس الأميركي دونالد ترامب لمناسبة ذكرى الاستقلال، ولما صدر عنه في مؤتمره الصحافي الأخير عن رغبته في توجيه دعوة للرئيس اللبناني لزيارة الولايات المتحدة الأميركية. وعبّر عن امتنانه للدعوة وجهوزيته لتلبيتها".
ولقي عون دعماً قوياً من البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي أعلن في حديث خاص لـ"النهار"، "أن بكركي ترى أن الحل لملف سلاح "حزب الله" هو عبر الديبلوماسية وليس بالمواجهة المسلحة، وهو ما يعتمده رئيس الجمهورية جوزف عون وهو عين الصواب"، متخوفاً من "أن يؤدي استخدام القوة إلى وقوع حرب أهلية ومواجهة مع الجيش". ورفض الراعي "الربط بين انسحاب إسرائيل من الجنوب وتسليم السلاح، والمقايضة بين الأمرين، وبالتالي على "حزب الله" أن يسلّم سلاحه وهذا قرار نهائي"، كما قال. وسأل: "ما هي قيمة هذا السلاح بعد؟ كي يقاوم من"؟. وقال "نعتبر أن دعم الرئيس ودعم عمله السياسي والاقتصادي واجب وطني، وواجبنا دعمه لتسيير شؤون الدولة". (الحديث ص 4).
وبدوره رأى رئيس الحكومة نواف سلام أنه "ليست هناك اليوم أولويات محددة في الواقع اللبناني، لأن كل الأمور السياسية والحياتية والاقتصادية والمالية هي من الأولويات ". واعتبر "أن الانسحاب الإسرائيلي أولوية، وكذلك حصر السلاح والكهرباء والودائع وغيرها من الأمور العالقة".
وعن موضوع المفاوضات مع إسرائيل قال: "ليس عندنا عقدة في هذا الموضوع، والرئيس نبيه بري على حق عندما قال أن هناك لجنة الميكانيزم والتفاوض يتم من خلالها، لكن لم يتم التقدم في هذا المجال".
وفي سياق التهديدات الإسرائيلية، برزت اشارة لافتة في حديث وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس عن مهلة أميركية لـ"حزب الله" حتى نهاية السنة. إذ قال كاتس أنّه "لا يعتقد أن حزب الله سيتخلى عن سلاحه طوعا"، مشيرًا إلى أن "الأميركيين ألزموا حزب الله بالتخلي عن سلاحه حتى نهاية العام ولا أرى أن هذا سيحدث". وقال: "إن لم يسلم حزب الله سلاحه فلا مفر من العمل مجدداً بقوة في لبنان". وأشار إلى أن "اتفاق الحدود البحرية مع لبنان به نقاط ضعف وقضايا إشكالية وسنعيد النظر في شأنه مع لبنان". وكرّر أن "لبنان لن ينعم بالهدوء من دون ضمان أمن إسرائيل".
وفي المقابل، كانت طهران تصعّد منسوب تدخلها السافر في لبنان عبر دفاعها عن"حزب الله" وسلاحه، إذ أعلن مستشار المرشد الأعلى الإيراني علي اكبر ولايتي أن "وجود حزب الله بات بالنسبة للبنان أهمّ من الخبز اليومي". وقال: "حزب الله كان منقذاً للشعب اللبناني، وإيران ستواصل دعمه، واعتداءات إسرائيل تظهر النتائج الكارثية لنزع سلاحه بالنسبة للبنان".
وسارع رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع إلى الرد فقال: "سيد خامنئي ومسشاره العزيز، لو أنكما تهتمان بشؤون الإيرانيين وسجونهم لكان ذلك أفضل لنا جميعاً. فلبنان دولة مستقلة لها دستورها، وتحكمها سلطة لبنانية منتخبة شعبيا وديموقراطياً، ولا يحق لكم التدخل في شؤونها. ويا ليت الشعب الإيراني ينعم بما ينعم به الشعب اللبناني، عندما لا تتدخلون في شؤونه".
وسط هذه الأجواء، وفي محاولة لتجنيب لبنان حرباً جديدة، جال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي على المسؤولين اللبنانيين، وأشارت معلومات إلى أنه حذّر خلال عشاء ليل أول من أمس، من تجدّد الحرب الإسرائيلية على لبنان والتي لن تقتصر على الضربات الجوّية.
وقد أعرب عبد العاطي عن الخشية من أي احتمالات للتصعيد في لبنان، مؤكداً "أننا لن نتوقف عن أي جهد لتجنيبه المخاطر". وقال إنه نقل إلى الرئيس عون "توجيهات الرئيس السيسي بتقديم مصر كل سبل الدعم والمساعدة، وتسخير شبكة علاقات مصر لدعم التهدئة ودعم تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية والعمل على نزع فتيل أيّ نزاع محتمل، وأكدت دعم مصر الكامل لمبادرة الرئيس عون التي أطلقها خلال عيد الاستقلال لجهة استعداد الجيش اللبناني لتسلّم كل النقاط في الجنوب". واشار إلى أن "بسط سلطة الدولة أمر مهمّ جداً وهناك تناغم بين الموقفين المصري واللبناني".
إلى ذلك، شهد قصر بعبدا أمس توقيع الاتفاق اللبناني القبرصي لترسيم حدود المنطقة الاقتصادية الخالصة بين البلدين، في حضور الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس. وأكد الرئيس عون أن الاحتفال بإنجاز ترسيم حدود المنطقة الاقتصادية الخالصة بين لبنان وقبرص، "سيسمح للبلدين ببدء استكشاف ثرواتهما البحرية، كما بالتعاون المشترك في هذا المجال". ولفت إلى أنه "يمكن الآن العمل جدياً على تطوير اتفاقات ثنائية، لتسهيل وتطوير عمل الشركات المستكشفة بين البلدين في مختلف المجالات".
من جهته، شدد الرئيس القبرصي على أن "الاتفاقية التي تم توقيعها أمس في بيروت، تاريخية"، معتبراً أنها " إنجاز استراتيجي يكرّس، بأوضح طريقة ممكنة، مستوى علاقاتنا".
وشدّد على أن الاتفاقية تعزز بشكل كبير آفاق التعاون في قطاعات حاسمة، مثل الطاقة والبنية التحتية، وفي الوقت نفسه تعزز آفاق التعاون في مجال الطاقة في شرق المتوسط، ومع إمكانية أن تعمل منطقتنا كممر بديل للطاقة نحو أوروبا، كما تشكّل أساساً استراتيجياً للاستقرار والأمن الإقليميين في منطقتنا الخاصة والمعقدة للغاية". ورحّب "بالحوار الذي بدأناه بالفعل بشأن الربط الكهربائي بين قبرص ولبنان. وفي هذا الاتجاه، سنتوجه معاً في الفترة المقبلة مباشرة إلى البنك الدولي لإعداد دراسة جدوى ذات صلة".

 

 

 

 

 

"الأخبار":

قالت مصادر مصرية مطّلعة لـ«الأخبار» إن زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي لبيروت «تكتسب زخماً مختلفاً، مع وجود ملامح لإطار عام يجري البناء عليه خلال الفترة المقبلة». وأشارت إلى أن الاتصالات «لن تقتصر على المسؤولين اللبنانيين فقط، بل ستشمل المسؤولين الإيرانيين، بهدف تخفيف اللهجة التصعيدية التي تُعتبر تدخّلاً إيرانياً في الشأن اللبناني، والتي تستغلّها تل أبيب كذريعة لتنفيذ هجمات على لبنان».

وأكّدت المصادر أن «ما يسعى إليه عبد العاطي عبر لقاءاته المختلفة هو التوصّل إلى اتفاق على غرار اتفاق غزة، يفترض أن يوقف نظرياً الانتهاكات الإسرائيلية للأجواء اللبنانية ويمنع تجدّد الحرب، مع ضمانات من القاهرة ووسطاء آخرين بعدم استهداف تل أبيب أو أيّ مدن إسرائيلية من قبل حزب الله الذي يُفترض أن يسلّم سلاحه للدولة في إطار جدول زمني يتزامن تنفيذه مع تزويد الجيش اللبناني بالأسلحة التي تمكّنه من القيام بعمله».

وتشير المصادر إلى «وجود فجوة في النقاشات الأولية بين الأطراف اللبنانية ومسؤولين في المخابرات المصرية» قبل وصول عبد العاطي إلى بيروت. وأضافت أن «لدى القاهرة رؤية واضحة تعمل على صياغتها، تهدف إلى تجنيب لبنان تجدّد الحرب الإسرائيلية ومنع أي صدام بين الأطراف السياسية في البلاد، شرط إدراك الجهات اللبنانية ضرورة التزام الجميع بما يجري التوافق عليه، كما تريد مصر التأكيد على أهمية الالتزام بالاستحقاق الانتخابي في موعده».

يقول مسؤولون مصريون،

إن الأمر مُعقّد، لكن لن يكون هناك صدام بين حزب الله والجيش كما ترغب إسرائيل

وأوضحت أن «جهود القاهرة تتم ضمن تفاهمات أولية مع واشنطن وباريس للوصول إلى اتفاق تتوفّر له الضمانات، خصوصاً لجهة وقف العمليات الإسرائيلية بشكل كامل، كونها تهدّد الوضع الداخلي وتعطّل أي نشاط اقتصادي قادر على إخراج البلاد من أزمتها الحادّة». وأكّدت المصادر أن القاهرة معنيّة بتوضيح «أن الوضع بصورته الحالية لا يمكن أن يستمر».

وبحسب المصادر نفسها، فإن «ما ينقله المسؤولون المصريون في الاجتماعات مع واشنطن والمسؤولين الأوروبيين يتضمّن تأكيداً على أن نزع سلاح حزب الله أمر ضروري وحتمي في إطار بناء الدولة، لكن في المقابل لا يمكن تفكيك ما اكتُسب على مدار عقود بين ليلة وضحاها، مع تحذيرات من أن تؤدّي التصرفات الإسرائيلية إلى مزيد من التعقيد لا الحل».

ولفتت إلى أن القاهرة «أجرت نقاشات مطوّلة مع المسؤولين الإيرانيين في الفترة الأخيرة، ولديها تصوّرات عدة لمناقشة الوضع في لبنان مع طهران، بما يسمح بالوصول إلى رؤية توافقية تحقّق الحد الأدنى من المصالح المشتركة»، لافتة إلى أن مصر «تتفهّم مواقف الرئيس اللبناني باعتبارها جزءاً من نهج سياسي يحاول تطبيقه».

وأضافت المصادر أن مصر «ليست قلقة من حصول أي مواجهة بين حزب الله والجيش اللبناني، بخلاف ما تسعى إليه إسرائيل»، مشيرة إلى أن استمرار الحوار والصيغ التوافقية، التي يمكن الوصول إليها عبر جداول زمنية ومن خلال سلة اتفاقات تشارك فيها دول خليجية وغربية كجهات دولية ضامنة، يمكن أن يحافظ على الاستقرار. ووصف دبلوماسي الوضع بأنه «مُعقّد»، لكنه قابل «للحلحلة بشكل جزئي وعبر مراحل وخطوات».

 

 

 

 

 

 "الجمهورية":

المشهد العام كما يلي: الدولة اللبنانية تحاول أن تطرق كل الأبواب الخارجية سعياً لحلّ سياسي يوقف العدوان الإسرائيلي، والحراكات والمبادرات الرامية إلى تحقيق هذه الغاية، تدور في حلقة مفرغة، أو بالأحرى في أفق مسدود، يتجاذبها من جهة، إشعال إسرائيل المتعمّد لشرارات التصعيد، واستباحتها الكاملة للأجواء اللبنانية، وتهديداتها المتصاعدة، وجديدها تهديد وزير دفاعها «بالعمل مجدّداً بقوّة في لبنان إن لم يُسلّم «حزب الله» سلاحه»، وتلويحها بإعادة النظر في اتفاق الترسيم البحري، ومن جهة ثانية رفض الحزب انصياعه للمطلب الإسرائيلي، وتأكيده أنّه «ليس معنياً بأي طروحات قديمة أو جديدة، طالما لم تلتزم إسرائيل باتفاق وقف إطلاق النار، ولا مجال الآن للنقاش في أيّ موضوع قبل أن يطبّق هذا الاتفاق». علماً أنّ ما يُعرَض على لبنان، هو «إمّا استمرار القتل أو الاستسلام الكامل للعدو».
على أنّ البارز في الساعات الأخيرة، تجلّى في الحراك المصري المتجدّد عبر زيارة وزير الخارجية المصرية بدر عبد العاطي إلى بيروت ولقاءاته مع كبار المسؤولين، والتي أكّدت مصادر موثوقة لـ«الجمهورية»، أنّ زيارته، التي تتزامن مع اتصالات داخلية وخارجية مكثفة لتبريد الأجواء، تصبّ في ذات الوجهة، أي احتواء التوترات وكسر جدار التصعيد، والحؤول دون أي خطوات تؤدّي إلى مفاقمته، وبالتالي لا يحمل معه مبادرة أو أي مقترح للحل جنوباً، بل نقل خلالها تأكيد وقوف مصر إلى جانب لبنان، ودعمها أمن البلد واستقراره، وتشديده على قيام لبنان بكل ما يُرسّخ أمنه واستقراره ويُجنِّبه أي تصعيد.
الوزير المصري
وفي تصريحات له بعد اللقاءات التي أجراها، أعلن عبد العاطي أنّه يخشى من أي احتمالات للتصعيد في لبنان، مؤكّداً أنّنا لن نتوقف عن أي جهد لتجنيبه المخاطر.
ولفت إلى «أنّنا نقوم بجهد مكثّف لتجنيب لبنان أي عدوان. ونحن معنيّون باستقرار لبنان وضرورة وقف خروقات إسرائيل لسيادته ووحدة أراضيه، وإنّ مصر تُسخّر شبكة علاقاتها لدعم التهدئة وتنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية، والدفع لصالح الحل الديبلوماسي، والعمل على نزع فتيل أيّ نزاع محتمل». وإذ لفت إلى أنّ مصر تدعم مبادرة الرئيس عون التي أطلقها لجهة استعداد الجيش اللبناني لتسلّم كل النقاط في الجنوب، و«قرارات الحكومة اللبنانية المتعلقة بمسألة حصر السلاح»، مشيراً إلى أنّ بسط سلطة الدولة أمر مهمّ جداً. وشدّد على أنّ المطلوب البناء على رؤية الرئيس عون لتجنيب لبنان التصعيد: «نوظف شبكة علاقاتنا الإقليمية بكل الأطراف».
واعتبر عبد العاطي أنّ الدولة اللبنانية والجيش اللبناني بذلا جهداً كبيراً في الجنوب لبسط سلطة الدولة، وعلى الجميع أن يُقدِّر هذا الأمر. محذّراً من أنّ المنطقة برمّتها على شفا التصعيد الكامل، وهذا لا يخدم أيّ طرف، والديبلوماسية هي الحل. وأضاف: «كلّنا حرص على أمن واستقرار لبنان. ونحن نحترم القرار اللبناني بكل مكوّناته، وعلى الجميع أن يرتقي إلى مستوى المسؤولية والعمل على خفض التصعيد».
بنك احتمالات
هذا المشهد المقفل، يودع رصيداً إضافياً في «بنك الاحتمالات» التي تتهدّد البلد، وينثر في الأجواء مزيداً من الأسئلة القلقة المتداولة في الأوساط الشعبية والسياسية والرسمية، التي تسارعت بشكل كبير بعد العدوان الإسرائيلي على الضاحية الجنوبية واغتيال المسؤول الأمني في «حزب الله» هيثم علي الطبطبائي قبل 3 أيام:
أولاً، هل ثمّة فرصة متاحة لنجاح أي مسعى أو مبادرة، بعد قصف إسرائيل لمبادرة رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون؟
ثانياً، كيف يمكن لأي مبادرة، أياً كان مصدرها، أن تؤدّي إلى بلورة حل ديبلوماسي، طالما أنّ «حزب الله» رافض بشكل قاطع التخلّي عن سلاحه؟
ثالثاً، ما هي نتيجة فشل المساعي والمبادرات، وفي أي اتجاه ستنحى الأمور؟
رابعاً، إلامَ ترمي إسرائيل من خلف رفع وتيرة التصعيد في هذا التوقيت بالذات؟ وهل بهذا التصعيد تحضّر الأجواء لعملية عسكرية في لبنان؟ وهل ثمة غطاء خارجي لهذه العملية، وبمعنى أدق هل هناك ضوء أخضر أميركي لها؟
خامساً، «حزب الله» وكما يبدو، يتعمّد إبقاء ما قد يقوم به من خطوات مبهماً، لكن، هل يستطيع أن يردّ على إسرائيل، بل هل ما زال يملك من القوّة والإمكانات ما يمكنه من هذا الردّ؟
سادساً، ماذا لو آثر «حزب الله» عدم الردّ، فكيف سيُبرِّر ذلك، خصوصاً أمام بيئته؟
سابعاً، ماذا لو قرّر الحزب الردّ، فهل يضمَن أن يكون لهذا الردّ تأثير على إسرائيل؟ وهل يملك من القدرة ما يجعله يتحمّل عواقب هذا الردّ، سواء عليه كتنظيم بشقَيه العسكري والسياسي، أو على بيئته الشعبية، أو على لبنان بصورة عامة؟
ثامناً، السؤال الأهمّ، إذا كانت اغتيالات كوادر وعناصر «حزب الله» التي حصلت منذ إعلان اتفاق تشرين الثاني، قد تمّت، وفق ما يقال، عبر ما باتت تسمّى «قنّاصات مسيّرة» سواء بصورة عشوائية، أو بالاستعانة بتقنيات الهواتف والذكاء الاصطناعي، فكيف نجحت إسرائيل في اغتيال القيادي الأمني في الحزب الطبطبائي - الذي يُفترَض أنّ حركته محاطة بسرّية بالغة بل تامة - وبذات الطريقة التي تمّ فيها اغتيال قادة الحزب قبل وخلال حرب الـ66 يوماً؟ فهل للتقنيات والذكاء الاصطناعي دور في الاغتيال، أم أنّ هناك خرقاً وخللاً في بنية الحزب الأمنية، يتحرّك في داخلها أو حولها مرشد بالعين المجرّدة؟
التصعيد الواسع مستبعد
الأجوبة عن تلك الأسئلة، قد تخبّر عن نفسها بنفسها في الأيام المقبلة، ومن شأنها أن تبدِّد الغموض القائم، وتحدِّد المسار الذي ستسلكه الأمور في المرحلة المقبلة.
لكن، وعلى رغم من عوامل القلق المتراكمة في الأجواء اللبنانية، التي تعززها الاعتداءات والتهديدات الإسرائيلية، فإنّ مسؤولاً رفيعاً يؤكّد لـ«الجمهورية»، أنّ «ما هو غالب حتى الآن، هو إشارات خارجية ما زالت ترد من مصادر متعدّدة، تُقلِّل من احتمالات التصعيد الواسع، وتؤكّد أنّ بلوغ حل سياسي احتمال لا يزال قائماً».
ولفت المسؤول الكبير إلى أنّ تلك الإشارات ترد بصورة عامة، من دون أي توضيح لكيفية بلوغ هذا الحل وعلى أي أساس سيُبنى، أو لتحديد أفق زمني لبلوغه. وتابع: «الأجواء التي كان ينقلها الموفدون من أميركيِّين وغير أميركيِّين، تتلخّص بالحرص على أمن لبنان واستقراره، ودفع الأمور نحو تسوية سياسية، واستبعاد التصعيد الواسع لعدم وجود ضوء أخضر، تحديداً أميركي، لأيّ عمل عسكري إسرائيلي على لبنان». ويُضيف: «الأميركيّون في المحادثات معهم، يؤكّدون أنّ أولويتهم استقرار لبنان وبلوغ حلّ سياسي ينهي العدوان»، ويُنقَل عن أحد المسؤولين الأميركيِّين تأكيده أنّ لا مصلحة للولايات المتحدة الأميركية في تصعيد الوضع في لبنان، محذّراً من أنّ للولايات المتحدة الكثير ممّا يمكن أن تخسره في لبنان إذا ما انزلق الوضع إلى تصعيد وحرب وجديدة.
ورداً على سؤال أوضح: «كل شيء متوقع من إسرائيل، والوضع بلا أدنى شك صعب جداً، لكن لا أقول إنّنا على أبواب حرب وتصعيد واسع، لأنّ إسرائيل منذ اتفاق وقف إطلاق النار، ماضية في حربها على لبنان، وتقوم بما تريده، تستبيح الأجواء، وتعتدي وتغتال بكل حرّية ومن دون أكلاف، مطمئنّة لعدم وجود رادع لها، وعدم قيام لجنة «الميكانيزم» بدورها كما هو محدّد لها في مهمّتها الموكلة إليها، ولا يعنيها شيء اسمه اتفاق وقف إطلاق النار أو القرار 1701 أو قوات يونيفيل» (يشار في هذا السياق إلى التأكيد المتجدّد لليونيفيل أمس، بـ«أن إسرائيل تنتهك الخط الأزرق والقرار 1701 وتمنع الجيش اللبناني من الانتشار في الجنوب»).
مرحلة ضغوط
إلّا أنّه على رغم من إشارات التقليل من احتمالات التصعيد، تحدّثت مصادر فرنسية عمّا وصفتها «مخاوف جدّية على الوضع في جنوب لبنان، واستمرار إسرائيل في استهدافها للمناطق اللبنانية»، معتبرةً أنّ من الضروري جداً الإنطلاق عملياً في مسار حصر السلاح بيَد الدولة اللبنانية». ويلاقي الموقف الفرنسي صورة أكثر تشاؤماً، ترسمها معلومات ديبلوماسية غربية نُقِلت إلى مسؤول رفيع، تُحذِّر من ظروف صعبة، وتُنبِّه من أنّ لبنان قد يكون مُقبِلاً على مرحلة من الضغوط القاسية، ما يوجب استعجال الخطوات التنفيذيّة لقرار الحكومة اللبنانية بسحب سلاح «حزب الله».
الترسيم البحري
من جهة ثانية، شهد القصر الجمهوري في بعبدا أمس، توقيع اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وقبرص، في حضور رئيس الجمهورية جوزاف عون والرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس، الذي وصل إلى لبنان لهذه الغاية.
وأعلن الرئيس عون «إنّ الاحتفال اليوم يأتي تتويجاً لإنجاز ترسيم حدود المنطقة الاقتصادية الخالصة بين البلدَين، ما يفتح المجال أمام لبنان وقبرص لبدء استكشاف ثرواتهما البحرية وتعزيز التعاون المشترك في هذا المجال». وأكّد «إنّ الالتزام بأصول القانون الدولي يُعزّز الصداقات بين الدول، وإنّ جغرافيا المتوسط، كما التاريخ والمستقبل، تجمع بين لبنان وقبرص».
من جهته، شدّد الرئيس القبرصي على أهمية هذا التطوّر، واصفاً إياه بأنّه إنجاز استراتيجي يعكس مستوى العلاقات بين البلدَين. وأضاف: «إنّ الاتفاقية تاريخية وتشكّل رسالة سياسية واضحة بأنّ قبرص ولبنان مستمرّان في الاستثمار بتعزيز الثقة والإحترام المتبادل»، لافتاً إلى أنّها تفتح آفاقاً واسعة للتعاون المستقبلي. وأضاف أنّ بلاده تتطلّع إلى «ما ستُتيحه هذه الاتفاقية من فرص جديدة لكلا البلدَين، خصوصاً في مجال استكشاف الثروات البحرية وتطوير الشراكات الاقتصادية في شرق المتوسط».
الرئيس والسفير
وكان الرئيس عون قد استقبل السفير الأميركي في لبنان ميشال عيسى، وتمنّى رئيس الجمهورية للسفير عيسى التوفيق في مهامه، معلّقاً أهمّية على دوره في تعزيز العلاقات بين البلدَين، نظراً لمعرفته بالأوضاع في لبنان وقدرته على المساهمة في إيجاد السبل الآيلة إلى مساعدة لبنان في الظروف الراهنة.
وحمّل الرئيس عون السفير الأميركي شكره للتهنئة التي وجّهها إليه الرئيس الأميركي دونالد ترامب لمناسبة ذكرى الاستقلال، ولما صدر عنه في مؤتمره الصحافي الأخير، عن رغبته في توجيه دعوة للرئيس اللبناني لزيارة الولايات المتحدة الأميركية، وعبّر الرئيس عون عن امتنانه للدعوة وجهوزيّته لتلبِيَتها.

 

 

 

 

 

"الديار":

بينما يؤكد لبنان يوما بعد يوم ارادته القوية في النهوض من ازماته والسعي الى مستقبل مزدهر حيث وقّعت الدولة اللبنانية اتفاقية مع الدولة القبرصية لترسيم الحدود البحرية، ما يضع الحجر الاساس لاستثمار موارده الطبيعية بشكل قانوني وسلمي، تظهر «اسرائيل» بشكل دائم قوة متربصة ضد لبنان فلا تتوقف عن الاستعدادات العملانية واللوجستية لاعطاء الاوامر للقاذفات بالاقلاع وتنفيذ غارات يمكن ان تستهدف محيط القصر الجمهوري على غرار ما حصل في سوريا الى جانب تنفيذ عمليات اغتيال وارهاب ممنهج اخرها كان استهدافها للقيادي في حزب الله هيثم علي الطبطبائي في قلب الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت. وكل هذه الاعمال الوحشية التي تمارسها الدولة العبرية ضد لبنان هي محاولة لابقائه ضعيفا عاجزا عن ترميم مؤسساته واستثمار ثرواته للخروج من ازمته الاقتصادية في حين تريد «اسرائيل» ان تنأى وحدها عن الفوضى وتعيش الاستقرار حارمة لبنان من حقه في العيش الكريم والامن والاستقرار.
ذلك ان الاتفاق بين لبنان وقبرص ليس مجرد رسم للحدود بل يشكل نافذة امل تفتح ابواب التنمية وفرص عمل جديدة وتقوية الاقتصاد الوطني وجذب الاستثمارات فضلا الى ان هذا الاتفاق يمكن لبنان من ممارسة سيادته على مياهه الاقليمية. بيد ان لبنان مصر على حماية حقوقه والنهوض اقتصاديا وسياسيا رغم كل التحديات والتهديدات والارهاب التي تشكلها اسرائيل والتي تريد ان تبقي الدولة اللبنانية في حالة هشاشة، تتخبط في دائرة من الفوضى والضعف.
وفي تصريح يؤكد ما ذكر اعلاه هو تصريح وزير الدفاع «الاسرائيلي» يسرائيل كاتس الذي قال بالفم الملان ان لا هدوء في لبنان طالما ان امن «اسرائيل» غير مضمون، وعليه يكثف الجيش «الاسرائيلي» ضرباته وعدوانه رغم مرور عام على اتفاق وقف الاعمال العدائية الذي ابرم في 27 تشرين الثاني 2024.
اهمية اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وقبرص
والى ذلك، شهد القصر الجمهوري امس توقيع الرئيس القبرصي نيقوس كريستو دوليدس ووزير الاشغال والنقل اللبناني فايز رسامني، وبحضور الرئيس عون اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين البلدين، حيث رأى رئيس الجمهورية في هذا الاتفاق «امكان تطوير اتفاقيات تتيح تسهيل عمل الشركات المستكشفة واطلاق مشاريع في مجالات الطاقة المتجددة».
وقال خبير اقتصادي لـ«لديار» ان هذه الاتفاقية تفتح باب التنقيب عن الطاقة اي النفط والغاز خاصة انه يحدد المنطقة الاقتادية الخالصة بين لبنان وقبرص، وهذا الامر يعطي الحق للبنان قانونيا ببدأ عمليات المسح والتنقيب في مياهه البحرية. واضاف ان الاتفاقية ستجذب الاستثمارات الاجنبية وشركات التنقيب الدولية فضلا انها تشجع شركات الطاقة الى الولوج للمياه اللبنانية.
وايضا من خلال اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وقبرص، لفت الخبير الاقتصادي الى ان مجالات عدة ستفتح امام لبنان وفي تعاون ثنائي مع قبرص في اطار الربط الكهربائي، الاتصالات والنقل.
في المقابل، اعترض نائب القوات اللبنانية جورج عقيص بان يقوم وزير بتوقيع هذه الاتفاقية لعدم صلاحيته، مشيرا الى ان توقيع وزير الاشغال او حتى الحكومة مجتمعة على معاهدة ترسيم البحري مع قبرص دون عرضها على مجلس النواب للتصديق عليها، تشكل مخالفة دستورية جسيمة قابلة للطعن امام القضاء المختص.
سياسة «اسرائيل»: الضربات الاستباقية لمنع حزب الله من اكتساب القوة
وبالعودة الى الاعتداء الاسرائيلي المتواصل على لبنان ، يؤكد مصدر عسكري رفيع المستوى لـ«الديار» ان سياسة «اسرائيل» الحالية واضحة المعالم فهي ترتكز على المبادرة الاستباقية في حربها ضد اعدائها وابرز عدو لها هو حزب الله وعليه تسعى لتنفيذ الاغتيالات ضد قادة الحزب واستهداف مراكز اسلحة للتنظيم وفقا للمزاعم الاسرائيلية بهدف منع حزب الله من اكتساب قوته مجددا ومن الحصول على فرصة اعادة ترميم قدراته وبنيته العسكرية. ومن خلال عملية الاغتيال التي نفذتها «اسرائيل» مستهدفة القائد هيثم علي الطبطبائي في حزب الله، تريد «تل ابيب» ان توحي بأنها على دراية بأن حزب الله وبعد حرب الـ 66 يوما عام 2024 يعمل على تغيير بنيته الداخلية وتكتيكه العسكري وانطلاقا من ذلك جاء الاغتيال بهدف اظهار الدولة العبرية نفسها انها لا تزال «تعلم بتحركات حزب الله وخططه» وان اي خروج للحزب عن القواعد المحددة سيدفع بالجيش «الاسرائيلي» الى تصويب ضربات موجعة على مستوى قياداته. ولكن في الوقت ذاته، بانت «اسرائيل» انها تعيش هستيريا عسكرية خاصة ان القيادي الطبطائي ليس من القادة الجدد في التركيبة العسكرية لحزب الله وقد حاولت مرتين اغتياله ولكنها لم تفلح. وهنا،يقول مصدر عربي مطلع ان هذا اغتيال الطبطبائي يندرج في خانة «جنون نتنياهو» وهيستريا الائتلاف الحاكم في «اسرائيل» مشيرا الى ان الاغتيال شكل ضربة لحزب الله ولكن ليس الضربة الموجعة او القاتلة كما تروج الحكومة «الاسرائيلية». والحال ان ما يقلق «اسرائيل» هو حالة انتقال حزب الله من الحالة العسكرية المكشوفة الى حالة سرية كما كان في اوائل صعوده في الثمانينات، ولذلك يتحرك العدو «الاسرائيلي» من خلال الاغتيالات كلما شعر بخطر حزب الله وان كان الاغتيال خطوات غوغائية لا تهز بنية المقاومة من الداخل.
شخصيات لبنانية - اميركية تحمل الرئيس عون مسؤولية عدم تطبيق قرار 5 ايلول
وفي نطاق متصل، بات معلوما ان هناك شخصيات لبنانية-اميركية على علاقة وثيقة بالاحزاب في الداخل اللبناني، ابلغت الصقور في اللوبي اليهودي في الولايات المتحدة في ان المسؤولية تقع على الرئيس جوزاف عون بالدرجة الاولى لانه هو من حال دون تطبيق قرار مجلس الوزراء في 5 ايلول السابق وذلك بالقيام بخطوات عملانية لنزع سلاح حزب الله بالقوة باعتباره الخيار الوحيد امام الدولة اللبنانية، ان لتجنب الحرب الاسرائيلية او للبدء باعادة بناء الدولة بعيدا عن سيطرة حزب الله والتأثير الايراني.
مصدر مطلع:حزب الله انتقل من الحالة المكشوفة الى السرية التامة
وكشف مصدر مطلع ان حزب الله يقوم بترتيب مختلف كليا عن الصيغة السابقة اذ ان العراضات الكشفية والاحتفالات الجماهيرية تراجعت بشكل كبير بقرار من الحزب فاليوم يعمل التنظيم على مستوى اخر يرتكز على السرية والعمل المنظم الغير المعلن. وقصارى القول انتقل حزب الله من حالة الاستعراض الشعبي والجماهيري الى العمل السري والصمت المطبق حيث نجح حزب الله بمنع اسرائيل من ان تطال اي قائد لها بعد ان أوقف كل شبكات التواصل واجهزة الخليوي واتخذ احتياطات قصوى وتدابير احترازية مشددة واعتمد على الرسائل المكتوبة بين عناصره وقادته. وهنا يقول هذا المصدر ان ثغرة صغيرة اعطت «اسرائيل» الفرصة لاغتيال القائد الطبطبائي علما ان حزب الله لا يزال محصنا ومتماسكا من الداخل ومعظم الخروقات التي حصلت في السابق لن تتكرر اليوم لان معظم الثغرات تم اقفالها وازالتها.
وهذا الامر يثير القلق عند الائتلاف الحاكم في «اسرائيل» حيث ان تغيير حزب الله استراتيجيته حث الحكومة «الاسرائيلية» على طرح عدة سيناريوهات منها : احتمال معاودة مقاتلي حزب الله استخدام حرب الاستنزاف على غرار العمليات التي سبقت التحرير عام 2000 او ان الحزب سيقوم بمفاجأة عسكرية تترجم بتوغل داخل «اسرائيل» او ان حزب الله سيوجه ضربة للاسرائيليين ربما في بلدان عربية. هذا التكهن الاسرائيلي لما يخطط له حزب الله اعاد للاخير عنصر المفاجأة لان العدو الاسرائيلي يترقب من كل حدب وصوب حصول هجوم من حزب الله الا ان لا معلومات لديه اكيدة او موثوقة.
حزب الله يدرس كل الاحتمالات ويتجنب الوقوع بفخ نتنياهو
توازيا، يرى مصدر عسكري اوروبي ان حزب الله لا يتخذ قراره بالرد على الاسرائيلي من منطلق غوغائي او انفعالي ولا ينجر وراء الشعبوية السياسية بل يختار التوقيت والرد المناسب مرتكزا على تخطيط عميق بهدف توجيه ضربة قوية للجيش «الاسرائيلي». وبالتالي، يشير المصدر الى ان حزب الله يدرك جيدا نوايا رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو بأن الاخير يريد الحرب بأي ثمن مهما كانت العواقب وذلك لحسابات خاصة به تتعلق بالانتخابات ولصورته امام شعبه بعد حصول 7 اكتوبر حيث يسعى بشكل متواصل الى الظهور انه القائد المخلص للاسرائيليين من اعدائهم.
وعليه، يقول هذا المصدر ان حزب الله في حال رد على «اسرائيل» ، فسيكون قد قدم هدية على طبق من فضة لنتنياهو دون دراية حيث باتت الحرب هي العامل الوحيد التي تبقي نتنياهو في السلطة وتبعد عنه المحاسبة الداخلية في الوسط «الاسرائيلي».
افكار السفير الاميركي حول سبل نزع سلاح الحزب
وعلى وقع طبول الحرب التي يقرعها الاسرائيليون في غياب لافت للمبعوثين الاميركين والتي تبرره بعض الاوساط المتابعة بوجود السفير الاميركي في بيروت ميشال عيسى، وهو المفوض شخصيا من الرئيس الاميركي دونالد ترامب بمتابعة نزع السلاح.
دون ان تتضح صحة المعلومات ان السفير عيسى يحمل افكارا حول سبل نزع سلاح حزب الله، مع اعتبار المبادرة الاميركية الخاصة بغزة التي تجاوزت كل المبادرات الاخرى لتوضع بنودها الاولى موضع التنفيذ.
السعودية وفرنسا تحاولان تجنيب لبنان معركة كبيرة
في وقت تعطي اميركا الضوء الاخضر لاسرائيل باكمال اعمالها العداونية على حزب الله والقرى الجنوبية، تبرز فرنسا والسعودية كدولتين تبذلان اقصى الجهود لتجنيب لبنان المعركة الكبرى، ليس من منطلق الخوف من الحرب بل من باب عدم معرفتهم للنتائج التي ستحدثها الحرب الاسرائيلية المفتوحة على لبنان. والحال ان هناك خوفا فرنسيا وسعوديا كبيرا على بنية وتركيبة لبنان كدولة واي انفجار في لبنان سيكون له تداعيات كارثية عليه وليس فقط على حزب الله.
هل لا تزال المبادرة المصرية سارية؟
حتى اشعار اخر، الضوء يتركز على المحاولات المصرية التي تبذل على سائر الاطراف، من اجل بلورة مبادرة متكاملة لنزع فتيل الانفجار بين لبنان و«اسرائيل». وكان وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي قد صرح اثر لقائه الرئيس عون:»اننا نقوم بجهد مكثف لتجنيب لبنان اي عدوان، ونحن معنيون باستقرار لبنان وبضرورة وقف الخروقات الاسرائيلية لسيادته ووحدة اراضيه»، مشيرا الى ان غطرسة القوة لن تؤمن الاستقرار لـ»اسرائيل» وللمنطقة. واضاف الوزير المصري:» نحن مع الحلول الديبلوماسية لا العسكرية، فالمنطقة كلها على ابواب التصعيد الكامل، وهذا لا يخدم اي فريق على الاطلاق، ونحن نوظف اتصالاتنا لخدمة خفض التوتر والتصعيد العسكري من خلال الحوار المباشر والغير المباشر».
واذا كان عبد العاطي قد اقر امام بعض المسؤولين الذين التقاهم بان المحاولات التي تقوم بها مصر ما زالت تصطدم بالتشدد الاسرائيلي وبسياسات الضغط التي تمارسها على الدولة اللبنانية، افادت معلومات القاهرة ان الجهات المصرية المعنية تؤكد على الاستعدادات الاسرائيلية بتصعيد المواجهة مع لبنان، ولكن لتشير الى نقطة حساسة ايضا، وهي ان اي انفجار مقبل لن يكون محصورا بين حزب الله و«اسرائيل» او بين لبنان و«اسرائيل».
اتصالات بين قصر بعبدا وحارة حريك
في غضون ذلك، تؤكد اوساط سياسية مطلعة لـ«الديار» ان الاتصالات بين قصر بعبدا وحارة حريك التي توقفت لبعض الوقت، ستعاود وان قيادة الحزب تتفهم طبيعة الضغوط التي تمارس على رئيس الجمهوية شخصيا حتى من داخل مجلس الوزراء وبايعاز خارجي بطبيعة الحال.
وكان الشيخ نعيم قاسم قد قال امس مهما اشتدت الازمات ستنفرج، وستنتهي «جولة باطل العدوان الاسرائيلي-الاميركي». واذا كان واضحا مدى المناخات التعبوية داخل حزب الله ولكن المؤكد ان ابوابه ليست مقفلة امام المبادرات الديبلوماسية وان كانت هناك قيادات في الحزب تتوجس من الكلام الذي يصدر عن احزاب لبنانية معادية له، والذي ينطوي على اعتبار ان مرحلة ما بعد نزع السلاح ستكون خالية من اي نشاط للحزب و«عندها لبنان سيتنفس الصعداء وينعم بحياة هنيئة». الا ان بعض القيادات في حزب الله اعتبرت هذا الكلام بمثابة ترجمة لما تخطط له جهات خارجية تتولى بدورها تمويل هذه الاحزاب اللبنانية.

 

 

 

 

 

"نداء الوطن":

في الوقت الذي كانت فيه بعبدا تُنجز اتفاق الترسيم البحري مع قبرص، فاتحةً نافذة مستقبلية للتنمية والنهوض الاقتصادي، واصلت إيران استثمارها في خراب لبنان. إذ لم يتردّد مستشار المرشد الأعلى، علي أكبر ولايتي، في الجزم بأن "وجود "حزب اللّه" أهمّ من الخبز والماء للبنانيين"، وأن نزع سلاحه "سيجلب عليهم الكوارث". هذه المواقف تُجسّد حجم الاستخفاف الإيراني بمعاناة شعب يتوق للسيادة والعيش الكريم، وسط تحذيرات دولية وعربية متصاعدة من خطر الانزلاق إلى حرب، تستعدّ إسرائيل لإشعالها ساعة تشاء.

طهران تردّ على رسائل الاستقلال

في هذا الإطار، يبدو أن كلام مستشار خامنئي وفق مصادر متابعة لـ "نداء الوطن"، لم يأتِ من فراغ، بل جاء كردّ غير مباشر على الرسائل السيادية التي أطلقها رئيس الجمهورية جوزاف عون من الجنوب، عشية الاستقلال، والتي أعادت تأكيد مرجعية الدولة واحتكار السلاح. واعتبرت، أن هذا الموقف لا يرضي الإيرانيين، الذين يرون في الجنوب ركيزة أساسية لمشروعهم الإقليمي، ولن يتخلوا عنه بسهولة. غير أن الدولة اللبنانية، عازمة على استعادة سيادتها. في المقابل، تستبعد المصادر، صدور موقف رسمي للحكومة اللبنانية في جلسة اليوم يدين التدخل الإيراني السلبي في لبنان، نظرًا إلى أن خطاب الرئيس، وردّ وزير الخارجية يوسف رجّي على التصريحات الإيرانية، يجسّدان الموقف اللبناني الرسمي، الذي لن يتراجع رغم تصاعد نبرة التحدّي. واستطرادًا، علمت "نداء الوطن" أن الجلسة التي ستُعقد في السراي الحكومي، لن تتناول الخطة الأمنية للجيش ولا التقرير الشهري، كون هذه الملفات تُناقش عادةً في جلسات تُعقد في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية.

إنذار مصري بتوقيع عربي - دولي

إذًا، بين سندان التوريط الإيراني للبنان، ومطرقة التهديدات الإسرائيلية له، اكتسبت زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي إلى بيروت بُعدًا يتجاوز إطار التضامن السياسي والدعم الدبلوماسي التقليدي، لتتحوّل إلى محطة مفصلية تُذكّر اللبنانيين بزيارة مشابهة سبقت بأسبوع اندلاع حرب الأيام الـ 66 عام 2024. يومها حملت القاهرة نصيحة واضحة إلى الدولة اللبنانية بضرورة وقف "حزب اللّه" الفوري لإطلاق النار تحت مسمّى "حرب الإسناد"، لكن رفض الأخير، فتح حربًا أدّت إلى هزيمته، وإلى تبدّل عميق في موازين القوى الإقليمية. هذه المقاربة هي مفتاح لفهم جدية الرسائل التي حملها عبد العاطي، وتبدو أكثر مباشرة وصلابة من كلّ ما سبقها. في السياق، علمت "نداء الوطن" أن الرسالة الأولى التي نقلها الوزير المصري تحمل دعمًا كاملًا لمبادرة الرئيس عون في خطاب الاستقلال، معتبرًا إياها فرصة لإنقاذ لبنان عبر معالجة أمنية داخلية متدرّجة.

أما الرسالة الثانية، فكانت صاعقة؛ إذ لفتت إلى أن مهلة إيجاد حلّ لمسألة سلاح "حزب اللّه" شارفت على نهايتها، ولبنان يقترب من مرحلة سقوط سريع مع نهاية العام 2025. بعدها، لا ضمانات لأيّ استقرار، خصوصًا مع بقاء بنيامين نتنياهو على رأس الحكومة الإسرائيلية. فسياسة "التفاوض البطيء" و "شراء الوقت" لم تعد قابلة للصرف دوليًا، والأخطر أنها لم تعد مقبولة عربيًا. هذه المعطيات تتقاطع مع تصريح وزير الدفاع الإسرائيلي كاتس الذي هدّد صراحة: "إذا لم يتخلّ "الحزب" عن سلاحه حتى نهاية العام، فسنعمل بقوّة مرة أخرى في لبنان".

وتكتسب النصيحة المصرية خطورتها من مصدرها، إذ تأتي من دولة عربية وازنة ذات علاقات دولية وإقليمية، ما يضفي عليها طابع الجديّة المطلقة ويجعل تجاهلها مغامرة غير محسوبة. فالقاهرة، التي لطالما حرصت على حماية لبنان ومنع انهياراته الكبرى، اختارت هذه المرّة لغة واضحة لا تحتمل التأويل، لأن مسار المنطقة تغيّر، ونافذة التسويات تُغلق تدريجيًا أمام لبنان.

ويبدو أن المهلة المتبقية لا تقتصر على بُعدها السياسي، بل تشمل بُعدًا عسكريًا متسارعًا أيضًا. إذ تفيد المعلومات بأن رسالة عبد العاطي حملت تحذيرًا واضحًا: إذا لم يُعلن لبنان رسميًا، ومعه "حزب اللّه"، قبل نهاية العام الجاري، الاستعداد للانخراط في مسار نزع السلاح ضمن جدول زمني لا يتعدّى ثلاثة أشهر، فإن إسرائيل ستخوض حربًا جديدة بلا رادع دولي. هذا التحذير، المنقول عن دوائر دولية معنية، يعكس قناعة راسخة بأن هامش المناورة يضيق، وأن لبنان يقف أمام مفترق حاسم: إما تفكيك سريع ومنظم لسلاح "حزب اللّه" بحماية عربية ودولية، أو مواجهة مفتوحة قد تكون الأشدّ منذ عقود. لذا تشدّد الرسائل الدولية الأخيرة، على أن الوقت ينفد، والخيارات تضيق، وما يُطلب من الدولة اللبنانية ليس إعلان النوايا بل اتخاذ قرارات تاريخية، أكان على المستوى السيادي، أم على صعيد الإصلاحات المالية ومكافحة تبييض الأموال.

"المركزي" يصيب عصفوري "الممانعة"

في حين يسعى محور "الممانعة" إلى إجهاض جهود الحكومة اللبنانية في تطبيق نزع السلاح، يصوّب سهامه نحو مصرف لبنان، لخرق صفوفه وزعزعة هيكليّته. وفي مواجهة هذه الضغوط، برز أمس بيان حاكم مصرف لبنان كريم سعيد، الذي حدّد فيه آلية عمل المجلس المركزي للمصرف، والمكوّن من الحاكم ونوّابه ومديرَي المالية والاقتصاد. ورغم أن البيان جاء أساسًا لنفي الشائعات حول خلاف بين الحاكم ونائبه الأول وسيم منصوري، إلّا أن مصدرًا متابعًا، اعتبر أنه أصاب عصفورين بحجر واحد: أولًا، تبديد الحديث عن أي انقسام داخلي؛ وثانيًا، تأكيد أن قرارات مصرف لبنان تُتخذ جماعيًا داخل المجلس، حيث لا يملك أي عضو حق النقض، بمن فيهم الحاكم. وبالتالي، فإن الحملة التي شنها "حزب اللّه" والجبهات الإعلامية المساندة له ضد الحاكم، على خلفية قرارات يصفونها بالرضوخ للإملاءات الأميركية، تتجاهل أن هذه القرارات صوّت عليها أيضًا عضوان شيعيان محسوبان على "الثنائي" الشيعي، ما ينزع عنها صفة الانفراد أو التسييس.

 

 

 

 

 

"الأنباء" الالكترونية:

سنةٌ مرّت على إبرام اتفاق وقف الأعمال العدائية، لكنّ إسرائيل شنّت خلال هذه السنة اعتداءات يومية، وتوغّلت داخل الأراضي اللبنانية لتحتلّ سبع تلال، في وقتٍ تحوّلت فيه مهلة الستين يوماً التي مُنحت لها لاستكمال الانسحاب من لبنان، مقابل تخلي حزب الله عن سلاحه، إلى أكثر من 365 يوماً، وربما مُدّدت – بحكم الأمر الواقع – لتقترب من 700 يوم.

وبحسب مصادر مطّلعة تحدّثت إلى “الأنباء الإلكترونيّة”، لا شيء يوحي بأنّ الأمور تتّجه نحو الحلّ بعد التطورات الأمنية الأخيرة، التي كان أبرزها اغتيال إسرائيل لرئيس أركان حزب الله هيثم الطباطبائي، ورفضها المبادرة التفاوضية التي أطلقها رئيس الجمهورية جوزاف عون في كلمة الاستقلال قبل أيام.

المصادر تشير إلى أنّ إصرار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير أمنه يسرائيل كاتس على مواقفهما المتصلّبة تجاه حزب الله، وتهديد كاتس بالخضوع أو المواجهة، يؤكد أنّ لبنان يقف اليوم أمام مفترق طرق خطير. ويتعزّز هذا الانطباع بعد دخول إيران على خطّ التصعيد، ومنحها الحزب جرعة دعم جديدة للتمسّك بسلاحه، وذلك عقب تصريح مستشار المرشد الأعلى السيد علي خامنئي بأنّ حزب الله “ضرورة لا غنى عنها، ووجوده بالنسبة للبنان أهم من الخبز اليومي”، مؤكداً أنّ إيران ستواصل دعمه، وأنّ الاعتداءات الإسرائيلية تُظهر النتائج الكارثية لأي محاولة لنزع سلاحه.

وترى المصادر أنّ هذه المواقف التصعيدية تضع لبنان على حافة حرب مدمّرة قد تكون أخطر مما شهدته البلاد العام الماضي. وتعتبر أنّ تصريحات نتنياهو ووزير دفاعه تُشكّل إعلاناً مبطّناً عن حرب جديدة ضد حزب الله قد تبدأ في أي لحظة.

عودة أميركية؟

وفي انتظار المبعوثة الأميركية مورغان أورتاغوس التي تعود إلى بيروت مطلع الأسبوع المقبل عقب زيارة البابا لاوون الرابع عشر، تتوقع المصادر أن تحمل معها رسائل ضغط جديدة. ونقلت صحيفة “نيويورك تايمز” عن المبعوث الأميركي إلى سوريا وسفير واشنطن في سوريا طوم براك قوله إنّ إسرائيل “ستردّ في أي وقت وفي أي مكان إذا استشعرت الخطر”، ما يزيد من احتمال توسّع العدوان الإسرائيلي الذي لم يتوقف يوماً.

عبد العاطي

وفي خضمّ هذا المشهد الملبّد، شكّلت زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي بصيص أمل قد يجنّب لبنان حرباً جديدة. فقد قال إنّ مصر ستوظّف كل إمكاناتها وعلاقاتها الدولية والإقليمية لحماية استقرار لبنان.

عبد العاطي، وبعد لقائه رئيس الجمهورية في بعبدا، أكد أنّ زيارته الرابعة إلى لبنان تعكس الاهتمام المصري بأمنه واستقراره، وأنه اطّلع على مجمل التطورات في المنطقة، إضافة إلى ما نُقل إليه خلال الاتصال الأخير بين الرئيسين عون والسيسي. ومن عين التينة، وبعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري، جدّد دعم القاهرة لحصر السلاح بيد الدولة لتفادي أي مخاطر.

ترسيم الحدود البحرية مع قبرص

وعلى خطّ موازٍ، ووسط الأجواء الأمنية والسياسية الدقيقة، أُنجز اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وقبرص ووُقّع رسمياً. واعتبر رئيس الجمهورية جوزاف عون أنّ الخطوة استراتيجية تُعزز موقع لبنان البحري.

وفي السياق، قالت مسؤولة ملف النفط والغاز في الحزب التقدمي الاشتراكي وعضو مجلس قيادته، المحامية لما حريز، إنّ لبنان بات اليوم قادراً على التنقيب في بلوكات في الشمال، كان استكشافها غير ممكن سابقاً بسبب عدم اكتمال الترسيم البحري، مشيرةً إلى أنّ الاتفاق الجديد يُعدّ مكسباً للبنان ولقطاعه النفطي وحقوقه السيادية، خلافاً لما روّجه البعض.

 

 

 

 

 

"اللواء":

المشهد العام في لبنان، في السنة الأولى لإتفاق وقف النار والاعمال العدائية بين لبنان واسرائيل، اكثر من رمادي، بل هو يميل الى ان يكون قاتماً، امام صورة من الضغط الخطير، يتولى الجانب الاسرائيلي، الذي لم يلتزم بوقف النار، واستمر باحتلال النقاط الخمس في الجنوب وملاحقة اللبنانيين حتى في منازلهم، وعلى الطرقات وفي سياراتهم وعلى دراجاتهم النارية، فضلاً عن الانتهاكات اليومية وعمليات الترويع والقصف والتجريف ومنع عملية اعادة الاعمار، يتولى الجانب الاسرائيلي الدور الابرز، عبر جنرالات الحرب ووزير الدفاع، وصولاً الى رئيس حكومة اسرائيل بنيامين نتنياهو، ويلاقيه في التوجُّه نفسه السفير الاميركي في تركيا توماس براك، الذي اعتبر ان الاسابيع الثلاثة المقبلة صعبة، مع الاشارة الى ان السفيرة مورغان اورتاغوس ستزور بيروت في اليوم التالي بعد انتهاء زيارة البابا.
وسط تقاطع الضغط الاسرائيلي والاميركي على لبنان، دفعت ايران الى الواجهة بموقف لا يخدم لبنان، وربما حزب الله ايضاً، في وقت جاء فيه الى بيروت وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي باسم اللجنة الخماسية الراعية للحل في لبنان، ومنها المملكة العربية السعودية وقطر وبالتنسيق مع فرنسا والولايات المتحدة، في محاولة منه لإبلاغ اسرائيل ان لبنان ليس متروكاً لقدره، وان مصر تبذل جهوداً لتفادي التصعيد.
وقال عبد العاطي: العمل الاساسي ليس التحذير، ولكن التواصل مع الاشقاء في لبنان، لننقل رؤيتنا، وما يصل الى مسامعنا، وكي نعمل بطبيعة الحال على سدّ اي ذرائع او منع تصعيد محتمل.
واشارت مصادر سياسية مطلعة لـ«اللواء» الى ان الحراك الديبلوماسي الذي تشهده بيروت وبدا مع الوزير عبد العاطي وصفه بالعاجل في ظل ارتفاع وتيرة التصعيد الإسرائيلي ودعم لبنان والوقوف الى جانبه، واعتبرت ان اي حراك لن يأتي بثماره ما لم تتدخل الولايات المتحدة الأميركية للجم هذا التصعيد، واعتبرت ان المبادرة المصرية لا تزال قائمة انما الأولوية تبقى العمل على منع تفاقم الأمور، مؤكدة ان الوزير المصري استفسر عن بعض النقاط ولا سيما ماهية العراقيل التي تحول دون تطبيق حصرية السلاح، مع العلم انه وجَّه تحية الى دور رئيس الجمهورية والجيش في الإجراءات المتخذة.
اما السفير الأميركي الجديد فبدوره سأل عن بعض الأمور وعرض لبعض الملفات.
الى ذلك، وصفت التحضيرات الرسمية التي ترافق زيارة البابا لاون الرابع عشر بالممتازة، وهي تتناول إجراءات لوجستية وأمنية وتقنية وإعلامبة بهدف إنجاحها وكلها تسير وفق ما هو مرسوم لها.
وابلغ الرئيس جوزف عون السفير الاميركي ميشال عيسى، في اول لقاء بينهما بعد تقديم اوراق اعتماده امتنانه للدعوة التي تلقاها من الرئيس الاميركي دونالد ترامب لزيارة الولايات المتحدة، واستعداده لتلبيتها.
وأكد الرئيس نواف سلام ان لا بديل عن حصر السلاح اذا اردنا ان ننهض بالبلد، ولا بد من الامن والاستقرار، مؤيداً ما قاله الرئيس نبيه بري عندما قال ان هناك لجنة الميكانيزم، والتفاوض يتم من خلالها ولكن لم يتم التقدم في هذا المجال.
وردّ الرئيس سلام، كما نقلت عنه «نيويورك تايمز» ان المعضلةَ الأساسيّة هي ان «الإسرائيليّين يقولون إنّهم لا يستطيعون الانسحاب ما لم يتمّ نزعُ سلاحِ حزبِ الله، ويقول حزب الله : كيف يمكننا نزعُ سلاحِنا ما دام الإسرائيليّون لا ينسحبون؟
وأضاف سلام، يَعرِف حزبُ الله أنّ الأمور تغيَّرت في المنطقة، لكنّه لا يزال يحاول المقاومة، أنّ وقف الأعمال العدائيّة المزعوم يشكّل مصدرَ إحباطٍ عميق للحكومة اللبنانية.
وقال:لدينا لاعب مطلق العنان يتصرف كقوة مهيمنة بقيادة نتنياهو وقوته تزداد يومًا بعد يوم، وفي الوقت نفسه، هناك جيلٌ جديد في العالم لم يَعُد يحتمل السلوك الإسرائيلي.
ولفت سلام الانتباه، الى ان إسرائيل كانت قد تعهّدت في هدنة العام الماضي بالانسحاب من لبنان خلال 60 يومًا، لكنّها «بقيت في خمس نقاط على التلال، وقد أثار هذا الموضوع مرارًا مع اللواء جاسبر جيفرز الضابط الأميركي الذي قاد لعدّة أشهر آليّة المراقبة الخاصة بوقف إطلاق النار، من دون نتيجة.
وافاد سلام، بحسب تقرير «نيويورك تايمز»، أنّه قال للجنرال الأميركي بانفعال: لسنا في عام 1914 أو 1915، لمراقبة ما يجري حولك، لستَ بحاجةٍ إلى أن تكون على قمّة تلٍّ يرتفع 700 متر ومعك مناظير أو تلسكوب غاليليو، لدى إسرائيل صور أقمارٍ صناعيّة وطائراتٌ مُسيَّرة وبالوناتٌ مزوّدة بأكثر الكاميرات تطوّرًا على وجه الأرض.
كما نقلت الصحيفة عن الموفد الاميركي توم برّاك قوله: إذا شعرت إسرائيل بالتهديد فسترد في أي وقت وأي مكان!
كاتس يتوعد بعدم الاستقرار في لبنان
وكشف وزير الحرب الاسرائيلي يسرائيل كاتس: كنا مستعدين قبل عدة ايام لعملية التصفية التي حصلت في الضاحية الجنوبية، متوعداً لبنان بالقول: لن يكون هناك هدوء في بيروت، ولا نظام ولا استقرار في لبنان حتى يتم ضمان امن دولة اسرائيل، مشيراً الى ان الاميركيين ألزموا حزب الله التخلي عن سلاحه حتى نهاية العام، ولا ارى ان هذا سيحدث، واذا لم يسلم سلاحه فلا مفرَّ من العمل مجدداً بقوة في لبنان، مشيراً الى ان اتفاق الحدود البحرية مع لبنان فيه نقاط ضغط وقضايا اشكالية وسنعيد النظر فيه.
ولايتي: الحزب أهم من الخبز والماء
وفي موقف ايراني متجدّد لجهة دعم حزب الله، قال مستشار المرشد علي اكبر ولايتي ان اعتداءات اسرائيل تُظهر النتائج الكارثية لنزع سلاحه بالنسبة الى لبنان، مشدداً على ان ايران ستواصل دعمه، معتبراً ان الحزب بات بالنسبة الى لبنان اهم من الخبز والماء، وأن الحزب كان منقذاً للشعب اللبناني.
مساهمة مصرية لخفض التصعيد وترسيم بحري مع قبرص
كان يوم امس مصرياً وقبرصياً بإمتيار، من خلال جولة وزير الخارجية المصرية عبدالعاطي أمس على القيادات اللبنانية، وتوقيع اتفاق ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وقبرص بحضور الرئيس جوزيف عون والرئيس القبرصي. ويبقى الاستحقاق الاساسي زيارة بابا الفاتيكان لاون الرابع عشر الى بيروت نهاية هذا الاسبوع والنشاط السياسي والروحي المكثف الذي يتخلل الزيارة، لكن يبقى الخوف من اليوم التالي للزيارة في ضوء تهديدات اسرائيل باللجوء الى القوة العسكرية لنزع سلاح حزب الله! وأظهر بيانات شركة «Acled» المتخصصة برصد النزاعات، أن إسرائيل استهدفت مواقع داخل لبنان أكثر من ألف وخمسمئة مرة منذ بدء وقف إطلاق النار قبل سنة.
وفيما أعلن الوزير المصري عن جهود تبذلها القاهرة لتفادي التصعيد. اشارت معلومات غير رسمية الى ان عبدالعاطي «نبّه خلال عشاء ليل أمس الاول، من تجدد الحرب الإسرائيلية على لبنان والتي لن تقتصر على الضربات الجوّية. كما نبّه في لقاءاته امس من ان الوضع دقيق وهناك صعوبة في تفادي التصعيد.لكنه سيعمل على تطبيق مبادرة الرئيس عون للتفاوض». واشار بعض المعلومات الى ان التواصل المصري قائم مع حزب الله.
استهل الدبلوماسي المصري زياراته من قصر بعبدا حيث التقى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون. عبد العاطي أعرب عن الخشية من أي احتمالات للتصعيد في لبنان، مؤكدا اننا لن نتوقف عن أي جهد لتجنيبه المخاطر.
وقال:«نقلت للرئيس عون توجيهات الرئيس السيسي بتقديم مصر كل سبل الدعم والمساعدة وتسخير شبكة علاقات مصر لدعم التهدئة ودعم تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية والعمل على نزع فتيل أيّ نزاع محتمل. ونؤكد أهمية التنسيق القائم بين البلدين الشقيقين،وأكدت دعم مصر الكامل لمبادرة الرئيس عون التي أطلقها خلال عيد الاستقلال لجهة استعداد الجيش اللبناني لتسلّم كل النقاط في الجنوب».
أضاف: أكّدت دعم مصر الكامل لقرارات الحكومة اللبنانية المتعلقة بمسألة حصر السلاح والمقاربات التي يتبناها الرئيس جوزاف عون لدعم هذا الهدف. وأن بسط سلطة الدولة أمرٌ مهمٌّ جداً، وهناك تناغم بين الموقفين المصري واللبناني وفق طرح الرئيس عون. وشدد على ان المطلوب البناء على رؤية الرئيس عون لتجنيب لبنان التصعيد. وقال: نوظف شبكة علاقاتنا الإقليمية بكل الأطراف للعمل على الدفع لصالح الحل الدبلوماسي، مضيفا:«نحن معنيون بشكل كامل باستقرار لبنان وبتطبيق القرار الأممي 1701 بكل بنوده وجوانبه».
بعدها التقى عبد العاطي رئيس المجلس النيابي نبيه بري. وأعلن أنّ بري أكد خلال لقائه معه دعمه الكامل للمبادرة التي طرحها رئيس الجمهورية في ذكرى الاستقلال، مشدداً على أهمية التعاون والجهود المشتركة لدعم الاستقرار في لبنان.
وردا على سؤال عن إحتمال لقائه مع «حزب الله» لتبيان موقفه من المبادرة المصرية؟ اجاب عبد العاطي: مصر لديها اتصالات بكافة الاطراف الاقليمية من دون إستثناء، ومصر توظف هذه الاتصالات لمصلحة لبنان ومصلحة الاستقرار فيه، وكما ذكرت قبل ذلك اننا في مصر نحترم خصوصية المجتمع اللبناني بكل مكوناته وطوائفه وبالتالي لا يمكن على الاطلاق ان نستثني او نستبعد اي فصيل او طائفة، ونحن نوظف كل اتصالاتنا سواءٌ بالأطياف اللبنانية او مع الاطراف الاقليمية والدولية بما فيها الولايات المتحدة الاميركية لخدمة هدف واحد هو الحفاظ على سيادة الدولة اللبنانية وخفض التصعيد وتجنيب لبنان اي مخاطر محتملة للتصعيد.
وعمّا اذا نقل تحذيرا للبنان عن احتمال شن اسرائيل لعدوان قريب؟ اجاب الوزير عبد العاطي: نحن هنا في اطار الزيارات الدورية التي اقوم بها بتكليف من فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي حرصاً منا على لبنان وعلى سيادته واستقراره، والعمل الاساسي ليس التحذير ولكن التواصل مع الاشقاء في لبنان، وننقل رؤيتنا وما يصل الى مسامعنا ونعمل بطبيعة الحال على سد اي ذرائع او تصعيد محتمل،الهدف الاساسي هو مصلحة لبنان والشعب اللبناني».
وزار عبد العاطي مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، حيث استعرضا التعاون بين لبنان مصر في القضايا الاسلامية التوجيهية.
وانهى لقاءاته الرسمية مع رئيس الحكومة نواف سلام، وتم خلال اللقاء متابعة الاتفاقيات التي جرى توقيعها بين الجانبين في اجتماع اللجنة العليا اللبنانية–المصرية، وسبُل الإسراع في تفعيلها.كما جرى استعراض التطوّرات في لبنان والمنطقة والوضع في غزة. وأكد وزير الخارجية المصري مواصلة بلاده بذل كل جهد ممكن لحماية لبنان، وشدّد على أهمية دعم الجيش اللبناني وتعزيز قدراته للقيام بالمهام الموكلة إليه، مجدِّدًا تأييد القاهرة لقرار الحكومة اللبنانية بحصر السلاح بيد الدولة.
وأكدالرئيس سلام أنّ الجيش اللبناني يقوم بواجبه في تطبيق قرار حصر السلاح بيد الدولة وتنفيذ قرارات الحكومة، إلا أنّ إسرائيل تستمر في خرق الاتفاق من خلال الاعتداءات اليومية واحتلال عدد من النقاط في الجنوب. ولفت الرئيس سلام إلى أنّه يثمّن جميع الجهود التي تبذلها مصر لخفض التصعيد.
وتلقَّى البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي بعد الظهر اتصالا هاتفيا من الوزيرعبد العاطي، الذي نقل إليه تحيات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الحكومة والبابا تاوضرس وشيخ الأزهر، مشيداً بدور البطريرك الراعي كـ«رمز للتسامح والحكمة والاعتدال»، متمنيا ان «تكون زيارة البابا لاون الرابع عشر إلى لبنان مثمرة، وأن تحمل معها كل ما هو ضروري لبسط السلام في لبنان والمنطقة».
اتفاقية الترسيم مع قبرص
وشهد القصر الجمهوري، توقيع اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وقبرص، بحضور الرئيس عون والرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس.الذي وقع الاتفاقية،فيما وقعها عن لبنان وزير الاشغال العامة والنقل فايز رسامني.
وأكد الرئيس عون، خلال لقائه خريستودوليدس، أن الاحتفال يأتي تتويجاً لإنجاز ترسيم حدود المنطقة الاقتصادية الخالصة بين البلدين، ما يفتح المجال أمام لبنان وقبرص لبدء استكشاف ثرواتهما البحرية وتعزيز التعاون المشترك في هذا المجال. واكد أن الالتزام بأصول القانون الدولي يعزّز الصداقات بين الدول، وأن جغرافيا المتوسط، كما التاريخ والمستقبل، تجمع بين لبنان وقبرص.
من جهته، شدّد الرئيس القبرصي على أهمية هذا التطوّر، واصفاً إياه بأنّه إنجاز استراتيجي يعكس مستوى العلاقات بين البلدين. واعتبر أنّ الاتفاقية تاريخية وتشكل رسالة سياسية واضحة بأن قبرص ولبنان مستمران في الاستثمار بتعزيز الثقة والاحترام المتبادل، لافتاً إلى أنها تفتح آفاقاً واسعة للتعاون المستقبلي. وأضاف أن بلاده تتطلع إلى ما ستتيحه هذه الاتفاقية من فرص جديدة لكلا البلدين، خصوصاً في مجال استكشاف الثروات البحرية وتطوير الشراكات الاقتصادية في شرق المتوسط.
في المقابل، كتب عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب جورج عقيص عبر «أكس»: لا يجوز لوزير في الحكومة أن يبرم معاهدة ترسيم حدود بحرية مع قبرص لعدم صلاحيته. الخطأ نفسه يتكرّر مرّة أخرى، ومبدأ فصل السلطات، وهو ركيزة النظام الديمقراطي، يتعرّض للطعن المتكرّر من قبل المسؤولين. بحسب المادة 52 من الدستور أي اتفاق او بروتوكول تبرمه الدولة اللبنانية مع دولة أخرى وينطوي على شروط تتعلق بمالية الدولة، لا يكون نافذاً الا بعد موافقة مجلس النواب…
وافادت معلومات ان معاون الرئيس بري السياسي عضو كتلة التنمية والتحرير النائب علي حسن خليل بصدد توجيه سؤال الى الحكومة عن سبب عدم عرض الاتفاقية على مجلس النواب كما تنص المادة 52 من الدستور؟
سلام: مستمرون بالتحضير للانتخابات ومصيرها بيد المجلس
وحول الانتخابات النيابية، قال الرئيس سلام امام نقابة المحررين: نحن مستمرون في التحضير لإجراء الانتخابات في موعدها كما عملنا في الانتخابات البلدية، لكن مصير هذه الانتخابات يبقى في يد المجلس النيابي وليس في يدنا.
وعن انتخابات المغتربين وعقباتها أكد الرئيس سلام أن الحكومة قامت بما عليها، وأرسلت مشروع القانون إلى مجلس النواب، وقد أخذ إرساله بعض الوقت بسبب كثرة التواقيع عليه(برمة العروس)، وهو الآن في عهدة المجلس، مضيفاً: أنا من الأساس لست مقتنعا بأن الشيعة غير قادرين على التصويت في الخارج، وما زلت على هذا الرأي، وقد سجل الكثيرون منهم أسماءهم للتصويت.
وسئل أخيرا عن مسألة العداء للإسرائيل فقال :نحن مرتبطون باتفاقية الهدنة وبمبادرة السلام العربية، وما زلنا في حالة عداء مع إسرائيل.
وقال الرئيس سلام: صحيح ان الناس لا ترى شيئاً حتى الآن، لكننا زرعنا والمطلوب بعض الوقت لينبت الزرع.
لقاء الروابط مع جابر لم يكن إيجابياً
وفيما يعقد مجلس الوزراء جلسته الاسبوعية اليوم في السراي الكبير برئاسة الرئيس سلام، اعلن اتحاد روابط القطاع العام الذي ينفذ اضراباً اليوم ان اللقاء مع وزير المال ياسين جابر لم يكن ايجابياً، بالنسبة لاعادة النظر بالرواتب للعاملين والمتقاعدين في القطاع العام.
وغداً يتحدث الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم لمناسبة تكريم رئيس اركان الحزب الذي اغتيل في الضاحية الجنوبية مع اربعة من مساعديه.
أمن الجنوب: توتير
وفي أمن الجنوب امس مزيد من توتير الاجواء، حيث أطلقت دبابة ميركافا معادية متمركزة في الموقع المستحدث في جبل بلاط قذيفتين بإتجاه منطقة «الحلوانة» قرب الجدار في بلدة راميا. كما ألقت «درون» اسرائيلية معادية، قنبلة صوتية في حي الدباكة لجهة كركزان، قرب الطريق العام، شمال شرق بلدة ميس الجبل، من دون وقوع اصابات. وألقت مسيَّرة معادية اخرى قنبلة صوتية على بلدة مارون الراس.
وافيد نهار أمس عن سقوط مسيَّرة إسرائيلية في بلدة كفركلا.. وقام جيش العدو بأعمال تجريف داخل الأراضي اللبنانية في محيط موقع الدواوير المعادي المستحدث عند أطراف بلدة حولا.

 

 

 

 

 

 "البناء":

لا تبدو أميركا بالقوة التي تعكسها نبرة تصريحات الرئيس دونالد ترامب، حيث تجتمع أزمات مالية خانقة مع أزمة موازنة لم تجد طريقاً للحل رغم تأجيل الأزمة إلى أول العام المقبل، وفي قلب كل ذلك الصراع المحموم على صلاحيات الرئيس وحكام الولايات بعد قرار ترامب نشر الحرس الوطني في ولايات معروفة بولائها للحزب الديمقراطي وينتمي حكامها للحزب الديمقراطي. وقد وصل النزاع حول الصلاحيات الى المحكمة الدستورية العليا، حتى وقع إطلاق النار أمس، قرب البيت الأبيض واستهدف عناصر من الحرس الوطني وأعاد فتح الجدل مجدداً، وكل ذلك يجري في بداية سنة انتخابية سيعاد في نهايتها تشكيل مجلسي الكونغرس، بعدما قالت انتخابات الحكام في ولايات وانتخاب عمدة لأكثر من ولاية، إن الحزب الجمهوري وأنصار الرئيس ترامب يُهزمون وشعبيتهم تتراجع وإن الحزب الديمقراطي يحقق انتصارات عبر جيل شبابي نهض في قلب الحركة الداعمة لفلسطين وغزة.
في المنطقة، وبما يخص لبنان كلام بسقف تهديد مرتفع على لسان وزير الحرب في كيان الاحتلال يسرائيل كاتس، يقول إن حكومته سوف تذهب للحرب على لبنان مجدداً ما لم يتم نزع سلاح المقاومة قبل نهاية العام، مضيفاً بالتزامن مع استضافة رئيس الجمهورية العماد جوزف عون لرئيس الجمهورية القبرصية لتوقيع اتفاق لترسيم الحدود البحرية، ليقول إن حكومة الكيان سوف تعيد النظر باتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان، ما يعني أن أي تفاوض يجمع لبنان وحكومة الاحتلال سوف يصطدم بجعل اتفاق الترسيم البحري على الطاولة مجدداً.
لبنان الرسمي الذي فعل كل ما بوسعه لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وإنقاذه، واستنفد كل وسائل السعي لتنشيط آلية مراقبة وقف إطلاق النار، وصولاً إلى إبداء الاستعداد للتفاوض ووضع مستقبل سلاح المقاومة في كل لبنان على طاولة النقاش عملاً بنصائح المبعوث الأميركي توماس برّاك، لكن النتيجة كانت أن الجواب الإسرائيلي لم يكن مشجعاً وجاء أقرب إلى عدم الاكتراث، وحيث لم يحصل لبنان على أي ضمانة بأن التفاوض يحقق الانسحاب ووقف الاعتداءات، خصوصاً مع ما يقدمه المثال السوري عن عدم جدوى الرهان على الدعم الأميركي والعربي والأوروبي للجم الاعتداءات والانسحاب ووقف التوغلات، ولا يبدو أن هناك طريقاً سوى ما سبق واقترحه قائد الجيش وهو تجميد الالتزام بموجبات اتفاق وقف إطلاق النار إلى أن تعود “إسرائيل” للالتزام والتوقف عن تقديم الهدايا المجانية بلا طائل وبلا جدوى.
وفيما تُجرى التحضيرات لاستقبال البابا لاوون الرابع عشر الأحد المقبل على قدمٍ وساق، انشغلت الأوساط السياسية والرسمية بزيارة وزير الخارجية المصرية بدر عبدالعاطي الذي جال على القيادات اللبنانية، معلناً عن جهود تبذلها القاهرة لتفادي التصعيد. وإذ أشارت معلومات صحافيّة إلى أن عبدالعاطي نبّه خلال عشاء ليل أمس الأول حضره عدد من النواب والشخصيات السياسية، من تجدّد الحرب الإسرائيلية على لبنان والتي لن تقتصر على الضربات الجوّية، فيما أشارت مصادر نيابية لـ»البناء» إلى أن الوزير المصري لم يقدم مبادرة متكاملة للحل إلى لبنان، بل نبّه إلى خطورة الموقف واحتمال توسيع «إسرائيل» عملياتها العسكرية في كل لبنان، ولتفادي هذا العدوان أو التقليل من حجمه، اقترح جملة أفكار على المسؤولين». ووفق المصادر فإن المصريين طرحوا ثلاثة أمور: إنهاء سلاح حزب الله في جنوب الليطاني، احتواء السلاح في شمال الليطاني، وتعهّد الحزب بعدم التدخل بحال تمّ توجيه ضربة عسكرية جديدة لإيران. لكن الحزب وافق على البند الأول وتحفظ على البندين الثاني والثالث.
واستهلّ الدبلوماسي المصري زياراته من قصر بعبدا حيث التقى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون؛ عبد العاطي أعرب عن الخشية من أيّ احتمالات للتصعيد في لبنان مؤكداً أننا لن نتوقف عن أي جهد لتجنيبه المخاطر.
وأكّد «دعم مصر الكامل لقرارات الحكومة اللبنانية المتعلقة بمسألة حصر السلاح والمقاربات التي يتبنّاها الرئيس جوزاف عون لدعم هذا الهدف»، مشيراً إلى أن «بسط سلطة الدولة أمر مهمّ جداً وهناك تناغم بين الموقفين المصري واللبناني وفق طرح الرئيس عون». وشدد على أن «المطلوب هو البناء على رؤية الرئيس عون لتجنيب لبنان التصعيد». وقال «نوظف شبكة علاقاتنا الإقليمية بكلّ الأطراف للعمل على الدفع لصالح الحل الدبلوماسي»، مضيفاً «نحن معنيون بشكل كامل باستقرار لبنان وبتطبيق القرار الأممي 1701 بكل بنوده وجوانبه».
وانتقل عبد العاطي والوفد المرافق إلى عين التينة للقاء رئيس المجلس النيابي نبيه بري. وأعلن أنّ بري أكد خلال لقائه معه دعمه الكامل للمبادرة التي طرحها رئيس الجمهورية في ذكرى الاستقلال، مشدّداً على أهميّة التعاون والجهود المشتركة لدعم الاستقرار في لبنان.
ووفق معلومات «البناء» فإنّ الوزير المصري سمع من الرؤساء التزام لبنان الكامل باتفاق وقف إطلاق النار وأن الحكومة اتخذت قرارات جريئة بهذا الخصوص والجيش اللبنانيّ يقوم بدوره وينجز مهامه الموكلة إليه لكن «إسرائيل» لم تنفذ شيئاً وتستمر بعدوانها خارقة كل القرارات الدولية.
بدوره، أكد رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام خلال لقائه وزير الخارجية المصرية والوفد المرافق، أنّ «الجيش اللبنانيّ يقوم بواجبه في تطبيق قرار حصر السلاح بيد الدولة وتنفيذ قرارات الحكومة، إلا أنّ «إسرائيل» تستمر في خرق الاتفاق من خلال الاعتداءات اليومية واحتلال عدد من النقاط في الجنوب». وثمّن «جميع الجهود التي تبذلها مصر لخفض التصعيد». وأكد وزير الخارجية المصري مواصلة بلاده «بذل كل جهد ممكن لحماية لبنان»، وشدّد على أهمية «دعم الجيش اللبناني وتعزيز قدراته للقيام بالمهام الموكلة إليه»، مجدّداً «تأييد القاهرة لقرار الحكومة اللبنانية بحصر السلاح بيد الدولة».
في سياق ذلك، أشار رئيس الحكومة نواف سلام إلى أن المعضلةَ الأساسيّة وهي أن «الإسرائيليّين يقولون إنّهم لا يستطيعون الانسحاب ما لم يتمّ نزعُ سلاحِ حزبِ الله، ويقول حزب الله: كيف يمكننا نزعُ سلاحِنا ما دام الإسرائيليّون لا ينسحبون؟». وأضاف: «يَعرِف حزبُ الله أنّ الأمور تغيَّرت في المنطقة، لكنّه لا يزال يحاول المقاومة»، بحسب تقرير لصحيفة «نيويورك تايمز.
وأوضح سلام، بحسب تقرير «نيويورك تايمز»، أنّه قال للجنرال الأميركي بانفعال: «لسنا في عام 1914 أو 1915، لمراقبة ما يجري حولك، لستَ بحاجةٍ إلى أن تكون على قمّة تلٍّ يرتفع 700 متر ومعك مناظير أو تلسكوب غاليليو، لدى «إسرائيل» صورُ أقمارٍ صناعيّة وطائراتٌ مُسيَّرة وبالوناتٌ مزوّدة بأكثر الكاميرات تطوّراً على وجه الأرض.»
وفيما شهد الجنوب هدوءاً لافتاً أمس، باستثناء بعض الخروقات البرية، واصل الاحتلال توجيه رسائل التهديد بالحرب، وزعم وزير الحرب في حكومة الاحتلال الإسرائيلي يسرائيل كاتس أنّه «لا يعتقد أن حزب الله سيتخلى عن سلاحه طوعاً»، مضيفاً أن «الأميركيين ألزموا حزب الله على التخلي عن سلاحه حتى نهاية العام ولا أرى أن هذا سيحدث». واعتبر أنّه «إن لم يسلم حزب الله سلاحه فلا مفر من العمل مجدداً بقوة في لبنان». وأشار كاتس إلى أن «اتفاق الحدود البحرية مع لبنان فيه نقاط ضعف وقضايا إشكالية وسنعيد النظر بشأنه مع لبنان». وقال: لبنان لن ينعم بالهدوء دون ضمان أمن «إسرائيل».
في المقابل يتحدّث الأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم مساء الجمعة المقبل، تكريماً لرئيس أركان الحزب هيثم طبطبائي ورفاقه.
ووجّه الشيخ قاسم أمس، رسالة إلى التعبويين المجاهدين في يوم التعبئة السنوي، مشدّداً فيها على أنّه مهما اشتدّت الأزمات ستنفرج وستنتهي جولة باطل العدوان «الإسرائيلي» الأميركي.
وتابع: «نجاحكم بأن تكونوا الصادقين بإيمانكم، وحبلُ نجاتكم بالولاية، وانتظاركم الفرج يكون على خط الإمام الخميني، وقيادة الولي الإمام الخامنئي، ونهج سيد شهداء الأمة السيد حسن نصر الله في مسار المقاومة».
وأكد عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله أنه لم يقدَّم للبنان على المستوى السياسي حتى الآن أيّ طرح يؤدي فعلياً إلى وقف العدوان «الإسرائيلي» عليه، وليس لدينا في لبنان إلاّ الاتفاق الذي مرّ عليه سنة، ورغم كل الخروق والاعتداءات «الإسرائيلية» منذ سنة حتى اليوم، فإنّه لا مجال الآن للنقاش في أي موضوع قبل أن يطبّق هذا الاتفاق، علماً أن ما يُعرض على لبنان، هو إما استمرار القتل أو الاستسلام الكامل للعدو، وكل التنازلات التي قُدّمت على المستوى السياسي اللبناني، لم تقابلها حكومة العدو بأيّ خطوة تجاه لبنان، مشيراً إلى أنّ ما يطرحونه هو أن يستسلم البلد، وصحيح أننا لسنا هواة حرب، ولكن نقول بكل وضوح وصراحة، إننا لن نستسلم لهذا العدو، ولن نسمح للبنان أن يستسلم له مهما كانت التضحيات والأثمان.
الى ذلك، أعلن مستشار المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي أن «وجود حزب الله بات بالنسبة للبنان أهمّ من الخبز اليومي». وقال «حزب الله كان منقذاً للشعب اللبناني وإيران ستواصل دعمه واعتداءات «إسرائيل» تظهر النتائج الكارثيّة لنزع سلاحه بالنسبة للبنان».
في المقابل انبرى وزير الخارجية جو رجي مجدداً للردّ على إيران، ففي حين يتجاهل كل الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان ويتخلّى عن دوره الدبلوماسي كوزير للخارجية لمواجهة العدوان الإسرائيلي في المحافل الدولية، يتفرّد رجي للردّ على السفير الإيراني فقط أو أيّ مسؤول إيراني يطلق موقفاً داعماً للبنان وللمقاومة اللبنانية، فيما يصمّ أذنيه ولا ينطق ببنت شفا حيال التدخلات الأميركية الفاضحة في الشؤون اللبنانية والمشاركة المباشرة تخطيطاً وإدارة وتغطية وتنفيذاً في الحرب الإسرائيلية على لبنان وشعبه ومقاومته!
وأشار، رداً على نظيره الإيراني عباس عراقجي، الى أنني «كنت فعلاً أرغب بتصديق ما تفضلّتم به من أنّ إيران لا تتدخّل بشؤون لبنان الداخلية، إلى أن خرج علينا مستشار مُرشدكم الأعلى ليرشدنا إلى ما هو مهمّ في لبنان وحذّرنا من عواقب نزع سلاح حزب الله».
بدوره، حمل تكتل «لبنان القوي» بعد اجتماعه الدوري برئاسة النائب جبران باسيل «الحكومة مسؤولية الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان»، وشدّد التكتل على أنّ «الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان في كل مناطقه أصبحت نوعاً من الاستباحة المكشوفة لسائر الأراضي اللبنانية، ولذلك تتحمّل الحكومة اللبنانية مسؤولية عدم التحرك، فهي تراقب الاعتداءات كأنها طرف خارجي وتكتفي بتعداد الأضرار وإصدار بيانات الإدانة، بينما هي مسؤولة عن اتخاذ الإجراءات لتنفيذ قرار مجلس الوزراء المتصل بحصرية السلاح والقيام بالحملة الدبلوماسية المطلوبة للدفاع عن حقوق لبنان ومصالحه إزاء الغطرسة الإسرائيلية وهو ما تقصّر به وزارة الخارجية».
شهد القصر الجمهوري اليوم توقيع اتفاقية ترسيم الحدود البحرية بين لبنان وقبرص، بحضور الرئيس عون والرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس. وأكد الرئيس عون، خلال لقائه خريستودوليدس، أنّ الاحتفال اليوم يحمل معنى إضافياً، إذ يأتي تتويجاً لإنجاز ترسيم حدود المنطقة الاقتصادية الخالصة بين البلدين، ما يفتح المجال أمام لبنان وقبرص لبدء استكشاف ثرواتهما البحرية وتعزيز التعاون المشترك في هذا المجال. وأكد أنّ الالتزام بأصول القانون الدولي يعزّز الصداقات بين الدول، وأنّ جغرافيا المتوسط، كما التاريخ والمستقبل، تجمع بين لبنان وقبرص. من جهته، شدّد الرئيس القبرصي على أهمية هذا التطوّر، واصفاً إياه بأنّه إنجاز استراتيجي يعكس مستوى العلاقات بين البلدين. واعتبر أنّ الاتفاقية تاريخية وتشكل رسالة سياسية واضحة بأنّ قبرص ولبنان مستمران في الاستثمار بتعزيز الثقة والاحترام المتبادل، لافتاً إلى أنها تفتح آفاقاً واسعة للتعاون المستقبلي. وأضاف أن بلاده تتطلع إلى ما ستتيحه هذه الاتفاقية من فرص جديدة لكلا البلدين، خصوصاً في مجال استكشاف الثروات البحرية وتطوير الشراكات الاقتصادية في شرق المتوسط.
غير أن توقيع الإتفاقية من دون عرضها على مجلس النواب، أثار اعتراض بعض النواب، ففي حين أفيد أن النائب علي حسن خليل سيطعن بالاتفاقية، كتب عضو تكتل «الجمهورية القوية» النائب جورج عقيص عبر «أكس»: لا يجوز لوزير في الحكومة أن يبرم معاهدة ترسيم حدود بحرية مع قبرص لعدم صلاحيته. الخطأ نفسه يتكرّر مرّة أخرى، ومبدأ فصل السلطات، وهو ركيزة النظام الديمقراطي، يتعرّض للطعن المتكرّر من قبل المسؤولين. بحسب المادة 52 من الدستور أي اتفاق أو بروتوكول تبرمه الدولة اللبنانية مع دولة أخرى وينطوي على شروط تتعلق بمالية الدولة، لا يكون نافذاً إلا بعد موافقة مجلس النواب.

 

 

 

 

 

"الشرق":

في محاولة لتجنيب لبنان أي حرب جديدة وداعما مبادرة الرئيس عون، جال وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي على المسؤولين اللبنانيين واستهل الزيارة من قصر بعبدا حيث كان لقاء مع رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون.
عبد العاطي أعرب عن الخشية من أي احتمالات للتصعيد في لبنان مؤكدا اننا لن نتوقف عن أي جهد لتجنيبه المخاطر. 
وقال: «نقلت لفخامة الرئيس عون توجيهات الرئيس السيسي بتقديم مصر كل سبل الدعم والمساعدة وتسخير شبكة علاقات مصر لدعم التهدئة ودعم تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية والعمل على نزع فتيل أيّ نزاع محتمل ونؤكد أهمية التنسيق القائم بين البلدين الشقيقين وأكدت دعم مصر الكامل لمبادرة الرئيس عون التي أطلقها خلال عيد الاستقلال لجهة استعداد الجيش اللبناني لتسلّم كل النقاط في الجنوب». أضاف: «أكّدت دعم مصر الكامل لقرارات الحكومة اللبنانية المتعلقة بمسألة حصر السلاح والمقاربات التي يتبناها الرئيس جوزاف عون لدعم هذا الهدف» مشيرا الى ان بسط سلطة الدولة أمر مهمّ جداً وهناك تناغم بين الموقفين المصري واللبناني وفق طرح الرئيس عون. وشدد على ان المطلوب البناء على رؤية الرئيس عون لتجنيب لبنان التصعيد وقال: «نوظف شبكة علاقاتنا الإقليمية بكل الأطراف للعمل على الدفع لصالح الحل الديبلوماسي».
وأوضح اننا «نقوم بجهد مكثف لتجنيب لبنان أي عدوان ونحن معنيون باستقرار لبنان وضرورة وقف خروقات إسرائيل لسيادته ووحدة أراضيه».
وقال: «نحن معنيون بشكل كامل باستقرار لبنان وبتطبيق القرار الأممي 1701 بكل بنوده وجوانبه».
واعتبر عبد العاطي ان الدولة اللبنانية والجيش اللبناني بذلا جهداً كبيراً في الجنوب لبسط سلطة الدولة وعلى الجميع أن يقدر هذا الامر محذرا من ان المنطقة برمّتها على شفا التصعيد الكامل وهذا لا يخدم أيّ طرف والدبلوماسية هي الحل.
وأضاف: «كلنا حرص على أمن واستقرار لبنان ونحن نحترم القرار اللبناني بكل مكوناته وعلى الجميع أن يرتقي إلى مستوى المسؤولية والعمل على خفض التصعيد».
عين التينة
بعدها انتقل عبد العاطي والوفد المرافق الى عين التينة للقاء رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وتم البحث في آخر المستجدات السياسية والميدانية في لبنان والمنطقة والعلاقات الثانية بين لبنان وجمهورية مصر العربية . وبعد اللقاء الذي إستمر زهاء ساعة تحدث الوزير عبد العاطي: «تشرفت بمقابلة دولة الرئيس نبيه بري رئيس مجلس النواب في دولة لبنان الشقيقة، ونقلت لدولته تحيات وتقدير القيادة المصرية للرئيس بري، وتعويلنا دائما على حكمته في تحقيق الإتزان المطلوب والتوازن وأيضا العمل على تحقيق الإستقرار وخفض التصعيد في لبنان الذي نكن له كل المحبة وكل التقدير». وأضاف: «نحن ليس لدينا أي أجندة خفية، ولكن أجندتنا واضحة ومعلنة وهي الحفاظ على الأمن والاستقرار في هذا البلد الكريم والشقيق، تحدثت خلال اللقاء مع دولة الرئيس بري، أن مصر تعول على حكمة الرئيس بري. كما ذكرت أن يكون كما كان وسيظل إن شاء الله عنصرا داعما للاستقرار، وتحدثنا عن مبادرة الرئيس عون الأخيرة وأثلج صدرنا أن الرئيس بري أعلن دعمه الكامل علانية لخطة الرئيس عون التي أعلنها بمناسبة الإحتفال بعيد الإستقلال، وإستمعت من دولة الرئيس إلى شرح مفصل إلى الجهد الكبير الذي يقوم به الجيش اللبناني في منطقة جنوب الليطاني وأيضا التزام الدولة اللبنانية والمجلس النيابي بإتفاق وقف اطلاق النار والالتزام الكامل بالخطة الشاملة المطروحة للعمل على الإنتهاء أولا من منطقة جنوب الليطاني لفرض سلطة الدولة وفرض رؤية الدولة بطبيعة الحال وأن يكون هناك حصر للسلاح تحت المظلة الشرعية للدولة والجيش اللبناني، وأيضا التزام الدولة اللبنانية بالمراحل التالية للمضي قدماً في تنفيذ هذه الخطة بعد الإنتهاء من منطقة جنوب الليطاني، والتحول إلى الشمال الليطاني وإلى كافة المناطق في ربوع لبنان الشقيق».
وردا على سؤال عن إحتمال لقائه مع «حزب الله» لتبيان موقفه من المبادرة المصرية؟ اجاب عبد العاطي: مصر لديها اتصالات بكافة الاطراف الاقليمية من دون إستثناء، ومصر توظف هذه الاتصالات لمصلحة لبنان ومصلحة الاستقرار فيه، وكما ذكرت قبل ذلك اننا في مصر نحترم خصوصية المجتمع اللبناني بكل مكوناته وطوائفه وبالتالي لا يمكن على الاطلاق ان نستثني او نستبعد اي فيصل او طائفة، كل الطوائف اللبنانية جزء لا يتجزء من التنوع داخل المجتمع اللبناني وهذا التنوع هو سر ثراء هذه الدولة العظيمة على مدار التاريخ، وبالتالي مرة أخرى نحن نوظف كل اتصالاتنا سواء بالاطياف اللبنانية او مع الاطراف الاقليمية والدولية بما فيها الولايات المتحدة الاميركية لخدمة هدف واحد هو الحفاظ على سيادة الدولة اللبنانية وخفض التصعيد وتجنيب لبنان اي مخاطر محتملة للتصعيد».
وردا على سؤال اذا ما كان قد نقل تحذيرا للبنان عن احتمال شن اسرائيل لعدوان قريب؟
اجاب الوزير عبد العاطي: «مرة اخرى نحن هنا في اطار الزيارات الدورية التي اقوم بها بتكليف من فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي حرصا منا على لبنان وعلى سيادته واستقراره والعمل الاساسي ليس التحذير ولكن التواصل مع الاشقاء في لبنان وننقل رؤيتنا وما يصل الى مسامعنا ونعمل بطبيعة الحال على سد اي ذرائع او تصعيد محتمل الهدف الاساسي هو مصلحة لبنان والشعب اللبناني».
في دار الفتوى: كما استقبل مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان في دار الفتوى، عبد العاطي، يرافقه سفير مصر في لبنان ونائب السفير الوزير المفوض محمود حمدي، وأحمد أبو النجا وهبة صبري.
بعد اللقاء، قال عبد العاطي: «نقلت لسماحته تحيات وتقدير الدولة المصرية والقيادة المصرية والحكومة المصرية، وأيضا تحيات وتقدير فضيلة مفتي جمهورية مصر العربية الدكتور نظير عياد وتحيات وتقدير فضيلة الإمام الأكبر الشيخ الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر. وبالتأكيد كان هناك حديث مطول مع سماحته حول العلاقات الأبدية والتاريخية التي تربط بين البلدين والشعبين الشقيقين، والجهود المخلصة والدؤوبة والحثيثة التي تقوم بها مصر لخفض التصعيد في المنطقة وتجنيب لبنان ويلات أي عدوان او تصعيد يمس سيادته، وأكدنا أيضا على الدعم المصري الكامل للبنان وللسيادة اللبنانية ووحدة وسلامة الأراضي اللبنانية».
عند سلام
واستقبل رئيس مجلس الوزراء الدكتور نواف سلام الوزير عبد العاطي والوفد المرافق، وتم خلال اللقاء متابعة الاتفاقيات التي جرى توقيعها بين الجانبين في اجتماع اللجنة العليا اللبنانية – المصرية، وسبل الإسراع في تفعيلها. كما جرى استعراض التطوّرات في لبنان والمنطقة والوضع في غزة. وأكد وزير الخارجية المصري مواصلة بلاده «بذل كل جهد ممكن لحماية لبنان»، وشدّد على أهمية «دعم الجيش اللبناني وتعزيز قدراته للقيام بالمهام الموكلة إليه»، مجدّدًا «تأييد القاهرة لقرار الحكومة اللبنانية بحصر السلاح بيد الدولة».
وأشار الرئيس سلام إلى أنّ «الجيش اللبناني يقوم بواجبه في تطبيق قرار حصر السلاح بيد الدولة وتنفيذ قرارات الحكومة، إلا أنّ إسرائيل تستمر في خرق الاتفاق من خلال الاعتداءات اليومية واحتلال عدد من النقاط في الجنوب». وثمّن «جميع الجهود التي تبذلها مصر لخفض التصعيد».
اتصال بالراعي
تلقى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بعد ظهر اليوم اتصالا هاتفيا من وزير الخارجية المصرية بدر عبد العاطي الذي نقل إليه تحيات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ورئيس الحكومة والبابا تاوضرس وشيخ الأزهر، مشيدا بدور البطريرك الراعي كـ»رمز للتسامح والحكمة والاعتدال»، متمنيا ان «تكون زيارة قداسة البابا لاون الرابع عشر إلى لبنان مثمرة وان تحمل معها كل ما هو ضروري لبسط السلام في لبنان والمنطقة».
بدوره شكر الراعي «الدولة المصرية رئيسًا وحكومة وشعبا على محبتهم للبنان،» كما شكر كل من البابا تاوضرس وشيخ الأزهر، مثمنا «دعوتهما الدائمة إلى إرساء أسس الحوار والتفاهم بين مختلف الاديان لما فيه خير الشعوب».

 

 

 

 

 

"الشرق الأوسط":

دخل لبنان الأربعاء، منطقة التجاذب بين إيران وإسرائيل، إذ أكدت طهران أن وجود «حزب الله» اليوم، «لا غنى عنه بالنسبة للبنان»، فيما حذّر وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الأربعاء من أن لبنان «لن ينعم بالهدوء في حال عدم ضمان أمن إسرائيل»، وسط جهود مصرية للتهدئة، عبّر عنها وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي بقوله إن بلاده «تبذل جهوداً حثيثة لتجنيب لبنان مخاطر التصعيد».
تهديد إسرائيلي
وقال كاتس في كلمته أمام البرلمان الإسرائيلي، الأربعاء: «لن نسمح بأي تهديد ضد سكان الشمال، وسيستمر فرض إجراءات صارمة بل وستتصاعد». وأضاف: «كما كنا مستعدين قبل عدة أيام لعملية التصفية، لن يكون هناك هدوء في بيروت، ولا نظام واستقرار في لبنان، حتى يتم ضمان أمن دولة إسرائيل»، في إشارة إلى استهداف إسرائيل، الأحد، القائد العسكري لحزب الله هيثم الطباطبائي الذي اغتالته مع عدد من عناصر الحزب في غارة على الضاحية الجنوبية لبيروت.
وجدد كاتس تأكيد عزم إسرائيل على نزع سلاح «حزب الله». كما لوّح كاتس بالتراجع عن اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع لبنان، قائلاً: «إن اتفاق الحدود البحرية مع لبنان به نقاط ضعف وقضايا إشكالية وسنعيد النظر بشأنه مع لبنان».
تصعيد إيراني
وفي المقابل، أكد مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي، أن وجود «حزب الله» اليوم لا غنى عنه بالنسبة للبنان. وقال ولايتي، في تصريح لوكالة «تسنيم» الدولية للأنباء، إن «الاعتداءات والجرائم المتواصلة التي يرتكبها الكيان الصهيوني ضد لبنان تظهر أن وجود حزب الله بات بالنسبة للبنان أهم من الخبز اليومي»، مضيفاً أن إسرائيل لم تلتزم بتعهداتها في إطار اتفاق وقف إطلاق النار، وأن «خروقاتها المتكررة واعتداءاتها المتجددة على لبنان تثبت مرة أخرى أنها لا تلتزم بأي من القوانين الدولية».
وأضاف ولايتي أن «خرق الكيان الصهيوني لوقف إطلاق النار أظهر للجميع النتائج الكارثية لنزع سلاح (حزب الله) بالنسبة للبنان»، مؤكداً أن «إيران دعمت وستواصل دعم (حزب الله) وجبهة المقاومة».
وتابع أن «(حزب الله) كان مراراً سنداً ومنقذاً للشعب اللبناني، ووضع حداً لتجاوزات الاحتلال الصهيوني»، مشدداً على أن «شراسة هذا الكيان في القتل ونهب أراضي الآخرين تجعل وجود (حزب الله) اليوم أكثر ضرورة للبنان من الماء والخبز».
وأثارت تصريحات ولايتي، استنكاراً في لبنان. وقال رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع: «سيد خامنئي ومستشاره العزيز، لو أنكما تهتمان بشؤون الإيرانيين وسجونهم لكان ذلك أفضل لنا جميعاً. فلبنان دولة مستقلة لها دستورها، وتحكمها سلطة لبنانية منتخبة شعبياً وديمقراطياً، ولا يحق لكم التدخل في شؤونها. ويا ليت الشعب الإيراني ينعم بما ينعم به الشعب اللبناني، عندما لا تتدخلون في شؤونه».
وزير الخارجية يرد
وكذلك رد وزير الخارجيّة والمغتربين يوسف رجّي على نظيره الإيراني، قائلاً: «عزيزي وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي كنت فعلاً أرغب بتصديق ما تفضلّتم به من أنّ إيران لا تتدخّل بشؤون لبنان الداخلية، إلى أن خرج علينا مستشار مُرشدكم الأعلى ليرشدنا إلى ما هو مهمّ في لبنان وحذّرنا من عواقب نزع سلاح (حزب الله). وهنا أوضح ما يلي: ما هو أهمّ من الماء والخبز بالنسبة إلينا هي سيادتنا وحريتنا واستقلال قرارنا الداخلي بعيداً عن الشعارات الايديولوجية والسياقات الاقليمية العابرة للحدود التي دمّرت بلدنا ولا زالت تمعن في أخذنا نحو الخراب».
عبد العاطي في بيروت
ووسط هذا التجاذب، حمل وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي إلى بيروت، رسالة دعم للمبادرة التي طرحها الرئيس اللبناني جوزيف عون في عيد الاستقلال، وتأكيد الجهد المصري «المكثف لتجنيب لبنان أيّ عدوان».
وأعرب وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي عن الخشية من أي احتمالات للتصعيد في لبنان، مؤكداً أننا لن نتوقف عن أي جهد لتجنيبه المخاطر. وقال: «نقلت للرئيس عون توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي بتقديم مصر كل سبل الدعم والمساعدة وتسخير شبكة علاقات مصر لدعم التهدئة ودعم تنفيذ اتفاق وقف الأعمال العدائية والعمل على نزع فتيل أيّ نزاع محتمل»، مؤكداً «أهمية التنسيق القائم بين البلدين الشقيقين». وقال: «أكدت دعم مصر الكامل لمبادرة الرئيس عون التي أطلقها خلال عيد الاستقلال لجهة استعداد الجيش اللبناني لتسلّم كل النقاط في الجنوب».
وأضاف: «أكّدت دعم مصر الكامل لقرارات الحكومة اللبنانية المتعلقة بمسألة حصر السلاح والمقاربات التي يتبناها الرئيس عون لدعم هذا الهدف»، مشيراً إلى أن «بسط سلطة الدولة أمر مهمّ جداً وهناك تناغم بين الموقفين المصري واللبناني وفق طرح الرئيس عون».
وقال: «نوظف شبكة علاقاتنا الإقليمية بكل الأطراف للعمل على الدفع لصالح الحل الدبلوماسي». وأوضح أننا «نقوم بجهد مكثف لتجنيب لبنان أي عدوان ونحن معنيون باستقرار لبنان وضرورة وقف خروقات إسرائيل لسيادته ووحدة أراضيه».
وعدّ عبد العاطي أن «الدولة اللبنانية والجيش اللبناني بذلا جهداً كبيراً في الجنوب لبسط سلطة الدولة وعلى الجميع أن يقدر هذا الأمر»، محذراً من «أن المنطقة برمّتها على شفا التصعيد الكامل وهذا لا يخدم أيّ طرف والدبلوماسية هي الحل». وأضاف: «كلنا حرص على أمن واستقرار لبنان ونحن نحترم القرار اللبناني بكل مكوناته وعلى الجميع أن يرتقي إلى مستوى المسؤولية والعمل على خفض التصعيد».
بري يؤكد دعمه للمبادرة
وانتقل عبد العاطي إلى عين التينة حيث استقبله رئيس مجلس النواب نبيه بري، حيث أكد «تعويلنا دائماً على حكمته في تحقيق الاتزان المطلوب والتوازن وأيضاً العمل على تحقيق الاستقرار وخفض التصعيد في لبنان».
وقال الوزير المصري إن بري «أعلن دعمه الكامل للمبادرة التي طرحها الرئيس عون في ذكرى الاستقلال»، مشيراً إلى أن «التوجه المصري ثابت لجهة أن يكون السلاح في لبنان محصوراً تحت المظلّة الشرعية للدولة والجيش». وأضاف: «على الإسرائيلي أن يتوقف عن الاعتداءات وترك الفرصة للجيش اللبناني للقيام بمهامه بكل مسؤولية ووطنية».
ورداً على سؤال عما إذا ما كان قد نقل تحذيراً للبنان عن احتمال شن إسرائيل لحرب قريبة، قال عبد العاطي: «العمل الأساسي ليس التحذير ولكن التواصل مع الأشقاء في لبنان، وننقل رؤيتنا وما يصل إلى مسامعنا ونعمل بطبيعة الحال على سد أي ذرائع أو تصعيد محتمل، الهدف الأساسي هو مصلحة لبنان والشعب اللبناني».
وخلال لقائه رئيس الحكومة نواف سلام، أكد عبد العاطي مواصلة بلاده بذل كل جهد ممكن لحماية لبنان، وشدّد على أهمية دعم الجيش اللبناني وتعزيز قدراته للقيام بالمهام الموكلة إليه، مجدّداً تأييد القاهرة قرار الحكومة اللبنانية حصر السلاح بيد الدولة.
بدوره، أشار الرئيس سلام إلى أنّ الجيش اللبناني يقوم بواجبه في تطبيق قرار حصر السلاح بيد الدولة وتنفيذ قرارات الحكومة، إلا أنّ إسرائيل تستمر في خرق الاتفاق من خلال الاعتداءات اليومية واحتلال عدد من النقاط في الجنوب. ولفت الرئيس سلام إلى أنّه يثمّن جميع الجهود التي تبذلها مصر لخفض التصعيد.

انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا


المصدر : الصحف اللبنانية