افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الإثنين 21 أبريل 2025
الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Apr 21 25|07:59AM :نشر بتاريخ
"النهار":
على نحو ضمني أو مباشر شكلت مجموعة مواقف بارزة رسميا ودينيا في مناسبة عيد الفصح لدى الطوائف المسيحية في لبنان ردودا واضحة على تعنت "حزب الله" في ملف تسليم سلاحه او طرحه الاشتراطات المتجددة للشروع في حوار مع رئيس الجمهورية العماد جوزف عون حول هذا الاستحقاق . ذلك ان أصداء المواقف السلبية التي اطلقها الحزب في الأيام الأخيرة حول ملف استكمال بسط سلطة الدولة واحتكار السلاح، فيما بدت لافتة عودة التصعيد الإسرائيلي امس، عكرت الفضاء الداخلي في لبنان بغيوم الغموض والشكوك حيال الدوافع التي حركت سلبية الحزب مع ان مجمل الحسابات والوقائع الاستراتيجية والميدانية تدفع في الاتجاهات المعاكسة التي تصب في خانة التسليم الحاسم بان تكون الدولة اللبنانية صاحبة القرارات الاستراتيجية بعد ان تحسم آلية بسط سلطتها وأنهاء كل سلاح غير شرعي لمصلحة احتكار الدولة السلاح.
بإزاء الأجواء الجديدة بدت التقديرات الغالبة لدى أوساط رسمية وسياسية لبنانية تنحو في اتجاه ربط السلبية المستجدة لدى الحزب الذي طرح اشتراطات مقرونة بالتحذيرات من امتداد أي يد الى "سلاح المقاومة" بمسار المفاوضات الأميركية الإيرانية لجهة ان ايران تحرك ما تعتبرها أوراق قوة لديها من خلال التذكير بامتلاكها اذرعا تبسط نفوذها في المنطقة . ولكن في المعطى الداخلي اللبناني تعتقد هذه الأوساط ان الحزب لا يملك واقعيا القدرة الجدية على الذهاب بعيدا في معاندة المسار العام الذي يضغط في اتجاه تقوية نهج الحكم والحكومة في لبنان في تنفيذ التزاماتهما حيال انهاء ملف كل سلاح غير شرعي ولا سيما سلاح "حزب الله".
وانطلاقا من هذه المعطيات رصدت الأوساط المعنية أهمية الكلام الذي صدر امس عن رئيس الجمهورية العماد جوزف عون عقب الخلوة التي عقدها صباحا مع البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي في بكركي قبيل مشاركة الرئيس وزوجته في قداس الفصح . فحين سئل عن موقف رئاسة الجمهورية من المواقف التي صدرت أخيراً عن "حزب الله" حول موضوع السلاح، قال الرئيس عون: " هذا الموضوع لا يُناقش عبر الاعلام وعلى وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن عبر مقاربة مسؤولة وحس وطني، والتواصل بعيداً عن الاستفزاز، فنضع مصلحة الوطن العليا اولاً لتكون هي الاساس في مقاربة هذا الموضوع و أي موضوع خلافي آخر".
وذكر انه عندما تحدث في خطاب القسم عن حصرية السلاح، "لم اقل ذلك لمجرد القول، بل لأنني على قناعة بأن اللبنانيين لا يريدون الحرب، ولم يعد بإمكانهم ان يتحملوا الحرب والتحدث بلغتها، وليصبح هذا الامر واقعاً، فعلى القوات المسلحة اللبنانية ان تصبح المسؤولة الوحيدة عن حمل السلاح وعن الدفاع عن سيادة واستقلال لبنان".
وإذ سئل كيف ستتمكنون من التوفيق بين الضغوط الخارجية وضرورة الحوار ووضع استراتيجية دفاعية أجاب : "علينا معالجة هذا الموضوع برويّة ومسؤولية، لان الامر حساس ودقيق واساسي للحفاظ على السلم الاهلي. وحل هذا الموضوع هو مسؤولية وطنية يتحملها رئيس الجمهورية بالتعاون مع رئيس الحكومة ورئيس مجلس النواب والاطراف المعنية الاخرى .فأي موضوع خلافي في الداخل اللبناني لا يقارب الا بالتحاور والتواصل وبالمنطق التصالحي وليس التصادمي وإلا سنأخذ لبنان الى الخراب. فلا أحد يتحدث معي عن توقيت ولا عن ضغوط ، فحصر السلاح تحدثنا عنه في خطاب القسم، وسننفذه وقد اتخذ القرار بشأنه، ولكن علينا ان ننتظر الظروف المناسبة لذلك، والظروف هي الكفيلة بتحديد كيفية التنفيذ".
كما ان البطريرك الراعي ذكر بثوابت اطلقها رئيس الجمهورية ومنها ان "الدولة وحدها هي التي تحمينا، الدولة القويّة، السيّدة، العادلة، المنبثقة من إرادة اللبنانيين، والساعية بجدّ إلى خيرهم وسلامهم وازدهارهم. وطالما أننا مجمعون على أن أي سلاح خارج إطار الدولة أو قرارها من شأنه ان يُعرّض مصلحة لبنان للخطر لأكثر من سبب، فقد آن الأوان لنقول جميعًا: لا يحمي لبنان إلا دولته، وجيشه، وقواه الأمنيّة الرسميّة".
…وموقف سلام
وبدا لافتا أيضا في هذا السياق ان رئيس مجلس الوزراء نواف سلام الموجود في زيارة خاصة للاهاي لجمع اغراضه الخاصة بعدما تعذر عليه ذلك إبان تكليفه على عجل تشكيل الحكومة ، اصدر امس بيانا نوه فيه "بالعمل الاحترافي الذي يقوم به الجيش اللبناني في الجنوب وخصوصاً مديرية المخابرات التي نجحت في تنفيذ عملية استباقية أحبطت فيها التحضير لعملية إطلاق صواريخ من الجنوب، بالإضافة إلى توقيف عدد من الأشخاص المتورطين بهذه العملية". كما نوه "بعمل كل الأجهزة الأمنية التي تقوم بواجبها لحفظ الأمن والاستقرار على كل الأراضي اللبنانية". وأهاب بها "مواصلة كل الجهود لمنع أي عمليات عبثية من خلال التركيز على الأمن الاستباقي لإحباط المخططات المشبوهة التي تسعى إلى توريط لبنان بالمزيد من الحروب". واكد "أن العمل الذي يقوم به الجيش والأجهزة الأمنية الأخرى، ما هو إلا تأكيد على أن الحكومة ماضية في تنفيذ ما ورد في بيانها الوزاري لجهة بسط سيادتها الكاملة على أراضيها بقواها الذاتية، وأن الدولة اللبنانية وحدها هي صاحبة قرار الحرب والسلم، وهي الجهة المخولة بامتلاك السلاح".
اعتقال خلية … وغارات
تجدر الإشارة في هذا السياق الى انه في اطار تشدد الجيش والأجهزة الأمنية في منع عمليات إطلاق الصواريخ من الجنوب في اتجاه إسرائيل أعلنت قيادة الجيش انها "أوقفت عددا من أفراد المجموعة التي نفذت عمليتَي إطلاق صواريخ في جنوب لبنان ونتيجة المتابعة والرصد والتحقيقات المستمرة، توافرت لدى مديرية المخابرات معلومات عن التحضير لعملية جديدة لإطلاق صواريخ باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة. على أثر ذلك، دهمت دورية من المديرية تؤازرها وحدة من الجيش شقة في منطقة صيدا - الزهراني وضبطت عددًا من الصواريخ بالإضافة إلى منصات الإطلاق المخصصة لها، وأوقفت عدة أشخاص متورطين في العملية.
سُلمت المضبوطات وبوشر التحقيق مع الموقوفين بإشراف القضاء المختص".
وفي سياق متصل، أفادت تقارير إعلامية بأن خلية الصواريخ التي ضبطها الجيش في الزهراني تتبع لحركة حماس.
وعلى الصعيد الميداني أيضا حصل انفجار على طريق عام بريقع- القصيبة، قضاء النبطية، أدّى إلى اشتعال آلية للجيش اللبناني محمّلة بذخائر من مخلّفات الحرب الإسرائيلية، فيما لم يتّضح بعد سبب الانفجار إن كان ناجماً عن غارة إسرائيلية أو عطل تقني. وأكد الدفاع المدني اللبناني "سقوط 4 شهداء و4 جرحى في انفجار جسم من مخلفات العدوان داخل آلية عسكرية في بلدة القصيبة".
وصعد الجيش الاسرائيلي عملياته بشكل لافت امس فشن غارة بصاروخين على بلدة حولا، ما أدى الى سقوط قتيل جراء إستهداف غرفة جاهزة.
واستهدفت مسيرة إسرائيلية بصاروخ موجه، سيارة في بلدة كوثرية السياد الشرقية، في قضاء صيدا، ما أدى إلى مقتل حسين نصر من بلدة حاروف وسقوط جريحين، بحسب ما أفاد مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة العامة في بيان. ولاحقا، اعلن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي، أن جيش الدفاع الإسرائيلي هاجم في وقت سابق الأحد، منطقة في جنوب لبنان وقضى على حسين علي نصر والذي شغل منصب نائب قائد الوحدة 4400 في "حزب الله" وكان مسؤولا عن تهريب الأسلحة والأموال من إيران إلى لبنان.
كما شنّ الطيران الحربي الاسرائيلي عصرا سلسلة غارات مستهدفا جبل الرفيع وتلة مليتا في مرتفعات اقليم التفاح . وتعرضت منطقة بصليا عند اطراف جباع لغارة جوية اسرائيلية. وشن الطيران الحربي الاسرائيلي غارات على سجد واللويزة وجبل صافي في جبل الريحان في منطقة جزين.
الأنباء الإلكترونية:
لم يمر عيد الفصح المجيد على لبنان بسلام، إذ عكرته إسرائيل باعتداءات طالت العديد من المناطق الجنوبية. في وقت قدم الجيش اللبناني كوكبة جديدة من عناصره قرباناً في قيامة المسيح نتيجة انفجار ذخائر من مخلفات العدوان الاسرائيلي بآليتهم العسكرية أثناء نقل المخلفات، وأدى الحادث الى استشهاد ثلاثة عسكريين بينهم ضابط واستشهاد امرأة وطفلها صودف مرور سيارتها في مكان الانفجار. وكان العدو الاسرائيلي قد شن سلسلة غارات على الجنوب شملت مناطق إقليم التفاح، وأطراف بلدة ارنون وحولا، اضافة الى استهداف سيارة في كوثرية السياد أسفرت عن استشهاد مواطن.
الرئيس عون
رئيس الجمهورية جوزاف عون تابع تطور الاعتداءات الإسرائيلية على عدد من القرى الجنوبية، وظل على اتصال دائم مع قائد الجيش العماد رودولف هيكل الذي أطلعه على آخر التقارير والمعلومات المتعلقة بالقصف. وقدم عون التعازي بشهداء الجيش الثلاثة. وقال إن شهداء الجيش الذين أقسموا يمين الشرف والتضحية والوفاء يدّرسون بدمائهم قسمهم من أجل لبنان واللبنانيين.
وكان الرئيس عون الذي شارك بقداس عيد الفصح قد أشار بعد لقائه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في بكركي ردا على سؤال حول موضوع سلاح حزب الله والخطاب الأخير للأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، ان هذا الموضوع لا يقارب عبر الإعلام، انما بالتواصل مع المعنيين بطريقة هادفة. وقال عندما تحدثت في خطاب القسم لم أقله لكي اقوله. القرار اتخذ. وشدد أن اي موضوع خلافي لا يقارب الا بالتعاون والتواصل بمنطق تصارحي. ويجب أن تكون مصلحة لبنان هي العليا للحفاظ على السلم الاهلي. واضاف اللبنانيون لا يريدون الحرب ويجب ان تكون قواتنا المسلحة هي المسؤولة عن حمل السلاح وأن تنفذ قرار حصرية جمع السلاح بيد الدولة اللبنانية. مؤكداُ ان قطار قيامة لبنان انطلق ولن يعرقل أحد هذا القرار.
وفي السياق وضعت مصادر وزارية عبر "الانباء" الالكترونية كلام قاسم الأخير في خانة المواقف المتضاربة. واكدت ان لا احد يريد نزع السلاح بالقوة وأن الأمور ستحل بالحوار. ونقلت المصادر عن رئيس الحكومة نواف سلام تصميمه على تطبيق البيان الوزاري.
سلام
وبعد أن قدم رئيس الحكومة نواف سلام التعازي بشهداء الجيش. نوه بالعمل الاحترافي الذي يقوم به الجيش في الجنوب، وخصوصاً مديرية المخابرات التي نجحت في عملية استباقية أحبطت فيها التحضير لعملية إطلاق الصواريخ من الجنوب بالاضافة الى توقيف عدد من الأشخاص المتورطين بهذه العملية. كما نوه سلام بعمل كل الأجهزة التي تقوم بواجبها لحفظ الأمن والاستقرار على كل الأراضي اللبنانية.
سكاف
وفي تعليقه على اللهجة التصعيدية للأمين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم والموقف الذي أعلنه الرئيس عون من بكركي أشار النائب غسان سكاف في حديث لجريدة "الأنباء" الإلكترونية إلى أن ما سمعناه من الشيخ قاسم ومن الحاج وفيق صفا فقد اعادا الوضع الذي كان قد تقدم في الأشهر الماضية إلى الوراء، معتبرا أن الرئيس أراد من بكركي ان يضع خارطة طريق للوصول الى الحوار، لأن موضوع السلاح لم يعد من المحرمات. لكن الحديث عن قطع اليد التي تمتد لهذا السلاح، والقول بأن السلاح خط احمر، وحزب الله لن يفرط بورقة لبنان، شعارات قديمة لا قيمة لها، وأننا لن نستطيع اليوم أن نتحدث عن السلاح كما حكي من قبل.
واضاف بالنسبة للتوقيع كان لافتاً خطاب نعيم قاسم عشية المفاوضات لجهة توقيته بالنسبة لرفع السقف والمعنويات لبيئة حزب الله الحاضنة بعد ان كان قائد الجيش قد وضع مجلس الوزراء في اجراءات تفكيك الالية العسكرية لحزب الله. كما أن المبعوثة الأميركية مورغان اورتاغوس اعتبرت بقاء السلاح بيد حزب الله اصبح مجرد محض احلام.
وقال يجب ان يقتنع حزب الله ان بعد 27 تشرين الثاني 2024 ليس كما قبله والقول اليد التي تمتد الى السلاح ستقطع اصبح امراُ غير مقبول، وكذلك قول وفيق صفا ان الاستراتيجية الدفاعية هي فقط ما يقبل به حوبة الله، كل هذا كلام لا فائدة منه، معتبرا حتى التوضيح الذي أتى بعد هذين الموقفين لم يكن مقنعاً.
وإذ رأى أن التباين بين الرئيس عون وحزب الله قد خرج الى العلن بعد أن كان مكتوماً، رأى سكاف ان حزب الله تفاجأ بالنبرة العالية والواضحة للرئيس. وما ازعجه هو الوضوح في موقف رئيس الجمهورية لجهة التزام الدولة بسط سيطرتها على كل الأراضي اللبنانية وحصرية السلاح بيد الدولة اللبنانية. أما السبب الثاني فيتعلق بمفاوضات أميركا وايران التي لا تريد تحريك أوراقها بما فيها حزب الله، فقد شعر ان هناك تصميماً لا يرقى اليه شك بتسليم السلاح، مستبعداً إمكانية استيعاب عناصر حزب الله في الدولة، ورأى استحالة في تنفيذ هذا الاقتراح لأنه لا يمكن أن تلتقي العقيدة القتالية للحزب بعقيدة الجيش.
وسأل هل لبنان قادر على مواجهة اسرائيل عسكرياً، واذا كان الهدف الاستفادة من الخبرات العسكرية لدى الحزب فهذه النظرية سقطت في الحرب الأخيرة، كاشفاً بأن ما يطرح في الكواليس ان الحزب يريد ضمانات مقابل تسليم السلاح. فهل ستعطي الولايات المتحدة الاميركية للدولة اللبنانية ضمانات بعدم التعرض لحزب الله التي بدورها ستعطي ضمانات لحزب الله.
سكاف رأى اننا امام حلين، اما ان يعلن التحول الى حزب سياسي، او انه لن يقطع علاقته بايران، ولكن هذا السلاح هو سلاح إيراني ويجب ادراج البحث عن مصيره في المفاوضات الاميركية الايرانية، معتبرًا ان هذا المخرج هو المناسب بسبب تعقيدات الوضع الداخلي اللبناني، داعياً الى وضع الية ضمن جدول زمني لتسليم السلاح، فإذا تم تسليم السلاح جنوب الليطاني وبقي السلاح شماله، فهذا يؤخر تسليم السلاح الفلسطيني في المخيمات ويؤخر انسحاب إسرائيل من النقاط التي تحتلها في جنوب لبنان.
الصفدي
في الشأن السوري زار وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي سورية. وقد صفت الزيارة بالمهمة وناقش فيها مع رئيس الجمهورية احمد الشرع مندرجات قمة عمان التي عقدت بينه وبين الملك عبدالله الثاني. وشدد الجانبان على استمرار التنسيق وتفعيل التعاون في مختلف المجالات، واتفقا على تشكيل مجلس تنسيق أعلى يضم قطاعات الطاقة والصحة والنقل والتعليم. على أن يعقد أولى اجتماعاته خلال الاسابيع القادمة.
وشدد الصفدي على ان الاردن حريص على امن سورية والتعاون معها لمكافحة الإرهاب وتهريب المخدرات وضرورة وقف الاعتداءات الإسرائيلية على سورية وانتهاء احتلال الجولان.
الشرق الأوسط:
صعّدت قوات الاحتلال الإسرائيلي من هجماتها في قطاع غزة مخلفةً مزيداً من الضحايا، يوم الأحد، وذلك غداة تهديدات رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بمضاعفة الضغط العسكري على حركة «حماس»، وبموازاة دعوات وزراء في حكومته لاحتلال القطاع بالكامل، ورفض مطالب الحركة بإبرام صفقة شاملة لتسليم الأسرى وإنهاء الحرب.
وبحسب مصادر طبية فلسطينية، فإن أكثر من 30 فلسطينياً قتلوا منذ فجر الأحد، في سلسلة غارات جوية، وعمليات قصف مدفعي وإطلاق نار من مسيَّرات، في عدد من المناطق المتفرقة داخل قطاع غزة.
ووفقاً لإحصاءات متطابقة، فإن غالبية الضحايا كانوا في خان يونس جنوب قطاع غزة، وحيي الشجاعية والتفاح شرق مدينة غزة.
وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، الأحد، بارتفاع حصيلة القصف الإسرائيلي إلى 51 ألفاً و201 قتيل، وأكثر 116 ألف مصاب منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023.
تكنيك جديد
وبحسب ما رصد مراسل «الشرق الأوسط»، فإن ليلة الأحد كانت صعبة من حيث كثافة النيران الإسرائيلية التي طالت كل أنحاء أحياء الزيتون والشجاعية والتفاح، المتجاورة، والواقعة شرق مدينة غزة، ما أجبر مزيداً من السكان على النزوح، خصوصاً من حي التفاح ومحيطه في شارع يافا، والمناطق القريبة من وسط مدينة غزة.
وجاء التركيز على تلك المناطق، بعد يوم من اشتباكات وقعت بين مسلحين من حركة «حماس» وقوة إسرائيلية في منطقة شرق التفاح ما أدى لمقتل جندي وإصابة 4 آخرين بجروح متفاوتة، في أول حادثة توقع قتلى وجرحى منذ استئناف القتال في الثامن عشر من مارس (آذار) الماضي.
وجغرافياً تسيطر القوات الإسرائيلية برياً على كامل مدينة رفح عدا المناطق الشمالية الغربية، التي تغطيها بالنيران ولكن من دون قوات، رغم انتشارها على كامل ما بات يعرف باسم «محور موراغ» الذي يفصل المدينة عن خان يونس.
وتوجد قوات برية إسرائيلية على حاجز نتساريم الذي يفصل شمال القطاع عن وسطه وجنوبه، لكنها أيضاً لا تسيطر عليه بشكل كامل؛ إذ ما زال الطريق الساحلي «الرشيد» مفتوحاً، بينما توجد قوات برية على أطراف حيي الشجاعية والتفاح، وتتوسع العمليات هناك بشكل بطيء وحذر، كما توجد قوات أخرى في أطراف بلدتي بيت حانون وبيت لاهيا شمالاً.
وتعتمد القوات الإسرائيلية أسلوباً تكتيكياً جديداً في عملياتها فيما يبدو يهدف بالمقام الأول للضغط على حركة «حماس» من خلال عمليات برية بطيئة، حيث يتم إدخال روبوتات متفجرة لتفجير المباني والمنازل المتبقية بهدف كشف أي عبوات فيها أو فيما إذا كانت مفخخة، هذا من جانب.
ومن جانب آخر، تستهدف القوات تدمير المنازل لمنع الغزيين من العودة إليها لتصبح جزءاً من مناطق غير قابلة للحياة ولربما في المستقبل جزءاً من مناطق عازلة يمنع عليهم الدخول إليها.
ضغط على «حماس»
ويعلن مسؤولون إسرائيليون، وفي مقدمتهم نتنياهو، نيتهم تكثيف العمليات؛ للضغط على «حماس»، وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، مساء السبت، إنه أوعز لقواته بزيادة الضغط على «حماس» أكثر من أي وقت مضى، وإنه لا خيار أمام إسرائيل سوى مواصلة القتال حتى النصر المطلق. مشدداً على أنه لن يستسلم أمام مَن وصفهم بـ«القتلة»، ولن يخضع لأي إملاءات، في إشارة منه إلى رفضه الشروط التي وضعتها «حماس» مجدداً ضمن ما عرف بـ«الصفقة الشاملة».
وأشاد وزراء اليمين المتطرف في حكومة نتنياهو، بخطابه، ودعا وزيرا المالية بتسلئيل سموتريتش، والأمن القومي إيتمار بن غفير، لمواصلة العمليات بغزة وتكثيفها، وعدم القبول بأي مفاوضات، والعمل على احتلال قطاع غزة بشكل كامل، وإقامة حكم عسكري، الأمر الذي كان قد تحدث صحفيون ومحللون إسرائيليون عن مخاطره عسكرياً واقتصادياً على إسرائيل.
وفعلياً تسيطر القوات الإسرائيلية على ما نسبته من 30 إلى 40 في المائة من مساحة قطاع غزة، الأمر الذي يحفز قادة المستوطنين والاستيطان ووزراء داعمون لهم بالدعوة إلى استئناف بناء المستوطنات في القطاع بعد أن أخليت عام 2005.
أزمة إنسانية متصاعدة
وكشف موقع «واللا» العبري عن أن الجيش الإسرائيلي يستعد لعمليات أكبر في القطاع بهدف تقسيم مناطق بما يتضمن إنشاء مراكز لتوزيع المساعدات الغذائية مباشرةً على المدنيين بإدارة شركات مدنية بهدف إضعاف نفوذ «حماس» وتقويض حكمها.
وتستخدم إسرائيل المدنيين بشكل واضح هدفاً في عملياتها من خلال إجبارهم على النزوح، وتدمير منازلهم بهدف الضغط على «حماس» من خلالهم، كما تعمل على تجويعهم من خلال الحصار المشدد ومنع دخول المساعدات والمواد التجارية.
وبحسب وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فإن هناك نحو 420 ألفاً نزحوا بعد تجدد إطلاق النار، منهم أكثر من 90 ألفاً في 115 مركز إيواء يتبع لها، مؤكدةً أن الظروف الإنسانية تتدهور بشكل سريع نتيجة العمليات العسكرية ومنع دخول المساعدات.
وحث برنامج الأغذية العالمي جميع الأطراف على إعطاء الأولوية للمدنيين وحماية العاملين بالمجال الإنساني في قطاع غزة، مع تفاقم المعاناة الإنسانية بسبب الحرب الإسرائيلية.
وقال برنامج الأغذية العالمي، الأحد: «العائلات في غزة لا تعرف من أين ستأتي وجبتها التالية. برنامج الأغذية العالمي يدعو جميع الأطراف إلى إعطاء الأولوية لاحتياجات المدنيين، وضمان حماية العاملين في المجال الإنساني، والسماح بإدخال المساعدات إلى غزة فوراً».
وأفادت «مؤسسة كهرباء غزة»، الأحد، بأن القطاع يعاني من انقطاع تام للتيار الكهربائي منذ نحو 18 شهراً، مشيرة إلى أن سكان غزة حُرموا خلال هذه الفترة من أكثر من 1.88 مليار كيلوواط/ ساعة من الكهرباء.
وأوضحت أن هذا الانقطاع الطويل يضع قطاعات حيوية، وعلى رأسها الصحة والمياه والصرف الصحي، على حافة الانهيار لعدم توفر الطاقة اللازمة لتشغيل البنية التحتية الأساسية، ما يزيد من خطر تفشي الأمراض، وسوء التغذية، في ظل أوضاع إنسانية متدهورة.
وفي الثاني من مارس، فرضت إسرائيل حصاراً شاملاً على القطاع، ومنعت دخول المساعدات الدولية التي استؤنفت مع وقف إطلاق النار، كما قطعت إمدادات الكهرباء عن محطة تحلية المياه الرئيسية.
وحذَّر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا)، هذا الأسبوع، من أن «الوضع الإنساني الآن هو الأسوأ على الأرجح في الأشهر الـ18 منذ اندلاع الحرب»، مشيراً إلى مرور شهر ونصف الشهر «منذ تمَّ السماح بدخول أي إمدادات عبر المعابر إلى غزة، وهي أطول فترة يتوقف فيها الإمداد حتى الآن».
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا