افتتاحيات الصحف الصادرة في بيروت صباح اليوم الثلاثاء 22 أبريل 2025
الرئيسية افتتاحيات الصحف / Ecco Watan
الكاتب : محرر الصفحة
Apr 22 25|07:08AM :نشر بتاريخ
النهار:
نادراً ما أجمع اللبنانيون على الالتفاف حول شخصية عالمية أو محلية كمثل ما تظهّر إجماعهم على الحزن والتأسي والتقدير حول أحد أعظم الباباوات، البابا فرنسيس الذي رحل صباح أمس وكان رحيله مدوياً على رغم ترقب العالم لهذه اللحظة الحزينة في ظل معاناة البابا الراحل في الشهرين الأخيرين اللذين شكلا فترة احتضاره الأخير. ذلك أن كل لبنان، بكل طوائفه المسيحية والإسلامية والرؤساء الروحيين، وبكل أركان الدولة والزعماء السياسيين والحزبيين، عبّر تعبيراً صادقاً شاملاً حيال تقديره الكبير للبابا الراحل، حتى بدا الأمر كأن لبنان تعامل مع وفاته كأنها خسارة خاصة بلبنان أكثر من سائر الدول. واكتسب ذلك دلالات معبرة لا تنطبق عليها الأحوال المشابهة لرحيل شخصيات زمنية أو دينية أخرى من منطلقين يصعب تجاهلهما، وهما: أولاً أن لبنان بمجموع المواقف الرسمية والدينية والسياسية والاجتماعية التي عكست الحزن على البابا فرنسيس إنما اطلق عفوياً رسالة وفاء للحبر الأعظم الذي لم يكن يوفر مناسبة إلا ويخص لبنان بدعاءاته له ومواقفه المتعاطفة مع معاناة شعبه من دون أي تمييز أو استثناء، ووقف وقفات مشهودة مع حقوق اللبنانيين في الحياة الحرة الكريمة وسط التزامه المسار التاريخي للفاتيكان في إحاطة التنوّع والتعدد اللبناني الأهمية الإنسانية العظيمة. وثانياً، أن لبنان عبّر اسوة بكل العالم عن تقديره الكبير لهذه الشخصية الفذة التي تميز بها البابا في صفاته الشخصية والبابوية وورعه ورمزيته النادرة
تبعاً لذلك، طغت ردود الفعل على وفاة البابا على مجمل الواقع اللبناني في اثنين الفصح بحيث توجت هذه الردود بإعلان لبنان الحداد الرسمي عبر بيان أصدره الأمين العام لمجلس الوزراء محمود مكية، وأفاد أن رئيس مجلس الوزراء نواف سلام أعلن الحداد الرسمي على وفاة البابا فرنسيس لمدة ثلاثة أيام اعتباراً من أمس، بحيث تنكس الأعلام المرفوعة على الإدارات والمؤسسات الرسمية والبلديات كافة، وتعدل البرامج العادية في محطات الإذاعة والتلفزيون بما يتوافق مع الحدث الجلل، وعلى أن تتخذ الإجراءات ذاتها يوم الصلاة لراحة نفس قداسته وتشييعه. وتقدمت بيانات النعي التي صدرت عن أركان الدولة سيلاً من ردود الفعل والشهادات في البابا الراحل، إذ نعاه رئيس الجمهورية العماد جوزف عون، معتبراً أن “رحيل البابا فرنسيس ليس خسارة للكنيسة الكاثوليكية فحسب، بل هو خسارة للبشرية جمعاء، فقد كان صوتاً قوياً للعدالة والسلام، ونصيراً للفقراء والمهمشين، وداعية للحوار بين الأديان والثقافات. وإننا في لبنان، وطن التنوع، نشعر بفقدان صديق عزيز ونصير قوي، فلطالما حمل البابا الراحل لبنان في قلبه وصلواته، ولطالما دعا العالم إلى مساندة لبنان في محنته، ولن ننسى أبداً دعواته المتكررة لحماية لبنان والحفاظ على هويته وتنوّعه. لقد كان البابا فرنسيس رجلاً استثنائياً بتواضعه وبساطته، وفي الوقت نفسه قائداً روحياً فذاً بحكمته وشجاعته. عمل بلا كلل من أجل بناء جسور التواصل بين مختلف الأديان والثقافات، ودافع عن كرامة الإنسان وحقوقه الأساسية، وناضل من أجل عالم أكثر عدلاً وإنصافاً”.
وببيان وجداني نعى رئيس مجلس النواب نبيه بري البابا فرنسيس قائلاً: “في زمن القيامة والرجاء والأمل قال عظته الأخيرة ورحل. حمل صليبه ومشى. خفق قلبه الذي إتسع لكل الناس لفقرائهم ومستضعفيهم ومعذبيهم آخر خفقه بالمحبة. أطلق العنان لصوته صرخة أبدية: “أبتاه إغفر لهم لإنهم لا يعلمون ماذا يفعلون. في لحظة الإنسانيه فيها بأمس الحاجه إلى الكلمة التي تجمع، نفقد قامة ما نطقت إلا بالحق كلمة. نفقد الإنسان القسيس، الراهب الزاهد المتعبد الذي طلّق الألقاب وإرتقى بالرسالة السماوية إرتقاء يسوعياً”.
كذلك قال رئيس الحكومة نواف سلام: “برحيل البابا فرنسيس، يخسر لبنان سنداً متيناً، ويخسر العالم رجل المحبة والسلام، نصير الفقراء والمهمشين، المعروف بتواضعه وقربه من الناس. هو الذي وقف دوماً إلى جانب لبنان، ولطالما صلّى له ورغب بزيارته
يشار في هذا السياق إلى أنه سيتعذر على البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي أن يسافر إلى الفاتيكان للمشاركة في جنازة البابا فرنسيس نظراً إلى خضوعه لجراحة الأحد جراء إصابته بكسر في وركه. وقد زار رئيس الجمهورية العماد جوزف عون صباح أمس البطريرك الراعي في مستشفى أوتيل ديو واطمأن إلى صحته. كما أوفد رئيس الحكومة نواف سلام وزير الاتصالات شارل الحاج لعيادة البطريرك الراعي في المستشفى متمنياً له الشفاء العاجل.
بعد العطلة
واليوم تعود الحركة إلى طبيعتها بعد عطلة الفصح، فيما لا تزال معالم التصعيد الإسرائيلي الميداني في الجنوب وترددات ملف السلاح في الداخل تتعالى وتطغى حتى على الاستعدادات الأخيرة الجارية للشروع في جولات الانتخابات البلدية التي ستنطلق في جولتها الأولى في الرابع من أيار المقبل من محافظة جبل لبنان. ومع ذلك، لا تبدي الأوساط المعنية رسمياً وشعبياً، أي قلق على المسار المرتقب لإنجاز هذه الانتخابات في جولاتها الأربع المقررة بل يبدو أن ثمة اطمئناناً واسعاً وارتياحاً لإجرائها بلا أي مشكلات أمنية او لوجستية بحيث أعدت لها كل الاستعدادات الضرورية لكي تشكل طليعة ناجحة لإنجازات العهد والحكومة في إنجاز الاستحقاقات الديموقراطية بلا عراقيل وبقدر عال من التجرد والشفافية كما يؤكد المعنيون
وفي هذا السياق، أعلن رئيس مجلس النواب نبيه بري لـ”النهار” أمس انه ينتظر حصيلة مناقشات اقتراحات القوانين المعجلة المكررة حيال اجراء تعديلات على أحكام قانون البلديات والنصوص المتعلقة ببلدية بيروت. وأضاف: “سنتناول كل الاقتراحات في الجلسة العامة يومي الخميس والجمعة المقبلين والقرار النهائي يعود لمجلس النواب”، وأوضح أنه “يميل إلى اللوائح المقفلة لتأمين المناصفة بين المسلمين والمسيحيين وأنه مع حصر المناصفة فقط في بيروت وهي عاصمة كل اللبنانيين ويجب أن تكون واجهة وحدتنا الوطنية”.
أما في ملف التطورات الجنوبية، فأجرى الرئيس بري إتصالاً هاتفياً بقائد الجيش العماد رودولف هيكل إطلع منه على وقائع الإعتداءات الإسرائيلية، وأيضا مقدماً التعازي بشهداء الجيش الذين سقطوا في بلدة بريقع كما بالشهداء المدنيين. وأكد رئيس المجلس “بأن ما قامت به إسرائيل أمس الأول وطيلة الأسابيع الماضية هو محاولة مكشوفة للتشويش على الالتزام الجدي للبنان الذي نفذ ما هو مطلوب منه لجهة تطبيق بنود وقف إطلاق النار، في وقت تمعن فيه إسرائيل بإستباحة سيادة لبنان واللبنانيين وقرارات الشرعية الدولية”.
وتفقَّدَ قائد الجيش العماد رودولف هيكل ثكنة عصام شمعون – النبطية، حيث التقى ضباطًا وعسكريين من فوج الهندسة، وقدم إليهم التعازي بشهداء الفوج الثلاثة الذين استشهدوا جراء انفجار ذخائر في بلدة بريقع – النبطية. كما أثنى على جهودهم، مؤكدًا أن عناصر الوحدات المنتشرة يؤدون دورًا أساسيًّا لخدمة الوطن والمساهمة في صموده. وأضاف: “رسالتنا أن نضحّي، ونحن جاهزون دائمًا لنقوم بواجبنا الوطني. ليست المرة الأولى التي يقدم فيها الجيش شهداء، وسنبقى نعمل على تحقيق كل ما هو مطلوب منّا لنحافظ على لبنان. إن فوج الهندسة يقوم بعمل جبار ودقيق في هذه المرحلة الصعبة ليحمي أهلنا في الجنوب، بما في ذلك ضبط مختلف الذخائر والمتفجرات وتفكيكها، وفتح الطرق، وإجراء الكشف للتأكد من إزالة أي خطر يمكن أن يهدّد المواطنين خلال عودتهم إلى منازلهم، في ظل الخروقات والاعتداءات المتكررة من جانب العدو الإسرائيلي”
"الأنباء" الالكترونية:
يستمر التصعيد الميداني والكلامي على جبهة جنوب لبنان، بالتزامن مع المفاوضات المستمرة بين الولايات المتحدة الأميركية وإيران، التي تنتقل غداً في مسقط الى مستوى الخبراء، ما يعني أن البحث في التفاصيل قد انطلق باتجاه اتفاق محتمل بين الطرفين.
في هذه الأثناء، واصل العدو الإسرائيلي تهديداته للبنان، من خلال خروقاته المستمرة لاتفاق وقف اطلاق النار، والتلويح المستمر من قبل رئيس وزرائه بنيامين نتنياهو.
بالتوازي، وعلى وقع التهديدات الإسرائيلية وعلى الرغم من ارتفاع وتيرة التصعيد العسكري الإسرائيلي على قرى الجنوب خلال اليومين الماضيين، وبعد الحادث الأليم الذي أوقع ثلاث شهداء من الجيش اللبناني وعدد من الجرحى تفقَّدَ قائد الجيش العماد رودولف هيكل ثكنة عصام شمعون - النبطية، حيث التقى ضباطًا وعسكريين من فوج الهندسة، وقدم إليهم التعازي بشهداء الفوج الذين استشهدوا جراء انفجار ذخائر في بلدة بريقع – النبطية بتاريخ 20 /4 /2025.
كما أثنى على جهودهم، مؤكدًا أن عناصر الوحدات المنتشرة يؤدون دورًا أساسيًّا لخدمة الوطن والمساهمة في صموده، وأن واجب المؤسسة العسكرية حماية لبنان وأبنائه على اختلاف انتماءاتهم.
وأضاف: "رسالتنا أن نضحّي، ونحن جاهزون دائمًا لنقوم بواجبنا الوطني. ليست المرة الأولى التي يقدم فيها الجيش شهداء، وسنبقى نعمل على تحقيق كل ما هو مطلوب منّا لنحافظ على لبنان. إن فوج الهندسة يقوم بعمل جبار ودقيق في هذه المرحلة الصعبة ليحمي أهلنا في الجنوب، بما في ذلك ضبط مختلف الذخائر والمتفجرات وتفكيكها، وفتح الطرقات، وإجراء الكشف للتأكد من إزالة أي خطر يمكن أن يهدّد المواطنين خلال عودتهم إلى منازلهم، في ظل الخروقات والاعتداءات المتكررة من جانب العدو الإسرائيلي".
وختم مؤكدًا أنه لا شيء يمكنه التأثير في معنويات الجيش، وأنّ دماء الشهداء غالية جدًا بالنسبة للمؤسسة العسكرية، وهي مستمرة في أداء الواجب مهما كانت التضحيات.
اجتماعات الربيع
وعلى وقع هذا التوتر المستمر، يشارك لبنان في اجتماعات الربيع لصندوق النقد الدولي والبنك الدولي في واشنطن، من خلال وفد مالي ونقدي رفيع، محاولاً الدفع نحن انجاز الاتفاق مع الصندوق والحصول على القروض المطلوبة من المجتمع الدولي.
وتؤكد مصادر مطلعة عبر جريدة الأنباء الالكترونية أن المزاج الدولي تجاه لبنان لم يتغير، وأن المطلوب من بيروت بات واضحاً، وهو الإصلاح ثم الاصلاح، على كافة المستويات الاقتصادية والسياسية والأمنية، وبعدها لكل حادث حديث، وعلى هذا الأساس فقط يمكن الخروج من النفق.
رحيل بابا الفقراء
أما الحدث العالمي فتمثل أمس برحيل بابا الفقراء داعية السلام ومكافحة الفساد، البابا الذي وقف الى جانب المشردين والضعفاء في العالم وناصر قضية فلسطين وصلى لغزة ولبنان والنازحين من سوريا والمشردين في العالم.
رحل بابا الإنسانية، رأس الكنيسة الكاثوليكية عن عمر ناهز 88 عاما، حيث أعلن الفاتيكان وفاة الحبر الأعظم البابا فرنسيس بمقر إقامته في دار القديسة مارتا، وذلك بعد ظهوره في احتفالات عيد الفصح بكاتدرائية القديس بطرس.
وهو الظهور الأول له منذ دخوله المستشفى نتيجة إصابته بالتهاب رئوي، حيث بقي فيها 38 يوما، وكانت أطول فترة يقضيها في المستشفى منذ توليه البابوية في 13 آذار 2013.
البابا فرانسيس واسمه الحقيقي خورخي ماريو بيرغوليو- من أصول أرجنتينية، هو أول بابا للفاتيكان من أميركا اللاتينية، وقد عُرف بمواقفه السياسية الجريئة التي تجاوزت الأطر التقليدية للكنيسة الكاثوليكية.
حيث انتقد خلال توليه الباباوية سيطرة المال على العالم وعقوبة الإعدام، واتهم البشر بتحويل العالم إلى "مزبلة" والتعامل مع الكوكب وكأنهم أسياده. كما اتخذ موقفا شديدا من الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة.
ومنذ إعلان وفاته تقاطر آلاف المؤمنين المحبين للبابا فرنسيس الى ساحة القديس بطرس في الفاتيكن، حيث نعاه العديد من زعماء العالم، كما تفاعلت مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة مع خبر وفاة البابا، الذي وصفه النشطاء بالمدافع عن السلام، مستذكرين مواقفه الرافضة لحرب الإبادة التي تشنها إسرائيل على قطاع غزة.
انتخاب بابا جديد
تزامناً، تستعد الكنيسة الكاثوليكية إلى عقد مجمع الكرادلة في كنيسة سيستين في الفاتيكان لانتخاب بابا جديد خلفاً للبابا الراحل فرنسيس، حيث يعقد المجمع خلف أبواب مغلقة ولا يخرج الكرادلة المشاركين في المجمع إلى أن يتفقوا على انتخاب أحدهم على رأس الكنيسة الكاثوليكية.
ومن العادات أنه في حال لم يتفق الكرادلة على انتخاب بابا بأغلبية ثلثي الأصوات يتم حرق أوراق الاقتراع ووضعها في المدخنة ما يولّد دخاناً أسود دليلا ًعلى عدم الانتخاب، وتتكرر هذه العادة حتى يتصاعد الدخان الأبيض من المدخنة بعد إضافة مادة خاصة على الأوراق المحروقة، في إعلان عن انتخاب بابا جديد.
مع تزايد التكهنات، برز عدد من الكرادلة رفيعي المستوى كأبرز المرشحين. ووفقاً لمراقبين، فإن المرشحين الآتين لديهم أقوى حظوظ للفوز هم: الفيليبيني لويس أنطونيو تاجلي البالغ من العمر 67 عاماً، الإيطالي بييترو بارولين البالغ من العمر 70 عامًا، الغاني بيتر توركسون البالغ من العمر 76 عامًا، المجري بيتر إردو البالغ من العمر 72 عامًا، الإيطالي أنجيلو سكولا البالغ من العمر 82 عاما،
ويبدأ المجمع البابوي عادةً بعد 15 إلى 20 يومًا من وفاة البابا. ويسمح هذا الوقت بمراسم الجنازة، وفترة حداد لمدة تسعة أيام تُعرف باسم "النوفيميال"، ويتيح للكرادلة من جميع أنحاء العالم السفر إلى مدينة الفاتيكان.
"الشرق الأوسط":
كشفت مصادر أمنية لبنانية، لـ«الشرق الأوسط»، عن أن المجموعة المسلحة التي أوقفتها مديرية المخابرات في الجيش اللبناني وهي تتحضّر لإطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل، تنتمي إلى المجموعات نفسها التي كانت أوقفتها سابقاً على دفعات، وأنها اعترفت بأن أفرادها هم من نفّذوا عمليتَي إطلاق الصواريخ في مارس (آذار) الماضي؛ الأولى من المنطقة بين بلدتَي كفرتبنيت وأرنون بقضاء النبطية، والثانية من قعقعية الجسر بالقضاء نفسه، وقد اعتُرضت من قبل إسرائيل قبل سقوطها في مستعمرتَي المطلة وكريات شمونة بالجليل الأعلى.
وأعلن الجيش اللبناني، الأحد، ضبط عدد من الصواريخ ومنصات الإطلاق المخصصة لها، و«توقيف عدة أشخاص» في جنوب لبنان. وقال في بيان: «نتيجة المتابعة والرصد والتحقيقات المستمرة، توافرت لدى مديرية المخابرات معلومات عن التحضير لعملية جديدة لإطلاق صواريخ باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة. وعلى أثر ذلك، دهمت دورية من المديرية تؤازرها وحدة من الجيش شقة في منطقة صيدا - الزهراني، وضبطت عدداً من الصواريخ، بالإضافة إلى منصات الإطلاق المخصصة لها، وأوقفت عدة أشخاص متورطين في العملية».
وقالت المصادر الأمنية، لـ«الشرق الأوسط» الاثنين، إن التحقيقات جارية من قبل فريق التحقيق في المديرية بإشراف القضاء المختص.
ولم تستبعد المصادر الأمنية أن تكون المجموعة التي أُوقفت هي «المجموعة الأُمّ» للمجموعات التي كانت أطلقت الصواريخ على إسرائيل، خصوصاً أن كمية الصواريخ التي صودرت ومعها المنصات المخصصة لإطلاقها، أشبه بخزان أُعدّ لتزويد المجموعات احتياجاتها وهي تتحضر لتوجيه الصواريخ نحو إسرائيل.
اعترافات الموقوفين
ولفتت إلى أن توقيف المجموعة جاء استناداً إلى الاعترافات التي أدلى بها الموقوفون في عمليتَي إطلاق الصواريخ السابقتين، وبناء على نتيجة الرصد الذي تقوم به المديرية، في ضوء المعلومات التي توافرت لديها عن التحضير لعملية جديدة باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة، مؤكدة أن وحدات تابعة للجيش اللبناني باشرت، منذ إطلاق الصواريخ على مستعمرة المطلة (الإسرائيلية) واعتراضها من قبل إسرائيل، مسحاً أمنياً شمل المنطقة الواقعة في شمال الليطاني وتُطلّ على جنوبه.
المسح الأمني
وقالت إن المسح الأمني تلازم مع تشديد الإجراءات المفروضة من قبل الوحدات العسكرية حول المخيمات الفلسطينية الواقعة في جنوب لبنان، وتحديداً عين الحلوة والرشيدية، وإنها أخضعت حركة الدخول والخروج إلى تفتيش دقيق، ولفتت إلى أن «حزب الله» يتعاون مع الوحدات المنتشرة في عدد من المواقع شمال الليطاني، خصوصاً تلك المحاذية لجنوبه.
وأكدت أن وحدات الجيش المتمركزة في شمال الليطاني استحدثت مواقع جديدة؛ بدءاً بالبلدات المحيطة بقلعة الشقيف المطلة على جنوب الليطاني ومنه على منطقة واسعة من الجليل الأعلى في فلسطين المحتلة.
وأوضحت المصادر أن فريق التحقيق في مديرية المخابرات يتعاطى مع حجم الصواريخ ومنصات الإطلاق المخصصة لها، التي ضُبطت خلال عملية دهم الشقة التي استُخدمت لتخزينها بمنطقة تقع في بلدة عقتنيت (قضاء قرى الزهراني - صيدا)، من زاوية أن هناك جهة منظمة تقف وراء التحضير لإطلاقها، وأنها لا تنمّ عن عمل فردي؛ ليس فقط لأن الوحدات المكلفة دهمها أوقفت الأشخاص الذين كانوا بداخلها، وإنما أيضاً لأن الكم الهائل من الصواريخ التي صُودرت لا يقتصر على تنفيذ عملية واحدة؛ وإنما جُهّز لعمليات عدة.
جهة فلسطينية
ورغم أن المصادر تفضل عدم استباق التحقيق الذي يجري بسرية تامة، فإن مجرد التوسع فيه سيؤدي إلى تحديد هوية الجهة الفلسطينية المسؤولة عن تخزين الصواريخ والإعداد لإطلاقها؛ لأن العدد الإجمالي للموقوفين يستبعد حكماً تحميل فرد أو أفراد المسؤولية بذريعة أنهم مندفعون للرد على الاعتداءات الإسرائيلية المتنقلة بين غزة وجنوب لبنان، لا سيما أن إطلاقها يوفر الذريعة لإسرائيل لمواصلة حربها على لبنان.
وأكدت أن وحدات الجيش تعزز انتشارها في شمال الليطاني على غرار جنوبه، وأنها تواصل ملاحقة وتعقب الخلايا النائمة. وقالت إن الإجراءات المشددة التي تتخذها تأتي لمنع إسرائيل من الرد متذرّعة بإطلاق الصواريخ لتمعن في خروقاتها واعتداءاتها، رغم أنها ليست في حاجة إلى توفير الذرائع لنفسها ما دامت ترفض التزام اتفاق وقف إطلاق النار الذي رعته الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا، وتشرف هيئة دولية على مراقبة تنفيذه برئاسة الجنرال الأميركي جاسبر جيفرز الموجود حالياً خارج لبنان ويُنتظر أن يعود إلى بيروت قبل نهاية الشهر الحالي.
ارتياح للتحقيقات
ولم تعلق المصادر على ما تردد من أن التحقيقات، التي شملت المجموعات التي أُوقفت سابقاً وتضم فلسطينيين ولبنانيين، قادت إلى التوسّع في التحقيق؛ مما استدعى، في ضوء اعترافاتهم، ملاحقة أشخاص من خارج الموقوفين بتهمة تسهيل حصولهم على الصواريخ والمنصات والتحضير لإطلاقها.
لكن المصادر تبدي ارتياحها لسير التحقيقات الجارية مع الموقوفين، ولحملات التأييد والإشادة التي قوبل بها الإنجاز الذي حققته مخابرات الجيش بإحباط عملية جديدة لإطلاق الصواريخ، خصوصاً أنها تنم عن توجيه رسالة إلى المجتمع الدولي يراد منها التأكيد على أن لبنان باقٍ على التزامه بتطبيق القرار «1701» بكل مندرجاته، وقاعدته الأساسية حصر السلاح بيد الدولة، وفق تعهّد رئيس الجمهورية العماد جوزيف عون في خطاب القسم، وإصراره على أن القرار قد اتُّخذ وأنه لا عودة عنه، وأن تنفيذه يتم عندما تسمح الظروف، ويبقى على الولايات المتحدة الضغط على إسرائيل لإلزامها الانسحاب من الجنوب والتقيُّد بوقف إطلاق النار الذي تنفذه الحكومة اللبنانية من جانب واحد، وهذا ما يضع الإدارة الأميركية أمام مصداقيتها.
لذلك؛ فإن الإنجاز الذي حققته المؤسسة العسكرية ما هو إلا ثمرة تعاون وتنسيق بين جميع الأجهزة الأمنية اللبنانية، وسيكون حاضراً على جدول أعمال «هيئة المراقبة الدولية» في ضوء احتمال انعقادها نهاية الشهر الحالي، لعل رئيسها الجنرال جيفرز يستعين هذه المرة برافعة أميركية لإلزام إسرائيل الانسحاب لتمكين الجيش اللبناني، بمؤازرة «قوة الأمم المتحدة المؤقتة في لبنان (يونيفيل)»، من توسيع انتشاره حتى الحدود الدولية المنصوص عليها في اتفاقية الهدنة؛ لأنه لم يعد مقبولاً أن تكتفي بتفهمها الموقف اللبناني من دون أن تقرنه بخطوات ملموسة لوقف الاعتداءات الإسرائيلية وانتهاكها الأجواء اللبنانية.
انضم إلى قناتنا على يوتيوب مجاناً اضغط هنا